أنيس الدغيدي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هؤلاء قتلوا السادات
الأسرار الكاملة لحادث المنصة
لأول مرة .. وبالوثائق والمستندات .. تفاصيل أسرار :
مبارك وأبو غزالة والنبوي إسماعيل وجــيهان
خفايا أسرار عملية حادث المنصة
مفاجأة : الإسلامبولي لم يقتل السادات
لغز صفوت الشريف .. وحقيقة مقتل أحمد بدوي
اسم الكتاب : هؤلاء قتلوا السادات
المؤلــف : أنيس الدغيدي
تليفون : 012 7437622
الناشــر : مدبولي الصغير – ش البطل أحمد عبد العزيز – المهندسين – القاهرة
تليفــون :
فاكـس :
رقم الإيداع :
( جميع حقوق الطبع محفوظة ولا يجوز نهائياً نشر أو اقتباس أو اختزال أو نقل أي جزء من الكتاب دون الحصول علي إذن كتابي من الناشر )
إهـداء خاص .. لسيادته !!
إلى .. الرئيس القادم لمصر ..
أفضل وأشرف لك ولنا .. دعها وتوكل ..
البلد خربانة وكفرانة وعلى كف عفريت.. لنرفع جميعاً أكف الضراعة ونبتهل سوياً .. يمكن نقدر ” نصرفه “.. وأشتاتاً أشتوت بالقوي قوي !
أنيس الدغيدي
إهداء ولوحة شرف
إلى صاحب التاريخ المشرِّف مع حرفة الفِكر الذي لم ينفصل عن الجغرافيا
والذي اتخذ من الصدق عنواناً .. واليقين درباً والإيمان لواءا والكمال المُطلق نهاية مطاف
فصاغ لنا من الكلمة عقداً فريداً ومن الصورة الإعلامية تاجاً نفيساً مرصعاً حين تفرد وتمرد وتجرد .. ثم سما بعطاءه .. فـ فات النجاح وجاوز التميز وناهز الأنجما وقارب الكواكب وساوى الثريا .
فاشرأبت إليه الأعناق في تساؤلٍ باحث :
مَنْ هذا الكاتب العبقري والإعلامي الفلتة والمفكر الجهبز ؟
فتأتينا الإجابة من العلياء جلية أبية :
إنه .. ” رئيس التحرير ” حمدي قنديل ..
الذي لن يُمحى جهده من تاريخ الإبداع حتى ولو دوَّن التاريخ اسمه بـ ” قلم رصاص ” ..
فإليه أهدي هذا الكتاب
أنيس الدغيدي
المقدمة
أنا ضد أعضاء ” نادي الصامتين ” الذين يؤثرون الصمت خشية السلطان أو الرئيس أو صاحب أي سمو أو جلالة ” على قَده ” .
أرفض وبشدة سكون نادي الصامتين وصمته ويؤسفني أنهم إذا ما تحدثوا في حتى في بيوتهم : تحدثوا بإشارات الصُم والبُكم .. فنسوا حتى مصطلحات ” الهمس ” ومفردات الكلام وحروف الأبجدية !!
وتكوموا في بيوتهم رافعوا أيديهم ووجوههم للحائط وقفاهم للسلاطين إيماناً منهم أن : أنفاسهم معدودة .. وامكاناتهم محدودة .. وأن زجاج بيوتهم يمكن أن يهشمه الحاكم – في أي لحظة – حين يجرجرهم إلى غياهب المجهول لو فكروا أن يفتحوا أفواههم .. فسكنوا أُنساً إلى فتوى : إن الله حليم ستار .. وربنا يهد المفتري!!
وأئمتُهم في ذلك زكريا محي الدين .. والصاغ فوزي عبد الحافظ مدير مكتب الرئيس السادات وكاتم أسراره الأول والأخير .. والمشير محمد عبد الحليم أبو غزالة .. فالأول حاولتُ معه أن يتحدث .. فقال لي صراحة :
- عبد الناصر خلاني اعتزلتُ السياسة .. فاقتنعتُ أنها وهماً ودناسة !
والثاني طلبت منه جيهان السادات أن يتحدث معي طويلاً طويلاً .. والتقينا مراراً .. إلا أن الرجل كان وسيبقى ” أبو الهول الصامت ” واعتقادي أنه صامت م الخضَّة !! نعم .. خضة اللي شافه في المنصة !!
ولكن يكفيه أنه قال لي نصاً :
- عايزني أتكلم في إيه بس يا أستاذ أنيس ؟!
بادرته بنظرة ذات معنى ” تحنن الجليد وتسيِّب رُكب مُرضعة الوليد ” :
- وهوه فيه غير حادث المنصة يا فوزي بيه !!
انتفض .. هبَّ .. ثار .. ثم جحظت عيناه .. ثم جفلَّ .. ثم خار وتهاوى ثم سَعلَ وكَحَّ وعطسَ وتفل .. وكاد أن يقطع النفس ” رُعباً ” ويغيب عن الوعي شروداً وحين أفقتُه متسائلاً:
- خير .. حصل إيه يا فوزي بيه .. هيه المنصة ريحتها وحشة إلى هذا الحَدْ ؟!
تلفت حوله رُبع ساعة .. وتمتم بحروفٍ غير مسموعة رُبع ساعة أخرى .. ثم ردد طلاسم وتمائم وتعاويذ لعله يريد أن ” يصرفهم ” وقال لي :
- هوه فيه إيه ؟!
بادرته بدهشة :
- حضرتك اللي فيه إيه يا فوزي بيه !!
حاول أن يستجمع قواه .. ثم ذَهلَ .. ثم بَهلَ .. ثم ابتسم .. ثم عبسَ وبسر .. ثم انفجر ضاحكاً .. ثم كشَّر .. ثم بكى حتى دمعت عيناه .. فقال :
- منصة إيه ؟! عيش يا ابني وما تاخدناش في رجليك .. كله إلا المنصة يا أستاذ أنيس .. أنا لا شفتك ولا أعرفك !!
ثم استدار لولده الفاضل ” أنور ” فوزي عبد الحافظ قائلاً :
– اسندني وتوكل يا ابني .. ع البيت طوالي .
هذا ما حدث نصاً بيني وبيني الرجل الذي أحبه وأقدره إلى أبعد مدى الصاغ فوزي عبد الحافظ والوحيد الذي يشاركني بعنف وصدق وإخلاص في حب وعشق أنور السادات .
أما ثالث أصنام معبد الصمت وإن شئتَ الدقة فقُل الرُعب فهو المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة .. وقد التقيتُ به منذ سنوات في أحد نوادي مصر الجديدة وبعد التحية والشاي والقهوة والذي منه بادرته :
- المنصة ومشيت ليه يا سيادة المشير !! ومش طالب أكثر من كده !
اعتبر أنه لم يسمع شيئاً .. كررتُ عبارتي بتقطيع واضح ومُصِّر لحروفي :
- المنصة ومشيت ليه يا سيادة المشير !! ومش طالب أكثر من كده !
قال متجاهلاً :
- مين ؟!
- اللي سمعته يا فندم .
بدهاء قال :
- ولا سمعت حاجة .
بإصرار قلت :
- المنصة .. وبلاش مشيت ليه !!
تعجب بدهشة ثم تمتم :
- دي أوسخ م التانية !!
أخذت طرف الخيط :
- تعتقد ” وسخة ” لماذا ؟!
- هي مين اللي وسخة ؟!
- المنصة !!
- أنا قلت المنصة ؟!
وهكذا يهرب الرجل منك فبادرته :
- طيب مين هي اللي وسخة ؟
- أنا عارف ؟!
- طيب مشيت ليه ؟!
- سُنَّة الحياة .
- بس اللي حصل مش سُنَّة ولا فرض .. ده قانون طوارئ ومهزلة .. اللي حصل ….
قاطعني وهو يوقف خطبة عصماء كنتُ أنوي أن استثيره بها لأحدثَ فيه ثورة لعله يتذكَّر أو يخشى .. فخشى طبعاً ونهض واقفاً ثم هَذى وأرغى وأزبَدَ فقال حاسماً :
- شوف يا أخ أنيس لو عايز تقعد معايا تاني ما تكلمنيش في حاجتين أبداً “السياسة والعسكرية ” أهلاً بحضرتك تلعب معايا طاولة .. دومينو .. نشرب قهوة .. لكن كلام في دول .. لأ .. من فضلك .
فاخترتُ ألا أكلمه وألا أجلس معه مرة أخرى !!
إنني ضد كل الذين كمموا أفواههم بأنفسهم بفعل الخوف استناداً على فِقه : للبلد رب يحميه !!
ولستُ أؤمن بفتاوى : وأنامالي .. أو بفلسفة الرمال والنعامة .. أو بالقاعدة السياسية الفقهية التي تقول : صُنْ لسانك يسلم قفاك ولا تتشرد عيالك !!
وذلك باختصار لأن عيني ليست مكسورة .. ودواتي ومحبرتي ليست مأجورة ولا مفتوحة لأي سِنْ قلم على المشاع .. وأفكاري غير مطروحة البتة للرهن أو الإيجار أو الإبتياع .
وكذا لستُ أركن إلى أعضاء حزب السكوت ويستحيل أن يسجل تاريخي أنني من فئة مرتزقة النظام الذين يأكلون بأثدائهم وأمعائهم ولستُ كذلك من مهابيش الحكام الذين يعيشون على نهب الثروات وإن اتخذوا مُسمى : رجال الأعمال أو أصحاب الحظوة .
من هنا كان لِزاماً عليَّ أن أبحث في ” حادث المنصة ” كأخطر حادثة سياسية دموية في تاريخ مصر .
من هنا استوجب البحث واستلزمت الدراسة فأصبحت حتمية بل فرضية لا خيار للتقاعس فيها ولا دور للشورى أو حتى لصلاة الإستخارة .
فهل تستخير الله إذا دخلت قوات المارينز بيتك واستلبت مالك وقتلت ولدك وهتكت عرضك ؟! هل تستشير أو تستخير للدفاع ؟!
من هنا قررتُ أن أخوض لكشف ” كل ” ملابسات وغموض وألغاز حادث المنصة حتى وأن جبُنَ أبطالها الأحياء عن الحديث فيها .. آملاً أن تتحد صفوفنا جميعاً – عزيزي القارئ – في أن نمسك بالمتهمين الحقيقيين باغتيال الرئيس السادات من قفاهم ونجرجرهم إلى ساحة القضاء للقصاص .. ومازال عندنا في مصر قضاء نزيه وموقَّر مستقل الرأي سديد الرؤية حاد البصر نافذ البصيرة .
وللحيطة فقد اتخذتُ عدة تدابير وقائية سياسية ودولية وقانونية آمنة ومؤكدة من شأنها تقديمهم ” جميعاً ” للعدالة .. والقصاص .. حيث سنفتح ملف التحقيقات في مقتل الرئيس السادات في يوم السادس من أكتوبر عام 1981 .
والآن ..
سؤال أحمر وأسود ويمكن كمان يكون شفتشي :
لو عاد الرئيس السادات حياً من المنصة يوم السادس من أكتوبر 1981 بعد الحادث بإصابة طفيفة أو حتى بلا إصابة بعد أن رفع أفراد من القوات المسلحة أسلحتهم الرشاشة نحوه :
السؤال :
ماذا كان سيفعل الرئيس السادات بشرف العسكرية المصرية الجريحة في حادث المنصة ؟! خصوصاً بعد أن انبطح قادة النصر أرضاً خلف سور المنصة وزحف أكثرهم على بطنه وهتف البعض : يا معين مدد .. في حين تمتم البعض الباقي بالشهادة ؟!
تفتكروا الرئيس السادات ” لو نجا من المنصة ” كان ح يعمل إيه ؟!
أتصور .. وقد لا يخالفني مُحلل سياسي أو مفكر أو مواطن عادي أو مخلوق أنه كان سيفعل الآتي :
تقديم ” كُلْ ” واسمحوا لي أن أكرر كلمة ” كل ” مَنْ كان في المنصة للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى أو على الأقل بتهمة التقصير ” .. وأعتقد أن سيادته – لما عُرِفَ عنه من سياسة اتلصدمات الكهربائية الغير تقليدية أو متوقعة – أعتقد كان سيأمر بأن تكون جلسات المحاكمة في ميدان رمسيس ” الرماية حالياً !! ” أو ينقلها إلى سفح الأهرامات ليشهد المحاكمة خوفو وخفرع ومنقرع .. وأعتقد أيضاً أنه كان سيستنطق أبو الهول الصامت فوزي عبد الحافظ ليكون شاهد رؤية على خيانة أو فضيحة كبار رجال الدولة وبلاش أقول : تآمر النظام.ليقول عبد الحافظ :
– حصل يا ريس وشفت بعيني ماحدش قاللي .. حصل وحصل وحصل .
وأعتقد أن الرئيس السادات لو لم يعدم أو يسجن محمد عبد الحليم أبو غزالة كان سيعزله فوراً .. وسيحدد إقامته في مساحة متر في متر فقط ولو في ركن مظلم في بيته كما محمد نجيب !! رغم أن الأخير برئ وضحية ومسكين !!
وكان سيستغنى عن خدمات حسني مبارك دون نقاش أو تفكير ويحدد إقامته في بيته !! أم كان سيقول له : ألف سلامة على إيدك يا حسني .. فيها واوا ؟! بتوجع ؟!
علماً أن الكثير من الكبار والعالمون ببواطن الأمور قالوا أن الرئيس السادات استخرج قرارين يوم الخامس من أكتوبر 1981 أي قبيل حادث المنصة بساعات وهما :
- قرار عزل نائبه حسني مبارك .
- وقرار تعيين الدكتور محمد عبد القادر حاتم نائباً للرئيس بدلاً من مبارك .
وبداخل هذا الكتاب تفصيلات الكارثة بالدليل والأسانيد المُخرَّجة بالعنعنة والرويات الصحيحة
وأعتقد – في تصوري – أن الرئيس السادات كان سيغير الوزارة وجميع قادة المؤسسات الموجودة في المنصة مساء نفس يوم ” حادث المنصة في السادس من أكتوبر ” يعني قبل صباح اليوم التالي !!
وأعتقد أيضاً أنه كان سيحاكم جميع المسئولين عن العرض العسكري ؟! محاكمة كانت ستكون أسود من محاكمات 15 مايو 1971 وأنيل من محاكمات جمال عبد الناصر في 1954 أو 1968 .
وكذلك كان سيحاكم جميع أفراد وجهات الحراسة الخاصة والرسمية المسئولة عن حراسته وحراسة كبار رجال الدولة في المنصة !!
بل أعتقد أيضاً وبما لا يدع مجالاً للريب أو الشك أن الرئيس السادات كان سيقيم مشانق ومحاكم في ميدان عام فشر محاكم التفتيش أو محاكمات نورنبيرج التي بدأت في 20 نوفمير 1945 .
أم تفتكروا الرئيس السادات كان ” ح يبِّل فول نابت ” ويوزعه على الشعب ويقوم بترقية أبو غزالة وحسني مبارك وكبار قادة الجيش والدولة ؟!
دعونا نكرر السؤال بصيغة أخرى :
لو أن القتلة نالوا حسني مبارك وأبو غزالة أو أحدهما فقط .. ماذا كان سيفعل الرئيس السادات لو أنه نجا من الحادث ؟!
الإجابة اليقينية :
كان سيقوم الرئيس السادات بتعليق القادة العسكريون المسئولون عن العرض العسكري وأطقم الحراسة في جذوع النخل والأشجار حتى يموتوا جوعاً وعطشاً أحياء دون محاكمة ؟!
السؤال الأخير :
ماذا فعل حسني مبارك في المُقصرين .. أو المتآمرين ؟!
قد يقول قائل :
حسني مبارك قام بترقية أبو غزالة وكبار قادة الجيش والداخلية .. لكنه والحق يُقال لم ” يبِّل فول نابت ” !!
لكن شئنا أم أبينا هذا هو السؤال :
حقيقة حادث المنصة إيه ؟!
ومِنْ هنا أتحدى !
نعم .. أتحدى كل الذين يكتبون عن الخطوط الحمراء والزرقاء والصفراء والملونة من متصوفي الكتابة ومدَّعو الأوهام
أتحدى كل الذين يعلنون أنهم متخصصون في القفز فوق المناطق السوداء الملغومة والمكتومة والمكلومة والمحفوفة بالمكاره والأكاذيب والأفلام
أتحدى دجاجلة الشعارات والخرافات من أهل إدعاء حملة مشاعل المعرفة وتسويف وتزييف الوعي والأحلام
أتحدى كل الذين يدَّعون أنهم ” في لعبة السياسة ” يقومون الليل ويصومون النهار دوماً دوماً بانتظام
أتحدى حكماء الساسة ومستشارين سوق النخاسة ومتسولي العمولة وباعة الرجولة ووسطاء الدناسة وحملة مباخر الحُكَّام
أتحدى كل تُُجار وشُطَّار ومحترفي الكلام ..
من الساسة والكُتَّاب والكتبة وباعة الوهم وعملاء الحرب والسلام
أتحداهم جميعاً أن يدخلوا هذه المنطقة الحمراء ويجرجروا رئيس الدولة ” أية دولة” من قفاه إلى ساحة القضاء للقصاص والمسائلة عن شتى الجرائم والآثام
أتحدى أن يملك أبناء السادات أو أسرته وعائلته وعشاقه وزمرته وحوارييه ومدعو ربوبيته وبنوته وأبوته ورفقته أن يثأروا لمقتله ويكشفوا الألغاز واللثام
في عصر الرئيس مبارك الهُمام !!
أتحدى كل الناس .. حتى الطير والوحوش والدواب والهوام
أن يكسروا دليلاً واحداً من أدلتي التي أسوقها في هذا الكتاب حين أعلن :
” الإسلامبولي لم يقتتل السادات ” بل وأشير بأصابع الإتهامك المباشرة الواضحة بقوة :
” هؤلاء قتلوا السادات “
وأتحدى .. أتحدى الجميع ..
أتحداهم جميعاً أن يدخلوا عش الدبابير ووكر الأفاعي ورئاسة الجمهورية وبحور الغيام وسُحُب الغمام
أتحدى وأتحدى وأتحدى .. والسلام
هناك من يؤمنوا بتأجيل العقل وتغييب الضمير وتعطيل الدماغ وعرقلة الفِكر وتحييد التفكُر والتدُبر فيسوفون الحقائق ويزيفون الوقائع .
نحن نرفض كل من يحاول الحَجر على عقلك ونرفض كل من يلغي ضميرك ويوقَف قافلة بحثك ويعطل فِكرك ويشطب ثقافتك ويعطي ظهره لاجتهادك في التنوير وتبصير الأمة .. نرفض كل مَنْ يسوفون الحقائق ويزيفون التاريخ لينالوا من هذه الأمة ؟!
فقط طرحنا تساؤلات ” مهما كانت حادة ” عليهم أن يجيبوا عنها بالحق والحقيقة والثقة والبيان إن كان لدى السادة المتهمين حق وحقيقة وبيان أو أدنى ثقة في أنفسهم وتاريخهم ومقاعدعهم ومواقفهم ونزاهتهم في هذه القضية .
ولن أطيل عليكم – كعادتي – في المقدمة ..
ولكن اسمحوا لي أن أخاطب أعلى سلطة سياسية في مصر مُذكراً سيادته متسائلاً:
هل سيكون حواري هذا معك من خلال ” سيادة القانون ” أم ( ……… ) ؟!
حتى لو حدث ذلك لن يخيفني قط .. فقد كتبت لك بناء على طلبك أنت حين طالبتني مراراً وتكراراً أن نكاشفك بالحق ونبين لأن عصرك هو : أزهى عصور الديمقراطية .
فهل هو حقاً كذلك ؟!
وهل أنت تحترم سيادة القانون حقاً ؟!
إن كان في هذا البلد احتراماً لسيادة القانون فليتفضلوا بفتح ملف تحقيقات حادث المنصة ليفصل بيني وبينكم ” سيادة القانون ” وتناقشني شخصياً ” أعلى سلطة سياسية وسيادية في مصر في تفاصيل وملابسات ” حادث المنصة ” وفقاً لما هو بين دفتي هذا الكتاب ..
وإنني إذ أشكر للرئيس مبارك قوله الدائم عن : ” سيادة القانون ” .
وليسمح لي أن أذكِّر سيادته بمرة واحدة من عشرات المرات التي تحدثَ فيها سيادته عن احترامه لاسمه إيه ده – قولوا معايا – آه : سيادة القانون .
لقد قال الرئيس مبارك في يوم الجمعة 12 نوفمبر 1982 وفي حديثه مع رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتيه قال عن سيادة القانون حول رد سيادته على سؤال:
س : سيادة الرئيس .. هل تعتقد أن عهد السادات كان عهداً لاستغلال الفرص ؟
فأجاب الرئيس مبارك بقوله :
ج : إحالة عصمت السادات إلى القضاء لا تعنى من جانبى إلا حقيقة واحدة إن أحدا ليس فوق القانون حتى رئيس الجمهورية .
انتهى كلام الرئيس مبارك .. ودعني يا سيادة الرئيس أتسائل مجدداً :
- هل حتى رئيس الجمهورية ليس فوق القانون ؟! يعني سيادتك لستَ فوق القانون ؟!
أتعشم ذلك لإنني أثق في خلقك وقولك وفعلك يا سيادة الرئيس .
وطالما أنه لا أحد فوق القانون ولا حتى أنتَ فلنقف سوياً – بلاش أنت وأنا – ولكن اسمح لي سيادتك أن يقف أمام القانون كل ” رجال وعناصر حادث المنصة ” لنناقش حيثيات وملابسات وتفصيلات حادث المنصة الذي أودي بحياة رئيس دولة قال عنه الرئيس حسني مبارك أنه :
” رئيسي وزعيمي ومثلي الأعلى وأبي الرئيس السادات “
وذلك بنص كلام سيادته .. ودعني – عزيزي القارئ – أنشر في صدر هذا الكتاب الخطاب الكامل للرئيس حسني مبارك في الرئيس السادات عقب اغتياله لنتذكر سوياً ما قاله الرئيس مبارك في رئيسه وزعيمه ومثله الأعلى وأبيه .
والآن .. نحن أمام كتاب من العيار الثقيل جداً جداً جداً .. صوت وصورة بالفيديو وكلمة مكتوبة لتتناغم كل هذه العناصر وتقدم لك – عزيزي القارئ – وجبة فكرية عزيزة وغير تقليدية .. وثائق جديدة .. مفاجآت حمراء .. قنابل مدوية تقُض سكون الصمت وتدك جحور الظلم وتهدم أوكار الأفاعي الذين عبثوا في هذه الأمة سنين عددا .. من أجل طمس حقيقة مقتل الرئيس الشهيد محمد أنور السادات أبو الإنتصارات المصرية والإسلامية بعد عصر صلاح الدين الأيوبي .. وراجع جنابك التاريخ وأتِ لي بانتصار عسكري سواء عربي أو إسلامي واحد على اليهود بعد عصر صلاح الدين الأيوبي ؟!
عزيزي القارئ ..
إن ملف اغتيال الرئيس السادات لهو الملف الأحمر والأعنف والأخطر في تاريخ مصر قاطبة .. يشرفني أن أكون أول كائن حي يفتحه لك مباشرة ودون مواراة أوكذب أو إدعاء أو وهم أو محاذير .
إن ملف اغتيال الرئيس السادات لهو صفحة حمراء جديدة وسرية للغاية أفتحها لك بكل مافيها من محاذير وممنوعات وأسرار ومخاطر ومطبات هوائية وصناعية ومناطق مسكوت عنها .
أفتحها كما عودتك – عزيزي القارئ – أنك عندي أهم وأعظم من نفسي وحلمي وأولادي فأنت وحدك الذي تمنحني – بعد ربي عز وجل – إكسير الحياة والقوة على مناصحة ومناطحة وكشف الكبار من محترفي الجريمة السياسية والعَبط السياسي باسم السُلطة .
وأنت وحدك بعد ربي عز وجل الذي رفعتني الكاتب الأول والأعلى توزيعاً في هذه المنطقة العربية الشائكة من العالَم .
فكيف لا أكون – كما عودتك دوماً – المفجِّر لأسرار ما استتر من خطايا وأخطاء الكبار ؟!
وكيف لا أكون – كما عودتك دوماً – المفسِّر والباحث والمحرِّك لما استعصى أو استشكل على الفهم ؟!
ولكن – بداية – دعني أجيب عن السؤال التيك اواي المُعلَّب الذي يردده ببغاوات الديكتاتورية وجراثيم الحكم وجوقة النظام :
هل المؤسسة العسكرية ” أية مؤسسة عسكرية ” هل هي منزهة عن الهوى ومقدسة ؟!
التاريخ السياسي والعسكري يؤكد وباختصار أن :
أي مؤسسة عسكرية في العالم هي صمام الأمام للأوطان وهي مضخة الوطنية وهي الحارس الأمين للأمة والوطن ونحن الذين نمدها بفلذات أكبادنا من أفراد القوات المسلحة .. فالمؤسسة العسكرية ” وأعني أية مؤسسة عسكرية في العالَم ” سواء في الوزلايات المتحدة الأمريكية أو الهند أو اليمن أو جيبوتي أو جزر القمر أو حتى في مصر هي مؤسسات عسكرية مبجلة موقرة مقدسة إذا ما قامت بدورها المنوطة به وهو حماية الأوطان والزود عن الحياض .. أما إذا انحرف بعض رجالات المؤسسة العسكرية وخرجوا على الحاكم والسلطان في مؤامرات حمراء من أجل تغييرالنظام وإثارة القلاقل في الأمة .. آنئذ تكون المؤسسة العسكرية – أية مؤسسة عسكرية – قد جنحت ومالت عن دورها الرئيسي ومن هنا وجب عقابها وتأديبها .. والعقاب والتأديب والحبس والمحاكمات العسكرية هو سُنَّة راتبة وليست نافلة في أعراف وقوانين وشريعة القوات المسلحة في أي عصر ودولة .
فالمؤسسات العسكرية تعلمنا النظام والحسم والضبط والربط .. وتؤمن بمدأ الثواب والعقاب .. ونحن عيال عليهم في هذا الفن ومنهم نستفيد .
والتاريخ السياسي والعسكري عبر الإنسانية دوَّن في العديد من صفحاته العديد من المحاكمات لرجالات المؤسسة العسكرية قام بها كبار رجال الحكم عبر التاريخ الإنساني .
ففي العصر الحديث فقط قاد جوزيف ستالين بعد وصوله للحكم في روسيا محاكمات بدأت من عام 1930 حيث مثُل كبار القادة العسكريين أمام محاكمته وتم إعدامهم حتى وصل عدد العسكريين والمدنيين الذين أعدموا قرابة المليون عسكري ومدني .
يعني المؤسسة العسكرية مش منهة عن الهوى ولا يحزنون !!
ولو رجعنا شوية بالتاريخ إلى عصر كلوديوس قيصر أوغسطس جرمانيكوس ( 1 اغسطس 10 قبل الميلاد -الى- 13 أكتوبر 54 ق.م ) وهو الامبراطور الروماني الرابع من سلالة – خوليوكلاوديان حكم خلال الفترة من 24 يناير 41 إلى وفاته في 54 . ولد في لوغدنم في بلاد الغال (ليون – فرنسا) من درسس وانتونيا مينور وكان أول امبراطور روماني مولود خارج ايطاليا .. نجد أنه ترأي ” بنفسه ” محاكمات علنيه وأصدر مراسيم تصل إلى عشرين مرسوما في اليوم نصفها يومياً بمحاكمة قادته العسكريين !!
يعني برضه حتى في الغرب المؤسسة العسكرية ليست منزهة ولا نيلة !!
ومجزرة الجيش والمحاكمات العراقية في 14 يوليو/ تموز 1958 وتعرف أيضا بحركة أو إنقلاب 14 يوليو/ تموز 1958 والتي أطاحت بالمملكة العراقية حيث كان الملك فيصل الثاني ملكا على العراق وقد اختلف المؤرخون في تقييم نظام الحكم الملكي .. ويجدر بي أن أنشر لكم نص البيان الرسمي الأول لبداية هذه المجزرة التي انتهت بمقتل الملك شخصياً ونهاية نوري السعيد وعبد الإله ثم اعتلاء عبد السلام عارف وعبد الكريم قاسم للسلطة .. ثم ينفرد الأخير بالسلطة ويطيح بالأول وينصب محاكمات عسكرية في أرجاء البلاد .
بيان من القائد العام للقوات المسلحة :
بسم الله الرحمن الرحيم :
أيها الشعب العراقي الكريم :
بعد الاتكال على الله ومؤازرة المخلصين من أبناء الشعب والقوات المسلحة أقدمنا على تحرير الوطن العزيز من سيطرة الطغمة الفاسدة التي نصّبها الاستعمار لحكم الشعب والتلاعب بقدراته لمصلحتهم وفي سبيل المنافع الشخصية .
أيها الأخوان : إن الجيش هو منكم واليكم وقد قام بما تريدون وأزال الطبقة الباغية التي استهترت بحقوق الشعب فما عليكم إلا أن تؤازروه وأعلموا أن الظفر لا يتم إلا بترصينه والمحافظة عليه من مؤامرة الاستعمار وأذنابه وعليه فأننا نوجه إليكم نداءنا للقيام بإخبار السلطات عن كل مفسد ومسيء وخائن لاستئصاله ونطلب منكم أن تكونوا يداً واحدة للقضاء على هؤلاء والتخلص من شرهم .
أيها المواطنون : إننا في الوقت الذي نكبر فيكم الروح الوطنية الوثابة والأعمال المجيدة ندعوكم إلى الخلود للهدوء والسكينة والتمسك بالنظام والاتحاد والتعاون والعمل المثمر في سبيل مصلحة الوطن.
أيها الشعب: لقد أقسمنا أن نبذل كلّ عزيز علينا في سبيلكم فكونوا على ثقة واطمئنان بأننا سنواصل العمل من أجلكم وأن الحكم يجب أن يعهد إلى حكومة تنبثق من الشعب وتعمل بوحي منه وهذا لا يتم إلا بتأليف جمهورية شعبية تتمسك بالوحدة العراقية الكاملة وترتبط برباط الاخوة مع الدول العربية والإسلامية وتعمل بمبادئ الأمم المتحدة وتلتزم بالعهود والمواثيق وفق مصلحة الوطن وبقرارات مؤتمر[باندونك] وعليه فأن الحكومة الوطنية تسمى منذُ ألان {الجمهورية العراقية} وتلبية لرغبة الشعب قد عهدنا رئاستها بصورة وقتية إلى مجلس سيادة يتمتع بسلطة رئيس الجمهورية ريثما يتم استفتاء الشعب لانتخاب الرئيس فالله نسأل أن يوفقنا قي أعمالنا لخدمة وطننا العزيز إنه سميعٌ مجيب . بغداد في اليوم السادس والعشرين من شهر ذي الحجة 1377هجرية والموافق لليوم الرابع عشر من تموز 1958 .
الزعيم الركن عبد الكريم قاسم
القائد العام للقوات المسلحة
وحينما حاول عبد السلام عارف اغتيال قاسم قُبض عليه وقُدم للمحاكمة ثم أعدم بعد ذلك .
ومن قبلها وقع انقلاب عسكري في مصر في 23 يوليو 1952 بقيادة الضباط الذين خرجوا على الحكم الملكي وأقاموا المحاكمات سواء على زملائهم الضباط أنفسهم أو على رجال العصر الملكي .
يعني لا توجد في الدنيا كلها ما يسمى بـ المؤسسة العسكرية المُقدسة البتة إذا ما قامت تلك المؤسسة إياها بالإعتداء على الشرعية وخرجت عن دورها التقليدي في حماية الوطن والبشر والحدود .
فالأجدر بالعسكرية أن تنأى عن صراع الحكم ومقاعد السلطة .
وأترك السادة الكبار مع قرائي الأعزاء كي أكشف لهم جميعاً .. وربما – لك سيدي الرئيس – أسرار حادث المنصة وتفاصيل أخطر قضية اغتيال لرئيس وزعيم في تاريخ مصر والأمة العربية .
أنيس الدغيدي
تليفون : 0020127437622
anis_al_deghidy@hotmail.com
هل نعتبره خطاب غرامي يتغزل سيادته في سيادته ؟ :
مبارك .. ماذا قال في السادات .. زمااااااااان ؟
السادات ومبارك
كما وعدتك – عزيزي القارئ – في مقدمة كتابي هذا أتشرف بأن أنشر بيان الرئيس محمد حسني مبارك والذي ألقاه سيادته أمام مجلس الشعب يوم الأربعاء 14 أكتوبر 1981 بعد تنصيبه رئيسا للجمهورية .. ثم نتوقف معه سريعاً في تعقيب متسائل :
فماذا قال الرئيس مبارك عن الرئيس السادات ؟
…
نص بيان الرئيس مبارك :
إخوتي وأخواتي اعضاء مجلس الشعب
أرجو أن تسمحوا لي بأن يكون حديثي اليكم اليوم والي الشعب .. حديث القلب الي القلب حتي أعبر لكم عن كل مايطغي علي مشاعري في هذه اللحظات القاسية بآلامها القاسية وأيضا بمسئولياتها .. آلام قاسية ولكنها آلام عظيمة .. والآلام العظيمة هي التي تبني الأمم العظيمة كما كان يردد بحق زعيمنا الراحل محمد أنور السادات
نعم .. نحن في ألم عظيم بل هو أعظم الألم في حياتنا المعاصرة ألم في كل بيت .. في كل موقع .. في كل شبر على أرضنا الخالدة .. ألم يعتصر كل القلوب .. قلوب الآباء والأمهات والأبناء قلوب كل رجل كل امرأة .كل طفل علي ترابنا المقدس
أن العالم المتحضر بأسره قد أصابته أثقل الأحزان بفقد محمد أنور السادات الزعيم العملاق الذي وضعه التاريخ المعاصر في أعلي مقام كواحد من أقوي زعماء العالم علي مدي قرن من الزمان .. زعيم استطاع أن يهز أعمدة التاريخ .. وأن يغير مجري التاريخ من ظلمة الأحقاد الي نور الحب .. من نقمة الحرب الي نعمة السلام .. من بطش الارهاب الي اعلاء حقوق الانسان ان العالم المتحضر بأسره قد صدمته الفجيعة .. وهزت مشاعره المأساة .. بفقد الزعيم الشامخ الذي فتح أمام الملايين في كل الشعوب آفاقا جديدة رحبة من الأمل في سلام يعم البشرية كلها .. بقرارته المذهلة .. وشجاعته الأسطورية الخارقة ..وحكمته العميقة الصائبة .. وإرادته الصلبة الجبارة ..التي تحدي بها أخطر الأنواء والأهوال .. واذا كان هذا العالم المتحضر بأسره قد اصابته بفقد السادات أثقل وأعمق وأعظم الأحزان .. فكيف إذن آلام شعبه ؟
كيف أذن تكون آلام أسرته الكبري ؟ آلام 42 مليون ابن وبنت وأخ وأخت لمحمد أنور السادات ؟ كيف أذن تكون آلامي وقد شرفني بالعمل تحت قيادته في ملحمة حرب أكتوبر الخالدة واحدا من قادة القوات المسلحة الباسلة ..ثم زادني تشريفا حين اختارني نائبا له قرابة ست سنوات لم أفارقه فيها عملا .. ولقاء واتصالا .. في كل ساعات الليل والنهار ؟
كيف إذن تكون آلامي في قائدي وزعيمي وأبي وأخي محمد أنور السادات؟
أنور السادات : الأب العطوف الحاني ..عندما تفتقد النفوس الكثيرة والعروق المسحوقة العطف والحنان
أنور السادات : حبيب الملايين لم ينقطع تفكيره يوما بل ساعة بل دقيقة عن تأمين كل محتاج وتوفير الحياة الكريمة لكل أنسان يحمل اسم مصر ويعيش علي تراب مصر
أنور السادات : الشامخة زعامته أمام آلاف الملايين في البشرية جمعاء ..المتواضع في بساطته أمام مواطن صغير يلتمس عدلا في ورقة يقدمها له فيوقف ركبه ويبعد عنه حراسه ويتسلم بيده شكواه
أنور السادات : الرجل الوديع في قلبه ..يدعونا جميعا الي الرحمة والحب والتسامح ..الأسد القوي في زئيره يبعد عنا جميعا غارات الظلم والفتنة والأحقاد
أنور السادات : الاخلاق التي لاتتجزأ في حياة الزعيم الانسان ..وحياة الزعيم رجل الدولة ..الأخلاق في العمل السياسي الداخلي ..الأخلاق في تعامل مصر الخارجي ..لغة واحدة .. رأي واحد ..هو كلمة مصر .. وقرار مصر في الغرف المقفلة حيث تجري أخطر المباحثات هو قرار مصر أمام الجماهير ..فقد علمنا أن من حق الجماهير أن تعرف كل حق وحقيقة
أنور السادات : قرار مصر صاحبة سيادتها علي ترابها ..قرار مصر حامية ارادتها بشعبها ..قرار مصر الذي لايتراجع او يلين مهما كانت القوي العظمي التي تواجه قرار مصر
أنور السادات : احترام آدمية الانسان ..والحفاظ علي كرامة الانسان ..الطاعة للقانون والحكم للحق والعدل
أنور السادات : القائد الباسل الجسور عندما يعطي المثل الأعلي لأمته في حياته وفي مماته
الأخوة والأخوات أعضاء مجلس الشعب
أيها المواطنون الأعزاء
مهما أفضت في الحديث عن مشاعري اليوم التي هي مشاعركم ومشاعر الملايين في مصر في كل مكان عن القائد الذي فقده العالم .. والزعيم الذي ألهم وأذهل كل الزعماء ..فارس الحرب ورسول السلام ..مهما أفضت في التعبير عما يعتمل في قلبي من الحزن والأسي .. فانني عاجز عن التعبير عن هذا الحزن العميق ..وأنتم أيضا معي واجمون ..ولعله وهو في حياته قد شاء أن يغنينا حتي عن أن نظهر عجزنا في التعبير عن رسالة حياته بعد مماته لقد أوصي في حديث له بعد حرب أكتوبر أن يكتب علي قبره عاش من أجل السلام ومات من أجل المباديء جملة واحدة هي أبلغ من كل تعبير ..عن حياة هائلة حافلة شاءت ارادة الله أن تكون هذه نهايتها بأشرف وأرفع وسام .. وسام الاستشهاد
وانني من هذا المنبر أتجه باسمكم جميعا ..وباسم شعب مصر ..الي السيدة قرينته .. والي أبنائه ..وأفراد أسرته ..بأصدق مشاعر العزاء ..وبكل التقدير والاحترام .. لصمودها وصمودهم العظيم أمام المحنة القاسية كما أتجه باسمكم جميعا ..وباسم مصر ..الي جلالة السلطان قابوس ..والي فخامة الرئيس زياد بري اللذين عبرا عن مواساتهما بالصورة التي تتفق مع التقاليد والقيم العربية ..فكانا نعم الأصدقاء في ساعة البأساء والضراء
كما أتوجه بالمشاعر التي عبر عنها أخوة آخرون يقدرون مدي فداحة المصاب في أمتهم
وأقدم صادق العزاء الي جلالة السلطان قابوس .. في شهيد عمان ..الذي أصابته رصاصة غادرة وهو يحضر العرض العسكري عضوا في وفد عمان
وأتجه باسمكم جميعا ..وباسم شعب شمال الوادي ..الي الاخ والشقيق والزعيم البطل الرئيس جعفر نميري .. أتجه اليه لكي أحمل له عزاء شعب الشمال الي شعب الجنوب .في مأساة الشمال والجنوب .. مأساتنا الواحدة .. وفي فقيد شعب وادي النيل .. سودانه ومصره ..فقيد الشعب الواحد ..والمصير الواحد ..واذا كنت أيها الاخ الشقيق قد تقبلت العزاء معنا في فقيد مصر .. فاننا نتقبل العزاء معك في فقيد السودان .. واذا خفقت القلوب في السودان بالحزن الجلل .. فان العيون في مصر تذرف دمع السودان .. واذا شملنا الأسي في مصر لمرارة الفراق ..فان القلوب في السودان تنبض بفجيعة مصر ..لاشكر أيها الأخ الشقيق بل مشاركة ..مشاركة العرفان لأخ المحنة ورفيق الطريق ..وتوأم الشدائد والخطوب
كما أتجه باسمكم جميعا ..وباسم شعب مصر ..بأعمق الشكر وأصدق العرفان ..الي أصحاب الجلالة والفخامة الملوك والرؤساء الحاليين والرؤساء السابقين ..في أفريقيا وآسيا وأوربا وأمريكا وكل قارات العالم
لقد كانت مشاركتهم لنا في الاحساس بالفجيعة ..ومواساتهم بالحضور بأشخاصهم أو بوفودهم علي أعلي المستويات ..هي أكرم العزاء لشعب مصر ..وأنصع الدليل علي تقدير الدور العالمي الخالد الذي أداه زعيم في سبيل الانسانية جمعاء ..كما كانت كلماتهم في رثاء فقيد العالم هي أصدق اعلان عن فداحة المأساة في قلوبهم وقلوب شعوبهم ..لقد ظهروا علي شاشات العالم والدموع في مآقيهم تسبق كلمات الرثاء ..والنبرات في أصواتهم تجلل الكلمات ..والكلمات من أعماقهم هي أروع مايسجله التاريخ في أمجد صفحات التاريخ لزعيم بطل قل أن يجود به تاريخ ..واسمحوا لي قبل أن أكمل بياني اليكم أن أطلب منكم الوقوف دقيقتين تحية لروح الزعيم الراحل العظيم الذي عاش من أجل السلام ..وأستشهد من أجل المباديء
أخوتي واخواني اعضاء مجلس الشعب
إن قرار الشعب بتكليفي بمسئوليات رئيس الجمهورية ..هو أمر من الشعب ..وقد أقسمت اليمين الدستورية يمين الطاعة لهذا الأمر ..لقد كانت كلمتي للقائد والمعلم والزعيم منذ اللحظة الأولي التي شرفني فيها باختياري نائبا لرئيس الجمهورية ..كانت كلمتي له : أنني لن أتولي هذا المنصب الا مع أنور السادات رئيس الجمهورية ..ويوم أن يقرر الاعتزال بانتهاء المدة الدستورية أو بارادته فسيكون قراري أيضا هو الاعتزال .
لم يدر في خلدي لحظة واحدة ماشاءت به ارادة الله من أن أصير الي هذا الموقف ..بل أنه عندما صارحني منذ أشهر قليلة بأنه قرر أن يعتزل في العام المقبل بعد أن يطمئن الي سلامة الاساس الذي أرساه لمسيرة مصر نحو الديمقراطية والرخاء والسلام ..أجبته بكل الإخلاص وصارحته بكل الصدق بأن اعتزاله هو أمر مستحيل ..وسوف يرفض الشعب لأول مرة قرارا يصدره .. وسوف أرفض لأول مرة أمرا يصدر لي بالترشيح لمنصب رئيس الجمهورية ولكن هكذا جاء قدري أن أقف أمامكم في هذا المقام في غيبته ..لقد صدر لي الأمر من الشعب .. شعب مصر .. وهنا استلهم مواقف السادات التي أختار منها قدره .. أو اختارها له القدر ..أستلهم القوة والارادة من مواقفه .. أعلن أنني بعون الله وبعونكم أواجه قدري في هذه المسئولية الضخمة الهائلة .. بمباديء واخلاقيات القائد والمعلم والزعيم محمد أنور السادات .. وقد كان من أقوي مبادئه ان نجعل الخسارة منطلقا الي نضال يحولها الي كسب ونصر .. وهكذا أتخذ قرار الحرب الذي تحولنا به من هزيمة مدمرة الي نصر مبين ..وهنا أصارحكم ببعض أسرار التاريخ
ففي الاجتماع السري الذي عقده الرئيس السادات القائد الأعلي للقوات المسلحة في مكتبه بالجيزة مساء يوم 24 أكتوبر 1973 في هذا الاجتماع يسجل التاريخ للبطل قولا خالدا وموقفا عظيما .. قال السادات القائد الأعلي أننا لن نحصل علي القنبلة الذرية التي يقول الخبراء الأجانب انها وحدها القادرة علي تحقيق العبور .. وعلينا أن نحارب ونمسح العار بما نملك في أيدينا من سلاح متاح ..لقد أصبحنا اليوم في وضع أن نعيش أو لا نعيش ..أن نكون أو لانكون .. أن تكون مصر الكرامة ولو سقط منا مليون شهيد ..أو مصر الهزيمة والعار أبد الدهر اذا استسلمنا لحياة أشرف منها الا نكون .. علينا أن نثق في أننا نملك سلاح الانسان المقاتل المصري الشجاع الذي يعوضنا عن الكثير من السلاح الذي لانملكه ..علينا أن نثبت للاجيال القادمة من بعدنا أننا أدينا واجبنا المقدس نحو تحرير الأرض مهما كان الثمن .. وقال القائد الجسور صاحب القرار : أشرف لنا أن نستشهد جميعا بعد أن نحرر كل شبر من أرض سيناء من أن نبقي متخاذلين والعالم كله يتصور أن مصر أصبحت جثثا هامدة . وكرر القائد قوله : نحن الان أمام اللحظة الفاصلة ..أما أن نكون وأما لانكون .
إخوتي واخواتي اعضاء مجلس الشعب
انني أستلهم اليوم من كلمات القائد الشهيد حكمة قراره في تلك الأيام الحالكة السواد حيث كانت الحرب النفسية من حولنا ..تحاول بكل الأساليب أن تمزقنا من الداخل وأن تقضي علي روحنا المعنوية وأن تجعلنا نركن الي الهزيمة والاستسلام ..موقفنا اليوم وقرارنا اليوم جميعا أن نكون ..أن نكون بمباديء أنور السادات ..بقوة هذه المباديء ..بشجاعة هذه المباديء ..لحماية هذه المباديء . لن نتخلي ولن نتراجع ..لن نتهاون ولن نتخاذل ..لن نخشي ولن نخاف الا الحق تبارك وتعالي .. ان أمر الشعب لي بالمضي في الطريق هو أمر لنا جميعا ..امر لكم كما أنه أمر لي ..أمر أن تكون فجيعتنا في فقد السادات هي قوة الانطلاق لنا جميعا ..لكي نعلو فوق كل الآلام ..ولكي نكمل البناء الشامخ ..بناء دولة العلم والايمان ..دولة المؤسسات ..البناء الراسخ الذي أرساه الزعيم وأعطاه كل جهده وخبرته وحنكته ..بل أعطاه في النهاية دمه وروحه .. وأود أن أعبر عن تقديري وعرفاني لكل من شاركوا في الاستفتاء علي تكليفي بحمل الأمانه ..يستوي في هذا من منحوني ثقتهم وتأييدهم ومن حجبوا عني هذا التأييد الي حين ..وكل منهم قد أدي واجبه وأرضي ضميره وأسهم في اعلان كلمة الشعب
أقول لأولئك وهؤلاء : شكرا أيها الاوفياء ..يامن قررتم أن تشاركوا في تحمل المسئولية في هذه المرحلة الحاسمة في تاريخ مصر ..وأن تثبتوا للعالم أجمع أن المسيرة مستمرة ..وأن الوطن المفدي ينعم بالاستقرار والأمان ..وأن ترفعوا شعارا ظل عاليا بل غالبا علينا جميعا طوال مراحل كفاحنا مصر فوق الجميع وانني أعاهد الله وأعاهدكم أن أعمل معكم جميعا ..وأن اضع يدي في يد من أيدوني ويد من عارضوني علي السواء ..فنحن جميعا أبناء مصير واحد وتاريخ واحد ..وأسأل الله عز وجل أن يجعلني عند حسن ظن من أيدوني وأن يمنحني في المستقبل تأييد من آثروا التريث والانتظار ..وسبيلي الي ذلك عمل صادق جاد أوجهه خالصا لله والوطن والشعب ..وأقيمه علي الحق والعدل والمصلحة .. وأهديه الي روح شهيدنا الخالد الذي علمني بداية الطريق
أيها الاخوة الاعزاء
أن أعظم تخليد لذكري القائد والزعيم في أن نواصل السير علي دربه ..ونستأنف الجهاد علي نهجه ..محبة فيه وفي الوطن .فدعونا نكمل المسيرة الكبري التي قادها بايمان ثابت بالله ..وولاء مطلق للشعب ..وارادة صلبة لاتلين ..ودعونا نستلهم روحه الطاهرة حتي نحقق الاهداف السامية التي وهبها كل نبضه في قلبه ..ومنحها صباه وشبابه واحلامه .. وعلينا أن نذكر دائما أن الانجازات الضخمة التي حقهها البطل لبلاده لم تبدأ من فراغ وماكانت حدثا عارضا منفصلا عن التاريخ النضالي للشعب المصري ..بل انها كانت تطورا طبيعيا لحركة ثورية تتابعت حلقاتها عبر القرون ..توجتها ثورة 23 يوليو المجيدة التي فجرها وقادها أبن مصر العظيم جمال عبد الناصر ..فضرب بها الاستعمار والامبريالية ..وقضي علي الاقطاع والرجعية ..وحطم القيود التي كانت تكبل شعوب العالم الثالث المغلوبة علي أمرها .. وعندما سلم راية الكفاح لرفيق نضاله وشريك جهاده الرئيس الراحل محمد انور السادات ازدادت الثورة قوة وصلابة ..واستطاعت أن تجدد شبابها وطاقاتها بثورة التصحيح في الخامس عشر من شهر مايو التي حفظت للمواطن أمنه وحريته وكرامته ..فرسخت سيادة القانون ..وأطلقت حرية التعبير والرأي ..وفجرت الطاقات الخلاقة الكامنة في ضمير الشعب ..وحررت الاقتصاد الوطني من الاغلال التي كانت تكبله في سبيل تحقيق الرخاء لملايين الكادحين الذين كان أنور السادات واحد منهم ..نشأ في صفوفهم فأدرك آمالهم وطموحهم وعاش أفراحهم وأحزانهم .. وشاركهم معاناتهم وآلي علي نفسه ان يعيش من أجلهم يجاهد حتي يأمنوا .. ويشقي لكي يسعدوا ..ويضحي لآخر قطرة من دمه حتي يتحرروا من الخوف والقلق والحاجة ..ولم يكن من المصادفة أن يتحرر ثري مصر الخالدة علي يدي أنور السادات الذي ارتبط بهذا التراب في جميع مراحل حياته .
ومن هنا كان اختيار العناية الالهية له لكي يقود أمته في العبور العظيم في العاشر من رمضان .. وهو حدث ستظل صحف التاريخ تسجله بأحرف من نور ..فليس أعظم وأسمي من تحرير أرض مصر الغالية .. موطن الوادي المقدس طوي .. ومعقل العقيدة الربانية .. وعرين الشهداء والابطال . ومن هنا فان العمل الوطني في المرحلة الدقيقة التي نجتازها بعد رحيل شهيدنا الغالي يجب أن يكون استمرارا ديناميكيا رشيدا للخط الذي انتهجه الرئيس السادات .. لقد أضاء لنا السبيل بشجاعة وبسالة منقطعة النظير ورسم لنا طريق المستقبل علي أرض مصر المجيدة ..بدمائه الطاهرة وروحه الزكية ..واني لأعتز اعتزازا بالغا بأني كنت معه في كل خطوة خطاها ..وكل فكرة دارت في فؤاده..وكل حلم راود خياله من أجل مصر وشعبها العظيم .. وأعاهد الله وأعاهدكم أن أواصل السير علي نهجه ..وأن أكمل معكم المسيرة التاريخية التي بدأها من أجل مصر والانسانية حتي يرتفع البناء العظيم ..وحتي تسعد روحه الطاهرة بما أنجزت مصر في عهده ومن بعده ..وليكن شعارنا في هذه المرحلة مواصلة بناء السلام والرخاء والديمقراطية ..وتلك رسالة كبري لايمكن أن يؤديها الا شعب مصر بكل ابنائه وأحفاده ..وصرح هائل نبنيه بعقولنا وسواعدنا وقلوبنا وأحلامنا ..وقد علمتنا تعاليم ديننا الحنيف وتجاربنا المضنية أن البناء لايرتفع الا بوحدة الصف ..وصفاء النفس ..وطهارة القلب واليد ..وسلامة القصد ..وصدق النية والعزيمة .. ومن ثم فان كل مصري ومصرية مطالب اليوم بالارتفاع فوق الخلافات ..ودفن الاحقاد والضغائن ..والتمييز بين التعدد المحمود في الآراء والتطاحن المدمر والفرقة المخربة ..حتي لانكون كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ماجاءتهم البينات ..وأولئك لهم عذاب عظيم ..ولنذكر علي الدوام أننا جميعا مصريون ..ننتمي معا الي هذا البلد الأمين بوجداننا وافئدتنا وأرواحنا ..وأن المسئولية هي مسئوليتنا جميعا .. لافرق بين كبير وصغير ..أو بين مسلم ومسيحي ..وبين مؤيد ومعارض ..فنحن نسير في قافلة واحدة ولابد للقافلة أن تمضي في طريقها وتسير
فتعالوا نوحد كلمتنا ..وننظم صفوفنا ..تعالوا نبني مصرنا الخالدة بالحب والامل والعمل .. وتعالوا الي كلمة سواء ..قوامها الحق والعدل والخير ..ولاتبتغوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل ..وتعالوا نعلم الاجيال الصاعدة من أبنائنا وأحفادنا أن العمل العام ليس مغانم تكتسب أو منافع تختلس ..وانما هو عطاء وبذل وفداء ..وليذكر كل فرد منا وهو يعطي ويضحي ويقدم أن مصر ليست مدينة لأحد ..واننا جميعا مدينون لمصر .. وهيا نغرس في نفوس شبابنا معني الولاء للوطن والانتماء للأمة ..بحيث يثبت كل مصري بمسلكه وتصرفاته لا بالقول وحده انه ينتمي لبلده ويعبر عن اخلاقياته وتقاليده وقيمه ..ويتساءل دائما عما يمكن أن يقدمه لمصر وليس عما يستطيع أن يأخذه منها ..فيكد لكي تسعد ..ويموت لكي تحيا ..ويحارب لكي تأمن ..ويناضل لكي تسلم ..ويعرق وهو يزرع فيها الحب والرخاء والحضارة ..ويجود بأنفاسه الأخيرة..كما فعل الشهيد البطل وهو يرفع في سمائها رايات الحرية .. ولعل أهم مايتعين أن نوفره للعمل الوطني في هذه المرحلة هو ماكان القائد الراحل يسعي لتحقيقه في عهد السلام وهو الجدية والطهارة .. فلا هزل ولاجدل ولاتضليل ولا استخفاف بعقول الجماهير .. ولاتناقض بين القول والعمل .. ولانفاق ولارياء ولافساد واتجار بقوت الشعب .. ولا حاكم ولامحكوم ..فكلنا مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات .. لافضل لأحدنا الا بالتقوي والعمل الصالح ..ولاعصمة لأحد من سيف القانون القاطع الذي لايفرق بين قوي وضعيف .. وبين غني وفقير .. وقريب وبعيد .. وأن يشعر كل مواطن بأنه يستطيع الحصول علي حقوقه دون وساطة أو شفاعة ..ويؤدي ماعليه من واجبات دون ملاحقة أو مطالبة .. لأن الجهد القومي العام هو محصلة عمل الأفراد والجماعات بكل مافيه من ايجابيات وسلبيات
أيها الأخوة المواطنون
أن أمضي الأسلحة في مواجهة التحديات التي عقدنا العزم علي مواجهتها هو ايماننا بأن الحرية هي الالتزام بحرية الآخرين ..وبأن الديمقراطية هي الاحترام للشرائع والقوانين ..واذا حادت الحرية عن هذا الالتزام ..واذا انحرفت الديمقراطية عن هذا الاحترام فهذا هو التسيب الذي يطالبنا أمر الشعب بأن نقومه بالاجراء الحاسم وأن نقومه بالقرار الصائب .. وأنني أعلن من هذا المنبر منبر خدام الشعب أعلن لكل اللاعبين بالنار ..العابثين بحياة هذا الشعب وحرياته ..أن نار الشعب هي الأقوي ..وأن سيادة القانون تعني في المقام الأول احترام القانون.. أعلن لكل من يفكر في العبث بمقادير هذا الشعب وحقه في الأمن والأمان ..أن قرار الشعب لن يرحم .. أعلن لكل من انجرفت به الأطماع والأهواء الي منزلق الجريمة والغدر .. أن أي واحد منهم لن يفلت من ردع قاطع وحساب عسير الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ماأمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون ان مصر المستقرة هي فخرنا وشموخنا في العالمين ..ولن تعيش مصر الا مستقرة ..ولن تبقي مصر الا مستقرة ..والشعب المؤمن العظيم .. والقوانين التي أصدرها الشعب .. هي درع الاستقرار ..وهي سيف الأمن والأمان وهي حصن الحرية والديمقراطية .. لقد بهرت مصر وشعبها العالم المتحضر كله أنها دولة المؤسسات وسيادة القانون ..حققت الانتقال الدستوري للمرحلة الجديدة في أسرع وقت ..وبكل الالتزام الشرعي .. بعد ابشع جريمة .. واحط خيانة أفقدتنا وأفقدت الانسانية جمعاء القائد والبطل والزعيم .. وهذه هي مصر الأستقرار التي أرسي بناءها أنور السادات .. هذه هي مصر الاستقرار التي يحميها ويفتديها كل أبناء أنور السادات .. واذا وجهت التحية اليوم الي شعب مصر العظيم الذي تضاعف احترام العالم لسلوكه الحضاري رغم الفجيعة الكبري فانني اتوجه بكلمة الصدق الي رجال قواتنا المسلحة ..لقد خرج خائن واحد عن صفوفكم لوث شرفه العسكري ..خائن واحد من بين مئات الألوف من أبطال أعظم قوات مسلحة في العالم الثالث كله حققت أكبر مجد في تاريخ مصر وتاريخ الامة العربية ..وقدمت آلاف الشهداء في أربعة حروب ..وكللت تضحياتها الشجاعة بنصر خالد خلود مصر ..هي معجزة عسكرية خارقة بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء ..خائن واحد في تاريخكم وحاضركم أيها الأبطال لن يكون الا نسيا منسيا في سطور أمجد صفحات التاريخ التي سجلها كل ضابط وكل جندي علي أرض التضحيات والبطولات ..
أتوجه اليكم بهذه الكلمة وأنا أعرف ماتعانيه مشاعركم .. وكلمتي هي تعبير صادق عن مشاعر كل مواطن علي ارض مصر .. واذا كانت قواتنا المسلحة الباسلة هي درع الشعب المحررة لأرضه .. الحامية لسيادته .. فان رجال الشرطة وكل أجهزة الأمن قد أثبتوا أنهم درع الجبهة الداخلية ..وسياج الأمن والأمان لكل مواطن علي أرض مصر ..فقد سقط منهم أطهر الشهداء وأشجع الرجال وهم يطاردون الفتنة ويحمون الحرية من أعداء الحرية ويقاومون جريمة من أرادوا زعزعة هذا البلد الأمين .. واذ كان قراركم اخوتي أعضاء مجلس الشعب باعلان حالة الطواريء حماية لمصر من الجرائم التي تهدد الديمقراطية والحرية ..وتهدر سيادة القانون .. وتلبي نداء الخيانة والكفر بتعاليم الدين وأحكامه ..اذا كان قراركم قد جاء ضرورة في التوقيت الصحيح ..أنني أعلن التزامي أمامكم بتطبيق هذا القرار في النطاق المحدود الذي تحتمه المصلحة القومية ويفرضه حق الشعب في حريته وأمنه وأمانه
الاخوة والاخوات اعضاء مجلس الشعب
أننا حينما نتحدث عن الاستمرار والاستقرار لانقتصر في حديثنا عن الاستقرار السياسي بل أن الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي أخطر شأنا وأبعد أثرا ..لأن مسار العمل الوطني يتحدد الي درجة كبيرة للنشاط الاقتصادي والحركة الاجتماعية اللذين يسهمان اسهاما مباشرا في التوصل الي الأهداف القومية العليا ..وفي مقدمتها : تحقيق الرخا .. زيادة الدخل … رفع مستوي المعيشة لجميع المواطنين … اتاحة الفرص المتكافئة للجميع … تحقيق العدالة في تحمل الأعباء والتكاليف حتي يشعر الجميع بالأمان والأمل … وأود أن أعلن أمامكم أن الاستقرار الاقتصادي لن يمس .. فاحترام الاتفاقات والقوانين الاقتصادية واجب قومي قبل أن يكون التزاما قانونيا .. وأود أن أعلن للملأ أن سياسة الانفتاح الاقتصادي باقية ..وسأعمل علي تدعيمها وتعزيزها ..بحيث يكون الانفتاح انتاجيا يحقق الشعب من ورائه الخير الكثير .. سواء من حيث الوفرة والجودة في الانتاج أو فيما يتعلق بزيادة فرص العمل للمواطنين الشرفاء ..وزيادة قدرتنا علي استيعاب أحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية المعاصرة .. ويقتضي علي هذا في المقام الأول فتح مجال أمام مزيد من الاستثمارات العامة والخاصة .. واجتذاب رأس المال العربي والأجنبي للاسهام في جهود التنمية الشاملة حسب أولويات الخطة المصرية ..لأن الهدف أولا وأخيرا هو تحقيق الرخاء والأمان لشعب مصر العظيم …
أيها الاخوة والأخوات
أن مصر المستقرة التي تنحني أمامها الجباه اجلالا واكبارا للمواقف الرائعة التي تأخذها فتقدم المثل والقدوة هي أول من يحترم التعهدات والمواثيق الدولية ويفي بالتزاماته الناجمة عن المعاهدات والاتفاقيات … ودعوني أعلن أيضا من فوق منبر الشعب أننا ملتزمون بكل اتفاق وقعناه وكل تعهد قطعناه علي أنفسنا ..كما أننا نطالب الآخرين بالوفاء بالتزاماتهم غير منقوصة ..فالعقد شريعة المتعاقدين ..والحق أحق أن يتبع .. ان مصر الدولة ..مصر الشعب ..ماضية في طريق السلام الدائم والشامل والمؤسسات علي الاطار الذي تم التوصل اليه في كامب ديفيد ..والمؤسس علي معاهدة السلام بين مصر واسرائيل بكل حروفها ونقاطها ..مصر الدولة ومصر الشعب لن تدخر جهدا أو وقتا في الاستمرار في مباحثات الحكم الذاتي حتي نضع الشعب الفلسطيني علي أول الطريق الصحيح لاحقاق حقوقه المشروعة .. ونحن كما أعلن الزعيم الراحل مرارا لانتحدث باسم شعب فلسطين ..ونحن لانزعم أننا نحقق الحل النهائي للقضية ..شعب فلسطين هو صاحب الحق الأول والاخير ..وصاحب المسئولية الآولي والأخيرة بأن يحل قضيته ..ولكننا مستمرون في أداء دورنا الذي تفرضه علينا مسئوليتنا التاريخية بأن نبذل كل العطاء وأن نمهد كل الأجواء التي تعيد الطريق الصحيح الي مرحلة انتقال يقرر فيها شعب فلسطين مصيره … مصر الدولة ومصر الشعب ..تطبق معاهدة السلام ..وموقف مصر قبل الانسحاب الاسرائيلي الكامل في أبريل 1982 هو موقف مصر بعد أن يتحقق الانسحاب الكامل .. ويسرني أن أعلن أمامكم أننا قد تلقينا تأكيدات قاطعة بأن الانسحاب الاسرائيلي النهائي سوف يتم في موعده دون تأخير أو ابطاء ..ولن يمضي يوم الخامس والعشرين من شهر أبريل القادم ان شاء الله الا وراية مصر الخفاقة ترتفع علي رفح ..وشرم الشيخ ..وكل شبر من أرض سيناء المقدسة ..وبذلك يكون شهيد الحق قد قدم لبلده وأمته الوفاء الأكبر ..فحرر الأرض ..واسترد الكرامة ..وفتح الطريق أمام مستقبل عظيم .. وبهذا الحدث التاريخي يكون الشعب المصري المجيد ..وقواته المسلحة الباسلة ..قد أكمل أضخم أنجاز في تاريخه المعاصر ..واضاء فوق رمال سيناء شعلة خالدة لايطفئها الزمن .. ان مبادرة السلام التاريخية التي قام بها زعيمنا الراحل هي مبادرة 42 مليون مصري بل أنها لم تعد اليوم ملك لشعب مصر وحده بل هي ملك لكل شعوب العالم ..فقد أعلن في الولايات المتحدة الأمريكية منذ ان تولي الرئيس ريجان أستمرار الالتزام الأمريكي كشريك كامل في كل خطوات السلام التي تجري الآن في أتجاهها الطبيعي .. وأنتهز هذه الفرصة لكي أعلن لكل شعوب العالم : أن شعب مصر المؤمن بمعجزة السلام التي حققها بطل السلام ..هو اليوم أشد أيمانا بالمضي في طريق السلام ..وهو اليوم أكثر عزما وأصرارا علي حماية كل ثمرات السلام .. أن نتائج الاستفتاء بتحملي أمانة المسئولية علي طريق السادات هي خير شاهد علي ارادة شعب مصر .. وقرار شعب مصر ..وهي ارادة السلام ..وقرار السلام
أخوتي وأخواتي اعضاء مجلس الشعب
إن الخطب جلل ..والخسارة فادحة ..والموقف عصيب ولكننا لن نستسلم لضربة المحنة بل سوف نتقدم لضريبة الوفاء ..واذا كان الراحل العظيم قد بذل حياته ثمنا لعطائه ..فان علينا جميعا أن نعطي الحياة لكل مباديء القائد والبطل ..عطاء بالعرق الطاهر لأطهر ماقدمه عن عرق ..عطاء بالعمل الدائم لأشرف ماقدمه من نضال ..عطاء بالصلابة والصمود لكل مابني بأقوي صلابة وأشمخ صمود ..عطاء بالحب لكل ما أعطاه حياته ونبضه ودمه ..وسوف نمضي في طريقنا العظيم : لانتوقف ولانتردد .. نبني ولانخرب .. نحمي ولانهدد .. نصون ولانبدد
ربي .. إني نذرت لك نفسي وكفاحي …فتقبل مني .. انك أنت السميع العليم
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مبارك والسادات بعد ذكرى الأربعين
السادات والمشير أحمد إسماعيل علي .. ومبارك
في خطابه الذي ألقاه الرئيس مبارك يوم السبت 14 نوفمبر 1981 وهو خطابه بمناسبة ذكري الأربعين لاستشهاد الزعيم محمد أنور السادات قال :
أيها الأخوة المواطنون
أربعون يوماً مضت منذ أن فقدنا البطل فقدناه في أمجد يوم أمجد أيام مصر وأمجد أيام البطل فقدناه ومصر كلها حوله شعبا وجيشا تحتفل بالنصر من أجل الكرام تحتفل بالقوة من أجل العدل تحتفل بفداء روحه ودمه من اجل السلام تحتفل بالانسان المصري الذي رفع رأس أمته ورد كرامتها وكتب فخارها وعزتها جاءت ارادة الله سبحانه وتعالي أن يكون احتفال الوداع . الوداع الاخير ولكن الشعوب لا تعرف مع أبطالها وداعا أخيراً .. أن الابطال يموتون بأجسادهم يقف في صدورهم نبض القلوب وهذه ارادة السماء ولكل أجل كتاب
ولكن الابطال يبعثون في كل الصدور نبض الذكري التي لا تموت أنهم يتركون في صفحات التاريخ نبض السطور التي تتوهج بالقدوة المثلي وجلائل الاعمال فتضئ طريق الاجيال وتشحذ عزائم الرجال وتدفعهم بالثقة والأمل الي العرق والعمل حتي يكملوا المسيرة الي نهاية الطريق وعهدنا معه ومع الشعب أن يكمل الطريق عهد يتجدد فيه اللقاء بلا وداع لأنه لقاء الانجاز كما بدأ وبما أوصي عهد الوفاء لمن عاش وفيا لربه وشعبه وأرضه عهد العطاء لمن اعطي بلا حدود عهد الحب لمن دعي الي المحبة ونبذ الحقد والضغينة عهد الرجال لأصلب الرجال وأشجع الرجال
الأخوة والأخوات
أصارحكم القول بكل الصدق أني كنت في حاجة إلي أن أعد هذه الكلمة عن الزعيم والقائد والبطل فلو تركت للنفس أن تعبر عن قليل مما تجيش به النفس لما استطعت أن أسيطر علي حدود التعبير أمام الجوانب المتعدده لشخصيته الفذة قائدا ورائدا محاربا ومسالما جسورا في حكمته متواضعا في شموخه كبيرا في بساطته عطوفا في غضبته قويا بأعمق الايمان عطوفا بكل حنان الابوة مؤرقا بهموم المكدودين والمتعبين ولكنني أثرت وبكل المعاناة أن أحضر فكري أمامكم في هذه السطور بتركيز أرهقني فليست أشد علي وجداني من أن يتجدد من أيثار عاطفتي وأنا أتحدث عن أنور السادات
لقد كتب المفكرون كثيرا عن مواصفات الزعامة واختلفت الآراء حول السؤال الكبير هل الزعيم هو صانع الأحداث ؟ أو هو من صنع الاحداث .. ولكنني أحسب أنه لن يكون هناك جدل أو خلاف والرجل اليوم ملك التاريخ علي أن أنور السادات زعيم صنع الاحداث الأحداث التي تشكل فقط تحولا جذريا في مسار البشرية نجو حياة افصل ويمتد تأثيرها الي الاجيال المتعاقبة وليس غريبا بعد ذلك أن يقال علي السنة زعماء لهم دورهم المرموق علي المسرح العالمي أن السادات هو واحد من أعظم الزعماء الذين شهدهم القرن العشرين ولعل مشقة الزعامة التي تصنع الاحداث هي في أنها تسبق عصرها بالفكر وبالقرار ومقومات الزعامة الحقيقية تظهر في القدرة علي النضال الشجاع سواء بالاقناع بالحلم المستحيل أو بالتصدي لكسر كل الحواجز وتحطيم كل العقبات ومواجهة الافكار العتيقة أسيرة الماضي المحصورة في نطاق حلقة مفرغة تدور حول نفسها فتحجز عن الرؤية البعيدة الصحيحة والرؤية البعيدة الثاقبة هي من أبرز سمات زعامة أنور السادات الرؤية التي تبدو من أول وهلة وكأنها الأمل الذي لا سبيل الي تحقيقه أو كأنها الاسراف في الخيال الحالم ولكنها في حقيقتها رؤية محسوبة ومخاطرة مدروسة وقفزة كبيرة يعطيها قوة الاندفاع إيمان صادق لا يتزعزع وخبرة عميقة الي ظهور الاحداث وجساره نادرة في اتخاذ القرار
وهكذا إذا أردنا أن نحلل زعامة السادات أننا نجدها ترتكز علي أعمدة أربعة :
الايمان
الشجاعة والاقدام النظرة البعيدة للمستقبل القدرة علي التغلب علي المخاطر بالخبرة والحكمة
وينطلق ذلك كله من بناء أساسي وجوهري في زعامة هذا الرجل هو الانتماء الشديد الي الأرض والانسان هذا الانتماء بدأ مع التكوين النفسي لأنور السادات في صباه المبكر وهو يستمع الي القصائد التي ولدت من إبداع الشعب والتي استنكرت جرائم الاحتلال البريطاني في مأساة دنشواي وكان ضحايا القهر من الفلاحين العارقين والبسطاء الذين نحرت المشانق رقابهم ظلما وعدوانا
وتشبعت نفس الصبي الصغير بكل مشاعر الثورة علي الظلم وبكل الإصرار علي تخليص التراب المقدس من دنس الاستعمار وكانت هذه هي جذور انتمائه إلي الأرض الطيبة التي أرتوت بدم فلاح مصر شهيد دنشواي هذا الانتماء جذب الصبي إلي تراث مصر وتاريخ مصر وإنسان مصر المناضل جذبه بالعاطفة الصادقة النقية وأمده بزاد روحي عميق بحكم نشأته الدينية ودفعه إلي الدراسة وبذر في قلبه أول انتفاضات الشجاعة وارادة التصدي وعاش التراب المصري بكل آلامه وبكل تطلعاته واوجاعه والهمة الرؤية الصحيحة المبكرة فادرك ان بطش المستعمر الغاشم لن تردعه إلا قوة يتسلح بها ابن مصر لكي يحمي التراب ويحقق الانتماء وهكذا اتجه الشاب ذو الجذور العميقة الي دخول الكلية الحربية التي تهيء المرء الي أعلي مراحل التضحية والبذل في سبيل الوطن ومن هنا يمكن ان نتفهم وجهين لشباب انور السادات وجه الجندي الذي يعد نفسه لمعركة المصير بقوة السلاح ووجه المواطن الثائر الذي كان يعايش الاحداث علي ارض الواقع ويتسلح بالخبرة ويغوص الي اعماق الانسان المصري ويدرس التاريخ ويتعلم اللغات ويتدبر امور الوطن ليلا ونهارا وهكذا تشكلت في بنيانه شجاعة المحارب في أشرف معركة ينتظرها مقاتلا في صفوف جيش بلاده والسلاح في يده كما اثري نضاله الوطني بسلاح العلم والتجارب مع نبض الجماهير بكل فكره ووجدانه
هذا أول النبت في بناء كيان الزعيم
وكان طموح الشاب محمد انور السادات وتعجلة ان يسبق عصره وان يحقق حلم التخلص من الاستعمار البريطاني وان يضرب القوات المحتلة للارض بأسرع سبيل كانت هذه المشاعر التي تغلي في صدره أصدق من الامكانيات المتاحة أمامه ..ففكر في الثورة وخطط لضرب القوي المحتلة وهو لا يملك حينئذ إلا ارادة تغلي بالاصرار علي تحدي الوجود الاجنبي علي تراب بلده وكان ذلك عمل بسلاح الاشارة في الصحراء الغربية بعد تخرجه من الكلية الحربية ولم تفتر هذه الارادة أبدا فصلته القيادة البريطانية من جيش مصر فلم يلن ولم يتراجع اعتقل بأمر الانجليز سنوات الحرب العالمية الثانية فضاعف ذلك من صلابته وقف بعد ذلك في قفص الاتهام امام قضاء مصر وانصفه قضاء مصر
وترك زنزانة السجن لكي يعاني في سبيل عيشة أقسي ألوان المعاناة ومارس بالصبر والجلد اصعب الاعمال وحصل علي قوت أسرته بأشرف وأطهر عرق في صقيع الشتاء وهجير الصيف في الطرق المهجورة والقري النائية ولكن كل ذلك لم يبتعد به لحظة عن الرؤية الواضحة للهدف الاسمي بل انه زاد من إصراره ودفعه الي المشاركة في النضال الوطني يتحدي الاحتلال ويتصدي لأقوي امبراطورية كانت لا تغيب عنها الشمس ثم كان دوره التاريخي مع رفيق نضاله جمال عبد الناصر في ثورة 23 يوليو حتي شاء له قدره ان يتحمل الامانه بأثقل اعباء داخلية وخارجية يمكن ان تواجه صاحب المسئولية الاولي ..فكان هو ايضا انور السادات الذي لم يتغير ولم يتبدل صبيا وشابا وراشدا اختار لنفسه وظيفته الاولي مناضلا من اجل مصر محاربا من اجل مصر أعمدة بنائه منذ صباه وشبابه هي الاساس ولكنها علي مر الايام العصيبة والتجارب الهائلة زادت رسوخا وامتدت جذورها الي اعمق الاعماق
وبالايمان والشجاعة والاقدام والنظرة البعيدة للمستقبل والقدرة علي التغلب علي المخاطر بالخبرة والحكمة وبالانتماء العميق الي الارض والانسان وبهذه الاعمدة تجاوزت زعامته وقيادته ارض مصر الي مسرح العالم الكبير
فاذا كانت هذه هي بعض من مقومات انور السادات فإن عطاء هذه الزعامة الفريدة كان دائما يرتكز علي عنصرين جوهريين في تكوين شخصيته الفذة
العنصر الاول : المصرية الخالصة بكل الكبرياء
العنصر الثاني : اتخاذ القرار الصعب بكل الاقدام والثبات مصر الحضارة
مصر تراب سبعة آلاف عام
مصر أرض الرسالات
مصر قاهرة الغزاة
مصر الثورة العرابية
مصر مصطفي كامل ومحمد فريد
مصر ثورة 19
مصر ثورة 23 يوليو
مصر ثورة 15 مايو
مصر رائدة في كل نضال من اجل كرامة الحياة
مصر حرة سيدة ارادتها ومصيرها
مصر حفنة من الرمل في سيناء
كل ما هو مصر هو كل ما هو انور السادات ..سعادته وألمه ..فرحته وحزنه يقظته ونومه .. أمله وحلمه ..حبه وهواه ..كانت هي مصر ..ومن اجل مصر كان القرار الصعب …ومن اجل مصر قال لا وقال نعم ..قال لا لأكبر القوي العالمية وبكل الشموخ ورأسه مرفوعة الي اعلي السماء وقال نعم لانسان مصر البسيط يستنجد به فيحني له رأسه ويستمع اليه بكل الحب والحنان
ايها الاخوة والاخوات
هذا هو انور السادات في عبارة جامعة القرار الصعب من اجل مصر وعندما تحمل امانة المسئولية الاولي زادت صعوبة القرار .. لأنه كان دائما قرار مصير ..ولكنه لم يتردد أبدا في اتخاذ القرار السليم مهما كانت المخاطر ومهما كانت التحديات بل انه في اكثر من قرار وضع رأسه علي كفه وأسلم قدره إلى إرادة الله ثابت الايمان هاديء الفؤاد …رابط الجأش ..وهذا هو الدرس الكبير الذي يجب ان نستوعبه في جميع مواقعنا وعلي مختلف المستويات من حياة انور السادات القائد والزعيم ورئيس الدولة
في ثورة 15 مايو كان ينام الليل وسلاحه بجوار وسادته مستعدا للمواجهة ولم يكن لديه من امكانيات المواجهة الا ايمانه بأن يحكم بسيادة القانون وان يحترم حرية وآدمية الانسان المصري في قرار حرب اكتوبر كان يعرف انه يكتب تاريخ المنطقة كلها ويواجه تحدي ان نكون أو لا نكون ..وكان راضي النفس بأن يكون أول الشهداء …وكان لقيادات القوات المسلحة وقتئذ كلمته المشهورة أشرف لنا اجيال مصر ان نستشهد جميعا بعد ان نحرر شبرا من سيناء من ان نرضي بحياة ذليلة أشرف منها الموت
في قرار رحلة السلام كان يغير مصير الشرق الاوسط بل مصير العالم كله ..ويقلب موازين السياسة الدولية ..ويتحدي نهجا الفته المنطقة ثلاثين عاما بلا فائدة ..ولكنه أقدم بالصدمة الكهربائية التي هزت العالم كله ..وكانت الملايين واثقة من ان القرار اخطر علي حياته من قرار الحرب
في قرار بناء الديمقراطية علي اساس تعدد الاحزاب كان يقدر ان التجربة الجديدة ستواجه اكبر الصعوبات وأثر هو ان يتصدي بشخصه وفكره لكي يحيا البناء ..لقد أقدم أنور السادات علي كل هذه القرارات الخطيرة الجذرية دون خوف أو وجل لانها كانت جميعا قرارات من اجل مصر ونحو مولد فجر جديد ولم يضع ابدا في مصادر هذه القرارات وحساباتها أي اعتبار لخطر يهدد موقعه او حياته ..وعندما اطمأنت نفسه انه حقق حلم صباه وشبابه ورشده بتحرير الارض وانه أرسي بناء الديمقراطية وان دولة المؤسسات قادرة علي المضي بخطي ثابتة نحو تحقيق الحياة الكريمة لانسان مصر عندما اطمأنت نفسه الي كل ذلك اتخذ القرار ان يعتزل المنصب
ايها الاخوة والاخوات
إني لا ارثي انور السادات فأي كلمة لن تضيف جديدا الي ما رثاة به الملايين من شعوب العالم وما سجله له اكبر القادة والرؤساء واعظم الكتاب والمفكرين في العالم .إني فقط أطرح أمامكم بعض البصمات العظيمة التي تركها لنا انور السادات لتحديد معالم الطريق طريق بناء مصر في عصر النهضة نهضة الانسان عيشا وكرامة حرية وأمنا ..رخاء وسلاما ..فقد عايشته اكثر ساعات النهار والليل نائبا له ..ست سنوات عمل عريضة رحبة ممتدة الي كل مجالات النضال القومي من اجل البناء ..ولكنني عايشته ايضا سنوات الاعداد للحرب وكل لحظات ملحمة اكتوبر الخالدة ..نعم اكرمني الحق تبارك وتعالي أنني مارست الحياة عن قرب مع بطل الحرب وبطل السلام
وتكريم انور السادات لن يكن بالكلمات فقط وان كانت الكلمة هي التعبير الذي خص به الله سبحانه وتعالي عباده علي الارض وسوف يكتب المؤرخون والمفكرين عن هذه الشخصية العملاقة مئات المؤلفات ولسنوات عديدة مقبلة ..ولكني اسجل ان الكلمة في حياة انور السادات كانت هي اللغة الواحدة والتعبير الواحد داخل الغرفات المغلقة مع اكبر قادة العالم وخارج هذه الغرف امام جماهير الشعب المصري والامة العربية ..وكانت هي ايضا لغته في إنقاذ روح العمل والبناء ..وكم رافقته وهو ينتقل في مرحلة الاعداد للحرب من موقع الي موقع يشحذ الهمهم ويلهب مشاعر الاباء والكرامة ويطمئن الي التخطيط لكسب معركة القتال بأقل عدد من الضحايا بعد أن أصم العالم آذانه عن نداءاته من اجل السلام وبعد ان بذل اكبر جهد يمكن ان يبذله انسان في سبيل ان يقي مصر ويلات الحرب
وكان العالم بشرقه وغربه يتصور ان مصر اصبحت جثة هامدة بلا حراك ..وكان البعض يتوقع لها ان يستمر موتها خمسين عاما ..لهذا اتخذ قرار الحرب لانه لم يكن امامه ان يتخذ اي قرار آخر إثباتا لوجود مصر ودرسا للعالم أننا ننشد السلام من موقع القوة وليس الاستسلام لمنطق الامر الواقع المهين. بعد ان يتم الانسحاب الكامل وصارحني وعارضت وقال بكل وضوح هذا قراري وكان يراه رحمه الله أسهل قرار يتخذه في حياته
وكم تعرض في حياته وهو يتابع الاعداد الدائب السري لملحمة اكتوبر الخالدة لحملات اتهام وتشهير بأن الرجل يخدع في العلن بكلمة الحرب وهو يسعي في الخفاء لاتفاق التسليم والاستسلام ..وكم تعرضت مصر حين ذلك لحرب نفسية عاتية كانت تهدف الي اشاعة روح اليأس والهزيمة وفقدان الثقة لكي نتمزق من داخلنا ولكنه لم يأبه لكل ذاك وتعالي علي كل هذه المعوقات القاصمة وكان يطوي في صدره كل الهموم التي لم تلن من قوة شكيمته ولكن كان حرصه الاول علي الانسان المصري..كان يريد النصر بأقل الخسائر في الارواح ..واعتمد في التخطيط للمعركة علي المقاتل المصري الذي يحمل السلاح قبل ان يعتمد علي قوة السلاح ..كان مؤمنا بإنسان مصر ..وكم رافقته في كل مواقع البناء ..كان إيمانه فيضا متدفقا عميقا بأن انسان مصر هو القادر علي بناء مصر السلام
وقد أعطي هدف التنمية والبناء وملاحقة تطورات العصر في الصناعة والزراعة والتعليم والآداب والفنون كل فكره واحلامه وارادته ..وكان يري ان شباب مصر هم قوتها ورعاتها وحصون بنائها الجديد ..وكان لا يصفهم الا بالكلمة الحبيبة الي نفسه أولادي وكم سمعناه جميعا وهو يكرر نداءه .لن يبني مصر الا سواعد ابناء مصر وعقول ابناء مصر
تكريمنا الحقيقي إذن لذكري البطل الذي لن تموت ذاكره هو العمل ..والعمل ..والعمل ..العمل بكل المباديء والمفاهيم التي آمنا بها
إرادتنا في أيادينا : وليست لأي قوة علينا أية وصاية القرار قرارنا : ولن يكون إلا قرارنا الوحدة الوطنية والتكتل القومي هما اكبر واهم ما نحرص عليه وكما قلت في افتتاح الدورة البرلمانية
مصر للجميع : مصر لكل ابنائها لا هي مجتمع الاقلية المتميزة او مجتمع الصفوة المختارة او مجتمع الديكتاتورية الطبقية او الطائفية البناء من اجل مزيد من الديمقراطية ومن اجل تحقيق الرخاء هو مسئولية كل مواطن لم تبخل عليه مصر بالعطاء ..وعلينا جميعا ان نتسابق جادين ومتنافسين في شرف وطهارة الي رد هذا العطاء التقدم الي طريق السلام حتي نهاية الطريق بكل الالتزام بأن السلام هو جزء لا ينفصل عن استراتيجية مصر المتكاملة من اجل البناء
هذه ايها الاخوة والاخوات علامات الطريق واضحة ساطعة ..الطريق الرحب الواسع الذي عبده فقيد مصر والانسانية جمعاء انور السادات
لقد كانت انظار العالم وقلوبه وعقوله متجهة الي مصر بعد وقوع الجريمة البشعة النكراء كان العالم الذي يزن قدر السادات يشعر بالخسارة الجسيمة التي حلت بمصر وكان بين الشك والخشية من ان تتهدد القضايا التي عاش من اجلها السادات واثبتت مصر للعالم كله ان دولة المؤسسات التي ارساها الراحل العظيم لم تكن دولة شعارات تتبدد في الاصداء بل هي حقيقة راسخة وقوية جري بها التحول الدستوري بأروع وأدق مما يجري في أعرق الديمقراطيات
وانظار العالم اليوم تتابعنا من جديد بكل الاحترام لعراقة شعب مصر وبكل الاعتراف بقدرات هذا الشعب الاصيل وصلابته وصحوته الحضارية وهو يواجه اكبر المهمات . واقول اليوم بعد الاربعين يوما لفقدنا للقائد والزعيم ان ثقتي كاملة في ان كل السواعد والعقول سوف تتقدم بكل ما تقدر عليه من بذل واخلاص ومعاناة . وليس امامنا الا الطريق الصعب …والعمل الصعب ..هذا ما اختاره انور السادات لحياته بل شاءت ارادة الله سبحانه وتعالي ان يكون استشهاده امامنا في اصعب صورة إعتصرت منا القلوب والصدور
علينا ان نقتحم اصعب الصعاب
علينا ان نضاعف اطهر العرق
علينا ان نجمع اقصي قدر من العلم والفكر والابداع لكي نختصر الطريق
ايها الاخوة والاخوات
اذا عدنا بالذاكرة الي الفترة الاخيرة القريبة قبل ان نفقد انور السادات فماذا نري ؟ كان هناك تحرك حازم لمحاربة الفتنة الطائفية المدمرة ومواجة هذا التخريب للعقول والنفوس مواجهة حاسمة قاطعة ثم كانت زيارة السادات لافتتاح مصنع جديد ثم كان تفقده لاستصلاح ارض جديدة..ثم كان افتتاحه لمدينة جديدة ..هذه هي معاركه وهي معاركنا من اجل البناء في رحاب الديمقراطية والامن والامان
بقيت كلمة عن انور السادات الانسان والاخلاق ..والقلب العطوف الذي لم يعرف الحقد ابدا حتي مع من حملوا لع الضغينه وسعوا اليه بالسوء ..قلب انسان يغضب ولا ينتقم ..ينفعل ولا يفتعل ..التزام دائما بندائه الصفاء ..اسحقوا الحقد طاردوه والعنوه ..طهروا القلوب من هذا الوباء ..قلب الاب الذي لم يسمح لنفسه ابدا ان يمس مواطنا في رزقه وقوت اسرته ولو فرضت سيادة القانون ان تقيد حرية هذا المواطن ..وهو الذي ردد لنا مرارا : ارتفعوا عن كل الصغائر لكي ترتفع بكم مصر..كونوا كبارا في كل سلوك وقرار لكي تكبر بكم مصر ..وكان شغلة الشاغل فوق كل الاعباء ان تتسع مظلة التأمين الاجتماعي لتحمي كل مسن وعاجز ومحتاج ولم يتردد السادات في تقديم كل ما حصل عليه من كتابه العالمي البحث عن الذات ومن جائزة نوبل للسلام ..لبناء المساكن الجديدة لابناء قريته ..وكانت تملأ قسماته سعادة الوجود كله كلما تلقي انجاز ينصف الحائر والمظلوم ..ويرد
الحق لمقهور او محروم ..
نسأل الله لفقيدنا العظيم
فقيد مصر
فقيد الاسلام
فقيد العروبة
فقيد العالم
فقيد الانسانية
نسأل الله له الرحمة وهو ارحم الراحمين ..وروحه ساكنة في فسيح جناته ..راضية بما اعطت بكل سماحة الايمان ورضي المؤمنين ونسأله سبحانه وتعالي لنا مزيدا من الايمان ..مزيدا من الثقة بالنفس وسلامة القصد ..حتي نؤدي الامانة ونمضي الي اشرف غاية بأشرف وسيلة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق صغير ومتسائل فقط من جنابي بعد إذن السيادة طبعاً :
- واضح أن الرئيس السادات نفسه لو كان حياً ما قاله في نفسه مثل هذا الكلام العظيم وما رفع نفسه إلى هذه الدرجة وما قال هذه البلاغة التي قالها الرئيس مبارك في الزعيم السادات فشكراً جزيلاً للرئيس مبارك وفصاحته وإيمانه برئيسه وزعيمه وأبيه ومثله الأعلى أنور السادات .
- والسؤال الآن بعد مُضي 27 سنة من كلام مبارك كشهادة حق في الرئيس السادات ؟ هل أكدت الأحداث وأقوال الرئيس مبارك التي جاءت بعد ذلك وخصوصاً منذ 20 سنة مثلاً هل أكدت أقوال مبارك كلامه الأول والذي سبق وقاله يوم تنصيبه في بيان رسمي ويوم الأربعين في خطاب رمسي مفتوح ؟! يعني هل حسني مبارك 14 أكتوبر 1981 هو حسني مبارك 2008 بالنسبة لرأيه في السادات ؟! أنا أتحدث عن الرأي المعلن ومن فمك ندينك !! فهل مبارك ” ثابت ” الموقف في رأيه ” عن السادات ” ؟!
الجواب لا وكلا وألف كلا .. بدليل أن مبارك في أكتوبر ونوفمبر وديسمبر من عام 1981 كان ( يعتبر نفسه ) شريكاً في المسئولية وأنه مسئولاً عن كل قرارات رئيسه وزعيمه العظيم المُلهم السادات وأنه كان عظيماً ومُصيباً حين اتخذ قرار اعتقالات سبتمبر الشهيرة قُبيل اغتياله – على سبيل المثال .. وقال مبارك نصاً في رده على سؤال لصحيفتي النيويورك تيامز وول ستريت جورنال في يوم الثلاثاء أكتوبر 20 أكتوبر 1981 سألوا سيادته :
س : لقد تعرض الرئيس السادات للنقد عندما أمر بعملية الإعتقالات في شهر سبتمبر بدعوي انه ذهب الي حد بعيد فهل سيادتكم تؤيدون ما قام به ام ترون انه قد ذهب الي حد بعيد أو انه قام بما كان يجب ان يفعله ام انه قام بالشئ القليل في وقت متأخر
فأجبت سيادتك يا ريس :
الرئيس : إطلاقا إطلاقا لانه لو لم يفعل ما فعله لكان الأمر أكثر خطورة يوم حادث الاغتيال والحقيقة ان بعض الذين قبض عليهم في الخامس من سبتمبر كانوا شركاء في هذا العمل .
س : في الوقت الذي كنت فيه نائبا للرئيس هل نصحت الرئيس السادات باتخاذ اجراءات الاعتقال وهل كنت تشعر شخصيا انه كان يتعين عليه ان يفعل ذلك في وقت مبكر وعلي نحو اكثر شدة .
الرئيس : لقد تحدثت مع الرئيس السادات ربما منذ اكثر من عام مضي عن تزايد المتطرفين وكانت اجهزة الامن في بلادنا قد تابعت ذلك غير ان الرئيس السادات قال ان الوقت لم يحين بعد واننا سوف نحاول معالجة ذلك الي ان حل شهر يوليو الماضي حين تلقي الرئيس السادات تقريرا من الامن يفيد باننا قد وصلنا الي نقطة اللاعودة وانه يتعين اتخاذ اجراء ما وفي ذلك الحين اتخذ الرئيس قرارا بالبدء في هذه الاجراءات حيث تم القبض علي أولئك الناس
س : هل تعتقد انه لم يتحرك بالسرعة الكافية .
الرئيس : أعتقد إنه قد تحرك في الوقت المناسب تماما الا أنه في اعتقادي قد تاخر بعض الشيئ .
ثم اختلف كلامك سيادتك تماماً في حديثك مؤخراً مع عماد أديب أثناء حملتك الإنتخابية في انتخابات رئاسة الجمهورية ” إياها ” حين سألك عماد أديب :
* عماد أديب : عندما سألت الدكتور أسامة الباز سؤالا مباشرا وهو: هل كان النائب محمد حسني مبارك مع عملية الاعتقالات بالشكل الذي تمت به في سبتمبر1981, قال لا.. وكانت له وجهة نظر مختلفة وقال لن يقول لك انه كان يختلف لأنه يجب ألا يظهر وكأنه ضد مرحلة الرئيس السادات ؟
فقلت له يا ريس :
** الرئيس مبارك : كلامه مضبوط .
* عماد أديب : فسيادتك برؤيتك وبصيرتك كنت تري ان هذا يدفع الاوضاع نحو وضع خطير؟
** الرئيس مبارك : صحيح.. وأحيانا كنت أقول للسادات إبحث هذا الموضوع لكن من كانوا يحدثونه كانوا متأكدين ولديهم خبرة أكثر مني ويعلمون أكثر منهم وزير الداخلية وغيره والمخابرات .
اسمح لي سيدي الرئيس أن ندخل إلى حكاية حادث المنصة ونرى تناقضات هائلة فيه .
وسنرى عشرات الثغرات فيها التي تؤكد لنا ولك أن :
- هناك مؤامرة كبرى في اغتيال الرئيس السادات تواطئ فيها رؤوس وشخصيات كبيرة في الدولة .. كانت موجودة معه في المنصة !!
