أنيس الدغيدي .. يكتب :
محاكمة القتلة :
هؤلاء قتلوا أحمد زكي
والوجه الآخر السري للعبقري
- لماذا دفع عماد أديب 8 ملايين جنيهاً لأحمد زكي في مقامرة .. محسوبة جداً ؟
- حكاية عادل إمام ونور الشريف ووحيد حامد والمنتج والطبيب !!
- 8 مليون جنيه ثمن اغتيال أحمد زكي !
- حكاية أحمد زكي وسعاد حسني !
- متى قرر أحمد زكي أن ينتحر ؟!
- عادل إمام لماذا خطف من أحمد زكي فيلم عمارة يعقوبيان أثناء مرضه ؟!
- الأسرار الحمرا ء لأحمد زكي التي لا يعرفها أحد !
- سأدفع لهيثم أحمد زكي 20 ألف جنيهاً عربون دين لأحمد فهل يدفعون ؟
أعلم يقيناً أن السباحة ضد التيار قد تكون مغرقة !!
وأن دخول حرب العصابات يستلزم من جنابك أن تكون عضواً بالمافيا أو لا عبأ ًماهراً على جميع الحبال أو على الأقل تجيد اللعب بالثلاث ورقات !!
وبما أن جنابي لا يفهم في حرب العصابات ولا يؤمن باللعب بالورق وليس عضواً في نوادي النرد والمقامرة .. وبما أن المصاب والمصيبة أكبر من النتائج مهما كانت .. وبما أن الحقيقة مثل الشمس لا تغيب .. ولا تُحجب إلا مع قيام الساعة .. قررتُ أن أعلن الحقيقة وأفجر عشرات الإستفهام في الوجوه الكالحة الذين صنعوا سبوبة بيع أحمد زكي واستثمروا مرضه .. فقتلوه !!
والده ليس قائد طابية .. ووالدته ليست برنسيسة من أسرة محمد علي .. ومع ذلك شق طريقه إلى أن أصبح الإمبراطور والرجل المهم وناصر والسادات .. هو العبقري الوحيد في فن التشخيص الغير قابل للتكرار أو المساومة .. هو البيه البواب حقاً والباشا صدقاً وسواق الهانم لا محالة وهو معالي الوزير .. والأدهى أنه أيضاً ناصر والسادات .. ويبقى اسمه .. أحمد زكي ماركة مسجلة لتفرد الأداء وجنون الإبداع .
يبهرك أداؤه المعجز في شخصيتي ناصر والسادات بالذات – رغم تباين الشخصيتين – في السلوك والشخصية والسيكولوجية والحجم البدني ومع ذلك كان أحمد زكي في قمة درجات الإبهار والانصهار والعبقرية .
وأخيراً انفض المولد !!
وبداية يجد ربي أن أوضح كيف تم اللقاء الأول بيني وبين أحمد زكي .
البداية .. كيف عرفت أحمد زكي ؟
بدأت علاقتي بالنجم الكبير أحمد زكي حين كان يصور فيلم ” أرض الخوف ” وكنت كتبت مسلسل السادات .. ونشرت العديد من الصحف أخباراً كثيرة تقول أن جنابي يكتب مسلسل السادات للنجم الكبير أحمد زكي وكان أحمد يقرأ هذه الأخبار بدهشة بكل تأكيد ..
وفي ليلة عجيبة وفي تمام الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل اتصلت بالأستاذ الكبير أحمد زكي .. – أنا عارف أنه معاد غريب .. لكن نجمنا العبقري أكثر غرابة – قلت له موجزاً :
أنا أنيس الدغيدي ..
فقاطعني : أيوة يا أستاذ أنيس .. انت راجل صحفي .. تقبل أن أؤسس جريدة بنفس اسم جريدتك؟!!
قلت له : لا طبعاً .
قال : أنا أعد لفيلم السادات منذ سنوات طويلة .. فلماذا تكتبه أنت ؟
قلت له : أنا لم أكتب فيلماً وإنما كتب مسلسلاً .. وكتبته لك .. والفيصل والحكم بيننا هو الورق .. والورق فقط .
قال موجزاً : منتظر ورقك بكرة الساعة 9 صباحاً .
قلت له تسعة إلا ربع يكون عندك .. وإن لم يروقك إلقه من النافذة وانتهى الأمر وسأكتب لك إقراراً بدمي بعدم تعرضي لحكاية السادات مطلقاً .
وبمنتهى الجنون حملت له 4 حلقات والملخص .. وتركتهم في السيكيورتي وعدتُ إلى منزلي .. لتصيبني حالة غريبة من التلبك المعوي .. مصحوبة بأشياء غريبة حيث بقيت أقطع شقتي ذهاباً وإياباً .. وأنا في حالة عصبية وخوف ورعب وقلق!!!
بالتأكيد قد تسألونني جنابكم : لماذا يا عمنا كل هذا الرعب ؟!!
والإجابة بسيطة للغاية .. فأحمد زكي هو أهم عبقري تمثيل في عصرنا الحالي .. وهو آل باتشينو العرب .. وهو صاحب الجوائز المرعبة من مهرجانات السينما التي لا تتكلم سوى بالأفرنجي .. وفي قصة ذكرها لي أحمد زكي وهي صحيحة مُخرَّجة ” أقر له النجم العالمي جين هيكمان ذات مرة في مسابقة مهرجان موسكو : أنا أخذت منك الجائزة ” كوسة ” مستر أحمد .. أنت عبقري ” !
وهو عبد الناصر .. كما شهدت بذلك السيدة هدى عبد الناصر وجميع أبناء الزعيم ..
وهو الذي ابتسم منه الرئيس السادات وهو يشاهد مسلسل الأيام ثم قال : هذا الولد العبقري لازم يمثل قصة حياتي .. ) روت هذه الواقعة لي السيدة جيهان السادات وكذلك أحمد زكي .
وهو الذي ستة وخمسين فيلم في عمر قدره الفني حوالي 33 سنة فن حتى الآن !! في حين أن نجوم كبار مثل محمود المليجي وفريد شوقي وإسماعيل ياسين مثلوا أكثر من نصف هذا العدد في سنة واحدة !!!
لكن أحمد زكي يهتم بالكيف .. بالنكهة .. التزوق .. فأصبح فلتة عصره ..
فلماذا لا تصيبني حالة من الجنون والتلبك والهزيان .. بل والهرطقة ؟!!
لأنه سوف يقرر أأكون كاتباً أم أنتحر ؟!!
والأغرب من ذلك .. أنه في عصر ذلك اليوم نفسه يوم استلم الورق من جنابي ” ولاحظ أن أحمد زكي يصور فيلم أرض الخوف ” !! في نفس عصر ذلك اليوم وجدت زوجتي تقول لي : أحمد زكي على التليفون !!
هكذا قالتها خبط لزق .. أحمد زكي .. دون ألقاب أو مقدمات ..
فتناولت منها السماعة ثم وضعت كفي على التليفون وقررت أن أطلقها .. نعم .. أطلقها لأنها نطقت اسم أحمد زكي مجرداً !!
ثم نظرتُ إليها فإذا هي حامل في شهرها الثامن .. في ابنتي ” سارة ” فقلت أتريث حتى تضع ثم يقضي الله أمراً كان مفعولاً ..
وتمتمتُ : أيوة .. يا فندم ..
أحمد زكي : أيوة يا أستاذ أنيس يا دغيدي .
أنا : بالمناسبة لستُ قريباً ولا أمت بأية صلة للمخرجة المبدعة إيناس الدغيدي .. هو تشابه ألقاب !!
قال : بسرعة يا أنيس .. أنا عارف إنك أكيد قلقان ومش طبيعي ..
وعليك أن تتوقف لتقول : يا نهار زي بعضه يا مولانا .. مكشوف عنك الحجاب ؟!!
لكن ذلك لم يحدث مطلقاً .. لأنه لم يعطني فسحة من الوقت للرد .. ثم قال .. أنا قرأت الحلقات .. رائعة .. جداً .. أنا باراهن عليك .. إنت كاتب المستقبل يا أنيس .. قول للناس أحمد زكي بيراهن عليا !!
خد .. معاك الأستاذ حسين القلا المنتج السينمائي .. ح يكلمك .. نسقوا مع بعض علشان ح نتقابل مع بعض دلوقتي النهاردة .. علشان نتفق على الشغل ونمضي الشغل سوا وح أكلفك تكتب لي فيلم الضربة الجوية عن حياة الرئيس مبارك !
وجائني صوت المنتج المثقف المحترم الأستاذ حسين القلا وتحدثنا ولم استوعب شيئاً أثناء محادثتي مع القلا ” من الخضة ” سوى مكان المقابلة .. وفي أحد كازينوهات شارع الهرم حيث كان النجم الكبير يصور فيلم أرض الخوف .. كان الأستاذ أحمد والأستاذ حسين القلا في انتظار جنابي !!
اصطحبت معي زوجتي لزوم الإعتذار والذي منه .. أو لزوم الفرجة على النجم العبقري لا فرق .. وهناك لقيني أجمل كائن في الدنيا .. هاشاً باشاً كأنه في هرية رزنة .. قريته .. فجأة وجدته يتحدث بلهجة القرية مثلي ليشعرني بأمان المكان ويكسر بريق نجوميته الذي لا يكسره ملك سليمان حتى لا ” أسورق ” من الخضة !!
وإذا بالأستاذ الكبير يفتح لنا المشروبات بنفسه ويصب لي في ضيافة طائية ليبصم لك بالعشرين أنه وريث حاتم الطائي .. وتأكدت بعد ذلك ” طيلة علاقة صداقتي الممتدة بأحمد حتى رحيله ” أن هذه الفضيلة تلازم شخصية النجم الأسمر دوماً بفعل الحب والعادة والإيمان .. .. فلا فكاك منها أو منه .. فـ كليهما يقيم في الآخر .. أحمد وفضيلة الكرم .. ليعلم أهل النجومية آداب التعامل مع الصغار أمثالنا .. وأذكر أن أحمد زكي حين كان يصطحبني ” في عزومة ” على نفقته الخاصة طبعاً سواء في مطاعم القاهرة الفخمة مليون نجمة .. أو في محل مسكنه أرى العجب العجاب !!
أرى مائدة مستطيلة عامرة بصنوف الطعام العديدة والتي تكفي لأورطة من عثامنلي أو كتيبة من جنود محمد علي .. أرى شاب أسمر .. في حالة ابتسام دائمة ولو كان يتألم من شجون الدهر يجلسني أولاً بجواره وبيننا أحد أركان المائدة المجنونة .. وكنتُ قديماً أسأله :
لمن كل هذا الطعام يا مولانا ؟!! عندنا ضيوف آخرين بعون الله ؟!!
فتأتيني ابتسامته الساحرة :
كُل يا عم أنيس وممنوع نسيب أي حاجة .. ح تاكل لما تموت .. فاهم !!
ثم لا يحلو له طعم طعام أو لون شراب إلا وهو يناول جنابك عدة شرائح لحم متتالية تكفي لأن تسد عين الشمس .. أو يقذف في فمك بدفعات دجاج مشوي بعضها يكفي لحل أزمة الجوع في إفريقيا .. ثم يصب لك الشراب لتشرب بيده أو يحمل لك الخبز من الفرن المجاور بنفسه !! ما هذا الـ أحمد زكي يا ربي ؟!!