- وأن الإسلامبولي ورفاقه الحمقى .. أبداً لم يقتلون السادات !!
تفضل معي – عزيزي القارئ – وسيدي الرئيس .. حين أكشف كل الحقائق لهذه الأمة الجريحة المسكينة النائمة في عسلك وعسل رفاقك من الحكام العرب .
” لأول مرة ” وبالوثائق السرية الكاملة لحظة بلحظة :
الملف المحظور لاغتيال السادات
النظرة الأخيرة إلى السماء .. ثم اغتيل البطل
لأول مرة :
الوثائق السرية في عملية المنصة !!
الحقائق المخفية في جريمة اغتيال الرئيس السادات !!
اتهامات عنيفة للكبار وأسئلة مخيفة تتوجه لكل من الأربعة الكبار : أبو غزالة والنبوي إسماعيل وجيهان السادات .. ونائب الرئيس السادات وقتذاك حسني لنسألهم جميعاً : ماذا عن دوركم وشهادتكم للتاريخ في كارثة اغتيال الرئيس السادات ؟!
ويبقى السؤال الأحمر من قتل السادات ؟!
نحن نكفيك المئونة والبحث ونجيبك في نهاية الكتاب : هؤلاء قتلوا السادات !
بداية : ماذا تقول الرواية الرسمية والرؤية الأمنية والأحداث المعلنة في حادثة المنصة والتي أودت بحياة الرئيس السادات ؟!
…
تقول :
كان حادث الاغتيال مروعاً مباغتاً إذ تم في سرعة مذهلة ولم يستغرق سوى 40 ثانية! وبعدها اهتز العالم كله .. إن طلقة الرصاص التي أصابت السادات وأودت بحياته سرعتها 735 متراً في الثانية وأطلقت على بعد نحو 20 متراً أي أن الطلقة أصابته وأودت بحياته في 20/735 من الثانية !
قرّر المسؤولون عن الأمن أن هناك أكثر من 14 جهة خارجية وداخلية استهدفت اغتيال السادات وتنفيذ أعمال تخريب ضخمة داخل مصر. وأنه تجمعت لدى أجهزة الأمن في مصر معلومات عن اتصالات بين رجال بعض التيارات المعارضة ومنظمات إرهابية دولية مثل مجموعة كارلوس وتنظيم الألوية الحمراء وتنظيمات الإرهاب في ألمانيا الغربية .. كما كان هناك اتصالات بتنظيم الجيش الأحمر الياباني .. شوف إزاي ؟!
وفي الحقيقة تم اغتيال السادات على يد مجموعة من المنتمين إلى إحدى الجماعات الإسلامية وهم:
- الملازم الأول خالد أحمد شوقي الإسلامبولي من سلاح المدفعية.
- والملازم الأول (سابقاً) عبد الحميد عبد السلام (سبق أن استقال من الخدمة العسكرية وكان ضابطاً في القوات الجوية).
- والملازم الأول المهندس الاحتياطي عطا طايل حميدة رحيل من مركز تدريب المهندسين.
- والرقيب المتطوع حسين عباس محمد من قوة الدفاع الشعبي.
تسلسـل الأحـداث
كانت البداية يوم 23/9/1981 حين وقع الاختيار على الملازم الأول خالد أحمد شوقي الإسلامبولي للاشتراك في طابور العرض العسكري في أكتوبر القادم ليحل محل زميل له شاءت الأقدار أن تمنعه من المشاركة .
وفي اليوم التالي توجّه خالد إلى أرض العرض وحضر “البروفات”. وهناك راودته الفكرة وألحّت عليه. فلم يستطع مقاومتها فاختمرت في رأسه وعقد العزم على تنفيذها . (يجدر بنا أن نذكر أن شقيقه محمد الإسلامبولي كان ضمن المعتقلين في أحداث سبتمبر).
بُعيد صلاة الجمعة 25/9/1981 أسرع خالد الخطى إلى منزل صديقه المهندس محمد عبد السلام فرج وهو المتهم الخامس ببولاق الدكرور لزيارته. وبدأ يتجاذب معه أطراف الحديث حول الأوضاع السائدة في البلاد على وجه العموم وحول ما يتعرض له المسلمون من ظلم يحيق بهم وبعلمائهم وأنه لا بد من تمكين شرع الله. وهنا انتهز خالد الفرصة فكاشفه بأمر تعيينه في طابور العرض وبفكرته في اغتيال رئيس الجمهورية في منصة العرض موضحاً أنه يحتاج إلى معاونة ثلاثة أو أربعة من “الإخوة” لمساعدته على التنفيذ وتدبير القنابل والذخيرة. فرحّب محمد عبد السلام بالفكرة .
ملاحظة من جنابي ضد جنابهم :
يعني قبل يوم 23 سبتمبر 1981 لم تكن هناك خطة لاغتيال السادات ولا خطة لتغيير النظام ولا أي شيء يُذكر !!
ولم يكن في خيال سي خالد الإسلامبولي أو رفاقه أي خطة لأي خروج على النظام الحاكم .. بل لم يلتق سي خالد ولا سي عبد الحميد عطا طايل من قبل !! ولا حتى باقي القتلة إياهم !!
وهنا ينفجر سؤال أحمر زي الورد :
هل تكفي 11 يوم فقط للتخطيط لاغتيال رئيس دولة مُسلَّح بأعتى الأسلحة وعلى أخطر وأقدس ساحة عسكرية في الشرق الأوسط وبين رجاله وعتاده وقوته العسكرية التي يستعرضها ؟ هل تكفي هذه الأيام الـ 11 للتخطيط والإغتيال ؟!
فمتى وكيف خططوا ؟! ومن أين حصلوا على المعلومات السرية لاختراق كل حواجز ونقاط تفتيش العرض العسكري والمنصة ؟! إنهم يحتاجون فقط لشهور كي تختمر الفكرة .. وشهور أخرى للتردد .. ثم يحتاجون لشهور أخرى للتدريب .. ثم شهور أخرى لمحاولة التنفييذ والذي قد يفشل أو ينجح .. ثم يحتاجون لكبار رجال الجيش والمخابرات والدولة ليساعدوهم في اختراق الأماكن الحصينة ومن ثمَ ” بداية ” تنفييذ عملية غير مضمونة النتائج .. خصوصاً أنها في معقل الجيش ومنطقته الحصينة جداً .. والأهم أن ذلك كله يجري في أوقات ولحظات وأيام عصيبة ومتوترة للرئيس جعلته يحتاط بقوة ويحصن نفسه من أي بأس وقوة وخيانة ولذلك قام بعمل الآتي وتأكد منه بنفسه ليلة السادس من أكتوبر 1981 :
- استعان بكل أفراد حراسته الأمريكية الخاصة .
- استعان بقوات حراسته الخاصة من الحرس الجمهوري .
- استعان بقوات ورجال المخابرات العسكرية .
- استعان بحراسة رجاله من خيرة قوات العسكرية المصرية .
- استعان بقوات حراسة أمن الدولة .
- استعان بكبار وأمهر القناصة الذين يرابضون منتشرون أمامه وحوله .. في وجود ترسانة أسلحة مصر المنتصرة في حرب السادس من أكتوبر وفي حضور كل رجال الدولة تقريباً .
- استعان برجال مخابراته العامة بالتأكيد .
ومع ذلك يقولون لك على لسان النبوي إسماعيل وجيهان السادات وأبو غزالة وغيرهم :
لأ .. الرئيس السادات استعان بالله فقط فمات !! ونصيبه كده يا أخي وبلاش شوشرة وتشكيك!!
ولا يذكرون لكم شيئاً قط عن التدابير الواقية التي اتبعها ونفذها وأشرف السادات عليها بنفسه قبيل اغتياله بساعات !!
ومنها على سبيل المثال توصيل 120 خط تليفوني بالمنصة من أجل سرعة الإتصال بين القيادة والأجهزة المعنية تحسباً لأي موقف خارج عن النَص .. ومع ذلك يقولون لك : أقدار الله يا عم أنيس !!
والأنيل من ذلك أن يقول النبوي إسماعيل وزير الداخلية وقتها : أن أحد رجاله من ضباط أمن الدولة فشل في الوصول إليه وتسليمه الرسالة والمعلومة الخطيرة التي أودت بحياة السادات والتي كان يمكن إذا بلغت الوزير أن يمنع السادات من كارثة اغتياله !! في حين الفيذيو .. صوت وصورة يرينا كيف تسلم تسلم الوزير الورقة بنفسه ووضعها في جيبه وحين واجهه بها الزميل الإعلامي عمرو الليثي في برنامج اختراق علَّق النبوي إسماعيل عليها قالاً :
مافيش قوة في العالم كانت ممكن تمنع الرئيس السادات من الموت .. كان راكب راسه !! وبعدين ده قدر الله .
مما يشعرك أن هذا الوزير ” وزير الداخلية ” يأخذ أوامره من مسجد السيدة زينب وليس من رئاسة الجمهورية .. وأنه يعمل في صندوق النذور بسيدي الحسين وليس وزيراً للداخلية !! ومدد يا معالي الوزير .. مداااااااد .. بركاتك يا فندم يا راجل يا بركة !!
نحن مع أقدار الله ولكن أين موقفكم وماذا فعلتم ؟! ألا يمكننا سؤالكم والبحث في أروقة التاريخ لاستخراج دُرر الحقيقة الكامنة في عقولكم بعد أن حاولتم محوها من دفاتركم وأدراجكم ؟!
انتهى التعليق .. ودعونا نستكمل الرواية الرسمية لحادث المنصة :
وفي المساء استقبل خالد صديقه محمد عبد السلام وزوجته وفي صحبتهما كل من عبد الناصر عبد العليم درة المتهم الثالث عشر في قضية الاغتيال وصفوت إبراهيم الأشوح المتهم الثالث والعشرين. وكان اللقاء في منزل خالد الذي تسكن فيه شقيقته وزوجها. ولما علم زوج شقيقته بحضورهم اعترض على تلك الاستضافة خشية أن يكون بينهم أحد من المطلوب القبض عليهم. بيد أن خالداً هدّأ من روعه وطمأنه بأنه سيدبر لهم أمر مَبيتهم في مكان آخر صبيحة اليوم التالي .
وفي اليوم التالي انتقلوا إلى منزل عبد الحميد عبد السلام ( صديق خالد) وهو المتهم الثاني في القضية حيث تم تكليف صالح أحمد صالح جاهين المتهم الثاني عشر بأمر تدبير الذخائر والقنابل المطلوبة .
عرض الخطة على مجموعة الصعيد
وفي يوم 28/9/1981 حضرت مجموعة من الصعيد لمقابلة محمد عبد السلام وخالد اللذين عرضا خطة الاغتيال التي نسج الأخير خيوطها. فوافقوا عليها وانعقد عزمهم على تنفيذ الخطة على أن تمدهم مجموعة الصعيد بالذخيرة اللازمة لتنفيذ عملية الاغتيال.
كما التقى خالد في شقة عبد الحميد أيضاً كلاًّ من عطا طايل حميدة وحسين عباس محمد وعرض عليهما خطته فوافقا عليها واتفقا معه على تنفيذها. ثم أرسل رسالة إلى عبود الزمر (مقدم استخبارات مفصول من القوات المسلحة) بتفاصيل الخطة. فرد عبود برسالة مفادها موافقته على الاغتيال مُرفَقَة بتوجيهاته في كيفية دخول الأفراد إلى منطقة العرض وتصوراته لما يمكن أن يحدث في حالة نجاح العملية.
تدبير الذخائر والأســلحة
وفي يوم 2/10/1981 قبل الحادث بأربعة أيام تم تدبير ما يزيد على مائة طلقة 7.62 × 39مم أخذ منها خالد إحدى وثمانين طلقة من بينها أربع طلقات “خارق حارق” معلّمة بعلامة حمراء على المقذوف وأعطاها لعبد الحميد عبد السلام الذي خبأها فوق سطح المنزل .
وفي مساء اليوم نفسه انتقل محمد عبد السلام من شقة عبد الحميد إلى عيادة أسنان بحي الزيتون ليتخذها مقراً لاجتماعاته مع أفراد جماعته .. وخلال المدة من 2 إلى 4/10/1981 اكتمل تدبير باقي الذخيرة والقنابل اليدوية اللازمة ورشاش ومسدس. تسلمها خالد إضافة إلى ثلاث خزن بنادق آلية وخزنة رشاش قصير وثلاث إبر ضرب نار.
وأخذ خالد إبر ضرب النار وخزن البنادق الآلية وخزنة الرشاش والقنابل ووضعها في حقيبته “السمسونايت” وانصرف بعد أن اتفق مع عبد الحميد على اللقاء أمام بوابة حديقة المريلاند في الساعة العاشرة مساء ذلك اليوم.
الأحداث على أرض العــرض
وفي الموعد المحدد ذهب خالد إلى المكان المتفق عليه ومعه حقيبته “السمسونايت” وبها الذخيرة والقنابل اليدوية وإبر ضرب النار وخزن البنادق الآلية وخزنة الرشاش. فوجد عبد الحميد في انتظاره داخل سيارته من نوع ” فيات ” مرتدياً الزي العسكري فقاد خالد السيارة وعرّجا في طريقهما إلى أرض العرض على مقهى بميدان الإسماعيلية بمصر الجديدة حيث انضم إليهما كلٌّ من عطا طايل وحسين عباس وكانا يرتديان الزي العسكري أيضاً وتوجهوا جميعاً إلى أرض العرض. وعلى مقربة من تجمع آليات وحدة خالد وأفراده نزل عبد الحميد وعطا وحسين ومعهم خطاب مزوّر مفاده أنهم ملحَقون من اللواء 118 مدفعية . وكان الاتفاق أن يدخل هؤلاء الثلاثة ويسألوا عن خالد الذي كان قد ترك خبراً مسبقاً في وحدته أن ثلاثة من الجنود الملحَقين سيصلون في تلك الليلة. وعقب دخولهم بربع ساعة تقريباً لحق بهم خالد فوجدهم في انتظاره يقفون إلى جوار خيمته. فطلب منهم مخالطة الجنود بالوحدة بعد أن مزق الخطاب المزوّر الذي كان معهم.
وفي صبيحة يوم الإثنين الموافق 5/10/1981 عُين خالد ورفاقه عبد الحميد وعطا وحسين “خدمة على السلاح” . وفور أن تسلم خالد الأمر بنزع إبر ضرب النار من أحد الضباط كلّف عبد الحميد بتمييز البنادق الآلية الثلاث التي سيستخدمونها في عملية الاغتيال. فقام الأخير بتمييزها عن سواها بقطع صغيرة من القماش دسّها في فوهاتها. وفي الوقت نفسه ترك خالد حقيبته “السمسونايت” تحت سريره بعد أن أخرج منها القنابل الأربع ووضعها داخل خوذته وعيّن حسين عباس حارساً لخيمته.
حادثة الاغتيال
ما قبل العملية
كان السادات يعلم يقيناً أن رأسه مطلوب وكان يطَّلع على الإجراءات الأمنية لحماية حياته. كما كانت جهات الأمن تبلِغه بما يصل إليها من معلومات وكان قلقاً على أفراد أسرته وكان دائماً يحذر زوجته وأولاده ويأمرهم بالاحتياط .
وفي يوم 25 سبتمبر أصرّ على زيارة المنصورة في قطار مفتوح من الجانبين ثم في سيارة مكشوفة ورفض اقتراحاً بالسفر إلى المنصورة في الطائرة .. وقبل وصوله إلى هناك تلقّى فوزي عبد الحافظ سكرتير الرئيس رسالة لاسلكية من إحدى جهات الأمن بوجود معلومات تفيد أن أحد أفراد الجماعات الإسلامية تقلّه سيارة “فولكس فاجن” ينوي اغتيال السادات في المنصورة . وتحركت الطائرات العمودية تراقب الطريق بحثاً عن هذه السيارة وحلّقت في سماء المنصورة . ولكن لم يُعثر على شيء .
وكان قبيل ذلك قد أُلقي القبض على مجموعة من تنظيم الجهاد وضبطت معهم كميات من الأسلحة والذخائر والخرائط في إحدى الشقق المفروشة في القاهرة وتبين من خلال الاعترافات إعدادهم لخطة يندس بمقتضاها أحد أفراد الجماعات الإسلامية وسط الجماهير المحتشدة في إحدى محطات القطار لاستقبال الرئيس ثم يتحين الفرصة لإطلاق الرصاص على السادات. وفي صبيحة يوم السفر اتصل نبوي إسماعيل وزير الداخلية بالسادات وأخبره بما حدث ثم قال له: “وسيادتك رايح المنصورة بالقطار ما تسافر بالطائرة..”. ولكن السادات أصر فطلب النائب حسني مبارك من وزير النقل والمواصلات سليمان متولي زيادة سرعة القطار وعدم تهدئته في المحطات التي كان يمر بها ليرد السادات التحية على الجماهير التي خرجت لاستقباله وعندما لاحظ السادات أن القطار يسير بسرعة صرخ قائلاً لوزير النقل : “مين اللي قالك تعمل كده ؟ “. فقال: “السيد نائب الرئيس ووزير الداخلية”. فقال السادات: ” لأ بطأ السرعة كما كان مقرراً وخللي القطر يمشي بالبرنامج المخطط له”
وكان هذا الشخص الذي يجري البحث عنه هو عبود الزمر ضابط الاستخبارات المفصول الذي انضم إلى تنظيم الجهاد وكان مطلوباً بشدة من أجهزة الأمن المصرية وقد أخطر محمد نبوي إسماعيل وزير الداخلية وقتذاك الرئيس السادات بأمره. وقد وجّه السادات إنذاراً إلى الزمر يوم 28 سبتمبر عبْر التليفزيون قائلاً:
“إنني أعرف أن هناك ضابطاً منهم هارب وربما يكون سامعني الآن لقد اعتقلنا الآخرين جميعاً في خمس دقائق وإذا كان هو قد تمكن من الفرار فإنني أقول له إننا وراءه هو الآخر” .
ومن العجيب أن جهات الأمن لم تكشف شيئاً عن وجود تنظيم سري مسلح لقلب نظام الحكم واغتيال السادات إلاّ في أواخر سبتمبر 1981 وهذا ما سجلته حيثيات الحكم في القضية التي عرفت باسم “قضية الجهاد رقم 48 لسنة 1982 أمن دولة عليا” !!
وفي يوم 30 سبتمبر كان هناك مذكرة من وزارة الداخلية على مكتب الرئيس السادات. تقول المذكرة إن سائق سيارة أجرة يُدعى صابر عبد العظيم تقدم إلى اللواء السماحي مدير أمن القاهرة وأبلَغه بأن هناك من يورطه في عملية شراء أسلحة والتدريب عليها. وكان مرفقاً بالمذكرة ثلاثة أفلام صوت وصورة: تصور ثلاثة لقاءات بين هذا السائق ونبيل المغربي أحد أعضاء تنظيم الجهاد منها فيلم يصور عملية تسليم مدفع. وتم القبض على نبيل المغربي وحققت معه نيابة أمن الدولة. وكان المغربي عند القبض عليه يعلم بمخطط اغتيال السادات ولكنه لم يفُه بعبارة واحدة في هذا الشأن .
ملاحظة متينة قوي من جنابي للسادة السادة بالقوي برضه :
قالت الجهات الرسمية والأمنية – وبالذات – على لسان النبوي إسماعيل وزير الداخلية آنذاك أنهم :
كانت لديهم أشرطة فيديو تصور بعض المتطرفين وهم يتدربون في الصحراء على عملية اغتيال الرئيس السادات بالأسلحة .. بل وصورهم الشريط منذ لحظة شراؤهم للأسلحلة !! وأن هذا حدث أول سبتمبر .. معنى هذا أن :
أول خيوط عملية اغتيال السادات بدأت أول سبتمبر وربما قبل ذلك أيضاً !! كيف وخالد الإسلامبولي ” وفقاً لرواية الجهات المسئولة والأمنية الرسمية برضه ” لم يكن قد اختير بعد للعرض العسكري ؟! حيث تم اختياره في 23 سبتمبر 1981 .. وفقما قلتم ؟! أم أن ذاكرة المسئولين في الأرقام ضعيفة ؟!
فإذا كان التخطيط لقتل السادات تم قبل خالد الإسلامبولي .. فأين هم الجُناة الأصليين ؟ بل وأين الحكاية الرسمية والأمنية التي تعضد ذلك ؟! وأين المخطط التنظيمي لذلك ؟!
وإذا كان التخطيط بدأ – وفقا للرواية الرسمية والأمنية أيضاً – عند خالد الإسلامبولي ومباغتة اختياره لحضور العضر العسكري رغم أنه كان ممنوعاً من حضور العروض العسكرية بقرار مخابراتي عسكري سنبينه ونتوقف معه في حينه .. أقول إذا كان التخطيط ولِدَ عند خالد الإسلامبولي فقط معنى ذلك أنه بدأ بعد 23 سبتمبر وليس في أول سبتمبر .. آنئذ تفقد شرائط وزارة الداخلية صلاحيتها وصحتها ومصداقيتها .. إذ كيف لشرائط وتصويرات وخطة وجُناه أن يسبقوا ” عملية الإسلامبولي ” ثم تُنسب جميعها لخالد الإسلامبولي !! وهو الذي فوجئ بقرار مشاركته في العرض العسكري يوم 23 سبتمبر وفقاً لنص شهادته في التحقيقات !!
خصوصاً حين نسأل معالي وزير الداخلية آنذاك مولانا أبو البركات النبوي إسماعيل : ولماذا لمن تقبض على المتهمين الذين صورتهم ” فيديو ” صوت وصورة منذ لحظة الشراء وحتى لحظة التدريب في الصحراء ؟! فيقول لك سيادته بعد أن يحزِّم خاصرته فتُرى عراقيبه ويقذف بشومته في الهواء ويلتقطها في مولد الأونطة قائلاً لجنابك :
- هذا قدر الله .. وتبارك الله ولا حول ولا قوة إلا بالله .. ويا معين مدد .. حيييييي !!
آنئذ عليك أن تعلم وزارة الداخلية في عهد سيادته كان تُدار من السيدة نفيسة وأن صفوة رجالها هم كوكبة من مقاطيع أم هاشم !! وسلم لي على هاشم ذات نفسه وحياة والدك !!
السؤال بقى يا عرب :
خالد الإسلامبولي أم جماعة ” سبتمبر ” هي التي اغتالت الرئيس السادات ؟!
سيقولون لك :
اسكت .. مش الإسلامبولي ” الذي فوجئ بالصدفة ” أنه مُختار للعرض العسكري واعتذر عنه وأصرت المخابرات العسكرية أن يشترك فوافق على مضدد ” دليل على أنه لم تكن لديه خطة ولا رغبة أصلاً في اغتيال السادات “
اسكُت .. مش توجه فجأة في اليوم التالي يوم 24 سبتمبر إلى مجموعة من المتطرفين أصدقاءه وخصوصاً محمد عبد السلام فرج فأخذه من يده وقبَّل رأسه وأوصله ” خبط لزق ” بمجموعة سبتمبر وشال عنهم الإسلامبولي الهم الثقيل وع البركة قتل السادات ؟!
فليسمح لي القارئ العزيز أود أن أعمل لسيادتهم حاجة عيب بفمي من ثلاثة حروف أول حرف منها ألف والثاني حاء والثالث ليضعه القارئ بمعرفته !!
تصور معي مصر أُم 45 مليون نسمة وقتها يخرج خالد الإسلامبولي من عند المخابرات العسكرية إلى منزل محمد عبد السلام فرج .. والذي ليس له به سابق معرفة بالنسبة لمخطط اعتيال السادات اللي تبع مجموعة أول سبتمبر دوناً عن بقية الخمسة وأربعين مليون .. تصور؟! والله العظيم الإسلامبولي ده مبروك ومُرزَق وسِكته سالكة ومخضَّرة وأمه داعية له في ليلة قدر !! أو كأن مجموعة أول سبتمبر كانت مكشوف عنها الحجاب أو قاموا بالشم على ظهر أيديهم أو فتحوا المندل فشاهدوا الإسلامبولي خارج من عند المخابرات العسكرية ومعه صك باشتراكه في العرض العسكري فخيِّشوا فيه : احنا في عرضك يا خالد كرامة لرسول الله .. عايزين نقتل السادات وواقعين في عرضك نبوس إيدك .. فحدث الآتي في غضون 11 يوم فقط :
- بعد المقابلة الصدفة الفظيعة قوي وفقاً لـ لزمة سيادته : شيئ فظيع .. شيئ مهول .. تحدث مقابلة صدفة فظيعة من الإسلامبولي لفرج .
- يقوم فرج بتعريفه على سي عبود الزمر ومجموعة أول سبتمبر بسرعة فظيعة برضه.
- بلا أمان ولا ثقة ولا اختبارات يثقون فيه ويطلعونه على خطة ” الجاتوه ” التي ألفتها الجهات الرسمية والأمنية والتي ليس لها وجود إلا في خيال أكاذيبهم فقط !! والتي لم يذكر الإسلامبولي عنها حرفاً واحداً في اعترافاته الفظيعة !!
- يدبرون له الأسلحة والذخيرة بسرعة البرق – كل ده – في 11 يوم بس !!
- ويعرفونه على باقي المجموعة القاتلة ” عطا وعبد الحميد وحسين عباس – التي لم تكن متجانسة ولم يلتقِ أي منهم بالآخر قط قبل يومين فقط من العملية !!
- ويذللون له كل السُبل لاختراق العرض العسكري وكسر كل نقاط التفتيش العشرة داخل العرض العسكري .
- ويمدونه بإبر ضرب النار ويمهدون له السبيل حتى صعوده المنصة ليضرب الرئيس وسط ترسانة أسلحته وصفوة كبار رجال الدولة و7 جهات من الحرس الفتاك موجودة وواقفة ستاندباي في وضع الإستعداد ومع ذلك حصل لكل أفراد ومجموعات الحراسة ” توارد أفكار ” فلم يطلقوا طلقة واحدة نحو الجُناة الذين قفزوا من المركبة بشكلٍ مريب وجروا أكثر من 30 متراً ثم أطلقوا النيران دونما مقاومة من كل ذلك !! عفواً .. مُضطر أعمل لهم حاجة عيب بفمي يُعاقِب عليها القانون .. من بتاعة الحروف الثلاثة دي !!
كل هذا حدث في 11 يوم فقط ؟! لأ هؤلاء عباقرة بقى !! أم أنه القدر ومافيش حَدْ يفتح فمه؟!
دعونا نستكمل معاً الرواية الرسمية لحادث المنصة ونتوقف قليلاً من تعقيبنا ونواصل بعد الفاصل .
ليلة العرض العسكري
عودة للرواية الرسمية للدولة والأمن وقتها نجد : حدث أن توصل رجال الأمن إلى معلومات خطيرة ليلة العرض العسكري حيث التقى عبود الزمر أحد عملاء المباحث المندسّـين في التنظيم في الساعة الثامنة مساء في ميدان باب الحديد. وكان عبود في حالة هياج ووصفه عميل المباحث بأنه كان “سعران” (مضطرباً) وقال له: “لا بد من عملية كبيرة إحنا ميتين .. ميتين” .
وقد اتصل نبوي إسماعيل وزير الداخلية بالرئيس السادات وأبلَغه بذلك ورجاه أن يعيد النظر في حضور العرض العسكري ولكن السادات رفض وهو يقول: “أنت هوّال وخوّاف يا نبوي العيال أصبحت خطوطهم مقطوعة وأنا هدّدت الولد الزمر في خطابي” (يقصد خطاب 28 سبتمبر).
وكان هناك مفاجأة كبرى ظهرت بعد العرض العسكري
لقد اتصل أحد قادة التنظيم بعميل للمباحث العامة مدسوس في هذا التنظيم وقال له: “لا تخرج من منزلك اليوم.. استمع إلى الراديو أو التليفزيون. وغداً الساعة 11 صباحاً ستصلك تعليماتي” . وأدرك عميل المباحث أن هناك عملية كبرى تتعلق بحياة السادات. وحاول الاتصال بالضابط الذي يرأسه فلم يمكنه وعندما استطاع الاتصال بغيره كان السادات قد قُتل.
وفي تلك الليلة جاءت التقارير إلى الرئيس تُفيد أن الحرس الجمهوري تسلّم في الصباح منطقتين من الاستخبارات الحربية وهما منصة العرض العسكري ومبنى وزارة الدفاع حيث اعتاد الرئيس أن يزور القيادة العسكرية قبل العرض بنصف ساعة. وكان اجتماع قد عقد ظهر يوم الخامس من أكتوبر برئاسة اللواء أركان حرب محمد صبري زهدي نائب رئيس قوات المنطقة العسكرية المركزية وضمّ رجال رئاسة الجمهورية من جميع الأفرع ورجال الاستخبارات الحربية والاستخبارات العامة وقيادات المجموعة (75) استخبارات حربية وهي على مستوى متقدم وكفاءة نادرة وتم كتابة مذكرة “تنسيق” وقّعها الجميع.
وتأكد الرئيس بنفسه قبل العرض بأربع وعشرين ساعة من سيطرة أجهزة أمن رئاسة الجمهورية وقيادتها على منصة العرض العسكري وأنه لمزيد من الحيطة تم تركيب مائة وعشرين خطاً هاتفياً مباشراً داخل المنصة التي لا تزيد مساحتها على تسعين متراً مربعاً. واطمأن الرئيس تمام الاطمئنان ونام ليلته.
أنيس الدغيدي مع جمال السادات .. في المنصة .. بجوار قبر السادات
اليوم الدامي والنهاية الأليمة
استيقظ السادات كعادته واهتزت أسلاك الهاتف من الولايات المتحدة الأمريكية بمكالمة من جمال السادات ابن الرئيس يهنىء أباه كما تعود في صباح السادس من أكتوبر كل عام. ثم تحدث هاتفياً الرئيس مع صهرَيه المهندس عثمان أحمد عثمان والمهندس سيد مرعي ثم تحدث مع اللواء عبد العزيز نصار مدير المخابرات العامة كما تلّقى مكالمة من نائبه حسني مبارك ثم من فؤاد محيي الدين رئيس الوزراء في ذلك الوقت ثم من نبوي إسماعيل. واعتذر السادات عن عدم تلّقي باقي المكالمات من رؤساء تحرير بعض الصحف المصرية . ثم دخل عليه الأطباء لإجراء الفحوص اليومية المعتادة وجاء خبير التدليك وزاول السادات بعض التمرينات واستحم بعدها بمياه فاترة .
كانت الصحف في ذلك اليوم تتحدث عن الأسلحة الغربية التي ستظهر في العرض بنسبة كبيرة تصل إلـى 50% من جملة الأسلحـة المشتركة ومنها الطائرات الأمريكية من نوع “فانتوم PHANTOM” والعمودية من نوع “شينوك CHINOOK” والطائرات العمودية الفرنسية من نوع “جازيل GAZELLE” والبريطانية من نوع “سي كينج SEA KING”.
في العاشرة والنصف من صباح ذلك اليوم كان السادات في مقر وزارة الدفاع لالتقاط الصور التذكارية مع كبار القادة. وقد وقف إلى يمينه نائبه حسني مبارك وإلى يساره المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع. وكان السادات مرتدياً بدلته الهتلرية التي صنعت في لندن والتي كان مغرماً بها ووصل غرامه بالزي الألماني أن أمر أفراد الحرس الجمهوري بارتداء الخوذات العسكرية الألمانية. ورفض السادات أن يرتدي القميص الواقي من الرصاص على الرغم من إلحاح زوجته السيدة جيهان ووزير الداخلية. وكان سبب ذلك أن البدلة الجديدة كانت ضيقة ولا تسمح بارتداء القميص الواقي تحتها ورفض السادات أن يلبس بدلة العام الماضي وقال: “أنا رايح لأولادي أنت هوّال وخوّاف يا نبوي” . ثم توجّه الرئيس إلى أرض العرض ليتبوأ مقعده من المنصة. وإلى يمينه نائبه حسني مبارك ثم الوزير العُماني شبيب بن تيمور مبعوث السلطان قابوس. وإلى يساره المشير أبو غزالة ثم سيد مرعي ثم عبد الرحمن بيصار شيخ الأزهر.
في ذلك الوقت كان خالد الإسلامبولي قد توجّه إلى الخيمة التي ينام فيها أصحابه حسين عباس وعبد الحميد عبد السلام وعطا طايل وسلّمهم كيس الذخيرة وأمرهم بالاستعداد. واستعد خالد الإسلامبولي بملابس العرض وتناول خزنة الرشاش بعد أن ملأها بالذخيرة ووضعها في جَورَبه ثم لف حولها (أستك) عريضاً حتى لا تسقط. وتحرك الجنود لتجهيز السيارات وأمر الإسلامبولي بتسليم الأسلحة منزوعة إبر ضرب النار إلى الجنود. وأخذ الإسلامبولي وهو يتناول كوباً من الشاي يتابع تسليم الأسلحة للجنود إلى أن اطمأن إلى أن البنادق المعبأة بالذخيرة هي في حوزة عبد الحميد وعطا وحسين.
بدأ تحرك الجرارات وخلفها المدافع إلى ساحة العرض كلٌّ في دوره المرسوم. وحمل الإسلامبولي الخوذة التي سيرتديها في العرض إلى السيارة التي سيركبها ووضع تلك الخوذة أسفل المقعد. وأخذ يتفقد طاقم سيارته. وفي السادسة والنصف ركبت الأطقم العربات الأربع الخاصة بكتيبة خالد وركب حسين وعبد الحميد وعطا العربة التي ركبها خالد وكانت إلى اليمين من القطار الثاني لعربات اللواء المواجهة للمنصة وجلس خالد إلى جوار السائق .
وفي حوالي الساعة الثامنة وبينما كان الجنود منهمكين في أعمال النظافة للمدافع والعربات أعطى خالد لعبد الحميد قنبلتَيْن يدويتَيْن دفاعيتَيْن. احتفظ عبد الحميد بواحدة وأعطى الثانية لعطا طايل. وخبّأ خالد القنبلتين الأخريين في “تابلوه” العربة ثم طلب من السائق عصام عبد الحميد أن يذهب ليشتري “ساندوتشَيْن”. وعند ذهاب السائق انتهز خالد الفرصة فغيّر خزنة الرشاش الخاص بالسائق بخزنة أخرى مملوءة بالذخيرة ووضع الخزنة الفارغة تحت الكرسي. ثم أعاد خالد ترتيب جلوس أفراد طاقم عربته فأجلس عبد الحميد خَلْفه مباشرة في صندوق العربة وظهره إلى المنصة كما أجلس عباساً في آخر صندوق العربة في الصف نفسه الذي يجلس فيه عبد الحميد وظهره إلى المنصة كذلك بينما أجلس عطا طايل في مواجهة عبد الحميد ووَجْهه إلى المنصة .
وقبل تحرك السيارة لدخول طابور العرض ظهر ضباط من رئاسة الجمهورية يركبون دراجات نارية أخذوا يفتشون السيارات واحدة بعد الأخرى. فألقى عبد الحميد نفسه فوق الرشاشات الثلاثة ونام عليها وجهز نفسه لتفجير واحدة من قنابل الصوت التي في حوزته عند محاولة تفتيشه. ويقول خالد في حديث إلى جريدة “الأنباء” الكويتية ومجلة “الندوة” السعودية: نظرت إلى الخَلْف فإذا هم ثلاثة ضباط كبار منهم ضابط عمل معه عبد الحميد عبد السلام ويعرفونه جيداً ويعرفون أنه فُصل من الخدمة. فأيقنت أن الأمر سينكشف ولكن الله هيّأ من ينادي عليهم أثناء تفتيش العربة السابقة لعربتنا وهكذا شَق هؤلاء الضباط طريقهم بعيداً عن عربته وقاموا بتفتيش العربة التي بعدها.
في ذلك الوقت كان كل اهتمام الأمن منصرفاً إلى ما وراء منصة العرض ظناً منهم أن عبود الزمر قد يأتي من الخلف في هجمة انتحارية.
كان الحاضرون يستمتعون بمشاهدة العرض خصوصاً طائرات “الفانتوم” وهي تمارس ألعاباً بهلوانية في سماء العرض. ثم انطلق صوت المذيع الداخلي: “والآن تجيئ المدفعية”. وتقدم قائد طابور المدفعية لتحية المنصة وحوله عدد من راكبي الدّراجات النارية. وفجأة توقفت إحدى الدّراجات بعد أن أصيبت بعطل مفاجئ ونزل الرجل من فوقها وراح يدفعها أمامه. ومن حسن حظه أن معدل سير باقي الدّراجات كان بطيئاً يسمح له باللحاق بها. ولكن سرعان ما انزلقت قدَمه ووقع على الأرض والدّراجة فوقه فتدخّل جندي كان واقفاً إلى جوار المنصة وأسعفه بقليل من الماء. كل هذا حدث أمام الرئيس والجميع. وأسهمت تشكيلات الفانتوم وألعابها في صرف نظر الحاضرين واهتمامهم. لذا عندما توقفت سيارة الإسلامبولي بعد ذلك ظُنَّ أنها تعطّلت كما تعطّلت الدّراجة النارية خصوصاً أن أحداثاً كهذه وقعت قبل ذلك في عروض كثيرة في عهدَي الرئيسين عبد الناصر والسادات.
في تمام الساعة الثانية عشرة وعشرين دقيقة كانت سيارة الإسلامبولي وهي تجرّ المدفع الكوري الصنع عيار 130مم قد أصبحت أمام المنصة تماماً. وبينما كان المذيع الداخلي يقول عن رجال المدفعية: إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى
وفي لحظات وقف القناص حسين عباس وأطلق دفعة من الطلقات استقرت في عنق السادات بينما صرخ خالد بالسائق يأمره بالتوقف فشد السائق كابح (فرملة) اليد بصورة تلقائية ونزل خالد مسرعاً من السيارة وألقى قنبلة ثم عاد إلى السيارة وأخذ رشاش السائق الذي سبق أن وضع فيه خزنة مملوءة وطار مسرعاً إلى المنصة. كان السادات قد نهض واقفاً في اندفاع بعد إصابته في عنقه وهو يقول: “مش معقول” بينما اختفى جميع الحضور على المنصة أسفل كراسيهم. وتحت ستار الدخان وجّه الإسلامبولي دفعة الطلقات إلى صدر الرئيس في الوقت نفسه الذي ألقى فيه كل من عطا طايل بقنبلة ثانية لم تصل إلى المنصة ولم تنفجر وعبد الحميد بقنبلة ثالثة ونسي أن ينزع فتيلها (صمام الأمان) فوصلت إلى الصف الأول ولم تنفجر . ثم قفز الثلاثة وهم يصوّبون نيرانهم نحو الرئيس. وكانوا يلتصقون بالمنصة يمطرون الرئيس بالرصاص. وكان عبد الحميد قريباً من نائب الرئيس حسني مبارك وقال له: “أنا مش عايزك إحنا عايزين فرعون” . وتعطل رشاش الإسلامبولي بعد الطلقة السادسة فألقى به أرضاً وأخذ بندقية حسين عباس وقال له: “بارك الله فيك إجرِ إجرِ” . وكان عطا طايل آخر من وصل إلى المنصة لأنه وقع أرضاً فقام وتناول بندقيته ولم يجد أحداً جالساً فوق المنصة فوجّه نيرانه إلى الكرسي الذي ظـن أن السادات قريب منه. وانطلق حسين عباس هارباً إذ بات بلا سلاح بعد أن أخذه منه خالد .
كان السادات قد سقط مضرجاً بدمائه منبطحاً على وجهه. بينما كان سكرتيره الخاص فوزي عبد الحافظ ملقياً بجسده عليه محاولاً حمايته رافعاً كرسياً ليقيه وابل الرصاص. كان أقرب ضباط الحرس الجمهوري إلى السادات عميد يدعى أحمد سرحان صاح لدى سماعه طلقات الرصاص: “إنزل على الأرض يا سيادة الرئيس إنزل” ولكن بعد فوات الأوان.
صعد عبد الحميد سلم المنصة من اليسار ليطلق النار من مكانٍ قريب على الرئيس السادات وارتفع صوت خالد يؤكد لوزير الدفاع أنهم لا يقصدون أحداً إلا السادات. بينما أفرغ عبد الحميد باقي ذخيرته في سقف المنصة. وانقضى نصف دقيقة دامٍ وانتهت معه حياة السادات.
كان حسين عباس قد لاذ بالفرار. وها هم الثلاثة الآخرون قد انطلقوا يركضون عشوائياً في اتجاه حي رابعة العدوية (في مدينة نصر) تطاردهم عناصر الأمن المختلفة وهي تطلق النيران فأصابتهم إصابات كثيرة.
كان الناس كلهم في ذهول والشلل قد أصاب ألسنتهم وسُمع صوت يصرخ معلناً أن الطيران سيضرب. وتم القبض على الجناة الثلاثة أمّا حسين عباس فلم يمكن القبض عليه إلاّ في فجر يوم الجمعة 9/10/1981.
أمّا على المنصة فقد ارتفعت الصرخات وصرخت جيهان السادات تخاطب سكرتيرتها “مدام” صادق: “دول مجانين السادات إتقتل من الخلف” بينما السادات مطروح أرضاً والدماء تنزف من فمه .. وإلى جوار جيهان وقفت فايدة كامل المطربة والمحامية وعضو مجلس الشعب وزوجة وزير الداخلية وأخذت تصرخ وجيهان تنهرها وتأمرها بالسكوت من دون جدوى إذ ظلت تصرخ: “محمد محمد هاتوا لي محمد يا خرابي يا محمد” وهي تقصد زوجها محمد نبوي إسماعيل وزير الداخلية .
ملاحظة ” ع السريع أو الزراعي أو الصحراوي لا فرق ” :
في شهادته لمجلة المصور عقب الحادث مباشرة يقول أبو غزالة :
أنه وهو أسفل المنصة سقطت عليه قنبلتين .. والسؤال لسيادته هنا :
يا سيادة وزير الدفاع فيه قنبتين حارقة خارقة كما قلتم في تصريحاتكم وروايتكم الرسمية .. ماذا عنها .. نزلت عليك قنبلتين أليست منهما قنبلة خارقة حارقة فاخترقتك وأحرقتك ” بعد الشر يعني ” أم أن جنابك راجل بركة مبروك مبارك مستبارك ضد الخرق والحرق يعني بالبلدي رجل خارق بتاع خوارق مش ممكن تتخرق ؟! كما أثبتَ لنا أنك ضد الرصاص فلم يتم اختراقك واحتراقك رغم قنبلتين خارقتين حارقتين ؟!
وحياة النبي يا مولانا تسمعني مدد متبوعة بدستتين يا لهوي .. وطقم حاجة عيب من ذوات الثلاث حروف إياها !!
ما علينا يا فندم نلتقي بعذ الفاصل .. وتعالى نستكمل روايتك الرسمية الكاذبة !!
ومرة أخرى عودة للرواية الرسمية لحادث المنصة : كما سقط سبعة آخرون قتلى هم: اللواء أركان حرب حسن علام وخلفان ناصر محمد (عُماني الجنسية) والمهندس سمير حلمي إبراهيم والأنبا صموئيل ومحمد يوسف رشوان (مصور) وسعيد عبد الرؤوف بكر وشانج لوي (صيني الجنسية). كما أصيب كل من: المهندس سيد مرعي وفوزي عبد الحافظ ومحمود حسين عبد الناصر واللواء أركان حرب محمد نبيه السيد واللواء المتقاعد عبد المنعم محمد واصل ودومينكو فاسيه سفير كوبا لدى القاهرة ورويل كولور سفير بلجيكا لدى القاهرة وكريستوفر برايان (أمريكي الجنسية) وهاجن بردك (أمريكي الجنسية) وبرك ماكلوسكي (أمريكي الجنسية) وعبد الله خميس فاضل (عُماني الجنسية) ولوجوفان وينج بينج وشين فان (صينيّي الجنسية) وجوني دودز (أسترالي الجنسية) والعميد وجدي محمد سعد والعميد معاوية عثمان محمد والعميد أحمد محمد سرحان (من الشرطة) والعقيد نزيه محمد علي والرائد عبد السلام متولي السبع وآخرون.
هبطت طائرة عمودية من نوع “جازيل” حملت الرئيس إلى مستشفى المعادي. وتحركت سيارة جيب تحمل الجناة الثلاثة حيث الإسلامبولي يئن من إصابته وأسفل منه عبد الحميد وإلى جوارهما عطا طايل إلى المستشفى العسكري ثم إلى مستشفى المعادي المستشفى نفسه الذي نُقل إليه الرئيس .
أصدر وزير الدفاع أمره بعودة كل القوات المشتركة في العرض إلى وحداتها القتالية .. وفي مستشفى المعادي كان حارس ضخم البُنية يبدو أنه الحارس الخاص للنائب حسني مبارك يتحدث في جهاز الإرسال : “الوزراء يتوجهون إلى مجلس الوزراء والنواب إلى مجلس الشعب” .
ملاحظة مخجلة قوي :
أنا مش عارف اللي بيقوم من الإنبطاح على الأرض ده بيبقى فيه حيل يعطي أوامر منين ؟! بلاش أقول دم وكرامة .. ح امشيها حيل أو نَفَسْ !!
ونستكمل الرواية الهندية لحادث على طريقة الأفلام الهندية :
كان سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى القاهرة ألفريد آثرتونAlfred Atherton أول من اتصل بالمشير أبي غزالة وسأله عن الرئيس فقال له: “أصيب. ولكن بجروح طفيفة” . وفي الساعة الثانية مساء قطع راديو القاهرة إرساله ليعلن بياناً رسمياً عن الحادث:
“في حوالي الساعة الثانية عشرة وعشرون دقيقة ظهر اليوم (الثلاثاء) أثناء مرور طابور العرض العسكري قامت مجموعة من الأفراد بإطلاق النار تجاه المنصة الرئيسية. وترتب على ذلك إصابة السيد رئيس الجمهورية وبعض مرافقيه. وقد تم نقل سيادته إلى حيث يُجرى علاجه الآن تحت إشراف الأطباء الإخصائيين ويتابع السيد نائب رئيس الجمهورية شخصياً ما يتخذه الأطباء من إجراءات”.
وهكذا جرى نمط حياة السادات على طريقة الصدمات الكهربائية. وكأن القدر قد شاء أن يكون موته “درامياً” على نمط حياته. فكان اغتياله أكبر صدمة وأغرب حادثة اغتيال في منطقتنا العربية.
وعقب ذلك وقعت حوادث العنف في أسيوط وحاولت الجماعة الإسلامية السيطرة عليها تمهيداً لإعلان الثورة الإسلامية. ولكن قوات الأمن المركزي حاصرت أسيوط حصاراً شديداً وفرضت حظر التجول بعد المغرب إلى أن هدأت الأمور.
شيعت جنازة السادات … في فتور ولم يشترك فيها إلاّ القليل .. فهل كان ذلك لدواعي الأمن المشددة ؟ أو كان هناك دواعٍ أخرى ؟ أو كان إعلان مناحم بيجن أنه سيحضر جنازة صديقه السادات عاملاً مساعداً على الفتور لأن حضوره والوفد الإسرائيلي معناه عدم حضور الملوك والرؤساء العرب ؟ لعل هذه الأسباب جميعها هي التي أدت إلى فتور الجنازة وعدم تفاعل المصريين معها تفاعلهم مع جنازة عبد الناصر على سبيل المثال خاصة أن الاغتيال وقع بعد أحداث سبتمبر التي ذُكر أنها سببت سخطاً شديداً في مختلف الأوساط.
يقول موسى صبري : “كنت أسير في جنازة السادات إلى جوار منصور حسن وزير الإعلام الأسبق وكنت أشعر بالمرارة لمشهد الجنازة وقلت لمنصور حسن عدة مرّات وأنا أغالب دموعي : هل هذه جنازة أنور السادات ؟ كيف يمكن أن تكون هزيلة بهذا القدر ؟! ” .
وتم دفن السادات في مكان اغتياله تحت حجر أسود كُتب عليه: ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ. “الرئيس المؤمن محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام عاش من أجل السلام ومات من أجل المبادئ”.
تعليق :
انتهت الرؤية أو الرواية الرسمية لحادث المنصة الذي أودى بحياة الرئيس السادات في السادس من أكتوبر عام 1981 .
فماذا عن تقرير النيابة ورؤية الطب الشرعي وباقي التفاصيل قبل أن نقوم بشرح وتفصيل ودراسة وبحث كل خطوة ونكشف أسرار وأستار الحكاية ” خبط لزق ” بلا زيف أو دبلوماسية ووجع دماغ ؟
خُد عندك ..
أسرار التقرير الطبي الشرعي .. لحادث المنصة
الصورة الوحيدة لجُثة السادات كما نشرتها جريدة الميدان
ماذا قال التقرير الطبي الرسمي للسادات في جريمة حادث المنصة ؟! وما هي الفقرات المتناقضة والمتناطحة فيه ؟! وكيف كذبتها صورة مقتل السادات التي نشرتها جريدة الميدان بعد 22 سنة من الحادث ؟! وكيف ولمصلحة مَنْ كذب سيادة التقرير الطبي ؟!
استفهامات سنكشفها ونتوقف عندها فوراً .
…
بعد مقدمة الأطباء المعتادة وذكر رتبهم وصفاتهم جاء في التقرير ما يلي:
… ثم فحصنا الملابس التي كان يرتديها الرئيس وقت الاعتداء عليه وأجرينا الفحوص والتجارب والمقارنات اللازمة وتقرر الآتي:
أولاً : ظروف الحادث
جاء في مذكرة إدارة المدعي العام العسكري أن وجيز الواقعة كما كشف عنها التحقيق أنه في حوالي الساعة 30. 12 من يوم الثلاثاء 6 أكتوبر 1981 وأثناء مرور العربات (الكراز) قاطرات المدفع 130مم وسط أمام المقصورة الرئيسية للعرض العسكري توقفت إحدى هذه العربات لتنفيذ مخطط إجرامي بواسطة أربعة أفراد من راكبيها يستهدف اغتيال الرئيس محمد أنور السادات رحمه الله وهم الملازم أول خالد أحمد شوقي الإسلامبولي والملازم أول سابقاً عبد الحميد عبد السلام (سبق أن استقال من الخدمة العسكرية وكان ضابطاً عاملاً بالسلاح الجوي) والملازم أول احتياطي (مهندس) عطا طايل حميدة رحيل من مركز تدريب المهندسين والرقيب متطوع حسين عبّاس محمد من قوة الدفاع الشعبي وتم التنفيذ على النحو التالي:
ـ بدأ كل من عبد الحميد عبد السلام وعطا طايل بالقاء قنبلتين يدويتين دفاعيتين من فوق العربة وفي نفس الوقت أسرع خالد الإسلامبولي بالنزول من الكابينة وألقى قنبلة ثم أسرع بالعودة مرة أخرى إلى الكابينة ليأخذ الرشاش تسليح السائق متجهاً للمنصة الرئيسية وقفز عبد الحميد للأرض متجهاً للمنصة الرئيسية كذلك حاملاً بندقية آلية في الوقت الذي كان فيه كل من عطا طايل وحسين عباس يطلقان من فوق العربة دفعة من نيران بندقيتهما الآليتين في اتجاه منتصف تلك المنصة .
ـ ثم قفزا من السيارة إلى الأرض وأسرعا بدورهما للمنصة وأفرغ هؤلاء الأربعة ذخائر أسلحتهم وهي الرشاش القصير والثلاثة بنادق الآلية من الاتصال القريب سواء بالمواجهة أو من الأجناب في تلك المنصة الرئيسية مع التركيز على منتصف الصف الأول موضع الرئيس الراحل مما أدى إلى اغتياله ـ رحمه الله ـ وكذلك مصرع ستة آخرين .
ـ وألقى خالد الإسلامبولي قنبلة يدوية دفاعية رابعة وقعت على الصف الأول من المنصة ولم تنفجر بحمد الله ورحمته إذ لو انفجرت لكانت الخسائر أفدح مما وقع بكثير.
ثانياً: المعاينات التي أجريت لمكان الحادث
جاء في معاينة النيابة العسكرية التي تمت يوم 8/10/1981 بمعرفة السيد (…) رئيس النيابة العسكرية ما يفيد أنه:
- تبين عند إجراء المعاينة أن المنصة الرئيسية كانت قد أُخليت من المقاعد والأثاثات. إلاّ أنه كان لا يزال بها بعض المصاطب الخشبية المثبتة على حوامل حديدية .
- كما أن مخلفات إطلاق الأعيرة النارية على المنصة من أظرف فارغة وأسلحة كان قد تم إزالتها .
- شوهدت آثار طلقات نارية بالحائط الأمامي للمقصورة الرئيسية حيث كان يجلس السيد رئيس الجمهورية وكبار الزوار. كما شوهد كسر بالإفريز الرخامي الجرانيتي للحائط الأمامي للمقصورة.
- وشوهدت آثار طلقات نارية بالخلفية الرخامية السوداء بصورة (صقر قريش) بخلفية المقصورة .
- وشوهدت آثار طلقات نارية بالباب الزجاجي خلْف المقصورة الرئيسية. وكان زجاج أحد “ضلف” الباب مهشماً تماماً كما كان زجاج “ضلفة” أخرى مهشماً بالمثل وما زالت القطع الزجاجية متناثرة .
- وشوهدت آثار طلقات في مواضع مختلفة من سقف المنصة.
- وجدت المسافة بين الحد الأمامي للمقصورة وسيارة الجناة حوالي 30 خطوة.
وقد تمت المعاينة الثانية للنيابة العسكرية يوم 25/10/1981. وسيلي إثبات ما جاء بها في التقرير التالي عن المعاينات وفحص الأسلحة والذخائر ومخلّفات الإطلاق وغيرها.
ملاحظة من جنابي ولا مؤاخذة يا عرب :
يقول التقرير الشرعي الرسمي :
- أن حضراتهم أجروا ” أول : معاينة لمسرح الجريمة يوم 8 أكتوبر 1981 أي ثالث يوم الحادث !! تصوروا ؟! مقتل الواد شحيبر زعبلة تتم المعاينة فور اكتشاف الجريمة وتقوم الشرطة بمحاصرة مسرح الجريمة ومد وعمل كردون أمني لمنع الناس والأهالي من دخول مسرح الجريمة حتى تتم المعاينة ع الطبيعة وهو بحالته “ع الزيرو ” لكن في حالة السادات رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة وبشهادة التقرير الشرعي نفسه تتم المعاينة في اليوم الثالث لارتكاب الجريمة !! لأ الواد شحيبر زعبلة أجدع وأهم من رئيس الدولة بقى !!
- ماذا وجد السادة تبع الطب الشرعي والنيابة في مسرح الجريمة ؟! لا شيئ .. لم يجدوا شيئاً – كما قالوا هم – سوى أثار بعض الطلقات .. حتى الكراسي لم يجدوها تم إزالتها .
- ولم يجدوا سوى بعض آثار لطلقات في مقدمة سور المنصة وفي الخلفية في لوحة صقر قريش .. معنى هذا إيه ؟! معنى هذا أن الجُناة كانوا يطلقون النار عشوائياً وبغباء وكثرة .. ووفقاً لنص التقرير الشرعي الرسمي : ” …. وأفرغ هؤلاء الأربعة ذخائر أسلحتهم وهي الرشاش القصير والثلاثة بنادق الآلية من الاتصال القريب سواء بالمواجهة أو من الأجناب في تلك المنصة الرئيسية مع التركيز على منتصف الصف الأول موضع الرئيس الراحل مما أدى إلى اغتياله … ” فلماذا لم يُقتل أقرب المقربين بجوار السادات ” يمين – شمال أو غيرهم من الكبار ؟!! ” سيقولوا لك : أقدار الله . . فقُل : آمين ورحمة الله وبركاته وانتع دستة صلاه ع النبي لأم هاشم وكرتونتين مدد للحسين ونُص دستة شمع للست نفيسة واتفرج معايا ع اللي جاي .
- لأ شوف النتاعة بقى : النيابة والطب الشرعي أجروا 4 معاينات في أيام ( 8 أكتوبر 1981 والثانية في 25 أكتوبر 1981 أي بعد 19 يوماً من ارتكاب الجريمة !! شوف الخيبة السودة همه كانوا لقيوا حاجة في المعاينة الأولى لما رايحين للمعاينة الثانية ؟! لأ بقى ما تخافش فيه معاينة ثانية بالعند فيك وفي اللي خلفوك عزيزي القارئ .. نعم والله حدثت يوم 9 نوفمبر 1981 تصور أي بعد 34 يوم من الحادث !! وماعلهش بقى ح افقعك رغم أنك غالي عندي عزيزي القارئ وخُد عندك فيه معاينة رابعة تمت في 15 نوفمبر 1981 !! عايز حاجة تاني ؟!! تفتكر رايحين ليه ؟! أكيد عايزين يتصوروا بجوار المنصة ؟! أم وجدوا جديداً ؟! وما هو ؟! عمرك شفت خيبة وغباء وتآمر أوسخ من كده ؟!
وتعالى نستكمل معاً التقرير الشرعي الرسمي لحادث المنصة الخاص بمقتل رئيس الجمهورية ونلقتي بعد الفاصل الرسمي :
وجاء في التقرير:
نحن الآن مع التقرير مرة أخرى : ” لقد رأينا إجراء معاينة لاستكمال بُعد الأبعاد والمظاهر التي تتعلق بالناحية الطبية الشرعية فانتقلنا ومعنا الدكتور رمزي أحمد محمد مساعد كبير الأطباء الشرعيين يوم 9/11 ثم يوم 15/11/1981 ومعنا المصور لأخذ الصور اللازمة وتبين من المعاينة ما يلي:
ثبت لنا من هذه المعاينة أنه يفصل الطريق المُعدّ لسيارة السيد الرئيس عن المنصة رصيف ارتفاعه نحو 150 سم وعرضه في مقابل منتصف المنصة موضع جلوس السيد الرئيس الراحل حوالي 43. 8 أمتار .
وأن سور المنصة يرتفع عن مستوى الرصيف حوالي 150 سم. وهذا السور يرتفع من الجهة الأخرى عن أرضية المقصورة حوالي 65 سم أي أن أرضية المقصورة ترتفع عن الرصيف بحوالي 85 سم فقط.
وعلمنا من النيابة أن القاطرة (الكراز) التي كان يجلس على سطحها المتهمون الثلاثة ترتفع أرضيتها عن الشارع بحوالي 167 سم.
ثالثاً: موجز لوصف الأسلحة المضبوطة ومخلفات الإطلاق
أ- الأسلحة المضبوطة :
الأسلحة المضبوطة في الحادث وجدت عبارة عن :
- ثلاث بنادق آلية مششخنة (محلزنة) ذات سونكي وقايش وخزان وجدت متماثلة وكلها من عيار 7.62 مم وصالحة للاستعمال. وقد نجحت تجربة إطلاق كل منها للحصول على أظرف للمقارنة بالأظرف المطلقة التي عُثر عليها في مكان الحادث وللحصول على المقذوف المطلق لمعرفة مكوّناته .
- رشاش قصير (بور سعيد) عيار 9مم وجد صالحاً للاستعمال ونجحت تجربة إطلاقه للحصول على نتائج الإطلاق من أظرف ومقذوفات .
ب- الطلقات الحية للبنادق عيار 7.62 مم:
وطلبنا طلقات كاملة حية مما يُستعمل في القوات المسلحة في البنادق الآلية عيار 7.62مم. تبين من فحصها أنها من طرازَيْن روسي و ج.ع.م.
- وجدت الطلقة الحية الروسية مكونة من ظرف نحاسي تحتوي الكبسولة التي يحيط بها دائرة حمراء والطلقة معبأة ببارود عديم الدخان والمقذوف (الرصاصة) مدببة القمة ومسلوبة القاعدة على هيئة ذورقية وهي تتكون من غلاف نحاسي عليه قرب القاعدة دائرة حمراء وإلى داخله طبقة معدنية رصاصية لينة تحيط بلب معدني أسطواني الشكل وقمته نصف قِمعية (مبططة) .
- أمّا الطلقة الحية الكاملة صناعة ج.ع.م. فتتكون من ظرف نحاسي والمقذوف معبأ بكمية واضحة من البارود عديم الدخان قِمعي الشكل مدبب القمة وهو مغلف بغلاف نحاسي من الخارج والداخل يبدو بينهما في القطاع الطولي طبقة معدنية رصاصية رفيعة ويحتوي الغلاف على لبّ معدني أسطواني قطره حوالي 7مم وقمته قِمعية مدببة .
رابعاً: الأوراق الطبية
صدر التقرير الطبي عن مستشفى القوات المسلحة بالمعادي.. وهو موقّع من السادة (…).
جاء بالتقرير أن سيادة رئيس الجمهورية وصل إلى مستشفى المعادي الساعة الواحدة وعشرين دقيقة بعد ظهر يوم الثلاثاء 6/10/1981. وأظهر الكشف الطبي ما يلي :
- كان سيادته في حالة غيبوبة كاملة. النبض وضغط الدم غير محسوسين وضربات القلب غير مسموعة حَدَقَتَا العينين متسعتان ولا يوجد بهما استجابة للضوء. فحص قاع العين أظهر وجود أوعية دموية خالية من الدماء ولا توجد حركة بالأطراف تلقائية أو بالإثارة مع عدم وجود الانعكاسات الغائرة والسطحية بجميع الأطراف .
- وجود فتحتَي دخول في الجهة اليسرى من مقدم الصدر أسفل حلمة الثدي اليسرى.
- وجود جسم غريب محسوس تحت الجلد في الرقبة فوق الترقوة اليمنى.
- وجود فتحة دخول أعلى الركبة اليسرى من الأمام وخروج بمؤخر الفخذ اليسرى مع وجود كسر مضاعف في الثلث الأسفل لعظمة الفخذ اليسرى.
- جرح متهتك بالذراع الأيمن من الأمام أسفل المرفق.
- إمفزيما جراحية بالصدر والرقبة وحول العين اليسرى.
- دم متدفق من الفم.
ملاحظة كبيرة قوي وزي الزفت بقى على التقرير إياه :
لم يذكر التقرير الشرعي الرسمي إياه شيئاً عن بطن الرئيس السادات أو ” تحت الحزام أو السُرَّة وفوقها وتحتها قط ” وبمشاهدة الصورة المنشورة أعلى هذا التقرير ” في هذا الكتاب ” والتي نشرتها جريدة الميدان بعد 22 سنة من الحادث والتي تم تسريبها بمعرفة ضابط مخابرات منشق نجد أن :
- سيادة التقرير الشرعي الرسمي لم يذكر قط والبتة ومطلقاً وأبداً أن هناك طلقات نارية في بطن الرئيس في السُرة وفوقها وتحتها وحولها وواضحة زي الشمس .. أم أن السادة تبع التقرير الشرعي الرسمي لم يشاهدوا الرئيس وشاهدوا جُثة أخرى ؟ أم أنهم أغفلوا بقية تشخيص ما شاهدوه من معاينة في جسد الرئيس السادات ؟! ولماذا أغفلوه ؟! ولمصلحة مَنْ تم إخفاء بقية التفصيل في المعاينة ؟! ومَنْ أمرهم بالإخفاء ؟
- لماذا هذه المنطقة بالذات تم إخفائها ولم يذكرها التقرير الشرعي الرسمي في معاينته؟! المنطق والعقل والتصور يقول أن سور المنصة وفقاً للتقرير نفسه يرتفع عن المنصة حوالي 85 سم .. معنى ذلك أنه يستحيل للجُناة الذين يوجدون أسفل سور المنصة بـ 150 سم أن يصيبوا الرئيس السادات بطلقاتهم النارية تحت الحزام أو تحت السُرَّة في هذه المنطقة إلا إذا كان الطلق الناري تم من داخل المنصة نفسها ! وبالبلدي كده لأن النصف الأسفل للرئيس السادات حتى وهو واقفاً مستور بسور المنصة .. مش كده برضه يا عرب ؟!
دعونا نستكمل معاً بقية التقرير الشرعي الرسمي عن تفصيل جسد ومعاينة جسد الرئيس السادات في حادث المنصة :
يقول التقرير :
وقد تم نقل (سيادته) فوراً إلى قسم الرعاية المركزة لجراحة القلب والصدر بالمستشفى وأجريت له الإسعافات العاجلة التالية:
- وضع أنبوبة قصبة هوائية بعد تفريغ البلعوم مما فيه من دماء متجلطة .. وبدأ عمل تنفس صناعي بواسطة جهاز التنفس الصناعي .
- تدليك خارجي للقلب.
- إعطاء منشطات القلب اللازمة لمثل هذه الحالات بالحقن داخل القلب مباشرة.
- نقل دم من نفس فصيلة (سيادته) بكميات كافية خلال عدد من الفتحات في الأوردة.
- وضعت أنبوبة داخل القفص الصدري بالجهة اليسرى لتفريغ الهواء والدم المتجمع.
- تم توصيل (سيادته) على أجهزة مراقبة القلب على تسجيل مستمر للضغط والنبض ورسم القلب وكذلك توصل بجهاز رسم المخ الكهربائي لتسجيل نشاط المخ ودرجة حيويته.
- لم يستجب القلب للتدليك الخارجي وتم عمل صدمات كهربائية كمحاولة لتنشيطه.
- لمّا لم يستجب القلب لكل هذه الإجراءات تم فتح التجويف الصدري الأيسر لعمل تدليك داخلي للقلب ووجد القلب متوقفاً وفي حالة ارتخاء كامل. وكان جزء الرئة اليسرى متهتكاً بما فيه الأوعية الدموية الكبرى مع تهتّك كامل بالرئة وتجمّع دموي متجلط داخل التجويف الصدري.
- استمر عمل التدليك الداخلي للقلب مع إعطاء العقاقير المنشطة واستمرار التنفس الصناعي.
في خلال ذلك تم عمل الأشعة التالية :
- أشعة على الصدر أظهرت وجود شظايا متعددة داخل الجهة اليسرى من التجويف الصدري. وكذلك رصاصة أعلى الترقوة اليمنى مع وجود إمفزيما جراحية وكسور بالضلوع وتهتّك بالرئة اليسرى.
- أشعة على الفخذ اليسرى أظهرت وجود كسـر متفتت بالثلث الأسفل من عظمة الفخذ.
- أشعة على الجمجمة وكانت سليمة.
- أشعة على الساعد الأيمن وكانت عظامه سليمة.
في تمام الساعة الثانية وأربعين دقيقة بعد ظهر يوم الثلاثاء 6/10/1981 أظهر رسم القلب عدم تسجيل أي نشاط للقلب. وأظهر رسم المخ توقفاً كاملاً له عن العمل تأكيداً لحدوث الوفاة.
واعتبر سبب الوفاة صدمة عصبية شديدة مع نزيف داخلي في تجويف الصدر وتهتّك بالرئة والأوعية الدموية الكبرى في جدار الرئة اليسرى. (انتهى التقرير الرسمي الصادر عن مستشفى القوات المسلحة بالمعادي).
رسم القلب الكهربائي
وجدناه معنونا ً: ” رسم القلب الخاص بالسيد رئيس الجمهورية فور دخوله غرفة الإنعاش قسم جراحة القلب والصدر الساعة 1.30 يوم الثلاثاء 6 أكتوبر” توقيع الأستاذ الدكتور (…). وبالاطّلاع على الرسم تبيّن لنا أنه لم تظهر به ضربات تلقائية طوال فترة الفحص ولم يثبت على الرسم أي تعليق.
رسم المخ الكهربائي
- أورى (أظهر) الرسم في الساعة الثانية بعد ظهر يوم 6/10/1981 أثناء عملية الإنعاش بالتدليك المباشر للقلب حصول موجات كهربائية مخية .
- وأورى الرسم الساعة الثانية وخمساً وأربعين دقيقة بعد ظهر يوم 6/10/1981 توقّف موجات المخ الكهربائية.
والرسم موقّع عليه من السادة الأطباء (…).
فحوص الأشــعة
أجري للسيد الرئيس أثناء الإنعاش فحص بالأشعة على كل من منطقة الصدر والفخذ اليسرى والذراع الأيمن والرأس.
وجاء بالتقرير :
- إن فحص الصدر بالأشعة أظهر وجود إمفزيما جراحية متقدمة بكل من جذر الصدر وجذر العنق .
- كما أورى وجود ظلال لشظايا معدنية في منطقة النصف الأيسر من الصدر مصحوبة بكسور بالأضلاع اليسرى وتهتك بالرئة.
- كما أورى الفحص وجود ظل لرصاصة بمنطقة الكتف اليمنى وأورى فحص منطقة الساعد الأيمن سلامة العظام من الكسور.
- كما أورى فحص الجمجمة سلامة عظامها من الكسور.
وبمناظرتنا لأفلام الأشعة تأيّد لنا ما جاء بالتقارير عنها. وبعرضها على السيد الأستاذ (…) جاء بتقرير سيادته ما يلي:
- بفحص صورة أشعة الصدر تبيّن وجود جسمَيْن معدنيَّيْن رباعيَّي الشكل حولهما فتات معدنية متعددة متجهة إلى الأعلى والداخل عبر سرّة الرئة اليسرى ومنتشرة بالنصف الأيسر من أيسر الصدر. وكذا ظلٌّ معدني مستطيل (لب رصاص) بأعلى الترقوة اليمنى. وتُظهر الأشعة كذلك إمفزيما جراحية متقدمة بجدران الصدر على الناحيتين ولا يوجد انزياح ظاهر بالقصبة الهوائية أو الشُّعب ولكن يوجد ظلٌّ غير محدد متاخم للحافة اليسرى للقلب يوحي بتجمع داخل الرئة. وكذا إعتام بالزاوية الحجابية الضلعية اليسرى مع عدم انتظام بالحجاب الحاجز تحتها مما يوحي بوجود تهتك بمنطقة الحجاب الأيسر وأنزفة تحته.
- أظهرت صورة الأشعة التي عملت لأسفل الفخذ اليسرى ظلال كسر مائل متفتت بالثلث الأسفل للفخذ مع بعض الانزياح. كما ترى عتامتان خطيتان متراكبتان بمنطقة الكسر يحتمل أنهما من فتات العظم ولم تظهر بالصورة ظلال أجسام معدنية بمنطقة الكسر.
الكشف الظاهري واستخراج لب الرصاص
عند وصولنا إلى مشرحة المستشفى تبيّن لنا أن جثمان السيد الرئيس محمد أنور السادات محفوظ بثلاجة المشرحة بقصد تأخير ومنع ظهور التغيرات (الرمية) السيئة التي تحدث عادة بعد الوفاة. وكان الجثمان ملفوفاً في ملاءتين بيضاوين وإلى كل من جانبي الرأس (مصحف شريف).
والجثمان عارٍ من الملابس ومحتفظ بدرجة حرارة الثلاجة. وبسبب الاحتفاظ به فيها فقد كان لا يزال في دور التيبس (الرمي) الكامل ولم تبدأ به أية مظاهر للتعفن الرمّي. والجثمان باهت (شاحب) بدرجة متقدمة. وكذا الرسوب الرمي باهت جداً ويظهر خفيفاً جداً بالجهة الخلفية.
ووجدنا غياراً طبياً كبيراً يغطي معظم مقدم يسار الصدر وجانبه الأيسر مثبتاً في مكانه بأشرطة من المشمع اللصّاق. كما وجدنا رباطاً من الشاش الطبي على أسفل الساق اليمنى أعلى مفصل الكاحل وآخر على أسفل الساق اليسرى في مكان الاستكشاف الوريدي لإعطاء نقل الدم أثناء عملية الإسعاف التي أجريت بالمستشفى.
وشاهدنا وأحسسنا بـ “إمفزيما” جراحية كبيرة بالأنسجة الرخوة بجدار الصدر على الجانبين تمتد إلى العنق.
كما أحسسنا بأنسية الكتف اليمنى عند قاعدة العنق بجسم صلب مستقر بالأنسجة تحت الجلد هو لب المقذوف الواضح في فيلم الأشعة. وتبيّن لنا أنه سهل الانزلاق من موضعه في اتجاه نحو القدمين واليسار لمجرد الضغط الخفيف.
وبرفع الغيار الطبي عن جدار الصدر والرباط الشاش عن أسفل كل من الساقين تبيّن لنا أنه أجري لسيادته في عملية إسعافه ما يلي:
- تحت الغيار الجراحي الكبير على يسار الصدر وجدنا شقاً جراحياً حديثاً مخيطاً بغرز جراحية يمتد بالمسافة الضلعية السابعة من خلف مستوى اتصال الضلع بالغضروف إلى الأمام الخط الإبطي الخلفي . وواضح أن هذا الشق الجراحي أجري بمعرفة الجراح للإسعاف بالتدليك المباشر للقلب. ووجدنا أسفله الإصابات الحيوية الحديثة بالمقذوفات النارية التي سيلي فيما بعد تفصيل وصفها.
- وتحت الرباط الشاش الطبي على أسفل كل من الساقين وجدنا شقاً جراحياً حديثاً صغيراً بطول حوالي 2 سم مخيطاً بغرزة جراحية يمتد في اتجاه مستعرض (أفقي) أعلى النتوء الأنسي لأسفل عظمة الساق وكل منهما عُمل لإستكشاف وريدي لإجراء عمليات نقل الدم.
وشاهدنا بالجثمان من الإصابات الحيوية الحديثة بالمقذوفات النارية وفُتاتها ما يلي :
- إلى أسفل من الشق الجراحي بجدار الصدر الأيسر الذي أجرى للإسعاف مجموعة من ثلاثة جروح حيوية حديثة تتميز بفقْد بالنسيج وحوافيها (حافاتها) متسحجبة في الجزء الأسفل الوحش منها. كما أن حوافها جميعاً منقلبة إلى الداخل العلوي منها يقع أسفل الشق الجراحي بحوالي 2 سم وإلى خارج هالة الثدي الأيسر مباشرة شبه بيضاوي (بيضي) الشكل أبعاده حوالي 1.5 × 1 سم بجرح غوره وجد نافذاً إلى تجويف الصدر الأيسر ومحدثاً في مساره كسراً مفتتاً بالضلع السابع في مقابل خط نفاذه. والجرح الثاني يقع في مستوى الخط الإبطي الأمامي الأيسر أسفل مستوى الشق الجراحي للإنعاش بحوالي 3سم غير منتظم الشكل أبعاده 3 × 1سم. والجرح الثالث إلـى أسفـل الجرح السابق بحوالي 2 سم أبعاده 2.5×1سم.
- وشاهدنا بالطرف العلوي الأيمن أعلى الساعد جرحاً نارياً حيوياً حديثاً فتحة دخول مقذوف ناري بقطر حوالي 1 سم حوافيه مستحجبة ومنقلبة إلى الداخل يمتد منه مسار نفقي تحت الجلد في اتجاه إلى الوحشية وأعلى مسافة 2 سم وينتهي بجرح فتحة خروج نفس المقذوف على مقدم وحشية الساعد بنفس قطر الجرح فتحة الدخول ومسار المقذوف سطحي وأحس تحته بسلامة عظمتَي الساعد وقد تأيّدت سلامتهما من فحص الأشعة الذي أجري بالمستشفى.
- وشاهدنا بأسفل الفخذ اليسرى جرحاً نارياً حيوياً فتحة دخول بقطر حوالي 1سم يقع على أسفل وحشية مؤخر الفخذ اليسرى. وجرحاً نارياً حيوياً فتحة خروج نفس المقذوف على مقدم أسفل الفخذ أعلى حافة الرضفة مباشرة أبعاده حوالي 1.5×1سم. وأحس في مسار المقذوف بكسر جسيم مفتت بأسفل عظم الفخذ.
ولم نشاهد بالجثمان إصابات أخرى من عيارات نارية أو غيرها.
وبعد الحصول على موافقة الجهات المختصة أجرينا ما يلي:
- قمنا بعمل شق مستعرض بمنطقة أنسية أعلى الكتف اليمنى عند اتصاله بالعنق طوله حوالي 3 سم لاستخراج جزء المقذوف الواضح بالأشعة. وتبيّن أثناء عمل الشق أن ضغط المشرط لقطع الجلد والأنسجة تحته يؤدي إلى زحزحة المقذوف بسهولة من موضعه إلى أسفل. وبعد عمل الاحتياط اللازم لتثبيته أمكن استخراجه بسهولة وسيأتي فيما يلي تفصيل وصفه.
- قمنا برفع الغرز عن الشق الجراحي الذي عُمل للإنعاش بيسار الصدر. وتبيّن لنا أن تجويف الصدر مملوء بنزيف دموي غزير به جلط كبير وأن الشق لا يكاد يسمح بإدخال يدي اليمنى. وبالمعالجة أمكن الحس بأن القلب سليم بداخل التأمور وأن عضلته منقبضة وأن الفص السفلي للرئة متكدم بشدة ومتهتك ويسهل تحريكه.
وتحت هذه الظروف تعذّر استخراج أي من فتات المقذوفات التي وضحت بتجويف الصدر الأيسر في فحص الأشعة الذي أجري بالمستشفي.
جزء المقذوف المستخرج بمعرفتنا
وجدناه عبارة عن لبّ رصاصة أسطواني مسلوب في جزئه العلوي على هيئة نصف قِمع. وهذا الجزء به أثر انفراغ بقمته وارتفاعه في حالته الراهنة حوالي 20 مم … وقطر الجزء الأسطواني منه 5. 5 مم.
وبعمل المقارنة اللازمة تبيّن أن هذا اللب المستخرج من الجثمان يطابق مطابقة تامة من جميع الوجوه اللب الموجود في رصاص الطلقات الكاملة الحية من الطراز الروسي والتي تستعمل في البنادق الآلية من عيار 7.62 مم.
بيان مبارك في وداع السادات
نائب رئيس الجمهورية
السادات ومبارك .. تاريخ غامض ومصير مجهول
ينعى إلى الأمة الرئيس محمد أنور السّادات
مساء السادس من أكتوبر 1981
بسم الله الرحمن الرحيم: يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فادْخُلِي فِي عِبَادِي وادْخُلِي جَنَّتِي .
يعجز لساني وقد اختنق بما تموج به مشاعري أن أنعى إلى الأمة المصرية والشعوب العربية والإسلامية والعالم كله الزعيم المناضل البطل محمد أنور السادات .
استشهد الزعيم الذي تعلقت بحبه ملايين القلوب. استشهد بطل الحرب والسلام. استشهد الرجل الذي أعطى أمته منذ صباه دمه وعرَقه وحياته .. استشهد المجاهد الذي لم يتوقف لحظة عن النضال في سبيل المبادئ العظيمة والمُثُل العليا والقِيم الخالدة. استشهد القائد الذي حرّر إرادة وطنه وأعطى لأمته مجداً لم يدانِه مجد سابق. استشهد وهو يقف شامخاً يطل على أعظم إنجازاته يوم النصر العظيم نصر أكتوبر رمز القوة وقاعدة السلام .
لقد شاء الله ـ جلّت قدرته ـ أن يستشهد الزعيم في يومٍ هو ذاته رمز له وأن تكون ساحة استشهاده بين جنوده وأبطاله وبين الملايين من أبناء الشعب وهي تحتفل مزهوّة وفخورة بذكرى يوم العاشر من رمضان العظيم بذكرى اليوم الذي رُدت فيه إلى الأمة العربية عزتها وكرامتها. ولم يكن هذا النصر إلاّ من عند الله وبإرادة الشعب وفكر الزعيم القائد وقراره وبطولة القوات المسلحة .
لقد اغتالت الزعيم يد آثمة غادرة. وإن كنّا قد فقدنا الزعيم والقائد فإن عزاءنا أن الشعب المصري كله بملايينه في أرجاء البلاد ريفها وحضرها يقف اليوم يعتصره الحزن والألم ليعلن أننا سائرون على دربه. لن نحيد عن درب السلام إيماناً منّا بأنه الطريق الحق والعدل والحرية. سنسير على دربه درب الديموقراطية والرخاء .
نقول للزعيم وهو بجوار ربه: “إن الشعب الذي آمن بقيادتك سيسير على هدى ما أرسيته من مبادئ وقِيم مؤمناً بالديموقراطية وسيادة القانون ساعياً إلى تحقيق التنمية والرخاء”. نقول للزعيم ـ رحمه الله: “نحن نقف جبهة واحدة رصينة متماسكة حول كل ما رفعته من رايات”.
يا شعب مصر العظيم يا شعوب أمتنا العربية
لقد عودتنا خطوب التاريخ أن يغيب عن ساحاته أبطال عظام يكتبون بنضالهم أحداثه ومساره. ولقد تعودنا أيضاً أن نضم على الجرح آلامنا صابرين قانتين مؤمنين بإرادة الله ـ عزّ وجلّ ـ وأن نواصل المسيرة بعزمٍ وإصرار.
يا شعب مصر الأصيل
أعلن باسم روح الراحل العظيم وباسم الشعب ومؤسساته الدستورية وقواته المسلحة أننا نتمسك بكل المواثيق والمعاهدات والالتزامات الدولية التي أبرمتها مصر. ولن نكفّ أيدينا عن دفع عجلة السلام تحقيقاً لرسالة الزعيم القائد. وسنذكره بكل فخار واعتزاز يوم أن يتحقق أمله المنشود عندما ترتفع أعلامنا على جميع أرجاء سيناء ويوم أن يتحقق السلام الشامل على جانبَي الحدود وفي المنطقة بأسرها .
ولتهدأ بالاً يا زعيمنا العظيم
سوف تستمر مصر المؤسسات. سوف تستمر مصر سيادة القانون. سوف تستمر مصر الاستقرار. سوف تستمر مصر الأمن والأمان. سوف تستمر مصر الرخاء. سوف تُزرع الصحراء ويعلو البناء وتُستكمل الثورة الطيبة الخضراء. سوف تستمر مصر شامخة منيعة بسواعد أبنائها حصينة بجيشها عزيزة بمبادئها قوية بأصالتها فخورة بتاريخها وعراقة حضارتها.
أيها الزعيم والقائد
إن شعبك سيذكرك أبد الدهر مثالاً للبطولة الغلاّبة والعزة والكرامة الوثّابة مثالاً للفكر الثاقب والنظر الصائب مثالاً للحكمة والقدوة الحسنة مثالاً للنبل والوفاء للخلق والقِيم مثالاً للأصالة مثالاً للتضحية والفداء مثالاً تجسدت فيه عظمة مصر وأمجادها.
يا أيها الشعب العظيم
لمّا كان دستورنا ينص في مادته 84 على أنه: “في حالة خلوّ منصب رئيس الجمهورية يتولى الرئاسة مؤقتاً رئيس مجلس الشعب. ويعلن مجلس الشعب خلوّ منصب رئيس الجمهورية. ويتم اختيار رئيس الجمهورية خلال مدة لا تجاوز ستين يوماً من تاريخ خلوّ منصب الرئاسة”. لذلك فقد تولى رئاسة الجمهورية مؤقتاً السيد الدكتور صوفي حسن أبو طالب رئيس مجلس الشعب . كما دُعي مجلس الشعب إلى اجتماعٍ غير عادي ظهر غد الأربعاء 7 أكتوبر 1981 لإعلان خلوّ منصب رئيس الجمهورية والبدء في اتخاذ الإجراءات الدستورية اللازمة لانتخاب رئيس الجمهورية .
أيها الشعب العظيم
إن سقط زعيمنا في ساحة الجهاد فإن خير تكريمٍ له ولذكراه العطرة أن نعتصم بحبل الله جميعاً ولا نتفرق وأن نواصل النضال لتظل مصر دائماً شامخة قوية صامدة مرفوعة الهامة موفورة الكرامة.
رحم الله الزعيم المؤمن العظيم. وأسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصدّيقين .
وألهم أُسرته وشعب مصر والعروبة وألهم العالم الإسلامي والعالم أجمع الصبر على فقدان بطل من أبطال السلام بطل من صانعي التاريخ .
ولتحيَ مصر وليحيَ شعبها العظيم والسلام عليكم ورحمة الله.
بغض النظر عن .. ” مَنْ القاتل ” :
الإسلامبولي لم يقتل السادات
قُتِلَ الرئيس وهو في حماية أبو غزالة .. سلام يا فندم .. تمام قوي !!
لأول مرة :
مفاجأة المفاجآت في عملية اغتيال السادات
أسرار الخطة الأمنية لاغتيال الرئيس !!
أبو غزالة والنبوي إسماعيل وجيهان حرم الرئيس ومعاهم ” أي حَدْ تاني ” هل نتهمهم باغتيال السادات ؟!
ومفاجآت خطيرة في مسرحية اغتيال الرئيس في المنصة ..
أفراد حراسة السادات في المنصة أثناء العرض العسكري كانوا ( 150 مقاتل ) فكيف ينتصر عليهم 4 قتلة إرهابيين ؟!
ترسانة تسليح حرس الرئيس أمريكي ألماني فرنسي روسي .. والمتطرفون تسليحهم بورسعيدي !! فكيف تنتصر أسلحة أبو العربي ؟!
تفاصيل خطة 4 محيطات أمنية حول السادات وكيف يخترقها اللإسلامبولي ورفاقه ؟!
( 10 نقاط تفتيش ) دقيقة في طريق الإسلامبولي إلى المنصة كيف يجتازها بسلام وأمان وهو يحمل ذخيرة حية وإبر ضرب نار و3 خطابات و3 كارنيهات مزورة لرفاقه ؟!
( 7 جهات أمنية ) مسئولة عن حراسة الرئيس السادات في المنصة فكيف فشلت ؟! أم هي غطرشة وطناش ؟!
(30 حركة وفعل ) للمتطرفين من أول توقف السيارة وحتى قتل الرئيس ولم تتحرك أفراد حراسته بطلقة واحدة ضدهم لماذا ؟!
فصول جديدة ووجوه نيولوك وتساؤلات حمراء بحاجة إلى إجابة من الأربعة الكبار المتهمون في حاث المنصة و” مسرحية اغتيال السادات ” التي توضح جلياً حماقة القاتل وسفسطة النظام وتهاوي السلطة ؟ فماذا عن تلك التساؤلات السوداء ؟!
وماذا عن المفاجأة الكارثة في تحديد زمن عملية اغتيال الرئيس السادات وهل هو 45 ثانية كما يقول أبو غزالة والنبوي إسماعيل والكبار أم 6 دقائق ؟! دون أن يتدخل حرس الرئيس السادات !!
…
أولاً : وزير الداخلية الأسبق النبوى اسماعيل قال أن مباحث أمن الدولة لديها شريط فيديو يصور تدريبات تجرى فى الصحراء على ضرب النار تنفذها عناصر من الجماعات الاسلامية لاغتيال السادات في المنصة. كما قال النبوى اسماعيل بأنه كان لدى أجهزة الأمن معلومات مؤكدة بأن الجماعات الاسلامية تخطط لاغتيال السادات فى أثناء الاستعراض يوم 6 أكتوبر .. أليس كذلك أيها القارئ والباحث ؟!
والسؤال الآن : أين هذا الشريط ؟! ولماذ لم يقبض أيضا على هؤلاء الذين تم تصويرهم وتتبعهم وهم يتدربون على قتل رئيس الجمهورية ؟
ولكن دعونا الآن نتوقف أمام حراسة السادات في المنصة أثناء العرض العسكري وهي :
- حراسة خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية .
- قوات كوماندوز دائمة حراسة السادات .
- قوات الحرس الجمهوري .
- الشرطة العسكرية في يوم العسكرية والعرض .
- المخابرات العسكرية .
- المخابرات العامة .
- حراسة وزارة الداخلية ” جهاز أمن الدولة ” .
( 7 ) جهات أمنية للحراسة كانت متواجدة في المنصة لحماية الرئيس السادات .. فكيف لم تطلق جميعها طلقة واحدة على الجُناة المتطرفين ” ولاد الكلب الكُخَّة ” إلا بعد أن تمت العملية تماماً ؟! قد يقول قائل ” أحمق ” لم تكن في المنصة أو العرض العسكري أسلحة أو ذخيرة حية البتة !! نقل له عيب يا كابتن ونسكعه أو نضربه قلمين صَد رَد على وجهه الكالح ونقل له فمن أين لضابط الحرس أحمد سرحان طلقاته النارية التي في سلاحه وأطلقها على أحد القتلة بنص شهادته ؟! أم أنه الوحيد في المنصة الذي كان يحمل ذخيرة حية ؟! فإن كان الأمر كذلك فإننا أحمله مسئولية قتله للسادات .. لكن الرجل لو كان قاتلاً ما كان أطلق النار على “الجُناة المتطرفين ” إذا كانوا جُناة وإذا كانوا هم مَنْ قتلوا السادات ؟! فمن أين أتت الذخيرة الحية التي أطلقها رجال حرس الرئيس على ” الجناة المتطرفين ” الذين قيل أنهم قتلوا السادات .. وهم الإسلامبولي ورفاقه في المنصة حيث دخلت عدة طلقات في أمعاء خالد الإسلامبولي ؟! ولماذا لم يطلقوا النار على المتطرفين الجُناة إلا ” متأخراً جداً بعد أن انتهت العملية تماماً .
زمن عملية الإغتيال .. مزوَّر
ولكي نعلم ونحسب مدى وقيمة وقدر التأخر في إطلاق النار الذي ضيعته ( 7 ) جهات حراسة تقوم بحراسة الرئيس السادات في المنصة علينا أن نحسب جيداً كم حركة حدثت وكم تستغرق من الوقت قبل اغتيال الرئيس السادات ونتسائل : أليست حركة واحدة فقط كفيلة بأن تسترعي انتباه ( كل أو أي ) من هذه القوات أو الجهات السبعة المنوط لها حراسة الرئيس السادات ؟ فكيف نحسب الوقت الذي استغرقته العملية من أول وصول الشاحنة أمام منصة الرئيس وحتى أن وضع الجُناة السلاح ؟! علينا أن نعلم أنه حدث الآتي :
- حدث حركات مريبة في السيارة حين سحب الإسلامبولي رشاشه سواء من داخل تابلوه السيارة كما قال تقرير النيابة أو من تحت مقعد خالد كما قال الإسلامبولي أو أخذه من السائق كما قال بعض الشهود والتقارير الرسمية .. المهم أن هناك وقت مستهلك ومريب ولافت للنظر بين خالد وتهديده للسائق بالتوقف حيث طبيعي سحب الرشاش وربما جذبه من السائق بعد مقاومة .. ثم تبودلت بينهما نظرات مريبة وباحثة ومتسائلة .. ثم شد وجذب ومنع ومقاومة .. خصوصاً أن السائق يعلم أنه لا ذخيرة حية في العرض العسكري مما يؤهله لقوة المقاومة بلا خوف .. ولذلك رفض الوقوف بحسم وثقة في هذه الحيثية .. ثم دار هذا الحوار بين الإسلامبولي والسائق :
- اقف يا اسطي ..
- ليه يا فندم ..
- كده يا بني آدم باقولك اقف ح اضربك بالنار ..
- ممنوع الوقوف يا فندم احنا قُدام المنصة والريس قاعد ..
- اقف يا بنى آدم باقولك ..
- دي فيها محاكمة عسكرية يا فندم ..
فقام الإسلامبولي بشد فرامل اليد فتوقفت السيارة .. وطبيعي أن تتوقف السيارة على حلقات بشكلٍ المفروض ملفت للنظر ..
السؤال الآن : كم من الوقت يستغرقه هذا الحوار المريب بين الإسلامبولي والسائق ليس أقل من ( 15 ثانية ) وقد يزيد .. سنعتبرها ( 15 ثانية فقط )
وماذا حدث من حركات بعد ذلك كي نستمر في حساب وقت وزمن العملية :
- فتح الإسلامبولي باب الشاحنة ..
- اعتدل متأهباً حيث أنه بدين بعض الشيئ فكوَّم نفسه لإمكانية القفز من السيارة فاستهلك ( 5 ثواني بخمس حركات من فتح الباب حتى بداية القفز من الشاحنة )
- ثم قفز إلى الأرض .. ( 1 ثانية )
- ثم طبيعي أن تُثنى ركبتيه .. ( 2 ثانية )
- فينهض متماسماً واقفاً حيث يعتدل في .. ( 3 ثواني )
- ثم ينظر لرفاقه على سطح المركبة في الصندوق .. ( 2 ثانية )
- فيومئ لهم .. ( 1 ثانية )
- فيقفزون الثلاثة عطا طايل وعبد الحميد وحسين عباس حيث يحمل كل منهم سلاحه وخزن الطلقات ويمسك بسور الشاحنة ويرفع ساقه ليضعها على سور الشاحنة ثم يصعد على السور بكامل جسده .. ثم يلقون بأنفسهم الثلاثة من على جنب واحد من سور الشاحنة كل هذا سنفترض بأقل تقدير أن كل منهم استهلك 4 ثواني .. أي الوقت المستهلك هو ( 12 ثانية )
- فينزلون إلى أرض العرض من الشاحنة إلى الأرض في ( 3 ثواني )
- فتُثنى رُكبتي كل منهم .. بعد القفز في ( 2 ثانية )
- فينهض معتدلاً أيضاً ويستوي واقفاً في ( 3 ثواني )
- ثم يتأهبون الأربعة للحركة والإنطلاق مع لمح بصري كل منهم للآخر يستغرق هذا وذاك ( 2 ثانية )
- ثم ينطلقوا نحو المنصة لقطع مسافة 30 متراً أو يزيد حتى يصلوا لمنتصف المنصة وبأقل فرضية وقت سنعتبر أن الخطوة متراً وأن الخطوة ستقطع في ثانية أي قطعوا المسافة في ( 30 ثانية )
- وتردد من جهات رسمية مطلعة : أن خالد الإسلامبولي حين قفز من المركبة توجه ليحيي الرئيس إيهاماً فنهض الرئيس بعد نصيحة “جاريه ” ليرد التحية إن صح ذلك يتم إضافة وقت آخر للعملية عبارة عن بدل تمثيل من خالد الإسلامبولي قدره ( 20 ثانية )
- ثم .. تراجع الإسلامبولي خطوات مرة أخرى واستدار نحو المركبة مرة أخرى .
- ثم قفز إلى المركبة وفتح بابها وصعد ليحمل سلاحه .