إنه وصفة كرم سحرية وكيمياء عطارة أخلاق تسكن زماننا من العصور الحجرية ولا ترغب أن تبارح عالمنا الكئيب لتعلمنا أُسس القيم وصالح السلوك ..
وما سر علاقة أحمد زكي بالناس حتى الصغار .. الأطفال ؟
سارة إبنتي تعاني من إدمان حب أحمد زكي .. أذكر أن أحمد زكي دعاني وزوجتي ثلاث مرات وفي كل مرة يُصر على أن تكون سارة إبنتي وردة الدعوة .. أو بالأحرى ” حفل على شرف الآنسة سارة ابنتي ” وعمرها الآن 7 سنوات ونصف .
ما زلت أتعجب كيف يتعامل معها أحمد زكي .. سارة متمردة جداً .. شقية للغاية .. كانت في أول سني اكتشافها للمشي وكانت تُصِّر على أن تطور هذا الإكتشاف ” المشي ” إلى انطلاق كالسهم في كل مكان وكان اللقاء الأول الذي تحضره الآنسة سارة ابنة جنابي في فندق رمسيس هيلتون الذي كان يقيم فيه أحمد وكانت تنطبق وهي تجوب أركان المكان وأنا أكاد أتعصب على زوجتي لتمسك بها في محاولات يائسة من تحطيم المكان .. وكان أحمد ” دائماً وفي كل مرة ” يبتسم .. ويرفض عصبيتي ويذكرني بعصبيته ” زمااان ” ويقول : أنيس يذكرني بأحمد زكي زماااان ليس فقط في الملامح .. ولكن حتى في العصبية .
وتبدأ دروسه لجنابي في الهدوء والتعامل مع الأزمات .. لكنني أشهد أنه يفشل كثيراً في ترويض نفسه .. ورحل أحمد زكي وهو أسرع كائن في الدنيا يكسر المنضدة ويهد المعبد ويعلن : هيه يالا مش لاعب !!!
إنه الولد العبقري المتمرد على كل شيئ في أعماق الفتى الأسمر العبقري .. وبدونه لا تستقيم عظمة أحمد .
ها هو أحمد زكي يلاعب الآنسة سارة أنيس الدغيدي بكل الأنواع والأشكال ويضحك من القلب وها هي تستجيب له فقط وتضرب بنصائحي وتوسلات والدتها ونظرات الحضور عرض الحائط .. ها هو أحمد زكي ملاعب القرود في أربعة في مهمة رسمية وأحمد زكي مروَّض الشرسة رغدة في استاكوزا ها هو الأب الحنون في ” اضحك الصورة تطلع حلوة يعلمني دروس الحب حين يلاعب سارة ويروضها فتستجيب له وتكف عن تحطيم فندق رمسيس هيلتون ” وأحمد زكي جاهز لدفع التعويض اللازم ” .
ها هو جناح أحمد زكي بالفندق يجمعنا .. العبقري والعبد لله وربنا ثالثنا .. جنابي دخل الجناح .. أحمد خرج لي يحاول ارتداء الفانلة الداخلية .. ثم قميص يحشره في البنطلون الجينز بغير اعتناء ..
ويبادرني : فِطرت يا أنيس ؟
وقبل أن أجيب يعلن فرمانه : ح نخرج نتغدى برة دلوقتي .
يعلم أنني أكره التدخين يحجم عنه .. يرفض الجلوس .. يحدثني عن أزمة السينما 4 ساعات متتالية .. يقطع الجناح ذهاباً وإياباً .. لا يهدأ ولا يجلس في مكان قط .. وجنابي جالس .. أنهض واقفاً .. يقترب ويجلسني ويستمر في حديثه المجنون .. مما يشعرك أن السينما والدته أو زوجته أو ابنته الوحيدة .. علاقة حب وتزاوج وانصهار وشجون تربكه بها .. يناولني أكوام السيناريوهات التي تسكن ” شبَّاك ” السيناريوهات في جناحه قائلاً في ألم ومرارة :
سيناريوهات .. سيناروهات لأحمد زكي .. والسلام .. كل اللي يهمهم فيلم مع أحمد زكي .. ومش قادرين يفهموا انهم بيوجعوا قلبي في القراءة وأنا مش عايز أفلام لها قيمة وقضية ودور في دفع عجلة السينما .. السينما بتنهار .. بتقُع .. بسبب سبوبة جديدة .. السينما تجارة وفن .. ماشي .. لكنها إبداع وأمانة .. وموقف ومصيبة سودة …. و …..
وهكذا يعاني أحمد زكي من صداع الفن المزمن وفيروس السينما القاتل دوماً وكارثة التليفزيون وغيبوبة المسرح وفقدان ذاكرة الإذاعة .. فنان يتعامل بأعصابه .. بدمه الذي يحترق من أجل مهنته . هذا هو أحمد زكي الفنان الذي يحترم نفسه وجمهوره وقضيته فطبيعي أن يحترمه العالم بأسره .. طبيعي أن تجد في مستشفى دار الفؤاد سيدة من المنوفية متزوجة ومحجبة ولا تشاهد أفلام أو مسلسلات وتجلس أمام غرفة أحمد زكي لتقرأ له القرآن وتدعو له طوال يوم كامل .. وتؤمن بأن أحمد زكي إنسان وفنان محترم .
لذلك كان من الطبيعي أن أخشاه حين يقرأ ورقي ..