- ثم حدث هنا ( 4 حركات على التوالي ) وهي إلقاء 4 قنابل دخانية وقنبلتين حارقة خارقة “حسبما قالت التحقيقات الأمنية إياها” !! والقنبلة الواحدة تحتاج لإخراجها من جيب الجاني أو سترته وحتى إلقاءها إلى وقت لا يقل أبداً عن ( 5 ثواني ) وتم إلقاء 4 قنابل انفجرت اثنتان ولم تنفجر اثنتان أخريتين بنص تقرير النيابة والطب الشرعي الرسمي إذاً الوقت الكامل لاستخراج وإلقاء 4 قنابل يدوية هو (20 ثانية كاملة )
- ثم .. أطلق الجُناة النار على الرئيس السادات .. حيث أطلقوا 189 طلقة بنص التحقيقات وأقوال الإسلامبولي ورفاقه .. حتى نفذت طلقات حسين عباس وعطب رشاش الإسلامبولي فكم يستهلك هذا الوقت ؟! ليس أقل دقيقة كاملة على أقل تقدير ممكن أي ( 60 ثانية .. مع الرأفة ويحتمل الأمر دقيقتين )
- ثم صعد حسين عباس على سلم المنصة 6 درجات ( 6 ثواني )
- ثم توقف ليطلق النار برهة لنعتبرها ( 10 ثواني على أقل تقدير)
- ثم نزل 6 درجات السلم ثانية في ( 6 ثواني )
- ثم دار بينه وبين الإسلامبولي حواراً منه : آجر .. آجر واستبدل رشاشه معه ويستكمل الضرب في ( 8 ثواني أخرى )
- · ثم بدَّل أحدهم خزنة رشاشه ” براحته قوي ” لنعطه ( 7 ثواني )
- ثم .. يصعد عبد الحميد إلى أعلى المنصة جانباً من جهة اليمين متخطياً ستة درجات من السلم .. ليصوِّب النار جيداً نحو السادات ومَنْ في المنصة من أعلى المنصة .
- ثم .. يتوجه عطا طايل تجاه الجهة اليسرى للمنصة فيجد مِنْ هم زاحفون ومستترون من جنود حراسة الرئيس بالملابس الميري بجوار سور المنصة وعلى سلم المنصة فلا يقتلهم !! ويصعد 6 درجات سلم أيضاً ويضرب ثم يعود ليتخذ مكانه بجوار الإسلامبولي في تكوين أضلاع المثلث !! فكم يستغرق بسلامته سي عطا طايل ؟ ليس أقل من ( 15 ثانية )
- ثم يتوقف الضرب ليس لإن الجناة تم ضربهم أبداً .. ولكن لأن ذخيرتهم نفذت .. فألقوا أسلحتهم وهموا بالخروج من العرض .. وابتعدوا عن ” أمام ” المنصة لخلفها بل وابتعدوا أكثر مائة متر متراً يبين ذلك الصورة التي استلقوا فيها علىالأرض بعيداً قبل أن يقترب منهم جندي واحد أو أي من الحرس فكم يستهلك هذا الوقت ” قبل مقاومة أو ” بالأحرى ” تدخل أي جهة مضادة سواء كانت حرس الرئيس أو قوات مسلحة أو أمن دولة أو مواطنين حتى ؟! ليس أقل من ( 120 ثانية .. أي دقيقتين )
- ثم .. يهرب حسين عباس من أرض العرض العسكري تماماً .
الجواب الذي يتبع السؤال الآن : كم ثانية بالفعل هي قيمة زمن ووقت ومقدار عملية اغتيال الرئيس السادات بالضبط والدقة هو :
= ( 353 ثانية )
أي = 5.8833333333333333333333333333333 ق
وبمعنى آخر أقل من 6 دقائق قليلاً .. هذا هو التوقيت الصحيح جداً الذي استغرقته عملية اغتيال الرئيس السادات في المنصة وليس 45 ثانية كما يقولون لنا!!
إذن هناك بالصلاة على النبي ( 30 ) حركة وفعل وأكشن وعملية وحدث وسلوك وموقف حدثوا منذ أن توقفت ” سيارة الجُناة الأونطة ” من المتطرفين وحتى إتمام العملية ( قبل ) إطلاق النار على حضرات السادات المتطرفين ولاد الكلب !!
كيف هذا ؟!!
30 حركة وفعل وموقف وحدث تحدث جميعها ولا يتدخل أي من ” القوات أو الجهات السبعة ” المنوطة بحراسة الرئيس ؟! لأ بقى لازم أعمل حاجة عيب بفمي هنا مكونة من ثلاث حروف أولها ألف وحاء وآخرها أكتبوه أنتم بمعرفتكم !!
كيف هذا ؟!
ثم دعونا نستكمل التحليل بمنظور آخر لنعرف موقف حراسة السادات في العرض العسكري .
ثانياً : معلوم أن تلك الأيام الأخيرة كانت متوترة جداً أمنياً في حياة الرئيس ومصر بل بلغ ذلك تهديد الرئيس ” للولد الهارب ” يقصد عبود الزمر .. أي أن تلك الأيام متوترة وزادت فيها حدة الشك والريبة فى الكل كيف يمكن لأحد لأن يقترب من السادات بدرجة كافية لقتلة .
- ثم .. هناك رامي ماهر يقف على ظهر المركبة يطلق النيران على المنصة نحو الرئيس من مدفع كوري الصنع سريع الطلقات أو حتى من رشاش .. فكم يقتل هذا المدفع أو هذا الرشاش في لحظة قلق وخوف وحذر لحامله ؟! ألم يتطوح الرشاش منه شمال يمين فوق مركبة مرتبكة وسائق خائف ” وقاتل ” يقتل الرئيس وسط جبابرة قادة الجيش وكبار رجال الدولة ؟! ومع ذلك لم ينحرف هذا الرامي !! وأصاب السادات وحده أما جاريه يمين شمال مبارك وأبي غزالة فـ براءة !! أعمار بقى !!
- ثم .. يقترب الإسلامبولي ورفاقه خطوات .. وخطوات من سور المنصة أثناء الضرب ” دون مقاومة تذكر البتة ” من حرس الرئيس ” السبعة ” حتى يضع الإسلامبولي رشاشه على سور المنصة متكئاً به وهو يطلق النار بينما عبد الحميد يرفع رشاشه لأعلى في حركات بهلوانية مصوباً فوهته نحو الرئيس ومَنْ في المنصة وهو يطلق نيران رشاشه .
فماذا عن الحراسة وخطتها ” التي تحت يدينا ” عن حادث المنصة أثناء العرض العسكري ؟!
- فى المحيط الأول للسادات .. الذى يبلغ نصف قطر 15 متر ولا يمكن اختراقه حيث يقوم بحماية السادات عدد كبير من الحراس المدربين أعلى تدريب فى الولايات المتحدة .
- وفى المحيط الثانى الخارجى .. يتولى حماية السادات قوات خاصة من الكوماندوز التابعة للحرس الجمهورى .
- وفى المحيط الثالث .. قوات الأمن المركزى التى توفر الحماية لموكب الرئيس وتأمين الطرقات والأسطح .
- وفى المحيط الرابع .. تتولى قوات الشرطة المدنية والشرطة العسكرية عمليات التأمين والحماية .
- وخلف وحول وجانبي الرئيس السادات كانت توجد قوات حراسة أمريكية للرئيس من الولايات المتحدة الأمريكية خصيصاً له ومسلحة دائماً ولم تضع سلاحها للحظة واحدة .
فكيف لثلاثة أفراد من القوات المسلحة أن يخترقوا هذا الحاجز الأمني حول الرئيس بعد 30 حركة وفعل منهم يكفي فعل واحد منهم أن يثير الريبة ويتم نسفهم فوراً منكل حدب وصوب من ( 7 جهات أمنية ) تحرس الرئيس السادات ؟!
المسألة ليست إلا خيانة وغدر وغطرشة وطناش ومؤامرة ضد السادات قام بها بعض كبار رجال الدولة .
ثالثاً : وبالرغم من أن التأمين والحماية للسادات كانا صارمين ومكررين إلا أن الجناة تمكنوا مع ذلك من الإقتراب من السادات لمسافة تقل عن 15 متر و قتله .
كان حسني مبارك قد تمكن بحلول 6 أغسطس 1981 من وضع رجاله فى معظم الوظائف الحساسة والهامة بالدولة تقريبا ومنهم وزير الدفاع و وزير الداخلية ومدير المخابرات العامة ومدير مباحث أمن الدولة ومدير المخابرات الحربية وغيرهم .
رابعاً : تمكن الجناة من الإشتراك فى العرض العسكرى بالرغم أن معظمهم لم يكونوا أفراد فى القوات المسلحة. كانت أجهزة الأمن قد منعت الملازم أول خالد الاسلامبولى من الاشتراك فى الإستعراض العسكرى فى الثلاث سنوات السابقة لأسباب أمنية تتعلق بالأمن والمتمثلة فى وجود شقيقه الأكبر فى المعتقل لأنه عضو فى الجماعة الاسلامية .
خامساً : مفاجأة كبرى !! هناك ( 10 نقاط تفتيش ) أثناء مرور العرض العسكري كيف اجتازها الإسلامبولي ومَنه معه وهم يحملون ذخيرة حية وأوراق وكارنيهات مزورة ؟! وحتى لو فرض أن باستطاعتهم الاشتراك فى الاستعراض فكيف سيتمكنون من المرور خلال نقاط التفتيش العشرة المقامة فى الطريق المؤدى للاستعراض وهم يحملون زخيرة حية وقنابل وإبر ضرب النار ؟ و كيف لهم أن يتغلبون على 150 فرد من حراس السادات الذين يعزلون تماما دائرة حول السادات يتعدى نصف قطرها 15 متر ؟
سادساً : وحيث أن الجناة قد تمكنوا فعلا من اجتياز كل هذه الدفاعات التى لا يمكن اختراقها بسهولة فان ذلك يؤكد بأنهم حصلوا على مساعدة من شركاء لهم فى أعلى المناصب بالدولة .
ويمكن لنا أن نعرف شركاء الجناة المهمين بدراسة طبيعة المساعدات التى وفروها لهم لضمان اختراق الدفاعات المنيعة و قتل السادات :
- قررت المخابرات الحربية فجأة فى منتصف أغسطس 1981 رفع اسم الملازم أول خالد الاسلامبولى من قوائم الممنوعين من الإشتراك فى الإستعراض العسكرى لأسباب أمنية ( وكأن خالد الإسلامبولي فاسوخة أو وحمة أو موصوف للعرض العسكري فدرسوا اشتراكه المُلِّحْ وكشفوا عنه حجاب المنع ليشترك وحتى لما طلبوا منه الإستراك واعتذر لأنه ينوي أن يقضي الأجازة في بلده ملوي أصروا وأشركوه !! والسؤال بماذا أقنعوه وما هي الصفقة التي عقدت معه ؟! من هنا نبدأ السر الأخطر في المؤامرة القاتلة ) !!! . لقد صدر قرار من مدير المخابرات الحربية باشتراك الاسلامبولى فى الاستعراض . ومهمة خالد فى الاستعراض كضابط فى اللواء 333 مدفعية و كما تعود أن ينفذها قبل حرمانه من الاشتراك فى الاستعراض قبل 3 سنوات هى الجلوس فى كابينة شاحنة تجر مدفع ميدانى بينما يجلس فى صندوق الشاحنة 4 جنود من ذات اللواء .
- · بعد رفع اسم الاسلامبولى من قائمة الممنوعين قامت بعض العناصر التابعة للجماعة الاسلامية بالاتصال بالاسلامبولى لتبلغه بأنه قد وقع علية الاختيار لتنفيذ “عملية استشهادية” .. السؤال الأحمر هنا : من الذي علِمَ وأعلمَ ” قادة المتطرفين الإرهابيين أن خالد الإسلامبولي وقع عليه الإختيار ليقود شاحنة تجُر مدفع ميداني ويجلس في صندوقها 4 جنود ليتم التفاوض معه ؟! خصوصاً بأن هذا الأمر سري للغاية .. وعلينا أن نعلم أن الإسلامبولي مما هو واضح لم يكن لديه أية رغبة في قتل الرئيس بدليل رفضه لمطلب قائده ومدير المخابرات له بالترشيح ونكرر لأنه قرر أن يقضي أجازة عيد الأضحى في بلده ملوي بصعيد مصر .. فهل قادة المتطرفون الإرهابيين لديهم موهبة وحي بعلوم الغيب ؟! أم أنهم أوتوا مَلَكة خارقة تسمى الشم على ظهر أو بطن اليد ؟! أم أنهم يضربون الودع ويجيدون علوم التنجيم والأونطة فعلموا أن خالد الإسلامبولي وقع عليه الإختيار للمشاركة في العرض العسكري فذهبوا إليه يعرضون عليه خطتهم ؟! الواقع أن المخابرات العسكرية وقتها بمساعدة أجهزة أمنية أخرى ” لزوم الشغل ” هي التي رفعت الحظر عن الإسلامبولي وأخبرته باختيارها له للمشاركة في العرض العسكري كقائد هي التي لعبت الدور القذر وأخبرت قادة التطرف والإرهاب واستخمتهم بلعب الدور الأكثر قذارة في اغتيال الرئيس السادات في مسرحية اغتياله .. حيث قامت هذه العناصر بتقديم 4 رجال للاسلامبولى على أنهم من سيعاونوه فى اتمام المهمة الموكلة له . والشركاء الأربعة أتموا الخدمة العسكرية كما أن أحدهم وهو حسين عباس كان قناصا بالجيش وبطل الرماية به . الخطة كانت تتطلب أن يقوم الاسلامبولى بوضع شركاءة الجدد فى صندوق الشاحنة بدلا من الجنود الأصليين فى يوم الاستعراض .
- كان الجناة الأربعة يقومون بالفعل بالتدريب فى الصحراء على اغتيال السادات فى المنصة .. و الغريب أن هذه التدريبات كانت تتم تحت اشراف وحماية أجهزة الأمن بدليل ما أقر به النبوى اسماعيل بأن أجهزة الأمن كان لديها شريط فيديو يصور هذه التدريبات .
- قبل الاستعراض بثلاثة أيام صرف الاسلامبولى الجنود الثلاثة الذين كانوا من المفترض أن يشتركوا معه فى الاستعراض بأن أعطى كل منهم أجازة تبلغ 4 أيام ثم أدخل الجناة الثلاثة إلى الوحدة منتحلين صفة الجنود الثلاثة الأصليين و ظلوا هناك حتى يوم الاستعراض حيث اشتركوا فى التدريبات النهائية للاستعراض.
- المقدم ممدوح أبوجبل الذى أمد الإسلامبولى و رفاقة بإبر ضرب النار والذخيرة والقنابل تبين بأنه ضابط بالمخابرات الحربية أى أن المخابرات هى التى أمدت الإسلامبولى بالأسلحة لقتل السادات و لهذا لم يحاكم أبوجبل وتوارى عن الأنظار .. لماذا ؟؟!!
- كانت الذخيرة الحية وإبر ضرب النار تنزع من الأسلحة التى كانت تصرف للمشاركين فى الاستعراض .. وكاجراء أمنى إضافى تم إقامة 10 نقاط تفتيش بواسطة الشرطة العسكرية والمخابرات الحربية على طول الطريق المؤدى للاستعراض للتأكد من عدم وجود إبر ضرب النار وذخيرة حية .. وبالرغم أن الشاحنة التابعة للجناة كانت محملة بالقنابل والذخيرة الحية وإبر ضرب النار الا أن الشاحنة تمكنت من المرور عبر كل نقاط التفتيش العشرة !! أيعقل هذا الهراء ؟!
- · بالنظر الى الحالة الأمنية المتردية فقد تقرر أن يرتدى كل من السادات ومبارك وأبوغزالة الدرع الواقى من الرصاص تحت زيهم العسكرى التى كان السادات قد صممه بنفسة على الطراز النازى .. فضلا عن ذلك فإن حراس السادات البالغ عددهم 150 فرد جعلوا من المستحيل على أى قاتل محتمل أن يقترب من السادات مسافة تقل عن 15 متر دون أن يقتل أو يقبض عليه. كما أن سور المنصة يوفر للسادات حماية ممتازة فى حالة ما إذا تم اطلاق النار عليه .. فأذا انبطح السادات خلف هذا السور فلا يمكن للجناه الذين يقفون على الناحية الأخرى من السور إصابة السادات لأن ارتفاع السور 180 سم و عرض 80 سم . والأهم من ذلك كله كيف يضمن مبارك وأبوغزالة عدم اصابتهما وهما يجلسان على يمين ويسار السادات ؟!
وللتغلب على كل هذه الصعاب حدث ما يلي :
أولاً : تم صرف كل حراس السادات فجأة قبل وصول شاحنة الاسلامبولى ببضعة دقائق. لقد صدرت الأوامر لهؤلاء الحراس بالانتشار خلف المنصة وليس أمامها بزعم أن الارهابيين سيهجمون من الخلف .
ثانياً : بالرغم أن استعراض القوات الأرضية لم يكن قد انتهى الا أن الاستعراض الجوى بدأ فجأة و لم يعرف المشاهدون أين ينظرون ولكن صريخ وضجيج الطائرات جذب انتباه الحضور الى أعلى وذلك فى نفس الوقت الذى قفز فيه الجناة الخمسة من الشاحنة لقتل السادات . لقد تم ضبط بدأ الاستعراض الجوى مع وصول شاحنة الاسلامبولى أمام المنصة الرئيسية .
ثالثاً : رؤي أن خالد الإسلامبولي حين نزل من المركبة تقدم خطوتين بشكلٍ رسمي وعسكري وأدَّى تحية عسكرية ” للتمويه ” .. وقيل هنا في كواليس الساسة أن أبو غزالة وأحد كبار رجال الدولة المقربين جلوساً للرئيس السادات : طلب كل من السادات الوقوف لرد التحية العسكرية للضابط الذى نزل لتوة من شاحنة المدفعية وبينما وقف السادات حدثت 3 أو 4 أشياء فى ذات الوقت وهي :
الضابط ” خالد الإسلامبولي الذى كان يتقدم نحو المنصة لتحية السادات عاد فجأة مسرعا الى الشاحنة ليحضر بندقيتة الألية وقنابل يدوية .. قام القناص وبطل الرماية الجالس فى صندوق الشاحنة باطلاق النار على رقبة السادات لمعرفته مسبقاً أن السادات يرتدى الدرع الواقى .. كل من مبارك وأبوغزالة لم ينهضا لتحية الضابط ” وفقاً لما يتردد في أروقة كبار رجال السياسة الذين حضروا في حادث المنصة ” إلا أنه لم يتوفر لدينا ” مادياً ” الفيلم الذي يظهر الرئيس مبارك وهو ينهض ( وحده ) ليرد تحية الضابط .. وهذا يفرض ويستوجب ويستلزم علينا استفهام فوري : أين هذا الفيلم ومَنْ أخفاه ولماذا ؟! .. المهم انبطح كل مبارك وأبو غزالة أرضا بسرعة وزحف بعيدا عن السادات الذى كان قد سقط لتوه على الأرض ..
رابعاً : بمناظرة صورة جثمان السادات الذى أحتفظ بها سرا فترة تناهز 22 عاما وتم تسريبها بمعرفة بعض عناصر المخابرات التى انقلبت على السُلطة فيمكن القول بأن السادات سقط على الأرض بعد الطلقات الأولى التى أصابته فى رقبته وصدره .. فمن إذن أطلق النار على الرئيس السادات في بطنه وأسفل سُرِّته إذ يتعذر بل يستحيل على الجُناة الذين يقفون أسفل سور المنصة بانخفاض 165 سم أن يصيبوا السادات في منطقة البطن وهي المنطقة المستترة خلف سور المنصة حتى وإن وقف الرئيس السادات لا تُرة هذه المنطقة إلا لمن هم في المنصة نفسها؟! الأمر الذى يثبته وجود أثار طلقات على الجزء السفلى من بطنه أن هناك مَنْ أطلق النار على الرئيس السادات من داخل المنصة نفسها !!
خامساً : ولكن ماذا عن أثار الطلقات الموجودة على جانبى السادات ” والتي أظهرتها الصورة اليت نشرتها جريدة الميدان ” وهى أثار لطلقات ذو عيار صغير أطلقت من مسدس أو أكثر لم يكن موجود مع الجناة الذين كانوا يحملون كلاشينكوف عيار 7.62 مم .. إن وجود مثل هذه الأدلة يفسر سر اختفاء صورة جثمان السادات ومعلومات أخرى طوال هذة الفترة اذ أن التفسير الوحيد لوجود أثار طلقات لعيار صغير على جانبى السادات يؤكد أن هناك من الخونة من داخل المنصة نفسها أطلقا النار على السادات من الداخل .. وان هذه الكلقات تبدو بالعين المجردة من مسدس صغير كان يخفيه ذلك الخائن فى طيات ملابسة أثناء وجود السادات على الأرض بجوارهما و ذلك للتأكد من موته.
سادساً : وماذا عن الكرسي الذي وضِعَ فى الجانب الأخر من سور المنصة المواجه للسادات فهل أُعِدَ ليقف عليه خالد الاسلامبولى ويمكنه من توجيه دفعة من بندقيته الألية أصابت السادات في بطنه ؟! لكن الإسلامبولي ورفاقه المتهمين لم يصعدوا على ذلك الكرسي البتة .
سابعاً : بالرغم أن الجناة بدوا وكأنهم يطلقون النيران بدون تمييز على الجميع الا أنهم طالبوا كل من مبارك وأبوغزالة بالابتعاد عن مرمى نيرانهم اذ قال عبد الحميد عبد العال لحسنى مبارك : أنا مش عايزك .. احنا عايزين فرعون . و قال خالد الاسلامبولى لأبوغزالة وهو يشيح له بيده : ابعد إنت يا فندم .
ألا يبدو ذلك التصرف غريباً على الجماعات الاسلامية التى تُكفِّر ليس فقط الحاكم المسلم الذى لا يطبق الشريعة الاسلامية ولكن أيضا رموز نظامه الذين يتعين قتلهم أيضا. وإذا كانوا يريدون السادات فقط فلماذا قتلوا 7 أخرين وهل يتم قتل 7 يجلسون بعيداً عن السادات أم أن الأقرب للموت يكون من هم بجواره مباشرة ؟ أم أن اللعبة اتكئت على عبارة : الأعمار بيد الله ومن قدم شيئ بيديه التقاه ؟
ثامناً : فقد تضمنت تعطل ثلاثة مركبات أمام المنصة بعد بداية الاستعراض بـ 10 دقائق و 5 دقيقة و 20 دقيقة تباعا. وعندما توقفت الشاحنة التى تحمل الجناة أمام المنصة افترض الذين لم يكونوا ينظرون الى السماء لمشاهدة العرض الجوى أن الشاحنة تعطلت هى الأخرى .
تاسعاً : آلياً وفنياً وأوتوماتيكياً : ما الذي يحدث مباشرة بعد حدوث مثل حادث المنصة في أي بلد في العالم ؟!
الجواب : تتم محاكمات موسعة وحاسمة ومعلنة ومرضية للحق والحقيقة والشعب .. ويتم إقالة المقصرون ومعاقبتهم فوراً .. وبصيغة أخرى للسؤال ماذا كان يجب أن تفعل القيادة السياسية بعد حادث المنصة :
- إقالة ومحاكمة محمد عبد الحليم أبوغزالة لأنه المسؤل كوزير للدفاع وقائد عام للقوات المسلحة عن مقتل السادات أثناء العرض العسكري .
- وكذا إقالة ومحاكمة كبار رجال العسكرية الذين كانوا مسئولين عن تأمين وحراسة الرئيس السادات وكبار رجال الدولة في المنصة .
- إقالة ومحاكمة محمد النبوي إسماعيل وزير الداخلية وكبار قادة الأمن في ذلك الوقت المنوطون بحراسة الرئيس السادات وكبار رجال الدولة بالمنصة .
- تشكيل لجان محايدة ومستقلة ما بين ” عسكرية وقضائية وسياسية” لتجرى تحقيقات شاملة فى مؤامرة قتل رئيس الجمهورية أو على الأقل في حادث المنصة .
عاشراً : القيادة السياسية فعلت العكس تماماً .. لقد قامت القيادة السياسية بترقية أبو غزالة لرتبة المشير ولنائب رئيس مجلس الوزراء كما لو كان يكافؤه على مقتل السادات . وأفرج القيادة السياسية عن مرشد الأخوان وزعماء الجماعات الدينية والاسلاميين المتطرفين الذين كان السادات قد قبض عليهم قبل وفاته بشهر وكأنهم يُكَافؤهم لقتل السادات .. منعت القيادة السياسية أية تحقيقات مستقلة كما أنه تم حجب معلومات هامة فى قضية قتل السادات وأخفاء أو تدمير أدلة ومستندات مؤثرة فيها .
حادي عشر : ومن أهم الأدلة والاثباتات التى أخفتها أو دمرتها القيادة السياسية هي:
الفيلم الذى صوره التلفزيون المصرى للاستعراض والذى يبين هل أشار أحد للرئيس السادات بالنهوض لتحية خالد الإسلامبولي فور نزوله من المركبة ؟! أبوغزالة وهما يشيران للسادات للوقوف لتحية الضابط ( خالد الاسلامبولى ) الذى كما أن هذا الفيلم يصور السادات وهو يهم بالوقوف بينما يغوص كل من مبارك وأبوغزالة خلف سور المنصة .. وهنا يجب أن نطرح استفهامين :
- الأول .. هل نهض السادات بمفرده وباجتهاده الشخصي ليحيي خالد الإسلامبولي فأصبح واقفاً وصيداً سهلاً للرماة الذين يقفون أعلى المركبة أو الشاحنة التي نزل منها خالد الإسلامبولي ؟ أم أن أحداً بعينه أو أكثر أشار أو أشارا للرئيس السادات بالنهوض لتحية الضابط الإسلامبولي .. ولم ينهضا معه للتحية فانبطحا ؟! هذا افتراض واجب دراسته طالما أننا نحلل وندرس ونحقق دون ميل أو هوى أو زيغ أو جنوح لأحد على حساب الحقيقة .
- وفي الحالتين ” سواء اجتهد السادات بالنهوض للتحية أو نهض بإيعاز ومشورة أحد ” لماذا ينهض الرئيس وحده في حين ينبطح جاريه أبو غزالة ومبارك أرضاً ؟!
- وماذا عن توارد الأفكار في قرار كل مبارك وأبو غزالة معاً بالإنبطاح ؟! هل هذا توارد أفكار أم تبادل أفكار بقرار ؟!
وإيجازاً أين هذا الفيلم المفقود ” بفعل فاعل ” ؟!
هذا ويوجد دليل أخر لا يقل أهمية وهو الفيديو الخاص بالتدريبات التى كان ينفذها فى الصحراء 4 من قتلة السادات وأخرين وهى تدريبات على قتل السادات فى المنصة والتى جرت قبل حوالى شهر من الاستعراض العسكرى . كان وزير الداخلية فى ذلك الوقت النبوى اسماعيل قد قال فى عدة أحاديث صحفية أن هذا الشريط كان تحت يد المباحث . كما أفاد النبوى اسماعيل أن 4 من قتلة السادات كانوا تحت مراقبة المباحث لمدة 15 يوم قبل اغتيال السادات .
ثاني عشر : أن مَنْ وضع خطة اغتيال السادات لابد أنه كان مخطط عسكرى متمكن لانه أعد ونفذ الخطة كما لو كانت مناورة عسكرية كاملة استخدم فيها القوات الجوية والأرضية مع القوات الخاصة . لم يترك هذا المخطط شيئا للمصادفة أو الخطأ بل أنه أخذ فى اعتباره أدق التفاصيل وتأكد من تفهم كل مشارك لدوره والتدريب عليه على أكمل وجه .. ولابد أنهم قد استخدموا فى تدريباتهم في الصحراء ماكيت للمنصة .. ولم يهمل المخطط لعملية اغتيال السادات الاجراءات الواجب اتخاذها فور مقتل السادات . لذلك فان أول شىء فعلته الشرطة وسلطات الأمن فور توقف اطلاق الرصاص على السادات هو مصادرة واعدام الأفلام من المصورين ومندوبين وكالات الأنباء.
ومعنى ذلك أن عملية اخفاء وتدمير الأدلة فى هذة القضية بدأت مبكرا. ومما ساهم فى نقص وجود أفلام تبين عملية قتل السادات بالتفصيل هو قيام المخطط لاغتيال السادات بضبط توقيت العرض الجوى مع وصول شاحنة القتلة أمام المنصة .
ثالث عشر : ان الصوت المرعب المرعد للأُذُن الذى أحدثه تشكيل كبير من الطائرات الميراج الذى ظهر فجأة من خلف المنصة على ارتفاع منخفض جدا أصاب كل الموجودين بالفزع والرهبة وأجبرهم بما فيهم المصورين والصحفيين ومندوبين وكالات الأنباء على النظر الى أعلى إلا أن كاميرا واحدة ظلت مركزة على السادات وهى الكاميرا التابعة للتلفزيون المصرى.
رابع عشر : هناك أوامر ثابته فى المناسبات القومية التى يحضرها الرئيس وهى أن تخصص كاميرا تليفزيون للرئيس فقط تلتقط له كل شىء تحذف منها بعد ذلك بعض المشاهد التى لا تعجب الرئيس أو من ينوب عنه .. فى يوم الاستعراض التقطت كاميرا الرئيس كل شىء بما فى ذلك ” تبيين ” حالة نهوض السادات من مقعده وانبطاح كل من مبارك وأبوغزالة أرضاً .
وبالرغم أن هذا الفيلم مفقود إلا أن الكثيرين من ” الكبار ” قالوا بأنهم شاهدوه .. والواقع أنه يوجد ما يكفى من أدلة فى هذه القضية لتحريك الدعوى الجنائية ضد أبوغزالة والنبوي إسماعيل وعشرات من المشتركين معهم فى ارتكاب جريمة القرن العشرين فى مصر .
خامس عشر : بالرغم أنه يوجد مئات الأسئلة التى ليس لها إجابة حتى الأن إلا أننا نطرح هذه التساؤلات :
- هل حقاً ذهب مبارك الى منزله للإغتسال وتغيير ملابسه أثناء نقل السادات الى المستشفى ؟ ولم يذهب للمستشفى مباشرة مع الرئيس السادات المُصاب ؟
- اذا كانت قوات الأمن كما أقر وزير الداخلية الأسبق تتبع 4 من قتلة السادات لمدة أسبوعين قبل مقتل السادات فلماذا لم تقبض عليهم ؟
- تم صرف كل حراس السادات فجأة قبل وصول شاحنة الاسلامبولى ببضعة دقائق .. لقد صدرت الأوامر لهؤلاء الحراس بالإنتشار خلف المنصة وليس أمامها بزعم أن الارهابيين سيهجمون من الخلف .
- بالرغم أن استعراض القوات الأرضية لم يكن قد انتهى الا أن الاستعراض الجوى بدأ فجأة ولم يعرف المشاهدون أين ينظرون ولكن صريخ وضجيج الطائرات جذب انتباه الحضور الى أعلى وذلك فى نفس الوقت الذى قفز فيه الجناه الأربعة من الشاحنة لقتل السادات .. لقد تم ضبط بدأ الاستعراض الجوى مع وصول شاحنة الاسلامبولى أمام المنصة الرئيسية .
- هل حقاً طلب كل من مبارك وأبوغزالة من السادات الوقوف لرد التحية العسكرية للضابط الذى نزل لتوه من شاحنة المدفعية ؟! وبينما وقف السادات حدثت 3 أو 4 اشياء فى ذات الوقت وهي : الضابط الذى كان يتقدم نحو المنصة لتحية السادات عاد فجأة مسرعا الى الشاحنة ليحضر بندقيتة الألية وقنابل يدويه .. قام القناص وبطل الرماية الجالس فى صندوق الشاحنة باطلاق النار على رقبة السادات لمعرفته مسبقا أن السادات يرتدى الدرع الواقى . كل من مبارك وأبوغزالة انبطح أرضا بسرعة وزحف بعيدا عن السادات الذى كان قد سقط لتوه على الأرض .
- بمناظرة صورة جثمان السادات الذى أحتفظ بها سرا فترة تناهز 22 عاما وتم تسريبها بمعرفة بعض عناصر المخابرات التى انقلبت على حسنى مبارك فيمكن القول بأن السادات سقط على الأرض بعد الطلقات الأولى التى أصابته فى رقبته وصدره .. فمن إذن أطلق النار على الرئيس السادات في بطنه وأسفل سُرِّته إذ يتعذر بل يستحيل على الجُناة الذين يقفون أسفل سور المنصة بانخفاض 165 سم أن يصيبوا السادات في منطقة البطن وهي المنطقة المستترة خلف سور المنصة حتى وإن وقف الرئيس السادات لا تُرة هذه المنطقة إلا لمن هم في المنصة نفسها ؟! الأمر الذى يثبته وجود أثار طلقات على الجزء السفلى من بطنه أن هناك مَنْ أطلق النار على الرئيس السادات من داخل المنصة نفسها !!
ولكن ماذا عن آثار الطلقات الموجودة على جانبي السادات وهى أثار لطلقات ذو عيار صغير أطلقت من مسدس أو أكثر لم يكن موجود مع الجناة الذين كانوا يحملون كلاشينكوف عيار 7.62 مم. إن وجود مثل هذة الأدلة يفسر سر اخفاء صورة جثمان السادات ومعلومات أخرى طوال هذة الفترة إذ أن التفسير الوحيد لوجود أثار طلقات لعيار صغير على جانبى السادات يؤكد أنه لا يُستبعد أن إطلاق الارصاص على الرئيس السادات تم من جانبيه أي من داخل المنصة نفسها وليس من أمامها وذلك من مسدس صغير كان يخفيه الخائن فى طيات ملابسه أثناء وجود السادات على الأرض بجوارهم وذلك للتأكد من موته .
بالأرقام والمفاجأت الحمراء ولأول مرة :
مهزلة الخطة الأمنية لحادث المنصة
في المنصة .. أنيس الدغيدي يواجه جيهان ” نانا ” ابنة الرئيس السادات وزوجها أقصى اليمين بينما جمال مبارك والمستشار محمود أبو الليل وزير العدل أقصى اليسار
ماذا عن الحكاية الرسمية للأمن وحادث المنصة ؟!
وما هي أسرار السيناريو الرسمي الذي ” وضعته الداخلية والمؤسسات المتواطئة في اغتيال السادات لإشاعته بين الناس وإيهامهم بغير الحقيقة ؟! وماذا عن تفاصيل خطة الجاتوه التي حاولوا أن يوهمونا بها ؟!
ثم ما هي حكاية الخطة 100 لتأمين القاهرة ؟!
هذه أخطر تناقضات ” رواية الأمن ” .. من وزير الداخلية إلى أصغر ضابط أمن هذه خزعبلات ” الرواية الوهمية في اغتيال السادات ” !!
…
أولاً : يروي اللواء محمد أدريس والذي شغل مناصب عديدة وقد عمل فى مناصب حساسة فى جهاز أمن الدولة وقد ترقى من رتبة ملازم أول حتى حصل على رتبة لواء ثم مساعداً لوزير الداخلية ومديراً لشرطة السياحة والمرافق حتى خرج على المعاش وقد كان وقت حادث المنصة برتبة ” عقيد ” حيث كان يعمل ضابط أمن الدولة فى منطقة الساحل يقول : كان هناك مصدر تابع للمخابرات يعمل مع الجماعة الإسلامية طلب هذا المصدر أن تعتقله الحكومة حتى لا يشك أحد فيه على أساس أنه عميل للحكومة فيقتلوه وبالفعل تم إعتقاله وبدأ اللواء فؤاد علام التحقيق مع المعتقلين .. فأبلغه المصدر بأنه يعمل مع العقيد إدريس فى المباحث وأن إعتقاله تمثيلية لحمايته .
وكان أبو باشا مساعد وزير الداخلية قبل أن يترك النبوى إسماعيل الوزارة فسأل فؤاد علام ” أتعرف فلان الفلانى …. وهل أبلغك فعلا بخطة إغتيال كبار المسؤلين فىالمنصة ؟ ” فأبلغه فؤاد علام تفاصيل الخطة .. وأكد له هذه المعلومات اللواء مطاوع .
ومنذ ذلك الوقت أغلق ذلك الملف تماماً ولم يجرى فيه أى تحقيق !!
ثانياً : هناك معلومات وصلت للجهات الأمنية أن هناك محاولة إغتيال ستحدث فى 6 أكتوبر ولم تتخذ الإحتياطات اللازمة .. لماذا ؟ راجع كتاب فؤاد علام أخطر لواء أمن دولة يروى – السادات المباحث والإخوان – نشرة كرم جبر مدير تحرير بمجلة روز اليوسف ص 36- 37
ثالثاً : يقول اللواء أدريس فى صباح يوم 6 أكتوير 1981 فوجئت بحضور أحد مصادرى من العناصر الإسلامية المتطرفة وهو من أخطر العناصرالتى إخترقت تنظيم الجهاد وكنت أقابله فى أماكن سرية للغاية بعيداً عن المكاتب أو أى مكان رسمى لذلك عندما فوجئت به فى إنتظارى أمام مكتبى بالساحل تملكنى الغضب … وقبل أن ألومه أبلغنى أن مندوباً بالقياده العليا للتنظيم من عليه وأبلغه أنه سيتم اليوم إغتيال الرئيس السادات وكبارالمسؤلين أثناء العرض العسكرى وسلمه مجموعه من الرايات السوداء عليها شعار الدولة الإسلامية وأمره بالخروج بعد إنتهاء العرض العسكرى بكوادره إلى الشارع للتظاهر والسيطرة عليه وإعلان قيام الدولة الإسلامية ” ولما كانت هذه المعلومات خطيرة وهو فى نفس الوقت يمكن أن تكون مناورة أو معلومات غير صحية ومدسوسة ولكن طبقا لما قدمه المصدر من معلومات سابقة عن عملية حصول جماعة الجهاد الإسلامية على الأسلحة ومعلومات عن عبود الزمر القيادى المعروف فقام اللواء إدريس بإخطار اللواء رضوان مطاوع ” مفتش الفرع بالإنابة حيث كان المفتش اللواء فتحى قته مفتش فرع القاهرة بالمنصة بأرض العرض ” وفزع اللواء مطاوع وخشى من إجلاء كبار المسؤلين قبل إنتهاء العرض وكان البلاغ كاذب فستكون العواقب وخيمة فأكد له اللواء فؤاد علام الخبر وقال أن ” المصدر موثوق ” 1/ أ ” وهذا يعنى أن معلوماته موثوق فيها حسب لغة الأمن وطلبت منه سرعة إتخاذ الإجراءات اللازمه لحماية الرئيس ولم أنهِ حديثى معه إلا بعد ان تأكدت من أنه إقتنع وجلست على مكتبى على كورنيش النيل بشبرا لأتابع العرض العسكرى “
كان الإرسال لم ينتقل بعد لإذاعة العرض – وبعد فترة بدأ العرض وشاهدت المنصة مكتملة الصفوف والجميع هناك ضاحكين مبتهجين ولا يوجد ما يدل على أى إخلال بالأمن وتوترت أعصابى وخشيت من إحتمال كذب البلاغ ثم عدت لقراءة ملف المصدر أراجع تاريخه ومدى إختراقة للجماعة ثم أتابع العرض على شاشة التلفزيون الوجوه الضاحكة تشعر بالأمن والأمان بالمنصة وكانت يدى ترتعش وهى ممسكه بأوراق الملف ثم دوت أصوات طلقات الرصاص وإضطراب الإرسال والإعلان أن الرئيس غادر العرض سالماًً
رابعاً : وذهب إدريس إلى مقر الوزارة بلاظوغلى وعندما قابل اللواء مطاوع قال له : هل أبلغت بالإخطار الذى أعطيته لك ” فقال : ” نعم .. لقد أرسلت ضابطاً برتبة ” نقيب ” بخطاب سرى للغاية للسيد اللواء فتحى قته مفتش الفرع الموجود بالعرض “.. فرد إدريس : ” لماذا لم تتصل به باللاسلكى أسرع بدلا من هذه الطريقة الروتينية .. فقال ” إتصلت .. ولكن الجهاز بالسيارة لا يرد عليه أحد ويبدو أن السائق والمرافق غادراها لمشاهده العرض فقال أدريس : ” فقال لماذا لم تتصل بالسيد اللواء عليوه زاهر ” فقال : ” إتصلت ولكن مدير مكتبه ذكر لى أنه مرهق جداً ونام بالإستراحه فإستحييت أن أوقظه وفكرت بإرسال الخطاب بسرعه مع أحد الضباط .. وقلت لماذا إذا لم يتصل باللواء حسن أبو باشا واللواء أحمد رشدى وكلاهما من أساتذتنا بأمن الدولة .. فعلق أن هناك خلافا بين السيد الوزير ومساعديه ولو كان البلاغ كاذباً فستصبح فضيحتنا على أيديهما بجلاجل وفجأه دخل النقيب الذى أرسل بالخطاب وهو فى حاله يرثى لها .. وقال أنه عانى كثيراً من الشرطه العسكرية والحرس الجمهورى لكى يدخل أرض العرض أساساً حيث لايجوز ذلك بعد حضور السيد الرئيس حسب التعليمات ولم يتمكن من الدخول .. وحاول أن ينادى على السيد المفتش من بعيد إلا أنه فوجئ بإنفجار قنابل وطلقات رصاص فعاد مسرعاً إلى الوزارة .
خامساً : والغريب أن المقدم أسامة مازن الحارس الشخصى لوزير الداخلية النبوى إسماعيل قال : ” لقد رأيت هذا الضابط وهو يجادل بشدة مع الحرس الجمهورى والحراسة الخاصة المنوط بهما حماية المنصة وقلت أنه ضابط تافه لأننى ظننته يريد أن يدخل لمشاهدة العرض .. ” وقلت لماذا لايدخل ويجلس فى أى مدرج ويتفرج ؟ ” .. ياليتنى ذهبت إليه .
سادساً : وعن كارثة إنقلاب الأوضاع الوظيفية فى مصر التي أحدثتها القيادة السياسية نقول : أنه معلوم أن مسئول يخطئ يُحقَق معه ويُعاقَب إذا ثبت عليه الجُرم .. ولكن القيادة السياسية أحدثت معادلة أخرى وسَنَّت سُنة سيئة لم تنزل في الكتب السماوية حيث قالت : إن أي مسؤل يهمل أو يخطئ يرقى إلى درجات عليا
ولم يحدث أى تحقيق بل وصل المسئولون جميعاً إلى أعلى المناصب
- رقى مفتش الفرع إلى درجه مساعد أول وزير الداخلية
- وأعطى مدير الإدارة درجه سفير
- وأحد اللواءات أصبح محافظاً لأحدى محافظات الصعيد
وكان محافظ الصعيد يتندر مع إدريس ويقول : ” كنت يا إدريس ستصبح وزيراً ولكن الله سلم ومات السادات والمقصود هنا هو ترقية قائد الحرس الجمهوري مصطفى صادق حيث أصبح محافظًا ومحمود المصري أصبح قائداً للكلية الحربية وجمال شرف قائد طابور عرض المدفعية الذي أحضر خالد والأولاد الذين معه أصبح قائداً لسلاح التوجيه المعنوي ومن كبار تجار السلاح وأحمد سرحان قائد الحرس الخاص – وكان شقيقه وقتها مسئول عن مكتب النائب حسني مبارك – عين في مجلس الشورى ” .
وموضوع حادث المنصة نشره اللواء / محمد إدريس فى رساله أرسلها إلى مجلة روزاليوسف عدد رقم 3509 الصادر فى 11/ 9/ 1995 .
سابعاً : واقرأ معي يا مؤمن هذه النُكتة التي تجلل ملفات الداخلية بالسواد : إستدعى قائد الوحدة الرائد مكرم عبد العال قائد اللواء 333 بسلاح المدفعية الملازم أول فى القوات المسلحة المصرية إسمه خالد الاسلامبولى الذى يبلغ من العمر 24 عاماً ولد فى 14 نوفمبر 1957 وأبلغه أن الإختيار وقع عليه للإشتراك فى العرض العسكرى يوم 6 أكتوبر وقال له أنه سيقود وحدة من 12 مدفعاً تقودها جراراتها فى طابور العرض إعتذر عن ذلك لأنه كان يود قضاء عيد الأضحى الذى يبدأ يوم 8 أكتوبر فى بلدته ملوى فى صعيد مصر ولكن القائد قال هذا أمر فقال خالد : ” فلتكن مشيئة الله ” .
وكان خالد ينتمى إلى جماعة الجهاد – وكان من المعروف أن مفتى جماعته الدكتور الشيخ عمر عبد الرحمن عندما سئل : هل يحل دم حاكم لا يحكم طبقاً لما أنزل الله ؟ فقال : ” نعم يحل دم مثل هذا الحاكم لأنه يكون قد خرج إلى دائرة الكفر ” .
ثامناً : استدعى خالد الإسلامبولى قبل حادث المنصة للمخابرات الحربية فى يناير 1980 لمعرفة نشاطة الدينى فقد أرسلت مباحث أمن الدولة إلى المخابرات الحربية كتاباً برقم 162 ذكرت فيه أن الملازم خالد شوقىالإسلامبولى الضابط بالمدفعية يعتنق فكر طة السماوى وأنه سبق أن إصطحب أمير الجماعة إلى بلدة نجع حمادى لحضور عقد قران شقيقته وفى 15 مايو أستعى أيضاً للمخابرات ونبهوا عليه بالإبتعاد عن مساجد معينة مثل ” مسجد أنصار السنة ” فى مصر الجديدة وكان يتردد عليها عبد الله السماوى أحد أمراء الجماعات الإسلامية وأشخاص معينين والبعد عن التزمت وتمت مراقبته وجاءت ثلاثة تقارير ممتازه عن ميوله ونشاطه وتحركاته وإنتهت بذلك مراقبته وقد تسائل الزميل الأستاذ عادل حمودة فى كتابه أيام السادات الأخيرة ما الذى جرى لخالد الإسلامبولى فى المخابرات الحربية ؟ ما هى التقارير التى كتبت عنه ووضعت فى ملفات قضية إغتيال السادات ؟ ولماذا أُختير للعرض العسكرى رغم هذه التقارير ؟
تاسعاً : وعندما سئل خالد فى يوم 11 أكتوبر 1981: ” لماذا قررت إغتيال السادات ؟ ” قال : ” أولا – أن القوانين التى يجرى بها حكم البلاد لاتتفق مع تعاليم الإسلام وشرائعة وبالتالى فإن المسلمين كانوا يعانون كافة صنوف المشقات –ثانياً – أنه أجرى صلحاً مع اليهود – ثالثاً – إعتقل علماء المسلمين وإضطهدهم وأهانهم وكان السادات قبض على محمد الإسلامبولى شقيق خالد الأكبر يوم 3 سبتمبر 1981 وبث فيه فكرة الحاكمية وقال له أخيه أيضاً ” إن المجتمع الذى نعيش فيه كافر .. جاهل .. لأن الناس فيه أخذوا أمورهم بأحكام غير مستمدة من شريعة الإسلام ” وقال أيضاً ” إن الجاهليه ليست حاله دينية وإنما حاله إجتماعية .. وإن لم يكٌفر كافراً فهو كافر … وأن الإنتخابات حرام لأنه ليس فى القرآن إنتخابات ” !!! والبرلمان كذلك لأن ليس فى القرآن برلمان … والمساجد القائمة – معابد جاهلية – لأن الذين يصلون فيها إرتدوا عن الإسلام .. والصلاة معهم شهادة لهم بالإيمان مع أنهم كفرة ” ., هكذا تقول تقارير الأمن عن الواقعة وعن أفكار سي خالد أفندي الإسلامبولي .. طيب عظيم .. هذا الخالد الالإسلامبولي المارق الزنديث المتطرف والمتعجرف والأحمق والجاهل سينتقي الضحايا من على المنصة وهو يقتل رموز الدولة من أجل أن ينفذ ” خطة الجاتوه ” التي مع عبود الزمر خارج المنصة أم سيختار الضحايا ” خيار وفاقوس ” وهل “رحيل” عبد الحميد عبد السلام سيقل لنائب السادات وقتها : بلاش إنت يا فندم .. احنا عايزين فرعون !! ثم يقل لأبي غزالة ” وسَّع طريق إنت يا فندم طريقك زراعي توكل على الله خُذ المحور أو صلاح سالم وعُد إلى بيتك .. أنا عاوز فرعون ؟! وهل ثبت لدى رحيل أو خالد الإسلامبولي والزمر وباقي القتلة ” الكُخة ” وهم المارقون الزنادقة .. هل ثُبِتَ لديهم أن حسني مبارك مولانا وطيب وحنِّين وإيده فِرِطه وسيضرب للقتلة رفاق خالد الإسلامبولي السلام الوطني تحية أم سيلقي بهم في أتون السجن والإعدام ؟! فهل حسني مبارك في نظر الإسلامبولي ولي من أولياء الصالحين أم هامان فرعون ؟! فإذا كان حسني مبارك في نظر الإسلامبولي ولي صالح فهذا مخالف لفِكر ومنهج واعترافات تحقيقات النيابة للإسلامبولي ورفاقه وخطتهم ” التي قيل عنها أنها لتغيير النظام الكافر المارق ” من وجهة نظر المتطرفين ” .. وإن كان حسني مبارك في نظر الإسلامبولي هامان فرعون وشريكه في المصيبة فلماذا لم يقتله الإسلامبولي ورفاقه خصوصاً أن الإسلامبولي يقتل من أجل إنجاح ” خطة الجاتوه ” التي ينتظر عبود الزمر بها بالخارج ومعه جيوشه التي حتماً ” عمل حسابه ” أنها ستهزم جيش مصر وداخليتها وساستها ومفكريها وشعبها .. جيش مصر العظيم الذي انتصر في حرب السادس من أكتوبر على قوة إسرائيل الغاشمة التي لا تُقهر !! طيب دعونا نكمل مع ملفات الداخلية فاقدة الذاكرة والوعي والمنطق وعلم النفس .
عاشراً : واحتاج خالد شقة فى مصر الجديدة بجانب وحدته وبجانب سكن أخته فطلب أخيه اللجوء إلى محمد عبد السلام فرج لمساعدته فى العثور على شقة ومحمد عبد السلام فرج هذه هو مُنظِّر تنظيم الجهاد ومؤلف كتاب الفريضة الغائبة
فذهب إليه الإسلامبولي بعد صلاة الجمعة فى مسجد الإخوان فى بولاق الدكرور ولم يحصل خالد على شقة وإنما حصل على كتاب الفريضة الغائبة .
حادي عشر : وذهب خالد لتفقد قوات الوحدة المشتركة فى العرض ثم إكتشف غياب ثلاثة جنود من أفراد وحدته هم عمر خليل وميلاد أنيس وعادل البسطاويسى – وفكر أن يحضر غيرهم لتنفيذ خطته وإحتاج لأربعة أفراد كان أولهم صديق طفولته عبد الحميد عبد السلام – الذي كان ضابطاً فى الجيش ولكنه ترك الخدمة وقلب سيارته الخاصة إلى تاكسى ثم فتح مكتبة لبيع الكتب الدينية وإلتقيا فى صباح 25 سبتمبر وأديا الصلاه فى مسجد بعين شمس عرض عليه فكرته لقتل السادات ثم ذهبا إلى محمد عبد السلام لأن ساقه مكسورة وعرضا عليه الفكرة حيث رحب بها وطلب منه خالد إمداده بثلاثة أخوه وتدبير القنابل والذخيرة اللازمة وكان من الأشخاص الثلاثة هم عطا طايل وحسين عباس مدربين على القتال وفنون الحرب .
ثاني عشر : جاء عبد الحميد وعطا حسين – بخطاب إلحاق مزور من اللواء 188 وهو لواء مقاتل ليس له علاقة بالمخابرات الحربية وكان إسم عبد الحميد فى الخطاب المزور : عزت .. وإسم عطا المزور : أحمد .. وإسم حسين المزور: جمال ولتأكيد سلامة الخطة حملوا مع هذه الخطابات المزورة بطاقات عسكرية مزورة – وعندما حضروا للوحدة قام خالد بتكديرهم وعين أحدهم مراسلة له إمعانا فى إقناع الآخرين عن عدم علاقته بهم .
ثالث عشر : ويضيف خالد قائلاً : ” فى يوم الأحد 4 أكتوبر تركت بيت شقيقتى لآخر مرة – وكتبت وصيتى وبجانبها خطاباً لإسرتى قلت فيه : ” أرجوكم أن تسامحونى إننى لم أرتكب جريمة … وإذا حدث لكم أو لأحدكم ضرر بسببى فإنى أرجوكم أن تسامحونى ” ) ويقول محمد حسنين هيكل في كتابه ” خريف الغضب –مركز الأهرام للترجمة والنشر – الطبعة المصرية الأولى 1983 ص 517 :
” وفيما بعد سألته خالة خالد وهى تزورة فى السجن : ” ألم تفكر فيما يصيب والدك وأمك وبقية أسرتك بسبب ما فعلته ” وكان رده : ” إنى لم أفكر إلا فى الله وحده ” .
رابع عشر : وكان عبد الحميد ينتظره بعربيته الملاكى – فيات 142 – ملاكى القاهرة 88559 – وقد حلق ذقنه للتمويه وإرتدى زى الجنود العسكرى الكاكى وسأله خالد أين عطا وحسين ؟ فقال إنهم منتظران على قهوه فى ميدان الإسماعيلية بمصر الجديدة فذهبا إليهما وإتجه كل من خالد وعبد الحميد وعطا وحسين إلى موقع وحدة اللواء 333 فى الإستاد مساء الأحد وكان معه شنطته السامسونيت البنى ذات الأرقام وبداخلها الذخيرة والقنابل الأربعة اليدوية وأنزل عبد الحميد وعطا وحسين بجوار الحائط الخارجى لأرض العرض على مسافة 50 متر من الموقع حيث دخلوا منطقة العرض وسألوا عن خالد – ثم ترك العربة ودخل المنطقة بعدهم بربع ساعة منعا للإشتباه كما أنه عاملهم بجفاء وخشونه على أساس أنهم ليسوا من وحدته ثم قام بصرف ” أفرول ” جديد حتى لا يختلف لون زيهم العسكرى عن زى باقى الجنود المشتركين فى العرض .
خامس عشر : وفي كتابه ” إغتيال رئيس بالوثائق ” أسرار إغتيال أنورالسادات – سينا للنشر الطبعة الرابعة مارس 1986 ص 149 يقول الزميل الأستاذ عادل حمودة : ” وبعد ظهر يوم الإثنين جمع خالد جنود الكتيبة من العناصر المشتركة فى الإستعراض وقام بتوزيع الجنود على العربات التى تمثل الكتيبة وعددهم أربعة أو خمسة جنود ووضع حسين وعطا وأحمد ( مجموعته ) فى الطاقم رقم ثم قام خالد بجمع السلاح وعهد إليهم بالخدمة على هذه الخيمة وكانوا قد عاينوا من قبل المنصة وتدربوا على رمى حجاره ( فى حجم قنابل يدوية ) عليها من مسافات وكان عبد الحميد غير موافق على العملية ولكن عندما رآهم يتدربون قال : ” لن أسمح بتنفيذ العمليه وحدكم وأترككم تدخلون الجنه لوحدكم أنا جاى معكم ” .. ثم أمر أحد الضباط خالد بنزع إبر ضرب النار من الأسلحة فكلف عبد الحميد بهذا العمل فنزع جميع إبر الضرب ولكنه ترك ثلاثة بنادق آليه بدون نزع إبرها وميزها بوضع قطع قماش دسها فى فوهاتها – وفى نفس الوقت أخرج خالد القنابل الأربع من حقيبته السامسونيت ثم وضعها تحت السرير – ووضع القنابل الأربعة فى خوذته وخصص حسين عباس حارساً على خيمته.
سادس عشر : وحوالى الساعة 30 , 2 صباح الثلاثاء 6 أكتوبر قاموا بتعبئة خزان البنادق الآلية الثلاث بالذخيرة الحية وأخذ عبد الحميد وعطا وحسين البنادق الثلاث وجمع خالد إبر ضرب النار المنزوعة وأضاف 3 لإبر حتى يصبح عدد الإبر مساوى لعدد البنادق .
سابع عشر : وفى الساعة 30 , 6 صباحاً ركبت الأطقم العربات الخاصة بالكتيبة بقيادة خالد الإسلامبولى .. وكانت عربتهم فى اليمين أى فى الجهه المواجهه للمنصة وجلس خالد بجوار السائق وكان يخفى خزنة الرصاص فى جوربه ووضع الخوذة فى داخلها القنابل الأربع أسفل كرسى العربة .. وبعد ساعة ونصف بعد إنتظام العربات فى مكان الإنتظار وفى أثناء إنشغال الجنود بتنظيف العربات أعطى السائق 25 قرشاً لشراء سندوتشين لإبعاده وقام خالد بإعطاء عبد الحميد قنبلتين ووضع الآخرين فى درج تابلوه العربه وقام بتغيير خزنة الرشاش الخاصة بالسائق بأخرى مليئة بالذخيرة ووضع الخزنه الفارغة أسفل المقعد الجالس عليه وكان سائق العربة إسمه عصام محمد عبد الحميد يقود عربة العرض من صناعة كوريا الشمالية ومخصصة لجر المدافع من العيارات الثقيلة – وعندما إقتربت عربتهم من المنصة وعلى بعد 30 متراً منها وأمر خالد .
السائق بتهدئة السرعه حتى يحافظ على المسافة عندما تقف العربة ثم خطف خالد رشاش السائق من جانبه وهدده بالقتل ليتوقف فوقف فجأه وفجأه قفز الضابط خالد بسرعة منها وهو ممسك بشئ أصفر بيدة ورماه فسمع صوت إنفجار وبدأ إطلاق النار الذى إنتهى بمقتل السادات .
ثامن عشر : كان السادات يرتدى بدل عسكرية تفصل فى بيت أزياء لندن أو ألمانيا خصيصاً له وعندما كان يرتدى البدلة لاحظ أنها ضيقة فلم يرتدى القميص الواقى من الرصاص بالرغم من أن جيهان زوجته ألحت عليه بلبسة ويلبس بدلة العام الماضى التى لم يلبسها إلا مرة واحدة فرفض وقد تصور أفراد المجموعة التى ضربته أنه يلبس الملابس الواقية من الرصاص فركزوا فى ضربهم على منطقة رقبة السادات وعظمة الترقوة وهذا يفسر ما حدث من أحدهم عندما قفز خلف المنصة عن طريق الكرسى الذي وضع أمامها وقفز الآخر من على السلم الجانبي ليعتلي المنصة وراح يضرب عليه كمية كبيرة من الأعيرة النارية ليتأكد تماما من موته وأشاعت العامة من المصريين أنه وضع رجله على رقبته والقميص الواقى من الرصاص صنع خصيصا للسادات فى أمريكا ووصل للقاهرة عام 1977 ولبسة السادات فى زيارته للقدس فى نوفمبر عام 1977 ولبسة مرة أخرى يوم رفع العلم المصرى على مدينة العريش فى مايو 1979 وإرتدى القميص الواقى من الرصاص عام 1980 وهو يشهد المناورات البحرية المصرية بالقرب من الحدود الساحلية المصرية الليبية .
أما الملابس العسكرية المصرية الضيقة فقد إبتكر خطوطها السادات ليلبسها هو وقادته وطلب منهم إرتدائها فى المناسبات الهامة منذ عام 1976 .. ومما يذكر أن هذه الخطوط مستمدة من بدل النازى العسكرية الألمانية ربما لأنه كان يميل إلى النازى فقد كان جاسوساً للألمانيا النازية أثناء الحرب العالمية الثانية .
تاسع عشر : ” لعبة أو تمثيلية خطة الجاتوه ” .. فى نفس التوقيت الذى إتجه فيه موكب السادات إلى مكان العرض بمدينة نصر .. تسلل عبود الزمر متخفياً إلى ميدان التحرير .. وإتجه أحد الجنود يحمل كميات كبيره من الجاتوه المحشو بالمخدرات إلى مبنى كتيبة حرس وزارة الدفاع بالجبل الأحمر وإدعى أنه رزق بطفل ويتم تخدير القوه وتتحرك مجموعة من الجهاد للإستيلاء على أسلحتهم ومدرعاتهم وهى وحدة جيدة التسليح .. ويشاء القدر أن تكون كمية المخدرات كبيره فقد تم وضعها ليلاً فلم يقدروا الكمية الكافية مما جعل مذاق الجاتوه مراً وعندما بدأ جندى يأكله بدون إكتراث لمرارته لقى حتفه على الفور فبصقه بقيه القوه من فمهم – وعندما ذهبت مجموعه الجهاد لتستولى على الأسلحة فوجئت بجنود الحراسة فى أماكنهم كما لم يجدوا الجندى المكلف بتخديرهم لأنه خاف وهرب عندما فشلت العمليه وموت جندى من جنود الحراسة حاولوا الإصطدام بالطاقم الذى يتولى الحراسة فتصدى لهم على الفور وفشلت عملية الإستيلاء ورحم الله ” خطه الجاتوه” هذه .
أما عبود الزمر فكان ينتظر مجموعه الجهاد التى كان من المقرر أن تستولى على أسلحه وزارة الدفاع وكان من المخطط له أن تصل هذه المجموعه بعد 20- 30 دقيقه من مقتل السادات وقد أطلق عليها ” مقدمة القوات ” أو ” القوات الثقيلة ” المكونه من المصفحات والمدرعات ليتجه لها إلى مبنى الإذاعه والتلفزيون للإستيلاء عليها .
وكان فى جيب عبود الزمر البيان رقم واحد معداً لإذاعته بعد أن حرره الدكتور السلامونى كما كانت هناك نسخ من البيان رقم واحد مترجمه بعدة لغات يعلن للعالم قيام ثورة إسلامية فى مصر وكان من المفروض أن يحرك الجهاد أتباعه فى جميع مساجد القاهرة والأقاليم بحيث تنادى الأئمه من على مآزن المساجد بعد سماع البيان رقم واحد لحث المسلمين للخروج فى مظاهرات شعبية تهتف ” الله وأكبر ” وتحرض الناس على الخروج فى الشوارع إيذاناً ببدء الثورة الإسلامية الشعبيه كما كانوا يزعمون ويخططون .
والملاحظات هنا مضحكة ومبكية على هذا الفيلم الأمني والسياسي الهابط والسخيف .. فتعالى معي عزيزي القارئ لنتوقف معاً بالنظر والتحليل حين نضع هذا الكلام على مائدة التشريح العقلي والسياسي والفكري .. وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ” خُذوا عند حضراتكم يا مَن صدقتم تماماً ” كما في لعبة إعدام صدام حسين ” ولقد آمنتم وصدَّقتكم ووقعتم على بياض مراراراً وتكراراً وطيلة 27 سنة لفيلم وأكذوبة وحدوتة اغتيال السادات يا أيها المفكرين والقُرَّاء والساسة والكُتَّاب والكتبة ودُعاة الوعي الفِكري والوحي السياسي .. هلا استفقتم جميعاً من اللاوعي واتبعتم حضرتي ؟! تعالوا معي شفاكم الله نحلل الفقرة السابقة الشفتشي المعنونة بـ ” تاسع عشر ” :
نحن إذن أمام ( خطة اغتيال رئيس الدولة السادات وأين أمام جيشه وقوة عتاده وأسلحته وكبار قيادات رجال الدولة وأمام العالم كله فأي قوة وجرأة وخطة مُحكمة هذه ؟! وتتزامن معها خطة تغيير النظام كله لإقامة دولة إسلامية .. فابتأكيد ستكون خطة تغيير نظام الدولة أحكم وأضخم وأعظم وأأمن وأسلم وأكثر تمكناً لأنها ستكون خطة مبنية على نجاح الخطة الأخطر والأصعب والأهم وهي ” قتل الرئيس ” وسط رجاله وهذه الخطة حسب كلام الأمن والدولة اسمها خطة الجاتوه .. تصور ؟! خطة احتلال مصر وتغيير نظامها وإحداث الثورة مبنية على قطعتين أو دستتين جاتوه يقوم بها جندي واحد ؟! وتنفذ متى ؟! بعد اغتيال السادات !!! شفتوا الخيبة السودة ؟!
المهم دعونا نستكمل التحليل على مشرحة الوعي ومائدة البحث .. هناك منطلقات رئيسية لتحليل هذه النقطة هي :
- حينما يقوم قائد الوحدة الرائد مكرم عبد العال قائد اللواء 333 بسلاح المدفعية باستدعاء الملازم أول خالد الإسلامبولي قبل أسبوع من حادث المنصة كما هو مبين في الفقرة السابعة من تناقضات الأمن وفقاً لتحليلي لهذا الحادث .. ورأينا أن خالد اعتذر لقائده عن حضوره عرض المنصة لأنه ينوي أن يقضي أجازة عيد الأضحى في بلده ملوي بالصعيد .. فأصر القائد وانصاع له خالد بالموافقة ” بعد اعتذار ” .. ماذا نفهم من ذلك ؟! نفهم أن : خالد الإسلامبولي ليس لديه خطة لاغتيال الرئيس السادات حتى لحظة استدعاءه من قِبَل قائده .. وليس يعمل تبع جماعة ما لقتل السادات حتى الآن أيضاً .. وليست هناك خطة لتغيير النظام في مصر حتى الآن برضه .. مش كده برضه أم أنا جنابي بيخرَّف ؟! طيب عظيم .. يستحيل في غضون أسبوع أن ( تختمر فكرة اغتيال الرئيس في فِكر وقلب الإسلامبولي .. ويستحيل أيضاً أن يأتي بالسلاح اللازم لتتنفييذ العملية والرجال المناسبين في هذا الزمن القياسي .. كما يستحيل معه أن يأتي بالأوراق المزورة أيضاً وهي كارنيهات وخطابات عسكرية رسمية مزورة لاستخدامها في خداع أكبر أجهزة مخابرات عسكرية وعامة في الشرق الأوسط استطاعت أن تهزم أمريكا وإسرائيل وروسيا وتخدع العالم في حرب 1973 وجاء سي بسلامته الإسلامبولي ليخدعها !! مش كده برضه ولاَّ إيه ؟! بل ويستحيل أن يتم التخطيط لتغيير النظام في مصر في غضون أسبوع واختيار القوات المناسبة وتجييشها لاحتلال مصر ومواقعها الحساسة والحصينة والسيطرة على الموقف بعد أن يلتقي الإسلامبولي بعبود الزمر بغيره من القيادات كل هذا .. يحدث في أسبوع فقط ؟!! أعتقد عيب نصدق هذا !!
- كيف تنجح الخطة الأخطر والأعظم والأكبر والرئيسية وهي (اختراق الجيش العظيم والنزول من سيارة أمام الرئيس وكل قيادات الجيش والحكومة ومصر كلها والجري لأكثر من 30 متراً ثم إطلاق النار على رئيس الدولة ( وحده ) وجيرانه الجلوس عن يمينه وشماله لأ بلاش .. حرام لحسن تصيبهم واوا أو مكروهاً ويتم اغتيال رئيس الدولة .. ويفشل المخططون والجُناة ورؤوس التطرف والخطة في تنفييذ الخطة السهل وهي السيطرة على مصر والتليفزيون .. علماً أن التليفزيون الآن مُحصَّن بأجهزة إليكترونية ومدرعات ومصفحات وجيش وقوة هائلة .. بينما وقتها كان مبنى ماسبيروا مُحصَّن بعمي الحاج محمد موظف الأمن البسيط والمحترم على باب 4 إذ يقوم بإدخال من صلى على النبي ومَنْ لم يصلِ وزقة للنبي .. فلا حراسة ولا ولا عتاد ولا كاميرات ولا يحزنون ) ومع ذلك يتم اغتيال الرئيس المُدجج بالحراسة المتعددة والعسكرية المصرية والمخابرات وأنظار العالم تتجه نحو استعراض عسكري ضخم للقوة العسكرية المصرية !!
- نلاحظ أن خطة الجاتوه المزعومة مبنية على جندي واحد فقط .. فأين كانت القوات المتطرفة تنتظر وكم عددهم ؟! ولماذا لم يلفتوا نظر الأمن ولا نظر المارة من الناس أم أنهم كانوا عبارة عن جندي واحد يحمل صينية جاتوه وكرتونة بسبوسة وطبقين أم علي وبدون علي ذات نفسه ؟! وهل كان في انتظار الجندي سيارة نصف نقل بها سائق وجندي آخر سيحملون ” الشوم ” أو عفواً بعض الأسلحة من كتيبة حرس وزارة الدفاع بالجبل الأحمر .. وهل أسلحة كتيبة حرس وزارة الدفاع بالجبل إياه قادرة على احتلال التليفزيون والمواقع الحساسة بمصر كوزارة الدفاع ووزارة الداخلية ورئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء وربما مجلس الشعب ؟! وأين حرس أسلحة وقوة وعتاد تلك المناطق والمراكز الحساسة في مصر ؟! ألن تقاوم تلك القوة ” الغير موجودة أصلاً إلا في خيال الأمن الأحمق وقتها ” .
- قول الأمن : ” ويشاء القدر أن تكون كمية المخدرات كبيره فقد تم وضعها ليلاً فلم يقدروا الكمية الكافية ” لهو نُكتة أخرى مضحكة ومُبكية في نفس الوقت على العقول النافقة التي كانت تعمل في وزارة الداخلية آنذاك الذين روجوا لهذه الخرافات الحمقاء .. كأننا في القرون الوسطى وكأن مَنْ يخططون لاحتلال مصر وقتل الرئيس وأذنابه وحاشيته وبطانته كما يطلقون عليهم كأنهم كانوا يخططون ” على لَمبة جاز جدتي شفيقة ” !! كأنه لا كهرباء ولا عصر حديث ولا تكنلوجيا فوضع الجندي المخدر في الجاتوه ” في الظلمة ” بالبركة بختك يا أبو بخيت !! بسم الله وعلى بركة الله خيِّش يا مسعد وحُط المخدر !! وياللاحماقة الداخلية إذن !! فمَنْ الذي يضع المخدرات في الجاتوه طبيب متخصص وأمام قائد يخطط لقلب نظام الحكم واحتلال دولة كالخميني مثلاً وقادة كبار منهم عبود الزمر أم أن ” حتة ” جندي هو الذي يتصرف من عندياته ؟! فلو كان الجندي يتصرف من عندياته فلا ثورة ولا قيادة ولا بيانات ثورة إسلامية إذن !! ولو كان هناك تخطيط وقتل رئيس في أوج زينته وأمام قوته وترسانته العسكرية فهناك قادة وفِرَقْ ومخططات ووقت كافٍ ورجال وصفوة وأطباء ومتخصصون في كل شيء .. آنذاك لن يضع المخدر ” حتة جندي غلبان ” !! مش كده برضه أم أنني مجنون ؟! أم أنكم عباقرة ؟ أم أن الداخلية فقدت الذاكرة وقتها والقيادة السياسية بتستعبط ؟!
- ويقرر الأمن : أما عبود الزمر فكان ينتظر مجموعه الجهاد التى كان من المقرر أن تستولى على أسلحه وزارة الدفاع وكان من المخطط له أن تصل هذه المجموعه بعد 20- 30 دقيقه من مقتل السادات وقد أطلق عليها ” مقدمة القوات ” أو ” القوات الثقيلة ” المكونه من المصفحات والمدرعات ليتجه لها إلى مبنى الإذاعه والتلفزيون للإستيلاء عليها ” لنحلل معاً .. هل عبود الزمر منتظر في ميدان التحرير بأي صورة ؟! بصورة عسكرية أو مدنية ؟! وكم مقاتل كانوا معه وما هي قوة العتاد والأسلحة التي كانت معهم ؟! وهل كانوا يلبسون ” طاقية الإخفاء ” في ميدان مثل ميدان التحرير أم كانوا يقفون فرادي بلا أسلحة أو عتاد ؟! فإن الزمر يقف في ميدان التحرير هو وثلاثاً أو أربعاً من رجاله أو حتى عشرة فهل كانوا مسلحين أم ” بيشموا هوا ” في انتظار قطار السِكة الحديد أو عفواً في انتظار السلاح القادم من كتيبة الجبل إياه !! أم أنهم كانوا يقفون مسلحون بأسلحة وعتاد ومدرعات أو حتى أسلحة نصفق ثقيلة أو حتى خفيفة ؟! ألم يستلفتوا النظر أو يسترعوا الإنتباه حتى لمحوا اللواء أحمد رشدي في طريقه وقوته المدججة إلى مبنى التليفزيون لحمايته فصاح فيهم عبود الزمر : فلسعوا يا رجالة .. بارك الله فيكم .. باظت الخطة .. هروووووب انتشروا !! . ويطلقون سيقانهم للريح !! بصراحة ربنا عايز أعمل لكم ولهم حاجة عيب بفمي يُعاقِب عليها القانون بس مكسوف من خيبتهم وخيبتكم !! طيب دعونا نستكمل .. قيل أن الأسلحة التي ستأتي من الكتيبة إياها ستكون ” مقدمة القوات ” أو ” القوات الثقيلة ” فأين بالاصلاة ع النبي القوات الخفيفة أو المتوسطة ؟! أعتقد خيبتكم وخيبتهم هي الثقيلة ولو مش مصدقين حضرتي : أوزنوا برة .. على أي ميزان محايد !!
- · وياللحماقة .. يخططون لقتل الرئيس السادات ويدخلون الأماكن المُحصنة وأمام قوة وعتاد وقادة القوات المسلحة ويفشلوا في الاستيلاء على أي مكان بالقاهرة لتغيير النظام ؟! ويجهزون البيانات من أجل هتافات أئمة المساجد : تعيش الثورة الإسلامية .. الله أكبر مات الطاغية وتركنا نائبه ووزير دفاعه وحكومته علشان ح نحاربهم ونقاتلهم بعد أسبوعين بعون المولى فاتبعونا في قتال أئمة الكفر !! لأ حقيقي حقيقي عايز أعمل لكم حاجة عيب بفمي !!
- لقد فشلت الداخلية والقيادة السياسية في تصوير حادث المنصة للناس أهو ” حادث فردي ” أم أنه ” حادث جماعي منظم ” فتخبطت طويلاً طويلاً بين هذا وذاك .. مما يؤكد معه أن عملية اغتيال السادات لم يكن ورائها ” حتة ” خالد الإسلامبولي اعتذر أصلاً عن المشاركة في العرض لأنه ناوي يقضي أجازة عيد الأضحى في بلدهم ملوي .
العشرون : الأمن والخطة 100 وهى خطة تأمين القاهرة الكبرى وخاصة المنشآت الهامه مثل مبنى الإذاعة والتلفزيون وبعض الوزارات الرئيسية مثل الداخلية والدفاع ومبنى مجلس الوزراء وغيرها وقد أمر أبو باشا وزير الداخليه الأسبق بتنفيذ الخطه ” 100 ” وكلف اللواء رشدى مساعد أول الوزير لمنطقة القاهرة بتأمين الإذاعة والتلفزيون .
وكان عبود الزمر قلق لعدم وصول مجموعه الجهاد وقد تأخر وصولها ففكر فى الذهاب إلى الإذاعة والإستيلاء عليها بمعاونه بعض أتباعه .. ولكنه فوجئ وهو واقف فى الميدان باللواء أحمد رشدى وزير الداخلية الأسبق يقود مصفحة متجهاً بها إلى مبنى الإذاعه والتلفزيون فأدرك أن محاولتهم قد فشلت وأن الجيش تحرك لحماية مصر .. فهرب عبود الزمر وأمر أتباعه بالهروب والإختفاء من تعقب رجال الشرطه لهم .
وفى وزارة الداخليه وقع إرتطدام قوى ولكن تبين أن اللواء النبوى إسماعيل عاد من المنصة بسيارة الحرس الخاصة وكان يقودها المقدم حسن المازن وإصطدم ببوابة الوزارة وحدث الإرتطدام ..
تعقيب : مَنْ قال أصلاً أن النبوي إسماعيل ذهب لوزارة الداخلية إلا في المساء .
حادي والعشرون : فى أوئل سبتمبر 1981 كان شخص إسمه نبيل المغربى إستقل تاكسى وطلب من سائقها الحصول على مدفع أو بندقية آلية وأبلغ السائق هذه المعلومات للأمن وقامت مجموعه بمراقبة المغربى الذى ثبت إتصاله بالزمر وإكتشف عبود الزمر أنه مراقب وكما يقولها رجال الأمن ” حرق المراقبة ” وتمكن الهرب من عمله فى المخابرات الحربية ومن منزله وعندما ألقى السادات خطابه فى المنصورة أشار إليه وقال ” الولد الهارب أنا أحذره وأنبهه ” لأنه كان قد نم عرض شريط المقابله على السادات .
وتم القبض عل نبيل المغربى يوم 25 سبتمبر 1981 للتحقيق معه وأوضحت التسجيلات أنهم يخططون لإغتيال السادات وكانوا يطلقون عليه ” الطاغوت المتسلط ” وتم الكشف على المخطط ولكن لم يتم أى نوع من التنسيق مع المخابرات الحربيه حيث أن عبود الزمر تابع لها ولم يهتم مدير جهاز الأمن بالأمر وبقى المغربى فى مباحث أمن الدولة إلى أن إغتيل السادات وكان أحد المفاتيح الهامه التى أوصلت المباحث إلى باقى أعضاء التنظيم .
على الصفحات سأقدم لك النَصْ الكامل لبلاغي للسيد النائب والذي قدمته لسيادته يوم الإثنين الخامس من إبريل 2008 .
تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا
الجُناة بعد أن قفزوا 30 مترا .. كيف وصلوا المنصة ؟!
ماذا تقول نصوص التحقيقات الرسمية التي أجريت مع المتهمين ؟!
ماذا قالوا وماذا قلنا ؟!
هي وقفة عاجلة مع ” ما تيسر ” بين أيدينا من نصوص التحقيقات الرسمية في قضية اغتيال السادات مع المتهمين ” الإسلامبولي ورفاقه ” فماذا عنها !؟ ولماذا تم حجب بقية نصوص التحقيقات عنا ؟!
وهل تجرؤ الجهات الرسمية أن تعطيني نسخة كاملة وصحيحة من نصوص تحقيقات النيابة وأمن الدولة والمخابرات العسكرية والداخلية مع المتهمين إياهم ومع كل المقصرين ممن كانوا بداخل المصنة والذين ” على الأقل ” أهملوا ” وتقاعسوا سواء عن عمد أو سهو في حادثة اغتيال الرئيس السادات ؟!
يستحيل أن تمنحني الجهات السيادية إياها أي دليل يضع رقبتهم في حبل المشنقة .. إلا أنني أعتقد بل أجزم أنني في هذا الكتاب أضع أعناقهم تحت المقصلة .. في حالة فشلهم المؤكد في الإجابة عن تساؤلاتي النارية واتهاماتي الحمراء المباشرة لجنابهم سادة وسكر زيادة ..
فماذا عن ” ما تيسر ” لدينا من نصوص التحقيقات مع المتهمين الغلابة والحمقى ؟
خالد الإسلامبولي
خالد الإسلامبولي
س : اسمك وسنك ووظيفتك
ج : خالد أحمد شوقي الاسلامبولي 24 سنه ملازم أول بالقوات المسلحة
س: ماهي المهام التي اتفقتم عليها سواء بالنسبة لك أو بالنسبة لمن كانوا معك
ج : انا أرمي قنبلة يدوية بمجرد نزولي من العربية والثانية وراها على طول
وعبد الحميد يضرب واحدة من العربية والرابعة للدفاع كانت مع عبد الحميد
ثم يتقدم عبد الحميد وعطا من جهة اليمين بالنسبة لنا وانا في المنتصف وحسين في الشمال
تعليق من حضرتي :
إذن بنص شهادة ” القتلة الكُخة ” معهم ويحملون 4 رشاشات جاهزة للإطلاق وبها إبر ضرب النار و189 طلقة ذخيرة حية و4 قنابل بحجم رأس الطفل الصغير وليست عليها طاقية الإخفاء ولا حاجة !! ومع ذلك لا المخابرات العسكرية ولا نقاط التفتيش العشرة اكتشفت هذه الرشاشات الأربعة ولا الـ 189 طلقة ولا الـ 4 قنابل !! تصوروا ؟! مش عيب برضه يخمونا ؟! طيب خالد الإسلامبولي قال أنه وضع رشاشه تحت المقعد بينما تقرير النيابة العسكرية قال وضعه في تابلوه الشاحنة ويبدو أن البحث في التابلوه أو تحت المقعد من قِبَل الشرطة والمخابرات العسكرية ونقاط التفتيش العشرة حرام .. أو مكروه أو أن البحث عنده مانعاً شرعياً .. فأين كان يخبئ الجنود الثلاثة الذين يجلسون على ظهر الشاحنة أسلحتهم الرشاشة والذخيرة و4 قنابل ؟! أقول أين كانوا يخفون رشاشاتهم المليئة بالطلقات وبها إبر ضرب النار وكل منهم يحمل قنبلة ؟! هل كانوا يخبئونها في ” دِكَّة السروال ” ؟! بل وأين الطلقات التي كانت في المدفع الكوري الصنع 131 مم ؟! يمكن مش باينة برضه أم عليها حارس ؟! سمعونا مدد متبوعة بدستتين يا لهوي .. وتأهبوا لأن أعمل حاجة عيب بفمي للسادة الكبار قوي قوي وسمعوني أحلى وأوسخ سلام علشانهم !! ودعونا نستكمل ” ما تيسر ” من تحقيقات النيابة وقتها مع المتهمين الكُخة .
س : والقنبلة الرابعة ؟
ج : كانت مع عبد الحميد للدفاع
س: كيف أوقفت العربية ؟
ج : بعد تهديد السائق وقفت على الفور
س: وبماذا هددته ؟
ج : الرشاش كان على رجلي وهددته به
س: ولكنه يعلم أنه ليس به ذخيرة ؟
ج : اول ماقلت له اوقف .. وقف على طول
س: هل كان يعلم ان به ذخيرة ؟
ج : لا
س: وما صلتك بالسائق ؟
ج : هو من سريتي
س : هل كنت متفقا معه ؟
ج : لا
س: هل شددت فرامل اليد ؟
ج : لا.. وكنت ناوي أشدها اذا لم يقف
س: من الذي حمل الرشاش أمام المنصة الرئيسية ؟
ج : كان الرشاش على حجري والقنبلة اليدوية في يدي فارتبك السائق ووقف
س : وكيف تم تبديل الخزنة الفارغة بالخزنة المعمرة ؟
ج : بمنطقة الانتظار وكانوا بينظفوا عادي وهو كان تحتي فانا حطيت دي مكان دي
س : هل ارسلت السائق لاحضار مأكولات أوغير ذلك ؟
ج : نعم .. أرسلته لاحضار سندوتشين ولم آكلهما
س: ولماذا ؟
ج : لأنه سبق لي أن تناولت الافطار
كمان تعليق جامد قوي برضه :
المحقق يملي للمتهم أقواله ويبدو أن المحقق يسأل نفسه ويجيب من تلقاء نفسه حيث يسأل أسئلة غريبة إذ من أين له علِمَ أن خالد أرسل السائق يشتري ساندوتشات ؟! كما لو كان أحداً يسألك من تلقاء نفسه مثلاً : هل أكلت فسيخاً أول أمس الساعة الثانية عشرة ليلاً ؟! فتقل له بغرابة : يا نهار أبيض يا فندم ؟! وعرفت منين ؟! أيوة فعلاً حصل .. والله العظيم أكلت فسيخ ليلة أول أمس الساعة كذا …
لكن المتهم لم يتعجب قط من هذا السؤال الصدمة .. فمن أين علِمَ المحقق أن الإسلامبولي أمر السائق أن يذهب ليشتري ساندوتشات ؟! والحقيقة أن المحقق يسأل ويجيب نفسه .. أو أن المحقق أحمق يعلم تفاصيل المخطط و” أصل الحكاية ” وهذه سقطة لا ريب من المحقق .
ثم نستكمل ” ما تيسر ” من أسئلة التحقيق للمتهم خالد الإسلامبولي ونلتقي بعد الفاصل برضه .
س : فلم أرسلته إذن ؟
ج : حتى لايجلس في الكابينة إلا ساعة بدء التحرك وحتى لايكتشف ان الرشاش به ذخيرة وانا كنت باحاول ( أزيحه) من العربة حتى ينزل .
س: ألم تفض اليه بشئ ؟
ج : لا .. طبعا
س : لماذا قررت إغتيال السادات ؟
ج : أولا – أن القوانين التى يجرى بها حكم البلاد لاتتفق مع تعاليم الإسلام وشرائعه وبالتالى فإن المسلمين كانوا يعانون كافة صنوف المشقات –ثانياً – أنه أجرى صلحاً مع اليهود – ثالثاً – إعتقل علماء المسلمين وإضطهدهم وأهانهم وقال لي أخي ” إن المجتمع الذى نعيش فيه كافر .. جاهل .. لأن الناس فيه أخذوا أمورهم بأحكام غير مستمدة من شريعة الإسلام ” وقال أيضاً ” إن الجاهليه ليست حاله دينية وإنما حاله إجتماعية .. وإن لم يكٌفر كافراً فهو كافر … وأن الإنتخابات حرام لأنه ليس فى القرآن إنتخابات ” !!! والبرلمان كذلك لأن ليس فى القرآن برلمان … والمساجد القائمة – معابد جاهلية – لأن الذين يصلون فيها إرتدوا عن الإسلام .. والصلاة معهم شهادة لهم بالإيمان مع أنهم كفرة “
تعليق : يبدو لنا من إجابات سي خالد أفندي الإسلامبولي أنه أبيض يا ورد شرعاً .. وهذه ليست قضيتنا .. بل الأهم والأخطر أنه يريد ” تغيير النظام كله ” بالصلاة على النبي كامل النور .. فكيف يقتل خيار وفاقوس أو بختك يا أبو بخيت ويقل لأبي غزالة نحن لا نريدك أو يختار السادات فقط لقتله ويترك باقي كبار رجال الدولة ؟! الواضح أن قاتلاً متطرفاً إرهابياً دخل هنا وفي هذا المكان الحصين إنما جاء ليقتل ” كل رموز النظام ” – كما شهدوا هم أنفسهم بذلك في تحقيقات النيابة وفي المحاكمة – ولم يأتول لقتل رئيس الدولة فقط .. فهل كان الإسلامبولي يتصور أن القيادة السياسية أو أبو غزالة وجيهان السادات سيأخذونه بالأحضان ويفترشون له الأرض بالورود لأنه خلصهم من الطاغية ثم يقولون للمتطرفين الإرهابيين : ” هذا هو كرسي السلطة فاحكموا فينا بمزاجكم يا رجالة ؟! ” أعتقد كمان مرة عيب قوي قوي أيها القتلة !!
عبد الحميد عبد العال
س : اسمك وسنك ووظيفتك ؟
ج : عبد الحميد عبد العال 28 سنه ضابط سابق بالدفاع الجوي وأعمل حاليا أعمال حرة .
س: من الذي حدد مهام التنفيذ ؟
ج : لم يتم الاتفاق بيننا على خطة معينة للتنفيذ وإنما جرى التنسيق عند التنفيذ حسب الموقف .
تعليق جامد قوي للرجالة يا جدع :
يا سلام شوف إزااااااي ؟! لا توجد خطة ؟! ولا يوجد أي شيء وإنما التصرف حسب الموقف ؟! ماذا يعني هذا ؟! بلا ريب يعني الآتِ :
- أنه لا خطة جاتوه كما قلنا ولا يحزنون ولا خطة تغيير نظام وأن هذا عملاً فردياً محضاً لا خطة له ولا جموع إرهابيين وراءه .. وبالتالي رواية وزير الداخلية النبوي إسماعيل مكذوبة فلا شريط فيديو مصوَّر للإرهابيين يتدربون على إطلاق النار على السادات في الصحراء .. وحيث أن الوزير إياه كذاب علينا أن نحاكمه بتهمة بلبلة النظام والكذب على السادات وترويج تقارير وشائعات مكذوبة من شأنها إثارة اللغط لدي الرئيس وشعبه .
- لكن الكارثة بقى يا رجالة إن كان الأمر بالصدفة ولا خطة في العملية فكيف تم تضبيط كل شيئ وإخراجه بهذا الشكل ” تعطيل لشاحنة وموتوسيكل قبل أن تأتي شاحنة القتلة متزامنة مع الطيران الذي يقوم بعملية التمويه في السماء .. ومن الذي ” طنش أربعة رشاشات تحمل إبر ضرب نار و189 طلقة وذخيرة حية و4 قنابل و3 خطابات و3 كارنيهات مزورة وسط نقاط تفتيش عشرة وجيش عرمرم من التفتيش والمتابعة والتقصي ؟! بل ولماذا لم تتحرك ( 7 جهات أمنية ) مسئولة عن حماية الرئيس في المنصة ؟! ولماذا تم تعطيل 4 محيطات أمنية بأقطارها الحصينة المنوطة بحماية الرئيس السادات ؟! آنئذ عليك أن تنتظر الإجابة المذهلة الفاحمة وربما المتفحمة العبيطة : قضاء الله وقدره يا عم أنيس يا دغيدي وعيب اتلم بلاش شوشرة وغاغة ووجع دماغ !!
- فكيف تتضارب وتتعارض وتختلط وتختلف وتتناطح كل التقارير والتحقيقات الرسمية في هذه القضية ولماذا ولمصلحة مَنْ وماذا يمكن أن نفعل بهم وفيهم ومعهم وعليهم حين نكتشف أو نكشف للناس كذب هذه الأجهزة الكاذبة والمتخبطة في أعنف قضية قتل في تاريخ مصر منذ قرنين من الزمان ؟! أفتونا يرحمكم الله أو يأخذهم أخذ عزيز مقتدر .. ودعونا نستكمل ” برضه ما تيسر ” من التحقيقات مع المتهمين الكُخة ثم نلتقي بعد الفاصل .
س: كيف حصل خالد على الرشاش ؟
ج : هذا الرشاش خاص بالسائق ولا أعرف كيف حصل عليه خالد ويسأل في ذلك
برضه خُد عندك تعليق مهم لا بد منه :
السيد المحقق ببساطة يصطدم بإجابة مثل هذه ويمر عليها مرور الكرام ويطنش !! المتهم الكُخة يقول أن هذا الرشاش يخص السائق !! فلماذا لم يقل خالد ذلك ؟! بل وأين رد فعل السائق حين رفعه الإسلامبولي في وجهه ؟! ألم يقل له مثلاً يا خلودة هذا الرشاش ملكي أنا وحد الله وسمي باسم الله وهاته بلا خوتة دماغ يحسن السلاح يطول ؟! ومنذ متى والسائقون يحملون رشاشات ؟! وهل إذا كان السائق يحمل رشاشاً فماذا يحمل الضابط ؟! وحيث أن الرشاش ” يفترض ” أنه ملكاً للسائق والسائق يعلم أن الرشاش ليس به زخيرة .. فلماذا خاف منه وأوقف السيارة ؟!
س: هل كنت تمارس رياضة بدنية ؟
ج : نعم
س: ماطولك ؟
ج : : 178 سم
س: عندما واجهت المنصة من المنتصف كيف تمكنت من اطلاق النار على السيد الرئيس ؟
ج : رفعت البندقية في اتجاه السادات والماسورة مائلة لأسفل 20 درجة .
تعليق :
ولم يتيسر لنا إلا هذه فقط من التحقيقات مع المتهم .. أتدرون لماذا ؟! لأن التحقيقات لا تنكشف على رجالة !!
ونلتقي بعد الفاصل .
عطا طايل
س: اسمك وسنك ووظيفتك
ج : عطا طايل حميده رحيل 26 سنه ملازم أول مهندس احتياط
س: ماذا حدث يوم العرض ؟
ج : يوم العرض الصبح طلعنا خالد معاه ضمن الطقم في العربية وكانت العربية قاطرة المدفع 130 مم وكانت العربة التي تسير يمين القول بالنسبة للمنصة وكان تسليح الطاقم بنادق آليه وكانت بنادقنا فقط بها ذخيرة واللي جاب الذخيرة خالد وبعدين رحنا راكبين في العربية وفي فترة الانتظار اعطى خالد لعبد الحميد قنبلتين يدويتين وعبد الحميد أخذ واحدة واعطاني وحدة .. وحينما وقفت السيارة أمام المنصة حسب الاتفاق بيننا قام حسين باطلاق النار من العربة في اتجاه المنصة وعبد الحميد وانا القينا القنبلتين اليدويتين ..وأنا الذي بدأت وانا القيت القنبلة مسافة بسيطة بحيث لم تصل الى المنصة وسقطت أنا في أرض العربية .. وقمت وجدت كل الجنود أو معظمهم نزلوا من العربية فنزلت وسقطت تحت عجلات المدفع الذي بدأ التحرك والبندقية مرمية بجانبي فقمت من تحت عجلات السيارة الى المنصة ولم أرى المقصود ( السادات ) ووجدت الصف الاول عبارة عن كراسي فارغة وأنا وصلت في النهاية وأنا أطلقت النار على الكراسي في الصف الأمامي وأنا أطلقت مالا يتعدى عشر طلقات وأصبت من شخص كان في حوالي الكرسي الخامس من المنصة ولم أرد ضربه بالرغم من أنه كان في مرمى يدي وسقطت على الأرض من إصابتي .. ونقلت الى المستشفى
س: من كان آمركم في هذه العملية ؟
ج : خالد
س: وهل كنت تنوي قتل رئيس الجمهورية ؟
ج : نعم
س: وهل كنت تنوي قتل غيره ؟
ج : النبوي اسماعيل
س: حدد دور كل واحد منكم في التنفيذ حسب الخطة المتفق عليها ؟
ج : التخطيط المتفق عليه كان أنه لما توقف العربية يقوم حسين باطلاق الرصاص وانا وعبد الحميد نرمي القنابل وخالد يطلق الرصاص بعد ماينزل من العربية ونهاجم المنصة جميعا حسب الفرص المتاحة
تعليق من جنابي :
يعني فيه خطة وفيه توزيع أدوار وفيه حكاية وليس حسب الظروف وهذا يختلف مع أقوال سابقة للمتهم عبد الحميد عبد العال .
ما علينا دعونا نستكمل .
س: ومالذي تم فعلاً تنفيذه لهذا التخطيط ؟
ج : ماتقدم بعينه
س: ألم تكونوا تخشون من اكتشاف الذخائر والقنابل ؟
ج : بلى
تعليق :
وهنا سكت شهريار الصباح عن الكلام المباح ونتع الديك أذانه وتوقف التحقيق أو ” ما تيسر منه ” !! ونستكمل مع المتهم الرابع .
حسين عباس
س : اسمك وسنك ووظيفتك
ج : حسين عباس محمد 27 سنه رقيب متطوع من قوة الدفاع الشعبي
س: ماذا حدث يوم العرض ؟
ج : في الساعة الثالثة صباح يوم العرض الثلاثاء احضر خالد الذخيرة وعطا قام بوضعها في الخزن الثلاث بنادق الآليه وكل خزنه 27 طلقة وقام عطا بأخذ أرقام البنادق التي بها ذخيرة وفي الساعة السادسة صباحا اتجمعنا واستلمنا السلاح واخترنا البنادق الآلية التي بها الذخيرة وركبنا العربة التي خصصها خالد لنا وهي العربة رقم واحد ضمن قول الكتيبة آي العربة الأولى على اليمين التي تواجه المنصة مباشرة أثناء السير وهو كان قد أخبرنا أنه سيقوم بجذب فرامل اليد لتقف العربة أمام المنصة وكنا قد اتفقنا على انه بمجرد أن تقف العربة سيقوم خالد وعطا بقذف قنبلة يدوية ثم يعقب ذلك اطلاق النار .
تعليق وعزاء واجب :
بغض النظر عن تساؤلات الذخيرة وإبر ضرب النار نسأل : الإتفاق هنا أن هناك قنابل ستضرب فتحول المكان إلى سُحُب دخانية كثيفة وعدم رؤية ومن ثم سيطلق الجُناة الكُخة النار على المنصة بلا تمييز وسيقتلون ” كل مَنْ فيها ” إذا تيسر .. أليس كذلك ؟! فلماذا حينما اقتربوا من المنصة وتواجهوا مع حسني مبارك وأبو غزالة أخذ الجُناة الرحمة والشفقة وحُسن السير والسلوك وقرروا عدم قتل ” نائب رئيس الجمهورية ” الذي حتماً سيعتلي السلطة ويقطع رقابهم ؟! وكذلك رفضوا قتل أبو غزالة ” وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة الذي حتماً سينفذ فيهم حُكم الإعدام لأنهم عسكريون خونة وقتلوا الرئيس السادات الطيب الحنيِّن المؤدب؟!
أم أن نائب رئيس الجمهورية وأبو غزالة أقسما للجناة الكُخة بالطلاق : سيبونا واحنا ح نخللي بالنا منكم .. أو شغلونا معاكم يا إسلامبولي باشا ؟!
أعتقد عيب نصدق هذا الكلام !! عيب نصدق أن الجُناة الكُخة كانوا يطلقون النار على السادات فقط .. فهذه فرية حمقاء تكشف زيف المؤامرة .
ودعونا نستكمل ” ما تيسر برضه ” من التحقيقات .
س: ماذا حدث بعد نزولكم ؟
ج : انا احكي الذي حدث معي فقط .. تقدمت تجاه الظالم .. وكانت هوجه وأنا كنت قد اطلقت دفعة نيران من فوق العربة باتجاه المنصه وأول مانزلت ضربت دفعه واكتشفت ان الذخيرة نفدت بعد وصولي الى المنصة فاتجهت يسارا .
س: كيف أطلقت النار على المنصة ؟
ج : ضربت من فوق العربية بالتوجيه الغريزي
س: هل كنت تراه ؟
ج : انا كنت أوجه السلاح الى منتصف المنصة كما اطلقت دفعة واحدة بعد نزولي في نفس الاتجاه .
تعليق واجب قوي قوي :
الرجل المتهم الكُخة .. أطلق النار مرتين .. وكل مرة تنطلق دفعات غزيرة بالتأكيد من الرشاش .. وقال أنه أطلق النار بشكل غريزي أي عشوائي على “منتصف المنصة ” !!
ومع ذلك لم يقتل غير السادات فقط من كبار رجال الدولة !!!
شفتوا الخيبة السودة ؟؟!!
- أطلق النار من فوق المركبة بشكل عشوائي على منتصف المنصة ” بالبركة بختك يا أبو بخيت .
- ثم نزل من على المركبة أي تغير وضع ووضعية ومكان إطلاق النار وأطلق الدفعة الثانية من رشاشه ” عشوائي ” في منتصف المنصة أيضاً فالرصاص توجه كله بقدرة قادر إلى الرئيس السادات ” وحده ” وقتله ولم يُصب لا الذي عن يمينه ولا الذي عن يساره أبداً !! رصاص مؤدب ومتربي ومتوصي قوي قوي قوي !!
- قد يقول أحدهما ” أن مبارك وأبو غزالة نزلا تحت المنصة ثم تحت الكراسي بسرعة . نقل لهما ” برضه ” : حسب كلام المتهم الكُخة حسين عباس أنه أطلق دفعة عاجلة سريعة ومباغته أو رشة جريئة على منتصف المنصة .. فإذا كان مبارك وأبو غزالة قد نزلا تحت سور المنصة بسرعة أسرع من ” فعل ” القاتل حسين عباس ” وهو أعلى الشاحنة ” الذي فاجأ الجميع بها .. معنى هذا أن أبو غزالة وغيره كانا لديهما العلم المسبق بالحادث ومترقبان حدوثه .. وإلا لماذا كان السادات ينظر لأعلى “للطائرات ” وهما ينظران لسلوك وفعل حسين عباس وكانا أسرع منه في اتخاذ قرار السقوط أسفل المنصة خلف السور ؟! ولماذا لم يأخذا الرئيس السادات معهما بالقوة وينزلان به للأرض معاً وهما أقوى منه ” ما شاء الله ” وهو رجل ضعيف في الثالثة والستين من عمره ؟! وإن كانا مبارك وأبو غزالة مختبئان فكيف شاهدهما القتلة وأجروا معهما حواراً : بلاش إنت يا أبو العربي احنا مش عايزينك احنا عايزين فرعون !! وانت بلاش يا فندم .. طريقك مسوجر !!
- ويحضرني هنا أن أسأل سؤالاً بايخ : لقد كان في المنصة جريمة قتل ضخمة مقصود بها النظام كله من أجل : تغيير النظام الحاكم ” وإقامة نظام إسلامي فكيف لم يتم إصابة أقرب المقربين جلوساً بجوار الرئيس السادات حيث كان يوجد مع القتلة المتطرفين الإرهابيين : 189 طلقة و4 قنابل منها قنبلتين خارقة حارقة ومدفع كوري الصنع 131 مللي بنص كلام تقرير النيابة التي باشرت التحقيق في الواقعة .. فكيف لم تحدث أية إصابة أخرى؟! باستثناء ” رباط الشاش ” الذي كان على يد نائب الرئيس بعد حادث المنصة .
أقول لكم : دعونا نستكمل التحقيقات ونلتقي بعد الفاصل برضه !!
س: ألم تقترب من المنصة ؟
ج : اقتربت من المنصة
س: هل أطلقت النار بعد وصولك المنصة ؟
ج : لا
س : لماذا ؟
ج : لأني تبينت أن الذخيرة نفدت ؟
س: ألم تصوب سلاحك في اتجاه السيد الرئيس عند وصولك إلى منتصف المنصة؟
ج : نعم حصل واكتشفت ان الذخيرة قد نفذت
س : ألم تحاول صعود السلم اليسار للمنصة ؟
ج : شرعت في الصعود
س: في اتجاه من صوبت النار لدى صعودك السلم ؟
ج : على الذي أمامي وأنا طالع السلم
س: والذي أمامك على السلم هو السادات ؟
ج : لا أعلم
س: لماذا تضربه إذن ؟
ج : لكي أصل الى هدفي
س: وماذا فعلت بعد ذلك ؟
ج : لما فوجئت بنفاذ ذخيرتي رجعت للخلف ثم جريت يسارا حتى قابلني خالد وأخذ مني السلاح واندسست أنا بين الناس الذين كانوا متجمعين على يمين الطريق بعد المنصة .
س: ولماذا أخذ منك خالد السلاح ؟
ج : لأنه وجدني متعباً
تعليق فضيحة :
خُد بالك معايا يا عمنا القارئ :
البيه بيسأله : هل وصلت إلى المنصة ؟ المتهم قاله نعم .. سأله : هل أطلقت النار؟ قاله : لأ .. سأله : لماذا ؟ أجاب : لأن الذخيرة خلصت !!!
أكرر الذخيرة ” خلصت ” ثم سأله سيادة العبقري : صعدت على المنصة ؟
أجابه بـ : نعم ” خللي بالك معايا يا عمنا القارئ ” بعد الذخيرة ما خلصت!! آي والله حصل!
وعلشان خاطري دعوني أكرر لكم نص المقطع الغريب هذا بعد الواد ما نفذت ذخيرته تماماً ووقف ياخد نفسه !!
س: ألم تحاول صعود السلم اليسار للمنصة ؟
ج : شرعت في الصعود
س: في اتجاه من صوبت النار لدى صعودك السلم ؟
ج : على الذي أمامي وأنا طالع السلم
س: والذي أمامك على السلم هو السادات ؟
ج : لا أعلم
س: لماذا تضربه إذن ؟
ج : لكي أصل الى هدفي
س: وماذا فعلت بعد ذلك ؟
ج : لما فوجئت بنفاذ ذخيرتي رجعت للخلف ثم جريت يسارا حتى قابلني خالد وأخذ مني السلاح واندسست أنا بين الناس الذين كانوا متجمعين على يمين الطريق بعد المنصة .
س: ولماذا أخذ منك خالد السلاح ؟
ج : لأنه وجدني متعباً
نستكمل التعقيب والتعليق :
يعني سي حسين عباس ” مش شايف ” ومش عارف هوه بيضرب السادات من عدمه ؟! هذه كارثة ؟! تؤكدها عبارة ما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وسنلتقي بها بعد هذه الصفحات مباشرة في نصوص ماذا حدث يوم السادس من أكتوبر والذي بثته قناة الجزيرة في حوارها مع جيهان السادات وأنيس منصور وسمير تادرس الكاتب والصحفي اليساري واللواء فؤاد علام نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة سابقاً ومنتصر الزيات محامي الجماعة الإسلامية ومصطفى خليل رئيس وزراء مصر الأسبق والنبوي إسماعيل وأبو العلا ماضي قيادي بارز سابق في الجماعة الإسلامية وعبد الحليم مندور كبير هيئة الدفاع عن الإسلامبولي ورفاقه .
دعونا نستكمل سير التحقيقات الرسمية مع حسين عباس ونلتقي بعد الفاصل :
س: وماذا فعلت بعد اندساسك بين الناس كما تقول ؟
ج : كانت هيصة .. وانا مشيت مع الناس عادي لغاية الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة ثم سرت يساراً في الشارع في الشارع الذي يحاذي سور الإستاد ويسير به المترو ووصلت حتى مترو الدراسة بشارع صلاح سالم وسرت يميناً قليلا حتى أوقفت سيارة تاكسي قبل ان أصل الموقع الذي به القوات الجوية ..والتاكسي أوصلني الى الألف مسكن .
س: ولماذا نزلت في هذا الموقع بالذات ؟
ج : هذا مكاني
س: هل أبلغت احدا بما ارتكبت ؟
ج : نعم .. زوجتي فقط
س: هل أبلغت احد سواها
ج : لا
س: ابداً ؟
ج : ابداً
س: من كان آمركم فيما عزمتم عليه من اغتيال رئيس الجمهورية ؟
ج : خالد
ملاحظة واجبة ومهببة :
- بنص اعتراف حسين عباس لم يكن لديهم آمر ولا قائد سوى خالد الإسلامبولي .. أي ليست هناك أوامر عليا من الجماعات الإسلامية ولا خطة جاتوه ولا يحزنون ولا قلب نظام الحكم ولا نيلة .. وذلك يعضده عدم اغتيالهم لرموز النظام المصري وإنما مقتل السادات ” فقط ” من رموز النظام .. وتم توزيع التركة على رجالة المنصة !! وإلا لو كان هناك مخطط وتخطيط وقيادة وثورة كان علم بها حسين عباس وبقية رفاقه من القتلة !!
- أن هناك ” هيصة ” ونوم في العسل من جميع الجهات الرسميةوالأمنية عسكرية وداخلية ومخابرات وحراسة خاصة وأمريكية وغيرها من كل الجهات المنوطة بيحراسة الرئيس السادات .. ودليل ذلك أن المتهمين أو “الجناة ” لم يكونوا تحت المجهر لذلك هرب حسين عباس بشكل عادي جداً ولم يقبض عليه إلا بعد ثلاثة أيام من تاريخ الجريمة وهو في منزل شقيقته .. آكل شارب .. نائم وربما أشياء أخرى في صحة النظام !!
النيابة كيف وصفت الحادث
المنصة قبيل ثوان من الإغتيال
للتاريخ والجغرافيا .. ماذا قال تقرير النيابة في حادث اغتيال الرئيس السادات ؟!
يقول التقرير : ” في الثامنة تقريبا بينما كان الجنود ماضين في أعمال النظافة للمدافع والعربات اعطى خالد لعبد الحميد قنبلتين يدويتين احتفظ عبد الحميد بواحدة واعطى الثانية للمتهم عطا طايل كما خبأ خالد القنبلتين الاخريين في تابلوه العربه وفي نفس الوقت قام بتغيير الرشاش الخاص بالسائق بخزنة أخرى مملوئة بالذخيرة ووضع الخزانة الفارغة تحت الكرسي .. ولقد حدث كل ذلك في غيبة السائق الذي ارسله خالد لشراء (سندوتشات) كما قام خالد باعادة ترتيب جلوس افراد طاقم العربية ..فاجلس عبد الحميد خلفه مباشرة في صندوق العربة وظهره للمنصة كما اجلس حسين عباس في آخر صندوق العربة في نفس الصف الذي يجلس فيه عبد الحميد وظهره للمنصة كذلك ..بينما اجلس عطا طايل في مواجهة عبد الحميد ووجهه للمنصة وكانت الخطة التي وضعها خالد لتنفيذ عملية الاغتيال هي ان يجذب فرامل اليد عند اقتراب العربة من المنصة ولكن حدث اختلال في المسافات بين العربات فهدأت العربية من سيرها للحفاظ على الفرامل
وهنا تمكن خالد من اكراه السائق على التوقف أمام المنصة الرئيسية بتهديده باطلاق النار عليه ان لم يمتثل لأمره فاوقف السائق العربه وأسرع خالد بالنزول منها وألقى بقنبله تبعه عطا طايل بقنبلة اخرى سقطت على بعد خمسة عشر مترا تقريبا كما ألقى عبد الحميد بقنبلة ثالثة سقطت قرب المنصة أما القنبلة الرابعة فقد عثر عليها داخل المنصة الرئيسية سليمة لم تنفجر
تعليق من جنابي :
في تقرير شرعي رسمي سابق قالوا :
أنهم لم يجدوا سوى آثار الطلقات على سور المنصة وبالخلفية على لوحة صقر قريش .. فكيف وجدت النيابة القنبلة الرابعة بداخل المنصة ولم تنفجر ؟!
والغريب أن تكون القنبلة موجودة منذ يوم الثلاثاء أول أمس السادس من أكتوبر 1981 حيث أن أول معاينة وتفتيش رسمي وشرعي للمنصة كان يوم الخميس الثامن من أكتوبر 1981 !!
فكيف لم يجدوا المقاعد ووجدوا قنبلة لم تنفجر ؟!
فإن كانوا وجدوا القنبلة حقاً في اليوم الثالث .. فمن وضعها عن عمد ؟! ولماذا؟!
ولماذا لم يذكروها في التقرير الأول ؟! أم أنهم وجدوها في المعاينة الثانية أو الثالثة أو الرابعة بعد 34 يوم مثلاً ؟! يجوز .. طالما كله عند العرب صابون ؟!
وإذا كانوا لم يجدوا قنابل ولا يحزنون وهذا هو الغالب على الظن والواقعي فلِمَ يكذب تقرير النيابة الرسمي ويري عيناه مالم تريا ؟! ولمصلحة مَنْ ؟!
والسؤال الأحمر إذا كانت النيابة لم تجد قنبلة فمن هي تلك الجهة أو ذلك الشخص الذي يمتلك من القوة السيطرة على النيابة وتقريرها فيجعلها تري عيناها مالم تريا وتكذب وتقول وجدت قنبلة لم تنفجر ؟!
دعونا نستكمل تقرير النيابة الرسمي ونلتقي بعد فاصل آخر :
ويواصل التقرير قوله : وتبع إلقاء القنابل مباشرة اطلاق النيران من صندوق العربة فاحدث ذلك إرباكا شديدا للجالسين بالمنصة ومفاجأة غير متوقعة للقائمين على حراسة الرئيس .. وفي ثوان كان المتهم الاول خالد قد اختطف الرشاش القصير من كابينة العربة وقفز الجناة الثلاثة الآخرون من صندوق العربة واتجهوا صوب المنصة الرئيسية وأمكنهم تصويب أسلحتهم واطلاق النيران على الجالسين في المنصة سواءا بالمواجهة المباشرة القريبة أو من الجانبين مع التركيز على الموجودين بالصفوف الأولى وسقط الرئيس الراحل مضرجا بدمائه ولفظ أنفاسه الأخيرة متاثراً بجراحه كما سقط سبعة آخرون قتلى وأصيب ثمانية وعشرون أيضا بإصابات مختلفة ممن كانوا بالمنصة وحولها .. ولما ادوا مهمتهم الاثمة انسحبوا يجرون عشوائيا في اتجاه حي رابعة العدوية تطاردهم عناصر الأمن المختلفة وتمكنوا من القبض على المتهمين الاول والثاني والثالث بعد اصابتهم باصابات مختلفة كما امكن للمخابرات الحربية التوصل الى معرفة المتهم الرابع والقاء القبض عليه فجر الجمعة 9 أكتوبر 1981 .
تعليق جامد قوي وسمعني أحلى سلام علشان سيادة تقرير النيابة الرسمي :
يؤكد تقرير النيابة عدة مسلمات هامة هو بنفسه يقررها وهي :
- أن هناك إلقاء قنابل حدث .
- وطبيعي أن يحدث دخاناً كثيفاً يحول المكان لظلام وهذا هو ما حدث تماماً.
- ثم مباشرة إطلاق النيران من صندوق العربة فأحدث ذلك إرباكا شديدا للجالسين بالمنصة .. وهذا يؤشر لنا أن ( إطلاق النيران من صندوق العربة حدث في حالة ارتباك من المتهمين وأنهم نفسياً في حالة عدم يقين من قوة ومصداقية نجاح عمليتهم خصوصاً أنهم ينتظرون مقاومة من الحرس والعسكرية المصرية .. فـ بالتالي ضرب النار غير دقيق خصوصاً وأنه من مسافة أكثر من ثلاثين متراً حين أطلقوا النار وهم يقفزون من المركبة أو الشاحنة على الأرض ) والأهم أن حالة الإرتباك التي حدثت في المنصة على حد الوصف الدقيق لتقرير النيابة المقدس أحدث حالة من الهرج والمرج .. فهل أحدث حالة من الهرج والمرج لمن في المنصة من الرئيس وكبار المسئولين فقط ولم يحدث شيئاً بالنسبة للحرس والقوات المرابضة للدفاع عن الرئيس ومتحسبة همسة الذبابة أو الفراشة أم أنهم ناموا في العسل ؟! أوليسوا مدربين على التعامل مع هذه المواقف بيقظة وانتباه أم أنهم مثلنا – بشر عاديون غير مدربين – يمكن أن يسرحوا ويلهو ويمرحوا ؟!
- كما أكدتقرير النيابة الرسمي قوله واصفاً حالة المنصة بعد إلقاء القنابل : “وأحدث مفاجأة غير متوقعة للقائمين على حراسة الرئيس ” وكأن تقرير النيابة يلتمس العذر مقدماً لحرس الرئيس ويدافع عنهم .. وهنا تنازلت النيابة عن موقعها المألوف في الهجوم على المتهمين والمُقصرين – على غير عادتها المشهورة – واتشحت ملابس ملائكة الرحمة في مستشفى القصر العيني أو النسوة المولولات على الأموات .. فالتمس ألف عذر لحرس الرئيس ” مقدماً ” وهذه سابقة جديدة وفريدة في دور النيابة حين تبرر أعذار المتهم أو من تحوم حولهم الشبهات ولا تتصيد أخطاءه وحماقاته لتعدها مناطق اتهام ضدهم !! فلماذا تلتمس النيابة العذر مقدماً لحرس الرئيس ؟!!
- كما قرر التقرير ” في نية منه لتمييع القضية بقوله ” ” وفي ثوان كان المتهم الاول خالد قد اختطف الرشاش القصير من كابينة العربة ” ولم تتسائل النيابة عن كم توقيت التفاوش والتهديد الذي حدث بين خالد الإسلامبولي والسائق حيث حدث حوار بينهما .. خصوصاً أن السائق المفروض أنه يعلم أن الرشاش فارغ من الذخيرةوأنه لا ذخيرة حية مع جنود وضباط الإستعراض في العرض العسكري حيث هذا عرف معروف ومعمول به منذ بداية العروض العسكرية واحتفالات النصر السابقة !! ثم أن النيابة قالت أيضاً في موطن آخر أن الرشاش كان ملكاً للسائق !! ولأول مرة نرى سائقون يحملون رشاشات !! ولم تتسائل النيابة عن مصير السائق هل هرب قافزاً من السيارة مولولاً أم جلس مكانه وعليه ( سهم الله) وعلى رأسه الطير ؟! لأنه موقفه وسلوكه سيكون معيناً عن الحركة والخروج على المألوف ولفت نظر أمة لا إله إلا الله فلماذا سكتت النيابة عن هذه الملاحظة ولم تبينها لنا بالتقرير ؟! المهم أن النيابة ” صنفت كل الوقت والحوار والجدل واستخرج الرشاش من التابلوه أو من تحت مقعد خالد في الروايتين المتناطحتين صنفته على أنه ( في ثوان ) في رغبة منها فيما يبدو لهتك عِرض الوقت وانتزاعه لتمييع القضية أنها تمت بسرعة وفي عجالة .. ولكن فضح تقرير النيابة نفسه حين قالت النيابة يف الفقرة التالية ما يلي :
- · ” وقفز الجناة الثلاثة الآخرون من صندوق العربة ” هذه واحدة .. ثلاثة جُناة يقبفزون من صندوق العربة بعد توقف مفاجئ ألا يسترعي ذلك انتباه حرس الرئيس من جهات الحرس السبعة المرابضة حول الرئيس في الوضع استعداد خصوصاً وأنهم يعلمون أن الرئيس مستهدف منذ أسابيع وقد لاحق هو بنفسه في خطابه الأخير مستهدفيه ووزير داخليته يعلم ذلك وةهم أيضاً متأهبون لذلك ؟! فعل إذا توقفت سيارة في العرض فجأة وبشكل غير تقليدي وقفز منها ثلاثة جنود من الصندوق وقفز ضابط آخر من باب السيارة بعد تفاوض مع السائق وشد وجذب أو على الأقل حديث وتهديد وتحذير بل وحدث إطلاق نار عشوائي وهم في صندوق العربة ويحدث ارتباكاً في المنصة أتسائل وبشدة وبحرارة وبحسن نية : ألا يحدث ذلك كله أية ردود أفعال لجهات حرس الرئيس السبعة المرابضة لحراسته ؟! أكرر ألا يحدث ذلك لهم أية ردود فعل معاً وكأنهم رجلاً واحد؟! معذرة ولا مؤاخذة يا عم تقرير دعني أقول لك بكل أدب : صباح الخير يا تقرير النيابة !! ثم نستكمل ملاحظاتنا
- وقرر التقرير ” … واتجهوا صوب المنصة الرئيسية وأمكنهم تصويب أسلحتهم وإطلاق النيران على الجالسين في المنصة سواءا بالمواجهة المباشرة القريبة أو من الجانبين مع التركيز على الموجودين بالصفوف الأولى … ” نلاحظ هنا أن التقرير يقرر : أن المتهمين الأربعة فعلوا الآتي:
- اتجهوا صوب المنصة .. ثم ..
- جروا مسافة أكثر من 30 متراً .. ثم ..
- واجهوا المنصة مباشرة من المنتصف .. ثم ..
- توزعوا أمام وعلى الجانبين في مواجهة المنصة في مثلث .. ثم
- أصبح المثلث مربعاً بانضمام المتهم الرابع في بعض الصور .. ثم
- أطلقوا النيران .. ثم ..
- صعد بعضهم من الجانبين وأطلق نيرانه أيضاً .. ثم ..
- والذي لم يذكره التقرير وذكرته التحقيقات بشهادة المتهمين أنفسهم أن المتهمين أو الجُناة بدل بعضهم سلاحه مع الآخر وبعضهم غيَّر خذنة الطلقات .. وبعضهم أجرى حواراً مع رفيقه مثل ” آجر .. آجر .. بارك الله فيك .. ومالَك تعبان ولاَّ حاجة .ز لأ ألف شكر يا خالد .. طيب اعتمد على الله أكمل مهمتك وفقك الله .. ولا مانع من خللي بالك م العيال يا باتعة ” على طريقة النجم عادل إمام ” !! كل هذا يحدث ولا مقاومة ولا تدخل من قوات حرس الرئيس السبعة ؟!
- ويقرر التقرير ” … وسقط الرئيس الراحل مضرجاً بدمائه ولفظ أنفاسه الأخيرة متأثراً بجراحه … ” هذا تقرير النيابة وليس تقرير أم علي بتاعة الكرشة .. حيث يقرر هنا وبعد كل ذلك .. وبعد كل هذه الحركات والأفعال من أول توقف السيارة وتفاوض خالد مع السائق .. ثم قفز خالد من باب المركبة .. ثم قفز رفاقه من الصندوق .. ثم إطلاق نار عشوائي .. ثم إلقاء قنابل دخان أظلمت المكان وأحدثت هرجاً ومرجاً وتوجه وتيمم المتهمون نحو المنصة .. ثم الجري لـ 30 متراً أو يزيد قليلاً .. ثم التوزع والإنتشار الثلاثي ثم الرباعي أمام المنصة للمواجهة .. ثم إطلاق النار على منتصف المنصة .. ( كل هذا في غياب الأمن والحرس والمقاومة !! ) ثم توزع الجناة على الجانبين .. ثم صعود السلالم لسبعة درجات سلم .. ثم إطلاق النار .. ثم هبط السلالم لسبعة درجات سلم هبوطاً آخر .. وهنا فقط مات الرئيس وفقاً لتقرير النيابة أكرر وليس تقرير أم علي بتاعة الكرشة !!
- والسؤال هنا : الرئيس السادات مات وفقاً لتقرير النيابة في المنصة أم مات وفقاً لتقرير المستشفى في المستشفى ؟! فإن كان السادات مات في المنصة فلماذا يؤكد تقرير المستشفى أن الرئيس مات في المستشفى حين أعلنوا ذلك الساعة السادسة من مساء ذلك اليوم ؟! ولماذا تخالف المستشفى قول النائب حسني مبارك الذي قال لعماد أديب في حواره معه وسأنشر نصه هنا في هذا الكتاب في موقع لاحق حين قال لأديب : لأ الرئيس كان لسة فيه نفس؟! فمتى مات الرئيس بالضبط ؟! ولماذا تتناطح التقارير والرؤى وشهادات الشهود في تحديد زمن ومكان وفاة الرئيس ؟!
- · ويقرر التقرير ” …. ولما أدوا مهمتهم الآثمة انسحبوا يجرون عشوائياً في اتجاه حي رابعة العدوية تطاردهم عناصر الأمن المختلفة وتمكنوا من القبض على المتهمين الاول والثاني والثالث بعد إصابتهم بإصابات مختلفة كما أمكن للمخابرات الحربية التوصل إلى معرفة المتهم الرابع وإلقاء القبض عليه فجر الجمعة 9 أكتوبر 1981” فماذا حدث هنا بشهادة سيادة تقرير النيابة المقدس ؟ حدث الآتي :
- أدوى الجُناة مهمتهم .. ثم ..
- انسحبوا من موقع العملية .. ثم ..
- ألقوا أسلحتهم .. ثم ..
- اتجهوا باتجاه حي رابعة العدوية .. ثم
- هنا فقط بدأت عناصر الأمن الفردية تطاردهم وأكرر ” الفردية ” وليست قوات مكثفة وعالية التدريب .. بل يبدو أنهم ” عناصر ” تحركت بلا أوامر رسمية !! ودليل ذلك أنهم فشلوا في القبض على متهم رابع وهو حسين عباس الذي هرب من العرض ” دون مقاومة ” البتة وفقاً لشهادته في التحقيقات التي أجريت معه حيث قال غُصت بين جموع الناس وخرجت عادي جداً .. رغم أنه يردتي ملابس ميري وكان بطلاً ونجماً أمام الجميع وهو يطلق النار على رئيس الدولة شخصياً .. فكيف أغفل الجميع عنه العيون ؟!
- النكتة بقى في التقرير هي قوله ” كما أمكن للمخابرات الحربية التوصل إلى معرفة المتهم الرابع وإلقاء القبض عليه فجر الجمعة 9 أكتوبر 1981″ وهنا جناب التقرير المقدس يلقي نوعاً من العبقرية واليقظة على سلوك المخابرات الحربية وكأنها جابت الذئب من ذيله .. فيقول ” كما أمكن ” والحقيقة هي ” كما أخيب ” وليس كما أمكن .. لأن الذي دلهم على حسين عباس هو رفاقه أنفسهم الذين – بنص التحقيقات معهم – قالوا أنهم كانوا ينادون باسمه وهم في سرير المرض بعد الإصابة وأثناء التحقيقات ويف الزنازين ويدعون له بالشهادة وأنه سبقهم إليها ظناً منهم بأنه استشهد في العملية ” على حد زعمهم ” فسألتهم الجهات المحققة عنه فأخبروهم به ومن هنا تم القبض عليه فالحكاية لا فيها أمكن ولا أفلح ولا أشطر .. بل فيها أخيب وأنطح وأفشل !! يعني الإسلامبولي وعطا طايل وعبد الحميد كانوا يقولون : يا ريتنا متنا معاك يا حسين .. يا سبع يا أبو علي .. يا اللي سبقتنا للجنة يا غالي .. ولا يوم من أيامك يا اخويا .. ربنا يجمعنا معاك في الجنة تحت ظل عرشه ومستقر رحمته يا حسين يا ابن امك وأبوك ” فطبيعي أن يسألهم المحقق : من هما أمه وأبيه ؟! فقالوا له حسين عباس محمد عنده 27 سنه زي الورد .. زينة الشباب رقيب متطوع من قوة الدفاع الشعبي وأخته ساكنة في الألف مسكن يا اخويا .. اللي يجيله ويتحط عليه سبقنا في الشهادة !! وهنا توجه السادة الجهابزة في المخابرات ليقبضوا عليه .. يعني الحكاية ليس فيها ” كما أمكن ” بل فيها كما قلت : كما أخيب أو كما أفشل !! ما علينا
ونكتفي بهذا القدر ونلتقي بعد الفاصل
ماذا حدث يوم السادس من أكتوبر 1981 ؟
فيما يفكر حسني مبارك .. في المنصة قبيل لحظات من الإغتيال ؟
تحت هذا العنوان قدمت قناة الجزيرة القطرية برنامجاً مصوراً عبارة عن محاورات مع العديد من الشخصيات ذات الصلة بحادث المنصة وجريمة اغتيال السادات سواء ومنهم : جيهان السادات وأنيس منصور وسمير تادرس الكاتب والصحفي اليساري واللواء فؤاد علام نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة سابقاً ومنتصر الزيات محامي الجماعة الإسلامية ومصطفى خليل رئيس وزراء مصر الأسبق والنبوي إسماعيل وأبو العلا ماضي قيادي بارز سابق في الجماعة الإسلامية كمال حبيب- أحد مؤسسي جماعة الجهاد وأبو العز الحريري- عضو مجلس الشعب ويساري وحمدي عبد الرحمن عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية وضياء رشوان- باحث في شئون الحركات الإسلامية وعبد الحليم مندور كبير هيئة الدفاع عن الإسلامبولي ورفاقه .
فماذا قالوا وكيف فجروا مفاجآتهم النارية التي تقلب المنصدة على جميع الخونة والعملاء؟!
…
” لاحظت أن الرئيس ارتدى بزته العسكرية دون القميص الواقي للرصاص فنبهته لذلك غير أنه رفض معتبرا أن الأجل إذا جاء لا يؤخره واقٍ”
توقيع : جيهان السادات
[تعليق صوتي]
صباح الثلاثاء السادس من أكتوبر تشرين الأول عام 1981 استيقظ السادات من نومه في الثامنة ونصف وضع يده على جرس قريب من فراشه وضغط عليه لتبدأ طقوس الصباح نظرة سريعة على صحف الصباح مع كوب من الشاي التمرينات الرياضية التي تعقبها جلسة تدليك وحمام دافئ استقبل بعض الاتصالات التلفونية التي لم تخرج عن التهنئة بذكرى يوم العبور ثم تناول إفطاره الأخير في ذلك الصباح كان السادات رائق المزاج وكانت حالته الصحية جيدة للغاية هذا ما قاله طبيبه الخاص بعد أن أجرى الكشف اليومي عليه بعد ذلك بدأ في ارتداء ملابس القائد الأعلى للقوات المسلحة كانت هناك حلة عسكرية جديدة قد وصلته قبل أيام وكان السادات قد أشرف بنفسه على تصميمها مستوحيا خطوتها من الأزياء العسكرية لألمانية النازية وقد أضاف لها وشاح العدل ونجمة سيناء التي منحها لنفسه لاحظت السيدة جيهان أن الرئيس ارتدى الحلية دون القميص الواقي من الرصاص فنبهته بذلك .
جيهان السادات- حرم الرئيس الراحل أنور السادات : قال لي يعني طيب افرضي الرصاصة جاءت لي في دماغي عيزاني ألبس حاجة على رأسي .. بالضبط كده فسكت فأنا كنت نفسي إنه يلبسه وقعدت ألح يعني مش ما ألحتش ألحيت وهو يقول لي بلاش الكلام ده يا جيهان خليكي مؤمنة بالله لما بيجي اليوم ما فيش حاجة بتحوش .
[تعليق صوتي]
صُنع ذلك القميص الواقي من الرصاص قبل زيارة القدس وعندما شاهد السادات شريطا مصورا لهذه الزيارة لاحظ أنه يبدو فيه
أكثر بدانة بسبب ذلك القميص في نفس الوقت جاءت مفاجئة أخرى يوم الاغتيال فالحلة العسكرية الجديدة جاءت ضيقة بعض الشيء فما عاد من الممكن ارتداء القميص الواقي إلا مع إحدى الحلل القديمة لكن السادات رفض تلك الفكرة كان مصمما على أن يكون ظهوره في الاستعراض ناجحا بكل المقاييس قُبيل فجر ذلك اليوم استيقظ خالد الإسلامبولي أو أنه لم ينم ولكنه قام وأيقظ أفراد وحدته وفي الثالثة ونصف ركبت الأطقم على عربات جر المدفع وتحركت إلى مكان الانتظار استعدادا للعرض .
عبد الحليم مندور- رئيس هيئة الدفاع في قضية اغتيال السادات : ورُتبت المسائل.. يعني ما أقدرش أجزم بأنها عمدا أو أنها مصادفة لكن هي ما تجيش مصادفة رُتِبت المسائل في العرض بأن آخر كول يكون هو الكول اللي بيقوده خالد الإسلامبولي .
[تعليق صوتي]
في تمام العاشرة كان الموكب أمام بيت الرئيس مستعدا للتحرك إلى ساحة العرض نزل السادات درجات القصر كان يبدو في أبهى صوره إلا أنه لم يأخذ معه عصى المارشالية التي اعتاد أن يحملها في مثل تلك المناسبات كانت موضوعة على مائدة قرب باب الخروج لكنه لم يلتفت إليها ربما تعمد ذلك أو أن الأمر كان مجرد سهو لكن السادات ما كان أن لينسى أمرا يتعلق بنفسه وبمظهره على الإطلاق اعتبرت زوجته أن ذلك كان نذير شؤم .
أنيس منصور- كاتب صحفي : كلمت الرئيس السادات الصبح في يوم ستة أكتوبر فبيقول لي هتيجي تحضر العرض ؟ قلت له لا يا ريس أنا هأخلص مجلة أكتوبر وإحنا هنسافر .. المفروض إن إحنا مسافرين في نفس اليوم رايحين منطقة وادي الراحة في سيناء
فقلت له يا ريس أنا مش هاجي وأتفرج على العرض العسكري وأنا هأبعت شنطي ميت أبو الكوم وبعد ما أخلص تكون حضرتك خلصت العرض العسكري والخطبة نتقابل في ميت أبو الكوم ونسافر مع بعض إلى سيناء خلاص وكويس وقاعد أنا بأعمل المجلة وأمامي التلفزيون.
[تعليق صوتي]
في الحادية عشرة ظهرا بدأ العرض العسكري وبدأ معه العد التنازلي لموت السادات بدأ العرض دون أن يتم أي تفتيش على الأسلحة المستخدمة على الرغم من أن ثلاثة جهات منوط بها فعل ذلك أمن الجيش ثم أمن المخابرات الحربية وأخيرا أمن الرئاسة وبذلك أصبح الطريق ممهداً أمام خالد وفرقته للوصول إلى الضحية في ذلك اليوم حدثت واقعة لم يُكشف عنها إلا بعد سنوات من الحادث فكانت مفاجئة فجرت الكثير من علامات الاستفهام ففي صباح يوم السادس من أكتوبر كان عدد من رجال أمن الدولة قد حصلوا على معلومات مؤكدة تتعلق بمخطط سيتم تنفيذه بعد ساعات بهدف اغتيال رئيس الجمهورية أثناء العرض العسكري مما يعني أن دائرة العارفين بخطة الاغتيال اتسعت أكثر لتضم عدداً من رجال الشرطة.
سمير تادرس- كاتب وصحفي يساري : الدليل على ذلك ما هو منشور في كتاب فؤاد علام الإخوان وأنا أهو .. في هذه الرسالة .. نص الرسالة صفحة 310 311 312 يقول لك إيه ؟ فوجئت صباح يوم العرض ستة أكتوبر 1981.. ده كلام الضابط محمد إدريس رئيس مكتب مباحث أمن الدولة في منطقة شبرا الخيمة.. فوجئت صباح يوم العرض ستة أكتوبر 1981 بحضور أحد مصادري من العناصر المتطرفة لقد كان هذا المصدر الذي أفضل حجب أسمه من أنشط العناصر المُختَرِقة للتنظيم الجهادي وقد تم تجنيده بصعوبة وكنت أقابله في أماكن سرية للغاية بعيدا عن المكاتب أو أي مكان رسمي لذلك عندما فوجئت به في انتظاري أمام مكتبي تملكني الغضب وقبل أن ألومه أبلغني أن مندوبا من القيادة العليا للتنظيم مر عليه في الصباح الباكر وأبلغه أنه سيتم اليوم اغتيال الرئيس السادات وكبار المسؤولين أثناء العرض العسكري وسلمه مجموعة من الرايات السوداء عليها شعارات الدولة الإسلامية وأمره بالخروج بعد العرض بكوادره إلى الشارع للتظاهر وإعلان الدولة الإسلامية ذُهلت من خطورة هذه المعلومات وطلبت منه تكرار ما دار بهذه المقابلة أكثر من مرة وانطلقت بسيارتي من مكتبي بشبرا إلى مقر الوزارة بلاظوغلي وأنا لا أكاد أرى وقابلت اللواء مطاوع وهتفت به هل أبلغت بالإخطار الذي أعطيته لك ؟ فقال نعم لقد أرسلت ضابط برتبة نقيب بخطاب سري للغاية للسيد اللواء فتحي قته مفتش الفرع الموجود بالعرض وفجأة دخل علينا النقيب الذي أرسله بالخطاب وهو في حالة يرثى لها فلما سألناه في نَفَس واحد هل تم توصيل الرسالة للسيد المفتش أو وزير الداخلية الموجودين بالمنصة؟ ذكر أنه عانى كثيرا مع الشرطة العسكرية والحرس الجمهوري لكي يدخل أرض العرض أساسا ومُنع .
فؤاد علام- نائب رئيس مباحث أمن الدولة سابقا : حسب ما سمعنا من السيد نبوي إسماعيل في بعض أحاديثه في الفضائيات قال أنا ما وصلتنيش الرسالة صحيح الفضائيات صورته وهو بيقرأ جواب في محاولة للإيحاء إن هو استلم إنما أنا لا أعرف استلمها أو لا إنما حسبما سمعت من كل الضباط إنه ما استلمهاش هذه كارثة إزاي لا يبقى في إمكانية الاتصال بالرجل الثاني أو الثالث في الدولة وخصوصا المسؤول عن الأمن في مثل هذه الظروف .
التقصير الأمني واللحظات الحاسمة
“المنتمون للتنظيمات الجهادية يتسمون بالسطحية في التفكير وكذلك بالاندفاع الشديد والحماس “
فؤاد علام
[تعليق صوتي]
في الساعة الثانية عشرة وأربعين دقيقة وعندما كانت أنظار الحاضرين وعدسات المصورين تتجه إلى السماء لتراقب عرض طائرات الفانتوم حدثت المفاجئة التي شلت الجميع بعد إحدى وثلاثين ثانية انسحب خالد وفرقته بعد أن طووا صفحة من التاريخ على مرأى ومسمع من العالم كله ولم تكن الذخيرة قد نفذت تماما من أسلحتهم.
عبد الحليم مندور : وأنا بأترافع قلت {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} فخالد بعد المرافعة قال لي أنت قلت الكلام هذا منين يا بابا .. هو كان يقول لي يا بابا.. قلت له من القرآن يا خالد قال لي والله هو ده اللي حصل أنا حطيت أيدي على الزناد بتاع المدفع وما شوفتش الدنيا خالص لغاية المدفع ما فضي في إيدي .
فؤاد علام : أبناء هذه التنظيمات بيتسموا دائما بعدة سمات من بينها السطحية في التفكير ومن بينها الاندفاع الشديد جدا هذه إحدى سمات أعضاء هذه التنظيمات بالمفهوم ده أقدر أقول لك أن همّ نجحوا أنهم يحققوا عملية الاغتيال بالصورة دي لأنه بكل الحسابات لم يكن يتصور واحد أنهم هيفوتوا من كل هذه السياجات الأمنية وينجحوا في اغتيال رئيس الجمهورية .
حمدي عبد الرحمن: هي العملية لو يعني أعيد تكرارها مليون مرة لن تنجح.
جيهان السادات: حقيقي دي الشيء اللي قعدت أنا بعد الحادثة مش عارفة.. أنا وأولادي يعني مش أنا لوحدي وعمّالين نفكر إزاي دي تفوتهم إزاي ؟ ده الولد اللي نزل الإسلامبولي نازل بجزمة كاوتش مش بس كده .. يعني والعرض العسكري الطابور العسكري وبالذات في 6 أكتوبر بيمر بتفتيشات كذا مرحلة مش مرة واحدة كذا مرة وعلى مراحل .
مصطفي خليل- رئيس الوزراء سابقا: لغاية النهارده فيه أمور غامضة عليّ .. يعني أنا لا أستطيع إني أتصور إن رئيس الجمهورية يبقى موجود وبعدين الحرس بتاعه اللي واقف أمام المنصة ما يكونش موجود .. يعني مش فاهمها لغاية النهارده .
النبوي إسماعيل- وزير الداخلية سابقا: هو بطبيعته شجاع وجسور ولا يهاب الموت بطبيعته رجل مؤمن بدليل جم يلبسوه الصديري ما رضيش يلبسه حذرته ما سمعش التحذير جاء لما حصل ضرب وإطلاق النار الحرس نزله فيه أمامه ساتر خرساني موجود أخذ منه معظم الموجودين حماية وقاهم جم ينزلوه نفضهم بقوة وقام وقف يكلم الولد .
عبد الحليم مندور: وأخذ خالد المدفع بتاع حسين عباس وماشي وقال لي أنا كنت بأتمنى على الله إن واحد يضربني علشان أموت قبل وصل المسؤولون جميعا إلى أعلى المناصب فوصل مدير مفتش الفرع إلى درجة مساعد أول وزير الداخلية ووصل مدير الإدارة إلى درجة سفير وأصبح الأمر مجرد ذكرى وأحيانا يصبح نادرة للتفكه والمساحة فقد اعتاد أحد السادة اللواءات بأمن الدولة وهو حاليا محافظ لإحدى محافظات الصعيد كلما رآني أن يقول كنت يا إدريس ستصبح وزيرا للداخلية وكلنا نشتغل عندك ولكن الله سلم ومات السادات المقصود اللواء محمد حسن طنطاوي محافظ سوهاج حالياً .. هنا بيبان إن قضية اغتيال السادات لغاية النهارده مفتوحة لأن مثل هذا الكلام الخطير أن ينشر في مصر وفي مجلة زي روز اليوسف وإنه يصدر في كتاب لأحد قادة جهاز مباحث أمن الدولة ولا يتم التحقيق فيه ده يوضع علامة استفهام .
أبو العلا ماضي: ضابط يعرف أن رئيس الجمهورية سيُغتال بعد دقائق وهو في مربع .. في مسرح العمليات يبعد عنه كيلو أو أكثر من كيلو متر ولا يستطيع أن.. بأي طرف يقول له إن في كارثة هاتحصل وصلني بأي أحد حتى لو في جهاز آخر يبلغه هذه المعلومة .
عبد العظيم رمضان- مؤرخ وكاتب سياسي: تقصير جهاز الأمن المصري في عملية اغتيال السادات هذا ثابت ومؤكد وجهاز الأمن في ذلك الوقت يتحمل المسؤولية كاملة .
[تعليق صوتي]
اعترف خالد الاسلامبولي ورفاقه في التحقيقات بأن غياب رد فعل سريع من رجال الأمن كان مفاجأة كبرى بالنسبة لهم فقالوا إن احتمالات نجاح العملية كانت صفرا عندما اندفعوا من العربة لكن هذه الاحتمالات أخذت تتزايد وتتزايد كلما نجحوا في التقدم تجاه المنصة دون عائق .
عبد الحليم مندور: لما ركب الرئيس السادات أو ركبوه الطائرة كان حي على قيد الحياة وأرادت السيدة جيهان إنها تركب معه الطائرة منعوها قالوا لها لا وأخذوه ودوه المستشفى العسكري وحاولوا إنهم ينبهوا القلب ففتحوا فتحة علشان يدلكوا القلب .
أنيس منصور: أنا عندي أرقام سرية اتصلت ببعض الناس أعرف إيه اللي حصل ما فيش ما عرفتش أرقام التليفونات كلمت جهات مختلفة لحد ما واحد قال لي ده حد ضرب الرئيس في كتفه وناقلينه دلوقتي مستشفى القوات المسلحة ورحت على المستشفى فأحد الدكاترة قال لي ده الرئيس فوق قلت له أطلع له قال لي مش ممكن قلت له هأطلع مش ممكن يعني إيه ؟ هأطلع هأطلع طبعا أنا سألت الرئيس.. نائب الرئيس حسني مبارك قلت له يا سيادة النائب خير يعني ؟ قال لي إن شاء الله ربنا كريم سألت النبوي إسماعيل قال ربنا يستر.. طلعت طبعا شوفت الذي يعني يوجع القلب والعقل حاجة مؤلمة جدا وشوفت بقى البكاء والعويل أنا شوفت ممدوح سالمكان رئيس وزراء أنا لقيته بكى أنا ما شوفتش رجل بكى زيه إلا المستشار الألماني هيلمت شمت كان بيبكى في جنازة السادات لدرجة إنه لما رجع ألمانيا دخلوه الإنعاش.
[تعليق صوتي]
في تمام الساعة الثانية وأربعين دقيقة أظهر رسم القلب عدم تسجيل أي نشاط وأظهر المخ توقفا كاملا تأكيدا لحدوث الوفاة كانت إذاعتا لندن ومونت كارلو أول من أذاع الخبر في الوقت نفسه ألعن راديو القاهرة أن عدة رصاصات أطلقت أثناء العرض العسكري في اتجاه المنصة وأن الرئيس السادات غادر المكان لم تكن جموع الشعب المصري تعلم بوضوح شيئا عما يحدث في البلاد التفوا داخل بيوتهم حول أجهزة الراديو متوجسين خيفة مما قد تأتي به الساعات المقبلة من أخبار ما هو حجم المتمردين ؟ هل هي مقدمة لانقلاب عسكري ؟ وهل هناك خطة لمؤامرة خارجية ؟ ومَن الذي يمسك بزمام الأمور الآن؟ إلى أن جاءت الساعة التاسعة والنصف مساءا وظهر النائب حسني مبارك على شاشة التلفزيون وتنفس الكثيرون الصعداء.
محمد حسني مبارك- رئيس جمهورية مصر العربية : يعجز لساني وقد اختنق بما تموج به مشاعري أن أنعي إلى الأمة المصرية والشعوب العربية والإسلامية والعالم كله الزعيم المناضل البطل أنور السادات.
نزار سمك- ناشط يساري في السبعينات: أنا في اليوم ده روّحت البيت على الساعة 11 بالليل أو 12 وأنا متوقع إن ممكن يحصل قبض في أي وقت بالرغم إن إحنا ما لناش أي علاقة بموضوع الاغتيال لكن متوقعين إن ده أداء وزير الداخلية في أي مناسبة إلبس هدومك وتعالى معانا وصلنا ليمان طرهأنا ما كنتش متوقع إن ممكن يكون في برضه مقدار هذا القدر من الرعب والارتباك.. يعني أول ما العربية قربت من باب السجن الحرس طلع وقف العربية بيطلب كلمة السر فقالوا إحنا جايبين ناس للسجن ما عندكومش تعليمات مش عارفين إن في ناس حتيجي؟ قالوا لا ما إحناش عارفين ومنعونا من إن إحنا نقرب من باب السجن.. منعوا العربية يعني ففوجئت بناس يعني بدأت بقى كنت أول واحد تقريبا أنا واللي معي بنخش السجن في خلال نصف ساعة لقينا بقى عربيات كثيرة كل شوية عربيات تقف وتنزل ناس.”
رغم إصابة السادات بخمس رصاصات منها ثلاث في مقتل فإن السبب الأول الذي جاء في نص تقرير الوفاة كان نتيجة لصدمة عصبية شديدة”
تقرير مسجل
[تعليق صوتي]
عندما فرغ سلاح خالد من الذخيرة أثناء العملية أخذ من حسين عباس سلاحه وأمره بالانصراف اندس حسين بين الناس وصار معهم حتى وصل طريق صلاح سالم فاستقل سيارة أجرة اتجه به إلى منزله في منطقة الألف مسكن وعندما تم القبض على المتهمين الثلاثة دون الأخير تصوروا أن زميلهم قد مات وهذا التصور جعلهم يترحمون عليه بالاسم أمام سلطات التحقيق التي اكتشفت بالصدفة وجود متهم رابع على قيد الحياة بعد يومين اقتحموا مسكنه وقبضوا عليه .
[فاصل إعلاني]
تقرير الوفاة.. وصدمة السادات في أبنائه
[تعليق صوتي]
جاء التقرير الطبي بمفاجأة لم يكن لأحد أن يتخيلها فرغم إصابة الرئيس السادات بخمس رصاصات منها ثلاث في مقتل فإن السبب الأول الذي جاء في نص تقرير الوفاة الموقّع من 11 طبيبا متخصصا كان الوفاة نتيجة لصدمة عصبية شديدة. فهل مات السادات مصدوما في أبنائه الذين أرادوا اغتياله يوم عيده قبل أن يموت بالرصاص؟ لكن عملية اغتيال الرئيس السادات لم تكن إلا الشرارة .. الأولى لعملية أكبر بدأت مع صلاة عيد الأضحى كانت الثورة الإيرانية نموذجا محتذى وكانت محافظة أسيوط نقطة البداية لانطلاق الشرارة الأولى للثورة الإسلامية في مصر وذلك من خلال تحريك انتفاضة شعبية واسعة يقودها أمراء حركة الجهاد في المحافظات ففي صباح يوم الخميس 8 أكتوبر/تشرين الأول 1981 انفجرت أحداث دامية سقط فيها مئات القتلى من الفريقين .
منتصر الزيات- محامي الجماعة الإسلامية: لأن التكليفات صدرت للمجموعات في مختلف أنحاء الجمهورية في قيادة التنظيم في المحافظات أن ارقبوا قتل السادات على شاشة التلفاز يوم 6 أكتوبر ولما تشوفوا اللي حصل ده حاولوا تسيطروا على مقر الحكم في كل محافظة .
أبو العلا ماضي- قيادي سابق في الجماعة الإسلامية: فكرة كرم زهدي القديمة عن إحداث التغيير قال دي لحظة مناسبة نبدأ نستولي على المحافظات لينطلق منها على القصر الجمهوري في عابدين كما كان يقول في السابق فبدأ من أسيوط وجمع الناس بالليل.. بعض مجموعات الشباب.. بكره ستقوم الدولة الإسلامية والتغيير سيحدث وكان معهم قطع سلاح عدد قليل كل مجموعة من المجموعات معهم مثلا طبنجة أو حاجة زي كده أنا على ما أذكر هم قطعتين آليتين وخمس طبنجات هم كل الأسلحة اللي بدؤوا بها وقال لك هنهجم على أماكن سلاح نستولي عليها من السلاح اللي كان في مديرية الأمن ومن أقسام وكده وبدؤوا العمليات بالهجوم على بعض الأماكن زي حادثة الثلاثة عربيات أمن مركزي اللي كانت عند مسجد ناصر قسم أول قسم ثاني مديرية التموين مديرية الأمن ونجحوا في دخول مديرية الأمن وضربوا الضابط العظيم اللي كان مسيحي عميد اللي كان موجود بدفعة رشاش فصلت رأسه عن جسمه لدرجة إنه تصوره في الأول إن ده ضربة سيف إنها فصلت تماما .
فؤاد علام: اتعمل كردون على مدينة أسيوط ككل واتعمل كردون على المدن الرئيسية اللي معروف إن فيها مراكز نشاط لهذه .. في الكردون استخدم الأمن المركزي من أوله لآخره وحوصرت وتقريبا أجرى تفتيش دقيق جدا كان من ثماره القبض على أكثر من مائة وخمسين واحد من قيادات هذه التنظيمات دول لما استجوبوا أعطوا معلومات أوسع وأدق عن أماكن بقيت أعضاء التنظيمات وأوكارهم.. يعني كان في صراع مع الزمن وربنا سبحانه وتعالى في النهاية هو اللي وفق في إنه كنا في أول نوفمبر مطمئنين بنسبة كبيرة جدا إن إحنا نجحنا وإن إحنا فعلا نعمل هذا الاستقرار.
[تعليق صوتي]
كان عندكم مخطط للحكم يعني لو استوليت الحكم تعرفوا تديروا البلد إزاي ومين هيتولى إيه ومين إيه ؟
حمدي عبد الرحمن- عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية: لا إحنا ما كنش.. إحنا نفسنا ما كناش هنقوم على الإدارة كان ممكن الاستعانة بناس لهم اتجاهات إسلامية يقوموا على إدارة ويكونوا برضه ذو خبرة.
[تعليق صوتي]
ولو اختلفتوا معهم؟
حمدي عبد الرحمن: إحنا لو اختلفنا معهم مش..
[تعليق صوتي]
بعد ما يحكموا لو اختلفتم معهم كنتم هتعملوا فيهم إيه؟ لأن المشكلة ما كنش فيه مخطط فعلا.
حمدي عبد الرحمن: ما كنش في مخطط..
كمال حبيب- أحد مؤسسي جماعة الجهاد: كان مثلا من ضمن الأشياء إن الحركة الإسلامية بشبابها اللي كان عمره مثلا.. يعني عمره مثلا كان في حدود دون الثلاثين كلهم إنها غير قادرة على تحمل مسؤولية دولة يعني أنت واخد بال حضرتك إزاي ومن ثم كان الواحد بيحمد ربنا إن لم يقدّر للمسألة أن تكتمل وتتحمل مسؤولية دولة وإنك تطرح نموذج إسلامي وفي الحالة دي كانت هتحصل مهازل كبيرة جدا.
فؤاد علام: لو كانوا وصلوا للإذاعة واستولوا على التلفزيون وأذاعوا البيان الإسلامي الأول بالتأكيد كانوا هينجحوا في الوصول إلى الحكم على الأقل لفترة ما أقدرش أؤكد لك إيه اللي كان هيحصل وكان هيبقى رد فعل القوات المسلحة إيه أو رد فعل الأجهزة الأمنية الأخرى إيه إنما على الأقل لفترة كانوا هيسيطروا على الحكم لأنه نحن نعرف إنه كان فيه حالة.. يعني شحن شديدة للمواطن المصري في هذه المرحلة وكان فيه ضيق من أمور كثيرة وكان يعني فيه نوع من التمزق النفسي بيعاني منه المواطن المصري.. كانوا هيتجاوبوا مع هذه الحركة أنا أعتقد آه لأنه إحنا بحكم أننا عاطفيين من الناحية الدينية فكنت أتصور إنه لما هيذاع البيان الإسلامي الأول وهتطلع مجموعات من المساجد بالتأكيد كان هيبقى في حركة شعبية.
[تعليق صوتي]
بعد أيام قبض على عبود الزمر عُثر عليه مختبئ في أحد أحياء منطقة الهرم بعد اشتباك عنيف راح ضحيته أحد جنود الأمن وبذلك وصل عدد أعضاء التنظيم المقبوض عليهم إلى ثلاثمائة متهم واثنين وأصبح كل سكان قفص الاتهام من أعضاء التنظيم يتباهى باشتراكه في عملية الاغتيال اعترفوا بأن التشكيل الذي تمخض عنه حادث المنصة كان مزيج بين حركة الجهاد وبين الجماعة الإسلامية في صعيد مصر لكن هناك رأي آخر يؤكد أن عملية اغتيال السادات كانت مجرد حادث فردي فخالد الإسلامبولي صاحب الفكرة والعقل المدبر لها لم يكن عضوا في الجماعة الإسلامية ولا في تنظيم الجهاد .
أبو العلا ماضي: مقتل السادات لا يُنسب للجماعة الإسلامية ولا لجماعة الجهاد لأنهم كانوا يتباهوا بأنهم قتلوا السادات والحقيقة هم لم يقتلوا السادات الذي فكر.. الموضوع مشروع فردي خالد الإسلامبولي كان مشروعا فرديا لم يكن عضوا في الجماعة الإسلامية لكن عَرَض على أفراد وعلى مجموعات منهم عبد الحميد المتهم الثاني ما كنش عضوا كان ضدهم والمجموعات هذه أو الشخص اللي عرض عليه محمد عبد السلام فرج عرض على المجموعة وساعدت فما أقدرش أقول إن الفكرة بتاعتهم أو إنهم لوحدهم أصحابها يتحمل مسؤوليتها بقدر ما اشتركوا فيها لكنه.. وده اللي خلى.. أنا كنت بقول دائما كانوا بيغضبوا بعضهم كنت بقول ليست فكرة.. لم تكن مقتل السادات فكرة الجماعة الإسلامية لكن فكرة خالد الإسلامبولي ابتداء.
عبد العظيم رمضان : ثأره.. الثأر بتاعه مع السادات إنما مش مع النظام الجهاد ثأره مع النظام.. أخذت بالك عايز يشيل نظام الحكم العلماني ده ويجيب بدله نظام إسلامي إنما ده ثأره مع مين ؟ مع السادات ولذلك قتل السادات الله ده كان جنب منه الرئيس مبارك الله ده مش كده ؟ ده رموز الحكم كلها كانت موجودة في ذلك الوقت ده دليل على إنه بعيد كل البعد عن تنظيم الجهاد حتى إنه ما بيعتنقش حتى فكر الجهاد نفسه الاعتناق الكامل لأن فكر الجهاد إقامة حكومة إسلامية وحكومة إسلامية هتيجي إزاي إلا لما يشيلوا كل أساطين الحكم اللي موجود ما فكرش يتخلص منهم.
منتصر الزيات: القول إنها كانت عملية خاصة بعيدة عن باقي كوادر التنظيم أنا أعتقد إنه قول غير صادق بلاش غير صادق غير دقيق ممكن يكون القرار الذي صدر للمجموعات والمحافظات مش متفق عليه.. جائز لكن بصفتي شاهد عيان وأنا كنت في ذلك الوقت هارب وشاركني هذا الهرب الأخ رفاعي طه قيادي الجماعة الإسلامية البارز والأخ مجدي سالم قيادي الجهاد البارز في الوقت ده كنا حاجة واحدة التقسيمات دي ما كانتش موجودة كنا هربانين كنا مختبئين في محافظة أسوان ذلك الوقت وحضر إلينا أحد الأشخاص بهذا التكليف إن السادات حيقتل في يوم 6 أكتوبر وكل مسؤولي محافظة يتصرفوا.
جنازة مهيبة ومحاولات فاشلة لنسفها
[تعليق صوتي]
حُدد يوم السبت العاشر من أكتوبر لتجرى فيه مراسم جنازة الرئيس السادات صباح ذلك اليوم خيم الصمت على القاهرة وخلت شوارعها إلا من رجال الشرطة طائرة مروحية نقلت الجثمان من المستشفى إلى ساحة العرض وفي الثانية عشرة إلا الربع وفي نفس توقيت وقوع الحادث وفي المكان ذاته بدأت طقوس الجنازة وسط إجراءات أمن صارمة وترقب شديد حضر إلى القاهرة مجموعة من رؤساء أميركا السابقين بينما رفضت المخابرات الأميركية اشتراك الرئيس رونالد ريغن لدواعي أمنية جاء الوفد الإسرائيلية برئاسة مناحم بيغن وكان جعفر نميري هو الرئيس العربي الوحيد الذي شارك في الجنازة اعترف عبود الزمر أنه كانت هناك محاولتان لتفجير موكب الجنازة فقد كان بالنسبة له وجبة أشهى من المنصة لكن إجراءات الأمن المشددة حالت دون التنفيذ.
تسجيل صوتي: من أجل كل ذلك فإننا نختر ترشيح السيد محمد حسني مبارك لمنصب رئيس الجمهورية.
[تعليق صوتي]
القدر الهائل والغير منطقي من المصادفات والثغرات التي تهيأت لعملية اختراق المنصة والسهولة الشديدة في تنفيذ الاغتيال أمور تدعو لا شك إلى الدهشة مما دفع البعض لتبني نظريات التآمر الخارجي أو تواطؤ الجيش فهل هذا صحيح أم أن الأمر كان مجرد قصور أمني ؟ وكما قال تشرشل تأتي المشكلة من تراكم الهفوات.
أبو العلا ماضي: قد يكون مفاجأة بس أيضا مسألة الكفاءة الحراس الشخصيين في موقع العمليات في التعامل مع المهاجمين لحد ما يطلع ويزيح برجله ويقلبه على الأرض ويختار لا بلاش أنت.. ابعد أنت.. أنا عايز ده.. الأسماء ما من القيادة اللي كانت موجودة في ذلك الوقت وما فيش أي درجة من درجات المقاومة يعني قد تكون مفاجأة واحدة منها بس لا تصل إلى حد..
عبد الحليم مندور: كانت النتيجة إن المنصة كانت لم تبدي أدنى مقاومة لهؤلاء الأشخاص اللي نازلين وهمّ عارفين انهم هيستشهدوا وهيلقوا مقاومة شديدة جدا وإلى آخره لأن الرئيس بيُحرَس بخمسة حراسات.
جيهان السادات: همّ القناصة كل سنة بيبقوا موجودين يعني ودا دورهم وبالعكس الصاعقة بتلف وبتيجي أمامهم.. لا هو اللي قال له ما تقعدش قدام كان في ضابط من ضباطنا إحنا الحراسة واقف كده فقال له أتأخر كده يعني ما تقفش.
[تعليق صوتي]
مين المسؤول عن تأمين المنصة ؟
النبوي إسماعيل : أنت هتدخل بقى في حاجات أنا ما أحبش أتكلم فيها أنا المنصة .. منطقة المنصة بأدخل زي ما قلت مائة مرة وأنت عارف وسمعت وقرأت إن أنا بأدخل مدعو زي أي وزير دي بتعتبر منطقة عسكرية حربية أنا بأدخل مدعو زي أي وزير ما عنديش فكرة عن خطط الأمن اللي داخلها ولا نظامها ولا حاجة أبدا.
فؤاد علام : فيه سلبيات وسلبيات .. يعني وأنا من المطالبين بضرورة التحقيق في هذه السلبيات واتخاذ إجراء حاسم فيها حتى لا تتكرر مرة أخرى إذا كان هناك مسؤول أخطأ بإما عن جهل أو تراجع أو عن تساهل أو.. المفروض إن هو يحاسب.
أبو العز الحريري- عضو مجلس الشعب ويساري: المؤامرة واضحة وأنا شخصيا أوجه اتهام للنبوي إسماعيل بإنه كان جزء من عملية مخططة الأميركان لهم دور فيها لأنه في بعض الوقائع كانت سابقة عن الاغتيال كانت من وجهة نظر الأميركان إنه الرئيس السادات دوره قد انتهى ويجب استبداله ولكن الاستبدال في مصر لأنه لا يتم إلا بالوفاة ومادامت الوفاة الطبيعية تأخرت فلتكن الوفاة بأيدي قتله مسموح لهم والسماح هنا معناه إنك تمرر فعل القاتل.
حمدي عبد الرحمن: لا أنا حاضر طبعا الموضوع من الألف للياء.. يعني فأستطيع أن أؤكد إنه ما كانش فيه لا مؤامرة ولا مساعدة من أي جهة سواء في الداخل أو الخارج.. يعني ما كانش فيه تواطؤ مثلا من الجيش أو المخابرات أو حد في السلطة لأن ما كانش فيه التواطؤ أو حتى ذلك ولا من الجهات الأجنبية.
النبوي إسماعيل: ما قد يحاول البعض إنه يلمح به أو يوحي إليه أو حاجة إن كان فيه تسهيل من الداخل دا 100% مش موجود.
أبو العز الحريري: ثم أنا بسأل سؤال أين الذين كانوا مسؤولين عن هذا الحدث ؟ لم يكن النبوي إسماعيل وحده هو المسؤول همّ فين وليه ترقوا كلهم وليه باقوا في مناصب ثانية ولمَ لم يحاكموا؟
جيهان السادات: يعني مش عارفة الأمور مشيت إزاي ؟ وليه لم يحاكَموا ؟ وليه القائد بتاع الوحدة دي مثلا لم يحاكَم إنه إزاي يتسرب عنده ناس من بره ويدخلوا كده لكن ده مش شغلي أنا .
أبو العز الحريري : هذا لغز إذا ما كانش هيكشف النهارده هيكشف بعد فترة وأعتقد إنه لما هيبان النتيجة ما هتبقاش كويسة بس للأسف الشديد القتلة الحقيقيين هيكونوا ماتوا .
[تعليق صوتي]
عبد الحليم مندور: اللواء سمير فاضل كان قاضي فاضل وأي قاضي مطرحه في ظروف مقتل رئيس جمهورية ما كانش ممكن يعطينا أكثر مما أعطانا سمير فاضل كنا بنقول اللي إحنا عايزينه وبنترافع بما نشاء وكل شيء.. كل ما في الأمر أن المحكمة كانت في منطقة عسكرية يعني نائية في داخل الجبل وكنا بنضطر نركب عربية خاصة.. عربية عسكرية خاصة وندخل جوا وبتاع إنما من حيث الضمانات إحنا لم نمنع من إننا نقول أي حاجة إلا هي واقعة اللي ما رضيش يسمع فيها مسألة إقامة الحد على رئيس الجمهورية .
منتصر الزيات : الحقيقة إن المحامين في وقتها اللي كانوا شاركوا في الدفاع سواء عن قتلة السادات في القضية العسكرية أو في قضيتنا قضية الجهاد.. كانت بانوراما كثير من هؤلاء المحاميين جاؤوا يصفوا خلافاتهم السياسية مع السادات كنا بنسمع في المحكمة دفاع لا إدعاء ضد السادات وليس دفاعا عنا.
[تعليق صوتي]
استطاع الدفاع عن المتهمين أن يحول المحاكمة إلى حلقة جدل فقهي حول مفهوم الحاكمية في الإسلام عندما أرادوا إثبات أن عملية اغتيال السادات كانت قصاصا شرعيا من حاكم كافر مهدور دمه شرعا”
تقرير مسجل
استطاع الدفاع أن يحول المحاكمة إلى حلقة جدل فقهي حول مفهوم الحاكمية في الإسلام عندما أرادوا إثبات أن عملية اغتيال السادات كانت قصاصا شرعيا من حاكم كافر مهدور دمه شرعا وتحولت محاكمة المتهمين بقتل السادات إلى محاكمة للسادات نفسه.
عبد الحليم مندور: الخروج على الحاكم مسألة مش سهلة والشعب لا يخرج على حاكم إلا مضطر وبضوابط شرعية صارمة لأن الخروج على الحاكم قد يؤدى إلى فتنة اشد من فتنة عدم الحكم بما أنزل الله يؤدى إلى حرب أهلية مثلا يؤدى إلى ..
في نوفمبر عام 1981 بدأت محاكمة قتلة السادات أربعة وعشرون متهما قدموا إلى محاكمة عسكرية تبرع بالدفاع فيها أكثر من ثلاثين محاميا كان من بينهم أقباط ويساريون.. وأنا ما كنتش بأدعو إلى الخروج على الحاكم أنا كنت بأقدم المبرر اللي سألني فيه عضو اليمين
أبو العلا ماضي: كرم زهدي ساعتها أنا قابلته أيضا في السجن وقال بلغ الناس عني أنا يسامحوني وأنا مش موافق ومتضايق مما جرى كان هو عنده إحساس أنه هيأخذ إعدام ومقبل على الموت فبيرسل رسائل إيجابية لمن هم في الخارج لمن يتابعون الأمر يعني وهو قال أنا أفتيت بصيام ستين يوم اللي هو كفارة القتل الخطأ وصاموا فعلا بس كانوا يخبوا الخبر وكان بعضهم بيقعد يناقش وبيحتج على اللي حصل فكان بيسكتوا كرم وبيقول له يعني ما تتكلمش يا فلان ده أنا وأنت هنأخذ.. هنطلع لفوق مع بعض يعني هنأخذ إعدام.
[تعليق صوتي]
لكن المفاجأة الكبرى التي أدهشت الجميع جاءت يوم جلسة النطق بالحكم في قضية تنظيم الجهاد المتهم بمحاولة قلب نظام الحكم ثلاثمائة متهم واثنان لم يحكم على أي منهم بالإعدام بينما حكم لعدد مائة وواحد وتسعين منهم بالبراءة.
حمدي عبد الرحمن: القاضي نظر للدافع وراء الأحداث اللي هو سماه دافع نبيل يعني.
كمال حبيب: ويعتبر هو حكم حكم مخفف المادة 42 دي.. يعني المفروض مثلا أنا كنت أخذ إعدام مثلا لكن هو استخدم حكم مخفف لجميع الناس ولم يعطي ولا واحد إعدام .. يعني فيما كان يعتبر يعني نوع من المخالفة أو يعني الناس كانت متوقعة حتى إحنا نفسنا كنا متوقعين مثلا يبقي في خمسين ستين إعدام مثلا.
[تعليق صوتي]
في سجن الاستئناف صباح يوم الخميس الخامس عشر من إبريل عام 1982 تم تنفيذ حكم الإعدام شنقا في كل من عطا طايل حميدة رحيل عبد الحميد عبد السلام عبد العال محمد عبد السلام فرج وفي الصباح ذاته نقل الملازم أول خالد الإسلامبولي والرقيب حسين عباس من السجن الحربي إلى ميدان ضرب النار رفض خالد أن يضع العصابة السوداء على وجهه دقت الطبول فصوب الجنود بنادقهم على القلب المرسوم فوق سترة الإعدام وأطلقوا النار وفي إيران أطلقوا أسمه على أحد شوارع العاصمة تخليدا لذكراه وفي صباح الخامس عشر من يوليو تموز عام 2003 بعض مضى اثنين وعشرين عاما على يوم الاغتيال استيقظ الشارع المصري على تصريح في صدور صحف الصباح لزعيم الجماعة الإسلامية كرم زهدي من داخل سجن العقرب شديد الحراسة والذي فجر فيه مفاجأة بقوله إن السادات مات شهيدا في قتال فتنة وأنه لو عاد به الزمان ما أشترك في قتله.
كمال حبيب: ده كلام كلام كرم زهدي واخد بال حضرتك وكلام معمول.. يعني فيما أتصور أن هو يعني جزء من ضغط أمني عليه وأعتقد إن هو حتى مخالف للحركة الوطنية كلها.
فؤاد علام: أنا في لقاء شخصي بيني وبينه ولقاء آخر بيني وبين عبود الزمر بقول لك لأول مرة إنه هذه الفكرة كانت في ذهن كرم زهدي من سنة 1981 من وقت اغتيال السادات.
حمدي عبد الرحمن: أه بينا وبين نفسنا كانت في مراجعات بس أخذت وقت طويل لأن كان الحاجات اللي إحنا عملينها دي كانت تعتبر ثوابت لا يستطيع أي إنسان أنه يقترب منها فإحنا كنا بنقترب بالتدريج .. يعني نشتغل فيها شوية ونبطل شوية لما نلاقي التيار اللي ضدنا عالي.
[تعليق صوتي]
لكن ذاكرة الشعب المصري التي حوت مشهد اغتيال السادات وظلت تسترجعه طوال أربعة وعشرين عاما لم تعد تستسيغ بسهولة تلك الفتاوى التي توزِع على الناس ألقاب الكفر والشهادة والتي تنتقل بهم من أعلى مراتب الجنة إلى أحط دركات الجحيم أبو العلا ماضي: الذين فسروها سياسيا مصدومين لكن طبعا الذين فسروها دينيا لن يكونوا مصدومين لأنه أصلا فعل كان خطأ من أول لحظة.
ضياء رشوان- خبير الحركات الإسلامية: الشيخ كرم زهدي يعاني كما يعاني قادة الجماعة الآخرين من عدم الثقة في تحولاتهم وفي بعض الأحيان البحث عن الثقة يدفع إلى الجنوح في بعض التقويمات أظن أن الشيخ كرم زهدي كان يمر بهذه الحالة قائد في السجن يشعر أنه يقوم بعمل كبير يقود جماعة كبيرة أحدث تحولات مهمة هذه التحولات حتى الآن غير مصدقة في أوساط كثيرة فماذا يفعل لكي يؤكدها ؟ ينتقى أكثر النقاط حرجا فيما يتعلق بالتحول وهي قتل لرئيس سابق فيقول أن هذا الرئيس ليس كافرا كما كان يقول قبل ذلك لكنه شهيد وبالتالي هو ذهب إلى آخر المدى ولا يوجد شيء بعده يقوله.
أبو العلا ماضي: بس ده الذي جعل أطرافا أخرى تقول الله ده بيفقدوا الرصيد السياسي اللي بنوا على أساسه سمعتهم أنه إحنا أحدثنا أهم حدث في التاريخ الحديث اغتلنا الرئيس السادات الذي فعل كذا وكذا وبدؤوا يحملوها تحميلات لم تكن في ذهن فاعليها ولم تكن جزء من تفكيرهم.
فؤاد علام: الجماعات دي أنا النهارده أجزم أنهم صادقين فيما يعلنوه الآن.
كمال حبيب: لكن برضه يبقي رأيي الآن أنه لو عادت الظروف بالوضع وبتاع لن أقول أن السادات شهيد أو لن أقول أن السادات كان لا يستحق القتل.
منتصر الزيات: الذين قتلوا السادات أعدِموا إرادة الله أن يعدَموا وأن يفوزوا بالشهادة .. يعني نصفها بهذا هم شهداء الذين قتلوا السادات أحسبهم هكذا إرادة الله تجرى على كل حال وعلى كل الخصوم وقتيل في الجنة وقتيل في النار.
تسجيل صوتي للسادات : لست أظنكم تتوقعون مني أن أقف أمامكم لكي نتفاخر معا ونتباهى بما حققناه في أحد عشر يوما من أهم وأخطر بل أعظم وأمجد أيام التاريخ .
وانتهى البرنامج ولا تعليق من جنابي سوى ما قرأتموه وربما شاهدتوه في البرنامج الصدمة .. الذي تعجب فيه الحضور وجميعهم شخصيات مرموقة جداً وأيديهم في اللعبة السياسية والأمنية وقد أجمعوا على ما هو لآت :
- أن هناك قاتل آخر غير الإسلامبولي يجب أن يُقدم للمحاكمة !!
- وجوب محاكمة المُقصرين للبحث عن القاتل الحقيقي أو المُقصرين حتى لا يتكرر ذلك في المستقبل مع أي رئيس مصري .
- أن هناك تقصير حدث لا ريب ولم تتم محاكمات وهكذا تعجبت جيهان السادات واللواء فؤاد علام مدير جهاز أمن الدولة السابق .
- أن طريقة اغتيال السادات ليست على طريقة ” جماعة إسلامية ” لأن الجماعةالإسلامية لو كانت هي اليت ارتكبت الجريمة لكانت قتلت كل الذين على المنصة دون استثناء ..وذلك بشهادة رموز الجماعات الإسلامية أنفسهم.
- بل أن رموز الجماعة أكدوا أن التخطيط لم يكن في حسبانهم لهذه السرعة .. لأنه يستحيل أن يغتالوا السادات ويقتحموا هذا المكان ولا في الأحلام .. وهم أنفسهم يتعجبون ويتساءلون : كيف تم اختراق كل تلك الحصون ونقاط التفتيش الحصينة ..بل أنهم أكدوا أن ” مجرد صدفة واحدة مما أدُعي أنه صدفة كفيلة بألا تدخل العقل ” !!
- ومما أجمعوا عليه جميعاً .. أن السادات شهيداً .. والجريمة غامضة !!
من هنا تأتي أهمية دراستي وبحثي في هذه القضية الغامضة .. والتي سنكشف غموضها – بإذن الله – في هذا الكتاب القنبلة .
” سبق صحفي ” مفاجأة .. ولأول مرة في الصحافة :
السيناريو السري لمحاكمة الإسلامبولي
الكلام مع جيهان لا يصلح إلا صوت وصورة .. وحوارها لـ أنيس الدغيدي
- بالتفصيل .. وقائع الجلسات السرية للمحاكمة !!
- ماذا قال أبو غزالة متوسلاً للإسلامبولي .. على المنصة ؟!
- لماذا طلب القتلة شهادة جيهان ومبارك وأبو غزالة ؟!
- كرم زهدي رئيس مجلس شورى الجهاد يعترف : السادات شهيداً !!
- أسرار القتلة داخل السجن الحربي :
لا للحوم لأنها مستوردة من بلاد الكفرة !
عقيقة لـ ” الحسن ” مولود عمر الرحمن .. خلف الأسوار !!
- النص الكامل لخروج المتهمين عن النص وسب القضاة !!
- ماذا قالت والدة خالد داخل القاعة ؟!
- تفاصيل اعترافات الإسلامبولي !!
- لأول مرة .. النص الكامل لخطة القتلة !!
سيناريو أحمر .. خاص جداً لم يطلع عليه أحد سوى المتهمون والقضاة وجهات سيادية وأمنية عليا .. وجيهان السادات .. ثم العبد لله .. وفقط !!
فما هي تفاصيل هذا السيناريو الناري ؟!! ماذا تعرف عن كواليس وكوابيس محاكمة الإسلامبولي ؟!! ماذا قالت والدة الإسلامبولي أثناء محاكمته ؟!!
ما هي أسرار الاعترافات ومتى تراجع الإسلامبولي عن أقواله ؟!!
وماذا قال حين سُئِلَ : مذنب أم غير مذنب ؟!!
كيف دخل المتهمون إلى قاعة المحكمة وماذا فعلوا وما هو رد فعل القضاة والأمن ورجال الإعلام ؟!! لماذا طلب الجناة في المحكمة شهادة ” مبارك وجيهان السادات وأبو غزالة ؟!
بالتفصيل الدقيق بشهادة ضباط وجنود تنفييذ الحكم : كيف تم الإعدام وماذا فعل خالد الإسلامبولي ؟!!
الجناة وعمر عبد الرحمن وعبود الزمر كيف قضوا ليلة تنفييذ الحكم ؟!!
كرم ذهدي ماذا فعل في قفص الإتهام أثناء المحاكمة وماذا قال بعد خروجه من السجن في حادثة اغتيال السادات ؟!!!
لأول مرة .. النص الكامل لخطة القتلة !!
…
تقول رواية الجهات الرسمية والأمن :
بدأ التنظيم العسكري للجماعة الإسلامية في شتاء 1979 بغرض إقامة دولة إسلامية !! وكأننا نعيش في دولة غير إسلامية .. شفتوا الخيبة؟!
وكان على رأس التنظيم جهاز مجلس شورى الجماعة ” وهم من الشباب قائدهم عمره 22 سنة فقط !! ” وهو ” كرم زهدي ” رئيساً للمجلس !!!!! تصوروا وفقاً لرواية الأمن : مفتى الجماعة عمره 22 سنة ؟ مفتى اغتيال السادات عمره 22 سنة !! والمعروف أن سي كرم زهدي أعلن مؤخراً عام 2003 بعد خرجه من السجن أن :
” السادات مات شهيداً وأن القتلة يأثمون ” !!!! مما يعطيك يقين بأن الأمن والدولة والجهات الرسمية تلعب بالبشر كيف تشاء وتلعب بجميع الأوراق كيفما ومتى وأنَّا تريد .. فخالد الإسلامبولي قتل السادات وهو مش شايف كان بيضرب إزاي وبنص كلامه قال : أنا كنت بادوس على الزناد وبس أتاري ما رميت إذ رميت !!
وحسين عباس حين سُئِلَ هل الذي كان أمامك على سلم المنصة هو السادات ؟
قال : مش شايف .. والله ما خدتش بالي !!
يعني قتلة السادات شيش بيش .. أبيض يا ورد مش شايفين .. لا مبدأ ولا عِلْمْ ولا قضية ولا خطة ولا حتى بصر ولا بصيرة ولا نظر ولا التقوا من قبل معاً .. إلا قبل 11 يوم فقط من اغتيال الرئيس ونجحوا في اغتياله بعد اختراق القوات التي خططت وعبرت خط بارليف وهزمت جيش إسرائيل الذي لا يُقهر .. قال إيه يقهرها خالد الإسلامبولي ومعه واحد متطوع في الجيش ؟!!
لأ ما علهش بقى سامحوني .. مفقوع .. أريد أن أعمل لهم حاجة عيب بجد والله!!
وكرم زهدي كان معه في مجلس شورى الجماعة ودار الإفتاء تبعها كل من : ناجح إبراهيم ومحمد عبد السلام وعصام دربالة وعبود الزمر وعاصم عبد الماجد وعلي الشريف وأسامة حافظ وطلعت فؤاد قاسم وفؤاد الدواليبي وحمدي عبد الرحمن أعضاء لمجلس الشورى الموقر !!!!!
وكانوا قد بايعوا الدكتور عمر عبد الرحمن أميراً للجماعة !!!
وحسب علمي الشرعي أنه لا إمامة لكفيف !!!
وقصة عبد الله بن أم مكتوم حينما أمَّره على المدينة أثناء سفره صلى الله عليه وسلم وقال : أمرت عليكم ابن أم مكتوم على الصلاة فقط .. فلا إمامة لمكفوف البصر .
يقصد بها ” الإمامة العامة في قيادة العباد والبلاد ” ولم يثبت عنه أن أمَّر كفيفاً .. لكننا هنا في دولة فِقه الأشبال .. وعلوم الصِبية .. ومفاهيم الصغار نؤمر ” الكفيف أو اللقيط أو عابري السبيل ” !!!
وفي صباح يوم 28 سبتمبر 1981 كان أربعة من قيادات الجماعة هم ” كرم زهدي وفؤاد الدواليبي وأسامة حافظ وعاصم عبد الماجد يتوجهون صوب الألف مسكن بمدينة القاهرة للإلتقاء بـ محمد عبد السلام فرج ” وبصحبته خالد الإسلامبولي الملقب بـ ” ظافر” لبحث أمر غاية في الأهمية والسرية !! وخالد ضابط احتياط بالجيش باللواء 333 مدفعية
وأثناء اللقاء أعلن خالد بعد أن حمد الله وأثنى عليه وكبر وهلل !! :
أخوكم خالد سيشارك إن شاء الله في العرض العسكري يوم السادس من أكتوبر وأرغب في قتل فرعون مصر ” يقصد الرئيس السادات ” !!!!
وبعد مشاورات ومداولات جيئ بالقرار : يقتل السادات على بركة الله !!
تعليق : خسئوا وكذبوا ورب الكعبة فالله لا يبارك أفعال الحمقى والمارقين !!
وكانت الخطة كالتالي :
- يقتل رئيس البلاد والقيادات العسكرية والتفيذية والسياسية المتواجدة معه في منصة العرض العسكري .
- يتم الإستيلاء على المناطق الاستراتيجية والنقاط الحيوية بالعاصمة القاهرة وإحكام السيطرة على ثلاث من محافظات الوجه القبلي وهي المنيا وأسيوط وسوهاج بهدف إحكام السيطرة التامة على الصعيد ثم التوجه إلى القاهرة لإخماد أي عملية مقاومة !!
- على أن تكون ساعة الصفر هي لحظة انطلاق النيران أثناء إذاعة العرض العسكري وتكون المجموعة المكلفة بالمهام على استعداد للعمل في هذا التوقيت .
- كانت هذه هي الخطوط العامة للخطة .. ونحن نعني هنا بذكر تفصيلات تنفييذ المهمة الأولى وهي اغتيال الرئيس السادات ومن معه من القيادات أثناء العرض ” !!!
- تم تكليف ظافر : ” خالد الإسلامبولي ” !! بتنفييذ العملية على أن يمده محمد عبد السلام فرج ” صاحب كتاب لفريضة الغائبة ” !! بكل ما يحتاجه .
( لأول مرة .. أسرار المحاكمة )
المكان : قاعة المحكمة .
تاريخ أول جلسة : 11 /11 / 1981 .
السادة القضاة : لواء مستشار سمير فضل .. لواء مستشار مصطفى ماهر .. لواء مستشار عبد العزيز الشاعر .
رقم القضية : 7 لسنة 1981 أمن دولة عليا والشهيرة بقضية اغتيال السادات .
النيابة : اللواء فؤاد خليل عبد السلام المدعي العام العسكري واللواء مختار محمد حسين شعبان نائب المدعي العسكري .
والدفاع عن المتهمين : 35 محام منهم رجائي عطية وعبد الحليم رمضان وفريد عبد الكريم .
( السجن الحربي .. فلاش باك )
أتى المتهمون من السجن الحربي حيث عنبر 5 6 وهما سجنان متقابلان أعدا للمحكوم عليهم بالإعدام أو للمحبوسين احتياطياً وبكل منهما 18 زنزانة وتغلقهما بوابة حديدية حيث كان عاصم عبد الماجد ومحمد عبد السلام وعطا طايل في المستشفى للعلاج قبل أن تبدأ المحاكمة .. وبعد أن أعلن القاضي بدأ مرافعات الدفاع نقل جميع المتهمين إلى سجن 6 حيث تم تسكينهم كل اثنين في زنزانة .. حيث خالد الإسلامبولي مع طارق إبراهيم في زنزانة 10 .. وعبد الحميد مع السيد السلاموني في زنزانة 2 .. وحسين مع فؤاد الدواليبي في زنزانة 17 .
( المشهد الأول )
طائرة ” جازيل ” تمسح منطقة السجن الحربي والجبل الأخضر حيث يقع المبنى الذي تعقد فيه المحكمة .
ثم تم نقل المتهمين في سيارات ترحيلات تحت حراسة مشددة إلى المحكمة وسط حضور إعلامي عالمي وعربي ومصري غير مسبوق .. إلى جانب أهل وأقارب المتهمين الذين حضروا لمتابعة أحداث القضية ووقائع الجلسة .
وجه سؤال لخالد الإسلامبولي : هل لك محامي ؟ فأجاب : إن الله يدافع عن الذين آمنوا .
ولن ندخل معه الآن في مفهوم وكيف و” بأمارة إيه آمنوا ” !!
لكننا فقط نتساءل طالما أنه لا يريد محامياً فلماذا أوكل الأستاذ رجائي عطية للدفاع عنه”!! أم أن المسألة ” منظرة والسلام ” ؟!!
تم التأجيل لجلسة 30 نوفمبر 1981 .
( المشهد الثاني )
وفي الجلسة الثانية .. أخذ الجميع مواضعهم .. السادة القضاة والنيابة واكتظت القاعة بالحضور .. محاولات يائسة من القضاة ورجال الأمن لمحاولة تهدئة المتهمين الذين أحدثوا حالة من الهرج والمرج في القاعة .. حيث السيدة والدة خالد تناديه : وجوه يومئذٍ ناضرة . فيجيبها خالد الإسلامبولي : صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة .
وأبو ياسر هو الكنية التي أطلقها خالد على نفسه !!
عبثاً بدأ القاضي في تلاوة التهم على خالد أولاً والذي همَّ بمقاطعة القاضي مع كل تهمة بقوله : أيوة حصل .. أنا باقولك حصل .
وسأله القاضي في النهاية : مذنب أم غير مذنب ؟! وعلى الفور ابتسم خالد في سخرية وغير مبالاة قائلاً : مذنب يا سيدي .. أيوة مذنب .. اتبسطت ؟!
وعاد الهرج والمرج يسيطر على القاعة .. وهبَّ المحامي رجائي عطية يطالب المحكمة بعدم تسجيل كلمة مذنب التي قالها خالد لأنه لا يقصدها بالتأكيد فهو يسخر فقط !!
وأعاد القاضي سؤاله لخالد .. الذي أجاب : لأ غير مذنب .. وأنا قتلت الكلب ده !!
( الكبار .. شهود نفي !! )
وطلب الدفاع شهود نفي من العيار الثقيل والسؤال لماذا تم طلب هؤلاء الشهود؟!
فكيف طلبوا شهادة جيهان السادات والمفروض أنها حرم الرئيس أو أرملة “القتيل ” محمد أنور السادات ؟!! فلماذا لم تحضر جيهان ؟! ولماذا طلبوا محمد حسني مبارك نائب الرئيس ” آنذاك ” شاهد نفي على الجريمة ؟! ولماذا طلبوا محمد عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع وقتها للإدلاء بشهادته هل المطلوبون للشهادة خانوا العهد مع المجرمين القتلة وزجوا بهم إلى السجون في حين كان الإتفاق بينهما شيئاً آخر ؟! ولماذا لم يحضر هؤلاء الكبار للإدلاء بشهاداتهم ؟!
وحين سئل القاضي الإسلامبولي : لماذا تريد السيد أبو غزالة وزير الدفاع ؟
قال خالد : لأنني عندما تقدمت إلى المنصة وبيدي المدفع الرشاش وجدت أبا غزالة يمد يديه إليَّ متوسلاً ألاَّ أقتله .. فقلتُ له : أنا مش عاوزك إنت .. أنا عاوز الكلب ده ” وأطلق النار على الرئيس السادات ” !! وكان خالد يضغط على حروف عبارته ويرفع بها صوته عامداً بحسم وقوة وقصد .
وتم رفع الجلسة للإستراحة والمشورة ..
( المشهد الثالث )
وحينما عادت الجلسة أعلنت المحكمة رفضها لكل قائمة شهود النفي التي التي تعلل بها المتهمون والدفاع في محاولة ممجوجة لتمييع القضية .
وقالت والدة أحد المتهمين : الحمد لله أن خالد رد للسادات الكلمة التي قالها للشيخ المحلاوي!! ثم قالت : يا ابني ريحتم البلد بس خسارة ح ياخدوا منكم أربعة ولاَّ خمسة !!
وهكذا نصَّبت السيدة من نفسها حكماً !!!
وأثناء ذلك لم يتوقف الشيخ عمر عبد الرحمن عن قراءة القرآن بصوتٍ مرتفع وكأنه يريد أن يسكت صوت المحكمة لتصغي إليه هو !! وكان خالد يطلب منه قراءة سورة طه .
ثم وقف مفتي الجماعة ورئيس مجلس الشورى تبعها !! المدعو كرم زهدي ” الذي تاب مؤخراً وأعلن بالفم المليان : السادات ماتشهيداً !! ” وقف جنابه لينشد هو وأسامة :
ملكنا هذه الدنيا القرونـــا وأخضعها جدود خالدونا
ترى هل يرجع الماضي فإني أتوَّق لهذا الماضي حنينا
( المشهد الرابع )
جلسة يوم الثلاثاء 1 مارس 1982 رفض المحامون الترافع في محاولة فاشلة لكسب الوقت وتمييع القضية تكراراً فاستجاب القاضي لهم وأمر بانتداب غيرهم للترافع عن المتهمين.
( المشهد الخامس )
جلسة الأربعاء 2 مارس 1982 تزمَّر المتهمون في القفص وخرجوا على جميع قواعد المحاكمات القضائية وسبوا القضاة شخصياً وهم ينشدون :
الحر يعرف ما تريد المحكمة
وقضاته سلفاً قد اؤتشفوا دمه
لا يرتجى دفعاً لبهتان رماه الطغاه
المجرمون الجالسون على كراسي القضاة !!!
فأمر القاضي بإخرج جميع المتهمين من القفص إلى خارج القاعة ..
( قنبلة الشيخ عمر التلمساني )
أثناء ذلك نشرت جريدة الجمهورية مقابلة مع الشيخ عمر التلمساني المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين والذي ضمن مجوعة اعتقالات سبتمبر التي شنها السادات وقال التلمساني : السادات قُتِلَ مظلوماً كما قُتِلَ عثمان بن عفان.
فثار المتهمون من تصريح الشيخ التلمساني وأرسلوا إليه رسالة عاتبة غاضبة على ورق مناديل فلم يرد عليهم الشيخ التلمساني .
( طعام السجن الحربي .. حرام .. علىجميع المذاهب !! )
وفي السجن الحربي رفض المتهمون تناول اللحوم بدعوى أنها مستوردة من دول غير إسلامية !! ومن الطريف أيضاً أن الشيخ عمر عبد الرحمن جاءه نبأ سار يؤكد أنه رزق بمولود ذكر فأسماه ” الحسن ” وعقَّ عنه في السجن بعد سماح إدارة السجن الحربي له بذلك .