ونعود إلى لقائي الأول بأحمد زكي وهو يصور فيلم أرض الخوف في حضور المنتج الكبير حسين القلا والمخرج الرائع داود عبد السيد .. في أحد كازينوهات شارع الهرم ..
إنه أحمد زكي الذي أجلس بجواره وهو يقود سيارته في شوارع القاهرة ويعطيني دروساً مجانية في الصبر على النجاح وتحمُل المعانة .
جلس أحمد زكي 3 ساعات وربع بالتمام والكمال يتحدث وهو متقمص شخصية السادات .. ويا ليتنا كنا صورناه .. لكان الفيلم قد انتهي دون سيناريو أو إخراج .. هذا هو أحمد زكي .. وهكذا أحلامه .. ينغمس فيها ويحياها بأعصابه ودمه وروحه فيمتزجان معاً .. من هنا بدأت علاقتي بأحمد زكي النجم الإسطورة .
ديون أحمد زكي هل تعود لهيثم ؟
وبالفعل وقعت فيلم ” الضربة الجوية ” مع أحمد زكي وأشهد أمام الناس أنني لديَّ عربون قدره 20 ألف جنيه لأحمد زكي من حساب فيلم الضربة الجوية الذي وقعته مع أحمد بحضور المنتج الكبير حسين القلا وسأدفع هذا المبلغ لنجلخ هيثم كـ حق لوالده . فليشهد الجميع وانتهزها فرصة لأسأل كل من لديه عربون كـ دين لأحمد زكي عن عمل ما ولم يكملوه أن يردوه لنجله كـ حق مستحق لوالده النجم الكبير .
رغم أنني وقعت معه وحصلنا على موافقات رسمية من رئاسة الجمهورية وأجهزة المخابرات والإعلام عن الفيلم سوياً أحمد زكي وأنا إلا أن المشروع لم يتم برحيل النجم الكبير .
اللقاء الأخير
التقيته بعد غياب حين عاد من رحلة فحوصات وعلاج في باريس وكان اللقاء في مستشفى دار الفؤاد .. ما إن خرجت من المصعد حتى شاهدته يجلس كعادته .. حين كنا نلتقي في الفندق الشهير الذي يقيم فيه .. وحوله كوكبة أحباءه .. النجمة الكبيرة رغدة .. والنجمة الرائعة نادية الجندي وصديقه الحميم الكابتن طيار جهاد بك رفيق دربه ابن محافظة الشرقية أيضاً .. والسيدة الفاضلة شقيقة المرحومة هالة فؤاد والدة هيثم أحمد زكي التي لا تترك أحمد زكي قيد أنملة .. إنه الوفاء العظيم .. والفنان الرقيق كمال أبو رية .. وها هو الرقيق القلق دوماً هيثم نجل العبقري أحمد زكي الباحث بعينيه في وجه أحمد فتطمئنه نظرات أحمد زكي :
ما تخافش يا هيثم .. أنا معاك وح اقهر المرض بإذن الله .
وغيرهم من نجوم الفن والمجتمع والسياسة والأدب والرياضة والدنيا من عرب وعجم وبلاد تركب الأفيال .
رأيته يجلس .. بوداعته وسمرته الرائعة .. وعينيه النافذة .. ونظراته المعبرة .. التي تحكي لك كل شيئ .. فأحمد لا يستطيع أن يخفي شيئاً مطلقاً .. نظراته تفضح كل شيئ .. فهو يحب بصدق .. ويرفض بصدق .. ويعطي بصدق .. ويختلف بصدق .. ويتفاوض بصدق .. والأهم من كل ذلك .. أنه يعيش بأعصابه .. بدمه .. بروحه .. لا يعرف الزيف .. رأيت صديقه الحميم الكابتن جهاد يجلس عن يمينه وأمامه تجلس النجمة الصديقة الصدوقة المخلصة رغدة .. ابتسمت وقلتُ : ما هذا ؟!! هل هذا عباس العنتيل في فيلم استاكوزا .. ضربته رغدة في منطقة حساسة وسينهض أحمد زكي أو عباس العنتيل لينتقم فوراً ..
ضحك أحمد ورغدة ..
وما أن نظر أحمد زكي إلى عيوني حتى طمأنني قائلاً :
كله تمام .. كله كويس .. ما تقلقش ..
ثم مد يده وتناول ” النسكافيه بتاعه ” وسحبه ( كالعادة ) ليؤثرني على نفسه !!!
– خُد يا أنيس اشرب ده .
ثم تتعجب حين يسأل عن سارة ابنتي :
وقبل أن أجيبه دهشة : وده وقته يا عمنا ؟!!
يبادر بتناول قطعة شيكولاته من أمامه ويضعها في جيبي :
دي توصلها لسارة الدغيدي يداً بيد .. وح اسألها .. قول لها عمك أحمد باعت لك دي والباقي لما أشفوها .
وطبعاً تحدث ثورة في منزلي من سارة هانم : عايزة أروح لعمو أحمد زكي حالاً ..
هذا هو أحمد زكي الغير قابل للتكرار والذي ليس له فرع آخر .. ينسى آلامه ويذكر الدنيا وهمومها .. وهو في عز همومه .
من قتل أحمد زكي
والآن هل يسمح لنا عباقرة البيزنس بأحمد زكي أن نحاسبهم ؟!
بلغني من مصادر متعددة في فيلم حليم آخر أفلام أحمد زكي أن العديد ممن لهم مصلحة مباشرة بالفيلم يتمنون موته حتى ينجح الفيلم ويكسر الدنيا !!
فهل يعقل هذا ؟! تجارة بأحمد زكي ؟! مؤتمراً صحفياً لأحمد زكي وفيلم حليم وهولا يستطيع أن يمشي ويتم دفعه إلى الميكرفون دفعاً ليخاطب الناس ؟ وهو معترض ويبرطم ” .