( المشهد الخامس )
جلسة السبت 6 مارس 1982 وقف السلاموني ليلقي كلمة باللغة الإنجليزية لحشود مراسلين الإعلام الأجنبي بينما وقف كرم زهدي ” التائب الآن !! ” ليلقي كلمة بالعربية قال فيها : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فإننا لم ننس أن اليهود حين سقطت فلسطين خرجوا يهتفون في شوارعها : محمد مات .. خلَّف بنات . ونحن شباب أمة محمد صلى الله عليه وسلم نقول أن محمداً قد مات لأن الموت حق على كل البشر ولكنه خلَّف وراءه رجالاً منهم من قتل السادات أكبر عميل لليهود في الشرق الأوسط وسنكون إنشاء الله الجيل الذي أخبر عنه سرول الله صلى الله عليه وسلم بأنه سيقتل اليهود حتى يقول الشجر والحجر : يا مسلم خلفي يهودي تعالى فاقتله !! وكأن شرط الرجولة يا سيد كرم هو قتل السادات !!! والعلم الشرعي يقول هنا أن حادثة ” نطق الشجر والحجر : يا مسلم خلفي يهودي تعالى فاقتله ” هذه لن تكون إلا في آخر الزمان .. حين يظهر المسيخ الدجال ثم يظهر المهدي المنتظر ويظهر عيسى ابن مريم ويصلي خلف المهدي صلاة المسلمين ثم يتم قتل المسيخ الدجال على يد عيسى ابن مريم والمهدي وأخيراً تظهر الدابة التي تكلم الناس وتخرج الشمس من مغربها ثم تقوم الساعة .. فهل ظهرت كل الآيات يا سيد كرم يا زهدي ولم يعد متبقي غير جنابك وجيلك فبدأتم تاريخكم النضالي باغتيال الرئيس السادات ؟!! وأعتقد أن أبلغ رد على كرم زهدي هو كرم زهدي نفسه المعدَّل ” طبعة 2004 حين اعترف : ” السادات مات شهيداً .. والقتلة يأثمون ” !!!
واشتعل حماس من في القاعة بجنون حين سمعوا خطبة كرم زهدي فأنشدوا معاً :
خيبر .. خيبر يا يهود .. جيش محمد سوف يعود
إن الأقصى قد نادانا من سيعيد القدس سوانا ؟!!
وطبعاً جنابهم لم يعيدوا ولا يحزنون وإنما قتلوا رئيس دولة مسلم .. مؤمن.. موحد بالله علمهم الحرية وزرع فيهم الكرامة .. لكنهم نسوا كل ذلك بحماقة أبي جهل وغطرسة أبو لهب !!
وبعد إخراج المتهمين بغوغائيتهم خارج القاعة المتهمين في قفصٍ آخر قام القاضي سمير فضل بتلاوة الأحكام التي اطمئنت إليها عدالة المحكمة وتم إعادة المذنبين إلى السجن تمهيداً لتنفييذ العقوبة .
واثناء الترحيل قبل انيركب خالد المدرعة : سلام إلى أخي وشيخي محمد شوقي الإسلامبولي وسلام خاص إلى أمي وكتب لها قصيدة شعر .
( اللحظة الحاسمة .. النهاية .. إعدام )
ليلة الخميس 15 إبريل 1982 وتحديداً الساعة العاشرة مساء تم ترحيل محمد عبد السلام وعبد الحميد وعطا طايل من السجن الحربي إلى سجن مدني لأنهم متهمين مدنيين .
أما خالد الإسلامبولي وحسين عباس فقد نقلا إلى مكان عسكري لتنفييذ الحكم .
وفوق تبة ” ضرب النار ” جيئ بخالد مرتدياً ملابس مخصوصة لتنفييذ حكم الإعدام عليها علامة تنشين على صدر السترة .. وجنود التنفييذ يصطفون صفين متوازيين عرضياً .. طلب خالد صلاة ركعتين لله .. سُمِحَ له بذلك .. انتهى من الصلاة .. وُضِعَ خالد على “تبة تنفيذ الحكم ” ثم دقت الطبلة الثقيلة .. ليصدر الأمر العسكري بالتنفييذ .. فانطلقت رصاصات القصاص التي أردت خالد الإسلامبولي قتيلاً .. ثم تلاه حسين عباس .. ليسدل الستار على أشهر حادثة اغتيال سياسي في تاريخ مصر والمنطقة العربية .. رحم الله الرئيس الشهيد محمد أنور السادات وبئس المصير على القتلة السفاحين .
( المحاكمة .. كواليس وأرقام )
استمرت المحاكمة حوالي ثلاثة أشهر ونصف الشهر منها تسعمائة ساعة استغرقتها المرافعات شارك فيها 35 محامياً من أشهر محامي مصر يمثلون مختلف التيارات والأحزاب. وتحولت المحاكمة إلى محاكمة عصر السادات بأسره. وكان نجم الدفاع هو عبد الحليم رمضان المحامي الأشهر الذي ظل يدافع في حماس إلى أن أصابه الإعياء فسمحت له المحكمة بالجلوس أثناء مرافعته. وكذلك المحامي الأشهر فريد عبد الكريم وغيرهما. ووصلت براعة الدفاع أن أوقعت المحكمة في حيرة حين ساقت من واقع المستندات والأقوال والتقارير الطبية أن الإسلامبولي ورفاقه ليسوا هم الذين اغتالوا السادات بل إنهم وصلوا إلى المنصة فوجدوا السادات مقتولاً وأنهم أطلقوا الرصاص على جثته !! فسألتهم المحكمة : ” من قتله إذاً ” ؟ وردت هيئة الدفاع : ” إنه ليس من اختصاصنا البحث عن القتلة “. ولولا إصرار الإسلامبولي ورفاقه على اعترافهم لكان للمسألة شأن آخر !!
فالسؤال الأحمر : لماذا أصر الإسلامبولي ورفاقه على ” شيل القضية وأنهم القتلة .. في حين وصل المحامون إلى يقين أن ألإسلامبولي ورفاقه لم يقتلوا السادات ؟! وكيف تقتنع المحكمة ثم تقيِّدهم مذنبون ؟!
وكان الدفاع طوال تلك الفترة يدين فترة حكم السادات .. ويركز على اعتقالات سبتمبر وعلى الصلح مع اليهود. ويزعم أن بعض التصريحات التي وردت على لسان السادات في بعض خُطبه تعَد استفزازاً للشعب كله على حد تعبير الدفاع مستشهداً بقول السادات عندما سُئل إن كان لديه 35 استراحة : ” لا أنا عندي مائة استراحة ” !! وإهاناته لعلماء المسلمين ورجال الكنيسة وسلخ مصر من أشقائها العرب ومحاولة إعادة صبغتها الفرعونية القديمة.
وأصدرت المحكمة في النهاية حكمها برئاسة اللواء سمير فاضل بإعدام خالد الإسلامبولي وعبد الحميد عبد السلام وعطا طايل وحسين عباس ومحمد عبد السلام فرج.
ومن الجدير بالذكر أن جهوداً مكثفة قد بُذلت لدى الرئيس مبارك لتخفيف عقوبة الإعدام بعد صدور الحكم. واشترك في هذه المحاولات كمال الدين حسين عضو مجلس قيادة الثورة الأسبق وفتحي رضوان المحامي المعارض الشهير . ورفض الرئيس. كما تقدمت إحدى الجمعيات التي تكونت في باريس ويرأسها أحمد بن بيلا رئيس الجزائر الأسبق بطلب الإذن بالحضور إلى القاهرة لمقابلة الرئيس مبارك. واعتذر الرئيس عن عدم مقابلتهم إذا كان اللقاء لهذا الشأن .
وفي السادس عشر من أبريل 1982 صدرت جريدة ” الأهرام ” تحمل خبر ” تنفيذ حكم الإعدام في قاتلي السادات ” معلنة :
” تم في ساعة مبكرة من صباح أمس (15 أبريل 1982) تنفيذ حكم الإعدام في المحكوم عليهم الخمسة في قضية اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعد أن رفضت التماسات إعادة النظر التي تقدموا بها خلال الفترة القانونية وهى الخمسة عشر يوما عقب تصديق السيد رئيس الجمهورية على الأحكام التي أصدرتها المحكمة العسكرية ضدهم. وتضمنت الأحكام إعدام خمسة متهمين وهم: خالد شوقي الاسلامبولى وعبد الحميد عبد السلام وعطا طايل حميدة وحسين عباس محمد ومحمد عبد السلام فرج. والأشغال الشاقة بين خمس سنوات وخمس وعشرين سنة على 17 آخرين .
وقد تم أمس تنفيذ حكم الإعدام رميا بالرصاص على الأول والرابع لخضوعهما لقانون الأحكام العسكرية وحضر التنفيذ العقيد بحري محمود عبد القادر رئيس النيابة العسكرية. أمّا المحكوم عليهم الثلاثة الآخرون فقد تم تسليمهم إلى إدارة سجن الاستئناف بالقاهرة لتنفيذ الحكم الصادر ضدهم شنقاً. وتم تنفيذه صباح أمس وسُمح لأقارب المحكوم عليهم الخمسة بزيارتهم نهار يوم الأربعاء .
وقد تم ترحيل المتهمين الذين حكم عليهم بالأشغال الشاقة إلى السجون لتنفيذ مدد العقوبة” .
وزارة الدفاع تكرم عبود الزمر وتعيده للخدمة !
عبود الزمر في محاكمة غريبة ومبهمة بحاجة لألف تفسير وتفسير
موضوع غريب وشاذ وخارج على إجماع مل أهل السياسة حول عبود الزمر نشرته وسائل الإعلام .. فماذا فيه ؟!
ويا ترى ح يقتل مين تاني يا ريس أم الحكاية مؤامرة مدفوعة الأجر ؟! هل لك أن تتصور أن وزارة الدفاع تتفضل مشكورة بتكريم عبود الزمر الذي اتهمته بالمشاركة في قتل السادات وسجنته منذ عام 1981 وحتى الان ؟! نعم حدث وإليك نص الرسالة التي أرسلتها إليه وزارة الدفاع بمعرفة اللواء. أ ح . صالح محمد الحسيني مدير المشاة “
وهذا نصها :
وزارة الدفاع
إدارة المشاة
فرع الإدارة العسكرية
برقية اعتزاز وتقدير
السيد مقدم / عبود عبد اللطيف الزمر
تحياتي إلى سيادتكم راجيا من الله سبحانه وتعالى أن تكون في أتم صحة والأسرة
الكريمة بخير
إيماء إلى توجيهات السيد المشير / حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي يشرف إدارة المشاة عودة انضمامكم لأسرة هذا السلاح العريق حيث أنكم من الرعيل الأول لهذا السلاح وبذلتم الكثير من العرق والجهد لصالح قواتنا المسلحة الباسلة وسلاحنا العريق .
ويسرنا انضمام سيادتكم لأسرة سلاح المشاة والاستفادة بكافة المزايا والخدمات التي تقدم لضباط المشاة منها :
ـ العضوية العاملة لدور المشاة (القاهرة ـ فايد) بدون رسوم . وكذا التجديد
ـ المشاركة في احتفالات وأعياد المشاة ويوم الوفاء لضباط المشاة .
ـ الاتصال بقسم شئون المتقاعدين بدار المشاة لأي استفسارات وتقديم الخدمات التي تقدم لضباط المشاة وتسهيل الخدمات التي تقدمها باقي أجهزة القيادة العامة .
أهلاً بكم في ربوع أسرتكم أسرة سلاح المشاة سادة المعارك .
عاشت قواتنا المسلحة قوية وقادرة على حماية أمن مصر تحت قيادة السيد المشير / حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي وعاشت مصر حرة وآمنة تحت القيادة الرشيدة لقائدها وباعث نهضتها الحديثة السيد الرئيس / محمد حسني مبارك رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة .
توقيع
اللواء. أ ح . صالح محمد الحسيني
مدير المشاة
حررت في أغسطس 2004
الطريف ومما يجعل الأمر أن يدخل ضمن النكته : إن الزمر رد على هذا التكريم من داخل سجنه بهذه الرسالة : ( أتقدم بالشكر إلى المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع وقيادة سلاح المشاة ودار المشاة على هذه اللفتة الكريمة التي اعتبرها تؤكد على أن قواتنا المسلحة الباسلة لا تنسى أبدا أبناءها الذين قدموا من دمائهم وعرقهم وأعمارهم ما عمل على رفعتها..)
مبارك .. ماذا قال عن حادث المنصة
السادات ومبارك قبل الإتفجار التاريخ باغتيال السادات .. في المنصة
ماذا قال الرئيس مبارك عن حادث المنصة منذ أن كان نائباً وحتى اليوم ؟!
ما هي شهادة حسني مبارك ؟!
وهل تمت أقواله عبر ملفات تحقيق سواء كالنائب حسني مبارك أو الرئيس مبارك أو المواطن محمد حسني مبارك الذي كان يجاور الرئيس السادات في المنصة لحظة اغتياله ؟!
ولماذا لم يجبنا سيادته هل هو نفسه – مبارك – كان مستهدفاً أم لا ؟!
فإن كان مستهدفاً فلماذا لم يقتله الإسلامبولي ورفاقه ؟! ويدعني أسأله لماذا لم تكن مستهدفاً شخصياً ؟! أم أن النواب ليسوا على دين رؤساءهم ؟!
ولماذا لم يتم التحقيق مع أبو غزالة وزير الدفاع ؟! بل لماذا تمت ترقيته إلى رتبة مشير وأبقاه في وزاره الدفاع ولم يغيره ؟!
ولماذا أقاله في عام 1989 ؟! أي بعد 8 سنوات من حادث المنصة ؟!
استفهامات كثيرة وألغاز مُحيرة سنتوقف فيها مع شهادة الرئيس مبارك في ” كل ما قاله ” عن حادث المنصة ” فماذا قال ؟! وماذا عن الإختلاف والتناقض الحاد في شهادة السيد الرئيس عن حادث المنصة ؟!
…
نتوقف هنا مع أول أحاديث حسني مبارك الصحفية والتي ذكر فيها حادث المنصة .. وكان ذلك يوم الجمعة 30 أكتوبر عام 1981 حيث تحدث إلي مجلة المصور فكان هذا الحوار الخاص بحادث المنصة :
سؤال : سيادة الرئيس إذا ما عدنا الي حادث الاغتيال فهل لي أن أسأل إن كان التحقيق قد كشف جديداً ؟
الرئيس : التحقيق لايزل مستمرا ووزارة الداخلية تعطي في بياناتها المتتابعة صورة دقيقة لما يتم ضبطه أما أبعاد الصورة الشاملة فإنها لا تزال رهن إنتهاء التحقيق .
ملاحظة من جنابي على إجابة الرئيس عن السؤال الأول :
- أن هذا الحوار حدث يوم 30 أكتوبر 1981 أي بعد مرور 24 يوماً من التحقيقات في الحادث .
- أن الرئيس يؤكد أن هناك تحقيقات رسمية وقوية تجرى في وزارة الداخلية
- أن هناك بيانات متتابعة تقدمها وزارة الداخلية ولم يوضح سيادته : هل هذه البيانات تقدمها وزارة الداخلية لنا في الإعلام أم لسيادته فقط ؟! حسب علمي أن هناك فرق بين البيانات والتقارير .. فالأولى تقدم بعد ” تظبيطها وقلوظتها ” للمواطنين والإعلاميين قبل الأكل وبعده .. أما التقاربر فيقوم الوزراء وإداراتهم ومراكزهم الإعلامية بتقديمها إلى القيادة العليا بعد الأكل وقبله مع التظبيط وخلافه !! وهذا ليس بيت القصيد المهم أن هناك بيانات – في الحالتين تصل سيادة الرئيس بالقطع واليقين وهذا رائع .. أي سيادة الرئيس ( مُطلِّع على كل تفاصيل سير التحقيقات بوعي وعلم وإدراك ومعلوماتية حيث أجهزة وزارة الداخلية الرفيعة المستوى توافيه بعد غربلة المعلومة بالتقرير أو البيانات ) !
- الغريب أن سيادته لم يذكر شيئاً عن وزارة الحربية أو الدفاع أو الجهات العسكرية الأخرى وهل هي الأخرى تحقق أم هي فوق الحساب والعقاب أو حتى اللوم والعتاب ؟! اللهم إلا إذا كانت المؤسسة العسكرية معصومة !! طيب إذا كانت معصومة ممكن سؤال : الرئيس السادات تم اغتياله فين ؟! وأين ومتى وفي حراسة مَنْ ؟! وماذا كان يرتدي برضه ؟! أليس بدلة عسكرية برضه ؟! وسيادتك ووزير دفاعنا الهمام أبو غزالة مش كنتوا بجواره برضه ؟! طيب أين التحقيقات العسكرية ؟! مش مهم .. الريس حُر .. واحنا عبيد .. ما علينا .. دعونا نستكمل بقية الأسئلة من حوار الرئيس مبارك لمجلة المصور يوم 30 أكتوبر 1981 :
سؤال : سيادة الرئيس : هل يمكن أن نقول أن حماية المنصة لم تلق إهتماما كافيا إن الشارع يتساءل عن دور الحراسة عن رجال الرئيس وحرسه الخاص هل كان هناك قدر من الإهمال في واجباتهم كحرس للرئيس إن المباغته وصدمة المفاجأة قد أخذت الجميع أم أن أسلحة الحرس الخاص لمن تكن متكافئة مع الرشاشات التي كان يحملها الخونة ؟
الرئيس : لقد جري التحقيق مع كل المسئولين عن الحراسة والواقع أننا منذ سنوات بعيدة اعتدنا واعتاد الرئيس السادات أن يكون في المنصة دون أن تكون هناك حراسة مسلحة بأية رشاشات لقد كان الرئيس السادات نفسه يرفض وجود هذه الحراسة ويرفض وجود أي رشاش في يد أي من حراس المنصة ليست هذه النمره فقط ولكن في كل المرات السابقة أيضاً لأن الرئيس كان يحس أنه موجود وسط أبنائه كما أنه كان عازفاً عن الالتزام بأية مقاييس أمنية كان متفائلاً لا يتوقع شيئاً من ذلك برغم التقارير التي قدمت له قبل سفره للمنصورة .
ملاحظة ضرورية بعد إذن سيادتك يا ريس وبدون زعل :
- سيادتك قلت لقد جرى التحقيق مع كل المسئولين عن الحراسة تقصد سيادتك ( جرى يعني تم ) أم جرى يعني بدأ ؟!! فهل أصحاب كارثة التقصير يتم معهم التحقيق بسرعة في حين مع الجناة لم ينتهي التحقيق بعد؟! المفروض ألا تنتهي التحقيقات مع جميع المقصرين والجناة في غضون 24 يوم فالقضية كبيرة وخطيرة .. والسؤال بماذا انتهت التحقيقات والأمور مع ( كل المسئولين عن الحراسة ) ؟! الوقائع تقول ترقيات وعلاوات ميري !! بلاش دي سيادتك يا فندم .. وخُذ دي :
- سيادتك واضح من قولك أنك : ” تدافع ” عن مسئولين الحراسة وتغالط الوقائع والعقل والنقل والتأريخ والحادثات والغرائز بقولك : ” … والواقع أننا منذ سنوات بعيدة اعتدنا واعتاد الرئيس السادات أن يكون في المنصة دون أن تكون هناك حراسة مسلحة بأية رشاشات لقد كان الرئيس السادات نفسه يرفض وجود هذه الحراسة ويرفض وجود أي رشاش في يد أي من حراس المنصة ليست هذه النمره فقط ولكن في كل المرات السابقة أيضاً لأن الرئيس كان يحس أنه موجود وسط أبنائه كما أنه كان عازفاً عن الالتزام بأية مقاييس أمنية كان متفائلاً لا يتوقع شيئاً من ذلك برغم التقارير…. ” اسمح لي سيادتك : كيف هذا ؟! كيف لا يسمح السادات بقوة وترسانة عسكرية مسلحة تحميه خصوصاً أنه قد حدث في الشهر الأخير ما يلي :
- الرئيس السادات يعلم أنه مستهدف تماماً وبمنتهى الإصرار من خصومه
- خصوصاً بعد أن قبض على أكثر من ألف وخمسمائة رمز من شتى رموز المعارضة المصرية من شتى معارضيه ومن جميع التيارات مما أشعل النار ضده من كل صوب وحدب .
- وبعد أن حذر ” الولد الهارب ” في خطابه الأخير .
- وبعد أن حذره وزير الداخلية النبوي إسماعيل مراراً أنه مستهدف بقوة مؤخراً .
- ولماذا أجرى الرئيس استعدادات غير تقليدية للحراسة في هذا العرض بالذات ؟
- أوليس الرئيس مبارك شخصيا صرح أكثر من مرة وغيره من كبار الدولة أنكم كنتم تتصورون أن المجرمين سيأتون من خلف المنصة ؟ ما معنى ذلك ؟ يعني ذلك أن الرئيس السادات يعي ويدرك تماما أن هناك عدواً ” قد يخترق أمنه وقوته العسكرية ” ألا يتجهز له السادات بكامل وأعتى وأقوى قوته العسكرية ؟! وهل يعني أن يتجهز السادات من الخلف ويترك أمام المنصة بلا حراسة ولا قوة ضخمة ؟! فكيف تقول سيادتك أن الرئيس : كان سايبها على الله ؟!
- الوقائع تقول أن مصر كانت تشتعل وقتها على فوهة بركان .. وأن وزير الداخلية وأنت وكبار رجاله – حسب قولكم – تحذرونه من أنه شخصياً مستهدف .. وأطلعتموه على شرائط فيديو تفيد بأنه مستهدف .. وهو نفسه هدد عبود الزمر في خطابه .. هذا عن الوقائع .. أما الغرائز فتقول أن أي إنسان يكون مستهدفاً فطبيعي أن يخاف الإنسان والخوف قد لا يعني الجبن والفرار بقدر ما يعني الحذر .. والحذر من رئيس الدولة ماذا يعني ؟! الحذر من رئيس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة يعني الإستعداد في أقصى مراحله .. فكيف تقول سيادتك أن الرئيس السادات ” كان عازفاً عن الالتزام بأية مقاييس أمنية كان متفائلاً لا يتوقع شيئاً من ذلك ؟! عفوأً يا ريس هذا يخالف الحقيقة والوقائع والغرائز والعقل والنقل والمأثور والموروث والمكتسب والمعقول وأي حاجة في الدنيا .. إلا هوى سيادتك!!
دعنا نعود إلى بقية حوارك مع مجلة المصور في 30 أكتوبر 1981 :
واستكمل الرئيس مبارك إجابته للمصور فقال : ” وحتي في رحلة المنصورة كان المفروض أن يتوقف قطاره في 9 محطات وطلبت لدواعي الأمن اختصار توقف القطار في 4 محطات فقط لنقلل احتمالات الخطر ولقد أخذت الاجراء علي عاتقي بالرغم من أن الرئيس لم يكن موافقاً ومع ذلك كان الرئيس وسط حشود هائلة علي طول الطريق وفي المنصورة نفسها وكانت أي أيد آثمة تستطيع أن تناله لأنه ما من أحد يقدر علي فرز هذه الحشود الضخمة ليتأكد أنه لم يكن فيها أي مندس برغم كل الاجراءات الأمنية التي أتخذت في المحطات التي توقف فيها القطار وفي المنصورة ذاتها أعتقد أن للمباغته وصدمة المفاجأة أثرها لأن الحادث لم يستغرق في مجمله سوي 45 ثانية .
تعليق إجباري يجب أن نتوقف عنده يا ريس :
من كلامك نجد أن :
- سيادتك تقول أنك أخذت موضوع أمن الرئيس السادات على عاتقك في رحلته للمنصورة .. فدعني أسألك إن كان السؤال لا يزال مباحاً غير مُستباح : وفي المنصة موضوع أمن الرئيس – بلاش أمنك – كان على عاتق مَنْ ؟! ولماذا لم تأخذه على عاتقك أيضاً كرحلة المنصورة طالما أن عاتق سيادتك يتحمل الكثير بعون الله ؟!!
- وقلت عبارة ” برغم كل الإجراءات الأمنية ” أي أن الرئيس يجري كافة وكل الإجراءات الأمنية ثم يتحرك وفقها لثقته في ” كل الإجراءات الأمنية دي ” .. ألا يعني ذلك أن الرئيس كان قلقاً وحريص وحذر ؟! فكيف قلت أنه كان عاوفاً عن اتخاذ أي تدابير أمنية ؟! كلا يا ريس .. فالرئيس السادات كان أحرص الناس على الإستعانة بقوته الأمنيه رغم أنه يحاول أن يظهر شجاعته .. لكنها شجاعة مشروطة بقوة تعززهها .. ويتناقض قولك هذا مع عبارتك الأولى التي قلت فيها : ” واعتاد الرئيس السادات أن يكون في المنصة دون أن تكون هناك حراسة مسلحة بأية رشاشات لقد كان الرئيس السادات نفسه يرفض وجود هذه الحراسة ويرفض وجود أي رشاش في يد أي من حراس المنصة ” .. السؤال : لماذا كان يرفض الرئيس أن تكون هناك أسلحة رشاشة مع العسكريين في العرض العسكري وعلى المنصة ؟! الجواب التقليدي الذي تعرفه أنت وأبو غزالة وأي عسكري ويعلمه أي سياسي منكم أو حتى من الباحثين والمهتمين بالسياسة مثلنا أن الرئيس السادات كان يمنع وجود أسلحة ثقيلة أو رشاشة مع العسكريين في ساحة العرض العسكري حتى لا تُستخدم ضده أو ضد حكومته حذراً من أي انقلاب عسكري .. وفي هذا قمة الحذر .. وليس الزهد في الحراسة كما تصوره سيادتك !!
- لكن دعني أسألك يا ريس : هل الرئيس السادات سلب حراسته تسليحها بالرشاشات أو المسدسات الغير تقليدية ؟ وأكرر لك الغير تقليدية وأنت أكثر من يدري معنى ” الغير تقليدية دي ” هل سلبهم أو منعهم السادات أسلحتهم؟! فلو قلت لي : نعم سلبهم السادات سلاحهم .. سأحاول أصدقك لكنني ح أسأل سيادتك : فما الداعي إذاً لوجود حراسته أصلاًَ ؟ بل وجود 7 جهات رسمية عاتية وحصينة منوط لها حماية الرئيس ؟! وهل هي كانت موجودة لحماية الرئيس ” منظرة فقط ” أم مزودة بقوة سلاح ؟! ومتى يحتاج الرئيس للحماية ؟ هل في أوقات تهديد حياته واستهدافه أم في أوقات الدلع والفرفشة ؟! وأنت أكثر من يعلم أن الجو مكهرب والصورة سودة والموضوع ” شيئ فظيع ” والبلد متأزمة والرئيس مستهدف وبقوة ولديكم شرائط فيديو صوت وصورة وأكرر تهديد ووعيد لـ ” الولد الهارب ” ويعتقد وتعتقدون أن هناك عدواناً قد يأتي بطائرة تدخل في المنصة أو عدو سيأتي من خلف المنصة .. تفتكر بالبلدي كده الريس كان سيطنش كل هذا ويأمر حراسته بالدخول إلى ساحة المنصة والعرض العسكري بدون سلاح؟!! أعتقد كلام غير مقبول وغير منطقي وغير مقنع وبالبلدي كده ما ياكلش يا ريس !
- طيب وما فائدة الخطة الأمنية التي وضعت في المنصة وهي الكردونات والخطوط الدفاعية الثلاثة والتي تحدثنا عنها آنفاً في هذا الكتاب ؟! هل كانت كلام على ورق مزقه الرئيس وقال لكم : ع البركة .. انزعوا السلاح واتركوها على الله ؟!! أعتقد في عالم السياسة والعسكرية والفِكر والحسابات العقلية والنقلية لا يصح هذا الكلام يا ريس !!
- طيب .. يفهم من كلامك أن حرس الرئيس كانوا يحملون أسلحة عبارة عن مسدسات بس .. مش كده ؟! طيب وماله .. مش عيب .. أظن برضه ح تقوللي لم تكن مسدسات غير تقليدية ؟! والغير تقليدية تعني أنها أقوى وأفضل وأكثر دقة من الرشاشات البورسعيدي التي كانت مع الجناة إياهم؟! طيب ح أقول لسيادتك ماشي .. وح اصدقك .. كانت مسدسات رجال الحراسة تقليدية .. التقليدية دي ما بتضربش ولاَّ بتضرب ؟! وخلينا بلدي شوية بلا وجع دماغ ؟! إيه – بلاش مين – اللي منعهم أنهم يضربوا الجُناة بالمسدسات في رؤوسهم .. وتركوهم حتى انتهوا من العملية بعد أن قفزوا من المركبة وجروا على أقدامهم مسافة أكثر من 30 متراً وضربوا قنابل دخان وهلما جرا من حركات وأفعال ثم أطلقوا النار على الرئيس السادات ” بفعل فاعل يا ريس!! ” لماذا لم يستخدم حرس الرئيس من الجهات السبعة أسلحتهم ” مسدساتهم التقليدي ” في ضرب الجُناة سواء ( قبل أو أثناء أو بعد ) إطلاقهم النار على الرئيس السادات ؟! لم يضرب أحد منهم أي من المجرمين إلا بعد أن انتهى المولد وسقط الجناة من الإعياء بعد أن توجهوا باتجاه رابعة العدوية !! لماذا ؟!
- قال الرئيس : ” أعتقد أن للمباغته وصدمة المفاجأة أثرها لأن الحادث لم يستغرق في مجمله سوي 45 ثانية ” أرى أن الرئيس وأجهزة الأمن والدولة تحاول أن تختصر وتختزل وتوجز وتقُص وتقطع وتقتطع وقت عملية اغتيال السادات في 45 ثانية .. بل عددت الروايات فيها إلى 35 ثانية .. ثم 40 ثانية .. ثم 45 ثانية .. يعني أقل من دقيقة . والحقيقة يجدر بنا أن نتوقف مع زمن عملية إغتيال السادات .. وقد تحدثتُ في موضعٍ سابق مبيناً زمن وتوقيت ومدة عملية اغتيال الرئيس السادات بالضبط وفقاً لمنطوق النيابة والحادث وتحقيقات النيابة وخلصنا إلى أنه يساوي قرابة الـ 6 دقائق وليس 45 ثانية كما أشاعت الجهات المسئولة !!
أقولك يا ريس .. بلا وجع قلب .. وسلامة قلب سيادتك يا ريس ودعنا نستكمل ردك على أسئلة المصور في 30 أكتوبر 1981 :
واستكمل الرئيس مبارك إجابته فقال :
” وعلي كل فإن التحقيق جري مع حرسه الخاص ولكن الملابسات والوقائع المحيطة لا تكشف عن شبه إهمال أو تراخ من حرسه الخاص الذي لا يحمل في العادة سوي المسدس “
تعليق مفقوع قوي :
بتقول إيه يا ريس ؟! سمعني تاني كده ؟!
باقول لك إيه عزيزي القارئ خُذ عندك هذه الملاحظة وهذا التعقيب لأنني مفقوع المرارة ومفرقع المش عارف إيه والبروستاتا نفسها مش مظبوطة :
- مرة أخرى نلاحظ أن الرئيس انتهى من التحقيق مع رجال حراسة السادات -هذا إن كان حدث تحقيق من أصله – وخلص التحقيق كما قال حسني مبارك بعدم إدانة أي أحد أو حتى شبهة إدانة لأي من حرس السادات ؟! كيف هذا ؟! ألم يقصروا أبداً ؟! طيب من الذي قصَّر وعنده شبهة تقصير وقلة أدب وغلطان ؟! خالد الإسلامبولي أم السادات أم أنا أنيس الدغيدي أم أنت عزيزي القارئ ؟! طالما أن حرس الرئيس لم يثبت عليهم أي شبهة تقصير أو تراخ ؟! يعني الرئيس يتم اغتياله وسط رجال القوات المسلحة وعلى أرضهم ووسط ترسانته المسلحة ولا تقصير من القوات المسلحة ؟!! ولا يحب أو يجوز حسابهم أو حتى مسائلتهم ؟! طيب أحاسب مَنْ ؟ وزارة الكهرباء؟! يتم اغتيال الرئيس وسط حراسته المتعددة والمعدودة بـ 7 جهات حراسة جميعها موجودة على المنصة وحوله وأمامها وبجوارها ولا يتم إطلاق طلقة واحدة على الجناة لمنعهم والرئيس مبارك يقوللي مافيش شبهة تقصير ؟! إزاي بقى يا ريس ؟! طيب مين اللي قصَّر يا ريس ؟! أمي ؟!! كان واجب على أمي تذهب تدافع عن الرئيس السادات ورجال حراسته وكبار قادة الدولة ؟! هذه أغرب إجابة لأخطر سؤال واجه حسني مبارك في حياته !! طيب هل نفذ الأمن وحرس الرئيس الخطة الكردونية الثلاثية الأبعاد التي كانت تحوط الرئيس لتمنع عنه الخطر ؟؟!!
- تعرف يا ريس بالبلدي كده .. لديك دليلاً واحداً في يدك تسجن به كل حرس الرئيس ورجال العسكرية المصرية الذين حضروا العرض العسكري وليس الذين كانوا يقفون أمام وحول وبجوار الرئيس على المنصة من قوات حرسه وجهات حراسته السبعة فقط .. عارف إيه هوه الدليل ده يا ريس : إن حِتة عيل عمره 27 سنة أطلق الرصاص على الرئيس فقتله بعد ما فرَّج عليكم الدنيا وسيادتك بكل شجاعة !! نزلت على الأرض تحت سور المنصة أنت ووزير الدفاع وانبطحت الحكومة على الأرض والجدع اللي يرمي على نفسه كرسي .. ومسخرتم هيبة مصر العظيمة في الوحل .. المهم هذا الولد اللي اسمه حسين عباس محمد خرج ” عادي جداً ” ولم تتمكن حراسة الرئيس ولا عسكرية سيادتك المقدسة من القبض عليه .. يجب أن تحاكمهم جميعاً على هذا السبب فقط .. هروب جاني كان أمامهم بشحمه ولحمه ويهرب ليخرج ببساطة ويقيم ثلاثة أيام يحكي حكايتكم السودة !! مش كده برضه ولاَّ إيه ؟! وتقوللي عجزت وسائل التحقيق أن تدين حرس الرئيس في شبهة تقصير أو تراخٍ ؟!! صباح الخير يا ريس .. ومية وعشرين مِسا !!
ودعونا نستكمل معاً بقية إجابات الرئيس مبارك عن تساؤلات المصور :
قال الرئيس : ” الغريب في الحادث أن الرئيس السادات الذي عاش كل حياته نضالا من أجل مصر قد افتدي بموته وطنه من مصير أسود كان يمكن أن يتردي فيه أما عن ما كشف عنه الخونة الأربعة مخيف ومذهل إنني أتساءل : ماذا كان يمكن أن يحدث لو ان الأربعة لقوا مصرعهم بعد حادث الإغتيال كيف كان ممكنا ان نعرف أبعاد ما كان يحيكه هؤلاء الارهابيون لمصر .. ماذا أقول : مثلما كانت حياة السادات نضالا من أجل مصر كان استشهاده فداء لهذا البلد الذي أحبه كثيرا وكرس كل حياته من أجله .
سؤال : سيادة الرئيس : إننا في النهاية أمام مجموعة من الشباب تسلط عليهم فكر الارهاب وتسلطت علي رؤوسهم مفاهيم خاطئة عن الدين لقد كنت في اجتماع أخير مع شيخ الأزهر وعدد من المسئولين عن الدعوة الاسلامية أين مسئولية الازهر في مقاومة ذلك ؟
الرئيس : مسئولية الأزهر ضخمة وهامة الأزهر مسئول في المرحلة القادمة ازاء توعية الشباب وتعليم الناس أصول الدين الصحيح ومقاومة أي انحراف يهدف الي أدخال مفاهيم مغلوطة باسم الدين ولكن هدفها الحقيقي التسلط بالارهاب علي مقدرات الشعب وإعادة البلاد الي الخلف وهدم فرص تطوره وادخاله في دوامة من العنف والارهاب .
تعليق كوميدي :
الرئيس اتشح مسوح الوعاظ والأئمة وألقى بالتوصيات والتهمة على الأزهر.. طبعاً أليس رئيس الجمهورية ؟! ولا تعليق !!
سؤال : سيادة الرئيس : هل يمكن أن نعرف ماذا بقي من فلول جماعات الارهاب التي تطاردها قوات الأمن ماذا عن حجم هؤلاء الذين مازالت القوات تتعقبهم في أوكارهم نقيسهم بالعشرات أم بالمئات ؟
الرئيس : لا أعتقد أن مجمل الذين تورطوا في مؤامرة الإرهاب يزيدون على 500 شخص في الأغلب وان قوات الأمن تداهم أوكارهم ووزارة الداخلية تعلن بيانا بالاعداد التي يتم ضبطها وطبقاً لبيانات الداخلية فان من تم القاء القبض عليه من أعضاء هذه الجماعات الإرهابية يصلون الآن الي 397 شخصا ولا أعتقد أن هناك أعدادا كبيرة مازالت تحت المطاردة لا أعتقد أن العدد يمكن أن يزيد علي 500 شخص المهم أننا استطعنا بالفعل القبض علي أعضاء هذه التنظيمات بكاملها كما أن خريطة هذه التنظيمات قد أصبحت واضحة بحيث أصبح في الامكان أن نقول أننا نطارد الآن أعدادا محدودة ومعروفة لأجهزة الأمن .
تعليق صغير جداً .. بس ح يكبر بعد شوية :
لنتذكر جيداً ما قاله الرئيس مبارك عن أعداد مِنْ تم القبض عليهم من الجماعات الإرهابية فقال : ” هذه الجماعات الإرهابية يصلون الآن الي 397 شخصاً ” ولم يقل 396 أو 398 .. الرجل كان دقيقاً في أرقامه .. واضحاً في قراره .. مش كده؟! ح نشوف بعد شوية !! ورانا إيه !!
وإلى التليفزيون المكسيكي
يوم السبت 24 أكتوبر 1981 وفي حديثه للتليفزيون المكسيكي ماذا قال الرئيس محمد حسني مبارك عن حادث المنصة والجناة ؟
بادره المذيع بقوله :
سؤال : سيادة الرئيس ما هي المتاعب التي تواجهكم بعد توليكم منصب الرئاسة بعد رحيل أنور السادات ؟
الرئيس : المشكلة الأولي التي تواجهني الآن هي أمن البلاد وأمن الشعب وأمن المواطن هنا بعد اغتيال الرئيس السادات يوم السادس من أكتوبر علي أيدي نوع من المتطرفين المسلمين الذين أعتبرهم أبعد ما يكونون عن حكم الإسلام وتعاليمه ويمكنني القول بأنهم أقرب إلي تعاليم وحكم الخميني والذي لا نعتبره مسلما بأي حال من الأحوال .
تعليق بغير تعليق :
يكشف مبارك عن مواهبه في كشف المستور وعِلِم المكنون حين يقول عن “الخميني ” والذي لا نعده مسلماً بأي حال من الأحوال !! وطبعاً أنا شخصياً ضد الخميني ومذهبه واتجاهه .. لكن مسألة أسلمة أو تهويد أو تنصير وتصنيف الناس والحكم عليهم بالإيمان أو الكفر أو الجنة والنار ليست إلا في علم الله عز وجل وحده ولا ينازعه فيها عز وجل مخلوق لا مبارك ولا غير مبارك .. أما وأن الرئيس مبارك يمنح نفسه هذا الحق .. فهو حُر !! وأرى ألا أدخل معه في حوارٍ ديني حول الإيمان والكفر والإسلام وسواه .. وإلا أصبح الحديث مع سيادته مضيعة لوقته الغالي !! فالرجل عهدناه يفتي في العسكرية .. ولا بئس لكونها مجال خبراته .. وقد أفتى في حادث المنصة وله مبرراته .. ولا حرج .. لكن الفتوى في الدين لها أصول وأُسس وجذور وعلوم يا ريس .. وصباحوا ورد !!
ودعونا نستكمل إجابة الرئيس للتليفزيون المكسيكي فقال :
” ويجري حالياً التحقيق مع أولئك الذين تم اعتقالهم ممن نفذوا عملية الاغتيال وقمنا أيضا باعتقال بعض الأشخاص الآخرين وهؤلاء الذين اعتقلناهم ورد ذكرهم علي لسان الملازم الذي اغتال الرئيس السادات ونحن نتخذ الحد الأقصي من الإجراءات لضمان أمن الشعب وأمن البلاد وسنكون في منتهي الصرامة مع هؤلاء الأشخاص .
وإلى جريدة الأهرام
ويوم الجمعة 23 أكتوبر 1981 قال حسني مبارك في حديثه إلي جريدة الأهرام عن حادث المنصة ما يلي :
س : بدون المساس بالتحقيق هل الصورة كما تجمعت خيوطها عند سيادتكم بمثل هذا الحجم من البشاعة ؟
الرئيس : الصورة فعلاً بالغة البشاعة ولكن الحمد لله أن الرئيس الراحل أنور السادات اتخذ القرار الذي تم الاستفتاء عليه وتم القبض علي جزء من قيادات الجماعات الإرهابية ولولا هذا لنجح الإرهابيون في تحقيق مخططاتهم الرهيبة مما كان يقتضي معالجة بالغة الصعوبة للموقف فقد كان ذلك معناه اتخاذ إجراءات قمعية جسيمة لم يكن من الصالح اتخاذها لأن ذلك معناه التأثير علي مناخ الديمقراطية .
س : نعود مرة أخري إلي جريمة الاغتيال .. هل ظهر وجود جهات أجنبية وراءها ؟
الرئيس : حتي الآن لم تظهر التحقيقات وجود أي جهات أجنبية وراء الجريمة وذلك بالرغم من كل ادعاءات سعد الشاذلي من أنه المسئول وسعد الشاذلي الذي خان بلده يمكن أن يخون أي نظام يعمل لحسابه ولا أريد أن أتكلم عنه لأن القوات المسلحة المصرية تعرف عن مواقفه الكثير .. وقد أعلنت جهات أخري مسئوليتها عن الاغتيال والهدف كما هو واضح محاولة استغلال الحادث البشع بطريقة رخيصة للارتزاق من الدول الرافضة أما البيانات المزينة التي أصدرها سعد الشاذلي وأمثاله فقد رد عليها الشعب المصري الأصيل بإجماعه علي استمرار المسيرة وملء الفراغ في إطار من الالتزام الدقيق بالشرعية الدستورية مما جعل عملية انتقال السلطة كما أجمع كل العالم تتم في إطار ديمقراطي كامل .
س : بالنسبة للعمل على تحقيق الأمن والاستقرار للمجتمع المسألة كما أكدتم سيادتكم تحتاج إلي الصرامة وإلي مكاشفة الشعب بكل الحقائق هل تري سيادتكم أن قانون الطواريء يمكن أن يساعد علي تحقيق الأمن والاستقرار ؟
الرئيس : الواقع أننا حين أعلنا حالة الطوارئ كان الهدف هو تحقيق أمن المواطنين وأمن البلد ولن نستخدم هذا القانون إطلاقا لأهداف سياسية أو لأي أهداف أخري لقد كان إعلان حالة الطوارئ ضرورة لتحقيق الاستقرار ومواجهة الشغب والإرهاب وقد أعلنا ذلك عقب جريمة الاغتيال ولن نتهاون أبدا في تطبيق القانون وأنا أتصور أن هذه العملية أعني تحقيق الأمن والاستقرار سوف نحتاج إلي عدة شهور وإذا حصل الاستقرار بسرعة وانتظرنا فترة أخري لنتأكد من عودة الأوضاع الطبيعية فسنوقف العمل بقانون الطوارئ لأننا لو أوقفنا العمل بالقانون قد تظن بعض العناصر المخربة أنها يمكن أن تعود لزعزعة الاستقرار وأنا أتوقع أنه بمساعدة المواطنين وقيام الأجهزة المختلفة بواجباتها أن الاستقرار سيتحقق ونحن لا نريد تطبيق قانون الطواريء فنحن نريد أن تعود الحياة الطبيعية ونبدأ في معالجة المشكلات التي أمامنا من خلال الحوار مع أحزابنا السياسية بشرط أن يكون تحقيق الصالح العام هو الهدف الرئيسي أمامنا جميعا .
ملاحظة هامة جداً :
لن أعقب على قانون الطوارئ الآن .. لأننا لسنا بصدد الحديث عنه فله موضوع خاص في كتاب آخر .. لكننا الآن بصدد الحديث عن أكاذيب وملابسات جريمة حادث المنصة .
س : هل صحيح ما يقال من أن التحقيق كشف عن أن شخصيات من المعارضة كانت في قائمة الاغتيالات التي أعدتها الجماعات الإرهابية ؟
الرئيس : ضاحكا الحقيقة أن شخصيات عديدة بما فيها شخصيات من المعارضة كانت في القائمة وكان في القائمة أيضاً شخصيات ستعين في الوزارة الجديدة . وطبعا كان في تخطيطهم كافة القيادات ومعني ذلك أن هذه التصفيات الجسدية التي كان مخططا لها كانت لن تبقي المعارضة ولا غيرها وليس هذا غريبا فإذا كان نموذجهم هو خوميني فإن خوميني لم يترك أحدا ولم تبق لديه لا قيادات سياسية ولا قيادات عسكرية .
ملاحظة حمراء :
سيكتشف القارئ العزيز بعد نهاية هذا الكتاب أنه ليس هناك مخطط لدى أية جماعة ولا خطة جاتوه ولا قائمة اغتيالات ولا وزارة يعدون لها ومن دلائل ذلك التي تحضرني الآن مباشرة قول أبو العلا ماضي وقلنا أنه أحخد قيادات الجماعات الإسلامية حيث قال لقناة الجزيرة في الحوار المستدل به في موقع آخر من هذا الكتاب : مقتل السادات لا يُنسب للجماعة الإسلامية ولا لجماعة الجهاد لأنهم كانوا يتباهوا بأنهم قتلوا السادات والحقيقة هم لم يقتلوا السادات الذي فكر.. الموضوع مشروع فردي خالد الإسلامبولي كان مشروعا فرديا لم يكن عضوا في الجماعة الإسلامية .
فأين قائمة الإغتيالات إذاً ؟! طالما أنه لا جماعة إسلامية ولا جماعة الجهاد لها علاقة بحادث المنصة ؟! وطالما أنا لإسلامبولي – على اعتبار أنه القاتل – طالما أنه ليس عضواً أصلاً في أية جماعة إسلامية ولقد علمنا في موضع آخر من الكتاب كيف أنه حاول الإعتذار عن المشاركة في العرض لقضاء إجازة العيد مع أهله في ملوي بالصعيد ؟! فأين قائمة المتطرفين يا ريس ؟!
ما علينا دعونا نستكمل بقية حوار الرئيس :
س : ولا حتي قيادات دينية ؟
الرئيس : ولا قيادات دينية كما تقول .. ومعني ذلك أنهم كانوا يهدفون إلي القضاء علي كل القيادات .
ملاحظة رااااائعة لسيادة الريس :
طالما أنهم كانوا يريدون القضاء على طل القيادات لماذا قال لك افسلامكبولي أنا لا أريدك يا فندم .. احنا عايزين فرعون .. مش كانتفرصة برضه يا ريس ؟! من وجهة نظرهم أقصد !! أم أنهم كانوا ناويين يجربوا سيادتك في الحكم فغذا فشلت – من وجهة نظرهم – نرجع تاني نعيد أيام زمان ؟! أعتقد غير منطقية يا ريس .. مش كده برضه ؟!
وكان الجزء للحوار الذي نشرته الأهرام في اليوم التالي 24/10/1981 :
سؤال : لقد أكدت بالأمس أن استقرار مصر وأمن وأمان كل مواطن في مصر .. هو الموضوع الرئيسي الذي يجب أن نعطيه الأولوية المطلقة .. بعد أن تكشفت لكم أبعاد المخطط الرهيب الذي كان سيؤدي في النهاية إلي ثورة خومينية بمعني الكلمة تعود مصر إلي 50 قرنا من الزمان إلي الوراء وستودي بحياة كثير من المواطنين في هذا البلد .. وإذا كانت الصورة بهذه البشاعة فما هي الأبعاد الأساسية وراء هذه التنظيمات التي كانت ستغرق مصر في بحر من الفوضي والإرهاب لا نهاية له ؟
الرئيس : حتي لايتأثر سير التحقيقات فإن ما يمكن أن أقوله أنه لا يوجد لهم تنظيم داخل القوات المسلحة وإنما ما فعلوه أنهم نجحوا في تجنيد عدد قليل من الضباط وبعض ضباط الصف كما أن عدد الضباط الذين نجحوا في تجنيدهم ليس لهم اتصال مباشر بعملية الاغتيال وإنما ينتمون إلي الخوارج المدينين لهم بالولاء .
بل إنه اتضح أن التعليمات التي صدرت إلي الذين تم تجنيدهم هي ألا يحاولوا جذب أي من العسكريين في وحداتهم لخطورة ذلك عليهم ..حيث كانوا يؤمنون بأن مثل هذا سيؤدي إلي كشف مخططهم والدليل علي أنهم يبعدون كل البعد عن القوات المسلحة إن الملازم أول خالد الإسلامبولي لم يستخدم أيا من أفراد وحدته أو كتيبته وإنما سرب أفرادا من الخارج
لم يثبت بالدليل القاطع حصولهم علي ذخائر من داخل القوات المسلحة وكل الذخائر التي حصلوا عليها من المهربين ومن الذخائر التي تسربت خلال الحروب السابقة وخاصة حرب 67عندما انسحبت القوات المسلحة المصرية من سيناء وتركت كثيرا من الذخائر علي أرضها .. لدرجة أن بعضا منها حتي الآن ما زال يكتشف مدفونا تحت الرمال .
اعتمدوا في مسألة التمويل علي دس بعض الناس في المساجد لجمع التبرعات بحجة توزيعها علي الفقراء في الوقت الذي كانوا يستخدمون معظمها لتمويل عملياتهم التخريبية .. كما أن هناك من الدلائل ما يشير إلي أن هناك تمويلا كان يأتي إليهم من الخارج .
الشعور داخل القوات المسلحة أنهم ضد كل أنواع الإرهاب والتطرف ..وهناك إجماع علي أن تبتعد القوات المسلحة تماما عن مثل هذه الأمور وهذا هو الذي دعا إلي نقل عدد من الضباط وضباط الصف إلي وظائف مدنية ..ليس لأن لهم اتصالات بهذه التنظيمات ولكن لضمان أمن القوات المسلحة وسلامتها .
ملاحظة وتعقيب من جنابي على قول الرئيس مبارك :
- منذ البداية يحاول الرئيس مبارك أن يبعد القوات المسلحة عن منطقة الإتهام والصراع ويبرئ ساحتها ظالمة أو مظلومة .. لستُ أدري لماذا ؟!
- يلقي الرئيس مبارك بالتهمة على من اسماهم بـ الخوارج وحدهم !!
- ينفي دون علم و” قبل أن تنتهي التحقيقات ” حصول الجناة على أية اسلحة من داخل القوات المسلحة ويرجع ذلك إلى أن السلاح والذخيرة التي حصلوزا عليها إنما هي من مخلقات ومهربات حرب 1967 !!! في نكتة غريبة .. لقد أبعدت النجعة يا ريس !! طيب إذا كان الجُناة لم لم يحصلوا على السلاح من ” داخل القوات المسلحة ” فمن الذين ساعدوا خالد الإسلامبولي ورفاقه في دخول هذه الأسلحة والذخيرة والقنابل إلى داخل الجيش ومعهم 3 كارنيهات مزورة و3 أفراد ليسوا في الجيش أصلاً ؟! ومَنْ الذي سمح لهم باختراق كل نقاط التفتيش العشرة الحصينة التي تقوم بالتفتيش على السلاح والذحيرة الحية وإبر ضرب النار ؟! ومن الذي أمَّن لهم وصولهم إلى المنصة نفسها ؟! ومن الذي منع أو أعمى ” كل ” رجال حراسة الرئيس من الإقتتال أو حتى نية الإشتباك مع الجناة أو حتى قتلهم؟! مَنْ فعل كل ذلك ؟! هل أيضاً أحد العملاء في حرب 1967 طالما النكسة بنت اللذينة دي تتحمل كل خطايا وأوزار مصر ؟! أم تراه أحد منذ أيام الهكسوس ؟! أعتقد برضه كلام سيادتك غير منطقي وغير مبرر يا ريس .. مش كده برضه ؟!
ما علينا .. لنستكمل مع سيادته بقية حديثه للأهرام .
س :متي ستنتهي التحقيقات التي تجري الآن داخل القوات المسلحة حتي يمكن إعلان نتائجها بالكامل فتتضح الصورة الكاملة أمام الشعب كله ؟
الرئيس : لقد شكلت ثلاث مجموعات من مكتب المدعي العسكري : مجموعة لتحقيق الجانب الجنائي .. وفي تعاون وثيق مع المدعي العام الاشتراكي الذي يحقق مع من قبضت عليهم أجهزة الأمن حتي يمكن كشف النقاب عن أية مخطط قد يكون مختفيا وراء هذه الأعمال والتحقيق في هذا الجانب يسير في خطي حثيثة جدا إلي أن يتم عرض نتائج التحقيق تمهيدا لعرض نتائجه وتحديد التهم الموجهة المتهمين .
أما المجموعة الثانية فقامت بدراسة نظام تأمين منصة العرض العسكري وحماية الرئيس لمعرفة الثغرات وما إذا كان هناك تراخ أو إهمال لكي يتم تجنب ذلك في المستقبل .
وهنا يجب أن نضع في الاعتبار عند هذه النقطة بالذات أن قنبلتين لمن تنفجرا .. ولو انفجرتا لقضي على من في المنصة كلهم .
أما المجموعة الثالثة فإنها تقوم بالتحقيق داخل الوحدة العسكرية نفسها لمعرفة كيف تسرب الأفراد الثلاثة والذخيرة إلى ( السرية التي كان يقودها خالد الإسلامبولي وستعرض علي نتائج التحقيقات في آخر هذا الأسبوع ) .
ملاحظة زي الفُل قوي :
الله يا ريس ؟! يعني التحقيقات لم تنتهِ بعد ؟! وستصلك نتائج التحقيقات آخر الأسبوع !! الله طيب كيف أجبت عن الأسئلة السابقة بحزم وحسم وقطع وبت في الأمر كأنك انتهيت وقرأت وطالعت وبحثت كل التحقيقات ؟!! ألا تعتقد أن هذا مخالفاً للقانون والعقل والمنطق ؟! وأن سيادتك تجيب كما تشاء وفقاً – على الأقل – لبعض النتائج أو الاستنتاجات أو الحقائق وليس كل الحقائق !! ألم يكن من الأولى أن تنتظر سيادتك بفتواك عن حادث المنصة حتى تنتهي جميع التحقيقات التي ستبلغك ” آخر الأسبوع ” ؟!! وعلى كل حضرتك حُر يا ريس .. ما أنت الريس واحنا الشعب .. اعمل فينا اللي سيادتك عايزه بمزاجك ملعون أبونا رعاع ولاد كلب !
ودعونا نستكمل مع سيادته بقية الحوار :
سيادة الرئيس : هل كان المخطط الإرهابي قادرا علي القيام بثورة خومينية في الوقت الحاضر وهل كانوا جاهزين لهذا العمل البشع ؟
الرئيس : لقد كانوا بالفعل يخططون للقيام كما قلت بثورة خومينية متطرفة ولكن كان من المفروض ألا يتم ذلك قبل سنة علي الأقل وكانوا قد جهزوا كل شيء .. وعندما قبض الرئيس أنور السادات علي القيادات أحسوا أنهم في خطر وأن مخططهم قابل للإجهاض .. فبدأو يفكرون في القيام باغتيالات كثيرة وفي مناسبات مختلفة .. وقد نجحت بكل آسي وأسف المحاولة في اغتيال الزعيم الراحل ثم انتقلوا بعد ذلك إلي أسيوط في محاولة منهم لإشاعة الفوضى والقلاقل ثم الانتقال إلي مدن أخري في الصعيد بالذات علي أمل أن يستقطبوا إلي جانبهم العناصر المتطرفة والمعارضة وقد يؤدي هذا إلي السيطرة علي البلد ..بعدها تبدأ حركة اغتيالات لجميع المثقفين والقيادات بالكامل بأسلوب خوميني تماما علي أمل أيضا أن يقف الشعب وسط هذا الجو الإرهابي الدموي موقفا سلبيا يكفل لهم اليسطرة علي مقاليد الأمور علي أي حال فإن ذلك كله سوف ينشر بالتفصيل علي الشعب أيضا أعلنها هنا سوف تكون محاكمتهم محاكمة عامة أمام بصر وسمع كل فرد من أفراد الشعب .
سيادة الرئيس : إذا تركنا الآن الجانب العسكري جانبا بعد أن ثبت أن القوات المسلحة ليس لها أي دور في كل ما جري وأن الذين قاموا بالمخطط الإرهابي هم من خارج صفوفها أو بعبارة أدق ليسوا علي اتصال مباشر بأفرادها .. والسؤال الآن من هم هؤلاء الأفراد وما هي أفكارهم واتجاهاتهم ومتي بدأت أجهزة الأمن في الكشف عنهم ورصد تحركاتهم ومخططاتهم الإرهابية ؟
الرئيس : لقد بدأت أجهزة الأمن في مراقبة أفراد هذا التنظيم وحصر تحركاتهم بكل دقة منذ شهر يونيو الماضي وأمكن تحديد العناصر المنتمية لهذا التنظيم والأماكن التي يستخدمونها في التدريبات العسكرية التي تقع ما بين الكيلو 8 9 من طريق الواحات وتم العثور على فوارغ الطلقات المستخدمة في التدريب وكذلك لوحة التنشين .
ولقد تم بالفعل تسجيل 3 لقاءات لأفراد التنظيم بالصوت والصورة وشاهدها الرئيس السادات بنفسه اللقاء الأول يوم 21 سبتمبر الماضي والثاني يوم 24 سبتمبر والثالث يوم 25 ستبمبر ..وتضمنت هذه اللقاءات المسجلة اتفاق أعضاء التنظيم علي شراء أي كمية من الأسلحة والذخيرة بأي ثمن وإصرارهم علي أن أول طلقة من هذه الأسلحة ستوجه إلي صدر السادات.
سيادة الرئيس : بعد الكشف عن هدف المخطط ألم يكن الأمر يقتضي تحركا سريعا لمواجهتهم ؟
الرئيس : هذا ما تم بالضبط لقد تم تقييم الموقف وبحث ما إذا كان من الصالح استمرار المتابعة لكشف أبعاد جديدة وأسماء جديدة أم التعجيل بضبط هذه العناصر .. وقد رئي التعجيل بضبطهم لعدة اعتبارات حيث لوحظ خلال كافة لقاءاتهم المسجلة تلهفهم علي مزيد من السلاح بأي مبالغ ووجود سلاح فعال في حوزتهم وما اتسمت به تصرفاتهم من ميل إلي العنف والتهور وبخاصة ما ذكروه صراحة من أن أول رصاصة ستوجه إلي الرئيس الراحل وتوقيت وتلهف هذه العناصر في طلب السلاح قبل زيارة الرئيس لمحافظة الدقهلية يوم 26/9/1981 وما سيتبعها من انعقاد للمؤتمر العام لحزب الوطني يوم 28/9
وقد تأكدت صحة قرار التعجيل بالضبط وتوقيته فيما أسفرت عنه بعد ذلك عمليات التفتيش عن ضبط أسلحة وذخائر وبعض المخطوطات التي تشير إلي حركة التنظيم وتخطيطه لاغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات .
حيث عثر بداخل المسكن الذي تلتقي فيه الجماعة علي كمية من الأسلحة والذخيرة وبعض الأوراق التي تضمنت حصرا لتحركات الرئيس الراحل حتي يوم 9 نوفمبر القادم وكذلك صور لبعض كبار المسئولين وتبين أن هذا المسكن خاص بعبود الزمر الذي ثبت أنه علي علاقة وثيقة بخالد الإسلامبولي .
كما تركزت مناقشات أعضاء التنظيم الإرهابي حول ضرورة تجميع الجماعات المتطرفة مثل التكفير والهجره .. ورغم اختلاف أفكارها ..حول فكرة الجهاد المسلح ضد نظام الحكم القائم والعمل لقيام ثورة خومينية وضرورة تدريب العناصر الصالحة من هذه الجماعات علي استخدام السلاح استعدادا لقتال الحكومة لتحقيق هذا الهدف .. وأن يكون أساس اختيارهذه العناصر توافر صفات التطرف والطاعة وكتمان الأسرار .
ملاحظة هاااااااااامة وتعقيب :
- لن أتوقف أمام عبقرية السائل الصحفي للرئيس مبارك حين سأله : ” سيادة الرئيس إذا تركنا الآن الجانب العسكري جانبا بعد أن ثبت أن القوات المسلحة ليس لها أي دور في كل ما جري … ” وكأن الصحفي المذكور هو الآخر قد حقق وحسم وقرر وتيقن وعلِمَ أن القوات المسلحة ” خلاص براءة”!! لأننا بصدد التوقف أمام ما يقوله الرئيس مبارك فقط وليس أمام حماقة سائله !!
- الرئيس مبارك أكد مشكوراً أن الأمن ” اليقظ جداً ” اكتشف أمر الخونة في شهر يونيو 1981 أي قبل أربعة شهور من تنفييذ العملية بل وكان محدداً حين قال ” والأماكن التي يستخدمونها في لتدريبات العسكرية التي تقع ما بين الكيلو 8 9 من طريق الواحات ” .. السؤال لماذا لم يقبضوا عليهم مباشرة ؟! بل والأغرب من ذلك أن الأمن والدولة والعسكرية والحكومة وسيادة بلدنا صورت لهم 3 أفلام فيديو صوت وصورة وهم يتدربون ويخططون لاغتيال الرئيس وحدد مبارك التوقيت بالضبط وقال نصاً : “اللقاء الأول يوم 21 سبتمبر الماضي ( أي 1981 ) والثاني يوم 24 سبتمبر والثالث يوم 25 ستبمبر ” أي حتى 25 سبتمبر 1981 قبل اغتيال الرئيس 10 أيام كانوا أحراراً طلقاء .. حتى تم اغتيال الرئيس !! فلماذا لم يقبضوا على الجناة أو أعوانهم من شهر يونيو حتى لحظة اغتيال الرئيس؟! أكرر لماذا لم تقبضوا عليهم طالما أن الأمن يراقبهم بكل دقة على حد قولك؟!
- كما يؤكد مبارك أن الرئيس السادات شاهد الأفلام بنفسه وهم يتوعدونه !! والنبي ده كلام ؟!!
- ودعني أسأل سيادتك يا ريس .. بصراحة ربنا كده : هل هناك شرائط فيديو فعلاً من هذا النوع تم تصويرها لأفراد قرروا اغتيال الرئيس ؟! أم أن الحكاية كده وكده ؟! فبركة ولا مؤاخذة ؟!
ما علينا .. لنستكمل معاً بقية حوار الرئيس مبارك مع الأهرام .
س : هل كشف التحقيق عن مخططهم الكامل لتحقيق هدفهم في القيام بذلك الثورة الخومينية ؟
الرئيس : لقد كانوا يخططون لذلك من خلال 3 مراحل المرحلة الأولي : الانتشار بين القطاعات الجماهيرية المختلفة من خلال التردد علي المساجد والجمعيات الدينية وتجنيد العناصر الصالحة بصرف النظر عن اتجاهاتها الدينية وإعداد السلاح اللازم وتدريب الأعضاء علي استخدامه .
المرحلة الثانية : القيام بعمليات اغتيالات سياسية تستهدف القيادات السياسية والتنفيذية والشعبية بالبلاد ويعقبها إحداث اضطرابات متفرقة توجد نوعا من الفوضي الشاملة التي تؤثر علي قدرة السلطة في السيطرة علي الموقف يصاحبها تحرك لإثارة القاعدة الجماهيرية ضد النظام تمهيدا للاستيلاء علي السلطة
أما المرحلة الثالثة : فتهدف إلي الاستيلاء علي المواقع الحيوية بالدولة كالإذاعة والتليفزيون ووسائل الاتصال العامة وبعض مراكز التحكم في أجهزة الدولة والإعلان عن قيام الدولة الخومينية وقد اعترف عبود الزمر تفصيلا في التحقيقات التي أجريت معه بأن خطتهم كانت تتركز في الاستيلاء علي الحكم وإقامة الحكم الخوميني باغتيال الرئيس السادات والقيادات المعاونة له ثم القيام بثورة شعبية يتم خلالها احتلال وزارة الدفاع ومبني مباحث أمن الدولة بوزارة الداخلية ومبني الإذاعة والتليفزيون وقيادة الأمن المركزي والسنترالات العامة ثم إصدار بيانات وهمية من خلال أجهزة الإعلام عن تأييد الجميع للثورة وحث الجماهير من خلال مكبرات الصوت المركبة بالسيارات لتأييد حركتهم وإذاعة بيانات لعناصرهم بكافة المواقع للتصدي لأعداء الثورة المزعومة وقال أن اغتيال الرئيس السادات كان أمرا عاديا ومطلوبا .
ملاحظة وتعقيب :
- يؤكد الرئيس مبارك أنه تحت يديه أو تحت أيدي رجاله .. مخطط إرهابي من 3 محاور وحسب قوله : ” وقد اعترف عبود الزمر تفصيلا في التحقيقات التي أجريت معه بأن خطتهم كانت تتركز في الاستيلاء علي الحكم وإقامة الحكم الخوميني باغتيال الرئيس السادات والقيادات المعاونة له ثم القيام بثورة شعبية يتم خلالها احتلال وزارة الدفاع ومبني مباحث أمن الدولة بوزارة الداخلية ومبني الإذاعة والتليفزيون وقيادة الأمن المركزي والسنترالات العامة ثم إصدار بيانات وهمية من خلال أجهزة الإعلام ” والسؤال الأحمر : لماذا لم يقتلوا سيادتك يا ريس طالما أن حضرتك أهم فرد في معاوني الرئيس السادات وستأتي بعده في حالة اغتياله ؟! أم أن حضرتك سماح هذه المرة .. واتفضل احكم يا ريس ؟!
- ولماذا تركوا أبو غزالة أيضاً ؟! أليس من معاوني الرئيس وأهم رؤوس قواته ومؤسسته العسكرية ؟! ولماذا قال له : ابعد سيادتك يا فندم لا نريدك؟!
- وكيف لم نر شيئاً قط من خطة الإرهابيين الكُخة ولاد الكلب في احتلال كل ما ذكرته سيادتك من أجل الوصول للحكم طالما قتلوا السادات ؟!
- أعود فأكرر : بصراحة ربنا كده يا ريس كان فيه خطة ولاَّ لأ برضه ؟! أقول لسيادتك يا ريس .. كل النتائج التي وصلنا إليها الآن تؤكد أن الحكاية كلها : أونطة .. يعني فرش حصير .. أي ولا حاجة أبداً .
دعونا نستكمل بقية حوار الرئيس مبارك :
سيادة الرئيس : هل تم القبض علي كل أفراد التنظيم وأحبطت مخططاته تماما ؟
الرئيس : لقد تحركت أجهزة الأمن بسرعة في حادث مدينة أسيوط وأجهضت مخططات التنظيم الدموي في باقي المدن في الوجه القبلي والوجه البحري أيضا .. كما أجهضت المتابعة الأمنية السريعة محاولة عناصر التنظيم تغيير الموقف بالإعداد لتفجيرمبني مباحث أمن الدولة بالجيزة يوم الاستفتاء علي رئاسة الجمهورية وإلقاء عبوات ناسفة علي بعض نقاط تحرك قوات الأمن المركزي
وقد مني التنظيم الإرهابي بخسائر كبيرة نتيجة عملية أسيوط أدت إلي مقتل 10 وإصابة 12 والقبض علي 356 من أعضائه وضبطت معظم أسلحتهم وذخائرهم .. مازالت أوكارهم تتساقط ساعة بعد أخري .
لقد حمي الله مصر من شرور هذه الجماعات الإرهابية التي كانت ستحول هذا البلد الطيب الآمن إلي خرائب وأطلال .
تعليق مؤسف وحزين :
الريس الله يقويه يشعرني أننا في حرب 1973 حين يقول وأوكارهم تتساقط ساعة بعد أخرى ؟!! فأي أوكار وأي سقوط وأين كل هذه الحرب بل أين المخططات والقوة والقيادات ؟؟!!
ما علينا تعالوا نستكمل :
س : هل تسمح لنا ياسيادة الرئيس بالتعرف عن قرب علي أفكارهم الشيطانية التي أرادوا من خلالها تدمير هذا البلد ؟
الرئيس : ضاحكا هم يلبسون مسوح رجال الدين .. والدين منهم براء .. فإن لهم تفسير ا غريبا وعجيبا للدين وشريعته وتعاليمه السماوية .. بل يمكنك أن تقول لهم ابتدعوا لهم شريعة خاصة بهم .. شريعة تقول أن أموال الشعب وأملاكه مباحة لهم .. لا أحد يشاركهم فيها .. بل من حقهم سرقتها .. وأصدروا بذلك فتوي طبقوها بالفعل وسرقوا عددا من محلات الذهب والمجوهرات بحجة الصرف علي احتياجات التنظيم من أسلحة وذخائر وشقق مفروشة ولقد احتفظ أحد قادتهم لنفسه بمبلغ كبير وأخفاه عن الباقين التصفية الجسدية لكل من يقف في طريقهم أو يعارض أفكارهم .. واعتباره كافرا .. وبذلك يصبح دمه حلالا لهم كل من يقف في طريقهم أو يعارض آراءهم تعتبر نساؤه سبايا لهم لا يؤمنون بالأحزاب وهدفهم تصفية كل الأحزاب في مصر ومن لا يدين بأفكارهم بواسطة لجان ثورية وميليشيا علي غرار ما يجري في إيران .
مبارك للنيويورك تايمز وول ستريت جورنال
وفي يوم الثلاثاء أكتوبر 20 أكتوبر 1981 أدلى الرئيس مبارك بحديث لصحيفتي نيويورك تايمز وول ستريت جورنال وقال فيه عن حادث المنصة رداً على سؤال:
س : ماذا علمتم عن الذين قاموا بعملية الاغتيال هل هناك مؤامرة ؟
الرئيس : ان التحقيق لم ينته بعد ولكن بوسعي أن أقدم فكرة مختصرة جداً فان بعض المتطرفين هنا وبعض المتعصبين وقد يكونون من المتعصبين المسلمين الذين يعتقدون مبادئ هي ابعد ما تكون عن الاسلام سيحاولون مجرد تقليد بعض ما حدث في ايران إن موقفنا هنا في مصر يختلف تماما عن ايران ان اخلاق شعبنا وطبيعتنا تختلف تماما عن ايران فقد خططوا لاغتيال الرئيس وربما اغتيال القيادة كلها خلال احتفالات السادس من اكتوبر ثم يعلنون بعد ذلك شيئا يشبه ما يسمي بالثورة الاسلامية ولكنهم لم يتمكنوا من تحقيق مثل هذه الخطة ويستحسن الانتظار حتي الانتهاء من التحقيق .
ملاحظة زي الفُل لسيادته :
- الرئيس هنا أكثر حذراً فهو يستخدم تعبيرات دقيقة مثل : ” أن التحقيق لم ينته بعد ” في حين أن سيادته قال لجريدة الأهرام بعد 4 أيام من هذا الحوار وهذا الكلام للصحف الأمريكية أنه جزم وحسم أن القوات المسلحة ليس علاقة بالموضوع بل وصنَّق وقنن ودرس مخططات الإرهابيين !! وهذا تناقض كبير من الرئيس لا شك !!
- ثم استخدم سيادته تعبيراً دقيقاً آخر هو ( ربما ) حين قال : فقد خططوا لاغتيال الرئيس وربما اغتيال القيادة كلها خلال احتفالات السادس من اكتوبر ثم يعلنون بعد ذلك شيئا يشبه ما يسمي بالثورة الاسلامية ” إذا الرئيس غير متيقن حيث يظن ويعتقد ويتصور ويتوهم ويتخيل لذلك قال ربما واغتيال القيادة كلها .. إذاً ليس لدى الرئيس كما قال للصحافة المصرية اعترافات من عبود الزمر تفيد وجود ” خطة للإرهابيين ” لاغتيال رموز النظام .
- الواضح الآخر أن الرئيس يُصغِّر الحدث فهو يقول ” شيئاً يشبه الثورة الإسلامية !! ” أي ليس ثورة إسلامية .. إذاً ليس هناك مخطط لاحتلال التليفزيون والوزارات والحكومة ومصر بقى يا ريس !! مش كده برضه ولاَّ إيه ؟!
ما علينا تعالى نستكمل حديث سيادتك بلا وجع قلب :
س : يتردد منذ خطابكم امام مجلس الشعب عقب توليكم السلطة انكم ستكونون حاسمين جدا مع هؤلاء الذين يدعون للعنف
الرئيس : نعم سوف أكون صارماً
س : في الأيام القليلة الماضية ترددت أنباء حول القبض علي عدد من الاشخاص وأود تعطينا فكرة عن عدد الذين تم القبض عليهم ؟
الرئيس : لقد ألقي القبض علي كل من ورد ذكره في التحقيق وكل من له نشاط في هذا المجال ولكن حتي ينتهي التحقيق لا استطيع ان اخبرك بالضبط غير انها عملية داخلية وحسب معلوماتي ليس لها من دعم خارجي أو من أي دولة اجنبية وهي من خارج الجيش ولا علاقة للقوات المسلحة بها
س : أنباء تقول إنه تم القبض علي 1500 شخص او اكثر
الرئيس : لا لا اطلاقا فنحن نعلن الحقيقة دائما
س : هم مجرد 230 شخصاً
الرئيس : نعم هم مجرد 230 شخصاً ..
س : هل الملازم الذي قاد عملية الاغتيال ينتمي الي الاخوان المسلمين أم هو من أعضاء التكفير والهجرة
الرئيس : انه ليس من جماعة الاخوان المسلمين وهو من المتطرفين الذين اكتشفنا انهم متصلون بجماعة التكفير والهجرة .
ملاحظة وتعقيب :
مع كل تقديري لمعلومات الرئيس مبارك في حادث المنصة فقد جانبه كل التوفيق تماماً حين قال أن المتطرفين متصلون بجماعة التكفير والهجرة !! لعله يقصد الجماعة الإسلامية أو جماعة الجهاد مثلاً .. حتى هذه وتلك الجناة ليسوا متصلين بها بشهادة أبو العلا السلاموني أحد قيادي الجماعات الإسلامية .. فلا يصح أن يقع الرئيس مبارك في هذه السقطة العمعلوماتية .. التي تؤكد أن سيادته منفصلاً عن رجاله في وزارة الداخلية أو لا يطلع على التقارير .. وطالما لا يعرف أفضل له ألا يصنف .
ودعونا نستكمل حواره :
س : هل تظنون ان هناك مؤامرة اوسع تضم اكثر من الرجال الأربعه الذين نفذوا عملية اغتيال الرئيس
الرئيس : انهم شبكة ولكنها محدودة
س : هل تعرفون حجمها
الرئيس : لقد ألقينا القبض علي كل هؤلاء الناس وجميع اعضاء الشبكة تقريبا 230 شخصا فقط
س : هناك حوالي ثلاثين ضابطا من الجيش ذكر وزير الدفاع انهم نقلوا الي وظائف مدنية هل ينتمي البعض منهم لهذه الشبكة
الرئيس : لا لا اطلاقا لقد استدعاهم وزير الدفاع لأن لهم اتجاهات دينية وتحدث معهم وقد طلبوا نقلهم الي وظائف مدنية خارج الجيش من اجل الابقاء علي القوات
المسلحة بعيدة عن الشبهات .
س : هل تمت موجة الاعتقالات التي اعلن عنها منذ توليكم الحكم من واقع التحقيقات التي جرت مع الاشخاص الذين قبض عليهم يوم حادث الاغتيال
الرئيس : من هؤلاء الاشخاص ومن واقع المعلومات التي لدينا قبل اغتيال الرئيس الراحل وكما تعلم فقد اكتشفنا هذه الجماعة قبل حادث الاغتيال وقبل رحلة الرئيس السادات الي المنصورة
س : هل هم أربعه أو خمسة أولئك الذين قاموا بعملية الاغتيال
الرئيس : حتي الآن هم أربعة
س : هل هؤلاء الأربعة تربطهم علاقة بالعسكريين الذين قبضتم عليهم قبل رحلة المنصورة
الرئيس : لم نقبض علي أي عسكريين قبل رحلة المنصورة
س : معني هذا أنهم لم يكونوا عسكريين بل من خارج القوات المسلحة الذين ألقيتم القبض عليهم
الرئيس : أحدهم يدعي عبود الزمر كان ضابطاً سابقاً
س : أي منهم
الرئيس : عبود الزمر لقد تزوج عبود الزمر أول مرة ولكنه لم ينجب أطفالاً ثم طلق زوجته وتزوج مرة أخري من قريبة له ولكنه لم ينجب أطفالاً ومنذ ذلك الحين في عام 1970 أصبح معقداً للغاية وهكذا اتجه اتجاهاً متطرفاً حتي وصل الامر الي مرحلة التطرف ووصل الي هذه الحالة .
تعقيب :
الرئيس مبارك يتشح هنا مسوح علماء السيكولوجي وخبراء علم النفس ويوضح لنا أن عبود الزمر لم ينجب فتحول إلى إرهابي !! وكأن كل مَنْ لم ينجب يمكن أن يصبح إرهابياً !! كلام غير مقبول خصوصاً من رئيس دولة !!
س : هل صحيح ما يقال انه كان يعمل في المخابرات الحربية
الرئيس : لم يكن في المخابرات ولكن المخابرات كانت تشرف عليه إنه جزء من الاستطلاع.
س : هل كان علي اتصال بالأربعة الذين قاموا بالفعل بعملية الاغتيال
الرئيس : نعم
س : هل هو الذي ألقي القبض عليه في منطقة الهرم بعد عملية اطلاق النار
الرئيس : نعم ان هذا منشور في صحيفة مايو .
س : لقد تعرض الرئيس السادات للنقد عندما أمر بعملية الإعتقالات في شهر سبتمبر بدعوي انه ذهب الي حد بعيد فهل سيادتكم تؤيدون ما قام به ام ترون انه قد ذهب الي حد بعيد أو انه قام بما كان يجب ان يفعله ام انه قام بالشئ القليل في وقت متأخر
الرئيس : اطلاقا اطلاقا لانه لو لم يفعل ما فعله لكان الأمر أكثر خطورة يوم حادث الاغتيال والحقيقة ان بعض الذين قبض عليهم في الخامس من سبتمبر كانوا شركاء في هذا العمل .
س : في الوقت الذي كنت فيه نائبا للرئيس هل نصحت الرئيس السادات باتخاذ اجراءات الاعتقال وهل كنت تشعر شخصيا انه كان يتعين عليه ان يفعل ذلك في وقت مبكر وعلي نحو اكثر شدة .
الرئيس : لقد تحدثت مع الرئيس السادات ربما منذ اكثر من عام مضي عن تزايد المتطرفين وكانت اجهزة الامن في بلادنا قد تابعت ذلك غير ان الرئيس السادات قال ان الوقت لم يحين بعد واننا سوف نحاول معالجة ذلك الي ان حل شهر يوليو الماضي حين تلقي الرئيس السادات تقريرا من الامن يفيد باننا قد وصلنا الي نقطة اللاعودة وانه يتعين اتخاذ اجراء ما وفي ذلك الحين اتخذ الرئيس قرارا بالبدء في هذه الاجراءات حيث تم القبض علي أولئك الناس
س : هل تعتقد انه لم يتحرك بالسرعة الكافية .
الرئيس : اعتقد انه قد تحرك في الوقت المناسب تماما الا أنه في اعتقادي قد تاخر بعض الشيئ .
تعليق مؤسف جداً وشكله مش كويس أبداً :
- الرئيس مبارك هنا يؤكد أنه مع اعتقالات سبتمبر مائة في المائة بل ويجزم أن الرئيس السادات تأخر قليلاً ” من وجهة نظر مبارك ” في اعتقالات سبتمبر حيث كان يجب أن يحسم الأمر قبل ذلك .. وأكد مبارك أنه مع هذه الاعتقالات قلباً وقالباً .. جميل ؟!
- أفضل رد على هذا الكلام هو الريئس مبارك نفسه وأترككم مع حديثه مع عماد أديب مؤخراً قبيل انتخابات الرئاسة إياها فماذا قال مبارك وهو يناقض مبارك 1981 ؟!
* عماد أديب : عندما سألت الدكتور أسامة الباز سؤالا مباشرا وهو: هل كان النائب محمد حسني مبارك مع عملية الاعتقالات بالشكل الذي تمت به في سبتمبر1981, قال لا.. وكانت له وجهة نظر مختلفة وقال لن يقول لك انه كان يختلف لأنه يجب ألا يظهر وكأنه ضد مرحلة الرئيس السادات ؟
** الرئيس مبارك : كلامه مضبوط .
* عماد أديب : فسيادتك برؤيتك وبصيرتك كنت تري ان هذا يدفع الاوضاع نحو وضع خطير ؟
** الرئيس مبارك : صحيح.. واحيانا كنت اقول للسادات إبحث هذا الموضوع لكن من كانوا يحدثونه كانوا متأكدين ولديهم خبرة أكثر مني ويعلمون أكثر منهم وزير الداخلية وغيره والمخابرات .
تعليق على التعليق :
منتهى التناقض !!! كان هذا هو كلام الرئيس مبارك مؤخراً فهل يختلف مع كلام الرئيس مبارك طبعة 1981 ؟! حقيقي أنا مش عارف !!!
ما علينا .. لنستكمل حديث سيادته مع الصحف الأمريكية في 20 أكتوبر عام 1981 :
س : قلتم سيادتكم انكم تعتزمون ان تكونوا اكثر حزما في التصدي للتطرف فهل لديكم اية نية لاطلاق سراح السياسيين ام انكم تعتزمون الابقاء عليهم تحت التحفظ .
الرئيس : كلا انني لا اعتزم استمرار التحفظ علي هؤلاء السياسيين والي ان ينتهي التحقيق مع اولئك السياسيين فسوف يتم اطلاق سراح الذين لا تثبت ادانتهم غير انني اعطي المدعي العام الوقت اللازم للانتهاء من التحقيقات
س : لكنك تنوي ان تكون صارما مثل الرئيس السادات ان لم يكن اكثر صرامة في تطويق الارهابيين المتطرفين
الرئيس : سأكون بالغ الشدة مع الذين يريدون زعزعة الاستقرار في البلاد
س : هل تعتقد انك قضيت علي هذا الخطر
الرئيس : حتي الان لا استطيع ان اقول لك اننا لن نلقي القبض الا علي اقل ما يمكن وفقا للضرورة فانني لا اعتزم اجراء عمليات اعتقال واسعة النطاق دون حاجة لذلك
س : حين اتخذ الرئيس السادات اجراءاته الصارمة اعلن ان هناك سبعة آلاف من المنتمين للجماعات الاسلامية او اكثر لايزالون طلقاء وحذرهم من انه لن يتردد في القبض عليهم اذا دعت الضرورة لذلك وانني اتساءل هل تتجه عمليات القبض الاخيرة الي ما كان يعنيه الرئيس السادات ؟
الرئيس :اننا لسنا ضد الاسلام وكل من يريد الصلاة يستطيع ان يفعل ذلك اما اولئك المتطرفون فاننا لن نسمح لهم بانتهاج هذا السبيل فنحن ضد العنف وضد التعصب بكل صورة
س : ما الذي تعتقد انه يغذي هذه المشاعر لدي هؤلاء الارهابيين ؟
الرئيس : انه تاريخ طويل فقد بدأت في عهد عبد الناصر مع الاخوان المسلمين وحينما اقدموا علي اعمال العنف اتخذ ضدهم بعض الاجراءات في ذلك الوقت وفي أعقاب عام 1967 بدأت هذه الجماعات بالتدريج ولكن ليس علي نطاق واسع وببطء شديد وبعد حرب اكتوبر ومنذ عام 1975 بدات مرة ثانية الواضح انها آخذة في الانحسار الان ولا تحقق مكاسب ان غالبية الشعب ضدهافالشعب يطالبني بأن اكون اكثر شدة حيالها وانني اتلقي العديد من النداءات كل يوم من جميع انحاء البلاد وحتي الان وكما تعرف فقد اعلن وزير الداخلية عن أرقام بعض التليفونات لمواطنينا يتصلوا بالشرطة للادلاء بأية معلومات عن هؤلاء الناس وقد تلقت الشرطة العديد من المكالمات فالشعب يتصل بالشرطة ليخبرها بمعلومات
عن اماكن اختفاء هؤلاء الفارين حيث يتم القبض عليهم هل بوسعك ان تخبرنا عن نوع التنظيم الذي ينتمي اليه الزمر والذي ينتمي اليه الاسلامبولي ؟
مبارك لصحيفة السياسة الكويتية
ولصحيفة السياسة الكويتية قال الرئيس مبارك في يوم الجمعة 6 نوفمبر 1981 :
سؤال : هل من جديد لنتائج التحقيقات الجارية ؟
ج : التحقيقات مستمرة لكن ما هو مؤكد ان الذين قاموا بالعملية هم جماعة إرهابية بعيدون عن الدين وعن تعاليمه ومثله السمحه الدين لا يأمر بهدر الدم والعنف واقول اننا مشطنا مجتمعنا من كل من له علاقة بهذا الحادث او حتي هذا النوع من الارهاب الديني غير المبرر واقول لك انهم قلة فنحن لسنا ضد من يمارس الدين وفق شعائره السمحة اما التطرف الذي هو ضد مفهومنا الديني فأنه تعصب لامبرر له ولا أمر الله به انهم قلة وانتهي امرهم
س : سيادة الرئيس : مرة أخري أريد التأكد هل فعلا هؤلاء متطرفون ام ان الجيش له رأي في القيادة السياسية ؟
ج : كل ماقيل عن تورط الجيش هو كلام مغرض رجال القوات المسلحة الذين هم واجهة الدفاع عن ارض مصر مشاعر الجيش تجاه القيادة السياسية سليم مائة بالمائة انا واحد من هذا الجيش الذي حارب في اكتوبر .. ونظافة هذا الجيش تجاه قضاياه الوطنية نظافة لا أشك فيها وانا اعرف مشاعرهم فالوصل بيني وبينهم لم ينقطع حتي وانا امارس الان دورا سياسيا اذا كان قد تطرف منهم اثنان او ثلاثة لظروف نفسية فان هذا لايعني شيئا ان لكل واحد من هؤلاء الثلاثة قصة دفعته إلي اليأس وقاموا بمغامرتهم هذه احدهم اخوه كما تعرف كان مسجونا مع بعض المتطرفين تعاون مع اثنين كانا مجندين ولهما ارباكاتهم النفسية واستطاع هؤلاء ان ينفذوا ماخططوا له وقد نجح هؤلاء يدفعهم يأسهم لكنهم لايعبرون عن اي شيء تجاه مشاعر القوات السملحة ورجال الجيش .نحن لانرضي ان تمس هذه الاشاعات كيان هذه المؤسسة المناط بها حفظ الامن الوطني وصدقني لو هناك شيء لقلناه .
تعليق من جنابي :
لا يزال الرئيس مبارك ينزه الجيش عن الهوى وينأى به عن الإتهام والسؤال والحساب أو حتى العتاب !! وهذا يتنافى مع ما حدث للرئيس وسط هذا الجيش وترسانتنا العسكرية العظيمة!! لا أحد يا ريس فوق الحساب كما وجعت قلوبنا بهذا الشعار طويلاً طويلاً طويلاً طويلاً طويلاً !! طبعاً سيادتك من تكراري لكلمة طويلاً هذه أليس كذلك ؟! واحنا كمان زهقنا أكثر منك ألف مرة !!
س : سيادة الرئيس : معلوماتي تقول ان عدد المعتقلين حوالي الخمسة والعشرين الفا هل فعلا هم بهذا الحجم ؟
ج : كلام مبالغ فيه ورقم خيالي ..الذين تم اعتقالهم فقط سبعمائة شخص يزيد عن هذا الرقم قليلا وسبعمائه بالنسبة لبلد تعدادها يفوق الاربعين مليونا ليس بعدد ضخم اقصد طبعا الذين اعتقلوا بعد الحادث قبل الاستفتاء هناك معتقلون والرقم سبق ان اعلن ودعني هنا اشيد بالروح العالية لشعب مصر فقد مارس هذا الشعب معنا حفظ الامن وساعدنا علي اعتقال بعض المشبوهين والذين حاولوا ارباك الامن لقد مارس شعب مصر دور كل مواطن خفير واقول لك ان مصر الان نظيفة من عناصر التطرف فقد اصبح كل هؤلاء تحت رقابة الحكومة اكرر هنا نحن كجهة امن ليس لنا قضية مع الذين يمارسون الدين وفق شعائره فذلك شيء نعتز به لكن التطرف الي درجة القتل والارهاب لن نتهاون تجاهه
س : سيادة الرئيس : هل أستطيع ان أؤكد لشعب مصر خارج مصر وداخلها ان الأمن ممسوك ومستتب أم انه بحاجة الي وقت اطول ؟
ج : قل لشعبنا خارج مصر ان كل شيء عادي وطبيعي في الداخل يعرفون ذلك حتي اجراءات الامن بدأت تخف كل الذين سببوا التوتر هم الان بيد التحقيق والكل سينال عقابه ولن يفلت احد من يد العداله حقيقة لك ان تتأكد بنفسك من استتباب الأمن اعرف ان هذا ليس مطلبا مصريا بل هذا مطلب عربي ففي النهاية امن مصر هو امن للجميع واعرف وان اختلفنا معكم في الرأي لاتريدون مصر ان يحل بها ما حل بايران ولاتريدونها مربوطة باتفاقات غير متكافئة مع قوي دولية هدفها ان تصل الي المياه الدافئة في البحر الاحمر وفي الخليج العربي اعرف ذلك الرئيس ومجلة أكتوبر
وفي يوم الأحد أول نوفمبر 1981 وفي حديث الرئيس محمد حسني مبارك الي مجلة اكتوبر قال حين سأله الصحفي :
سؤال : هل تري أن الاحداث الأخيرة التي جاءت بعد اغتيال الزعيم الراحل اصبحت معروفة المقدمات أي هل لها علاقة بما كنا نسميه بالفتنة الطائفية أو الفتنة الدينية أو الجماعات الدينية المتطرفة او الجماعات المتطرفة …او الجماعات الارهابية ؟ هل تري ان ظواهر العنف هذه قد لقيت منا ماتستحقه من الدراسة والتحليل حتي نعرف اسبابها ونتوقع نتائجها وبذلك نتفادي وقوعها واذا وقعت نتفادي تعظمها أيضا ؟
الرئيس : لا أريد ان اتناول هذه القضية الخطيرة فالتحقيق لايزال مستمرا ولا أريد أن أدلي بأي تعليقات أو تفصيلات عن الذي حدث حتي لايؤدي الي الاضرار بالصالح العام لان هذه القضية هي من صميم أمن هذا البلد وعندما ينتهي التحقيق ويصبح كل شيء واضحا تماما سوف نعلن علي الشعب ومن حق كل انسان أن يعرف ومن واجب المتخصصين أن يدرسوا ويحللوا لنعرف أين يكمن الداء وأين يكون الدواء لذلك أري أن أية اشارة أو اجتهاد في التفسير والتبرير سابق لأوانه .فلنتظر لنري ولن يطول بنا الانتظار .
تعقيب وتعليق :
الرئيس لا يريد أن يتكلم في هذه القضية في أول نوفمبر وسيادته بيتكلم فيها منذ السادس من أكتوبر 1981 عبر جميع وسائل الإعلام في الدنيا كلها ! في مصر وغيرها .. لماذا هذا الإنضباط من سيادته ؟! هل لأنه تم نصحه بأنه تناقض في كثيرٍ من الأقوال بشأن تصريحاته في القضية ؟! وطالما أن التحقيقات لم تنتهي كيف يدخل الرئيس في صلب القضية ويحسمها بآراءه القاطعة ؟! كمثلاً أن يؤكد أن التحقيقات انتهت إلى أن الجيش خارج اللعبة وليس مسئولاً عما حدث في المنصة ؟! وكأن الرئيس اغتيل في سينما راديو ؟! وليس في المنصة وسط قواته المسلحة وترسانته العسكرية !!
وكأن ينأى بحرس الرئيس عن الإتهام والسؤال ويجزم بأنه لا شبهة وحتى تراخٍ من قِبَل حرس الرئيس !!
وهذا كلام غير مقبول من سيادته !!
ما علينا برضه لنستكمل حوار سيادته مع أكتوبر :
سؤال : ألم يثبت بعد ان كان هذا الذي حدث يوم 6 أكتوبر وبعد ذلك ..تفكير ا خارجيا وتدبيرا مصريا .. أو هل كان كله تفكيرا وتدبيرا مصريا ؟ .. ثم ما هو الفرق بين الحالتين؟
الرئيس : لاأستطيع أن أقطع بشيء الآن لابد أن ننتظر نتائج التحقيق .لكن يمكن أن أقول أنه اذا كان التفكير أجنبيا فمعناه أن جهات خارجية لها أهداف داخلية أما اذا كان مصريا من أوله لآخره فواجبنا أن نعرف الأسباب فاذا اهتدينا اليها فلن نخفي شيئا عن الشعب
الرئيس مبارك والواشنطن بوست
في يوم الأحد أول نوفمبر أيضاً 1981 التقى سيادته بصحيفة الواشنطن بوست الأمريكية وأدلى لها بهذا الحديث وجاء فيه عن المنصة :
سيادة الرئيس : هل التقيت مع الاشخاص الذين تورطوا في عملية الاغتيال مع الملازم خالد الاسلامبولي .. هل تحدثت معهم بنفسك لتعرف فيم يفكرون ؟
الرئيس : لا اطلاقا ..ويجري التحقيق معهم الآن .. ولذلك فاني لا أتدخل
س : هل وصلتكم اي معلومات عن التحقيقات ؟
الرئيس : بامكاني التحدث معك عن الاشخاص الأربعة الذين قاموا بالعملية فهي مجموعة محدودة للغاية وافرادها يعانون من العديد من العقد .. ورئيس هؤلاء الأشخاص الأربعة متزوج ولم ينجب وطلق زوجته وتزوج مرة أخري .. ولم ينجب .. وحينئذ أصبح يعاني من كثير من العقد وبدأ يسلك اتجاه الدين .. وأصبح متطرفا ونحن نري ان المتطرف لايسير علي النهج الصحيح للاسلام لأن الاسلام لا يدعو الي القتل .. أو الي أي شئ من هذا القبيل اطلاقا .. فالقتل وإراقة الدماء هي اسلام الخميني وليس اسلامنا .