مسألة تصوير جنازة أحمد ليست مطلبه الشخصي وإنما تم تمرير هذه الفكرة إليه من آخرين “لهم مصلحة مباشرة بالفيلم وتسويقه أرباحه ” وأحمد طيب وبلع الطُعم .
تسريب أخبار موت أحمد زكي قبل موته بأسابيع عدة مرات كان من أجل لعبة تسويق الفيلم .. لماذا ؟!!
ظهور الطبيب المعالج لأحمد زكي بصحبة منتج الفيلم في التليفزيون المصري يوم وفاة أحمد زكي مساءً ” وأحمد لا يزال في الثلاجة قبل دفنه بيوم ” وكل منهم ” فاشخ فمه ” بل ويضحك وفضلاً نراجع الشريط لو مش مصدقيني وذلك بحضور الأستاذ لبيب معوض الذي لم يضحك أو يبتسم مطلقاً !!!
طبيب فاشل ماتت حالته التي يعالجها ” مع تسليمنا أن الأعمار بيد الله ” لا يجب أن يظهر في وسائل الإعلام يتكلم عن خيبته !! ومنتج خطط للعبة كلها باتقان .. كيف يضحكان وأحمد زكي في الثلاجة !! فهل يخبرنا هذا الطبيب ” النكرة في مهنته ” عن حجم الشهرة التي عادت إليه من علاجه لأحمد هو ومستشفى لم يكن يعرفها أحدا ! ؟!
أخوانا الزملاء الصحفيين إياهم الذين أعلنوا الأخبار ” السبق ” ومنهم من أعلن على شاشة التليفزيون المصري قبل موت أحمد بأكثر من أسبوع نصاً : أن حالة أحمد زكي أكثر من حرجة والحقيقة التي لا يعلمها أحمد زكي أن مرضه قاتل ولن يعيش أكثر من ذلك ونحن لم نخبره بحقيقة التقرير الطبي الأصلي الذي شخص حالته .. فلو كان سامعنا دلوقتي ما يزعلش .. ادعوا له !! ” وبرضه لو مش مصدقيني نسمع الشريط من تاني .
الحقيقة أنه لم يدخل باب المستشفى مخلصاً واحداً لأحمد زكي غير النجمة رغدة والكابتن طيار جهاد والفنان يحيي الفخراني وسمير عبد المنعم ابن عمة أحمد زكي الذي كان يرافقه وعادل حمودة وإبراهيم عيسى والمرحوم ممدوح وافي والعبد لله .. ودمتم .. أما الجميع فـ مصلحة أو بيزنس في رواية أو شغل الثلاث ورقات في أقرب الروايات إلى الصحة .
أما كل نجوم لعبة برامج ماسبيرو والفضائيات فـ ببيزنس بأمارة الجُثة والثلاجة ولقاءات التليفزيون وحكي النكت ع المرحوم !!
ولقد عرض منتج الفيلم في لقاءه إياه ” وأحمد زكي في الثلاجة بحضور الطبيب إياه ” أنه سيقدم كل شيئ لهيثم نجل أحمد زكي .. وأتمنى أن يذكر هذا ويذكرني به بعد 3 شهور بلاش سنة من تاريخ وفاة أحمد !!
تم إغراء أحمد زكي بمبلغ الـ 8 مليون جنيه وهي أجره في فيلم حليم .. لماذا ؟!!
نعم هي أعلى أجر في تاريخ السينما لفنان مصري .. ولكن لماذا لم يدفعها المنتج لأحمد زكي قبل مرضه ؟! هل هذا لاستغلال مرضه وعمل فيلم يعوضه الملايين حتى في حالة موت أحمد ولو صور ربع الفيلم .. سيتم بيع ربع الفيلم وأغنياته لبرامج وقنوات فضائية بأضعاف مصاريفه وتكلفته وسيربح الكثير .
أكرر لماذا دفع المنتج كل هذا الأجر لأحمد زكي وفي ذلك التوقيت بالذات ؟!
هل لأن المنتج يعلم قدر أحمد زكي ؟! أم لأنه ناوي يدفع لأحمد زكي نقوداً ” لله ” مسببة كصدقة جارية وفاعل خير ؟!
فإن قال أنه أنتج من أجل أحمد .. نقول له أين أفلامك التي أنتجتها قبل هذا الفيلم ؟!!
وأحمد زكي أمامك من زمان .. أين كل هذا الحب ؟!!
وإن قال المنتج أنه كان يريد أن يهب أحمد زكي نقوداً في شكل مستتر .
قلنا له : أنت أكثر من يعلم أن أحمد زكي لا يقبل صدقات أو هبات أو هدايا من أحد !!
فكيف أنتجت له هذا الفيلم وأنت لم تنتج – أصلاً – من قبل ذلك !! ولكنك دخلت لتنتج معه ” عمارة يعقوبيان !! وقبله يا مولايا كما خلقتني !!
ثم إن هل ثبت أن جناب المنتج أقدم على بناء مسجد أو منشأة خيرية بمبلغ 8 مليون جنيه حتى يقدمها هبة لأحمد زكي ؟!!
والسؤال الأخطر : كيف تجعلون أحمد زكي ينتحر في التصوير ليجهد نفسه وينتهي وتجلسون أنتم في الفضائيات وعلى الشاشات الأرضية تسوقون ميت لم يزل حياً وفيلماً لم يكتمل ؟! فها قتلوا أحمد زكي ؟!