س : هل يزعجكم ظهور التشدد في مصر ؟
الرئيس : ليس إلى هدا الحد
س : لقد سألنا لنفهم لماذا تتجه المزيد من الشابات في مصر الي اتداء ملابس اكثر احتشاما؟
الرئيس : لا اعتقد انه يمكنك ان تلاحظ الآن ان عددهن انخفض كثيرا بعد ان ادركن ان الاشخاص الذين يحاولون فرض افكار معينة عليهن ليسوا مسلمين حقيقيين ولا يسيرون علي اساس الاسلام وهكذا فبوسعك ان تري انخفاض المعدل بشدة هذه الايام
س : خاصة في الجامعات ؟
الرئيس : نعم .. فقد تغيرت الجامعات الآن تماما
س : يزيد معدل الانجاب في الوقت الذي ينخفض فيه معدل المتطرفين ؟
الرئيس : ان معدل الانجاب مشكلة
س : ولكن بينما تحاولون في اطار وضعكم كرئيس للجمهورية معالجة السياسة الخارجية …ودعم القوات المسلحة يقول معظم المصريين المطلعين انكم عندما تسألون اكبر مشكلة تواجهكم في المستقبل ..يقولون انها عدد السكان ؟
الرئيس : الآن ..ان الموضوع في الاساس امامي حاليا …امن الشعب ..وأمن البلاد نفسها
س : من الداخل أو الخارج ؟
الرئيس : من المتطرفين في الداخل ثم بعد ذلك ..نهتم برخاء شعبنا ..ولا اعتقد ان السياسة الخارجية
تمثل مشكلة بالنسبة لنا حاليا فعملية السلام تمضي قدما ..وعلاقتنا مع الدول العربية تمضي أيضا
س : ما هو علي حد اعتقادك حجم التهديد الذي يمثله المتطرفون ؟
الرئيس : لا شئ اكثر مما حدث اعني ما حدث في السادس من اكتوبر انهم ليسوا خطر ا كبيرا …ليسوا الي هذا الحد علي الاطلاق ..لقد بدأوا منذ فترة طويلة ولكن الرئيس الراحل لم يشأ أن يتخذ أي اجراء ضدهم ومنحهم فسحة من الوقت اكثر مما ينبغي
س : هل تعتقد ان هذه هي اكبر مشكلاتك علي الصعيد المحلي ؟
الرئيس : لا اعني انها اكبر مشكلة ولكنها الموضوع الرئيسي ولكن كل شئ مستتب الان ..وبعد أن قبض علي هؤلاء الاشخاص ..ويمكنك أن تلمس عودة الناس الي الشعور بالأمان أكثر من ذي قبل
مفاجأة قبل المنصة .. مشاكل بين مبارك ورجال السادات
فجرت الواشنطن بوست تساؤلاً صدمة للرئيس مبارك حيث يفضح أن هناك مشاحنات ومشاكل وخلافات حدثت بين مبارك وبقية مساعدي الرئيس السادات قبل حادث المنصة فماذا قال الرئيس مبارك عنها ؟!.
سؤال : ” عن الرئيس السادات ” لقد بدا الأمر غير عادي في واشنطن عندما أعلن أننا طلبنا منه اعطاء معدات روسية الصنع للمجاهدين الأفغان .. لقد قال اننا فعلنا ذلك .. وقد كان ذلك سرا معروفا للجميع وأذاع السوفيت منذ عام ان هناك أسلحة تدخل أفغانستان ..الا ان الامر يبدو مختلفا عندما يعلن رسميا وعندما تنشره الصحف .. مع إضفاء الصفة الرسمية عليه
الرئيس : لاتعليق
سؤال : هل تعتقد انه كان تحت ضغط غير عادي خلال الشهور القليلة الأخيرة من حياته ؟
الرئيس : لم أشعر بهذا علي الإطلاق
سؤال : وقبل هذا كان هناك مقال في صحيفة ( الجيروزاليم بوست هل تتذكر هذا المقال في الجيروزاليم بوست الذي جاء فيه أن هناك مشاحنات بين مساعدي الرئيس السادات
الرئيس : لقد تضايق كثيراً من هذا المقال .. وأنا لم أقرأ هذا المقال .. ولكنني سمعت عنه .. أنني لا أنزعج مطلقا عندما ينشر مثل هذا المقال .. لأنني أعرف كل شئ .. لم تكن هناك منافسة ولم أتطلع أبدا لأن أكون رئيسا .. لم أشعر بأنه هناك منافسة أنك تعلم أن رواية ( الجيروزاليم بوست شئ لم أستطع تصديقه حقيقة .. انها لم تحدث ولم يحدث ذلك بين المساعدين كما ذكروا انا لا أعرف من الذي قدم لهم هذه الرواية البعيدة عن الحقيقة
سؤال : هل ثمة دليل علي وجود يد أجنبية في عملية الاغتيال ؟
الرئيس : حتي الآن لايوجد دليل
سؤال : من أين كانوا يحصلون علي الأموال وهل حصلوا علي بعضها ؟
الرئيس : لقد تمكنوا من جمع بعض الأموال هنا من مصادر مختلفة في الداخل سؤال : الم تكن للزمر أية اتصالات مع ليبيا أو العراق أو
الرئيس : ليس لدينا معلومات تفيد ذلك حتي الآن
سؤال : هل من الممكن أن يكون الزمر عميلا مزدوجا لليبيا ؟
الرئيس : لا أعرف حقيقة
سؤال : أليس لديك دليل ؟
الرئيس : كلا علي الإطلاق وليس بالتحقيقات ما يفيد ذلك هل التقيت بوزير الداخلية من الأفضل أن تلتقي به سوف يروي لك القصة بأكملها فحتي الآن ليس لدينا أي دليل علي وجوب تدخل من جانب قوي أجنبية .
سؤال : لأنك تبدو حذرا فإنك لاتستطيع ان تكون متأكدا
الرئيس : لا أستطيع أن أقول لك حتي يتم الانتهاء من التحقيقات
سؤال : لقد سمعنا اشاعة مفادها ..أن مندوبين عن المخابرات المركزية الأمريكية جاءوا الي مصر بعد حادث الاغتيال لبحث مسألة الأمن .. وأنه طلب منهم اجراء تحقيق
الرئيس : انني أسمع ذلك لأول مرة
سؤال : هل من المتوقع اجراء تغييرات فيما يتعلق بالأمن ؟
الرئيس : بالطبع فنحن في سبيلنا الي اعادة النظر في وسائل الأمن
سؤال : هل يساورك القلق ؟
الرئيس : لا أشعر بالقلق علي الإطلاق
سؤال : ما الذي حدث بالنسبة للأمن ؟ لقد كنت هناك لحظة الحادث
الرئيس : ان القصة طويلة جدا ولكنني سأقول لك شيئا اننا لم نتعود مثل هذه الأشياء في حياتنا .. هنا .. فمثل هذا الحادث الذي وقع في السادس من أكتوبر لم يحدث في بلادنا من قبل علي الإطلاق .. وحتي لو كان هناك رجال أمن مزودين بالمدافع الرشاشة .. فأنا لا أعتقد انهم كانوا سيجرؤن علي البدء باستخدام مدافعهم وما حدث كان يمثل صدمة حتي لو أنه كان هناك من يحملون المدافع الرشاشة .. وفي الوقت الذي أدرك فيه الجميع ان الرئيس قد تعرض لاطلاق الرصاص كان الهجوم قد انتهي .. إن الأمر كله لم يستغرق سوي 45 ثانية .. لقد كانت صدمة للجميع
سؤال .. هل تتذكر ماحدث خلال تلك الـ 45 ثانية
الرئيس : لقد كنت جالسا بجوار الرئيس .. وكنت أتابع الألعاب الجوية ..وسمعت بعض الرصاصات ثم سمعته يقول مستحيل ووجدته واقفا .. ورأيت شخصا يقترب بمدفعه قلت للرئيس انزل ثم شعرت بشخص من الخلف يدفعنا الي الأرض .. لقد كان الأمر صدمة للجميع فنحن لم نعتد علي مثل أعمال العنف هذه إنه أمر جديد في بلادنا ..ولم يحدث لرئيس جمهورية أو رئيس دولة .
سؤال : سيادة الرئيس .. هل تعتقد انه لو كان المتطرفون قد انتظروا عاما بدلا من التحرك الآن كانت الأمور ستكون أسوأ بالنسبة لمصر .
الرئيس : لا أعتقد أننا كنا سنتركهم عاما آخر لقد بدئ في اعتقالهم في شهر سبتمبر وكان يجب ان يتم ذلك قبل ذلك بعام .
سؤال : هل كنتم تعرفونهم ؟
الرئيس : لقد كنا نتابع تحركاتهم .. وطلب من الرئيس السادات ان يبدأ في اتخاذ اجراء ضدهم ولكن كان رأيه التريث وأن الوقت لم يحن بعد لذلك .
سؤال : هل هي نفس الجماعة
الرئيس : نعم جماعة التكفير والهجرة
سؤال : انكم تعتقدون اذن أن الحملة ضدهم كان يجب أن تتم في وقت مبكر ؟
الرئيس : نعم
شكرا ياسيادة الرئيس لقد أعطيتنا ساعة من وقتك بالرغم من كثرة مشاغلك
الرئيس وعماد أديب والمنصة
في حوار الرئيس مبارك مؤخرأً مع الإعلامي الكبير الأستاذ عماد أديب بعنوان : “كلمتي للتاريخ ” تناقض الرئيس مبارك مع كل تاريخه وأقواله بخصوص الرئيس السادات فماذا قال فيما يخص حادث المنصة :
* عماد أديب : سيادة الرئيس أعرف انك كنت قلقا علي الرئيس السادات لدرجة إنك كنت تطلب منه خاصة في رحلته الي المنصورة عندما ركب القطار آنذاك أن يرتدي السترة الواقية هل كنت تستشعر أن حياته أصبحت بالفعل علي حافة الخطر؟
** الرئيس مبارك : أنا كنت أسمع كلاما كثيرا عن هذا الموضوع وكان من رأيي ألا يذهب الي المنصورة في قطار ويعرض نفسه للخطر حتي انه وصلنا كلام بأنه لا داعي لاحتفال السادس من أكتوبر وابلغته ذلك ولكنه قال لا.. لا مفيش حاجة .
المهم أنني حضرت معه في سيارة مكشوفة الي ان وصلنا للمنصة وأنا طبعا لا أخاف لأننا دخلنا حروبا كثيرة وخضنا معارك والمبدأ الذي أسير عليه في حياتي ان الأعمار بيد الله.. وبدأ العرض العسكري ثم وقع حادث المنصة وأنا كان عندي احساس ان هناك شيئا سيحدث .
* عماد أديب : كيف ؟
** الرئيس مبارك : وقتها كانت هناك مشكلة في السودان وطلب مني السادات ان أذهب الي السودان فأجبته بان يكون ذلك بعد السادس من أكتوبر .
* عماد أديب: يعني كنت متخوفا من ذلك اليوم ؟
** الرئيس مبارك: متخوف من ان يتعرض الرئيس السادات لشيء ولكن من أين؟ لا أعلم. خصوصا أن وزير الداخلية أبلغني مرة إن أفرادا يتدربون في الصحراء علي عملية اغتيالات وقتل ؟ وقال وزير الداخلية ذلك للرئيس السادات ولكن السادات لم يهتم بشيء .
* عماد أديب: لم يكن يتخيل ان هذا سيكون في يوم السادس من أكتوبر خلال العرض العسكري ؟
** الرئيس مبارك: الواحد لم يكن يتخيلها.
* عماد أديب: سيادتك قلت في أربع أو خمس كلمات ووقع حادث المنصة أنا سأتجاوز واعلم ان هذه ممكن تكون ذكري مؤلمة ان يشاهد الشخص حادثا فتعرض أولا للموت ثم يري شخصا له محبة كبيرة في قلبه مثل الرئيس السادات علي بعد سنتيمترات منه ؟
** الرئيس مبارك: مفيش سنتيمترات.
* عماد أديب: السادات كان يجلس في الوسط وسيادتك علي يمينه والمشير أبوغزالة علي يساره. ماذا حدث بالضبط ؟
** الرئيس مبارك: كان العرض الجوي قد بدأ والطائرات تحلق في أعلي وبعد ذلك فوجئنا بإحدي السيارات تتوقف مع اطلاق رصاص وكانت الطائرات فوق والضرب تحت.
* عماد أديب: سيارة ؟
** الرئيس مبارك: سيارة من سيارات القوات المسلحة نزل منها شخص يمسك بندقية ويطلق منها الرصاص.
* عماد أديب: ما فهمته ان الرصاصة الأولي التي اطلقت كانت من فوق السيارة نفسها ؟
** الرئيس مبارك: من السيارة.
* عماد أديب: هذه الرصاصة التي كانت…
** الرئيس مبارك: أصابت السادات مباشرة.
* عماد أديب: أعلي عظمة الترقوه.. ثم رميت قنابل دخان ؟
** الرئيس مبارك: أنا ألاحظ هذه الأشياء.
* عماد أديب: ماذا حدث ؟
** الرئيس مبارك: كان هناك ساتر في المنصة .
* عماد أديب: ارتفاعه حوالي متر ونصف.
** الرئيس مبارك: كلنا احتمينا خلفه.
* عماد أديب: حركة لا شعورية.
** الرئيس مبارك: حتي انهم اقتربوا جدا بجوار المنصة وكانوا بيضربوا.
* عماد أديب: كان هذا عندما جاء الاسلامبولي أحد منفذي اغتيال السادات بنفسه ووضع المدفع الرشاش كما يظهر في الصورة الشهيرة فوق رخام الحاجز وبدأ يطلق النيران… هل رأيت هذا المشهد ؟
** الرئيس مبارك: لا. لم أره .
* عماد أديب: هل في هذه اللحظة رمي أحد الأشخاص بنفسه عليكم وحدث أي اجراء وقائي؟
** الرئيس مبارك: لا استطيع ان أقول لك أنني رأيت شيئا. كله كان مهتما بنفسه واختبأ خلف الساتر.
* عماد أديب: بعد توقف اطلاق النار بدقيقة أو دقيقتين أين كان جسد الرئيس السادات ؟
** الرئيس مبارك: كان علي الكرسي.
* عماد أديب: بجوارك مباشرة ؟
** الرئيس مبارك: نعم وبعد ذلك حملوه.
* عماد أديب: في هذه اللحظة هل رأيته ؟
** الرئيس مبارك: كان في حالة اغماء.. أنا لمحته لأنه بعد ذلك تم حمله بسرعة.
* عماد أديب: كان لايزال حيا ؟
** الرئيس مبارك: كان مازال هناك نفس وحملوه في هليكوبتر .
* عماد أديب : في هذه اللحظة سيادتك الرجل الأول بعد الرئيس السادات ونائب الرئيس وموجود معه في العرض العسكري ورئيس الدولة القائد الأعلي للقوات المسلحة تعرض لمحاولة اغتيال وحالته خطيرة ؟ ما هي الاجراءات التي بدأت تفكر فيها أو تتخذها ؟
** الرئيس مبارك: أنا أولا ركبت سيارة لا أعرف ان كانت سيارة المخابرات العامة أم لا. وذهبنا الي المستشفي في المعادي.
* عماد أديب: ذهبت للمستشفي ألم تجر أي اتصالات خلال انتقالك من المنصة الي المستشفي ؟
** الرئيس مبارك: لم تكن في المنصة أية اتصالات نهائيا.. وعندما دخلت المستشفي ابلغني الأطباء بأنه لا فائدة حتي ان السيدة جيهان قرينة الرئيس السادات كانت هناك ونظرت اليها فقالت لا فائدة. الحقوا شوفوه.
* عماد أديب: دخلت عليه الغرفة ؟
** الرئيس مبارك: نعم.. دخلت عليه.
* عماد أديب: هل كان الجسد كله رصاص ؟
** الرئيس مبارك: لم أر جسده لأنه كان مغطي.. وقالت السيدة جيهان الحقوا البلد لا أحد يعلم ماذا سيحدث.. فذهبت الي مجلس الوزراء.
* عماد أديب : قالت الحقوا شوفوا البلد ؟!
** الرئيس مبارك: نعم قالت الحقوا شوفوا شغلكم نحن لا نعلم ماذا سيجري.
* عماد أديب: قبل ان تذهب الي مجلس الوزراء ماذا كان يدور في تفكيرك وانت في الطريق وانت خارج من مستشفي القوات المسلحة الي مجلس الوزراء. الاسئلة المنطقية.. هل هذه محاولة انقلاب ؟ هل هذا حادث فردي ؟.. هل
** الرئيس مبارك: كل هذا جاء في تفكيري لكنني كنت استبعد محاولة الانقلاب لكن هل هو حادث فردي.. هل هناك مجموعة تعمل في هذا ؟ من الشواهد والقصص التي كنا نسمعها والتي قلتها مرة للرئيس السادات .. واضح ان هناك عملية مدبرة وأنا قلت له لكن السادات كان يقول لا .. بلاش كلام فارغ .. وكان لا يحب ان يتراجع فطلبت منه تأجيل العرض العسكري خاصة ان هذا لا يمثل مشكلة لأنه في أحيان كثيرة كان عبدالناصر عندما تقام المنصة وكان البعض يقول ان هناك تدبيرا لنسفها كان يلغي العرض العسكري ومن وقتها والمنصة موجودة وأول من استخدمها كان الرئيس السادات واغتيل في قلبها.
* عماد أديب: سيادة الرئيس.. ذهبت الي مجلس الوزراء آنذاك.. ماذا كانت الصورة هناك ؟
** الرئيس مبارك: كان هناك الدكتور فؤاد محيي الدين وأتذكر انه ذهب معي الي المستشفي أو وجدته في المستشفي.. لا أتذكر بالضبط. وكانت الأوضاع غير مستقرة وانتظرنا الي ان وصلنا الخبر الأخير والنهائي بأن الرئيس السادات قد استشهد.
* عماد أديب: عندما ابلغوا سيادتك بأن الرئيس استشهد . في هذه اللحظة رغم انك كنت مهيأ نفسيا لها إلا أننا اذا انتقلنا الي الإنسان محمد حسني مبارك الذي كانت تربطه علاقة قوية بالسادات.. ما هو شعوره وقتها ؟
** الرئيس مبارك: شعوري انني كنت حزينا جدا فلم أكن أحب ان أري هذا المنظر.
* عماد أديب: لأنه لم يكن يستحق هذا ؟
** الرئيس مبارك: السادات حارب وأعاد الأرض وعمل مبادرة السلام وعمل كل شيء ممكن ولم يكن يستحق هذه العملية اطلاقا.
* عماد أديب: ماذا حدث بعد ذلك ؟
** الرئيس مبارك: بعد ذلك جاءني الدكتور فؤاد محيي الدين وقال لي: يا افندم الموقف في البلد خطير وعايزين نلحقه الناس ابلغوني ان هناك من اعطي للجنود حاجات مخدرة في القيادة العامة فلابد أن نحسم الموضوع.
فسألت فؤاد محيي الدين ماذا نفعل فأجاب بأنه لابد ان يجتمع المكتب السياسي ويرشحك لأن البرلمان ينتظر هذا الترشيح. فقلت له انتظر ولم يسألني. وذهب ودعا المكتب السياسي بالكامل ثم دعاني للدخول فدخلت ووجدتهم جميعا يجلسون ووجدت نفسي في وضع لا استطيع ان اترك البلد تضيع فقبلت ان أرشح نفسي للرئاسة وذهبت لمجلس الشعب ورشحني ودخلنا في الاستفتاء. لكنها كانت فترة صعبة وعصيبة.
* عماد أديب: سيادة الرئيس قبل ان نصل الي ما حدث في المستشفي.. حادث المنصة سيادتك خرجت منه بإصابة رأيناك وانت تلقي البيان الخاص بإعلان وفاة الرئيس محمد أنور السادات- رحمه الله- ويدك مربوطة؟ ماذا حدث بالضبط وماذا كانت اصابتك ؟
** الرئيس مبارك: هي لم تكن اصابة وانما مجرد زجاجة أو شيء خرج من الأشياء الموجودة ودخلت في يدي فربطتها.
* عماد أديب: لم تكن رصاصة ؟
** الرئيس مبارك: لم تكن رصاصة وربما تكون شظية صغيرة لا يزيد حجمها عن مللي.
* عماد أديب: كانت في يدك اليسري ؟
** الرئيس مبارك : لا اتذكر في أي يد .
* عماد أديب: لكن لم يكن فيها ألم ؟
** الرئيس مبارك: لم يكن فيها شيء ولم اعرفها الا بعد ذلك. ورآها الدكتور ونصحني بأن اربطها .
* عماد أديب: السيدة سوزان حرم سيادتك ونجلاك علاء وجمال وقتها كانوا موجودين في المنصة .
** الرئيس مبارك: زوجتي وقتها كانت موجودة في الخلف مع السيدة جيهان وجمال كان في الصف الخلفي مباشرة وعلاء كان في المنزل يشاهد العرض علي شاشة التليفزيون.
* عماد أديب: بالطبع الثلاثة كانوا في حالة قلق شديد. لأن العائلة لم تكن مجتمعة وقت الحادث.
** الرئيس مبارك: لا.. لا..
* عماد أديب: سيادتك ذهبت للمستشفي والسيدة سوزان موجودة مع السيدة جيهان ورأت الحادث ؟
** الرئيس مبارك: وجمال أيضا رأي الحادث.
* عماد أديب: وسيادتك بعد انتهاء اطلاق الرصاص مباشرة ألم تنظر إليه؟
** الرئيس مبارك: نظرت وبعد ذلك أخذوني في السيارة الي المستشفي.
* عماد أديب: وهو ذاهب للمنزل. ألم يأخذه أحد ؟
** الرئيس مبارك: لا أتذكر بالضبط. أعتقد انه ذهب للمنزل.
* عماد أديب: كم كان عمره في ذلك الوقت ؟
** الرئيس مبارك: كان في الجامعة الأمريكية.
* عماد أديب: كان لايزال طالبا وبالطبع كانت تجربة مؤلمة بالنسبة له ؟
** الرئيس مبارك: بالطبع.
* عماد أديب: ومؤلمة أيضا للسيدة سوزان ؟
** الرئيس مبارك: بالطبع وكذلك علاء الموجود في المنزل حدث له نوع من عدم التركيز وفقدان الوعي فهو لم يكن موجودا في مكان الحادث ولا يعلم ماذا حدث.
* عماد أديب: الحادث من الناحية الإنسانية مؤلم للجميع ؟
** الرئيس مبارك: مؤلم الجميع بلا جدال.
* عماد أديب: هل تمكنت من الاتصال بالسيدة سوزان لتطمئنها عليك ؟
** الرئيس مبارك: لا. هي كانت تتصل وكان البعض يطمئنها ويبلغها ولكنني أنا لم اتصل بأحد فالظروف لم تكن تسمح بأن اتصل بها فالظروف كانت صعبة.
* عماد أديب: وفكرة الموبايل ألم تكن موجودة ؟
** الرئيس مبارك: لم يكن الموبايل موجودا وقتها؟
* عماد أديب: سيادة الرئيس المكتب السياسي كما تفضلت وقلت انه اجتمع واختارك.. وحتي نستطيع ان نفهم. فإنه في حالة غياب رئيس الجمهورية أو تنحيته أو مرضه أو غيابه لأي سبب من الأسباب. المكتب السياسي عندما اتخذ هذا الاجراء فهل اتخذه باعتباره الحزب الحاكم صاحب الأغلبية وانه الذي يختار؟
** الرئيس مبارك: بالضبط يرشح لمجلس الشعب.
* عماد أديب: يرشح ؟
** الرئيس مبارك: مجلس الشعب يقوم بالتصويت وإذا حصل المرشح علي أغلبية الثلثين يعرض علي الاستفتاء.
* عماد أديب: وهذا هو الوضع القانوني الدستوري السليم ؟
** الرئيس مبارك: بالضبط. ولكن مادام أن السادات مات فإن رئيس مجلس الشعب يتولي الرئاسة مؤقتا علي ألا يرشح نفسه ووقتها تولي الدكتور صوفي أبوطالب لمدة اسبوع.
* عماد أديب: سيادتك في هذه اللحظة عندما جاءك الدكتور فؤاد محيي الدين وابلغك بانك مرشح لتحمل المسئولية بصراحة ماذا كان يدور بداخلك وما هي مشاعرك وأفكارك ؟
** الرئيس مبارك: بداخلي ان المسئولية التي سأتولاها صعبة جدا وحمل ثقيل جدا وهذا كان أمامي ولم أكن انسي ما حدث وأنا رأيت الهم كله وأنا نائب وأعلم بما يحدث في البلد ولكن خوفا من ان يحدث شيء للبلد تحملت المسئولية.
* عماد أديب: هل كنت متخوفا من حجم المسئولية ؟
** الرئيس مبارك: أنا لا أخاف من حجم المسئولية فأية مسئولية اتحملها وأستطيع أن أتأقلم معها ولا أفقد الاتجاه أبدا والحمد لله.
* عماد أديب : ولا الثقة والحمد لله ؟
** الرئيس مبارك: ولا الثقة فأنا أعلم ان المسئولية صعبة والحمل ثقيل فإذا كنت قادرا علي أن أتحمل مسئولية بلد فانتهي الأمر وأتحمل المسئولية.
* عماد أديب: بالطبع بعد الحادث بدأت التحقيقات لمعرفة كيف تم حادث اغتيال السادات وأنا هنا لا اريد أن ادخل في التفاصيل إنما سؤالي من قتل السادات؟ ليس بمعني من أطلق النار.. خالد شوقي الاسلامبولي ومجموعته فليس هذا هو الموضوع الذي يعنيني من قتل السادات هل في تفسيرك هو التيار الديني أم تيار داخل القوات المسلحة ؟
** الرئيس مبارك: من قتله كان متطرفا في القوات المسلحة دخل وخرج في هذا الطابور وأعتقد أن التيار الديني تاريخه معروف وأنا لا أحب أن أكرر الموضوع.
* عماد أديب: لكن تأكدتم من ذلك ؟
** الرئيس مبارك: التحقيقات والنتائج انتهت إلي ذلك.
* عماد أديب: هل فهم من التحقيقات أن هناك أي أصابع خارجية ؟
** الرئيس مبارك: لا. أستطيع ان أقول كلها من الداخل.
* عماد أديب: تفكير سيادتك أن الرئيس السادات تم اغتياله ويمكن شخص آخر في موقفك يقول ان رد الفعل يكون بمزيد من الإجراءات الأمنية والبوليسية ومزيد من الاعتقالات رغم أن المناخ كان مهيأ ويعطيك الشرعية كرئيس ان تتخذ هذه الإجراءات الأكثر استثنائية لحماية الوضع لأن رئيس البلاد اغتيل وهناك تخوف من ان تكون هناك ذيول لهذا الموضوع .لكن سيادتك بعد حلف اليمين بعشرة أيام أول قرار سياسي حقيقي اتخذته هو الإفراج عن كل الذين اعتقلوا في سبتمبر.. لماذا كان ذلك هو أول قرار لك ولماذا كان القرار عكس ما كان يمكن أن يسير.. إفراج وليس مزيدا من الاعتقالات ؟
** الرئيس مبارك: أنا بعد موضوع الاعتقالات تحدثت في احدي المرات مع الرئيس السادات وكان ذلك في الرابع من سبتمبر عام81 علي ما أتذكر فقلت له انه يوجد بين من تم اعتقالهم من ليست لهم علاقة بشيء يمكن يكون معارضا فكان رده أنه يفكر في لجنة سوف أترأسها أنا تبحث في كل هذا الموضوع ونفرج عن الناس.
فقلت له إن اللجنة لابد أن تكون قانونية لأنني لن أكون رئيسا للجنة وأفرج عن هذا وأترك ذاك واستمر البحث في الأمر ولكننا لم ننته لشيء وعندما توليت الحكم وجدت بالفعل أن كثيرا ممن اعتقلوا ليس لهم ذنب فأفرجت عنهم .
* عماد أديب : خرجوا من المعتقل إلي القصر مباشرة والتقوا بسيادتك في هذا المكان ؟
** الرئيس مبارك: حضروا من المعتقل مباشرة إلي القصر الجمهوري في العروبة .
* عماد أديب: كيف كان شكل هذا اللقاء ؟
** الرئيس مبارك: كان لقاء طيبا وقلت لهم متأسفين علي ما حدث.
* عماد أديب: هل قلت لهم متأسفين علي ما حدث ؟
** الرئيس مبارك: قلت لهم متأسفين علي ما حدث .. إذا كان بينكم من ظُلم ولكن نحن نريد أن نتعاون لمصلحة البلد وكلهم كانوا مرحبين بهذا.
* عماد أديب: سيادتك تري أن رئيس البلاد من الممكن إذا رأي أن هناك ما يمكن أن يسبب حرجا لأي مواطن ان يقول له انني اعتذر ويخفف آلام الناس ؟
** الرئيس مبارك: أنا كرئيس دولة عندما يحدث شيء خطأ وأكون أنا السبب فيه سأقول له أنا متأسف جدا وأنا لم أكن أعلم بالأمر وأحاول أن أساعده .. الاعتذار لأي مخلوق متي حدث خطأ ليس عيباً .
* عماد أديب: هذا يدفعني للسؤال الثاني سيادة الرئيس انه من الممكن ان تكون ملما بأن من يتخذ القرار من الممكن ان يخطيء ؟
** الرئيس مبارك: من الممكن ان يكون القرار فيه خطأ أو صواب لكن من يتخذ القرار لابد ان يدرس جيدا كل الظروف لكي يكون قراره سليما. القرار لن يعجب كل شخص ولكن مادام أن القرار له تأثير ايجابي علي الأغلبية فيعتبر قرارا صحيحا.
* عماد أديب: ولكن من الممكن ان يخطيء ؟
** الرئيس مبارك: ممكن يخطيء.
* عماد أديب: سيادتك تقول انه في كل تاريخي وفي كل تجربتي ممكن أكون اخطأت.
** الرئيس مبارك: نعم ممكن أن أخطئ فأنا بشر. وربما تكون المعلومات والايضاحات التي احصل عليها غير واضحة ولكني اضطر إلي أن اتخذ فيها قرارا.
* عماد أديب: وإذا اخطأت ؟
** الرئيس مبارك: اتحمل المسئولية.
* عماد أديب: وإذا اخطأت واكتشفت ان هذا القرار خاطيء تصححه؟
** الرئيس مبارك: ضروري أن أصححه.
* عماد أديب: ولا يوجد عندك أي نوع من الخجل لأن البعض حينما يخطئون خاصة عندما يكونون في السلطة يستمرون لخطأ أكبر حتي لا يصححوا أخطاءهم؟
** الرئيس مبارك: إذا أخطأت لابد أن أتراجع عن خطئي وأعتذر فهذا ليس عيبا. فهو مواطن وأنا أتحمل مسئوليته.
* عماد أديب: سيادة الرئيس حينما اقسمت اليمين كرئيس للبلاد اقسم بالله العظيم ان أحافظ علي الوطن.. إلي آخر القسم المعروف. البعض يعتبر أن هذا القسم مجرد ترديد لبعض الكلمات.. بالنسبة لك ما معني هذا القسم ؟
** الرئيس مبارك: هذا القسم مباديء لابد أن احترمها وان أعمل علي صيانة هذا القسم وأعمل علي ألا أخالفه فهذا بيني وبين الله.
* عماد أديب: القسم شيء عظيم بالنسبة لك ؟
** الرئيس مبارك: بالطبع شيء عظيم.
* عماد أديب: ومن هنا تضعه أمامك كلما…
** الرئيس مبارك: في مخيلتي باستمرار.
* عماد أديب: في كل قرار ؟
** الرئيس مبارك: أنا عندما دخلت القوات المسلحة كان هناك قسم نردده في بداية التعيين. فحياتنا كلها قسم في قسم.
* عماد أديب: إذن هناك نوع من التنشئة الدائمة علي احترام ذلك القسم ؟
** الرئيس مبارك: هذا صحيح.
تعليق بلا تعليق .. وموجز جداً .. بل موجز خالص :
أعتقد أن سيادة الرئيس مبارك قال : أنه إذا أخطأ فلا عيب ولا غرو ولا مخمصة أن يتراجع عن خطأه ويعترف به .. ودعني أسألك يا ريس :
ألم تخطئ – لنص كلامك – في رأيك المتناقض في الرئيس السادات ؟!
والسؤال الأهم :
هل شهادتك الآن في حادث المنصة كما هي شهادتك يوم السادس من أكتوبر 1981 ؟! خصوصاً وأنك رجل على شفير القبر .. أي تنتظر أمر الله فيك . كما رحل كل البشر وكما هي سُنَّة الحياة ؟! أعتقد أن سيادتك رجلاً جريئاً ويمكنك أن تعترف بالخطأ – كما قلت – وأنتظر منك شهادتك الحقيقية الكاملة في حادث المنصة .. وكفارة يا ريس !!
مفاجأة من العيار الثقيل :
السادات ..
واغتيال ناصر وعامر ..بالسُم
فيصل هو الذي اختاره نائباً للرئيس !
ناصر وعامر .. تاريخ دراماتيكي ونهاية مأساوية
ج
ذ
- مفاجأة .. عبد الناصر وعامر قُتِلا بالسم في عصير الجوافة !!
- فضيحة .. وجديدة : الملك فيصل هو الذي اختار السادات نائباً لناصر !
- لأول مرة .. الأسباب الحقيقية الكاملة في مقتل عبد الناصر!!
- لماذا قال الفريق فوزي للدكتور رفاعي : اكفي ع الخبر ماجور واسكت ؟!
- أسرار احتضار عبد الناصر ولماذا حاول سماع موجز نشرة الخامسة ؟
- السادات آخر من دخل لناصر .. فماذا قال حين شاهده مسجىً ؟!
- تفريغ ثلاجة اللحوم والخضار بقصر القبة لوضع جثة الزعيم ثلاثة أيام!
- كارثة .. الطبيب المتخصص في علاج قلب ناصر تخصص ” أطفال ” !!
- تصور .. حتى وفاة عبد الناصر القاهرة لم يكن بها غرفة عناية مركزة !
- لماذا قال السادات لسامي شرف : هوه يعني الحانوتي ح يرفض يدفنه .. مش عايزين شهادة وفاة يا سيدي ؟!
سؤال أحمر وخطير : عبد الناصر مات أم قُتِلَ ؟! سؤال أسود وأخطر : من قتل جمال عبد الناصر ؟! هل هناك مؤامرة نفذها الملك فيصل وكمال أدهم قائد مخابراته وريموند كلونز خبير السموم الأمريكي في الرياض وأنور السادات وحسن التهامي ؟! إستفهامات أخرى عنيفة تطل برأسها وجسدها وشحمها ولحمها لتعلن : لماذا عين عبد الناصر أنور السادات “سكرتيراً ” للملك سعود عام 1954 ؟! ولماذا حدثت محاولة اغتيال جمال عبد الناصر في مكة يوم 7 أغسطس 1954 أثناء تأديته لمناسك الحج ؟! لماذا أبعد عبد الناصر السادات من اللعبة السياسية في منتصف 1969 فأتى الملك فيصل خصيصاً إلى مصر ومعه كمال أدهم وأبرم اتفاقية مع ناصر بشأن اليمن في مقابل إعادة السادات بل واختياره نائباً للرئيس؟! ماذا تعرف عن سر كوب عصير الجوافة المسموم الذي تناوله عبد الناصر .. هذه هي القنبلة التي نفجرها فوراً .
…
عبد الناصر مات أم اغتيل ؟!
استفهام حار وشديد اللهجة أعنف من تساؤل : عامر انتحر أم قُتِل ؟
فـ رحيل الزعيم شابته عشرات من الإستفهامات الغامضة .. لتطرح نفسها على مائدة البحث أهمها : السادات لماذا هو آخر من دخل لناصر بعد رحيله ودون انهيار أو انفعال ؟!!
شعراوي جمعة لماذا ذُهل حين علِم أن طبيب عبد الناصر المقيم لم يكن موجوداً أصلاً في سيارة موكب الرئيس ؟!!
الفريق فوزي لماذا يضع علامات تعجب حول ” السادات – هيكل ” ؟!!
استفهامات مشتعلة تكسر كل حواجز الصمت وتكشف كل أوهام الزيف حين تعري الحقيقة وتميط اللثام عن حقيقة موت الزعيم أو قتله في 28 سبتمبر 1970 إنها تساؤلات هامة وخطيرة فمن يجيب عنها :
لماذا نشرت بعض الصحف اللبنانية وقتها أن الرئيس عبد الناصر مات على إثر تناوله لتفاحة من هدايا الوفد اللبناني ؟! لماذا رفض الدكتور طه عبد العزيز وهو أحد كبار الأطباء المرافقين لعبد الناصر أن يوقع على شهادة وفاة ناصر ؟!!
ولماذا الدكتور رفاعي كامل ” وحده ” هو الذي طعن في تشخيص حالة الأزمة المرضية لعبد الناصر ؟!! ولماذا أرسلوا للفريق الدكتور رفاعي كامل بعد وفاة عبد الناصر ؟
بل لماذا يقول رفاعي كامل أن الرئيس مات الساعة الخامسة مساء في حين يقول هيكل .. لا بل مات في السادسة والربع ؟!
ولماذا ذكر الأستاذ هيكل : أن عبد الناصر قال له : أنه قال لطبيبه الدكتور أحمد ثروت أن يستعد لإعطائه حبة تمكنه من النوم الطويل .
في حين أن الدكتور أحمد ثروت لم يكن أصلاً هو الدكتور المعالج أو المقيم في منزل الرئيس في ذلك الوقت فقد تم استبعاده لأنه كان من رجال عبد الحكيم عامر وشديد الصلة بالمشير الراحل وأن صحة الدكتور ثروت لم تكن تؤهله للعمل آنذاك !!
ما هو لُغز سر الدكتور محمود صلاح الدين ؟!
السادات والسعودية ضد ناصر !!
أنشئت سكرتارية دائمة للمؤتمر الإسلامي العالمي يكون الملك سعود رئيسه والسادات أمين سره ومقره الدائم في المملكة العربية السعودية . ويقول ناصر السعيد أحد كبار رجال السياسة في عصر الوحدة بين مصر وسوريا فيقول في اتهام ناري : ” ظل السادات ” أمين السر ” يتردد بين مكة وجدة والرياض ومكاتب شركة أرامكو الأمريكية في الظهران حيث قابلناه في الظهران بوفد من العمال وانتقدنا تصرفاته وقبوله للهدايا المالية وللجارية التي أهداها الملك إليه فلكون السياسة السعودية قائمة على دبلوماسية النكاح ولكي يطمئن السادات جنسيا أهداه الملك سعود جارية مصرية مختطفة من بور سعيد ليتسلى في منبرها .. مفتتحا بها أولى عمليات الانفتاح !!
جيهان والجارية السعودية
ثم يكمل ناصر السعيد : ” ولم يدم ” … ” السادات بالجارية أكثر من ثلاثة أشهر حتّى أعادها للملك بحجة أن زوجته “جيجي” ـ وهو الاسم الذي كان الملك ينادي به جيهان ـ علمت بالموضوع فقبلها الملك بالرغم من أنها حامل من السادات وأعادها الملك إلى حظيرة العائلة المالكة ودفع للسادات تعويضا مالياً عنها قدره (26000 ريال) وأنجبت الجارية فيما بعد ولدا يحمل كل ملامح السادات . وما زال أميرا في العائلة السعودية !! ” والإتهام عنيف لا ريب .. لكن الأعنف هو : من قتل عبد الناصر ؟!
السادات يعلن عمالته لآل سعود !
ويستكمل ناصر السعيد قوله : استمر أنور السادات في خدمة السعودية ولم يخف عمالته بل نشرها على صفحات الصحف حينما كتب في مارس 1956 مقالة في المجلد الثاني من مجلة ” الهلال ” المصرية رافعاً فيه الملك سعود لمرتبة الإله وكانت مقالة السادات بعنوان ” صقر الجزيرة سعود كما عرفته ! ” قال فيها السادات : ” إن سجيّة الملك السعودي في رعيته تقل عنها سجايا أمراء المؤمنين في صدر الإسلام ” !! و ” وإن عمر بن الخطاب يقل عدلاً عن عدل الملك السعودي وخالد بن الوليد يقل شجاعة عن شجاعة ملوك آل سعود ” .
لم يكن عبد الناصر يتصور أبدا أن السادات سيخلفه بل كان يريد استخدامه كورقة للسعودية ضمن بقية الأوراق .. لقد كانت تربطنا بجمال عبد الناصر روابط كثيرة ليس منها تأييدنا له فحسب بل ومنها ذلك الرباط الدموي الذي ربطتني السعودية به مع جمال عبد الناصر حينما تآمرت على الوحدة بين سوريا ومصر عام 1958 ـ وجمعت السعودية فيها بين مصر الوحدة العربية ومصير عبد الناصر ومصيري – الحديث لناصر السعيد – يوم أن بعث الملك سعود رسالة إلى عبد الحميد السراج في 4/2/1958 يطلب منه :
1 ـ عدم إتمام الوحدة بين سوريا ومصر.
2 ـ اغتيال جمال عبد الناصر بواسطة طائرة سورية تضرب طائرته القادمة إلى سوريا ليقال انها طائرة إسرائيلية.
3 ـ تسليم ناصر السعيد الخ … وذلك مقابل مليوني جنيه استرليني وقد صرفوها بـ 20 مليون ليرة سورية وقتها عدا ونقداً
وما أن وصل عبد الناصر إلى سوريا لإعلان الوحدة وكشف المؤامرة السعودية في 21/2/1958 حتّى أرسل في طلبي وقابلته في قصر الضيافة وقال لي وهو يبتسم : ” لقد حرصت أن أراك لأن السعودية جعلت مصيرنا مشتركا ! “
ومنحني يومها جنسية الجمهورية العربية المتحدة ـ قبل أن يحصل عليها أي مواطن عربي سواء كان من سوريا أو مصر ـ ووضع المادة ـ 9 ـ في دستور ـ ج ع م ـ لتنص على عدم تسليم اللاجئين السياسيين
ويومها قلت له : ” كفاك الله شر أقرب الناس اليك “. وأكدت له : ” أن السادات منذ أن وظفته “سكرتيرا” للملك سعود فيما يسمى بالمؤتمر الإسلامي ـ عام 1954 ـ أصبح رجل السعودية الأول القريب منك “
وقلت لجمال : ” إن السعودية لن تتركك بعد فشلها في هذه المؤامرة فالسعودية دائما تتعلم من فشلها طريقة أنجح وستقتلك.
وعليك إيقاف أجهزة المنافقين والصحفيين الذين ” أممتهم ” مع صحفهم من عهد فاروق لأن هؤلاء قولا ـ معك ـ لكنهم ضدك فعلاً : أنهم عملاء الحاكم مهما كان لونه ودينه “… الخ.
وتمت الوحدة بشكلها الذي جعلها عرضة للسقوط وبذلت السعودية ما بوسعها لدفع الأموال للانفصاليين وبعد أن تم الانفصال عام 1961 لوحقت من قبل السعودية والانفصاليين فغادرت دمشق إلى بيروت والقاهرة
والمعروف عن ناصر السعيد أنه نشر منشورات مناهضة لدولة عبد الناصر منها : (نبيّ بدون صحابة) (والمعلّم الذي لا يتعلم) وتم اعتقاله من قِبَل صلاح نصر إلا أن عبد الناصر أفرج عنه .
السادات عميلاً !!
يؤكد ناصر السعيد أن أنور السادات كان عميلاً للملك فيصل عن طريق كمال أدهم شقيق زوجة الملك فيصل ورئيس مخابراتها الخاصة إلى أن انضم للسي آي إيه بمعرفتهما !! والغريب أنه في الوقت الذي كانت العلاقات مقطوعة بين مصر والسعودية كانت العلاقات بين السعودية والسادات سارية متواصلة علانية وعلى رؤوس الأشهاد وبالهاتف يتم الاتصال ” !
ويقول ناصر السعيد : ” في عام 1962 افتتحت من صوت العرب برنامج ” أعداء الله ” الموجه ضد السعودية فأذعت منه مرة عن جاسوس إنجليزي أمريكي إيراني الأصل (قطري سعودي الجنسية) أبعد من قطر واسمه عبد الله الدرويش فاتصل الدرويش من الدمام في نفس الليلة التي أذعت عنه ـ ليلة 12/6/ 1962 ـ هاتفيا بالسادات يطلب منه إيقافي عن إكمال بقية الحلقات عن الدرويش “لقد تم هذا الاتصال من الدمام مع السادات في بيته بالقاهرة علما أن العلاقات مقطوعة “!
فاتصل السادات ليلتها بالوزير عبد القادر حاتم يطلب منه إيقافي عن نشر فضائح ابن درويش ومما قاله السادات : ” أن عبد الله الدرويش صديق عمري ” !
فأبلغت عبد الناصر بالموضوع وقال : ” بلاش تذيعوا عن صديق عمره .. ده ” قلنا له : ” إن صديق عمر” السادات هذا ـ ابن درويش ـ جاسوس انجليزي شهير مطرود حتّى من حكام قطر ويقيم في الجزيرة العربية ويؤجر عمارته في الدمام كمكاتب للمخابرات الامريكية ! قال جمال : “سوف نهتم بالموضوع “!
المضحك المحزن.. أن بناء ” صوت العرب ” وقتها بكامله تملكه السعودية ! حيث المبنى ملكا لشخص اسمه عبد اللطيف الجزار وكيل الطيران السعودي في القاهرة وشريك الأمير سلطان وكان يعمل وشقيقه في المخابرات الأمريكية فوزعت صوراً بعنوان (أمموا بناء صوت العرب السعودي لكيلا يصبح صوتا للخيانة )
فوضعه جمال عبد الناصر تحت الحراسة ومنع صاحبه ـ عبد اللطيف الجزار ـ من مغادرة مصر ولكن السادات توسط فاشترت الدولة بمبنى صوت العرب بمبلغ (60.000 ) جنيه فهربها الجزار وتوسط السادات لسفر الجزار برفقة الأمير سلطان عام 1964 في أول مؤتمر قمة عقد في القاهرة .
وساطة فيصل لجعل السادات النائب الأول لجمال
أما المفاجأة العنيفة فقد حدثت في منتصف عام 1969 حين شعر جمال عبد الناصر بتحركات السادات المريبة ضده .
ويقول ناصر السعيد : : أن شيوخ قطر والخليج وكمال أدهم وعبد الله المبارك الصباح قاموا بتأثيث قصر السادات الذي استولى عليه على نيل الجيزة وهو القصر الذي وسّعه فيما بعد ويسكنه السادات الآن وقد أنفق الملايين على توسعته .
عندها لم يعد جمال عبد الناصر يحتمل الصبر على تصرفات السادات الذي أعدته السعودية لخلافة عبد الناصر بعد أن انتهى أعضاء مجلس الثورة واغتيل المشير عامر بالسم وكان للسادات والمخابرات الأمريكية والسعودية الدور الأول في تسميم المشير عامر بعد اعتقاله لإزاحته عن طريق السادات خاصة وأن عبد الناصر لم يعد يحميه ولم يكن على علاقة جيدة معه بعد أن سيطرت على المشير مجموعة من المرتزقة وطلاب اللذة .
يومها قام عبد الناصر بإيقاف السادات عند حده وأقاله من أية مسؤولية وكانت تلك آخر مرة يدرك السادات فيها بنهايته .
فأسرع السادات يطلب النجدة من الملك فيصل بواسطة كمال أدهم الذي كان وقتها يقيم في شقته المطلة على النيل في القاهرة ولا تبعد عن قصر السادات كثيراً وشرح السادات ما حدث فأدرك كمال أدهم أهمية إسقاط صاحبهم ” السادات ” فتحرك بسرعة ليتصل بفيصل وغادر القاهرة إلى الرياض ويومها تحركت السعودية لعقد مؤتمر القمة في المغرب والغريب المفاجئة هنا !! هو أنه بدلاً من أن يسافر الملك فيصل إلى المغرب اتصل بالرئيس جمال عبد الناصر وقال له بالنص : أنا متجه إلى القاهرة للسفر سوياً إلى المغرب وللتشاور في قضايا الأمة العربية التي يجب توحيد جهودنا معكم من أجلها “
فيصل يطير إلى القاهرة للتوسط بين جمال والسادات
ويقول : ناصر السعيد : ويروي لنا أحد الموثوقين المرافقين للملك فيصل الذي حضر معه إلى القاهرة كيف تمت المصالحة بين جمال والسادات فيقول : قام الملك فيصل بزيارة لجمال عبد الناصر في بيته بمنشية البكري وأثناء هذه الزيارة تساءل الملك فيصل بالحرف الواحد يقول : ” لم أر الأخ أنور السادات بجانبكم هذه المرة يا سيادة الرئيس هل في الخواطر شئ ؟ “.
فأجابه الرئيس” أبدا… بس أنور عيان “. فقال فيصل : ” إنني أرجو منك أن ترسل له ليحضر هنا في بيتك لأن الأخ أنور يعزّ علي جداً وهو صديق لنا ” .. فأمر الرئيس جمال عبد الناصر سائقه بالذهاب لإحضار أنور السادات في سيارة جمال .. وأثناء ذهاب السائق قال فيصل : “لي طلب آخر يا فخامة الرئيس ” قال الرئيس جمال : ” حاضر ” .. فقال فيصل : ” إنني لا أريد أن أتدخل بينك وبين أنور السادات فأنت وأنور أقرب لبعضكما مني لكن كل ما أريد أن أبديه ما هو إلاّ من باب النصح الأخوي الذي نص عليه الدين !
لأقول : إن السادات الشخص الوحيد الذي بقي معك في طريقك حتّى الآن من أعضاء مجلس قيادة الثورة وهو أقرب لك من أي قريب .. ولا أخفيك ولعلك تعرف هذا أنّه يعزك كثيراً وكل ما نرجوه يا سيادة الرئيس أن لا يفرق بينك وبينه أحد مبغض أو من ذوي الأغراض وهو بقدر ما هو مخلص لك فان للسادات علاقات طيبة معنا ومع الجميع ولكي تسير أمورك وأمورنا على ما يرام لابد من وجود شخص موضع ثقة منك وله علاقات حسنة مع الجميع مثل أنور السادات ليقف إلى جانبك وبالقرب منك .. وأقول لك بصراحة : أننا لكي نعترف بجمهورية اليمن لا بد أن يكون السادات نائبك الأول فهو صديقنا القديم وأنت تعرف هذا ووجوده ضمانة لنا”.. الخ.. ولكون مصر كانت تخسر يوميا في اليمن مالا يقل عن عشرة ملايين جنيه إضافة إلى كونها فقدت /1600 مصري تقريبا بسبب نجدتها لثورة اليمن التي تحاربها السعودية وجد أن جمال ـ أن ما يطلبه فيصل من تعيين السادات نائبا له شيء أرخص من هذه المبالغ والأرواح المهدورة وإنه مقابل اعتراف السعودية باليمن سيخفف عنه هذا الحمل الثقيل وانه سيبعد السادات في أي وقت مناسب !
وإرضاء لفيصل .. أعلن جمال عبد الناصر قراره المفاجئ بتعيين السادات كنائب أول لرئيس الجمهورية وذلك قبيل سفره إلى الرباط بلحظات واطمأن فيصل وسافر إلى الرباط .. وما ذلك إلاّ محاولة ” تكتيكية ” من جمال لكسب ود فيصل .
حتى أن جمال عبد الناصر كان في مؤتمر الرباط يهمس لمعمر القذافي بأن يسكت كلما ثار في وجه فيصل عميد الرجعية .. كما كان يطلق عليه عبد الناصر قبل ذلك .. فقد سبق لجمال أن قال في خطاب عام في عيد الثورة 1962 ( إن جزمة جندي مصري يقاتل الرجعية السعودية في اليمن أطهر من عقال الملك فيصل المذهب ) وقال : (سأحارب الرجعية في أحضان الاستعمار وأحارب الاستعمار في أحضان الرجعية) وقال : ( إن الرجعية السعودية أخطر من الاستعمار) .
لكنه بعد ذلك هادن الرجعية السعودية بعد ذلك وعلى أساس تلك المهادنة القاتلة استمر جمال “يخادع” السعودية بتعيينه للسادات بينما السعودية والمخابرات الأمريكية تعد العدة لاغتيال الرئيس ليحل عميلهم الذي عينوه نائبه !!
إن عبد الناصر ـ كأي بطل بل كأي واحد من سائر الناس ـ لم يفكر بالموت السريع وهو في منتصف شبابه .. علما أن عبد الناصر مع استعداده لقتال إسرائيل يدرك أنه لن تسقط إسرائيل قبل أن تسقط الرجعية السعودية وتوابعها ولن ترحل أمريكا من المنطقة قبل أن ترحل السعودية وكان حذرا من “تمسكن” السعودية وكان يقول كلما ” تمسكنت ” السعودية كانت تعد لي مؤامرة ولقد أدرك هذا من تجاربه الكثيرة معها من تآمر السعودية عليه وعلى الوحدة وثورة اليمن .
ماذا قال السادات على قرار تعيينه نائباً ؟
ويعلق السادات على تعيينه المفاجئ كنائب لعبد الناصر فيكتب في العدد 29 من مجلة “أكتوبر” الصادر في 15 مايو 1977 وفي الصفحة 9 بعنوان : ” البحث عن بداية ” فيقول :
(هناك من يرى أن بداية الثورة في نفسي أو الثورة على شخصي قد بدأت عندما اختارني جمال عبد الناصر النائب الوحيد لرئيس الجمهورية قبل سفره بلحظات إلى مؤتمر القمة في الرباط سنة 1969 .. ونشرت الصحف ذلك وسافر جمال عبد الناصر يومها قد أثار هذا الاختيار حقد الكثيرين وكانت بداية لتفجير حقد مراكز القوى بينها وبيني وكان للمرحوم فيصل مواقفه التي لا تنسى ) ! الخ
البكباشى سينتهي !!
لماذا تردد في أروقة السعودية قبيل 28 سبتمبر عام 1970 عبارة سرية تقول : البكباشى سينتهي ؟! والمقصود بها جمال عبد الناصر !!
ويلاحظ أن السادات في مقالة الآنف الذكر يعترف علانية ببدء نهاية جمال عبد الناصر حينما اختاره نائبا له بما يسميه السادات ( بداية الثورة عندما اختارني جمال عبد الناصر كنائب وحيد لرئيس الجمهورية قبل سفره بلحظات إلى مؤتمر للقمة في الرباط سنة 1969 ! )
إذن فما معنى مفهوم : ” بداية الثورة ! ” في عبارة السادات ؟!!
ويقول ناصر السعيد : ” لقد فوجئ كل من حول جمال عبد الناصر بهذا الاختيار ـ فعلا ـ الذي أحال السادات من ـ جاسوس ـ يعرفه جمال ـ ومن مبعد وغير مرغوب فيه ومرتشي وسمسار وعميل للسعودية والمخابرات الأمريكية ومهووس في تلقي الهدايا وعائلته من أمراء السعودية وشيوخ قطر والخليج ـ إلى .. إلى نائب ـ أوحد ـ لرئيس الجمهورية جمال عبد الناصر! هل انتهى الرجال في مصر ؟! هل ماتت الثورة ورجالها ؟! لكن في ذلك رغبة للسعودية أراد بتنفيذها التخلص من ورطة مصر في اليمن ولقد عشت الثورة اليمنية وكان لنا مقر وإذاعة ومركز تدريب وأعلنا ” جمهورية الجزيرة العربية ” من اليمن وبدأنا العمليات في الجزيرة واختلطنا مع اليمنيين كثيراً وكان العديد منهم مع الأسف يكرهون الجيش المصري الذي جاء لإنقاذهم لكن لهم الحق في ذلك لان هذا الجيش قد أوكل أمره للمشير عامر وأتباعه حيث كان المشير مسئولاً عن الجيش المصري في اليمن والسادات هو المسئول السياسي عنه وهكذا انقلبت الآية ضد عبد الناصر العظيم .
عدم إضاعة فرصة تثبيت السادات في الرئاسة
ولكن وبعد عودة جمال من مؤتمر الرباط تدهور مركز السادات وكان السادات يخبر السعودية أولا بأول بما حدث وما يجب أن يتم للتخلص من جمال وأخذ كل جهد فيصل ينصب في مصر على تثبيت السادات في مركزه كنائب وحيد للرئيس جمال عبد الناصر حتّى تستوي الطبخة في اليوم المناسب .
وشعر جمال بخطورة رغبة السعودية في الإبقاء على السادات كنائب له لكنه كان يظن أن السادات لا يستطيع فعل شيء في حياة جمال ! فأبقاه نائبا له ـ إرضاء للسعودية فتحينت السعودية الفرص لاغتياله فلم تفلح .
مجزرة أيلول في الأردن .. واغتيال عبد الناصر !
هنالك تحركت السعودية لمضاعفة ضغطها على الملك حسين للإسراع بضرب المقاومة الفلسطينية في الأردن وساندته بالمال والأسلحة وبقواتها الموجودة في الأردن عام 1969 وهذا ما يعرفه ثوار فلسطين الذين شاركوا في معارك الأردن .. فتحرك عبد الناصر بدعوته العاجلة عن طريق جامعة الدول العربية لعقد اجتماع قمة طارئ في القاهرة للعمل على إيقاف الدماء الفلسطينية المسفوكة في الأردن .. فحضر الملوك والرؤساء وحضر الملك فيصل للقاهرة وهو يدرك أن ما حدث في الأردن ما كان إلاّ من ضغوطه وبمساعدته .
وبينما جمال كان مشغولاً في أحداث الأردن كان الآخرون مشغولون بتدبير مؤامرة اغتيال جمال عبد الناصر بالرغم من أنهم عينوا فيصل ” رئيسا للجنة إنقاذ الفلسطينيين في الأردن “!!
وكان فيصل وكمال أدهم والسادات وحسن التهامي يدركون نهاية جمال وأوكل الأمر لكل من كمال أدهم والمستر ريموند كلونز خبير السموم الأمريكي في الرياض جاء خبيراً للسموم وأصبح رئيساً لفرع المخابرات الأمريكية في السعودية بعد نجاحه في عملية اغتيال جمال عبد والسؤالالأحمرالآن : لماذا لم يسافر الملك فيصل إلى الأردن ” كرئيس للجنة إنقاذ المقاومة ” ! ـ حسبما عينوه ـ للتوسط بايقاف الدماء في حين سافر الملك إلى سويسرا بحجة علاج مجاريه البوليّة ؟! وقد أعلنت صحف القاهرة ما يلي :
(سافر الملك فيصل هذا اليوم إلى سويسرا لإجراء عملية عاجلة في المجاري البولية وأفادت نشرة طبية أنه بحالة جيدة ولله الحمد ) ! وانتهى اجتماع الملوك والرؤساء إلى لا شيء وبدأ جمال عبد الناصر يودع ضيوفه ! وأثناء ما كان يودع آخرهم ـ وهو حاكم الكويت السابق صباح السالم الصباح ـ في استراحة مطار القاهرة قدموا له سمّ الاكونتين الممزوج بكأس من عصير الجوّافة وذلك في الساعة الرابعة إلاّ ربعا من بعد ظهر يوم 28 سبتمبر 1970 وفي الساعة السادسة تقريبا استشهد جمال ولم يوقع طبيبه الخاص أن الوفاة ناتجة عن نوبة قلبية وحامت الشكوك لحظتها حول حسن التهامي ولكي يبعد التهامي التهمة عنه :
قص خصلة من شعر رأس عبد الناصر ليحللها فراح وحده وزعم أن التحليل لم يثبت أنه مسموما ومعروف أن سم الاكونتين لا يبقي له أثر في جسم شاربه وإنما قد يبقى أثره في الأظافر والشعر لمدة ساعة فقط والمعروف أن حسن التهامي كان سكرتيرا لرئاسة الجمهورية!
السادات يقول : “حمدت الله لأن جثمان عبد الناصر قد دفن “!!
وفي الصفحة /10/ من مجلة ـ أكتوبر ـ الصادرة بتاريخ 15 مايو 1977 يسلط الأضواء على أنه بينما كان الناس مشغولين في جنازة عبد الناصر كان السادات قد انشغل في ترتيب الأمور لصالحه وانه قد أعطي خمس حقن في مجلس قيادة الثورة لتنشيطه (تصور خمس حقن) ويزعم أنه سقط من الإعياء فيقول السادات : (مات عبد الناصر يوم الاثنين 28 سبتمبر 1970 وقد أعطيت له خمس حقن في قيادة مجلس الثورة ولم أستطع الاشتراك في الجنازة لأنني سقطت من الإعياء ولما أفقت سألت أن كان جثمان عبد الناصر دفن ! فقيل أنّه دفن .. فحمدت الله ) !!
ذكر الأستاذ هيكل في روايته الثالثة عن الوفاة : أن الرئيس عبد الناصر عندما عاد من توديع أمير الكويت وكشف عليه طبيبه الخاص شعر أنه بحاجة إلى أطباء آخرين ؟! ثم يقول هيكل : أنه – الرئيس – استدار وفتح الراديو الذي إلى جانب سريره !! في حين أن حالة المصاب بالجلطة القلبية تمنع لا تمكن المريض من اللف أو الدوارن أو الإستدارة أو حتى الحركة .. واسألوا أهل الطب إن كنتم تعلمون !! فكيف تثنى للرئيس الاستدارة وفتح الراديو والتركيز وهو – المفروض – يحتضر ؟!! إذا الرئيس عبد الناصر كان يستشعر أن هناك مؤامرة تحاك ضده وأراد أن يستمع إلى الراديو وقت النشرة ليستمع إلى بيان سيطرة قوة أخرى على مقاليد البلاد !!
مذكرة للنائب العام تؤكد : اغتيال عبد الناصر
وما نشرته مجلة ” الصياد ” اللبنانية بعددها /1612/ الصادر في 14 أغسطس 1975 يلقي الضوء على جريمة اغتيال عبد الناصر بالعنوان التالي الذي نشرته الصياد :
عبد الناصر قتل بسم ” الاكونتين ” هكذا أكد المحامي المصري ” عبد الحليم رمضان ” الذي أثار قضية انتحار المشير عامر .. وأكده الدكتور “علي دياب ” الكيمائي خبير السموم .. حيث وجه المحامي عبد الحليم رمضان مذكرة إلى النائب العام المصري رداً على بيان لصلاح نصر رئيس الاستخبارات السابق حول قضية انتحار المشير عبد الحكيم عامر.
وفي هذه المذكرة يستشهد المحامي بوقائع وآراء تقول أن المشير مات قتلا بسم “الاكونتين” وليس انتحاراً .. وفي هذا الموضوع قال المحامي رمضان ” للصياد ” : ” أن الزعيم الخالد جمال عبد الناصر قتل بالطريقة نفسها “!! وأضاف : ” هذه قضية أخرى سأكشف عنها قريبا”.
وهذا نص مذكرة المحامي للنائب العام :
السيد الأستاذ المستشار النائب العام
مقدمة : عبد الحليم حسن رمضان المحامي بالنقض بالملك رقم 38 شارع عبد الخالق ثروت بدائرة قسم عابدين بالقاهرة :
الموضوع : ” بتاريخ الأحد الموافق الرابع من مايو سنة 1975 نشر بالصفحتين الثالثة والرابعة بالعدد رقم 7799 من صحيفة ” الجمهورية ” اليومية بياناً منسوباً إلى السيد صلاح نصر رئيس المخابرات السابق بعنوان ” لم أسلّم سماً ينتحر به عبد الحكيم عامر ” وتناول في بيانه رداً على كتاب السيد الأستاذ المستشار محمد عبد السلام النائب العام الأسبق الصادر مؤخراً باسم ( سنوات عصيبة ) وقد ناقضني صاحب البيان بعض أقوال هذا الكتاب وتناولها بالتنفيذ والرد على نحو يجزم ويقطع في عدم انتحار عبد الحكيم عامر مع الإشارة بإصبع الاتهام في قتله إلى أشخاص معينين أخصهم السيد … مما ينبئ عن وجود خبايا لم تكشف عنها التحقيقات .
ويمكن الكشف عنها في إعادة لسؤال رئيس المخابرات الأسبق الذي أشار تصريحا في المقال إلى تعرضه لأسباب قهر وجبر منعته من التعبير عن جميع ما استكن في نفسه خاصة بحادث وفاة المشير خلال فترة التحقيق فيه.
وحيث ورد في وجهة نظر السيد صلاح نصر الموجهة إلى النائب العام قوله:
1 ـ أنكم ذكرتم أنني لم أنف واقعة طلب المادة السامة. لم تذكروا أنني جزمت بأن المشير لم يتسلم مني سما قط .
2 ـ إنني ذكرت في التحقيق رداً على سؤال لكم أنني أجزم بأن المرحوم عبد الحكيم لا ينتحر.
لان معرفتي به كرفيق عمر تؤكد أنه رجل مؤمن وشجاع يستطيع أن يوجه أي موقف.
3 ـ أنني ذكرت في التحقيق أنه حدث تلاعب في سجلات السموم بالمخابرات بعد استقالتي ونحي الرجل المسئول بآخر وقلت رأيي فيه بأنه شخص لا يوثق فيه ويستطيع أن يفعل أي شيء كما ذكرت أن المادة السامة كانت كاملة في مكتبي حتّى تقديم استقالتي في 26/ 8/ 1967 إن معلوماتنا تؤكد : أن السم جاء من الرياض سواء ما وضع للمشير عامر أو ما وضع لجمال. وسلّم لحسن التهامي .
4 ـ أنني قدمت لكمن صورة من الاستقالة التي قدمتها لرئيس الجمهورية وصوراً من البرقيات التي أرسلتها لكم أثناء تحديد إقامتي في منزلي قبل نقلي عنوة من منزلي يوم 4 أكتوبر 1967 إلى مستشفى الطيران بالعباسية .
كما ذكرت أن أمين هويدي اقتحم الجهاز ولم أقم بتسليمه أي شيء سوى حسابات المصاريف السرية عن طريق مدير مكتبي السيد وجيه عبد الله بعد تركي الخدمة في 27 أغسطس 1967
5 ـ لقد أغفلتم شيئا هاما ذكرته في التحقيق وهو أنني قلت : هل من المعقول أن يستلم المشير عامر سما في أوائل إبريل لينتحر به في 14 سبتمبر أي بعد خمسة شهور ومن كان يستطيع أن يتنبأ أن حربا ستنشب في يونيو تؤدي إلى هزيمة ثم خلاف بين عبد الناصر وعبد الحكيم عامر ثم اعتقال عامر ثم انتحاره ؟ .
6 ـ أين كان سيادتكم حينما نشرت الصحف في اليوم التالي (بالمانشيت) أنني قررت أنني سلمت سما للمشير خلافا لما جاء في التحقيق ؟ وحينما أردت أن أعبر عن هذا الإفك من شرفة غرفتي بمستشفى الطيران وخاطبت أهالي العباسية في صباح 5 أكتوبر 1967 نقلت عنوة إلى السجن الحربي وأنا بين الحياة والموت فقد كنت لا أزال أقضي مدة النقاهة من الأزمة القلبية التي هاجمتني في مكتبي يوم 13 يوليو 1967 والتي أجبرتني على الرقاد في فراشي لمدة شهر ونصف ولقد أرسلت لكم من المستشفى قبل نقلي إلى السجن بلاغا أتهم فيه البعض بقتل عبد الحكيم عامر ولا أدري حتّى اليوم مصيره.
7 ـ ان عبارة ( وبدأ تحقيق أن المشير حصل على المادة السامة التي انتحر بها من إدارة المخابرات العامة ) تتناقض مع الإحتمال الذي فرضته في الفقرة الأخيرة من هذا الفصل والتي جاءت في صفحة 120: وقد أشرت إليه بناء على التقرير الطبي الشرعي الذي يقرر احتمال أن يكون المشير قد تناول قبل وفاته وفي استراحة المريوطية قدراً آخر من مادة (الاكونتين) عجل بوفاته .
ويستطرد في هذه الفقرة بقوله :
ـ إن هذا الاحتمال يفتح الباب لاحتمال آخر لا يصل إلى حد الاستحالة وهو أن يكون أحد خدم الاستراحة قد دس له في الشراب قدراً من ( الأكونتين ) إذن فهناك حلقة ضائعة إذ لم أكن قد سلمت عبد الحكيم عامر السم وقد ثبت أن وجدت باقي الكمية التي تسلمتها في أول ابريل 1967 فمن صاحب المصلحة إذن في موت عبد الحكيم عامر ومن الذي يستطيع أن يخرج السم من المخابرات بعد استقالتي وتركي الجهاز .
هذا تساؤل يحتاج إلى تفسير وتوضيح !!
هذا ما يقوله صلاح نصر مؤكدا أن السم لم يخرج من دائرة المخابرات المصرية وأن عبد الحكيم عامر لم يمت انتحاراً ولكنه اغتيل ” فمن هو صاحب المصلحة باغتياله ؟ ” فهل أزاحه السادات بأمر من المخابرات الأمريكية والسعودية لينتهى عصر البكباشى الذي يطارد الممالك في العصر الحديث بغية تحويله إلى جمهوريات ؟! فتمت العملية بإزاحة المشير أولاً كأقوى رجال عبد الناصر ثم تبعتها بعبد الناصر نفسه في أقل من 3 سنوات ؟!
ونعود إلى مذكرة المحامي عبد الحليم رمضان للنائب العام وفيها يقول : حيث أنه من صالح الإنسانية والعدالة في مصر وسيادة القانون بعد اطلاق هذا المقال للقيل والقال وإثارته للتساؤل والسؤال والشكوك حول حقيقة ظروف وأسباب وفاة المشير عبد الحكيم عامر أن تفتح صفحات تحقيق هذا الحادث من جديد وأن يعاد سؤال صلاح نصر فيه وليبدي قوله فيما يدير أن يفصح به عن مكنونات نفسه ليجلي الحقيقة”!” وليكشف عن خفية ما أخفى عهد مراكز القوى ملاحظة : نسي المحامي أن يذكر أن صلاح نصر كان على رأس أكبر قوة في مراكز القوى وهي المخابرات ومن تتبعنا لما نشر ندرك أنه : لا صلاح نصر ولا خلفه أمين هويدي كانت لهما علاقة باغتيال المشير .. وإنما هناك يد دست السم بتخطيط رفيع المستوى قادته المخابرات الأمريكية والسعودية والملكية التي كانت لها مصلحة عظمى في إزاحة المشير عن طريق السادات خاصة وأن للمشير عامر أنصار في الجيش وكان الشخصية الأولى المقربة من جمال عبد الناصر حتّى وان أقاله بعد حرب 1967 وبإزاحة المشير عامر يبدأون بتسميم جمال عبد الناصر نفسه وهذا ما حدث !!ا
الانتحار المستحيل !
وقد تطوع الدكتور علي محمد دياب مدرس تحليل العقاقير والسموم بالمركز القومي للبحوث للإدلاء بشهادة علمية في هذه القضية قال :
“هناك دلائل قاطعة على أن التقرير الطبي الذي صدر بعد حادث المشير عامر فيه كثير من المغالطات بل لا أكون مغاليا إذا أكدت أن فيه كثيرا من التزييف العلمي. وارتكز في كلامي على عدة نقاط:
أولاً : هذا النوع من السم (الأكونتين) يمتص بسرعة شديدة من الجسم بحيث يستحيل علميا الكشف عنه بعد ساعة من تعاطيه لانه يتحول إلى مواد متشابهة مع مواد طبيعية في جسم الإنسان.
ثانياً : أن الجرعة القاتلة (للأكونتين) لا يمكن أن تزيد عن (2 مللي) وبمعنى آخر (2 من الألف من الجرام ).
ثالثاً : الدراسات الأكاديمية في فترة موت المشير كانت ناقصة وخصوصا عن هذا النوع من السم.
رابعاً : هذه المادة السامة (الأكونتين) لا يمكن خلطها بمادة أخرى تجعل الوفاة تحدث متأخرة أو مؤجلة “.
ويقول الدكتور علي دياب :
” إن الدراسات التي أجريتها على هذه القضية بالذات وحصلت بها على درجة الدكتوراه تؤكد أن هناك ثغرات كثيرة جدا في تقرير الطب الشرعي الخاص بحادث المشير عامر .. إذ أن التقرير العام قال : أن المشير عامر مات بعد 18 ساعة من تناول السم وهذا مستحيل علمياً وقال التقرير أنهم وجدوا مادة الأفيون في معدة المشير وأؤكد أن مادة الأفيون لا تؤجل الوفاة بعد تعاطي (الأكونتين) ” .
“وأيضاً أؤكد أنه لو كان صحيحا أن المشير عامر مات بعد 18 ساعة من تعاطيه (الأكونتين) لكان من الممكن انقاذه بسهولة “.
وتدخل المحامي عبد الحليم رمضان في الحديث ليؤكد : إنني واثق تمام الثقة من خلال معلومات حقيقية بأن المشير عامر قتل بنسبة مخففة من (الأكونتين) مقدارها (واحد على الألف من الجرام) وقد وضعت له في عصير ” جوافة ” أثناء نقله من الجيزة إلى شقة المخابرات بشارع الهرم لقد كان السادات وقتها النائب للرئيس جمال وحسن التهامي سكرتير رئاسة الجمهورية وفي أثناء هذا النقل دسوا له السم!
ثم قال المحامي : وبنفس الطريقة قتل جمال عبد الناصر في ميناء القاهرة أثناء وداعه لأمير الكويت .. وهذه قضية أخرى سأكشف عنها قريباً !! لكن عبد الحليم رمضان لم يتكلم ولا ندري بأوامر من ؟!
شقيق المشير .. يعلن !!
وتدخل المهندس حسين عامر شقيق المشير عامر في الحديث .. وكان على وجهه إرهاق وتعب وآلام نفسية هائلة ودخلت معه في حوار فقال باختصار :
ـ لا شك أن لكل إنسان أخطاء لكن أن يكون جزاء هذه الأخطاء قتل رجل دون محاكمة ودون أن يعطى فرصة للدفاع عن نفسه فهذا شيء مؤلم.
ـ الجميع الآن يطالبون بفتح الملفات وأنا الآخر لا أجد أمامي إلاّ أن أطلب من ساحة القضاء المصري ـ ولا أشك في عدلها ـ فتح التحقيق في هذه القضية مرة أخرى لينكشف للعالم أولئك الذين اغتالوا عبد الحكيم عامر .
ـ لقد أرادوا التخلص من المشير عبد الحكيم عامر لأنه في أواخر حياته وقبيل النكسة كان قد اكتشف إعداداً لقلب نظام حكم عبد الناصر !!
ـ وعلى كل الأحوال لا أستطيع الآن أن أفتي في هذه القضية فهي أمام القضاء وكلمة القضاء لا تعلو كلمة عليها .
أمام كل هذا .. ما دامت القضية أمام القضاء منذ خمسة أعوام فلماذا رفض السادات كشفها؟ وهو الذي ما ترك سترا لم يكشفه !
ثم ما رأي الأطباء الذين وقعوا على التقرير الذي يؤكد وفاة المشير منتحر!! وما رأي الأطباء الذين وقعوا على تقرير موت عبد الناصر !!
وما هو رأي صلاح نصر الذي فجر القنبلة في حديثه لجريدة “الجمهورية”؟… سنعمل للحصول على أجوبة عن هذه الأسئلة في العدد القادم انتهى تحقيق الصياد مع المذكورين آنفاً حول اغتيال المشير عامر واغتيال جمال عبد الناصر بنفس مادة سم الأكونتين ومع ذلك انتشرت شائعة بأمر السادات : أن عبد الناصر هو الذي اغتال المشير !
ولقد وعدت مجلة ” الصياد ” على “أن تجيب على أن بقية الاسئلة في العدد القادم : كما قالت في العدد 1612 / في 13/ 8/ 1975 لكنها لم تجب وقد علمنا أن السفارتين السعودية والمصرية اتصلتا بها وطلبتا منها عدم الإجابة .
كما اتصلت بالشهود وأغلقت أفواههم بوسائل شتى .
السادات والسعودية وراء اغتيال المشير وعبد الناصر
1 ـ لو يعرف السادات أنه سيدين جمال عبد الناصر في مقتل المشير عامر لما وفّر كشف عبد الناصر بأية وسيلة من الوسائل ولو يدرك السادات أنه سيدين “مراكز القوى ” ـ خصومه ـ باغتيال عامر لما تركهم خاصة وان السادات على كل شيء قدير ..! لكنه يعرف من الذي اغتال عامر ومن الذي اغتال عبد الناصر بنفس سم الاكونتين ويدرك أنه لو فتح التحقيق فسوف لا يكشف إلاّ نفسه والسعودية وأجهزتها الامريكية .
2 ـ لقد منع المحامي عبد الحليم رمضان من الاستمرار بكشف هذه الجريمة بعد أن وعد في مجلة “الصياد” بكشفها فهل نجد من يتصل به لكشف الموضوع ؟
شئ من تاريخ السادات النجم
سقط السادات في فرقة فاطمة اليوسف للرقص والتمثيل الفني ونجح في الرقص والتمثيل السياسي المرحومة فاطمة اليوسف هي والدة السيد إحسان عبد القدوس وهي صاحبة مجلة “روز اليوسف” حيث نشر في الصفحة 29 من العدد 203 الصادر بتاريخ 13 مايو 1932 ما يلي :
إلى الفتيات والفتيان الذين تقدموا لنا بطلبات الإنضمام إلى فرقة فاطمة اليوسف نأسف لعدم قبولكم في الفرقة نظراً لعدم اجتيازكم الإختبار الفني للرقص والتمثيل آملين لكم النجاح في فرص قادمة والأسماء هي : ( الفتاة غالية حسنين .. الفتاة ميرفت سليم .. الفتى محمود حموده .. ثم الفتى أنور السادات والجدير بالذكر أنه رسب أيضاً في مسابقة للتمثيل لاختيار وجوه جديدة في مسابقة لدى الفنانة المنتجة عزيزة أمير في منتصف الثلاثينيات .. والتساؤل الآن : هل هناك علاقة تمثيلية بين أدوار السادات وناصر وعامر حيث هو الوحيد الذي أتى بعامر من قريته أسطال بعد أن فر إليها المشير ولاذ بها فأرسل له عبد الناصر صديقه شمس بدران ففشل في إعادته .. ثم أرسل له صلاح نصر ففشل أيضاً في إعادة عامر .. فكان الجوكر السادات في واحد من أروع مشاهده التمثيلية الذي عاد بعامر بعد أن أوهمه أن عبد الناصر لن يسافر إلى السودان إلا بصحبة المشير .. وعاد عامر لتبدأ محاكمته ونهايته !!
( هؤلاء شهود اغتيال عبد الناصر )
كوكبة من رجال عبد الناصر ألقوا بشهادتهم للزميل الأستاذ جمال سليم حول وفاة الرئيس جمال عبد الناصر .. منهم الفريق الدكتور رفاعي وقد أجاب على سؤالٍ : متى وصلت إلى هناك ” منزل الرئيس ” ؟
أجاب : وصلت حوالي الخامسة أو الخامسة إلا ربع أو الخامسة والربع .
كيف وجدت هناك في بيت الريس ؟
أجاب : في الدور الأرضي شفت محمد أحمد والفريق سعد الدين متولي وأظن محمود الجيار فقالوا لي اطلع فوق .. اطلع فوق ضروري .. فسألت : هوه مين العيان ؟ فقالولي : الريس .
فطلعت الدور الفوقاني وفي الدور الفوقاني فيه أودة قعاد ” أنتريه ” صغير يفصل بين حجرة نوم الرئيس عن حجرة الأولاد ولقيت منى عبد الناصر واقفة تلطم خدودها .قلت لها : إيه يا منى ؟ لكنها لم ترد عليَّ ومشيت الجهة اليمين فيها أودة السيدة تحية حرم الريس .. وأودة الريس على الشمال وبينهما دورة مياة صغيرة .. دلفت من خلال المكتب الصغير وطرقت الباب فانفتح .. وفوجئت بعدد من رجال الحكم في الحجرة منهم .. حسين الشافعي وهيكل ومحمود الجيار وسامي شرف والفريق فوزي وشعراوي جمعة ومعهم الأطباء عبد العزيز طه والصاوي حبيب ومش فاكر مين تاني .. وكان الريس نايم ومتغطي .. فاتجهت ناحية السرير .. كان متغطي من رأسه لقدميه .. أزحت الغطاء عنه ومسكت إيده ووجدتها باردة ومفيش نبض .وكان في وجهي أمامي الفريق محمد فوزي والوزير سامي شرف قلت لهما : ونادهينلي بعد إيه ؟ بعد ما خلاص .. انتهى ؟! كانت الساعة في الوقت ده حوالي الخامسة .. ثم نزلت تحت في الهول وشفت علي صبري وأنور السادات وأمين هويدي قاعدين تحت .
حيث لم يصعد أنور السادات وعلي صبري وهويدي .. فلماذا جلسوا جميعاً بالأسفل في حين الباقون يجلسون بجوار جثة عبد الناصر ؟!!
ويقول هيكل في شهادته ” المضطربة ” : أن السادات هو آخر من دخل إلى عبد الناصر المسجى على سريره وكشف الملاءة عن وجهه وقبَّله برباطة جأش ثم التفت إلى الحضور وتسائل : الأطباء عملوا اللازم ؟! ثم خرج .. !!
وعودة إلى اعترافات الفريق الدكتور رفاعي يقول :
نزلت لتحت حبيت أعرف سبب الوفاة.. وأشوف تحليل الدم اللي عامله الدكتور ناصح أمين في نفس اليوم وهو أستاذ التحاليل بجامعة القاهرة ورأيت فيه أن نسبة التجلط 22 % واطلعت علىرسم القلب اللي اتعمل له في اليوم ده أي يومالإثنين 28 سبتمبر فتأكدت أنه لم يمت بذبحة صدرية لأنه لو كان مات بذبحة صدرية كان يبقى رسم القلب فيه تغيير واختلاف نسبة التجلط ما تكونش واطية بهذا القدر!!
وبعد شوية جاء السادات وقال لي إنت يا رفاعي مسئوليتك الجثة تحافظ عليها لغاية ما نشيع الجنازة فقمت بواجبي وجبت أربعة ضباط من الحرس وتحية هانم والولاد قعدوا شوية مع الجثة ونقلناها إلى قصر القبة .. وهناك قلت لسامي شرف هات لي الطبيب الشرعي وكان اسمه الدكتور كمال مصطفى كبير الأمناء الشرعيين وفحصناها أنا وهو من الظاهر ولم نجد آثار مقاومة وهنا اقترح كبير الأمناء الشرعيين أنه يجب أن نقوم بتشريح الجثة لكي نعرف سبب الوفاة .. فقلت له أنني لا أملك استصدار مثل هذا القرار فصاحب السلطة العليا فقط هو الذي يملك أن يصدره .. وهو الآن أحد ثلاثة علي صبري أو السادات أو حسين الشافعي .. فقلنا ذلك لسامي شرف وجاء الثلاثة بعد أن ناداهم سامي شرف وقالوا : إيه خير يا دكتور رفاعي ؟! فقلت لهم : أنا وكبير الأمتاء الشرعيين بنقترح تشريح الجثة لمعرفة سبب الوفة أو لا نقربها فما رأيكم ؟
فأجاب الثلاثة الكبار معاً في نفس واحد : مفيش داعي لبهدلة الجثة يا دكتور رفاعي ونكتفي بالكشف الظاهري .
وبعدين قلت لسامي أنا عايز اتحفظ على الجثة من النهاردة ليوم الخميس ” يوم الجنازة ” فأرجو أن تبحث لي عن صندوق كبير لوضع الجثة فيه .. ولم أجد غير ثلاجة المطبخ الخاصة بقصر القبة ولهذا كلف سامي شرف عدداً من العمال بتقل ” وتفريغ ” مافي الثلاجة من لحوم وخضروات وخلافه وتم وضع جثة ” الزعيم فيها وعليها ألواح الثلج ثلاثة أيام !!
وقبل الجنازة بيومين من الوفاة وبالتحديد يوم الأربعاء 30 سبتمبر سنة 1970 استدعاني اتصل بي السيد محمد أحمد سكرتيرالريس وقال لي الهانم عايزاك .. لأن تحية هانم حرم الريس كان بيجي لها دور خفقان في ضربات القلب وكنت دايماً أروح أعالجها .
وبعد علاجها أجلستني وقالت رايح فين اقعد أنا عايزة أتكلم معاك شوية .. قعدت في الأنتريه الذي يفصل بين غرفتي الريس وتحية هانم وتطرق الحديث بيني وبينها وعلقت على ما كنا نقوله من تعبير ” الرئيس الخالد ” وقالت : أهو الرئيس الخالد مات مديون .
فقلت لها : مديون لمين ؟
فقالت : لعثمان أحمد عثمان بتى الفيلتين بتوع هدى ومنى بـ 18 ألف جنيه كل واحدة بـ 9 آلاف واتسدد من المبلغ ده 6 آلاف من حسن صادق أبو حاتم و12 ألف جنيه لسة على الريس مات وهوه مديون بيهم .
قلت لها : ربنا يسهل وكل شيئ يتسدد .
وبعدين سألتها عن اللي الريس عمله يوم الوفاة .
فقالت لي : الريس قام وأخد حقنة الأنسولين اليومية بسبب السكر وقعد على ترابيزة السفرة وأكل نصف تفاحة بالضبط ونزل ” جري ” !! وقال أنا أتأخرت على الملوك والرؤساء وبعدين اتأخر في المطار لحد الساعة تلاتة وشوية ورجع منهك ويتصبب عرق ورجليه بتلف على بعضها وبعدين الصاوي أعطى له حقنة أنتستين وحقنة بانتوبون لكن الدكاترة اللي جم بعد الصاوي سألوه : انت اديته إيه؟ قال : إديته حقنة بانتوبون .
وهذا معناه أن الرئيس مات بغيبوبة سكر وليس بذبحة صدرية أو جلطة .. ولو كان أعطى قطعة سكر كان أنقذ !!
ويوم السبت بعد الجنازة الموافق 3 أكتوبر سنة 1970 ذهبت للفريق محمد فوزي لأنني أتبعه هو رئيسي وقلت له : أنا جاي أقولك أنني مضيت شهادة الوفاة بتاع الريس بالغلط والرئيس لم يمت بنوبة قلبية .. فرد عليَّ الفريق فوزي وقال : اعمل معروف لا تثر هذا الموضوع لأن الناس أعصابهم معبأة ولو علموا بهذا الخطأ يمكن نروح كلنا في داهية .. فاسكت واكفي ع الخبر ماجور .
( عبد الناصر هل مات مسموماً ؟ )
في مذكرات الدكتور أحمد ثروت الذي كان يعالج الرئيس عبد الناصر يوماً ويأنس إليه يقول : نصحت بألا يصافح الرئيس صلاح نصر لأنه يوجد سم من شأنه النفاذ من الجلد إلى الدورة الدموية ” !!!
ترى لمن توجه الدكتور أحمد ثروت بالنصح ؟ هل لعبد الناصر نفسه .. فخالف ناصر الوصية ؟!!
وفي موضع آخرمن مذكراته يقول الدكتور ثروت : ” علمت أن هناك سبع زجاجات من السم فقدت من المخابرات .. فين هي ؟ ” !!
والمفاجأة التي تدهش لها عزيزي القاري حين تعلم أن الدكتور الصاوي حبيب الذي كان يعالج قلب الرئيس عبد الناصر ودلّك له قلبه بشهادة هيكل أكثر من 20 مرة .. ما هو سوى طبيب أطفال !!!
وأن دبلوم القلب الذي حصل عليه كان بعد سنة 1970 أي بعد رحيل عبد الناصر.. فكيف يعالج الزعيم ؟!! ذلك وفقاً لشهادة الفريق أول طبيب رفاعي كامل .. طبيب عبد الناصر .
( شهادة الفريق أول محمد فوزي )
في كتابه ” استراتيجية المصالحة ” الجزء الثاني ص 115 بعنوان ” وفاة جمال عبد الناصر” يقول الفريق محمد فوزي : أنور السادات وحسين الشافعي وعلي صبري وحسنين هيكل .. دول اللي كانوا تحت في الصالون واقفين بيتكلموا وحسنين هيكل ” مصطاد ” ودن أنور السادات وشغال كلام .
فماذا كان يقول هيكل للسادات آنذاك ؟!!
( الشاهد يتسائل : مين اللي قتله )
حين دخل صلاح الشاهد كبير الأمناء في رئاسة الجمهورية في عصر عبد الناصر .. حين دخل قصر القبة ولم يكن يعلم النبأ وفور تلقيه الخبر صاح : مين اللي قتله ؟!
ثم أخذه حسن التهامي الوزير برئاسة الجمهورية وقتها وأطلعه على ناصر المسجى في الثلاجة وكان المثَّال الفنان التشكيلي مصطفى متولى قد انتهى من عمل ” قناع .. ماسك ” لوجه جمال عبد الناصر .. وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال خطير : من الذي أذن للفنان التشكيلي بعمل ماسك لوجه الزعيم ؟!! أم هو إجتهاد شخصي من حسن التهامي دون استشارة صلاح الشاهد كبير الأمناء ؟!!
والملاحظ أن تضارب القرارات بعد رحيل عبد الناصر كان ثمة الموقف .. فالسادات يأمر الدكتور رفاعي بنقل الجثة إلى قصر القبة .. والفريق محمد فوزي يعطي أمراً لرفاعي بالتحفظ عسكرياً على الجثة !!
وسامي شرف وعلي صبري وحسين الشافعي يرفضون تشريح الجثة !!
بل ويقول السادات لسامي شرف وفقا ًلشهادة الأخير حينما اقترن الدفن بشهادة الوفاة : الله يا سامي .. طيب مش ضروري شهادة وفاة .. هوه يعني الحانوتي ح يرفض يدفنه ويقول لأ .. مش عايزين شهادة وفاة !!
ويقول الفريق فوزي في مذكراته أيضاً عن المشهد الأخير من رحيل عبد الناصر: استدعيت إلى منزل الرئيس بعد حوالي ساعتين من مغادرتي مطار القاهرة بعد توديع أميرالكويت مع الرئيس عبد الناصر وبعد وصولي صعدت مباشرة إلى الدور الثاني حيث فوجئت بالرئيس عبد الناصر على سريره فاقد الوعي فاصطدمت من هذا المنظر وانعقد لساني عن السؤال عما حدث للرئيس وكان واقفاً أمامنا جميعاً في المطار أثناء مراسم الوداع وسبقت عيناي في متابعة ما يجري بالغرفة وكان أول مشهد أراه هو قيام اثنين من الأطباء بانتزاع جهاز تنشيط القلب من فوق صدر الرئيس ثم أخذ الطبيب الصاوي حبيب ” ( طبيب الأطفال ” !! ) يضغط بكلتا يديه على صدر الرئيس بدلاً من الجهاز وعيناه تدمعان وعنئذ توقف عن الإستمرار وجدت نفسي مدفوعاً بحركة لا إرادية نحوه ممسكاً بتلابيبه بكلتا يديَّ آمراً إياه بانفعال شديد كي يستمر في عمله فلم يتحرك وفي هذه اللحظة رأيت أحد الأطباء ينزع أسلاك جهاز قياس نبض القلب ويشير إلينا بانتهاء حياة الرئيس .وغطي وجه الرئيس وكان جفنا عينيه متهدلين وتصاعد بكاء الحاضرين في الغرفة وكانوا قد سبقوني في الحضور وهم السادة : علي صبري وشعراوي جمعة وسامي شرف ومحمد أحمد وحسنين هيكل وبعد ذلك حضر السادة حسين الشافعي ثم أنور السادات الذي كشف عن وجهه وقبّل رأسه .
( واحد اتنين .. الصاوي راح فين )
انزعج شعراوي جمعة وزير الداخلية حين أخبروه أن الطبيب الصاوي حبيب لم يكن موجوداً في السيارة الطبية المرافقة لموكب عبد الناصر !! ترى أين كان الدكتور الصاوي وهو طبيب الرئيس ؟!!
وهل من المعتاد أن تكون سيارة موكب الرئيس بدون طبيب من خمسة أطباء ملازمون للرئيس ؟!
يقول الدكتور الصاوي أنه وصل لمنزل الرئيس عبد الناصر قبل الساعة الرابعة بدقائق قليلة!!
فهل يصل الدكتور ” المقيم ” مع الرئيس قبل وفاة الريس بساعة ؟!!
فأين كان ؟!! خصوصاً أنه يعلم أنالرئيس يعاني من جلطة في الشريان التاجي أصيب بها في 11 سبتمبر عام 1969 على إثر عملية الإنزال الإسرائيلية في منطقة الزعفرانة في خليج السويس حيث تم إخفاء تشخيص الحالة عنعبد الناصر نفسه والمحيطين به .. إلى أن اكتشف ذلك ناصر نفسه من كثرة تردد الدكتور محمود صلاح الدين إخصائي القلب وبناء عليه فقد تم عمل مصعد فوراً رغم أن منزل الرئيس مكون من دورين فقط .
ومن المضحكات المبكيات قول الدكتور الصاوي حبيب في شهادته أنه لم تكن في القاهرة غرفة عناية مركزة ” إنعاش ” !! وأن الغرفة الوحيدة كانت في الأسكندرية!!
في حين أنه كان يوجد 4 غرف عناية مركزة في مستشفى المعادي وحدها سنة 1966 فلماذا يقول الدكتور الصاوي ذلك الزعم ؟!!
ويختلف الدكتور الصاوي مع كل فريق أطباء ناصر.. ويرفض الدكتور رفاعي التوقيع ويشكك الدكتور طه في تشخيص الحالة .. ويتعجب شعراوي .. ويعلن فوزي براءته من ناصر كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب !! ويقسم سامي شرف بأغلظ الأيمان لا أعرف .. والشاهد والتهامي والسادات وهيكل ومعهم الدكتور الصاوي ماذا لو أنطقهم الله في وفاة جمال عبد الناصر ليقولوا ما يعرفونه بالضبط؟! وما هو السر الذي يحتفظ به هيكل رغم كل هذه الحبات المنصرمة من تاريخ مصر والدماء صديقه الحميم ناصر التي أهدرت ؟!!
والسؤال الآن : لماذا حرص ناصر على الاستماع لموجز الأنباء رغم احتضاره؟!
هل كان يتوقع بياناً آخر مثل بيان الثورة قام به خصومه بعد أن دسوا له السم مثلاً .. فآثر وهو يحتضر أن يعرف من اعتلى عرش مصر مكانه ؟!!
ربما .. والآن هل يمكننا أن نتساءل : عبد الناصر مات أم تم اغتياله بمعرفة السادات وحسن التهامي والملك فيصل والمخابرات الأمريكية ؟! مجرد استفهام حار يبحث عن إجابة لوجه الله والحقيقة والتاريخ !!