برنامج الست أميرة عبد العظيم
رواية كل شهودها أحياء ما عدا أحمد زكي ..أعلنها لرجم القتلة في ميدان عام ومحاكمتهم في دار القضاء العالي :
طلب مِني صديقي المنتج الكبير محمد فوزي أن يقدم برنامجاً يتم تصويره مع أحمد زكي وأقوم أنا بمحاورة أحمد زكي وتقديمه وإعداده في مقابل أن يحصل أحمد زكي على مليون جنيه ويصور ساعتين فقط .. ووضعت البرنامج وعرضته على أحمد زكي بشهادة النجمة رغدة وصديق أحمد الحميم الكابتن طيار جهاد بلدياته ابن الشرقية الحبيب وذلك بشهادة هيثم أحمد زكي والسيدة المهذبة شقيقة المرحومة هالة فؤاد والدة هيثم .
وقال لي أحمد بالنص : أنا تعبان جداً يا أنيس حالتي لا تسمح بالكلام أو التمثيل أو البرامج وأنت أكثر واحد عارف مصلحتي وتهمك صحتي .
اليوم التالي في المستشفي إياها وجدت أحمد عصبياً وغاضباً .. ووجدت كاميرات تليفزيون والمذيعة أميرة عبد العظيم موجودة .. سألت أحمد زكي : فيه إيه يا مولانا ” كما اعتدت أن أناديه ” مالك زعلان ليه ؟!
قال بالنص : كلمني الوزير صفوت الشريف وطلب منِّي كلمتين عشر دقائق لبرنامج مساء الخير يا مصر النهاردة وأنا تعبان مش قادر اتكلم .. ومضطر اتكلم علشان أطمن الناس علي حالتي .
وابتدت الست أميرة هانم عبد العظيم الحوار وأحمد ” عارف ” أنه لبرنامج مساء الخير يا مصر” ولنراجع الحوا رمعغأً ” سنجد أحمد يقول لها نصاً : ما علهش بقى يا مدام أميرة كان نفسي أظهر معاكي في البرنامج بتاعك . .ظروف بقى .. ” يقصد ليلتي ” فابتسمت جنابها وقالت له بذكاء فطري ابن لزينه ” : إنشاء الله ح نظهر في ليلتي برضه .
عايز تعرف جنابك كيف حدث هذا ؟!!
وأنهى الحديث بعد قرابة نصف ساعة وهو يشتكي من الألم .. لكنها على طريقة مصلحتي وانشالله يموت هوه واللي خلفوه استمرت في الحوار وأحمد بطبيعته “يتوه في الحديث ويستمر ويتعامل بأعصابه ” . حتى استمر الحوار ساعة ونصف فأذاعته في برنامج ليلتي !! فهل بسلامتها قتلت أحمد زكي ؟!
شيفاليه وبسلامته الطبيب إياه وزكي
أحمد زكي يلقي بريقه وظلاله على من يقتربون منه حتى ولو كانوا يحيون في ظلمات المشرحة أو غياهب المستشفيات الخاصة .. الدكتور الفرنسي شيفاليه قال للوفد المرافق لأحمد زكي أروتني أفلام وأعمال ذلك الفنان حتى أعرفه أكثر وأفهم حالته بشكلٍ كامل .. فأخذوا له خمسة أفلام لأحمد زكي فشاهدها ثم قال : الراجل ده ميت من عشر سنوات .. هذا رجل يتعامل مع الحياة بحريق أعصابه .. والطبيب الضاحك إياه الذي ترك أحمد زكي في ثلاجة المستشفى وهرول إلى مبنى ماسبيرو ليلحق بآخر ضوء له من سبوبة أحمد زكي ويحصل على آخر سهم له في بورصة اللعبة لم يكن شفاليه يتعامل معه وإنما كان يتعامل شخصياً ” فقط “مع السيد محمد عوض تاج الدين وزير الصحة .. فأين برزت بطولة الطبيب الضاحك بتاع ماسبيرو !! إنه طبيب وضع في القصة من أجل استكمال الدور واللعبة في حين يستحيل أن يفعل ذلك الدكتور الوزير لأنه رجل حترم اسمه ومهنته .
أحمد زكي وسعاد حسني
أختير أحمد زكي لبطولة فيلم ” الكرنك ” أمام النجمة الكبيرة سعاد حسني فقالت سعاد حسين : فين الولد الجديد ده عايزة أشوفه .
وحين أُدخِلَ عليها أحمد زكي صاحت غاضبة وقالت : إيه ده ؟!! ده نجرو أسود .. جيبين لي واحد زنجي يمثل قُدام سعاد حسني ؟! أنا عايزة واحد تاني . فما كان من أحمد زكي إلا أن قال قال : الواد النجرو اللي مش عاجبك ده بكرة ييجي اليوم اللي تتمني تقفي قُدامه .
وحين أخبرني أحمد بالقصة قال لي : والله يا أنيس ما كنتش واثق من نفسي وقتها مية المية إني ح انفذ وعدي لسعاد حسني لكني قلت انتقم لكرامتي وبس .
لذلك فإن أحمد زكي كان عنده مشاعر خاصة نحو نور الشريف بسبب فيلم الكرنك .
ثم هرول إلى صديقه الحميم وأستاذه الكبير صلاح جاهين وكان في مبنى جريدة الأهرام وفي مكتب كمال الملاخ كان أحمد زكي يلقي نفسه من شرفة المكتب لولا تدخل ولاد الحلال .
ولم يمر عامين حتى طلبته سعاد حسني بنفسها لتعتذر وتطلب منه مشاركتها في فيلمي : شفيقة ومتولي ” و ” موعد على العشاء ” والدرجة الثالثة .. الذي تعطل كثيراً لأنه كان بيتبغدد عليها رحمه الله ليرُد لها موقف فيلم الكرنك .. وأخيراً مثَّلوا معاً فيلم الراعي والنساء .