إنها ألغام سياسية قابلة للإنفجار أثارتها مؤخراً الدكتورة هدى ابنة الرئيس جمال عبد الناصر .. فلم تتركهاالسيدة الصديقة الموقرة رقية السادات وجرجرتها إلى المحاكم لتكسب الجولة ابنة السادات .
لكن بكل المقاييس هي أزمات حادة ومنفرجة في منعطفات السياسة الخطيرة وفقاً لمصطلح صديقي النجم الكوميدي الكبير أحمد آدم .
ولقد تعمدتُ أن أتوقف على وجهة ناصر السعيد ” غير آبه برؤيتي الشخصية أو معلوماتي البحثية في أسرار كواليس حكاية السادات وعبد الناصر .. وإنما تعمدتُ أن أتوقف على حكاية ناصر السعيد لما فيها من دراما علاقة بين الرجل الأول والثاني ” فقط ” وبغض النظر عن تحقيق الرواية وتخريجها .. وإنما أخذتُ بها من باب صالح الأعمال السياسية فحسب !! والدوام لله .. والحاجات دي أعمار !!
السادات والمنصة بالصور
هذه وقفة بالصور مع : السادات والمنصة .. لعلها تعطينا فِكرة ورؤية يمكنها أن تميط اللثام عن لغز اغتيال الرئيس السادات :
” خرج ولم يعُد ” !!
السادات يخرج من حديقة بيته بالجيزة صباح يوم السادس من أكتوبر 1981
وعن يمينه نائبه حسني مبارك وعن يساره وزير دفاعه محمد عبد الحليم أبو غزالة .
ويركب سيارته المكشوفة ليحيي الجماهير الغفيرة بيده
السادات في سيارته المكشوفة وحوله رجال حراسته في منتهى الإنتباه واليقظة
صورتين للسادات وبجواره مبارك وأبو غزالة ومن حوله أطقم الحراسة في منتهى اليقظة والتسليح والإستعداد .. فلماذا لم يطلقوا النار في المنصة ؟!
السادات وبجواره أبو غزالة وسط الحراسة الشديدة على السيارة في طريقه للمنصة وأرض العرض العسكري
السادات ومبارك وأبو غزالة وسط حراسة مشددة .. فأين ذهبت هذه الحراسة في المنصة ؟! ومن أعطاهم الأمر بعدم إطلاق النار على الجُناة ؟! هذا إن كان هناك ” جُناه فعلاً من خارج المنصة ” !!
السادات ومبارك وأبو غزالة وتحية لقبر عبد الناصر وقبر الجندي المجهول في المنصة قبيل لحظات من عملية الإغتيال
تحية خاصة وأخيرة من السادات للشهداء من رجال مصر في حرب أكتوبر وقبر الجندي المجهول
السادات هل يعاين قبره ؟! ولحظات خاصة جداً قبيل صعوده للمنصة
يقرأ الفاتحة للجندي المجهول .. أم على روحه هو مُقدماً ؟!
الطريق إلى المنصة .. كبار رجال الدولة وحراسة شديدة .. فكيف اخترقها جُناة بالصدفة بلا مُخطط ولا تعزيز ولا خيانة ولا مؤامرة ؟!! عيب قوي
السادات وآخر وداع للبايب .. ولحظة تأمُل أخيرة وشرود خارج عن النص !
قُبيل الوداع الأخير .. السادات هل يشاهد سرب الطيران أم يشاهد مثواه في عالم الخلود العلوي ؟!
فيما يفكِّر النائب حسني مبارك ؟! ولحظة شرود ! ثم .. لحظة أمان من السادات .. ولحظة ترقُب من أبو غزالة .. هيييييه دنيا !!
– بتضحك على إيه يا سيادة النائب ؟!
: لأ شوية تفاؤل بس يا ريس ما تاخدش في بالك .. عندي إحساس إن النهاردة ورد
– خلاص خُد البتاع ده بُص لك بصة لفوق على ربنا ما يجيب الفرج من عنده
الوداع الأخير .. والسادات يودع عالمنا فهل ينظر مكانه في الملأ الأعلى ؟
الثلاثة معاً .. رحلة غموض وسلام وصمت !!
السادات ينظر لأعلى وأبو غزالة ” بيسجده ” وينظر لأعلى أيضاً .. طيب حسني مبارك بينظر فين ؟! هل ينظر لسيارة الجُناة لذلك انبطح أرضاً بسرعة خاطفة وترك السادات لمصيره المرسوم ؟!
الجُناة يهمون بالقفز من الشاحنة تباعاً .. فماذا يقول مبارك للسادات المتوجس خيفة ؟! هل يطمئنه مبارك : اقف حيي ولادك يا ريس !
– مناورة عسكرية دي يا حسني ؟!
– عِلمي عِلمَك يا ريس أستأذن أنا تحت سور المنصة .. أشوفك بخير يا ريس .
– العيال دي ما تقلقشي يا حسني ؟
– لأ ما يا فندم ما يقلقوش .. سلاااااااااااااام
– طيب ابقى خللي بالك م العيال يا حسني !!
وهكذا انطلق ” الممثلون ” من السيارة نحو الرئيس .. الإسلامبولي ورفاقه
صواريخ السادات والعسكرية المصرية لم تفعل شيئاً والجُناة يقتربون من الرئيس وهم يطلقون وابلاً من النيران العشوائي على المنصة ولا يُقتَل جاريه (يمين – شمال ) !! شفت الخيبة السودة أو الفيلم الهندي الكبير ؟!
لا مقاومة .. لا دولة .. لا حراسة .. لا سادات .. ولماذا المقعد الأمامي ؟! ولماذا بقية المقاعد التي كان يجلس عليها أطقم حراسة وقناصة فأين هم ؟ ولماذا هرولوا لحظة اطلاق النار ؟! ومن أمرهم بالفرار دون مقاومة ؟!
4 يطلقون النار على المنصة ثلاثة في رأس مثلث والرابع مستلقي على بطنه على سلم المنصة يصعد لأعلى من اليسار ليطلق وابل نيرانه على الجميع .. في حين رؤوس بعض القناصة خلف سور المنصة متوارين وهم يتأهبون للهروب من الصورة ليلحقوا برفاقهم ويبدو ” الكاب ” العسكري على رؤوسهم !!
سُحب دخان كثيفة وإطلاق نيران عشوائية من 4 رشاشات من كل جانب ولا يُقتل سوى السادات فقط ؟! ليه يعني هوه احنا كاوركية ولاَّ مختومين على قفانا؟! ليه ؟! رصاصات ذكية لا تريد سوى الرئيس السادات فقط ؟ لكن جاريه (يمين – شمال ) لأ .. طيبين ولهما عمراً مديداً يعني ؟!
في حين حسين عباس وعطا طايل يطلقون النار من يسار المنصة والصورة .. الإسلامبولي يطلق النار من المقدمة .. وعن يمينه عبد الحميد عبد العال وقد صعد يمين المنصة على السلم ويطلق النار بمنتهى الحرية على موضع السادات ونائبه ووزير دفاعه في مستطيل لا يزيد عن 8 متر في 3 متر ومع ذلك يقتل السادات فقط .. وجاريه ( يمين – شمال ) لأ .. لا يقتلهم لأنهم أبرارة أطهار أنقياء أتقياء ولاد حلال !!!!! الأهم بقى .. أن أسراب القناصة التي كانت تجلس على المقاعد يمين الصورة ؟؟ هربوا وانسحبوا ليخرجوا من الصورة دون مواجهة .. لماذا ؟! انظر طابور الإنسحاب الرسمي .. فمن أعطاهم الأوامر بالإنسحاب وعدم المواجهة أو اطلاق النار ؟! ونلاحظ أن أحد القتلة يطلق نيرانه وهو على سلم المنصة وظهره للقناصة الذين يهرولون ” دون مواجهة ” والإسلامبولي مشغول بإطلاق النار .. فلماذا لم بنشغل الإسلامبولي بالقناصة ليطلق عليهم النار ؟! الجواب : لأنه عنده على مسبَّق أنهم لن يواجهوه بإطلاق نار متبادل لذلك لم يعرهم انتباه حيث أنهم قاموا بواجبهم وفقاً للخطة وانسحبوا بسرعة ” دون مواجهة ” البتة !! حيث الإسلامبولي ورفاقه مكشوفون تماماً دون سواتر ودون غطاء لظهورهم يحجبهم أو من أية جهة .. فجميعهم في مرمي أي رجال أمن من حراسة ” الرئيس والمنصة ” ومع ذلك لم يتم قتل اي منهم البتة .. حتى الإصابات كانت اصابات تمثيلية في البطن مثلاً .. حيث أصيب الإسلامبولي وعطا طايل وعبد الحميد عبد العال ” اصابات محدودة ” بينما هرب حسين عباس بعد أن شارك يف قتل الرئيس بإطلاق الرصاص .. دليل على أن : لا عين واحدة على المجرمين ( إن كانوا هم القتلة فعلاً ” ولا أي دور لأي نوع من الحراسة ولا الأمن ولا المخابرات ولا العسكرية ولا أي جهة منوطة بحراسة الرئيس .. إذ كيف يهرب ويمشي عادي كما قال ليخرج ويأخذ تاكسي ويذهب إلى بيت شقيقته ثم يُقبض عليه بعد ثلاثة أيام من الحادث ؟! هذه نكتة طبعاً لاستكمال الفيلم الهندي الساقط مثل مرتكبيه
يطلقون النار ” براحتهم ” تماماً دون أدنى مقاومة تُذكر !! والمصورون في منتهى الأمان .. كأنهم معهم ” صكوك نجاة ” من القتل .. حيث نرى ” اثنان ” من المصورين على مقربة تامة من الجناة ولا يزالوا يصورون ” فيديو ” أحدهم بكاميرا محمولة والثاني بكاميرا ثابتة .. فمن ذا الذي منحهم ” صك الأمان ” وعدم تعرض القتلة لهم ؟!
انتبه عزيزي القارئ جيداً :
يمين الصورة .. آخر قنَّاص يهرب من موقعه ليلحق بزملاءه دون مواجهة
لماذا ترك الإسلامبولي طاقم المصورون يصورون ولم يقتلوهم ؟ وأين هذه الأفلام الفيديو التي تم تصويرها من أكثر من كاميرا مصرية وعالمية ؟! بل وأين أفلام وزارة الدفاع وأفلام رئاسة الجمهورية ؟! نحن نسأل عنها الرئيس مبارك : أين هذه الأفلام التي تم تصويرها من أكثر من كاميرا فيديو للرئيس السادات وللمنصة وما حدث فيها ؟! ولماذا اختفت هذه الأفلام ؟! ومَنْ أمر باختفائها ولماذا ؟! أم أن الأسئلة حرام أم مكروهة أم عندها مانعاً شرعياً ؟! أفتنا يا ريس مأجوراً أو مأزوراً .. يرحمك الله !! وسمعونا أحلى سلام كبير قوي .
منتهى الروعة :
” القتل بالرشاش ” أم بالكاميرا ؟! أم بهما معاً ؟! والسؤال :
من يقتل السادات في هذه الجريمة العائلية ؟!
الإسلامبولي يقتل ” براحته ” والمصور يصور برضه ” براحة راحته ” وكأنه معهم في فريق العمل كمتهم خامس .. بخلاف مصور آخر يصوَّر بكاميرا محمولة .. هذا بخلاف فريق وجيوش من المصورين بكاميرات فيديو وفوتوغرافيا خارج الصورة منهم مصور الصورة التي تشاهدونها الآن .. مش كده برضه ؟!! فأين هذه الأفلام والصور ؟! لأ وشوف بقى يا عزيزي القارئ : متهم أو قاتل أو جاني آخر يسار الصورة وأمام المصور مباشرة يقوم بتجهيز رشاشه ووضع خزنة أخرى فيه ليطلق النار على المنصة ومطنشين الراجل المصور ” حبيبهم ” بالله عليكم مش الكلام ده عيب وقلة أدب يقنعنا أن دي جريمة بالصدفة .. أليست هي جريمة منظمة يا جدعاااااااان ؟! ومعذرة .. سمعونا برضه أحلى سلام علشان أي سيادته في العرض والمنصة والدولة !
ومن زاوية أخرى .. الإسلامبولي يقتل .. والمصور يصور ومصور آخر أقصى يمين الصورة يصوَّر ايضاً براحته .. وقد يقول قائل رسمي : المصور محمد رشوان المصور الخاص لرئيس الجمهورية قُتِل في الحادث .. أقل نقل لهم : نعم قُتِل لأنه صور اللحظة الحاسمة لمن يقتلون السادان من داخل المنصة وليس من خارجها .. لذلك قُتِل .. أما المصور الشهم الذي يصور الآن أمامنا فليس هو محمد رشوان .. وبعدين تعالوا هنا : المصور الآخر الذي يصور بجوار محمد رشوان لماذا لم يُقتل ايضاً ولماذا لم يُقتل عشرات المصورون أيضاً الذين يصورون الرئيس والمنصة والعرض ؟! خصوصاً المصور الذي يجاور سي محمد رشوان ؟! إذا قلتم أن هذا المصور هو محمد رشوان ؟! وقد يقول قائل رسمي أيضاً : المصور هذا جريئ ولا يمثل جهة رسمية ولا اتفاقاً ولم يتلقى أمراً أو وعداً بعدم مساسه ..
نقل لكم : طيب هذا جريئ .. والمصور الثاني الذي بجواره جريئ أيضاً ؟! أم أن الجرأة هنا ” توارد أفكار ” ولماذا لم يحدث توارد الأفكار هذا مع مبارك وأبو غزالة والسادات فوقفوا مثل الرئيس معاً .. بل سقطوا أسفل المنصة بسرعة البرق ؟! ثم ماذا عن باقي المصورين .. أو المصور الثالث الذي صور الصورة التي نراها ( الآن ) هل أصابه سعار الجرأة أو فيروس الشجاعة ؟! أعتقد عيب قوي .. يلاحظ في وجود المصور في 5 صور كاملة مختلفة التوقيت والمكان وقريبة جداً من القتلة الكُخة .. فلماذا لم يقتلوه ؟! ولو قلنا أنه المصور محمد رشوان ومات .. فلماذا لم يقتلوه منذ البداية ؟! أم أن الذي قَتلوا محمد رشوان ” المصور الخاص للرئيس السادات ” هم الذين أخذوا منه الفيلم الخاص الذي يظهر فيه الرئيس السادات وهو ينهض وحده بناء على إيعاذ أحد له لم ينهض مثله بل انبطح أرضاً وترك الرئيس لمصيره مثلاً ؟! وماذا عن لُغز المصور محمد رشوان ؟! وسمعونا برضه أحلى سلام لسيادة أي أحد في المنصة بالصلاة على النبي
صورة أخرى للمصور ” العائلي ” الذي يصور الجريمة بمنتهى الثقة بالقرب من الإسلامبولي الذي لم يقتله .. إذن فلا يقل لي أي مخلوق أن الإسلامبولي أو رفاقه قتلوا المصور محمد رشوان ” مصور الرئيس السادات ” وأكرر : فمن قتل مصور الرئيس السادات .. ولماذا ؟!
زاوية أخرى للقتلة الكُخة ومصوَّرنا يصور القتلة براحته .. جريمة إيه التي ذلل لها “القدر” كل شيئ دي ؟! حتى المصورين في الأرض ؟! والقتلة يدخلوا العرض بدون إحمْ ولا دستور .. انشالله تكون الدستور بتاعة إبراهيم عيسى .. طبعاً ليس القدر من ذلل ولكنها خطة رسمية كبرى ومؤامرة عظمى على أرفع مستوى من التخطيط والتنفييذ . .ما رأيكم نستكمل معاً .. الفضيحة أم جلاجل .. نعم سأريكم في اللقطات القادمة خالد الإسلامبولي ورفاقه خارج حدود المنصة في طريقكم للزوغان ,, ومفاجأة أخرى كبرى .. هنا فقط سيظهر سلاح الترسانة العسكرية تبعنا .. وسمعني برضه أحلى سلام علشان سيادة أي حَدْ !!
والجُناة الأونطة في الفيلم الهندي مستلقون على الأرض ” شوف الدلع ” ؟! بعد تنفييذ العملية ولا أحد قال لهم : بِخْ !! وشوف بقى النتاعة يا مؤمن : واد عسكري أقصى يمين الصورة من أعلى ” قاصد باب كريكم بيجري ورا لا شيئ .. المهم بيشتغل وخلاص .. طيب ده عسكري داخلية أمن مركزي .. الله !! طيب النبوي إسماعيل وزير الداخلية مش يبقى بسلامته هوه الوزير بتاع الواد العسكري الأمن مركزي ده ؟! طيب النبوي قال ليه من شوية : أنه بيدخل ساحة العرض العسكري ضيف زي أي وزير ولا يعلم أية خطة لحراسة الرئيس وليست له قوات تابعة له ؟! مَنْ قال هذا ؟! طيب العساكر الأمن مركزي دول شغالين لحساب مين ؟! ومين جابهم طالما الوزير ما يعرفش وجاي ضيف .. العيال دي شغالة بمزاجها بدون عِلم الوزير .. أم أن الوزير بيطرطش كلام وبس وبيغطرش على الجريمة ؟! أفتوني حضراتكم يرحمكم الله لو عايزين تفتونا أو انشالله عنكم ما أفتيتم .. نفتي احنا .. ومش عيب !! والجدع يرفض فتوانا بأدلة ومستندات !!!
السلاح ظهر يا رجالة !! أمن مركزي أهو يا ولاد الحلال .. الواد ده جه منين وليه .. وهل ترك شغله وجه بمزاجه بدون علم الوزير ؟! أم أن سيادة الوزير هجاص وفنجري بُق ؟!
لأ شوف الدلع بقى !! ها هم ثلاثة من القتلة ” مصابون على الأرض وقد وضعوهم على نقالات تمهيداً لحملهم .. وشوف النتاعة بقى والدلع بالقوي : القناصة يصوبون نحوهم أسلحتهم الرشاشة !!!!
يعني وهم يقتلون براحتهم ويتصورون براحتهم ويجرون يميناً ويساراً ويصعدون سلالم المنصة وينزلون .. بل ويخرج أحدهم رابعهم من العرض ويذهب إلى بيت شقيقته : لا قتال معهم .. لا أحد .. لا حراسة .. لا أمن .. لا دولة .. لا مقاومة .. لا جيش .. لا قيادة .. لا سُلطة .. لا مواجهة ضدهم !! يا سلاااااااااااااام ؟!!
والآن : والقتلى الثلاثة ” بعد هروب رابعهم .. نجد جحافل قوات الأمن المقاتلون العظام .. ونشاهد القناصة المسلحون بالأسلحة الحية !! ونستعرض قوة قوات الأمن والجيش التي لا تُقهر ؟!!
وشوف بقى النتاعة والجدعنة والفهلوة .. والحماقة : أولاً .. لا وجود لجُثة المصور إياه !! ثانياً .. القتلة الثلاثة أحياء أصحاء مجرد غصابة صغيرة “حتة واوا ” صغيرة في البطن !! مما تذكرك بافصاتبة الواوا التي كاتنت في كف حسني مبارك فور خروجه من المنصة وأول ظهوره إعلامياً بعد اغتيال السادات وقد تسألني جنابك : القتلة أحياء لماذا يا عمنا ؟!
أنا أقل لك يا مولانا : حتى يتم التحقيق معهم وتحدث تبرأة للنظام وكبار قادته بأنهم أبرار أطهار يقومون الليل ويصومون النهار وأنها من دم أنور السادات براءة يا رجالة !!
لكن عم جنابك سمعت أو قرأت أن هناك قتلة يقتلون رئيس الدولة وسط جيشه وقوته العسكري وأسلحة الدولة في استعراض كبير للقوة العسكرية بأسلحتها بذخيرتها بطيرانها بدباباتها بمصافحاتها ويتم ترك الجُناة أثناء تنفيذ العملية أصحاء بختم ربهم ؟!
قال إيه : دعهم يقتلون ثم نستجوبهم ولاد الكلب ونعرف السر .. ونسألهم بتشتغلوا تبع مين يا واد انت وهوه ؟!!
أم أن الطبيعي أن من ” يفكر أنه يهوِّب ” نحو المنصة يتم نسفه ؟! خصواً أن الوضع متكهرب والحياة السياسية متأزمة ومختنقة والسادات قبض على رموز مصر وقيادتها السياسية المعارضة في السجن والتيار الديني المتطرف والمتشدد يهدده حسبما صوروا لنا! والسادات قال في خطابه الأخير محذراً الواد الهربان أنه يعلم تحركاتهم .. بل وكان يتوقع أن أحداً سيأتي لاغتياله .. أليس الرئيس أمنياً في ظل هذه الأحداث والظروف في أوج حراسته وتأهبه واستعداده لمقاتنلة أعداءه بكل أسلحته ؟! أم أنه خارج من بيته : مستبيع وناوي وغاوي انتحار أو شهادة ؟! طبعاً متأهب وجاهز 444 قيراط بعدد نواب مجلس الشعب .. لكن المؤامرة كانت في السليم وباعوا الرئيس مع أول محطة .. قالوا له : انزل انت بالسلامة يا ريس !!
والآن ظهرت هيبة الدولة بعد أن أنتهت العملية والقتلة ” أحياء ” فأين ذهب كل هؤلاء العسكر والقوة والأمن ؟! أمن مركزي !! سلام كبير يا نبوي !!
مفاجأة انظر معي لحماقة وحول رؤية ضباط وجنود المنصة : الأمن أمسك بالفاعل يا رجالة!! شاب صغير صبي بعد لم يتجاوز الثامنة عشرة .. حليق .. يرتدي تيشيرت أبيض تجمع حوله بعض ضباط وجنود المخابرات والشرطة العسكرية وأمن الدولة .. اللي يجننك : هل هذا هو الفاعل ؟! أم أنهم كانوا يشاهدوا فيلماً كرتونياً .. ما حكاية هذا الشاب الصغير؟!
ضباط وجنود يحيطون بالشاب وأمسكوا به كأنه هو الذي قتل الرئيس ومسح بكرامتهم وكرامتنا الأرض ؟! فماذا فعلوا مع هذا الصبي ؟! منتهى الحماقة وحول الرؤية !!
ألف مبروك .. ويعوض علينا ربنا .. قتلوا الصبي .. وحملوه جثة .. فهل هو قاتل السادات؟ أم ما هي حكايته التي لم يتناولها أحداً في التحقيقات ؟! أم أنها حماقة وتفاهة وغباء من السادة الضباط والجنود ؟!
كانوا فاكرينه الإسلامبولي .. مثلاً ؟! في حين هرب حسين عباس من المنصة وذهب إلى بيت شقيقته ومكث به أربعة أيام .. والصبي قُتِلَ .. وها هو محمولً على الأعناق قتيلاً بلاذ ذنب أو جريرة .. ليه ؟! أنا مش فاهم !!!
لكن هناك جندي قلبه ” حِنَِّين ” بكى مرثياً الصبي القتيل .. فهدد الضبابط القاتل بالقتل وهل هو يشهر مسدسه في وجه زميله .. العسكري المقدس ” برضه ” !!
المنصة خاوية على عروشها .. ولا تزال هناك جُثة لرجل أسفل يسارالصورة معلقة في المقاعد .. وبالقطع ليس من السبعة المذكورين في قائمة قتلى المنصة فمَنْ هو ولماذا قُتِلَ ومَنْ قتله ؟! ولاَّ ح تقولولي ده راجل نعسان شوية منتظر قطار الصعيد ؟!
هذه هي هيبة الدولة .. وعظمة العسكرية المصرية في السادس من أكتوبر .. فهل يتم ترقية أبو غزالة قائد العسكرية في حادث المنصة لرتبة مشير أم يُقدم للمحاكمة أو على الأقل يُقال لفشله الذريع ؟! ألغاز بحاجة لأجابات وحلول من فقهاء السياسة !!
جُثث قتلى .. وجرحى ودماء .. وأمن وحراسة .. وكراسي مقلوبة في غياب كبار رجال الدولة الذين ” أُخرِجوا ” من تحت المقاعد ونفضوا ثرى العار ثم هربوا ليستكملوا أدوارهم في لعبة السلطة وتقسيم الكعكة .. بعد اغتيال الرئيس السادات !!
تمريض ودماء .. وحراسة وسلاح ورجال أمن .. غابوا عن مشهد الإغتيال !! لكنهم الآن عيونهم كعيون الصقر وفي الوضع ” استعِدْ ” .. وعجبي !!
غاب الكبار عن الصورة .. فأصبح الأمن مستتب على الغلابة وبسطاء الشعب !! والصورة للمنصة فور ” استخراج ” الكبار من تحت الكراسي من على أرض المنصة .. وقال إيه تصور : ذهبوا ليحكموا البلد مرة أخرى ؟! شفتوا الخيبة ؟!
جثث ودماء على الأسفلت .. وضباط وجنود حراسة على أرض المنصة .. وكله تمام يا فندم .. أؤمر سيادتك .. تُطاع !!
قوات أمن على كل لون .. أبيض وأزرق وسماوي وكاكي ورصاصي وأسود ومنيل بستين نيلة وتم اغتيال الرئيس السادات وسط كل هؤلاء الذين يحرسون الوطن والرئيس وهيبة الدولة نزلت تحت المقاعد حين زحف ” التخين ” فيهم على الأرض !!
سيارة إسعاف لحمل القتلى والمصابين وحسُن أولائك رفيقاً والجنود الذين يرتدون الملايس البيضاء .. جنود الأمن المركزي التابعة للنبوي اسماعيل والذي قال : أنه لم تكن لديه قوة في المنصة وإنما هو كان ضيفاً مثل بقية الضيوف .. كذاب يا خيشة !!
وبعد كل ذلك .. وبعد كل هذا .. الطائرة الجازيل تتأهب لنقل الرئيس السادات .. المُصاب أو الذي فاضت روحه لا فرق ؟! وركبت معه جيهان وأخذته لمنزل الجيزة لماذا ؟! قال إيه بتعمل كم تليفون للولايات المتحدة : أجيبه وآجي ولا آجي لوحدي وارميه في الشارع ؟!
فقالوا لها : إكرام الميت دفنه يا حاجة !! ادفني وتعالي عيشي هنا !!
من هنا استخرجوا السادات .. كما خرج حسني مبارك وأبو غزالة .. لكن الأول خرج شهيداً .. والثاني والثالث خرجوا منها .. كما الشعرة م العجين .. وركبا السيارة المكشوفة وانطلقا خارج المنصة وساحة العرض .. فإلى أين ذهبا ؟!
واحد أفندي محترم ممكن يقل لي: ذهبا مع الرئيس السادات للمستشفى العسكري
أقل له : ما حصلش .. لأنهما لو كان ذهبا معه لكانا ركبا معه الطائرة الجازيل للمستشفى .. بينما ركبت معه جيهان السادات وصديقتها زينب السبكي على حد قول جيهان للإعلامي أحمد منصور في ” الجزيرة ” وقالت جيهان أن الطائرة الجازل التي ركبتها كانت غير طائرة الرئيس السادات التي حملته إلى المنصة وأجدني هنا مضطرلأن أنشر نص ” جزئية حديث جيهان مع أحمد منصور لقناة الجزيرة ثم أفاجأ حضراتكم بمفاجأة كبرى حين أنشر نصوص إجاباتها والمسجلة معي على جهاز الكاسيت في حديثي الصحفي معها لجريدة ” الميدان في سبتمبر سنة 200 أي ” قبل ” حديثها مع الجزيرة !!
شهادة جيهان السادات عن المنصة
أنيس الدغيدي يواجه جيهان بسيول اتهاماته .. فكيف تجيب ؟
في حوارها لقناة الجزيرة مع الزميل الإعلامي أحمد منصور دار هذا الحوار بينهما حول حادث المنصة :
أحمد منصور:
الأجواء قبل 6 أكتوبر كانت أجواء متوترة جداً.
جيهان السادات:
نعم.
أحمد منصور:
ما كانش خايف من العرض العسكري اللي اتعود إنه يعمله سنوياً بعد الحرب؟
جيهان السادات:
لا لا اليوم الوحيد لا.. حأقول لحضرتك كمان فيه حاجة هو ما كانش خايف أبداً أنا.. أنا اللي كنت خايفة عليه بدرجة وكنت حاسه ما أعرفش كان شيء .. كده ما أعرفش يعنى كان عندي إحساس إنه هينضرب قريب يعني كان عندي
أحمد منصور [مقاطعاً]:
أحكي لي الأجواء اللي سبقت 6 أكتوبر بالضبط نفسياً و..
جيهان السادات:
حأقول لحضرتك يعني كذا مرة يطلع.. لو ترجع حضرتك حتى للجرايد للتليفزيون هتلاقيه في الأسبوع الأخراني كان سافر المنصورة وراح ما أعرفش فين دا فيه كان سواق لوري..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
لم يكن يستقر في مكان.
جيهان السادات:
لأ كان بيجامل دا كان فيه سواق فرح بنته وبعت له وقال له: أنا عايزك حضر السواق ده خباه عنده وهو هارب فحتى أنا يومها قلت له .. قلت له: ابعت له هدية ابعت له فلوس ابعت له حاجة .. إرضيه يعني لكن مش ضروري تروح قال لي: استحالة لازم أروح له الراجل ده آواني بالظبط قال لي باللفظ كده آواني لما كنت هارب وخدني في بيته يعني بت في بيته كل يوم فلازم أروح له ولازم ألبي دعوته وفي عربية مكشوفة يعني عربية مفتوحة ما كانش بيهمه كان عنده شجاعة وقلة خوف غريب الشكل أنا في كل مرة في الأسبوع الأخير كان بيخرج فيها كنت بأتصور إنه مش راجع كل مرة في يوم قاعدين أنا وهو قبل الحادثة بكام يوم وكان الـ Television قاعدين بنتعشى سوا والـ Television مولع قدامنا فكان فيه بالظبط القنبلة اللي فرقعت في المجلس الشعبي.. أو البرلمان الإيراني وبقى ناس طايرة والكراسي بتتكسر وحاجة منظر بشع جداً فالحقيقة قلت: يا ساتر إيه ده؟! إيه ده ؟! يعني حاجة الواحد يعني يتخض منها فهو بص كده قال: لا الحمد لله إحنا عندنا شعبنا ما عندوش القسوة دي إحنا شعبنا شعب هادي و.. وطيب ما عندوش الشراسة اللي في الإيرانيين يمكن ما فاتش أسبوع وكنت بأشوف نفس منظر بيتكرر قدامي في المنصة نفس المنظر قدامي.
أحمد منصور:
6 أكتوبر الصبح إيه اللي حصل ؟
جيهان السادات:
6 أكتوبر الصبح أنا لأول مرة أنوي إن أنا ما أروحش أحضر ما أعرفش إيه كان عندي شغل عايزة حاجات أعدها للجامعة وبصيت لقيت نفسي بأكلم الضابط في المكتب لأن بيحضروا عربيتي وبيبقوا جاهزين عشان أنا خارجة فقلت له: أنا مش جايه فالضابط استنكر جداً ولأول مرة هو عادة بأقول له كده بيقول لي: حاضر يا فندم وانتهى الموضوع فقال لى: يا فندم إزاي سيادتك ما تحضريش 6 أكتوبر؟! قلت له: ده عرض عسكري ويعني أنا ماليش .. قال لي لأ إزاي؟! دا أول عرض بيجيبوا جرحى الحرب ودول أولادك انكسفت من نفسي لما قال لي الكلمة دي وفعلاً أول عرض بييجوا على الكراسي العجل ودول كلهم بأعتبرهم -ولادي- فعلاً فقلت له: لا.. طيب لك حق أنا جايه عارف حضرتك بين دي بين إن أنا ما قررتش إن أنا أروح وقررت إن أنا أروح يعني خلتني ما استعدتش للنزول ما عملتش شعري ما وضبتش نفسي ما لبستش زي ما كنت بأعمل بدري وأبقى جاهزة فالنتيجة إن هو نزل من غير ما أشوفه رحت أنا على العرض وهو كان قايل لي قبلها يعني قبلها بيوم وكده أنا عاوز شريف يحضر قلت له: شريف ده عيل صغير قال لي: أنا عايزه يشوف العرض العسكري.
أحمد منصور [مقاطعاً]:
ده حفيده.. اللي هو أول حفيد ليه.
جيهان السادات [مستأنفة]:
حفيدنا أول حفيد لينا فعايزه يحضر وعايزه يشوف العرض وعايزه يحس.. لا يا جيهان غرس الحاجات دي في الطفولة مهمة جداً فقلت له: حاضر أنا جايه بقى بسرعة بألبس بقى هو مشي بقى طبعاً سبق لأن هو بيروح على القيادة أولاً فأنا على بال مالبست ويلا يا شريف كان فيه بنتين ثانيين أحفادي.. جيهان وليلى عياط.. إشمعنى شريف اشمعنى شريف ؟ فخدتهم وخدت الداده وقلت: يحضروا يعني يشوفوا وإذا اتضايقوا تاخد العربية هي وتاخدهم وتمشي وكان يعنى قاعدين بعيد مش.. مش معانا يعني.. إلا ساعة ما أنور كان جاي من العرض فجم يجروا على الشباك يشوفوا بيبقى قبليها بوق بيعمل ومش عارفه ومزيكة وكده على العربية بتاعته وهي داخله فجه جري شريف وليلى وجيهان قدامي في الشباك فهو نزل والدكتورة زينب السبكي ورايا في الكرسي اللي ورايا فهو نزل وبص كده فلقى الولاد التلاتة موجودين وإحنا وقفنا طبعاً كلنا فضحك ضحكة جميلة بشكل لدرجة إن زينب السبكي نفسها علقت عليها وقالت لي: إيه الضحكة بقى دي يعني يا فندم معناها إيه ؟ قلت لها: والله هي أكتر للصغيرين اللي فرح بيهم إن أنا جبتهم يعني.
أحمد منصور:
إنتو كنتو طبعاً فوق في الـ..
جيهان السادات:
في الشرفة وبعدين جريوا هم بره بقى وإحنا قعدنا نتفرج على العرض العسكري إلى أن حدث ما حدث.
أحمد منصور:
ماذا حدث ؟
جيهان السادات:
أنا ما كنتش لأول مرة كنت ما أعرفش مش هأقول متوترة بس ما كنتش حاسة براحة ما كانش فيه راحة نفسية لدرجة إن أنا حرم الرئيس مبارك – وهو في هذا الوقت كان النائب – وهي جنبي على يميني على طول عمّاله أقول لها: العرض مش حلو ليه ؟ العرض فيه فجوات يعني فيه مثلاً كان الأول تظبط عليه بالثانية السنة دي ما كانش بالثانية كان فيه تأخير شوية موتوسيكل يُقف مش عارفة قلتها لها كذا مرة وبعدين تنبهت إن أنا ليه بأقول لها هذا الكلام وهي دخلها إيه؟ يعني فاتكسفت حتى من نفسي يعني إن أنا بأعلق تعليق يعني لا دخل لها فيه وما لوش معنى يعني طب وليه بأقوله إلى أن جاء عرض الطيران وطبعًا هي حرم ظابط طيار النائب كان طيار فقلت لها أهي دي بقى اللي حلوة وجُم بالألوان الطيارات بالألوان وكده فقلت لها: أهو بقى دي بقى جميلة ومنظمة فعلاً ومش عارفه إيه وضحكنا وبعدين وإحنا بنبص كده بصينا لقينا العربية اللي وقفت و..الضرب ابتدى فأنا لسه بأقف أشوف إيه لقيته هو.. أنا شفته قُدامي واقف وبيدور بالجنب كده زي إيه للحراسة بتاعته يعني تشتبك معاهم ده اللي أنا حسيته وفهمته إن يعني مش حاجة هزار لأ دا بينبه فأنا..وكانت البرنيطة قدامه وكان هو واقف كده مش بيحيي فيه بعض الناس قالت واقف يحيي لا ما كانش بيحيي.
أحمد منصور:
كتير قالوا إن هو كان فاكر إن دي وحدة جاية تحييه فكان..
جيهان السادات:
لا لا يافندم لا لا دا تنبه لها هو حسها.
أحمد منصور:
ما كانش لا بس حزام..قصدي.. السترة..
جيهان السادات:
رفض .. رفض يومها الصبح أنا عرضتها عليه عرضت عليه إنه يلبس فقال لي: بلاش كلام فارغ..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
السترة الواقية..نعم.
جيهان السادات [مستأنفاً]:
أنت بتآمني – بالضبط – بالكلام ده ؟ طب وإذا جت الرصاصة في راسي هتلبسيني إيه ؟ وضحك فسكت فلما .. وأنا ببص كده وشوفته واقف..وشوفته..
أحمد منصور [مقاطعًا]:
بس بيقولوا الرصاصة الأولى اللي جت في مقتل بالنسبة للرئيس أطلقت من..العربية.
جيهان السادات:
ده صحيح قيل هذا فعلاً اللي هو Sniper اللي كان في العربية.
أحمد منصور:
بالضبط اللي هو كان بيعتبر كان فائز بالرماية الأولى في مصر هو.
جيهان السادات:
أيوه بالضبط.
أحمد منصور:
يعني أنتِ في اللحظة ديِ شوفتيه إزاي وهو بيقف والضرب كان بدأ بالفعل ؟
جيهان السادات:
لا ماهو الضرب ما ابتداش في ثانية هي كلها ثواني حضرتك أنا..أنا ساعة ما..أولاً هم ضربوا الأول قنابل قبل ما يضرب – حضرتك – ليه ؟ عشان تعمل دخان وتعمل حاجات زي كده فالضرب الدخان ده .. كُلّها ثواني كان ابتدى الضرب يبتدي وابتدا الإسلامبولي واتنين معاه جايين .. ماسكين.
أحمد منصور:
بالرشاشات.
جيهان السادات:
بالرشاشات بالضبط يضربوا فيه أنا معايا ظابط حراسة في ثواني برضو كان شاددني من دراعي وقعني في الأرض..
أحمد منصور:
أنتِ حسيتِ بأيه في اللحظة دي ؟
جيهان السادات:
أفندم ؟
حسيتِ بإيه باللحظة..شوفتِ الرئيس بيقع ؟
جيهان السادات:
لأ.
أحمد منصور:
ما شوفتيهوش شوفتيه واقف بس.
جيهان السادات:
لا لا شوفته واقف بس.
أحمد منصور:
وشدك ظابط الحراسة.
جيهان السادات:
وشدني ضابط الحراسة حتى أنا استغربت قُلت له: إيه بتعمل إيه كده ؟ فقال لي دا دوري .. أنا شُغلي يا فندم ويعني بعنف كده وبعدين اتنقلنا من جنب.. الشرفة كان فيه رصاص داخل فيها فانتقلنا من الشرفة لبين الشرفتين حائط كده فقعدنا وكان فيه حتى ستات بتصرخ فأنا قُلت لهم بلاش صريخ يعني أولاً فيه العيال اللي كانوا معايا دول جم جري مسكوا فيه ثانيًا: هنعمل إيه ؟ الصريخ هيعمل إيه يعني ؟ أنا من الناس اللي ما أحبش..ما أحبش الانزعاج في وقت الشدة حتى مهما كان فبعد ما خلص الضرب وكل ده برضو خد حاجة لا تُذكر جريت جري على الشباك تاني ودي مسافة زي من هنا والحيطة كده جريت جري فبأبص لقيت بقى كراسي وبتاع تصور إن هو كان اتشال فعلاً !!
أحمد منصور:
في ثواني دي ؟!
جيهان السادات:
آه والله العظيم يعني هي لأ قل دقائق بقى عشان نكون يعني مضبوط كلامنا في دقائق لا تذكر كان اتشال بسرعة غريبة ولا صورة طلعت له يا فندم ولا صورة طلعت له وأنا حتى وقفت كان في الشرفة من تحت السفير الأميركاني والسفير البريطاني وأنا عارفاهم الاتنين فندهت عليه ما سمعنيش طبعاً فيه بقى دوشة وإزعاج.
أحمد منصور:
الناس فاقدة..
جيهان السادات:
بالضبط.
أحمد منصور:
السيطرة على أي شيء.
جيهان السادات:
هو ما سمعنيش فأنا قُلت بدل كده أنزل جري أشوف إيه لأنه ما تصورتش إنه اتشال وما.. يعني مش عارفة إيه اللي حصل.
أحمد منصور:
تصورت إنه أصيب ؟
جيهان السادات:
ما خطرش يعني شوف..طبعًا أكيد أكيد يعني فيه إصابة وأنا نازلة جري عليه فيه سلم بقى عشان أوصله فنازله جري لقيت ضابط من بتوعنا هنا بتوع الحرس الجمهوري لابس بدلة بيضا -واسمه الفولى هو حتى- فبص لي كده قال لي: والله يا فندم ما تخافي والله دا أنا بنفسي وديناه الطيارة وما فيش.. ده جرح بسيط فببص بيقول لي جرح بسيط ولقيت بدلته كلها دم كلها دم وهو لابس أبيض فبصيت له وسكت فالضابط اللي معايا خدنا بسرعة على العربية بتاعتي وكانت الدكتورة زينب قالت لي مش هاسيبك مش هاسيبك وركبت معايا فركبنا وبعدين الظابط خدنا على كوبري القبة.
أحمد منصور:
دكتورة زينب السبكي كانت أمين عام المرأة في الحزب ؟
جيهان السادات:
أظن حاجة زي كده فركبت معايا -وهي صديقة قبل كل شيء- فركبت معايا ورحنا بالعربية على قصر القبة فيه طيارة هيلوكوبتر هناك خدتنا
أحمد منصور [مقاطعاً]:
لا .. المنطقة الآن هناك كان الجو شكله إيه عند المنصة ؟
جيهان السادات:
بشع بشع كراسي فوق بعض وناس.. شفت بعيني بقى الصاغ فوزي وهو طبعاً أكثر من صاغ لأن هو متعين
أحمد منصور:
فوزي عبد الحافظ.
جيهان السادات:
فوزي عبد الحافظ.
أحمد منصور:
اللي هو سكرتير الرئيس.
جيهان السادات:
سكرتير أنور السادات شفته شايلينه على..
أحمد منصور:
نقالة.
جيهان السادات:
نقالة بالظبط وبيودوه للإسعاف.
أحمد منصور:
دراعه هو..
جيهان السادات:
أيوه شفتها بعيني دي فالحقيقة طبعاً.. وهو قاعد ورا الريس مباشرة يعني الكرسي اللي وراه فدي خلتني حسيت إن فيه شيء يعني مش عبيطة لدرجة اللي وراه يطلع بالشكل ده.
أحمد منصور:
ما شوفتيش حد تاني من المسؤولين ؟
جيهان السادات:
نهائي.
أحمد منصور:
النائب حسني مبارك أبو غزالة أي حد ؟
جيهان السادات:
لا لا لا لا نهائي نهائي.. نهائي ركبت العربية ورحت على..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
يعني كل دول كانوا مشيوا وأنت كنت قعدت يبدو قعدت فترة طويلة.. شوية..
جيهان السادات:
لا لا لا هم لا مش فترة طويلة بالعكس أنا نزلت على طول بسرعة برضو.
أحمد منصور:
دقايق.
جيهان السادات:
بس هم من حتت وإحنا من حتت ففيه كان هرج ومرج يعني تحس كل واحد.. ولذلك الظابط خدني قال لي: أنا هأروح على القبة هناخد الطيارة على البيت فقلت له طب ما نطلع بالعربية قال لي: أنا ما أعرفش السكك شكلها إيه سيبني سيادتك أتصرف بالظبط كده.
أحمد منصور:
يعني برضو كان الضابط متوتر.
جيهان السادات:
لا كان فاهم شغله كويس جداً فاهم شغله كويس قوي فقال لي: سبيني.
أحمد منصور:
تسمحي لي.. تسمحي لي في الحلقة القادمة أبداً معك من التفصيلات التي أعقبت ما وقع في المنطقة أشكرك شكراً جزيلاً.
جيهان السادات:
شكراً.
أحمد منصور:
كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم في الحلقة القادمة والأخيرة إن شاء الله من هذه الشهادة نواصل الاستماع إلى شهادة السيدة جيهان السادات في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثم في الحلقة التالية :
أحمد منصور:
السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج (شاهد على العصر) حيث نواصل الاستماع في هذه الحلقة الأخيرة إلى شهادة السيدة جيهان السادات. مرحباً بيك يا فندم.
جيهان السادات:
أهلاً.. أهلاً.
أحمد منصور:
في الحلقة الماضية توقفنا عند نقطة فاصلة في حياتك و في تاريخ مصر أيضاً.
جيهان السادات:
نعم.
أحمد منصور:
وهي مقتل الرئيس السادات في المنصة وذكرتي جانباً من كيفية وقوع هذا الحادث وكنتِ أنت موجودة شاهدة عليه. بعد ما نزلت وجدت الكراسي في الوضع الذي أشرتِ إليه سكرتير الرئيس فوزي عبد الحافظ محمول على نقالة لم تَجِدي الرئيس طمأنكِ أحد الضباط إلى أن الرئيس بخير لكنكِ كنت قلقة.
جيهان السادات:
نعم أما نزلت خدت في الباب الخلفي نزلت خدت العربية للقبة آخد طيارة فيه طيارة اسمها (جزال) دي بتشيل بس اتنين يعني و.. اللي بيقودها.
أحمد منصور:
الطيار.
جيهان السادات:
وجنبه واحد ووراء اتنين أو تلاثة بالكتير يبقوا مزنقين فدي اللي خدت أنور السادات وكان الدكتور محمد عطية -وهو حي يرزق وموجود- كان دكتور الرئيس وواحد ظابط اسمه توفيق قورة هم الاتنين اللي خدوه في الطيارة يعني هو ظباطه اللي شالوه وبعدين اللي سافر.. اللي طار به دكتور عطية وتوفيق قورة وراحوا على مستشفى المعادي دا اللي أنا عرفته بعد ماجيت هنا أنا خدت بقى الطيارة الهليكوبتر التانية والدكتورة زينت معايا جينا نزلنا هنا فيه مهبط هنا جنب البيت في الجيزة نزلنا نزلنا الولاد ونزلنا إحنا علشان خاطر لو كملنا بالطيارة مستشفى المعادي فيه مهبط فيها للطيارة بس بعيد عن المستشفى فقلت وهنتصل إزاي بيهم ومين اللي هيجبنا يعني حتبقى مسافة من الطيارة لمدخل المستشفى فالظابط فضل قال: لا نأخد العربية بسرعة فنزلنا من الطيارة الولاد يعني سبناهم يجوا على هنا وإحنا..
أحمد منصور:
يعني أنت ما جتيش البيت ؟
جيهان السادات:
نهائي.
أحمد منصور:
ما عملتيش أي اتصالات ؟
جيهان السادات:
نهائي.. نهائي.
أحمد منصور:
ما اتصلتيش على الأميركان تطمينهم على الوضع ؟
جيهان السادات:
لا.. أطمن مين يا فندم أنا عايزة أنا اللي أطمن مش أطمن حد وهذا الكلام كذب أيضاً لأن يعني مش ممكن أسيب يعني زي ما اتقال سابت جوزها في طيارة أو حاجة هو سبق بطيارة تانية المهم يعني مش هأتعرض لدا دلوقتي ركبت مع الدكتورة زينت في العربية فوراً من باب الطيارة للعربية وطرنا على مستشفى المعادي ودخلت مستشفى المعادي ولقيت برضو فيه هرج ومرج وناس قاعدة بتعيط وناس قعدة مذهولة وجالي سفير بلجيكا -أفتكر- يقول لي شوفتي شوفتي سفير فرنسا ؟ حاجة زي كده بيسألني فأنا في إيه أو في إيه أو في أيه وبعدين هو الحقيقة وهو بيسألني تنبه أنا مين فقال لي: أنا آسف آسف يعني mrs سادات أنا.. وانسحب هو بيسأل على السفير اللي اتضرب المهم إن أنا مشيت.. المعادي بقى أقول لحضرتك أنا حفظاها لأن في أيام الحرب سواء 67 أو 73 فأنا كنت بأتردد عليها يعني مئات المرات فعرفاها وعارفة أوضها وعارفة الكوريدور وعارفة هنا إيه وهنا إيه فمشيت وطول ما أنا ماشية الدكتور زينت معايا الناس بتبص لي كده عايزين يعرفوا أيه اللي بيحصل أيه اللي حصل لغاية ما طلعت فوق والأوضة الانتظار اللي قاعدين فيها الوزراء كانوا أوضتين الحقيقة فيه أوضة قاعدين فيها وأوضة تانية وبعدين لقيت ولادي أول ما دخلت لقيت ولادي ولادي ما كانوش حاضرين العرض العسكري وماكانوش بيحضروه خالص فلقيتهم هم لما سمعوا الضرب واتقفل الـ televesion .
أحمد منصور [مقاطعاً]:
جمال كان في أميركا طبعاً.
جيهان السادات [مستأنفاً]:
جمال كان في أميركا فبناتي كانوا هنا فأول ما سمعوا الضرب اتصلوا بالمكتب هنا فقالوا لهم أيوه الريس أصيب الريس وفي مستشفى المعادي فجريو على مستشفى المعادي بجوازتهم وأنا لما رحت لقيت بناتي وأزواج بناتي فدخلت وقعدت شوية عارف حضرتك اللي هو مثلاً يعني أنا عمري ما خدت مخدرات ولا أشرب ولا يعني ماليش في حاجة من دي خالص إنما كنت في حالة زي أيه .. حد مخدر حد تايه يعني مش عارفة إيه اللي بيحصل بالظبظ فقعدت شوية لكن متنبهه لكن زي ما أكون واخدة حاجة من كتر ما أنا مش عارفة إيه اللي بيدور حولي فبعد شوية فكرت الله !! طب ما حدش جه طمني ؟ ما حدش يجي يقول لي مثلاً: دا كان فيه رصاصة وطلعناها ؟ اطمنوا دا الريس بخير ؟ ما حدش قال كلمة زي دي فلقيت نفسي واقفة وداخلة على أوضة العمليات فو أنا داخلة أوضة العمليات لقيت رئيس قسم الجراحة هناك وهو فقد ابن له أثناء الحرب وأنا كنت بأواسيه وعمالة أحاول أخفف عنه فلقيته واقف بيعيط فبأقول له: يا دكتور لطفي حتى أنت مش جوه فقال لي: أنا مش قادر ففهمت على طول يعني دي مش عايزة حد يقول لي خلاص مش قادر إيه ؟! يعني إيه مش قادر وهو رئيس الجراحين؟! يعني هو بيحاول كل محاولاته لقي ما فيش فايدة خلاص واللي قدامه بقى ما.. ما فيش حياة فدخلت على أوضة العمليات فلقيت الريس نايم في السرير ومغطيينه وحاطين حاجة كده اللي هي بيحطوها للميت لما يموت عشان البق ما يسقطش. فطبعاً يعني خلاص المشهد بقى قدامي واضح وضوح الشمس يعني كان فيه نوع من الصراع الداخلي بأكذب اللي بيحصل حواليه بأحاول إن أنا ما أصدقش بأحاول أنفي بأحاول أهرب من نفسي فلقيت نفسي مرمية عليه يعني بدون وعي وعمالة أعيط.. أعيط وحاضناه وبأعيط المنظر بقى كان فظيع الدكاترة واقفين و.. والممرضات وبيبكوا بكاء بصوت عالي يعني فأنا تنبهت بعد شوية وقفت وقلت: اندهوا ولادي فلقيت حسن مرعي في ظهري هو جوز بنتي الوسطانية فقلت له: انده الولاد.. انده البنات فقال لي: لا حرام قلت له: لأ انده البنات يسلموا على أبوهم فنداههم وجم هم وأزواجهم وبرضوا باسوه ويعني الحقيقة كان مشهد صعب.. صعب.. صعب لدرجة يعني لا يتخيلها إنسان لزوج لأب لحبيب لكل شيء تقدر تقول عليه.
وطلبت طلب واحد من الدكاترة وهم واقفين وقلت لهم: أرجوكو يعني ما حدش يخش تاني سيبوه يعني ما حدش يخش عليه أنا مش عايزة حد يشوفه مع إن يعني لو أقول لحضرتك وشه عادي وما فيش أي حاجة يعني هي كل الحكاية البدلة متقطعة بس الكم علشان كانوا بيحاولوا يدوله ينقلوا له دم.
أحمد منصور [مقاطعاً]:
والرصاصة اللي كانت في الرقبة ؟
جيهان السادات:
حتة خرم صغير.
أحمد منصور:
والرقبة..
جيهان السادات:
لا الرقبة ما فيهاش حاجة هو كان في الحتة دي عند الكتف كده طلعوا رصاصة تانية ما فيش غير رصاصتين على الصدر..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
ما كانتش الدماء بتغطي ملابسه ؟
جيهان السادات:
نعم ؟
أحمد منصور:
الدماء لم تكن تغطي وجهه أو ملابسه ؟
جيهان السادات:
لا.. لا لا خالص أو إذا كان فيه فهم غسلوها يعني أنا دخلت على.. نايم ومرتاح خالص فالبنات -زي ما قُلت لحضرتك- ودعوه وبعدين رُحت الأوضة ولقيت بقى الريس فبأقول.. بأقول له يعني -للنائب حسني مبارك- بأقول له : يا ريس تفضل أنت وأنور السادات خلاص راح لكن مصر باقية فتفضل أنت يعني أنا حسيت إن ما يقعدش ولا الوزرا تقعد خلاص .
أحمد منصور:
أنتِ كنتِ بمنتهى الهدوء زي ما أنت الآن ؟
جيهان السادات:
جدًا.. جدًا.. جداً
أحمد منصور:
ما بكيتيش ما انهارتيش ؟
جيهان السادات :
لا بكيت وأنا حضناه لكن بعد كده فضلت ماسكة نفسي إلى أن دخلت العربية بعد ما خليت الرئيس مبارك يمشي والوزرا نزلت بعديهم وركبت العربية وبقيت يعني يمكن بأصرخ أنا وأولادي والسواق كلنا يعني كنا في حالة سيئة.. سيئة..سيئة.. للغاية إلى أن جيت هنا في البيت وابتديت بقى يعني خلاص يعني واقع عشته وشوفته وحاجة -زي- ما تقول حضرتك -كانت في الأيام الأخيرة متوقعاها بس لما جت كانت عنيفة عنيفة قوي يعني مش هأقول لك مفاجأة حصلت لأ بس في حد ذاتها كانت صدمة .. صدمة شنيعة قوي .
(فاصل إعلاني)
أحمد منصور:
أنتِ تخيلت إن الأمر واقف عند حد قتل الرئيس فقط أم أن ممكن البلد يكون فيها انقلاب عسكري وممكن يكون فيها تغير؟
جيهان السادات:
لا طبعاً توقعت أكثر من قتله لأن.
أحمد منصور [مقاطعاً]:
كنتِ تتوقعي إيه ؟
جيهان السادات:
أنا كنت متوقعة إن هم قتلوه وعايزين بقى يمسكوا البلد هم نفسهم الجماعات الإسلامية تحكم نفسهم فـ.. وده اللي خلاني..
أحمد منصور:
ما كنش باين لحد دلوقتي مين اللي قتله ؟
جيهان السادات:
وده اللي خلاني.. لا طبعاً وده اللي خلاني قلت للرئيس مبارك تفضل أنت مصر باقية وتفضل أنت لأن أنور السادات راح وكان أنيس منصور واقف قال: ما تقوليش كده ما تقوليش كده أما بأقول: أنور السادات راح خلاص قال: ما تقوليش كده بصوت عالي.
أحمد منصور:
طبعاً كان أنيس كان بيعتبر من أكثر الناس.
جيهان السادات:
المقربين.
أحمد منصور:
قرياً.. من المقربين من الرئيس السادات.
جيهان السادات:
نعم..نعم..
أحمد منصور:
يعني نقدر نقول هو وعثمان أحمد عثمان كانوا من أكثر الناس قرباً منه في تلك المرحلة.
جيهان السادات:
نعم نعم فجيت هنا في البيت ابتدوا بقى يجوا ناس الحقيقة التليفونات بقوا يقولوا لي مش عارفة (كارتر) على التليفون ومين ماكنتش قادرة ما كنتش في حالة أقدر أتكلم في التليفون وما بأحبش يعني بمنتهى الأمانة يعني ما بأحبش حتى أبكي قدام حد يعني لو عايزة أبكي لغاية النهارده لو فيه حاجة تعباني أخش الحمام أقفل عليه أخش أوضتي أقفل عليه يعني ما أحبش حد يشوفني وأنا بأبكي فـ..
أحمد منصور:
شأن النساء القويات يعني.
جيهان السادات:
يا ريت المهم ابني بس اللي أتكلم في التليفزيون وأول تليفون اتكلمه وإحنا كنا لسه في انتظار حجرة الانتظار زي ما قلت لحضرتك إن أنا رحت لقيت ولادي قاعدين فتليفون ابني وصلوه بينا فبيقول : يا ماما أنا سمعت إن بابا اتضرب وكده فأنا هأجيب أنا قايم من أميركا وجاي وحجيب.. حأتصل بالدكتور يعقوب..
أحمد منصور:
مجدي يعقوب.
جيهان السادات:
مجدي يعقوب لأنهم قالوا هنا إنه اتضرب في صدره فأنا هأجيبه وحآجي على مصر وأنا هأتصل به حالاً فقلت له: طيب وإحنا في حالة انتظار وبعدين قمت ودخلت الأوضة زي ما حكيت لحضرتك اتصلت بيه بقى أنا لما جيت هنا في البيت اتصلت بيه أو هو اتصل -بالأصح- بينا لأن أنا ما كنتش عارفة هو فين اتصل بينا تاني وقال لي: يا ماما أنا في طريقي والدكتور مجدي اتصلت بيه وجاهز فقلت له: يا جمال ما فيش داعي للدكتور مجدي وعايزاك راجل زي ما أبوك طول عمره عايزك فسكت.. فيه حصل سكوت كده فترة وقال لي: أنا فهمت يا ماما حاضر وبس لغاية ما جه ولما جه كلمني الدكتور محيي الدين … فؤاد محيي الدين.
أحمد منصور:
كان رئيس الوزراء.
جيهان السادات:
أيوه وقال لي: فيه رصاصة في كتف الريس هنشيلها وبناخد إذن سيادتك كزوجة يعني فقلت له: إمتى هتشيلوها؟ فقال لي: هنشيلها النهارده بعد الضهر فقلت له: حاضر أنا هأكون موجودة هناك فالراجل اتخض وسكت ما علقش ورحت هناك فلقيت الدكاترة بيقولوا: معلش بلاش سيادتك قلت له: أبداً ابني كان جه بقى وخدته معايا فقلت له: لا يمكن أبوك يشيلوا من كتفه رصاصة وإحنا مش جنبه لازم أنا وأنت نكون جنبه. يعني زي ما يكون بيعمل عملية إزاي ما أبقاش أنا معاه ؟! وكنت في السكة بأقول له يعني بأحاول أخفف عنه وأخفف عن نفسي المهم وصلنا فكان فيه نوع من الرفض إنهم خايفيين عليه بيقولوا لي حاجة مش هتنسيها ومافيش داعي فقلت لهم: استحالة إنتو ما تعرفونيش مش هتطلع الرصاصة إلا في وجودي وأنا موجودة لأني نسيت أقول لحضرتك قلت لجمال وهو جمال يعرف في الحاجات دي قلت له: شوف الرصاصة دي نوعها إيه؟ ليكون حد ضربه من ورا مثلاً يعني المؤامرة أيه؟ صحيح في قدامنا جموضرب دي حقيقة لكن يمكن حد ضربه من ورا فأنت شوف الرصاصة هل دي بتاعة رشاش أو رصاصة عادية بتاعة مسدس يعني أنت تفهم أنا ما أعرفش. فقال لي: حاضر يا ماما.
فلما رحنا وبعدين أما رفضوا فقلت له: مش هتتشال إلا بوجودي فكلموا الريس والريس قال.. جمال ابني كلمه فقال له: خلاص يا جمال إحنا كنا خايفيين على مامتك عشان يعني مش عايزينها تتعب لكن أدام هي مصرة ده زوجها ما حدش يقدر يمنعها. ودخلنا أنا وجمال وهو جه على نقالة وعليه ملاية بس والله والله كأنه نايم مبتسم !! يعني حضرتك أن إما بأصحيه ساعات يبقى صاحي الصبح عينيه تحت عينيه إرهاق منتفخ وشه تعبان ما نامش كفاية سهر زيادة كان عنده شغل أكتر يعني اليوم اللي شوفته يمكن الابتسامة عليه هو ده اليوم ده لدرجة إن أنا… أنا عارفة إنه مات وعارفة إن أنضرب وعارفة كل اللي حصل لدرجة إن أنا وطيت أمسكه أحط إيدي عليه فبصيت لقيقه تلج ساقع فتنبهت بقى إن يعني لأ ده ميت يعني ما.. بس ولا خدش في جسمه إلا خرمين صغيريين عند صدره بالضبط اللي هي منهم رصاصة دخلت وخرجت من ظهره وفاتت في قلبه ودي كانت المميتة. وفيه رصاصة تانية دخلت وطلعت هنا يعني ردت طلعت هنا هنا في الحتة دي اللي هي طلعوها قدامي وأنا واقفة. وفيه رصاصة ثانية في ركبته بسيطة برضو عاملة خدش لا يذكر حتى في البدلة يعني سليمة كلها وخرم صغير قوي ده كل.. ولا جروح ولا حتى حاجة زرقة ولا حاجة أبدًا في جسمه.
أحمد منصور:
مع تقديري للجانب الإنساني في.. في الموضوع.
جيهان السادات:
نعم.
أحمد منصور:
مَنْ قتل الرئيس السادات ؟
جيهان السادات:
معاهدة السلام اللي عملها هي دي اللي قتلته.
أحمد منصور:
ألم يقتله غروره ؟ ألم يقتله ديكتاتوريته ؟ ألم يقتله كونه جمع كل القوى السياسية في مصر واعتقلها ؟
جيهان السادات:
لا.
أحمد منصور:
ألم يقتله أنه غيب نفسه عن واقع الشعب المصري ونبضه وتفرغ للقضايا الخارجية ؟
جيهان السادات:
بص حضرتك أولاً : ما كانش مغرور ثانياً : السلام اللي عمله لو ما كانش عمله كان زمان سيناء نضفها محتل إلى يومنا هذا بمستوطنات كثيرة جداً وصعب إنك تشيلها ما كانش أنور السادات استلم مصر محتلة أرضها أنور السادات حرر مصر ورجع أرضها أنور السادات استلم مصر بحزب واحد الاتحاد الاشتراكي ورجع. وعمل أحزاب وبدأ الديمقراطية.
أحمد منصور [مقاطعاً]:
أحزاب صورة.
جيهان السادات:
صورة.. اعتبرها صورة إنما بداية أحزاب لكي تضع أسس الديمقراطية في مصر وهو اللي منع الرقابة على الصحف..
أحمد منصور:
لكن هو صوت هو صوت للديكتاتورية في 27 يوليو 52.
جيهان السادات:
شاب صغير قائم بثورة
أحمد منصور:
واستمر في الديكتاتورية حتى وهو يحكم.
جيهان السادات:
لا نعم لا لم يحدث.
أحمد منصور:
وكل القرارات اللي اتخذها كانت قرارات ديكتاتورية فردية..
جيهان السادات:
أبداً.
أحمد منصور:
لم يرجع فيها حتى إلى مستشاريه.
جيهان السادات:
أبداً أبداً.. بعيداً عن الحق بعيداً عن الحق ويمكن يعني.. تشنيع عليه وافتراء على أنور السادات اللي حرر مصر اللي رجع لها كرامتها اللي حارب في 73 ولأول مرة حرب تدرس في الأكاديميات العسكرية والمؤسسات العسكرية وترفع راس الجندي مش المصري فقط بل الجندي العربي لأول مرة يحصل انتصار عمل سلام..
أحمد منصور:
لكن ثمارها للأسف لم تكن بالشكل الذي كان يمكن أن تجنى به.
جيهان السادات:
ليه ؟! ليه ؟! دا هي بداية إنه..
أحمد منصور:
من خلال اتفاقية السلام.
جيهان السادات:
حرر أرضه وخدها بالكامل أخد أرضه بالكامل وإحنا أحرار.
أحمد منصور:
كانت علاقته توطدت بالأميركان حتى إن.. كان قائد الحراسة أميركي في وقت ما كان يشرف على الحراسة.
جيهان السادات:
ده بقى من ضمن الـ.. فيه مثل.. فيه بيت شعر للمتنبي
أحمد منصور:
كان فيه حراسة أميركان كان
جيهان السادات:
أماتكم قبل موتكم الجهل وغراكم من خفة بكم النمل
يعني هذا جهل.
أحمد منصور:
ما المانع هناك كثير من رؤساء عفواً عفواً..
جيهان السادات:
هذا جهل بالكلام.
أحمد منصور:
عفواً يا فندم عفواً يا فندم.
جيهان السادات:
إزاي قائد حرس أميركي ؟! إزاي ؟!
أحمد منصور:
عفواً يا فندم يا فندم إحنا الآن أمامنا معطيات.
جيهان السادات:
طب ما أنا شايفة الحرس بتاعه.
أحمد منصور:
أمامناً معطيات كثيرة جداً معظم الحرس اللي بيحرسوا الرؤساء العرب من أو أولهم إلى اخرهم ودول العالم الثالث بيدربوا في الولايات المتحدة وبيدربوا في غيرها.
جيهان السادات:
نعم نعم أنت ما قلتش يدربوا الحرس بتاعنا.
أحمد منصور [مقاطعاً]:
وليس هناك..
جيهان السادات [مستأنفة]:
كان بيدرب هناك ويجي نعم.
أحمد منصور:
ليس هناك ما يمنع أن يكون هناك مشرف على هذه.. على هؤلاء الحرس موجود هنا يرتب أمورهم.
جيهان السادات:
لا لا لا لا لا يا فندم الحق إيه بقى حضرتك..
أحمد منصور:
مين الحرس الأميركان اللي كانوا في المنصة ؟
جيهان السادات:
ما فيش ولا حارس أميركاني إلا إذا كان السفير الأميركاني معاه..
أحمد منصور:
حرس السفير الأميركي.
جيهان السادات:
له هو علشان أكون منصفة.
أحمد منصور:
صحيح أطلقوا رصاص من الخلف ؟
جيهان السادات:
لا لا لا.
أحمد منصور:
من على المنصة ؟
جيهان السادات:
لم يحدث لم يحدث هذا أبداً أنور السادات وغير أنور السادات وإلى يومنا هذا الحراسة بترسل إلى أميركا للتدريب لأنها عندها تدريب على مستوى عالي لكن مش معنى كده إن يجي واحد حارس أميركاني نهائي بيرسلوا هناك لكن ما يجيش حد هنا نهائي.
أحمد منصور:
أنتِ أشرت في كتابك وأشرت في الحلقة الماضية إلى أن العرض الأخير لم يكن بالدقة هل عندك شك في إن يعني هذا له علاقة بعملية اغتيال الرئيس ؟
جيهان السادات:
والله ما أنا عارفة يمكن …
جيهان السادات [مستأنفة]:
ربنا الذي يعلم بقى لأن أنا قعدت فترة أنا وابني بالذات نفسنا نعرف مين ورا دي يعني إيه الأربعة دول؟! ايه قيمة أربع عساكر حتى مش ظباط منهم ظابط أو اثنين يعني اثنين ظباط والباقي صف ظابط يعني أنا بقيت في حيرة من اللي بيحصل وخصوصاً إن إزاي يعني ايه اللي حصل ؟ معلهش هو كان فيه إهمال بصراحة بقى أقول: كان فيه إهمال فقط لا أكثر ولا أقل .
أحمد منصور:
هل تعتقدي أن التحقيقات التي أجريت كانت كافية أم بتطالبي بفتح التحقيق مرة أخرى؟
جيهان السادات :
لا لا أطالب بشيء لا أطالب بشيء اللي راح راح مش هيرجعهولي لأ مش هنوصل لشيء كان كيندي وصلوا له الأميركان ما عرفوش لغاية النهارده مين اللي قتله .
أحمد منصور:
عملية الشك أيضاً هذه لا زالت قائمة عندك ؟
جيهان السادات :
والله أنا بعدت كل شيء خالص والوقت وكل اللي بنفكر فيه إن الراجل ده كان زي شعلة في بيتنا مضيئة وفي بلدنا افتقدناها ولكن كل الأحداث بتورينا إزاي هو كان عنده بعد نظر ونظرة مستقبلية لصالح مصر .
في انتصار للقضاء المصري وبحكم القصاص :
محاكمة قتلة السادات
استمرت المحاكمة حوالي ثلاثة أشهر ونصف الشهر منها تسعمائة ساعة استغرقتها المرافعات شارك فيها نحو ستين محامياً من أشهر محامي مصر يمثلون مختلف التيارات والأحزاب. وتحولت المحاكمة إلى محاكمة عصر السادات بأسره. وكان نجم الدفاع هو عبد الحليم رمضان المحامي الأشهر الذي ظل يدافع في حماس إلى أن أصابه الإعياء فسمحت له المحكمة بالجلوس أثناء مرافعته. وكذلك المحامي الأشهر فريد عبد الكريم وغيرهما. ووصلت براعة الدفاع أن أوقعت المحكمة في حيرة حين ساقت من واقع المستندات والأقوال والتقارير الطبية أن الإسلامبولي ورفاقه ليسوا هم الذين اغتالوا السادات بل إنهم وصلوا إلى المنصة فوجدوا السادات مقتولاً وأنهم أطلقوا الرصاص على جثته!! فسألتهم المحكمة: “من قتله إذاً”؟ وردت هيئة الدفاع: ” إنه ليس من اختصاصنا البحث عن القتلة “. ولولا إصرار الإسلامبولي ورفاقه على اعترافهم لكان للمسألة شأن آخر .
وكان الدفاع طوال تلك الفترة يدين فترة حكم السادات. ويركز على اعتقالات سبتمبر وعلى الصلح مع اليهود. ويزعم أن بعض التصريحات التي وردت على لسان السادات في بعض خُطبه تعَد استفزازاً للشعب كله على حد تعبير الدفاع مستشهداً بقول السادات عندما سُئل إن كان لديه 35 استراحة: “لا أنا عندي مائة استراحة”!! وإهاناته لعلماء المسلمين ورجال الكنيسة وسلخ مصر من أشقائها العرب ومحاولة إعادة صبغتها الفرعونية القديمة.
وأصدرت المحكمة في النهاية حكمها برئاسة اللواء سمير فاضل بإعدام خالد الإسلامبولي وعبد الحميد عبد السلام وعطا طايل وحسين عباس ومحمد عبد السلام فرج.
ومن الجدير بالذكر أن جهوداً مكثفة قد بُذلت لدى الرئيس مبارك لتخفيف عقوبة الإعدام بعد صدور الحكم. واشترك في هذه المحاولات كمال الدين حسين عضو مجلس قيادة الثورة الأسبق وفتحي رضوان المحامي المعارض الشهير . ورفض الرئيس. كما تقدمت إحدى الجمعيات التي تكونت في باريس ويرأسها أحمد بن بيلا رئيس الجزائر الأسبق بطلب الإذن بالحضور إلى القاهرة لمقابلة الرئيس مبارك. واعتذر الرئيس عن عدم مقابلتهم إذا كان اللقاء لهذا الشأن.
وفي السادس عشر من أبريل 1982 صدرت جريدة “الأهرام” تحمل خبر “تنفيذ حكم الإعدام في قاتلي السادات” معلنة:
“تم في ساعة مبكرة من صباح أمس (15 أبريل 1982) تنفيذ حكم الإعدام في المحكوم عليهم الخمسة في قضية اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعد أن رفضت التماسات إعادة النظر التي تقدموا بها خلال الفترة القانونية وهى الخمسة عشر يوما عقب تصديق السيد رئيس الجمهورية على الأحكام التي أصدرتها المحكمة العسكرية ضدهم. وتضمنت الأحكام إعدام خمسة متهمين وهم: خالد شوقي الاسلامبولى وعبد الحميد عبد السلام وعطا طايل حميدة وحسين عباس محمد ومحمد عبد السلام فرج. والأشغال الشاقة بين خمس سنوات وخمس وعشرين سنة على17 آخرين.
وقد تم أمس تنفيذ حكم الإعدام رميا بالرصاص على الأول والرابع لخضوعهما لقانون الأحكام العسكرية وحضر التنفيذ العقيد بحري محمود عبد القادر رئيس النيابة العسكرية. أمّا المحكوم عليهم الثلاثة الآخرون فقد تم تسليمهم إلى إدارة سجن الاستئناف بالقاهرة لتنفيذ الحكم الصادر ضدهم شنقاً. وتم تنفيذه صباح أمس وسُمح لأقارب المحكوم عليهم الخمسة بزيارتهم نهار يوم الأربعاء .
وقد تم ترحيل المتهمين الذين حكم عليهم بالأشغال الشاقة إلى السجون لتنفيذ مدد العقوبة” .
وهكذا أسدل الستار على أغرب حادثة اغتيال في المنطقة العربية وأشهرها في هذا القرن. ومضى الرئيس محمد أنور السادات إلى أجله المحتوم وكذلك مضى الذين قتلوه إلى أجلهم وسوف يقضي الله بينهم بحكمه فهو فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة يحكم بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون .
لأول مرة في الصحافة المصرية .. من السجلات السرية في القضية
نص قرار الاتهام في اغتيال السادات
أعلن اللواء حامد حمودة مدير القضاء العسكري قرار الاتهام في قضية اغتيال الزعيم الراحل أنور السادات. وقد حضر المؤتمر الصحفي اللواء فؤاد خليل عبد السلام المدعي العام العسكري واللواء مختار محمد حسين شعبان نائب المدعي العسكري. وفيما يلي نص قرار الاتهام الذي أعلنه مدير القضاء العسكري أمس (12 نوفمبر 1981 الموافق 15 محرم 1402):
بعد الاطلاع على محاضر التحقيق ومحاضر الاستدلالات والمرفقات .. وبعد الاطلاع على قانون الأحكام العسكرية وقانون العقوبات والقوانين المكملة .. تتهم النيابة العسكرية الآتية أسماؤهم :
- خالد أحمد شوقي الإسلامبولي ملازم أول بالقوات المسلحة محبوس احتياطياً.
- عبد الحميد عبد السلام عبد العال علي صاحب مكتبة محبوس احتياطياً.
- 3. عطا طايل حميدة رحيل مهندس محبوس احتياطياً.
- 4. حسين عباس محمد رقيب متطوع بالقوات المسلحة بالدفاع الشعبي محبوس احتياطياً.
- محمد عبد السلام فرج عطية مهندس محبوس احتياطياً.
- 6. كرم محمد زهدي سليمان طالب بكلية الزراعة جامعة أسيوط محبوس احتياطياً.
- فؤاد محمود أحمد أحمد حنفي وشهرته فؤاد الدواليبي تاجر أثاث محبوس احتياطياً.
- 8. . عاصم عبد الماجد محمد ماضي طالب بكلية هندسة أسيوط معتقل.
9. أسامة إبراهيم حافظ طالب بكلية هندسة أسيوط محبوس احتياطياً.
10. دكتور عمر أحمد علي عبد الرحمن أستاذ بكلية أصول الدين محبوس احتياطياً.
11. عبّود عبد اللطيف حسن الزمر مقدم بالقوات المسلحة محبوس احتياطياً.
12. صالح أحمد صالح جاهين مهندس محبوس احتياطياً.
13. عبد الناصر عبد العليم أحمد درة طالب ثانوي محبوس احتياطياً.
14. طارق عبد الموجود إبراهيم الزمر طالب بكلية الزراعة جامعة القاهرة محبوس احتياطياً.
15. محمد طارق إبراهيم محمد طبيب أسنان محبوس احتياطياً.
16. أسامة السيد محمد قاسم طالب بكلية الآداب جامعة الزقازيق محبوس احتياطياً.
17. صلاح السيد بيومي علي نقّاش محبوس احتياطياً.
18. علاء الدين عبد المنعم محمد إبراهيم طالب بكلية التربية جامعة الزقازيق محبوس احتياطياً.
19. أنور عبد العظيم محمد محمد عكاشة طالب بكلية التربية جامعة الزقازيق محبوس احتياطياً.
20. محمد طارق إسماعيل المصري سائق محبوس احتياطياً.
21. علي محمد فرّاج علي نجّار بالزقازيق محبوس احتياطياً.
22. عبد الله محمد محمد سالم طالب بكلية أصول الدين محبوس احتياطياً.
23. صفوت إبراهيم حامد الأشوح صيدلي محبوس احتياطياً.
24. السيد علي محمد إسماعيل السلاموني معيد بكلية التربية جامعة عين شمس محبوس احتياطياً.
بأنهم في منطقة العرض العسكـري بمدينة نصـر وفي سائر أراضي جمهورية مصر العربية يوم 6 أكتوبر 1981 وما قبل ذلك ارتكبوا الجنايات التالية:
أولاً: المتهمون من الأول إلى الرابع .
قتلوا عمداً مع سبق الإصرار والترصد رئيس جمهورية مصر العربية الراحل محمد أنور السّادات. بأن بيّتوا النية وعقدوا العزم على قتله غدراً وغيلة أثناء وجوده بالمنصة الرئيسية في العرض العسكري يوم 6 أكتوبر 1981 لتكريم القوات المسلحة المصرية الباسلة في ذكرى انتصارها في حرب رمضان المجيدة. إذ استغل المتهم الأول تعيينه مسؤولاً عن العناصر المشاركة في العرض من الوحدة العسكرية التي يخدم بها فتمكن بطريق التحايل والتزوير من استبدال المتهمين الثاني والثالث والرابع بثلاثة من جنود الطاقم الأصلي للعربات قاطرة المدفع عيار 130مم. كما تمكن بإساءة استغلال وظيفته أيضاً من إدخال الذخائر خاصة البنادق الآلية تسليح الطاقم وكذا الرشاش القصير تسليح السائق إلى أرض العرض العسكري ومن الاحتفاظ بإبر ضرب النار خاصة الأسلحة المذكورة وذلك على الرغم من التعليمات القاضية بسحب تلك الإبر وعدم تواجد تلك الذخائر أثناء العرض العسكري .
كما تمكن من إدخال أربع قنابل يدوية شديدة الخطورة تحتوي كل منها على عدد كبير من الشظايا إلى أرض العرض. احتفظ باثنتين منها وسلّم الأخريين لكل من المتهمين الثاني والثالث .
وأثناء سير العربة قاطرة المدفع التي يركبها وكان جالساً بجوار السائق بالكابينة بينما كان الجناة الثلاثة الآخرون يجلسون وسط سائر الطاقم أعلى العربة تمكن من إكراه السائق على التوقف أمام المنصة الرئيسية مباشرة وأسرع إلى النزول ملقياً قنبلة يدوية. كما أسرع المتهمان الثاني والثالث بإلقاء قنبلتيْن أخريين في اتجاه المنصة فانفجرتا قريباً منها. ثم قام المتهمان الثالث والرابع بإطلاق دفعة نيران من بندقيتيهما الآليتين فأحدث ذلك مفاجأة شديدة للجالسين بالمنصة وللقائمين على حراسة الرئيس مما أدى إلى اضطرارهم لخفض رؤوسهم وفي ثوانٍ معدودة كان المتهم الأول قد اختطف الرشاش القصير الخاص بالسائق من “الكابينة”. وقفز الجناة الثلاثة الآخرون فبلغوا جميعاً المنصة الرئيسية حيث كانت لا تبعد عن موقع وقوف العربة بأكثر من خمسة وعشرين متراً فقط. وأمكنهم تصويب أسلحتهم من الاتصال القريب سواء بالمواجهة أو من الجانبيْن صعوداً على السلّميْن الأيمن والأيسر للمنصة وأفرغوا ذخائرهم كلها مع التركيز على الموجودين بالصفوف الأولى وخاصة الرئيس الراحل مما أدى إلى إصابته بالإصابة الموضحة بالتقرير الطبي الشرعي والتي أدت إلى وفاته .
وقد اقترنت الجناية المذكورة في نفس المكان والزمان بجنايات قتل عمد وشروع في قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد لآخرين كانوا بالمنصة الرئيسية وحولها حيث كان الجناة قد بيّتوا النية وعقدوا العزم على قتل كل مَن يستطيعون قتله ممّن يعين الرئيس ويواليه فأصيب كل من اللواء أ.ح حسن علاّم وخلفان ناصر محمد (عُماني الجنسية) ومهندس سمير حلمي إبراهيم والأنبا صموئيل ومحمد يوسف رشوان (مصور) وسعيد عبد الرؤوف بكر وشانج لوي (صيني الجنسية) .. بالإصابات الموضحة بالتقارير الطبية الشرعية التي أدت إلى وفاتهم .
كما أصيب كل من السادة: المهندس سيد أحمد مرعي وفوزي عبد الحافظ ومحمود حسين عبد الناصر ولواء أ.ح محمد نبيه السيد ولواء متقاعد عبد المنعم محمد واصل وماهر محمد علي ودومينكو فاسيه (سفير كوبا) ورويل كولور (سفير بلجيكا) وكريستوفر برايان (أمريكي الجنسية) وهاجن بردك (أمريكي الجنسية) وبرك ماكلوسكي (أمريكي الجنسية) وعبد الله خميس فاضل (عُماني الجنسية) ولوجوفان (صيني الجنسية) وينج بينج (صيني الجنسية) وشين فان (صيني الجنسية) وجوني دودز (أسترالي الجنسية) وعميد وجدي محمد سعد وعميد معاوية عثمان محمد عثمان وعميد شرطة مدنية أحمد محمد سرحان وعقيد نزيه محمد علي ورائد عبد السلام متولي السبع ورائد عباس مصطفى خليل بركات ونقيب محمد إبراهيم محمد سليم وجعفر علي محمود صالح وبرعي محمد عوضين وملازم أول محمد عبد اللطيف عبد العزيز زهران ورقيب أول محمد علي علي عيد وعريف محمد أحمد بدوي شاهين .. بالإصابات الموضحة بالتقارير الطبية وخاب أثر الجريمة لأسباب لا يد للجناة فيها إذ أُسعفوا بالعلاج وقدر لهم المولى ـ سبحانه ـ البقاء على قيد الحياة.
ثانياً : المتهم الخامس: محمد عبد السلام فرج عطية
اشترك بطريق الاتفاق والتحريض والمساعدة مع المتهمين من الأول إلى الرابع في الجنايات السالف بيانها في أولاً بعاليه بأن حرّضهم على استباحة الدماء الزكية بتأويلات خاطئة للأحكام الشرعية الإسلامية أثبتها في كتيّب وضعه أسماه “الفريضة الغائبة” سقاهم سمَّه وأشرب قلوبهم زيفه فأطاعوه. وتلاقت إراداتهم الآثمة على تصميم قاطع على اغتيال الرئيس الراحل ومَن يحيط به من رجالات الدولة في المنصة الرئيسية أثناء العرض العسكري . كما أعانهم على جنايتهم الغادرة بتدبير القنابل اليدوية والذخائر فوقعت تلك الجنايات بناء على تحريضه واتفاقه ومساعدته على النحو الموضح تفصيلاً بمدونات التحقيق .
ثالثاً : المتهمون من السادس إلى التاسع
اشتركوا مع المتهمين من الأول إلى الرابع في ارتكاب الجنايات المبيّنة في أولاً بعاليه بطريق الاتفاق حال كونهم من قادة المجموعات التي تدين بالفكر المنحرف الذي يدعو إليه المتهم الخامس والذي ينادي بقتل وليّ أمر البلاد ومَن يواليه. فاتحدت إراداتهم وتلاقت عزائمهم على وضع مناهجهم الدموية موضع التنفيذ باغتيال الرئيس الراحل ومَن حوله أثناء العرض العسكري . فحضروا من بلادهم في صعيد مصر وتقابلوا مع المتهمين الأول والخامس حيث عرض عليهم الأول خطته الإجرامية فوافقوا عليها ثم عادوا مرة ثانية قبيل يوم العرض العسكري فتأكدوا من مضيّ العزم على تنفيذ ذلك العدوان الغادر. وقد وقعت الجنايات السالف بيانها في أولاً بناء على ذلك الاتفاق .
رابعاً : المتهم العاشر
اتفق بطريق التحريض مع المتهمين من الأول إلى التاسع على ارتكاب الجنايات السالف بيانها في أولاً بأن قبل الزعامة على جماعتهم الضالة مع علمه بمنهاجهم الأثيم الذي يستبيح الدماء الزكية والأموال المصونة. كما أفتى لهم الفتاوى التي شجعتهم على تنفيذ ما عقدوا العزم عليه فقارفوا جنايتهم الشنعاء بناء على ذلك حسب ما كشف عنه التحقيق تفصيلاً .
خامساً: المتهمون من الحادي عشر إلى الرابع والعشرين
اشتركوا بطريق الاتفاق والمساعدة مع المتهمين من الأول إلى الخامس في ارتكاب الجنايات الموضحة في أولاً بعاليه. وذلك بعد اعتناقهم الفكر المنحرف الذي يدعو إليه المتهم الخامس والذي يحض على قتل رئيس البلاد ومَن يواليه. وحينما عرضت عليهم خطة مهاجمة المنصة الرئيسية أثناء العرض العسكري واغتيال الرئيس ومن مَعه وافقوا جميعاً وبادروا بتسخير أنشطتهم وأوقاتهم وإمكانياتهم واضعين أنفسهم تحت إمرة المتهم الخامس لتنفيذ ذلك المخطط الإجرامي الذي كان يتولى قيادته. فأحضروا القنابل والذخائر التي استخدمها الفاعلون الجناة وقاموا بنقل التعليمات وتحقيق الاتصالات وأعانوا ذلك المتهم الخامس على التنقل بسياراتهم والاختفاء في بيوتهم حيث كان متخفياً عاجزاً عن الحركة الذاتية لكسرٍ بساقه. وقد وقعت الجريمة بناء على ذلك الاتفاق وتلك المساعدة على التحديد الذي كشف عنه التحقيق تفصيلاً.
سادساً : المتهمون جميعاً ما عدا المتهم العاشر
حازوا وأحرزوا الأسلحة والذخائر بغير ترخيص قانوني. كما حازوا وأحرزوا واستخدموا المفرقعات بغرض ارتكاب اغتيال سياسي على التحديد الموضح بالتحقيقات.
وبناء عليـــــه
تطلب النيابة العسكرية عقابهم بمقتضى المواد 39 40 41 43 45 46 102أ 102ب 230 231 232 234/2 235 من قانون العقوبات والمواد 1 6 26/2 4 30 من القانون 364 لسنة 1954 وتعديلاته والجدول رقم 3 الملحق به.
التوقيع:
لواء مختار محمد حسين شعبان
نائب المدعي العام العسكــري
10/11/1981
التوقيع:
لواء فؤاد خليل عبد السلام
المدعي العام العسكــري
10/11/1981
الحكم في قضية اغتيال الرئيس محمد أنور السّادات
في (6 مارس 1982) أعلنت المحكمة العسكرية العليا حكمها في قضية اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السّادات بعد خمسة أشهر كاملة. فقد اغتيل الرئيس السادات في السادس من أكتوبر الماضي وصدر الحكم في السادس من مارس 1982.
أعلنت المحكمة العسكرية حكمها بعد جلسات طويلة بدأت منذ 21 نوفمبر الماضي بجلستين علنيتين. ثم قررت المحكمة عقد جلساتها سرية حفاظاً على أسرار القوات المسلحة حيث استمعت في ست جلسات إلى ثلاثة عشر شاهد إثبات ثم إلى ثلاثة من شهود النفي. وأفردت المحكمة للدفاع عن المتهمين جلسات طويلة قررت في نهايتها يوم الأربعاء الماضي قفل باب المرافعة والنطق بالحكم في جلسة علنية في الحادية عشرة من صباح أمس.
ومنذ الصباح الباكر كان هناك نفس إجراءات الأمن المشددة التي اتخذت منذ بداية المحاكمة نظراً إلى أهميتها. وحملت سيارات الأتوبيس التابعة للقوات المسلحة أكثر من 150 من رجال الإعلام بأجهزتهم كانوا قد تجمعوا منذ الثامنة صباحاً بمبنى إدارة الشؤون المعنوية. وسارت بهم في التاسعة والنصف صباحاً إلى مبنى المحكمة في طريق يحيط به رجال المظلات المدججون في السلاح. وظل الصحفيون ينتظرون في إحدى غرف المحكمة حتى الحادية عشرة إلاّ الربع حينما سُمح لهم بدخول القاعة.
وكان المتهمون قد سبق وصولهم إلى داخل قفص الاتهام حيث حاولوا أمام ممثلي الصحافة إشاعة جو من الضوضاء. وتسلّق بعضهم حديد قفص الاتهام.
وبعد مضيّ 25 دقيقة على هذا الجو المشحون ووسط هذه الضوضاء انقطع التيّار الكهربي فجأة ولم تفلح الجهود في إعادته وأُخليت القاعة من الصحفيين وأجهزة الإعلام حيث انتظروا في قاعة مجاورة انتظاراً لإعادة التيار. وطال الانتظار والتيار الكهربي لا يزال مقطوعاً. وفشلت المحاولات في توصيله للقاعة من طريق محوّل كهربي. بعدها تقرر إعداد قاعة جديدة في ردهة المحكمة تم نقل المنصة إليها على عجَل.
وفي الواحدة تماماً أُعلن بدء الجلسة. وأحاط الصحفيون بالمنصة داخل القاعة الجديدة واعتلوا المقاعد واشرأبت الأعناق. وفي الواحدة وعشر دقائق صاح الحاجب بندائه التقليدي: “محكمة” لتدخل هيئة المحكمة العسكرية العليا يتقدمها رئيسها اللواء سمير فاضل رئيس المحكمة واللواءان مصطفى ماهر فاضل وعبد العزيز مصطفى الشاعر وممثلو الادعاء اللواء فؤاد خليل عبد السلام المدعي العام العسكري واللواء مختار محمد حسين شعبان نائب المدعي العسكري واللواء الدكتور يحيى الشيمي مساعد المدعي العسكري والعقيد البحري محمود عبد القادر رئيس النيابة العسكرية.
رئيس المحكمة: “بسم الله تفتح الجلسة. نادِ على المتهمين”.
سكرتير الجلسة: “المتهم الأول خالد شوقي الإسلامبولي”.
قائد أمن قاعة المحكمة: “يا افندم المتهمين في القفص بيصيحوا داخل القاعة وعاملين ضوضاء ودوشة ولو جم حيعملوا شوشرة على المحكمة”.
رئيس المحكمة: المحكمة توافق على وجودهم خارج القاعة.
ثم بدأ رئيس المحكمة في قراءة الأحكام.
القضية رقم 7 لسنة 1981 أمن دولة عسكرية عليا .. باسم الشعب
بعد الاطلاع على مواد الاتهام والمادة 75 من قانون الأحكام العسكرية والمواد 17 30 32 من قانون العقوبات والمادة 604 من قانون الإجراءات الجنائية وبعد المداولة قانوناً حكمت المحكمة حضورياً:
أولاً : بمعاقبة كل من المتهمين: الأول الملازم أول خالد أحمد شوقي الإسلامبولي والثاني عبد الحميد عبد السلام عبد العال علي والثالث عطا طايل حميدة رحيل والرابع رقيب متطوع حسين عباس محمد والخامس محمد عبد السلام فرج عطية بالإعدام بإجماع الآراء نظير التهمتين المنسوبتين إلى كل منهم.
ثانياً : بمعاقبة كل من المتهمين: الحادي عشر المقدم عبود عبد اللطيف حسن الزمر والرابع عشر طارق عبد الموجود الزمر والخامس عشر محمد طارق إبراهيم محمد والسادس عشر أسامة السيد محمد قاسم والسابع عشر صلاح السيد بيومي علي بالأشغال الشاقة المؤبدة نظير التهمتين المنسوبتين إلى كل منهم.
ثالثاً : بمعاقبة كل من المتهمين: السادس كرم محمد زهدي سليمان والسابع فؤاد محمود أحمد أحمد حنفي وشهرته فؤاد الدواليبي والثامن عاصم عبد الماجد محمد ماضي والتاسع أسامة إبراهيم حافظ بالأشغال الشاقة لمدة 15 سنة نظير التهمة المنسوبة إلى كل منهم في البند ثالثاً من قرار الاتهام. وبراءة كل منهم من التهمة المنسوبة إليه في البند سادساً من قرار الاتهام.
رابعاً : بمعاقبة كل من المتهمين الثاني عشر صالح أحمد صالح جاهين والثاني والعشرين عبد الله محمد محمد سالم والثالث والعشرين صفوت إبراهيم حامد الأشوح بالأشغال الشاقة لمدة 15 سنة نظير التهم المنسوبة إلى كل منهم بالبند خامساً من قرار الاتهام وبراءة كل منهم من التهمة المنسوبة إليه بالبند سادساً من قرار الاتهام.
خامساً : بمعاقبة المتهم العشرين محمد طارق إسماعيل المصري بالأشغال الشاقة لمدة 15 سنة نظير التهمتين المنسوبتين إليه.
سادساً : بمعاقبة كل من المتهمين الثامن عشر علاء الدين عبد المنعم محمد إبراهيم والتاسع عشر أنور عبد العظيم محمد محمد عكاشة والحادي والعشرين علي محمد فرّاج علي بالأشغال الشاقة لمدة 10 سنوات نظير التهمة المنسوبة إلى كل منهم في البند سادساً من قرار الاتهام وبراءة كل منهم من التهمة المنسوبة إليه في البند خامساً من قرار الاتهام.
سابعاً : معاقبة المتهم الثالث عشر عبد الناصر عبد العليم أحمد درة بالأشغال الشاقة لمدة خمس سنوات نظير التهمة المنسوبة إليه في خامساً من قرار الاتهام وبراءته من التهمة المنسوبة إليه في البند سادساً من قرار الاتهام.
ثامناً : ببراءة كل من المتهمَيْن العاشر الدكتور عمر أحمد علي عبد الرحمن والرابع والعشرين السيد علي محمد إسماعيل السلاموني مما هو منسوب إلى كل منهما.
تاسعاً : مصادرة المضبوطات والأسلحة والذخائر المضبوطة على ذمة القضية. وقدّرت المحكمة أتعاب محاماة للسادة المحامين المنتدبين بواقع 100 جنيه عن كل متهم تمّت المرافعة عنه.
وصـدر هذا الحكم وتم النطق به علناً في جهة الجبل الأحمر بالقاهرة في جلسة السبت الموافق 6 مارس 1982.
ثم رفع رئيس المحكمة الجلسة
بعيداً عن المحظور والممنوع والمسكوت عنه :
تساؤلات سوداء في حادث المنصة
أنيس الدغيدي يوجه تساؤلاته الحمراء لجيهان السادات في بيت الرئيس بالجيزة
استفهامات ليست محرمة أو مكروهة ..