وأعلن اليوم سراً لم يطلع عليه أحد حيث يوم وفاة سعاد حسني اتصل بي أحمد وهو يبكي لأكثر من ساعة ويخبرني أن سعاد حسني ماتت يا أنيس . والغريبة اللي تجننك أنه قال لي : أنا أول واحد ح يحصلها أنا عندي إحساس بكده . والغريب أنه لم يكن مريضاً وقتها ولا حتى بأنفلونزا !! فها قتلا أحمد زكي ؟!
أحمد زكي وعادل إمام ووحيد حامد
أما النجم الكبير عادل إمام فزار أحمد مرة واحدة بعد مرضه ولم ينتظر حتى يصحو أحمد من نومه ” وذلك قبيل سفره لباريس للعلاج من السرطان ” وترك له ورقة صغيرة مكتوب فيها ” بحبك يا زكاوة ” .
وحين قرأها أحمد زكي ابتسم عجب ودهشة في مرارة وقال : وأنا كمان بحبك يا عدولة !!
ثم يأتي الموقف الحاسم .. فالسيناريست وحيد حامد كتب رواية بسلامتها : عمارة يعقوبيان ” وقدمها لأحمد زكي أولاً ليلعب بطولتها ثم قدمها لعادل إمام أيضاً .. وعلم عادل أن السيناريو عند زكي .. فتحمس له عادل إمام ” نكاية في زكي ” !!
وعرض على عمنا وحيد حامد أن يمثل المشروع وحين أخبره وحيد أنه في ورطة من صديقه أحمد زكي لأن السيناريو لديه أغراه عادل إمام وقال له سأمنح إخراج الفيلم لولدك مروان وحيد حامد ..
وحين علم ذلك أحمد زكي هرب من المستشفى وذهب للقاء وحيد وعادل إمام وهو ينزف ويعاني من الجلطات وحالته سيئة وحدثهما باسم المهنة واحترام والصداقة” إياها ” الإنسان فلم يستجيبا ” أذن من طين وأذن من عجين ” ! وخرج أحمد زكي غاضباً فأصابته جلطتين في الطريق .. فهل قتلا أحمد زكي ؟! وسؤال أخير أين عادل إمام من جنازة أحمد زكي ؟!
واللي يجننك بقى أن نور الشريف قرر أن يشارك عادل إمام بطولة فيلم عمارة يعقوبيان !! فهل هذا كله نكاية في النجم الأسمر ؟!
انتحار أحمد زكي
سؤال أحمر : هل انتحر أحمد زكي ؟!
إجابة سوداء : إن أحمد زكي يمثل ويشخِّص بأعصابه ففي كل دور يمثله يتعايش معه لدرجة التزاوج والتوحد والتوائم فمثالاً أخبرني أنه حين ” شخص ” دور الضابط هشام في فيلم زوجة رجل مهم وهو دور ضابط شرطة منحرف أصابته حالة عصام وذهان مرضي بعد أن تم إحالته من المعاش فأصاب أحمد زكي في تلك الفترة مرض عصب القولون وتردد على الدكتور المنيلاوي الذي عالجه من توتر ظل مصاحبه بسبب الشخصية المريضة نفسياً .. وحين مثَّل شخصية جمال عبد الناصر تقمصه لفترة بعد انتهاء الفيلم لدرجة أن بعض الناس كان يقولون : أحمد زكي لسة عامل لنا فيها عبد الناصر !!
هو نفسه كان يعلم ذلك ويحاول التخلص منه بواسطة الأطباء المختصين بالسيكولوجي .. وكذلك أصابته هذه الحالة مع فيلم السادات .. تقمص السادات .. فلماذا وافق أحمد زكي أن يشخص شخصية رجل ميت ؟!! وهو عبد الحليم حافظ ؟!
لماذا قرر أن ينتحر بدور رجل مريض فتوحد مع الشخصية وانفعل معها وعاش المرض فعلاً فمات ؟!
لقد تقمص أحمد زكي شخصية عبد الحليم ومرضه وانهياره لدرجة التوحد فانهار بذلك جهاز أحمد زكي المناعي الذي يواجه به المرض .
إن اتصال الرئيس مبارك بأحمد زكي وهو في أحلك الظروف كان ينعشه ويجعله ينهض ليتجول في المستشفى وآخر اتصال للرئيس بأحمد زكي نهض على إثره وقال لمن حوله : الريس لسة مكلمني .
ثم انتشى وأصر أن يخرج لينزل حديقة المستشفى وجلس فيها بصحبة نجله هيثم .هذا هو أحمد زكي يتقوى جهازه المناعي كالسحر بفعل المؤثرات الخارجية ويهبط جهازه كذلك بفعل المعايشة لدور رجل ميت .. فمات أحمد زكي .
فهل تفانى أحمد زكي في عمله لدرجة الإنتحار ؟! وهل استغلوه الآخرين ” حتى القتل ” بغية إنجاز فيلم حليم ؟!! وهل انتحر أحمد زكي حين كان يدخن لدرجة الموت فقتل نفسه ؟!! استفهامات يجب أن نضعها في الحسبان ونحن نبحث أسباب وفاة أحمد زكي ثم نتهم مرض السرطان كآخر قاتل لأحمد زكي .
اللقاء الأخير بـ زكي
قبل موته بساعات حين كان في أسوأ حالاته الصحية وكنتُ أهديه كتابيَّ الأخيرين : اعترافات جيهان السادات وجمال عبد الناصر وهو على سرير المرض تساءلتُ : من أنهك أحمد زكي واستنفذ قواه فخارت وانهارت فقطع التصوير مراراً ليدخل المستشفى ؟! هل المرض ألأم من تاجروا بسبوبة أحمد زكي ؟!
من هو أحمد زكي ؟
تسألني جنابك من هو أحمد زكي ؟! وماله مش عيب .. هو أحمد زكى عبد الرحمن مواليد الجمعة 18 نوفمبر 1949 .
بعد وفاه والده و زواج والدته من عمه تربى ” أحمد زكى” فى رعاية جده .. دخل المدرسه الصناعيه حيث شجعه الناظر على التمثيل المسرحى.. التحق بعدها بمعهد الفنون المسرحيه وأثناء دراسته بالمعهد شارك فى مسرحيه ” هالو شلبى”.. ثم تخرج عام 1973 و كان الاول على دفعته.. بداياته الفنيه الحقيقيه كانت مع المسرح الذى قدم له اكثر من عمل ناجح مثل ” مدرسه المشاغبين” و ” العيال كبرت” .. يعتبر ” احمد زكى” اليوم من ابرز نجوم السينما المصريه لما قدمه من افلام متميزه بدايه من ” بدور” عام 1974 و حتى ” أرض الخوف” 1999 .. و كما لمع اسمه فى المسرح و السينما تالق ايضا الفنان الاسمر فى التليفزيون فكان له عده مسلسلات التى نذكر منها “الايام” و ” هو و هى” و ” الرجل الذى فقد ذاكرته مرتين” .. حصل ” احمد زكى” على العديد من الجوائز على مدار مشواره الطويل مع الفن و قدم للسينما مجموعه من اهم اعمالها التى منها ” أبناء الصمت” عام 1974 و ” شفيقه و متولى ” عام 1978 ” عيون لا تنام ” 1981 .. و من افلامه فى الثمانينات ” الراقصه و الطبال” و ” النمر الاسود” و”البيه البواب” و ” زوجه رجل مهم” .. و اخيرا فى التسعينات نذكر له ” ضد الحكومه” و ” استاكوزه” و ” ناصر 56 ” و ” هيستيريا” و ” اضحك الصوره تطلع حلوه” وحتى ناصر 56 وأيام السادات وأخيراً معايل الوزير وغيرها يبقى أحمد زكي حالة خاصة ونكهة متميزة وتزوق عجيب لحرفة الجنون في فن التمثيل .. تزوج الفنان ” احمد زكى” من الممثله الراحله ” هاله فؤاد” و له منها ابنه الوحيد ” هيثم .
من أهم أفلامه :
الباطنية 1980 – موعد على العشاء 1981 – درب الهوى 1983- الراقصة والطبال 1984 – البريء 1986 – الحب فوق هضبة الهرم 1986 – البيه البواب 1987 – زوجة رجل مهم 1988 – ولاد الإيه 1989- الهروب 1991 – ضد الحكومة -1992 أرض الخوف – ناصر 56 – أيام السادات – معالي الوزير
أما عن أحمد زكي في فيلمي ناصر 56 وأيام السادات .. سل إن شئت السيدة هدى عبد الناصر والسيدة جيهان السادات .. ستجد في عيونهن العجب والدهشة والدعاء لأحمد زكي في محنته الأخيرة .. ويكفي احتفال الرئيس محمد حسني مبارك بالفيلم وصناعه ومنح أبطال الفيلم وسام العلوم والفنون من الطبقتين الأولى والثانية خلال استقبال سيادته لهم بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة وأهدى الرئيس الوسام من الطبقة الأولى لكل من الفنان أحمد زكي الذي جسد شخصية الرئيس الراحل أنور السادات في الفيلم والكاتب الصحفي أحمد بهجت كاتب القصة والحوار والفنان محمد خان مخرجه. كما أهدى الرئيس الوسام من الطبقة الثانية لكل من الفنانين ميرفت أمين ومنى زكي اللتين جسدتا شخصية السيدة جيهان السادات في مراحل عمرها. والفنان أحمد السقا الذي قام بدور الشهيد عاطف السادات شقيق الرئيس الراحل وقال السيد صفوت الشريف وزير الإعلام بأن الرئيس شاهد عرضاً خاصاً للفيلم وأشاد بأبطاله وبالجهد الذي بذلوه لكي يخرج الفيلم بهذه الصورة الرائعة. وقد عبر أبطال الفيلم عن سعادتهم بتكريم الرئيس لهم .
كما أقام الرئيس مبارك حفل شاي لأبطال الفيلم عقب التكريم شهدته السيدة سوزان مبارك حرم رئيس الجمهورية. وقال الفنان أحمد زكي بطل الفيلم: “إن التقدير الذي شرفنا به الرئيس مبارك هو تقدير عظيم ليس فقط لأسرة الفيلم وإنما أيضاً للفن المصري والسينما المصرية وحينما تكلم الرئيس معنا عبر عن سعادته بالفيلم والتوثيق السياسي فيه وإنعاش ذاكرة الأمة بأعمال مثل “أيام السادات” و “ناصر 56” وقد شعرت عند تكريم الرئيس لنا أننا يجب أن نعطي أكثر وأن نحرص كفنانين على أن نقدم كل ما تشهده بلادنا من أحداث سياسية واجتماعية في تاريخها وأضاف لقد شهدت الرئيس مبارك مواطناً مصرياً يشاهد فيلماً ويشعر بسعادة حيث كان يشهد تسجيلاً لتاريخ رآه في بداية حياته وشارك فيه وأضاف أحمد زكي إنني أتمنى أن أجسد شخصية الرئيس حسني مبارك وهذا مطروح .
وبقية الملف في العدد القادم .. فانتظرونا