قال عنها البعض : استفهامات ممنوعة
وردد البعض الآخر : بل محظورة .. خطر الموت
وتهامسوا عنها خلسة : مسكوت عنها
وأفتى فيها علماء السياسة : شديدة الغموض والإحمرار والإنفجار والإشتعال
وهي في كل الأحوال وعلى جميع القراءات الشاذة والمشهورة : استفهامات عادلة يجب أن يجد السادة ” إياهم ” إجابات شافية كافية وفورية عنها !!
فماذا عن تلك الاستفهامات الكارثة ؟!
…
بداية : ” نحن نقر بكامل احترامنا لمؤسسة العسكرية في بلادنا هذه المؤسسة العظيمة التي انتصرت في حرب أكتوبر المجيدة وسطرت أنصع صفحات تاريخنا العسكري المصري والعربي بشرف وعزة وإباء وكرامة ” فتحية حب وتقدير لكل أركان ورموز مؤسستنا العسكرية المصرية ” .
إلا أننا نعلن أن جميع الأديان والكتب السماوية والدساتير والقوانين والأعراف تقر بأنه لا عصمة لأحد أو مؤسسة سوى ” الأنبياء ” فالأنبياء فقط هم المعصومون من الخطأ والنسيان أو التآمر .. ولستُ أرى في البشرية أحداً يحمل معه صكاً يفيد بأنه ” معصوم من الخطأ أو النسيان أو حتى الجُرم ” .. وخصوصاً الست جيهان صفوت رؤوف الشهيرة بجيهان السادات.
لذا وقد اطمأنت وسائل بحثنا ومستندات معرفتنا وأوراق دفوعنا إلى أن هناك جريمة عظمى وقعت ” لا ريب ” في حادثة المنصة عام 1981 أو على أقل تقدير تقصيرٍ مقصود أو حتى ” غير مقصود ” وتقصير بالغ الخطورة حدث من بعض كبار رجال الدولة ” آنذاك ” سواء من بعض قادة القوات المسلحة أو الأمن أو السياسة أو رجال الحراسة المسئولة عن أمن الرئيس وغيرهم فإننا إذ نتوجه بدعوانا هذه إلى أطهر وأقدس وأنزه منطقة عدالة في بلادنا إلى قُضاة العدل الذين يوقعون عن الله في الأرض وينشرون عدله كآخر حوائط الصَدْ التي نلوذ بها أو نلجأ إليها وسط دياجير الظلم وأمواج الجور ورياح التردي ومهاوي الفتن ومخرَّات الأزمات .
وإلى أهل الضمائر الحية في كل مكان من الإنسانية ..
وإننا إذ بحثنا ودرسنا ومحَّصنا وحللنا ما حدث في جريمة اغتيال الرئيس السادات الشهيرة في حادث المنصة .. وهذه ملاحظات عدة في هذه الواقعة الخطيرة حتى ندرسها ونتوقف عندها حتى لا تتكرر تلك الواقعة الأليمة في أي عصر مع أي رئيس أو حاكم مصري .
نبينها عبر النقاط التالية :
أولا : معلوم أن السيد / محمد عبد الحليم أبو غزالة هو المسئول الأول عن العسكرية المصرية والجيش والنظام والتخطيط ” وقتها ” وهو المسئول أبضاً عن كل ما يتعلق بشكل أو مضمون أو جوهر أو مظهر المؤسسة العسكرية في وقته كوزير للدفاع المصري .. ومن هنا فنحن نطرح العديد من الإتهامات أو حتى فلنسمها ” مؤقتاً ” استفهامات عقيمة الرد تحتاج للرد والتبيين من قِبَلْ المشير أبو غزالة وهذا بيانها .
- مَنْ الذي سمح لـ خالد الاسلامبولي بالدخول والمشاركة في العرض العسكري وهو صاحب التاريخ المتطرف ؟! ومَنْ أدخل الذخيرة الحية للعرض وهي عبارة عن 81 طلقة بنص اعتراف الاسلامبولي و 4 طلقات حارقة خارقة .. و4 قنابل يدوية ومدفع كوري الصنع 131 مللي جرار .. و 4 مدافع رشاشة تضرب 25 طلقة في أقل من ثانية ومدة العملية استمرت 40 ثانية وفقاً لرواية الأمن الرسمية ؟! وأين كانت المخابرات العسكرية .. وأين كان الحرس الخاص للرئيس ؟! وأين كان الحرس الجمهوري والقوات الخاصة ولماذا الحرس الخاص بالسادات تأخر في الضرب 30 ثانية بالضبط ؟!! وسؤال آخر هناك 4 رماة مهرة منهم بطل الجيش في الرماية لمدة 7 سنين متتالية .. وأطلقوا حسب شهادتهم على أنفسهم 189 طلقة .. الإسلامبولي أثناء التحقيق معه اعترف إنه ضرب في جسد السادات وحده 34 طلقة …. وفي النهاية السادة الأطباء والتقرير الطبي الرسمي الموقع عليه اللواء طبيب أحمد سامي كريم مدير مستشفى القوات المسلحة بالمعادي ومعه عشرة أطباء مساعدين .. يقولوا إن سبب الوفاه للرئيس السادات هو : صدمة عصبية !! يعني مش طلق ناري من 4 مدافع رشاشة ولا حاجة .. ولم يذكروا شيئاً قط عن إصابة البطن التي في بطن الرئيس السادات في السُرَّة وحولها !! فما الحكاية بالضبط ؟!! اتهام أو حتى سؤال آخر للمتهم الثاني ومَن معه : لماذا لم يتم نقل الرئيس السادات لمستشفى كوبري القبة وهي أقرب إليه .. بينما حملوه إلى مستشفى المعادي في آخر الدنيا ؟!! اتهام آخر : الحادثة كانت الساعة الثانية عشرة و20 دقيقة بالضبط .. كيف يصل لمستشفى المعادي الساعة الواحدة والثلث يعني بعد 60 دقيقة من الحادث في رواية وفي رواية أخرى بعد ساعة بالضبط يا حكومة !! في حين أن المسافة من مكان العرض العسكري للمستشفى المذكور 5 دقايق فقط بالطائرة ؟! التقرير الطبي يقول : إن جسد السادات به 4 رصاصات فقط في جِسده .. في حين الاسلامبولي والذين معه قالوا في التحقيقات الرسمية إنهم أطلقوا في جسد الرئيس السادات 189 طلقة .. هذا غير المدفع الكوري 131 مللي .. فأين هذا الرصاص الذي أطلقه الجُناه في جسد السادات؟!
- كيف تم صرف كل حراس السادات فجأة قبل وصول شاحنة الاسلامبولى ببضعة دقائق. لقد صدرت الأوامر لهؤلاء الحراس بالانتشار خلف المنصة و ليس أمامها بزعم أن الارهابيين سيهجمون من الخلف.
- بالرغم أن استعراض القوات الأرضية لم يكن قد انتهى إلا أن الاستعراض الجوى بدأ فجأة و لم يعرف المشاهدون أين ينظرون ولكن صريخ وضجيج الطائرات جذب انتباه الحضور الى أعلى وذلك فى نفس الوقت الذى قفز فيه الجناة الخمسة من الشاحنة لقتل السادات . لقد تم ضبط بدأ الاستعراض الجوى مع وصول شاحنة الاسلامبولى أمام المنصة الرئيسية ؟! هذه ليست صدفة أبداً بل هو مُخطط أُعِدَ سلفاً وعلى أعلى درجة في التخطيط والتقنية!
ثانياً : طلب كل من مبارك وأبوغزالة من السادات الوقوف لرد التحية العسكرية للضابط الذى نزل لتوه من شاحنة المدفعية وبينما وقف السادات حدثت عدة أشياء فى ذات الوقت تشير إلى اصابع اتهام وهي :
الضابط الذى كان يتقدم نحو المنصة لتحية السادات عاد فجأة مسرعا إلى الشاحنة ليحضر بندقيتة الألية وقنابل يدوية. قام القناص و بطل الرماية الجالس فى صندوق الشاحنة بإطلاق النار على رقبة السادات لمعرفتة مسبقا أن السادات يرتدى الدرع الواقى .
كل من السيد حسني مبارك نائب الرئيس السادات والمشير أبو غزالة انبطح أرضا بسرعة وزحف بعيدا عن السادات الذى كان قد سقط لتوه على الأرض .
- بمناظرة صورة جثمان السادات الذى أحتفظ بها سرا فترة تناهز 22 عاما وتم تسريبها بمعرفة بعض عناصر المخابرات التى انقلبت على حسنى مبارك فيمكن القول بأن السادات سقط على الأرض بعد الطلقات الأولى التى أصابته فى رقبته وصدره .. فمن إذن أطلق النار على الرئيس السادات في بطنه وأسفل سُرِّته إذ يتعذر بل يستحيل على الجُناة الذين يقفون أسفل سور المنصة بانخفاض 165 سم أن يصيبوا السادات في منطقة البطن وهي المنطقة المستترة خلف سور المنصة حتى وإن وقف الرئيس السادات لا تُرى هذه المنطقة إلا لمن هم في المنصة نفسها من حوله ؟! الأمر الذى يثبته وجود أثار طلقات على الجزء السفلى من بطنه أن هناك مَنْ أطلق النار على الرئيس السادات من داخل المنصة نفسها !!.
- ولكن ماذا عن أثار الطلقات الموجودة على جانبى السادات وهى أثار لطلقات ذو عيار صغير أطلقت من مسدس أو أكثر لم يكن موجود مع الجناه الذين كانوا يحملون كلاشينكوف عيار 7.62 مم. أن وجود مثل هذه الأدلة يفسر سر اختفاء صورة جثمان السادات طيلة 22 عاماً وكذلك اختفاء معلومات أخرى طوال هذه الفترة إذ أن التفسير الوحيد لوجود أثار طلقات لعيار صغير على جانبى السادات يؤكد أن هناك آخرون قد أطلقوا النار على الرئيس السادات وباليقين من داخل المنصة .. فمَنْ هم إذن أولائك الذين أطلقوا على السادات النار من مسدس صغير كان يخفيه فى طيات ملابسة أثناء وجود السادات على الأرض وذلك للتأكد من موته ؟!
- لقد ترك أحدهم كرسى فى الجانب الأخر من سور المنصة المواجهة للسادات لكي يقف عليه خالد الاسلامبولى ويمكنه من توجيه دفعة من بندقيتة الألية .. فمَنْ وكيف ولماذا تم وضع هذا الكرسي بجوار سور المنصة لمساعدة الجُناة في الصعود لتصويب النار في جسد الرئيس السادات ؟! ومع ذلك لم يستخدمه الإسلامبولي ورفاقه !!
- وفقاً لما جاء في تحقيقات الجهات الأمنية والمعنية والجهات المسئولة وشهد به السيد نائب الرئيس والسيد المشير أبو غزالة في العديد من وسائل الإعلام : أن الجناة بدوا وكأنهم يطلقون النيران بدون تمييز على الجميع إلا أنهم طالبوا كل من مبارك وأبوغزالة بالابتعاد عن مرمى نيرانهم إذ قال عبد الحميد عبد العال لحسنى مبارك : أنا مش عايزك .. احنا عايزين فرعون . و قال خالد الاسلامبولى لـ أبوغزالة و هو يشيح له بيده : ابعد إنت يا فندم . ألا يبدو ذلك التصرف غريباً على الجماعات الاسلامية التي تُكفِّر ليس فقط الحاكم المسلم الذى لا يطبق الشريعة الإسلامية و لكنها أيضا تُكفِّر رموز نظامه الذين يتعين قتلهم أيضاً ” مِنْ وجهة نظر تلك الجماعات المتطرفة والمتخلفة ” . فإذا كانوا يريدون السادات فقط فلماذا قتلوا 7 أخرين وهل يتم قتل 7 يجلسون بعيداً عن السادات أم أن الأقرب للموت يكون من هم بجواره مباشرة ؟ حيث أن هناك مدفع كوري الصنع 131 مللي يطلق نيرانه من فوق السيارة و4 رشاشات تطلق وابل نيرانها ضد النظام من أجل إعلان الدولة الإسلامية أم أن اللعبة اتكئت على عبارة : الأعمار بيد الله ومن قدم شيئ بيديه التقاه؟ إن هذا المزعم الذي ذُكِرَ في محاضر التحقيق مع المتهمين يؤكد تناقضاً ينطح بعضه البعض .. إذ كيف خطط الجُناة ” خطة الجاتوه للسيطرة على الحكم بعد مقتل رئيس الدولة ويتركون نائب الرئيس ووزير دفاعه ووزير داخليته وأكبر رموز الحُكم في مصر جلوساً على المنصة ؟! فهل هذه كانت ثورة إسلامية أم ” ثأر ضد شخص السادات ؟! وهذا تناقض يستوجب إعادة فتح ملفات التحقيق في هذه الجريمة الشنيعة .
- ولماذا لم يطلق الجُناة النار نحو جيهان السادات والتي كانت تجلس عن كثب كبير من الرئيس السادات لا يفصلهما وباقي النسوة من رموز النظام سوى عازل زجاجي ” غير مُصفَّح خصوصاً أنها كانت سيدة سيئة السمعة كحرم رئيس ” لدى مفهوم ومنظور الجماعات المتطرفة ” ويعتبرونها طاغوتاً آخر حيث تحوطها المئات من الشائعات أو القصص التي تتحدث عن ثرواتها وسيطرتها على الحكم بل ويعتبرونها قد غيرت ” من وجهة نظرهم ” من قوانين مصر ويعتبرون جيهان السادات أنها دنست وغيرت أوجه الشريعة الإسلامية في قوانين الأحوال الشخصية وغيرها .. أكان الجُناة : يغيرون نظاماً بأسره ليقوموا بثورة أم كانوا في نزهة عاجلة ومهمة مُحددة هي اغتيال الرئيس السادات لثأر صعيدي مثلاً؟! هذا تناقض وهراء تخطيطي وتخبُط مِمَنْ حاكوا وخططوا خِطة مقتل السادات يستوجب إعادة فتح التحقيقات في مقتل الرئيس السادات .
- هناك العديد من الحيل والتدابير التي حيكت ونُفِذت من أجل إنجاح هذا المُخطط المشبوه الذي أودى بحياة الرئيس السادات حيث تضمنت تعطل ثلاثة مركبات أمام المنصة بعد بداية الاستعراض بـ 10 دقائق تعطلت مركبة .. ثم مرت 5 دقائق أخرى ليتعطل موتوسيكل .. ثم تمر 5 دقائق أخرى بالتمام والكمال لتحدث ” حكاية تعطيل المركبة الثانية ” فكيف حدث هذا التسلسل الزمني تباعا ؟! والسؤال المباغت الغريب : هل هذا الرقم صدفة ؟! كل 5 دقائق تباعاً ؟! أم أنه أيضاً أتى صدفة ربانية كما قيل عن دخول الإرهابيين ومشاركتهم في العرض أو عن دخول الأسلحة والذخيرة التي قيل أنها نالت من الرئيس السادات ؟
- وعندما توقفت الشاحنة التى تحمل الجناة أمام المنصة افترض الذين لم يكونوا ينظرون الى السماء لمشاهدة العرض الجوى أن الشاحنة تعطلت هى الأخرى .. لماذا تم هذا الإيقاع الإخراجي الفني في الحدث ولماذا تم حين كان الرئيس والعالم كله ينظر للسماء ؟! هل هي صدفة أخرى أيضاً ؟! فما أكثر الصدف إذن في ملف مقتل الرئيس السادات !!! إن هذه خطة مُعدة سلفاً .. حيث لا يملك خالد الإسلامبولي ورفاقه اختيار هذا التوقيت بالذات للدخول إلى حيث يواجه الرئيس وهو يشاهد أسراب الطائرات في السماء .
- المسافة من عند المركبة العسكرية التي كان يستقلها الجُناة إلى سور المنصة التي كان الرئيس السادات يجلس خلفها تُقدر بقرابة 30 متراً أو يزيد ألم يلفت هذا نظر حراسة الرئيس ورجاله وقادة الدولة حتى يطلقون النار على الجُناة ويتمكنوا منهم قبل اغتيالهم للرئيس ؟!
- السائق الذي كان يقود المركبة واسمه ” عصام محمد عبد الحميد ” وادَّعى الإسلامبولي في التحقيقات أنه أمره بالوقوف فجأة وهدده بتصويب رشاشه إلى صدره وقام بشد فرامل اليد عنوة عن السائق فتوقفت السيارة .. أين فعل السائق بعد نزول خالد ؟! ألم يهروب ويفر صارخاً فيلفت النظر إلى شيئ غير عادي وجريمة نكراء بعد أن نزل خالد ورفاقه يهرولون تجاه الرئيس هل توقف السائق أم مات بالسكتة القلبية أم هو متواطئ مع خالد أو أنه نزل يصرخ بعد انشغال خالد ورجاله بقتل السادات ؟! الوقائع وتحقيقات الجهات المعنية تقول أن خالد نزل أولاً متوجهاً نحو المنصة للإيهام بتقديم التحية العسكرية للرئيس السادات ثم عاد وخطف رشاشه وقفز رفاقه من فوق السيارة ونفذوا جريمتهم ؟! فأي الوقائع تقنع ؟! وأين كان السائق ؟! ولماذا هذا التناقض الإسلامبولي قفز أولاً أو نزل ليقدم التحية ” إيهاماً ” ثم عاد وخطف سلاحه وقفز رفاقه ؟! وفي الحالتين ووسط كل هذا الوقت المستهلك من الجُناة في التمثيل .. أين كان كل رجال حراسة الرئيس والعسكرية المصرية المنطة بحماية الرئيس والتي يعتبر المشير أبو غزالة مسئولاًَ عنها مسلية تامة ؟!!
ثالثاً : بعيداً عن أي تسويف أو سفسطة لن نسأل السيد نائب الرئيس السادات عن دوره قبل وأثناء حادث المنصة نقول :
- أين دور السيد نائب الرئيس وموقفه من سير تحقيقات قضية اغتيال الرئيس السادات .. وتحديداً بعد اغتيال السادات ؟!
- وأين قراره الرسمي في القضية كنائب للرئيس السادات أو كرئيس دولة بعد ذلك ؟!
- بل أين دوره كشاهد رؤية رسمي وعملي في قضية اغتيال الرئيس السادات وهو الذي كان يجلس بجواره ؟!
- أين ملفات التحقيق مع المواطن محمد حسني مبارك كشاهد رؤية في جريمة قتل شخصاً كان يجلس بجواره على المنصة اسمه محمد أنور السادات ؟! أم سيادته لم يرى شيئاً ولذا لم يُستدعى لسؤاله ؟! أم ماذا بالضبط ؟!
- وماذا فعل الرئيس محمد حسني مبارك كرئيس مصر في قضية اغتيال الرئيس السادات وهو كان شاهد رؤية ويُفترض أن حياته كانت في خطر ومُعرضة للقتل لجواره للسادات أثناء عملية اغتياله ؟! النتائج التي فعلها السيد نائب الرئيس ” حين أصبح رئيساً للجمهورية ” بعد اغتيال السادات كانت غريبة وعجيبة ومدعاة للدهشة والتساؤل بل والنقاش والحِساب طالما أن الدستور والقانون يقران أنه لا أحد فوق الحساب أو العقاب .. لو لم يكن مبارك متورطاً فى مؤامرة اغتيال السادات لكان قد اتخذ على الأقل العديد من الإجراءات الواجب إتخاذها فى مثل هذة المواقف تلقائياً ومنها مثلاً :
- إقالة ومحاكمة المشير أبو غزالة محمد عبد الحليم لإنه المسؤل عن العرض العسكري والعسكرية المصرية وقتذاك كوزير للدفاع وقائد عام للقوات المسلحة عن مقتل السادات أثناء العرض العسكري .
- محاكمة العديد من رموز العسكرية المصرية التي نظمت وقادت العرض العسكري .
- محاكمة العديد من رجال الشرطة العسكرية والمخابرات العسكرية وغيرها من المسئولين عن حراسة الرئيس وتأمين العرض العسكري في يوم السادس من أكتوبر عام 1981 .
- تشكيل لجنة محايدة ومستقلة لتجرى تحقيقات شاملة فى مؤامرة قتل رئيس الجمهورية الذي قال عنه في أول بيان له عن مقتل السادات حين قال السيد نائب الرئيس في بيانه الأول الذي ألقاه في 14 أكتوبر 1981 أمام نواب مجلس الشعب : ” كيف إذن تكون آلامي في قائدي وزعيمي وأبي وأخي محمد أنور السادات ؟؟
أنور السادات .. الأب العطوف الحاني عندما تفتقد النفوس الكثيرة والعروق المسحوقة العطف والحنان
أنور السادات .. حبيب الملايين لم ينقطع تفكيره يوما بل ساعة بل دقيقة عن تأمين كل محتاج وتوفير الحياة الكريمة لكل إنسان يحمل اسم مصر ويعيش علي تراب مصر ” فما الذي قدمه محمد حسني مبارك في مقتل قائده وزعيمه وأبيه وأخيه محمد أنور السادات ؟!
- ج- لقد فعل السيد نائب الرئيس العكس تماماً حيث قام السيد نائب الرئيس بترقية وزير دفاعه ” الفاشل في أحداث المنصة ” محمد عبد الحليم أبو غزالة لرتبة المشير وقام بترقيته أيضاً لنائب رئيس مجلس الوزراء كما لو كان يكافؤه على مقتل السادات وأفرج السيد نائب الرئيس عن مرشد الأخوان وزعماء الجماعات الدينية والإسلاميين المتطرفين الذين كان السادات قد قبض عليهم قبل وفاتة بشهر وكأنه يكافؤهم لقتل السادات . منع مبارك أى تحقيقات مستقلة كما أنه حجب معلومات هامة فى قضية قتل السادات وأخفى أو دمر أدلة ومستندات مؤثرة فيها .
- ح- ومن أهم الأدلة والاثباتات التى أخفاها أو دمرها مبارك هو : الفيلم الذى صوره التليفزيون المصرى للاستعراض والذى يبين كل من مبارك وأبوغزالة وهما يشيران للسادات للوقوف لتحية الضابط ( خالد الاسلامبولى ) الذى نزل من الشاحنة ويتقدم من المنصة . كما أنه يصور السادات وهو يهم بالوقوف بينما يغوص كل من مبارك وأبوغزالة خلف سور المنصة .
- خ- هذا ويوجد دليلاً أخر ” يعتبر السيد نائب الرئيس مسئولاً عن اختفاءه ” ولا يقل أهمية وهو الفيديو الخاص بالتدريبات التى كان ينفذها فى الصحراء 4 من قتلة السادات وأخرين وهى تدريبات على قتل السادات فى المنصة والتى جرت قبل حوالى شهر من الاستعراض العسكرى . كان وزير الداخلية فى ذلك الوقت النبوى اسماعيل قد قال فى عدة أحاديث صحفية أن هذا الشريط كان تحت يد المباحث . كما أفاد محمد النبوي اسماعيل وزير الداخلية وقتها أن 4 من قتلة السادات كانوا تحت مراقبة المباحث لمدة 15 يوم قبل اغتيال السادات .
- إن من وضع خطة اغتيال السادات لابد أنه كان مخطط عسكرى متمكن لانه أعد و نفذ الخطة كما لو كانت مناورة عسكرية كاملة استخدم فيها القوات الجوية والأرضية مع القوات الخاصة . لم يترك هذا المخطط شيئا للمصادفة أو الخطأ بل انة أخذ فى اعتباره أدق التفاصيل و تأكد من تفهم كل مشارك لدوره والتدريب عليه على أكمل وجه . و لابد انهم قد استخدموا فى تدريباتهم فى الصحراء ماكيت للمنصة . ولم يهمل المخطط لعملية اغتيال السادات الاجراءات الواجب اتخاذها فور مقتل السادات . لذلك فان أول شىء فعلته الشرطة وسلطات الأمن فور توقف اطلاق الرصاص على السادات هو مصادرة واعدام الأفلام من المصورين ومندوبين وكالات الأنباء.
ومعنى ذلك أن عملية اخفاء و تدمير الأدلة فى هذه القضية بدأت مبكراً مما ساهم فى نقص وجود أفلام تبين عملية قتل السادات بالتفصيل هو قيام المخطط لاغتيال السادات بضبط توقيت العرض الجوى مع وصول شاحنة القتلة أمام المنصة .
ان الصوت المرعب المرعد للأُذُن الذى أحدثه تشكيل كبير من الطائرات الميراج الذى ظهر فجأة من خلف المنصة على ارتفاع منخفض جداً أصاب كل الموجودين بالفزع و الرهبة و أجبرهم بما فيهم المصورين والصحفيين و مندوبين وكالات الأنباء على النظر الى أعلى . الا أن كاميرا واحدة ظلت مركزة على السادات وهى الكاميرا التابعة للتلفزيون المصرى . هناك أوامر ثابته فى المناسبات القومية التى يحضرها الرئيس وهى أن تخصص كاميرا تليفزيون للرئيس فقط تلتقط له كل شىء تحذف منها بعد ذلك بعض المشاهد التى لا تعجب الرئيس أو من ينوب عنه. فى يوم الاستعراض التقطت كاميرا الرئيس كل شىء بما فى ذلك نهوض السادات من مقعده وسقوط كل من مبارك و أبوغزالة من مقعده .
وبالرغم أن هذا الفيلم مفقود الا أن الكثيرين شاهدوه . والواقع انه يوجد ما يكفى من أدلة فى هذه القضية لتحريك الدعوى الجنائية ضد العديد من كبار رجال الدولة بتهمة الخيانة والتآمر أو التقصير البلغ الخطورة الذي أودى بحياة الرئيس السادات وسط ترسانته المسلحة وكبار رجاله دولته !! والذى أدَّى إلى ارتكاب جريمة القرن العشرين فى مصر .
رابعاً : قيل أن السيد نائب الرئيس ذهب الى منزله للاغتسال وتغيير ملابسة أثناء نقل الرئيس السادات الى المستشفى العسكري ؟ فلماذا فعل ذلك ؟!
- ولماذا لم يركب الطائرة مع الرئيس السادات ” المُصاب ” هو والمشير أبو غزالة والنبوي إسماعيل ؟! فلماذا ؟! ولماذا ذهل النائب إلى بيته قبل أن يذهب للرئيس في المستشفى ؟!
- ولماذا أحدث السيد نائب الرئيس حين أصبح رئيساً للجمهورية إنقلاباً في الأوضاع الوظيفية فى مصر بعد حادث المنصة حيث من المعلوم أن أى مسؤل يهمل أو يخطئ لا يُرقى إلى درجات عليا بل يُعاقَب .. إلا أن السيد نائب الرئيس لم يأمر بفتح أى تحقيق مع المُقصرين من رجال الجيش أو الداخلية !! بل وصل المسئولون ” المقصرون في مهام وظائفهم جميعاً ” إلى أعلى المناصب حيث : رُقي مفتش الفرع إلى درجه مساعد أول وزير الداخلية .. وأعطى مدير الإدارة درجه سفير .. وأحد اللواءات أصبح محافظاً لأحدى محافظات الصعيد !!
- وكانت جريدة العربى الناصرى قد نشرت فى عددها الصادر بتاريخ 19-6-2005 تقريراً مبنى على أقوال أحد الشهود مفاده أن السادات كان ينوى طرد مبارك و تعيين غيره نائباً لرئيس الجمهورية . كان السادات قد أخبر مبارك بعزمه تعيين غيره فى أواخر سبتمبر من عام 1981 بسبب قيام مبارك بعمل اتصالات فى الجيش من وراء ظهر السادات مما جعل السادات يتوجس خيفة من مبارك ويشك فى نواياه .. وفى صباح يوم 6 أكتوبر من عام 1981 أى قبل ساعات من اغتيال السادات عين السادات الدكتور عبد القادر حاتم نائباً لرئيس الجمهورية بدلاً من حسنى مبارك إلا أن القرار الخاص بذلك كان سيجهز ويوقع بعد الإستعراض العسكرى. هذا وقد نشرت الجريدة المذكورة صورة للسادات وهو يصافح عبد القادر حاتم صباح 6 أكتوبر 1981 . وطبقا لتقارير أخرى غضب السادات بشدة عندما علم بأن مبارك كان يجرى من خلف ظهره اتصالات مع العائلة المالكة السعودية التى كانت قد فطعت العلاقات معه بعد توقيعة معاهدة السلام مع اسرائيل .
- إنَّ أسرار كواليس علاقة السيد نائب الرئيس بالمشير أبو غزالة ومريبة تستوجب البيان لاستجلاء الحقائق في مشاركتهما في مؤامرة مقتل الرئيس السادات .. منذ أن كان محمد عبد الحليم أبو غزالة برتبة ” عميد ” ومدير فرع المدفعية بالجيش الثانى الميداني حيث يُعد أبو غزالة واحداً من أكثر من يثق فيهم مبارك بالجيش ولذا فقد عينه مبارك بعد حوالى سنتين من توليه منصب نائب رئيس الجمهورية ملحقاً حربياً فى واشنطن كخطوة أولى فى خطة ترقية وتقدم مزهلة أعدها مبارك لأبوغزالة . إلا أنه بعد 3 سنوات أى فى عام 1980 أصدر الفريق أحمد بدوى وزير الدفاع قراراً بتعيين أبوغزالة مديراً للمخابرات الحربية . و لما رأى مبارك أن قرار احمد بدوى يتعارض مع خطته التى أعدها لأبوغزالة اتصل مبارك بأبوغزالة و قال له : “لا تنفذ أوامر أحمد بدوى واستمر فى واشنطن”. والجدير بالذكر أن مبارك عين أيضاً فى واشنطن شقيق زوجته النصف بريطانى العميد طيار منير ثابت كمدير لمكتب مشتريات السلاح بالسفارة هناك . وكانت المباحث الفدرالية الأمريكية قد سربت لجريدة الواشنطن بوست بعد تولى مبارك الحكم معلومات مفادها أن منير ثابت يرتكب مخالفات مالية جسيمة بنقل الأسلحة الأمريكية التى تمولها الحكومة الأمريكية على سفن يمتلكها هو وصهره حسنى مبارك وشوقى يونس وغيرهم. و قد كفى مبارك على الخبر مجور و لم يأمر باجراء تحقيق و اكتفى بكلام انشائى لا يودى و لا يجيب .. وفى بداية عام 1981 عين حسنى مبارك أبوغزالة رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة ..
هكذا انتهى الفريق أحمد بدوي وزير الدفاع ليصعد أبو غزالة في لعبة غامضة !!
و فى 6 مارس أى بعد شهرين فقط مات الفريق أحمد بدوى الذى يبغضه مبارك و معة 13 من قيادات الجيش في حادث طائرة هليكوبتر غريب ومريب . والغريب أن أبوغزالة لم يكن على متن هذة الطائرة إذ أن كبار ضباط الجيش وعلى رأسهم أبوغزالة بصفته رئيسا للأركان كانوا من المفروض أن يطيروا مع وزير الدفاع أحمد بدوي فيى زيارات ميدانية لوحدات الجيش فى الصحراء الغربية الا أن أبوغزالة تخلف فى آخر لحظة بناء على أوامر من النائب حسنى مبارك. و هكذا أصبح أبو غزالة بقدرة قادر وزيرا للدفاع و قائدا عاما للقوات المسلحة بعد أن كان منذ 4 سنوات فقط مجرد عميد ومدير لفرع المدفعية بالجيش الثالث . لقد قام مبارك بتصعيد أبوغزالة بقوة و سرعة تثير الشك والريبة متخطياً المئات فى السلم القيادى ممن هم أقدم وأكفأ وأحق من أبوغزالة بهذه المناصب. كما أن هذا التصعيد المريب والأهداف المرجوة منه تؤكد بأن ” محور أبو غزالة وشركاه – وراء اغتيال الفريق أحمد بدوى ومن كانوا معه على متن الطائرة .. ففي 2 مارس سنة 1981 لقي الفريق أحمد بدوي هو وثلاثة عشر من كبار قادة القوات المسلحة مصرعهم عندما سقطت بهم طائرة عمودية في منطقة سيوة بالمنطقة العسكرية الغربية بمحافظة مطروح .. وفي نفس اليوم 2 مارس 1981 أصدر الرئيس أنور السادات قراراً بترقية الفريق أحمد بدوي إلى رتبة المشير وترقية رفاقه الذين استشهدوا معه إلى الرتب الأعلى .. وقد شيعت جنازة المشير أحمد بدوي وزملائه في الساعة الثانية من ظهر يوم الثلاثاء 3 مارس سنة 1981 من مقر وزارة الدفاع في جنازة عسكرية يتقدمها الرئيس محمد أنور السادات رئيس الجمهورية وكبار رجال الدولة كما أقيمت صلاة الغائب على أرواح الشهداء في المحافظات وسار أبناؤها في جنازات رمزية
- هناك شكوك كبيره حول استشهاد أحمد بدوي و الـ 13 قائد من كبار ضباط اقيادة القوات المسلحة وهم :
اللواء صلاح قاسم رئيس أركان المنطقه العسكريه الغربيه
اللواء على فايق صبور قائد المنطقه الغربيه
اللواء جلال سرى رئيس هيئه الهندسيه للقوات المسلحه
اللواء أحمد فواد مدير اداره الأشاره
اللواء عطيه منصور رئيس هيئه الأمداد واليموين
اللواء محمد حشمت جادو رئيس هيئه التدريب
اللواء محمد احمد المغربى نائب رئيس هيئه التنظيم والأداره
اللواء فوزى الدسوقى مدير اداره الأشغال العسكريه والأبرار
اللواء محمد حسن مدير اداره المياه
عميد أركان حرب محمد السعدى عمار مدير هيئه عمليات القوات المسلحه
عميد أركان حرب محمد احمد وهبى من هيئه العمليات بوزاره الدفاع
عقيد مازن مشرف من هيئه العمليات
عقيد أركان حرب ماجد مندور من هيئه العمليات
والسؤال الأحمر الآن :
من نجا من الحادث ؟!
لقد نجا من حادث طائرة أحمد بدوي 5 أفراد فقط هم :
4 هم طاقم الطائره .. وسكرتير وزير الدفاع
حيث توجد الكثير من علامات الاستفهام حول نجاه طاقم الطائره والمفاجأة :
- أن طراز الطائرة كان من النوع الذي يجب أن يفتح بابه من الخارج ولا توجد فتحة إلى قمرة القيادة أي أن من في الداخل محبوس .. فمن الذي فتح الباب لطاقم الطائرة للهروب وأبقى علىالباقين ؟ أم هل تم تفجير الطائرة بهم بدون طاقم الطيارين ؟! أي تم تفجيرها على الأرض ؟!! ولا عمود ولا يحزنون ؟! إنها جريمة أخرى بحاجة لإعادة التحقيق فيها ؟!
- هناك تناقض متعدد وبيِّن في شهادات شهود في حادث المنصة من كبار المسئولين منها : الدكتور صبحي عبد الحكيم رئيس مجلس الشورى قال لمجلة المصور الصادرة فور حادث المنصة : ” … ووجدت نفسي أنزلق من فوق مقعدي لاحتمي بسور المنصة وكم كانت دهشتي شديدة عندما وجدتني وجهاً لوجه على الأرض أمام الرئيس السادات الذي كان الدم ينزف من وجهه .. ” فكيف كان وجه الرئيس السادات ينزف وتقرير الطب الشرعي لم يقل أن وجه السادات فيه أي خدش ؟! بل والصورة الشهيرة لجُثة الرئيس السادات والمنشورة في جريدة الميدان بعد 22 عاماً من حادث المنصة تؤكد أن وجه الرئيس السادات لم يكن مُصاباً .. فكيف تتضارب تلك الشهادات أيضاً؟!
- وليست شهادة صبحي عبد الحكيم للمصور وحده هي المُتخيلة والوهمية والمكذوبة .. وإنما شهادة أبو غزالة الذي قال : إن قنبلة يدوية وقعت عليه ولم تنفجر.. وأنه رأى قنبلة أخرى وقعت على الفريق عبد رب النبي حافظ وخدشت وجهه .. وقال المشير أبو غزالة : إن هذا قبل الخونة ما يفتحوا النار من رشاشاتهم ؟!! ما هذا ؟! هل المشير أبو غزالة كان جالس تحت مقاعد المنصة يعد ويُحصي القنابل ؟! ولماذا اختلفت شهادته في طريقة عدد القنابل عن الواقع أو عن شهادة صبحي عبد الحكيم رئيس مجلس الشورى ؟! وأليست كل الحكاية قنبلتين فقط واحدة سقطت خارج السور جهة الجناة والثانية فرقعت داخل المنصة وأحدثت دخاناً ؟! لكن شهادة موشي ساسون سفير إسرائيل فهي الشهادة الوحيدة اللي حقيقية .. الراجل حكي الذي حصل بالضبط .. ولقد توقف الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ عادل حمودة في كثيرٍ من كتاباته ومقالاته الصحفية عند حادث اغتيال الرئيس السادات بالبحث والدراسة والمفاجآت ومنها كتابه ” أيام السادات الأخيرة ” و ” اغتيال رئيس “.
- وفي شهادة العميد أحمد سرحان أحد رجال حراسة الرئيس أنه وبمجرد أن سمع طلقات الرصاص تدوي سارع إليه وصاح فيه : ( انزل على الأرض ياسيادة الرئيس .. انزل على الأرض .. تنزل ) .. ولكن .. كان الوقت – كما يقول العميد أحمد سرحان – متاخراً ..( وكانت الدماء تغطي وجهه وحاولت ان افعل شيئا واخليت الناس من حوله وسحبت مسدسي واطلقت خمسة عيارات في اتجاه شخص رايته يوجه نيرانه ضد الرئيس ) .لم يذكر عميد الحرس الجمهوري من هو بالظبط الذي كان يطلق نيرانه على السادات .. فقد كان هناك ثلاثة أمام المنصة يطلقون النيران (خالد وعبد الحميد وعطا طايل ) كانوا يلتصقون بالمنصة الى حد أن عبد الحميد كان قريباً من نائب الرئيس حسني مبارك وقال له : – أنا مش عايزك .. احنا عايزين فرعون .. وكان يقصد بفرعون الرئيس السادات !
وأشاح خالد لأبو غزاله قائلا :
- ابعد انت يا فندم سيادتك
قال ذلك ثم راح هو وزملائه يطلقون الرصاص .. فقتلوا كبير الياوران اللواء حسن عبد العظيم علام (51) سنه وكان الموت الخاطف ايضا من نصيب سبعة آخرين هم مصور السادات الخاص محمد يوسف رشوان ( 50 سنه ) .. وسمير حلمي (63 سنه ) وخلفان محمد من سلطنة عمان .. وشانج لوي أحد رجال السفارة الصينية .. وسعيد عبد الرؤوف بكر .
وقبل ان تنفذ رصاصات خالد الاسلامبولي أصيب الرشاش الذي في يده بالعطب .. وهذا الطراز من الرشاشات معروف أنه سريع الأعطال خاصة إذا امتلأت خزانته ( 30 طلقة بخلاف 5 طلقات احتياطية ) عن آخرها .. وقد تعطل رشاش خالد بعد ان اطلق منه 3 رصاصات فقط .
مد خالد يده بالرشاش الأخرس الى عطا طايل الذي اخذه منه واعطاه بدلا منه بندقيته الالية واستدار عطا طايل ليهرب .. لكنه فوجئ برصاصة تاتي له من داخل المنصة وتخترق جسده .. في تلك اللحظة فوجئ عبد الحميد ايضا بمن يطلق عليه الرصاص من المنصة أصيب بطلقتين في أمعائه الدقيقة ورفع رأسة في اتجاه من أطلق عليه الرصاص ليجد رجلا يرفع طفلا ويحتمي به كساتر فرفض اطلاق النار عليه .. وقفز خلف المنصه ليتأكد من أن السادات قتل .. واكتشف لحظتها إنه لا يرتدى القميص الواقى من الرصاص .. وعاد وقفز خارج المنصة وهو يصرخ : ـ الله اكبـر الله اكبر ! في تلك اليله نفدت ذخيرة حسين عباس فأخذ منه خالد سلاحه وقال له : ( بارك الله فيك .. آجر.. آجر ..) ونجح في مغادرة أرض الحادث تماما .. ولم يقبض علية الابعد يومين . اما الثلاثة الاخرون فقد أسرعوا ـ بعد أن تاكدوا من مصرع السادات ـ يغادرون موقع المنصة في اتجاه رابعة العدوية .. وعلى بعد 75 مترا وبعد قرابة دقيقة ونصف انتبه رجال الحراس وضباط المخابرات الحربية للجناة فأطلقوا الرصاص عليهم .. فأصابوهم فعلاً .. وقبضت عليهم المجموعة 75- مخابرات حربية وهم في حالة غيبويه كاملة .
- لماذا استُدعى خالد الإسلامبولى قبل حادث المنصة للمخابرات الحربية فى يناير 1980 لمعرفة نشاطة الدينى ؟! فقد أرسلت مباحث أمن الدولة إلى المخابرات الحربية كتاباً برقم 162 ذكرت فيه أن الملازم خالد شوقى الإسلامبولى الضابط بالمدفعية يعتنق فكر طة السماوى وأنه سبق أن إصطحب أمير الجماعة إلى بلدة نجع حمادى لحضور عقد قران شقيقته وفى 15 مايو أستدعى أيضاً للمخابرات ونبهوا عليه بالإبتعاد عن مساجد معينة مثل ” مسجد أنصار السنة ” فى مصر الجديدة وكان يتردد عليها عبد الله السماوى أحد أمراء الجماعات الإسلامية وأشخاص معينين والبعد عن التزمت وتمت مراقبته وجاءت ثلاثة تقارير ممتازه عن ميوله ونشاطه وتحركاته وإنتهت بذلك مراقبته وقد تسائل الكاتب الكبير الأستاذ عادل حمودة فى كتابه أيام السادات الأخيرة : ما الذى جرى لخالد الإسلامبولى فى المخابرات الحربية ؟ ما هى التقارير التى كتبت عنه ووضعت فى ملفات قضية إغتيال السادات ؟ ولماذا أُختير للعرض العسكرى رغم هذه التقارير ؟
- والمفاجأة بعد كل ذلك .. إستدعى قائد الوحدة الرائد مكرم عبد العال قائد اللواء 333 بسلاح المدفعية الملازم أول فى القوات المسلحة المصرية إسمه خالد الاسلامبولى الذى يبلغ من العمر 24 عاماً ولد فى 14 نوفمبر 1957 وأبلغه أن الإختيار وقع عليه للإشتراك للإشتراك فى العرض العسكرى يوم 6 أكتوبر وقال له أنه سيقود وحدة من 12 مدفعاً تقودها جراراتها فى طابور العرض إعتذر عن ذلك لأنه كان يود قضاء عيد الأضحى الذى يبدأ يوم 8 أكتوبر فى بلدته ملوى فى صعيد مصر ولكن القائد قال هذا أمر فقال خالد : ” فلتكن مشيئة الله ” إذن ليست هناك خطة جاتوه ولا تغيير نظام ولا احتلال مصر من قِبَل هذه الجماعات الموتورة والمتخلفة ولا يحزنون !! ولا أدنى خطة لدى أي طرف متطرف أن يغتالوا الرئيس السادات ويستولوا على السلطة ويتناقض هذا كله مع هذه نصوص التحقيقات التي سنأيت منها بطرف في النقطة التالية :
- وعندما سئل خالد فى يوم 11 أكتوبر 1981: ” لماذا قررت إغتيال السادات ؟ ” قال : ” أولا – أن القوانين التى يجرى بها حكم البلاد لاتتفق مع تعاليم الإسلام وشرائعة , وبالتالى فإن المسلمين كانوا يعانون كافة صنوف المشقات – ثانياً – أنه أجرى صلحاً مع اليهود – ثالثاً – إعتقل علماء المسلمين وإضطهدهم وأهانهم , وكان السادات قبض على محمد الإسلامبولى شقيق خالد الأكبر يوم 3 سبتمبر 1981 وبث فيه فكرة الحاكمية وقال له أخيه أيضاً ” إن المجتمع الذى نعيش فيه كافر .. جاهل .. لأن الناس فيه أخذوا أمورهم بأحكام غير مستمدة من شريعة الإسلام ” وقال أيضاً ” إن الجاهليه ليست حاله دينية وإنما حاله إجتماعية .. وإن لم يكٌفر كافراً فهو كافر … وأن الإنتخابات حرام لأنه ليس فى القرآن إنتخابات ” !!! والبرلمان كذلك لأن ليس فى القرآن برلمان … والمساجد القائمة – معابد جاهلية – لأن الذين يصلون فيها إرتدوا عن الإسلام .. والصلاة معهم شهادة لهم بالإيمان مع أنهم كفرة .
- إن هناك تناقضاً بيِّناً وتناطحاً جلياً وأدلة ووثائق وبراهين لا تقبل الشك أحتفظ بتفاصيلها وأصولها وفصولها وحيثياتها حين تتم مواجهتنا معاً أنا وسائر المتهمين الحقيقيين في قضية اغتيال السادات أمام عدالة المحكمة وأمام الرأي العام العادل .. من هنا فأنا أطالب بفتح ملف التحقيقات في حادثة اغتيال الرئيس محمد أنور السادات.
خامساً : أما عن النبوي إسماعيل وزير الداخلية وقتها .. ففي حديث له تحت عنوان “النبوي إسماعيل يكشف أسرار حادث المنصة ولجريدة ” المصرى اليوم ” بتاريخ ٧/١٠/٢٠٠٦ قال الثالث النبوي إسماعيل للزميل الصحفي المحاور محمد أبو زيد قال له العديد من التناقضات التي توقع بالوزير تحت طائلة القانون لتناقضها ومنها:
- · إذا كانت قوات الأمن كما أقر وزير الداخلية الأسبق تتبع 4 من قتلة السادات لمدة أسبوعين قبل مقتل السادات فلماذا لم يقبض عليهم ؟
- قرر محمد النبوي إسماعيل والمسئول الأول عن الأمن وكذا قررت الجهات الرسمية أن الجماعات الإسلامية ” جماعة الجهاد ” خططت وجهزت خطة لتنفيذها للإستيلاء على الدولة فور اغتيال الرئيس الرئيس !! فلماذا لم تنفذ الجماعة مخططها ؟! أو حتى تبدأ في تنفيذه ؟!
- وهل الجماعة إياها خططت وبدقة الدقة لاختراق أهم وأمنع حِصن عسكري وأمني ووصلت للرئيس السادات وهو حول رجاله وصفوة قيادة رجال الدولة ووسط ترسانته المسلحة .. وحصلت على السلاح لقتل الرئيس السادات وتدربت عليه وفشلت جماعة الجهاد إياها في ابتداء انقلابها أو ثورتها التي لم نسمع أو نرى لها صوتاً أو وجوداً !!
- وأين خطة الجاتوه التي اخترعتها الجهات الأمنية تحت قيادة محمد النبوي إسماعيل وزير الداخلية والذي قال في أكثر من مقابلة تليفزيونية وصحفية منها حديثه للزميل الأستاذ / عمرو الليثي في برنامجه الشهير ” اختراق ” حيث ظهر النبوي يتلقى ورقة من رجال أمنه تخبره بأن الرئيس السادات سيتعرض الآن لحادث اغتيال إلى أنه وضعها في جيبه في جيبه وسكت عنها رغم خطورتها ولم يمارس أهم مهام وظيفته وهو الحفاظ على أمن رئيس الدولة .. وعلَّق بقوله : الحاجات دي أعمار .. وما كان أحد ليملك أن يمنع الرئيس السادات من الجلوس في المنصة .. وكأن النبوي إسماعيل يمتلك علوم الغيب والقضاء والقدر فرفض أن ينقذ الرئيس واستند على ” ربنا عايز كده !! “وهذا تقصير بيِّن في وظيفة النبوي إسماعيل .. الذي صرَّح لصحيفة ” المصري اليوم ” أن جماعة الجهاد أعدت خطة لحكم مصر بعد إسقاط الرئيس واغتياله؟! فاين هذه الخطة ولماذا لم يبدأوا في تنفيذها خصوصاً أن الرئيس تم قتله ورموز وقيادة وحكومة مصر انبطحوا تحت سور ومقاعد المنصة في فضيحة غير مسبوقة في التاريخ السياسي والعسكري كله ؟! فمتى كانت ستنجح خطة الجاتوه إذن ؟! هل كانت ستنجح لو لم يتم اغتيال الرئيس السادات ؟! وماذا تحتاج خطة الجاتوه لكي تنجح ؟! أكثر من اغتيال رئيس الدولة وارتباك النظام وانهيار السلطة ؟!
- لماذا لم يقوم محمد النبوي إسماعيل وزير الداخلية بالقبض على العناصر الإرهابية التي سجل لها شريط فيديو يؤكد أنهم يخططون لاغتيال السادات .. وأي دور لوزير ووزارة الداخلية مالم يقبضون على العناصر الخارجة على القانون بعد أن تتوفر لهم الأدلة ضد تلك العناصر الإرهابية الساقطة ؟!
- هل تعتمد وزارة الداخلية على القدر خصوصاً حين تتوفر لديها أدلة لفئة باغية تعمل ضد الرئيس ؟! وفقا لما قاله الوزير : فالرئيس السادات كان قدره أن يستشهد في هذا اليوم وكل الدلائل كانت تؤكد أنه سيغتال يوم ٦ أكتوبر ١٩٨١ وأنا أخبرت الرئيس السادات بأن تنظيم الجهاد يسعي لاغتياله .
- هناك تناقض بين كلام النبوي اسماعيل وزير الداخلية : وقمت بتسليم شريط فيديو للرئيس السادات يظهر مجموعة من عناصر تنظيم الجهاد وهم يتدربون علي السلاح وظهر أحدهم وهو ينظف ماسورة بندقية آلي وسأله آخر ماذا ستفعل بهذا السلاح فقال ستكون أول طلقة في صدر السادات .
- ثم عاد وقرر النبوي إسماعيل فقال : ونحن سجلنا لهم شريط فيديو وهم يشترون السلاح وكان أحدهم يفحص ماسورة بندقية آلي وقال له آخر ماذا ستفعل بهذا السلاح فقال ستكون أول طلقة في صدر الرئيس السادات .
- والسؤال للمتهم الثالث النبوي إسماعيل وزير الداخلية : هل قال الجناة عبارة : ” ستكون أول طلقة في صدر الرئيس السادات ” وهم يتدربون على السلاح أم وهم يشترون السلاح ؟!!
- والسؤال الآن : طالما أن أمن الدولة بجلال قدرها وسمو مكانتها وقوة بأسها عرفت وعلمت وراقبت وشاهدت وسجلت وصورة وتابعت المتهمين كظلهم لماذا لم تعرف أن هناك ضابط اسمه خالد الإسلامبولي اندس وبعض رفاقه من ” خارج الخدمة القوات المسلحة ” اندسوا في صفوف الجيش وحملوا السلاح ” إياه ” الذي صوره وزير الداخلية فيديو صوت وصورة .. فكيف يراقب الوزير المتهمين ويغطرش أو يفشل في القبض عليهم أو معرفة باقي المخطط طالما أنه رصدهم وقام بتصويرهم فيديو ؟! ألا يعتبر هذا تواطئاً أو على الأقل تقصيراً في عمل الوزير ووزارته ؟!
- قرر العقيد محمد أدريس والذى كان يعمل ضابط أمن الدولة فى منطقة الساحل كان هناك مصدر تابع للمخابرات يعمل مع الجماعة الإسلامية طلب هذا المصدر أن تعتقله الحكومة حتى لا يشك أحد فيه على أساس أنه عميل للحكومة فيقتلوه , وبالفعل تم إعتقاله , وبدأ فؤاد علام التحقيق مع المعتقلين .. فأبلغه المصدر بأنه يعمل مع العقيد إدريس فى المباحث وأن إعتقاله تمثيلية لحمايته
- وكان أبو باشا مساعد وزير الداخلية قبل أن يترك النبوى إسماعيل الوزارة فسأل فؤاد علام ” أتعرف فلان الفلانى … وهل أبلغك فعلا بخطة إغتيال كبار المسؤلين فى المنصة ؟ ” فأبلغه فؤاد علام تفاصيل الخطة .. وأكد له هذه المعلومات اللواء مطاوع .. ومنذ ذلك الوقت أغلق ذلك الملف تماماً ولم يجرى فيه أى تحقيق !!
- وفي كتاب اللواء فؤاد علام أخطر لواء أمن دولة يروى – السادات المباحث والإخوان – نشرته مجلة روز اليوسف ص 36- 37 ويقرر اللواء محمد إدريس معلومات وصلت للجهات الأمنية أن هناك محاولة إغتيال ستحدث فى 6 أكتوبر ولم تتخذ الإحتياطات اللازمة .. لماذا ؟
- وقرر اللواء محمد إدريس في رسالته إلى مجلة روز اليوسف تحت عنوان ” موضوع حادث المنصة ” نشره اللواء محمد أدريس فى رساله أرسلها إلى مجلة روزاليوسف عدد رقم 3509 الصادر فى 11/ 9/ 1995ويقول اللواء أدريس فى صباح يوم 6 أكتوير 1981 فوجئت بحضور أحد مصادرى من العناصر الإسلامية المتطرفة وهو من أخطر العناصرالتى إخترقت تنظيم الجهاد وكنت أقابله فى أماكن سرية للغاية بعيداً عن المكاتب أو أى مكان رسمى لذلك عندما فوجئت به فى إنتظارى أمام مكتبى بالساحل تملكنى الغضب … وقبل أن ألومه أبلغنى أن مندوباً بالقياده العليا للتنظيم من عليه وأبلغه أنه سيتم اليوم إغتيال الرئيس السادات وكبار المسؤلين أثناء العرض العسكرى وسلمه مجموعه من الرايات السوداء عليها شعار الدولة الإسلامية وأمره بالخروج بعد إنتهاء العرض العسكرى بكوادره إلى الشارع للتظاهر والسيطرة عليه وإعلان قيام الدولة الإسلامية ” ولما كانت هذه المعلومات خطيرة وهو فى نفس الوقت يمكن أن تكون مناورة أو معلومات غير صحية ومدسوسة ولكن طبقا لما قدمه المصدر من معلومات سابقة عن عملية حصول جماعة الجهاد الإسلامية على الأسلحة ومعلومات عن عبود الزمر القيادى المعروف فقام اللواء إدريس بإخطار اللواء رضوان مطاوع ” مفتش الفرع بالإنابة حيث كان المفتش اللواء فتحى قته مفتش فرع القاهرة بالمنصة بأرض العرض ” وفزع اللواء مطاوع وخشى من إجلاء كبار المسؤلين قبل إنتهاء العرض وكان البلاغ كاذب فستكون العواقب وخيمة , فأكد له اللواء فؤاد علام الخبر وقال أن ” المصدر موثوق ” 1/ أ ” وهذا يعنى أن معلوماته موثوق فيها حسب لغة الأمن , وطلبت منه سرعة إتخاذ الإجراءات اللازمه لحماية الرئيس ولم أنهِ حديثى معه إلا بعد ان تأكدت من أنه إقتنع وجلست على مكتبى على كورنيش النيل بشبرا لأتابع العرض العسكرى ” كان الإرسال لم ينتقل بعد لإذاعة العرض – وبعد فترة بدأ العرض وشاهدت المنصة مكتملة الصفوف والجميع هناك ضاحكين مبتهجين ولا يوجد ما يدل على أى إخلال بالأمن وتوترت أعصابى وخشيت من إحتمال كذب البلاغ , ثم عدت لقراءة ملف المصدر أراجع تاريخه ومدى إختراقة للجماعة ثم أتابع العرض على شاشة التلفزيون الوجوه الضاحكة تشعر بالأمن والأمان بالمنصة , وكانت يدى ترتعش وهى ممسكه بأوراق الملف ثم دوت أصوات طلقات الرصاص وإضطراب الإرسال والإعلان أن الرئيس غادر العرض سالماًً .
وذهب إدريس إلى مقر الوزارة بلاظوغلى وعندما قابل اللواء مطاوع قال له : هل أبلغت بالإخطار الذى أعطيته لك ” فقال : ” نعم .. لقد أرسلت ضابطاً برتبة “نقيب ” بخطاب سرى للغاية للسيد اللواء فتحى قته مفتش الفرع الموجود بالعرض “.. فرد إدريس : ” لماذا لم تتصل به باللاسلكى أسرع بدلاً من هذه الطريقة الروتينية .. فقال ” إتصلت .. ولكن الجهاز بالسيارة لايرد عليه أحد ويبدو أن السائق والمرافق غادراها لمشاهده العرض فقال أدريس : ” فقال لماذا لم تتصل بالسيد اللواء عليوه زاهر ” فقال : ” إتصلت ولكن مدير مكتبه ذكر لى أنه مرهق جداً ونام بالإستراحه فإستحييت أن أوقظه وفكرت بإرسال الخطاب بسرعه مع أحد الضباط .. وقلت لماذا إذا لم يتصل باللواء حسن أبو باشا واللواء أحمد رشدى وكلاهما من أساتذتنا بأمن الدولة .. فعلق أن هناك خلافا بين السيد الوزير ومساعديه ولو كان البلاغ كاذباً فستصبح فضيحتنا على أيديهما بجلاجل وفجأه دخل النقيب الذى أرسل بالخطاب وهو فى حاله يرثى لها .. وقال أنه عانى كثيراً من الشرطه العسكرية والحرس الجمهورى لكى يدخل أرض العرض أساساً حيث لايجوز ذلك بعد حضور السيد الرئيس حسب التعليمات ولم يتمكن من الدخول .. وحاول أن ينادى على السيد المفتش من بعيد إلا أنه فوجئ بإنفجار قنابل وطلقات رصاص فعاد مسرعاً إلى الوزارة .
والغريب أن المقدم أسامة مازن الحارس الشخصى لوزير الداخلية النبوى إسماعيل قال : ” لقد رأيت هذا الضابط وهو يجادل بشدة مع الحرس الجمهورى والحراسة الخاصة المنوط بهما حماية المنصة وقلت أنه ضابط تافه لأننى ظننته يريد أن يدخل لمشاهدة العرض .. ” وقلت لماذا لا يدخل ويجلس فى أى مدرج ويتفرج ؟ ” .. ياليتنى ذهبت إليه .. في حين أن هنتاك 120 خط تليفوني تم توصيلها بالمنصة ليتواصل الرئيس وكبار المسئولين مع جهاتهم المنوطة والمسئولة دون عناء !! فكيف تعذر الإتصال وتوصيل الورقة للوزير ؟! ثم أن الوزير تسلم الرسالة الخطية وقرأها ثم طواها ووضعها في جيبه وذلك مثبت بالصورة والحركة في فيلم الفيديو الذي عرضه برنامج ” اختراق ” للزميل الأستاذ عمرو الليثي في مقابلته مع النبوي إسماعيل وزير الداخليه وقتها ومواجهته بالوثيقة ولم ينكر ذلك بل قال : إنها إرادة الله !!
- أقل سؤال الآن للمتهم الثالث محمد النبوي اسماعيل وزير الداخلية : أين أنت مِنْ كل هذا ولماذا لم تقبض على المتهمين المتطرفين قبل وصولهم للرئيس السادات ؟!
سادساً : وفقاً لشهادة الكاتب الكبير الوزير السابق محمد حسنين هيكل في كتابه ” خريف الغضب ” حين أكد مقرراً أن : جيهان السادات ذهبت بالرئيس السادات ” زوجها!! ” الذي ينزف إلى بيت الجيزة أولاً وغيرت ملابسها وسوت مكياجها وأجرت مكالمات تليفونية مجهولة ثم اصطحبت زوجها الرئيس النازف دماً وذهبت به للمستشفى العسكري بعد أن حملته الطائرة العسكرية من المنصة لتذهب به إلى المستشفى العسكري فذهبت به إلى بيتها ومكثت نصف ساعة وزوجها الرئيس في الطائرة ينزف ؟!
- وهل كل هذا الوقت يؤكد مُدة التأخير التي استغرقها وقت نقل الرئيس السادات من المنصة إلى المستشفى العسكري والذي يُقدر بأربعين دقيقة ؟!
- عندما جرى اطلاق النار كانت جيهان السادات وأحفادها في غرفة خاصة تطل على أرض العرض ومحجوزة عن المنصة الرئيسية بزجاج حاجز ” غير مُصفَّح .. ورأت جيهان السادات ماحدث خطوة بخطوة .. طابور المدفعية .. أسراب الطائرات .. نزول الاسلامبولي من العربية .. الانقضاض على زوجها .. القنابل التي انفجرت .. الرصاص الذي دوى .. وزوجها أكرر ” زوجها ووالد أولادها الأربعة ” أكرر مُجدداً: رأته وهو يقع على الأرض .. ورأت أيضاً كل رموز وحكومة وقيادة مصر تسقط على الأرض وتحت المقاعد ولم تبكِ !! بل لم تصرخ !! ولم يرتعش لها جفناً وهي امرأة !! فكيف كانت تتمتع بكل هذا الهدوء في أعصابها .. حتى أنها لم تغضب ولا عندما وصلت المشاهد الدرامية أمامها الى ذروتها .. وسقط زوجها مضرجا بدمائه .. لحظتها .. ولحظتها فقط .. قالت جيهان السادات لسكرتيرتها : مدام صادق : دول مجانين ؟
- وعندما راحت فايدة كامل المطربة والمحامية وعضو مجلس الشعب وزوجة محمد النبوي إسماعيل وزير الداخلية تصرخ وتولول نهرتها جيهان السادات وهي في حالة ذهول .. وقالت لها :
- اسكتي .. لو متننا فلنمت بشرف !
سكتت فايدة كامل لحظة .. ثم .. صرخت :
- محمد .. محمد .. هاتوا لي محمد .. ياخرابي يا محمد
وكان محمد هذا هو زوجها محمد النبوي اسماعيل وزير الداخلية وقتها زوجها والذي نجح في الهرب من مكان الحادث في سيارة ضابط صغير ملازم أول وفر هارباً من أرض المنصة وترك زوجته ورئيسه ودولته !!
- سؤال من ألف سؤال واتهام يوجه للمتهم الرابع جيهان السادات : إذا أثبتنا سوء علاقتها بالرئيس السادات وأنه هجرها منذ أن كان نائباً للرئيس جمال عبد الناصر ألا يحمل ذلك معنى أنها تشارك في جريمة اغتياله للتخلص منه ؟!
- الدكتور محمود جامع أحد أصدقاء الرئيس السادات ألََّف كتاباً أسماه “عرفت السادات ” وقرر في مقابلات تليفزيونية وفي العديد من المقالات والحوارات الصحفية التي كتبها أو التي أجريت معه أمثال ” الزمان الجديد ” والعربية نت ” قرر أنه :
- يقول : عندما أزورها في بيت الجيزة كنت أراها ترفع السماعة باستمرار وتتصل بفوزي عبد الحافظ السكرتير الشخصي للرئيس أو يتصل بها هو ليخبرها أن فلانا دخل عند السادات فتسأله عن مضمون ما جرى بينهما من حوار. لقد كانت لها دولتها وتدخلاتها وشلتها ونشاطاتها وكان السادات يقول دعوها في دنياها”.
- ويؤكد جامع أن السادات لم يكن يطلعها على القرارات المهمة وأسرار الدولة رغم انها كانت تدعي غير ذلك وهي التي أوقعت بينه وبين نائبه حسني مبارك فقد كانت تريد منصور حسن بدلا منه وتسببت هي وأشرف مروان وفوزي عبد الحافظ في استقالة مبارك وذهابه الى بيته ولكن بسبب حب القوات المسلحة له ذهب السادات إليه وطلب منه أن يعود”. ويصف منصور حسن أنه ” شخصية ممتازة ورجل محترم لا يستطيع أحد أن يقول عنه شيئا محب للسادات تماما ومكث معه بالفعل مدة طويلة “. قال ذلك تعليقا عن ترشيح السيدة جيهان له ليكون رئيسا لحزب يطرح أفكار زوجها الراحل .
- وعن سيناريو دفع منصور حسن إلى قمة الدولة في عهد السادات يقول جامع إنه بدأ “بتعيينه وزير دولة لشؤون رئاسة الجمهورية ليمر بطريقه البريد الذي يأتي للسادات من جميع مصالح الدولة ومنها جهات حساسة بالطبع”.
- ويستطرد : ” كان حسني مبارك بصفته النائب يطالع هذا البريد فلم يكن للسادات جهد في القراءة مثل عبد الناصر وخشيت جيهان أن يأخذ السلطة كلها في يده لأن كل التقارير تصب عنده ففكرت في تعيين منصور حسن وزير دولة لرئاسة الجمهورية وحثت السادات على اصدار قرار عرف بالقرار 119 بأن تكون صلاحياته الاطلاع على البريد الذي كان يذهب لنائب الرئيس وبالفعل قام سكرتيره “صلاح” بإبلاغ سكرتير حسني مبارك بذلك”.
- وتابع محمود جامع: ” استقال مبارك احتجاجاً وقام محمد حسنين هيكل بتسريب ذلك لمجلة الحوادث اللبنانية فنشرت على غلافها عنوانا يقول “الرجل القادم في مصر” بجانب صورة لمنصور حسن. لكن السادات عندما قام بزيارة للقوات المسلحة ووجد حبها لمبارك طلب منه العودة فرفض وأخبره بأنه مرتاح ولم يكن يحلم بأكثر من هذا ولكن مبارك استجاب لالحاح الرئيس إلا أنه اشترط الغاء 119 الخاصة بالبريد فزاد السادات بأنه سيقيل أيضا منصور حسن. وتم بالفعل إلغاء القرار 119 وإصدار قرار تعديل وزاري من سطر واحد بإلغاء منصب وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية ليقفز سؤال أسود : لماذا استقال السيد نائب الرئيس بسبب اعتراضه على سلوك جيهان السادات ؟! وهل تمت بينهما صفقة تراضي بعد ذلك ؟! وإلى أي حَدْ وصلت حدود تلك الصفقة المشبوهة ؟! وما هي حدود علاقة جيهان السادات بمنصور حسن بالضبط بل ما هي حدود علاقات جيهان السادات بجيمي كارتر خصوصاً بعد ” القبلة الشهيرة ؟! فلماذا نقلت محل إقامتها في الولايات المتحدة الأمريكية ؟! وهل يحدث كل هذا من أجل بوسة ؟!! إنه سر مولانا الكبير جيمي كارتر بتاع النسوان !!
- وتابع الدكتور جامع يقول ” هذا حدث أمامي من السادات وأشهد الله عليه وبعدها عاد عبدالحليم محمود الى مكتبه”. وأوضح جامع أنه تدخل شخصيا لدى السادات للإفراج عن الإخوان المسلمين وبعدها كانت هناك اتصالات بين عمر التلمساني المرشد الأسبق للإخوان وبين السادات وفي غضون ذلك كان محافظ أسيوط د. محمد عثمان اسماعيل يقوم بواسطة للتقريب بين الإخوان وبين السادات .
- وأنا أول فلماذا لم يقتلها الإسلاميون المتطرفون في حادث المنصة ؟!
- ويشير الدكتور جامع إلى أنه ليس صحيحا أن الاسلاميين انقلبوا عليه بسبب كامب ديفيد كما قالت جيهان السادات في حوارها مع عنايت.. “الانقلاب حصل من أيام سَنْ قوانين الأحوال الشخصية التي قامت هي بدور كبير فيها كذلك بسبب تدخلها في السلطة ثم الاتهام الذي وجه لهم بأنهم وراء إذكاء الفتنة الطائفية ولم يكن ذلك صحيحا”. واستطرد جامع أن السادات كان يدرك تماماً بأن جماعات العنف ليست من الإخوان لكنه كان يخاف على نفسه وعلى السلطة منهم وكان يريدهم أن يعملوا بهدوء في النور كتيار لكنه تعب منهم فيما بعد عندما تغيرت سيكولوجيته بعد الانجازات التي حققها وشعوره بأنه فوق الجميع وكان لا يجب أن يناقشه أحد
- ” !! وقال جامع إن السادات كان يحيط نفسه بمجموعة مستشارين ولكنه في النهاية لا ينفذ إلا رأيه. ولم يكن دور جيهان في حياته السياسية بقرار منه ” لا أخفيك القول إن معيشتهما مع بعض كزوج وزوجة في بيت واحد لم تحدث .. فهو دائما في استراحة القناطر وهي في بيت الجيزة وتذهب له يوم واحد في الاسبوع من أيام كان نائبا للرئيس. لقد خالجني شعور بالتباعد بينهما وكانت تتجسس عليه عندما أصبح رئيسا”. وأكد أن الرئيس السادات وجيهان لم يقيما معا كزوجين بصفة دائمة منذ كان نائبا للرئيس وظلا بعيدين مكانيا حتى اغتياله فقد كانت تقيم في بيت الجيزة بينما كان يقيم هو في استراحة القناطر الخيرية ولا يلتقيان إلا يوما واحدا في الأسبوع.
- والسؤال الأحمر الآن : السادات لماذا كان يهرب من جيهان إلى القناطر الخيرية ؟! ولماذا هجرها كزوجة ولاماذا هي تجسست عليه لحساب خصومه ؟! ألا يمكن لمن تتجسس على زوجها أن تتآمر ضده لتذهب لتعيش في أمريكا كما حدث ؟!
- كما كشف د. محمود جامع الذي كان صديقا ملازما للرئيس الراحل أنور السادات طوال فترة حكمه أنه لم يكن يطلع زوجته السيدة جيهان التي كانت تعرف بسيدة مصر الأولى على قراراته المهمة وأسرار الدولة “فقد كان لها دولتها وشلتها وأهدافها بمنأى عنه”. والسؤال : لماذا كان يعاملها الرئيس السادات هكذا ولا يأمن إليها ؟! وماذا يمكن أن تفعل امرأة يهملها ويهجرها زوجها ؟!
- وأضاف الدكتور جامع مُقرراً : أنها ” أي جيهان صفوت رؤوف الشهيرة بجيهان السادات : أنها كانت ” تتجسس عليه بمعرفة سكرتيره الخاص فوزي عبدالحافظ وسكرتيره مصطفى عمارة .. وتسببت في تقديم نائبه حسني مبارك لاستقالته احتجاجاً على صلاحيات منحت لوزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية منصور حسن على حسابه”. وكان جامع قد قام بتأليف كتاب مثير للجدل قبل عدة سنوات باسم “عرفت السادات أثار خلافا بينه وبين السيدة جيهان حول الكثير مما تضمنه خصوصا عن دورها في حياة الرئيس الراحل وحجم تأثيرها في دوائر صنع القرار أثناء فترة حكمه.
- وقال لـ”العربية.نت” تعليقا على حوار مثير أجراه معها الصحافي المصري المعروف جمال عنايت في قناة ” أوربت ” الفضائية وأثار ضجة كبيرة أنها كانت تخطط مع أشرف مروان – زوج منى جمال عبدالناصر – وفوزي عبدالحافظ لتصعيد منصور حسن لمنصب نائب رئيس الجمهورية ليخلف السادات في الحكم بعد ذلك.
- إن امرأة لم تبكِ على زوجها رئيس الدولة حين يُقتل أمامها في مشهدٍ مهيب وتحضر جنازته وهي مصصفة شعرها ومكياجها وميك أب ومونيكير على أصابعها يمكن أن تبيع زوجها .
- فماذا عن أسرار السؤال الأحمر : هل طلقها السادات قبل موته ؟! الرئيس السادات مات منفصلاً عن جيهان !! وماذا عن حكاية ذلك الرجل الغريب ” اللواء أحمد سعودي” الذي يقيم في منزل جيهان السادات من 27 سنة 24 ساعة في اليوم ؟!
- وتستمر الإتهامات للمتهم الرابع جيهان صفوت رؤوف : ماذا عن كارثة شركة المحمول الثالثة لنجلك جمال السادات وهل عربون صفقة ” غَض بصر ” بين جمال السادات وجمال مبارك !!
- لماذا تواجهها رقية السادات وبناته من زواجه الأول في تساؤلات سوداء ومريبة : أين حقوقنا في ثروة والدنا الرئيس ! لماذا باعت بيت الرئيس السادات في ميت أبو الكوم كيف تبيع تراث وتاريخ السادات هل يعني ذلك أنها تخلصت من كل ذكريات وحياة وتاريخ السادات وباعت أيامه للأبد ؟! فلماذا إذن تحتفظ بإسمه لتُنادَى به ( جيهان السادات) خصوصاً بعد أن قيل أنها تزوجت بعده ؟! ومتى آخر مرة زارت فيها جيهان السادات ميت أبو الكوم بلد السادات ومسقط رأسه ومتحفه وذكرياته وأهله؟! بل ومتى آخر مرة احتفلت بميلاده أو بيوم رحيله ؟! وما هي آخر مرة زارت وشاهدت فيها جيهان شقيقته السيدة نفيسة السادات الشقيقة الوحيدة للرئيس السادات؟! والسؤال : هل تزوجت جيهان السادات بعد الرئيس السادات ؟ إن كان كذلك فلتترك اسمه ولا تعيش به تجارة وسبوبة !! وما هي علاقة جيهان بأشرف مروان وهل خططت ضد السادات ؟! وهل إن كان أشرف مروان عميلاً لإسرائيل .. هل جيهان السادات عميلاً للسي آي إيه ؟! وهل تجسست على السادات لصالح السي آي إيه ؟! قصر جيهان على النيل مِلِكْ مصر أم مِلْك جيهان ؟! ومن أين حصلت على تُحفه وأثاثه ؟!
- وبالجُملة أقرر .. أنني أتهم أتسائل : هل تآمؤت وتواطئت وقضرت جيهان السادات في قتل زوجها الرئيس السادات حيث أخذته ينزف في الطائرة الجازيل وبدلاً من أن تذهب به للمستشفى العسكري ذهبت به إلى بيتها في الجيزة وأجرت العديد من المكالمات التليفونية مع البيت الأبيض وبعض الشخصيات الأمريكية ونجلها جمال السادات بأمريكا !!
- فما الحكاية ؟! ولماذا أرادات جيهان تصعيد الوزير منصور حسن بالذات ليصبح الرجل الثاني في مصر ؟! وما هي كواليس علاقة جمال السادات بجمال مبارك !! خصوصاً بعد دعوة النائب طلعت السادات لفتح التحقيقات في مقتل الرئيس السادات .. فهل هذه صفقة لإسكات جمال السادات عن فتح ملفات التحقيقات في جريمة مقتل والده ؟! فإن كان جمال السادات يملك ألا يطالب بفتح ملف التحقيقات في مقتل والده الرئيس السادات .. فله مطلق الحرية في ذلك .. لكنني ..
سابعاً : أقول لكنني .. كمواطن مصري وكاتب سياسي مصري لي 52 كتاباً سياسياً في شتى فنون المعرفة السياسية والبحث العلمي والحياتي والمعرفي وحاصل على تقدير أفضل كاتب عربي وعالمي لأفضل كتاب في معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2007 متفوقاً على 20 مليون كتاب وكاتب في العالم بأسره بكتابي ” صدام لم يُعدم متفوقاً على أورهان باموك الحائز على جائزة نوبل في الأدب عام 2006 ونجيب محفوظ الفائز بنوبل عام 1988 وشتى الكُتَّأب في العالم العربي وأوربا ,امريكا ممن شاركوا في معرض القاهرة الدولي للكتاب ثاني أفضل وأكبر معرض دولي للكتاب في الكرة الأرضية : فإنني أطالب بإعادة فتح ملفات التحقيق في مقتل رئيسي وزعيمي ومثلي الأعلى والد كل المصريين وصاحب النصر الوحيد على اليهود منذ عصر صلاح الدين الأيوبي ورافع كرامتي .. حيث أنني عانيتُ كثيراً وتأذيتُ كثيراً نفسياً وخسرت كثيراً مادياً بفقد رئيسي وزعيمي وأبي الرئيس السادات حيث أصبحتُ مديناً في عصر ( مَنْ ) أتوا بعده وعلى رأسهم السيد نائب.. أقول أصبحتُ مديناً بفقدي للرئيس السادات بمبلغ ( 80.000 ثمانون ألف جنيهاً مصرياً لا غير ) ديون مستحقة تسببتها لي الحكومة المصرية تحت قيادة السيد نائب الرئيس بعد اغتيال الرئيس السادات حيث أعول (ستة أولاد وأمي وأبي وزوجتي ) ونحن جميعاً مدينين بالمبلغ سالف الذكر وإنني أحمِّل الحكومة المصرية والنظام السياسي في مصر بقيادة ” مَنْ أتوا بعد الرئيس السادات ” أحملهم هذا الدين ويمكن مراجعة ” تقرير الخطة والموازنة بمجلس الشعب عن عامي 20006 20007 والذي يؤكد أن النظام السياسيي والحكومي في مصر بعد عصر الرئيس السادات كبَّد مصر ديناً حكومياً عاماً وعجزاً يُقدر في 30 يونيو 2006 بـ 454.9 مليار جنيه .. وفي 30 يونيو 2007 بلغ إجمالي الدين الحكومي المصري 549.8 مليار جنيه مصري .. أي بما يعادل زيادة الدين قرابة الـ 100 مليار جنيه سنوياً من الدين بنسبة 20.9 % سنوياً !!! وإنني إذ أطالب السيد نائب بصفته رئيساً لمصر خلفاً للرئيس السادات بسداد ما يخصني وعائلتي من الدين الحكومي العام والذي يساوي 8000 ثمانية آلاف جنيهاً مصرياً لكل فرد في مصر كدين حكومي مُطالبين بسداده نحن كشعب !!
كما يمكننا أن نستدعي هؤلاء الشهود الآتي أسماؤهم للإدلاء بشهادتهم :
- الكاتب الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل .
- الدكتور محمود جامع .
- الكاتب الكبير الأستاذ عادل حمودة رئيس تحرير جريدة الفجر .
- الإعلامي الكبير الأستاذ عمرو الليثي رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الخميس
- الكاتب الكبير الأستاذ عبد الله السناوي رئيس تحرير جريدة العربي الناصري
- الكاتب الكبير الأستاذ إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة الدستور .
- الكاتب الصحفي الأستاذ محمد أبو زيد من جريدة المصري اليوم .
- اللواء أحمد سعودي ” المقيم لدى ” السيدة جيهان صفوت رؤوف وشهرتها جيهان السادات .
الرئيس والمشير .. الرئيس والنائب :
صراع الرجل الأول والثاني
السادات ومبارك
ما هي حدود مناطق الصراع بين الرجل الأول والثاني ؟!
أي رجُل أول وأي رجل ثان في أي دولة أو عصر ومصر ؟! حلوة مصر دي ؟!
وماذا عن صراع الرئيس والمشير ؟! أي رئيس وأي مشير في أي مكان
وماذا عن صراع الرئيس والنائب ؟!
الصراع دائم بين رقم واحد ورقم 2 لا ينتهي .. فرقم 2 يحلم دوماً أن يصبح رقم واحد .. ودائماً ما يفاجأ الرجل الأول بـ بمؤامرة وفتنة الرجل الثاني وبؤرة الصراع .. وغالباً ما تأتي المفاجأة في اللحظات الأخيرة .. وعادة تأتي المفاجأة بعد فوات الأوان !!
هذا ما يسجله التاريخ وتؤكده الجغرافيا .. وقبل أن أتوقف مع التاريخ والجغرفايا ولعبة المؤامرات بين الرجل الأول والثاني .. هل لنا أن نطرح عدة استفهامات نارية:
هل نستطيع أن نقول أن ما حدث في يوم السادس من أكتوبر 1981 والذي انتهى باغتيال الرئيس السادات هو ” انقلاب عسكري ” ضد الرئيس السادات ؟!
استفهام غامض تفسره الأحداث والملابسات المبهمة التي حدثت قبيل حادث المنصة من إصدار الرئيس السادات لقرار إبعاد نائبه حسني مبارك ولكراهية أبو غزالة “المزمنة” للسادات؟!
ولربما أيضاً لأن السادات أحدث فجوة ” مصرية عربية ” كبيرة بسبب طريقة فَهْمْ العرب لمبادرته للسلام مع إسرائيل وقطع معظم الدول العربية والإفريقية علاقاتها السياسية والإقتصادية مع مصر .. فكان لا بُد من التضحية بالسادات ؟!
فأصدر بعض كبار قادة الدولة فتوى سياسية وعسكرية تجيز التخلص منه في انقلاب عسكري تم تنفيذه يوم السادس من أكتوبر 1981 ؟! جايز جداً
طيب .. وماله مش عيب برضه نفكر
ألا يمكن أن يكون السادات أصبح ” ورقة ” محروقة لدى الولايات المتحدة الأمريكية حيث بسببه قطعت أغلب الدول العربية علاقاتها مع أمريكا وبعض دول أوروبا فكان لا محيص من التخلص من السادات لأن النفط هو عصب الحياة في أمريكا والغرب والدنيا فكيف يخسرون النفط من أجل : السادات ؟!
لذا اختير يوم انتصاره لتنفيذ العملية لأن هذا اليوم خرج فيه السادات عن تبعية صداقته لأمريكا واستشارته له وضرب بكرمتها وكرامة إسرائيل بالجزمة وقهرهم يوم السادس من أكتوبر 1973 فكان مقتله يوم انتصاره ؟!
برضه جايز جداً
تلاقت جميع المصالح .. وأصدقاء ” زمااااان ” من حكام السعودية وغيرهم صاروا خصومه .. وتلاقت مصالح خصومه من رجاله داخل المؤسسة العسكرية في مصر .. وعلى نفس الموجة تتلاقى مصالح الولايات المتحدة الأمريكية .. فكان السيناريو الغامض لاغتيال الرئيس السادات في ” انقلاب عسكري ” حدث يوم 6 أكتوبر 1981 .. فهل تفسر لي جنابك سبب زيارة أبو غزالة لأمريكا يوم 3 أكتوبر 1981 قبيل انقلاب حادث المنصة بثلاثة أيام ؟!!
كان الموقف السياسى فى مصر متأزم ومتوتر للغاية و يتجة فى طريقة الى الكارثة. كانت السعودية قد أعلنت الجهاد بعد توقيع مصر لاتفاقية السلام مع اسرائيل فى مارس من عام 1979. وقد ألقت العائلة المتطرفة الوهابية المالكة فى السعودية التى تعارض السلام مع اليهود كمبدأ ثابت كل ثقلها المادى و السياسى وراء خطة تهدف الى تحطيم السلام بين مصر واسرائيل والى معاقبة السادات ليكون عبرة لأى حاكم عربى أو مسلم يفكر فى المستقبل فى عقد معاهدة صلح مع اسرائيل .. كان ولى العهد السعودى فهد بن عبد العزيز فى زيارة للولايات المتحدة الأمريكية عام 1980 قد طلب من شتراوس وزير خارجية أمريكا التخلص من السادات كشرط لإقدام السعودية على إبرام معاهدة سلام مع إسرائيل. وبدوره كان النائب حسنى مبارك يتصل بالأمريكان والإسرائيليين من وراء ظهر السادات حيث كان يؤكد لهم أن السادات لم يكن جادا فى مسعاة نحو السلام و أن كل هدفة كان الحصول على سيناء ثم ينقلب على إسرائيل ويلغى معاهدة السلام معها . يذكر أن النائب حسنى مبارك كان قد عاد إلى القاهرة من زيارة له لواشنطن يوم 4 أكتوبر عام 1981 حيث استقبل هناك كرئيس دولة .
ولقد قالت جيهان السادات أن الرئيس السادات قال لها :
إنه شعر من زيارته الأخيرة لواشنطن فى سبتمبر من عام 1981 بأن الأمريكان يريدون التخلص منه .
الحكومة السعودية أصبح لها باع ونفوذ كبيرين فى مصر اقتصاديا وسياسيا وثقافيا ودينيا بعد وفاة عبد الناصر استغلت تأثيرها واتصالاتها مع الجماعات الدينية والمؤسسة الصحفية ومع السياسيين والمسؤلين فى مصر الذين كانوا يقبضون بسخاء منها لشحن وتأليب الرأى العام فى مصر ضد السلام وضد السادات نفسة بهدف زعزعة حكمه وقلب نظامه .. فى ذات الوقت كانت السعودية تقف وراء تكوين جبهة الصمود والتصدى أو ما يسمى بجبهة الرفض والتى كان أهم أهدافها محاربة السلام واسقاط السادات . كما وقفت السعودية وراء قرار طرد مصر من جامعة الدول العربية . لقد أصبح السادات معزولا تماما عربيا وإسلاميا بعد أن عبأت السعودية الرأى العام فى العالم الاسلامى والعربى ضد السلام وضد السادات شخصياً . فى يوليو من عام 1981 أعلن ولى العهد الأمير فهد عن مبادرة سلام جديدة لتكون بديلا عن السلام المصرى الاسرائيلى الا أن كل من مصر واسرائيل رفضت المبادرة السعودية. لقد شعر السعوديون بأن عليهم أن يفعلوا شيئا ما بسرعة قبل أن تغرى دول عربية أخرى لعقد صلح منفرد مع اسرائيل .. كذلك كان السعوديون يخشون قيام السادات بزعزعة حكمهم مستغلا علاقاتة الممتازة مع كل من اسرائيل وأمريكا. ولتخليص العرب والمسلمين بسرعة من “الكافر الخائن السادات” وفق ما تقول السعودية !! بعد أن أصدرت فتاوى تحل دمة لأنه “عقد صلح مع أعداء اللة”. ويجدر الاشارة هنا أن السعودية حاولت قتل عبد الناصر عدة مرات فى الفترة مابين أواخر الخمسينات وبداية الستينات وكانت معظم المحاولات تستخدم فيها عناصر من الاخوان المسلمين وضباط متدينين من الجيش أشهرهم الرائد عصام خليل الذى دفع لة الملك سعود شخصيا مليون جنيه لكى يقتل عبد الناصر الا أن عصام خليل سلم نفسة والفلوس لناصر فعينة ناصر المسئول عن مشروع الصواريخ نكاية بالسعوديين .
لذلك زادت حالة التوتر التى انتابت السادات وقام بناء على نصيحة نائبه حسنى مبارك بالقاء القبض على القيادات الدينية فى مصر بما فيها القبطية وعلى رموز المعارضة . وهذا الاجراء لم يقلل من الخطر والتهديد لحياة السادات. كان وزير الداخلية الأسبق النبوى اسماعيل قد قال أن مباحث أمن الدولة لديها شريط فيديو يصور تدريبات تجرى فى الصحراء على ضرب النار تنفذها عناصر من الجماعات الاسلامية لاغتيال السادات فى المنصة . كما قال النبوى اسماعيل بأنة كان لدى أجهزة الأمن معلومات مؤكدة بأن الجماعات الاسلامية تخطط لاغتيال السادات فى أثناء الاستعراض يوم 6 أكتوبر .. والسؤال هو لماذ لم يقبض أيضاً على هؤلاء الذين تم تصويرهم وتتبعهم وهم يتدربون على قتل رئيس الجمهورية ؟
مؤامرات وصراعات طويلة جداً
وتاريخ المؤامرات العسكرية والسياسية القذر مع مصر والعالم العربي وإفريقيا بل وفي الدنيا طويل وخطير .. تاريخ خُطَ بالدم والبارود .. اشتعل في أجساد رجال الحكام والسياسة من حكام العالَم .
فماذا عن هذا التاريخ الأحمر بلون الدم الذي يراق على جبين التاريخ وصفحاته السوداء ؟!
هذه وقفة سريعة لستُ أحصي فيها تاريخ رحلة المؤامرات والانقلابات والدم والنار .. وإنما انتقيتُ منها أمثلة عاجلة حتى لا يدَّعي البعض أننا نخلُق ” نظرية المؤامرة ” وحتى لا يقول السادة تبعنا : أن المؤسسات العسكرية عندنا وعند غيرنا مقدسة ما تنطق عن الهوى أو أنها وحي يوحي من السماء .
فماذا عن تاريخ الانقلابات الدموي ضد الحكام من رجالهم من داخل المؤسسة العسكرية ؟
على الرغم من أنها جاءت حاملة أسماء مختلفة كحركة أو ثورة أو عزل إلا أن أي متفحص لخريطة السلطة في العالم العربي يستطيع أن يكتشف بسهولة أن عدداً كبيراً من الأنظمة الحاكمة في القرن الماضي جاءت إلى مقاعدها عبر انقلابات عسكرية وقد جاءت جميعها هذه المرة عبر وعود براقة بالديمقراطية والحرية والمساواة والتنمية إلا أن معظمها لم يحقق هذا بل حدثت انقلابات مضادة لها.
ولقد عانت معظم الدول العربية الحديثة من تغيّرات دراماتيكية لأنظمة الحكم فيها خصوصاً بعد الحرب العالمية الثانية عندما قام أول انقلاب في العالم العربي في سوريا عام 1949 على يد رئيس الأركان آنذاك حسني الزعيم لتتردد أصداؤه في مصر عندما قامت مجموعة من الضباط الأحرار عام 1952 بانقلاب أنهى حكم أسرة محمد علي ثم لا يلبث الجيش العراقي أن ينهي حكم الهاشميين في انقلاب قاده عبد الكريم قاسم عام 1958 وفي العام نفسه ينقلب الجيش السوداني بزعامة إبراهيم عبود على حكومة الاستقلال المدنية لتتوالى الانقلابات التي وُصف بعضها بالأبيض وبعضها الآخر بالدموي ولكن الثابت فيها أن الجيش كان محور التغير وتسجّل سوريا الرقم القياسي في عدد الانقلابات فمن بين ما يربو على 40 انقلاباً شهدتها المنطقة العربية بين عامي 1949 و 2005 نجد أن نصيب سوريا منها 9 انقلابات تليها موريتانيا بـ6 انقلابات تليها اليمن بـ5 انقلابات ثم العراق والسودان اللذان سجلا 4 انقلابات لكل منهما تليهما لبنان وجزر القمر بـ 3 انقلابات لكل منهما أما كل من مصر والصومال وليبيا فقد شهدت كل منها انقلاباً واحداً خلال تلك الفترة.الانقلابات العسكرية كانت تفرز عادة حكماً يكتسب شريعتيه من رجال الجيش الذين غالباً ما يبدّلون بزّاتهم العسكرية إلى ثياب مدنية ولكن نتائجها الأبرز أنها تتمخض عن حزب واحد وغالباً ما أفرزت هذه الصيغة مراكز قوى داخلية داخل هذا الحزب الواحد ينتج عنها انقلابات في رأس السلطة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما حدث في مصر عام 1954 عندما أطاحت أزمة مارس بالرئيس محمد نجيب ليتولى جمال عبد الناصر الحكم وفي العراق عندما أجبر الرئيس السابق صدام حسين سلفه أحمد حسن البكر على الاستقالة عام 1979 وفي سوريا التي شهدت منتصف الستينات تفجّر صراعات على السلطة بين البعثيين كان أبرزها إطاحة أمين الحافظ عام 1966 من قبل نور الدين الأتاسي كما شهد اليمين انقلابا سياسيا عام 1967عندما نُحّي عبد الله السلال وتم تكوين مجلس رئاسي برئاسة عبد الرحمن الإرياني هذا ولم يحدث في تاريخ الانقلابات العربية أن تخلى الانقلابيون عن مراكزهم سلمياً إلا في حالة واحدة عندما سلم الجنرال عبد الرحمن سوار الذهب قائد انقلاب عام 1985 في السودان السلطة لحكومة مدنية.
انقلابات عسكرية أسرية .. حاجة ببلاش كده !
وبالرغم من أن نظام الأسر والعائلات هو السائد في الدول العربية إلا أن هذا النظام الوراثي لم يمنع من حدوث حالات عزل وعنف وانقلاب عسكرية كما حدث في الأردن عام 1952 عندما أُعفي الملك طلال من منصبه ليحكم ولده حسين بن طلال !!
وفي سلطنة عمان عزل السلطان سعيد والده تيمور عام 1932 وظل يحكم حتى عام 1970 عندما عزله ابنه قابوس الذي استمر في الحكم حتى اليوم .
وفي قطر عام 1972 عندما عزل الشيخ خليفة بن حمد سلفه وابن عمه الشيخ أحمد بن علي وفي عام 1995 عندما عزل الشيخ حمد بن خليفة أباه !! وفي السعودية تم عزل الملك سعود بمعرفة أشقاؤه ليستولوا على السلطة !
سوريا .. رائدة الإنقلابات العسكرية
ويعد الانقلاب الذي قاده العقيد حسني الزعيم في سورية في 30 مارس (آذار) 1949 هو الانقلاب الأول في تاريخ الدول العربية الحديثة. ورغم مضي أكثر من 55 سنة على هذا الانقلاب فإنه ما زال يلقي بظلاله على الحياة السياسية العربية حيث رسخ لشرعية الانقلابات. ففي عام 1949 حدثت ثلاثة انقلابات عسكرية في سورية وحدها. وتشير الاحصاءات إلى أنه خلال الفترة من عام 1952 وحتى عام 1986 حدث حوالي 34 انقلاباً عسكرياً ناجحاً في العالم العربي تمثل 23% منها في العالم الثالث وأن 53% من الانقلابات ـ ناجحة أو فاشلة ـ كانت من نصيب العرب. وفي سورية وحدها وقعت حوالي 50 محاولة انقلابية منها 9 انقلابات ناجحة وهو ما لم يحدث في أي دولة عربية أخرى.
وهكذا سجل تاريخ الدم العربي أن من أشهر الإنقلابات الدموية في سورية :
انقلاب العقيد الزعيم وانقلاب سامي الحناوة في 14 (آب) 1949 وانقلاب أديب الشيشكلي في 19 يناير (كانون الأول) 1949 والانقلاب ضد الشيشكلي في 25 (شباط) 1949 والانقلاب ضد الوحدة والتي انفصلت فيها سورية عن مصر وكان ذلك في 28 سبتمبر (أيلول) عام 1961 وانقلاب 28 مارس عام 1962 حيث بدلت حكومة بأخرى وانقلاب 8 مارس حيث جاءت بموجبه حكومة ضمت حزب البعث والناصريين وانقلاب 23 فبراير (شباط) 1966 ومحاولة انقلاب فاشلة من سليم حاطوم 8 سبتمبر 1966 .. ثم في 16 نوفمبر 1970 – حافظ الأسد يقود انقلابا عسكريا عُرف باسم “الحركة التصحيحية” .. ضد الجميع وعلى رأسهم شقيقه رفعت الأسد ليستولي على السلطة في سوريا ثم يورثها لنجله بشاراً !!
العقيد .. وانقلاب عسكري .. أبيض
وفي ليبيا قام العقيد معمر القذافي في الفاتح من سبتمبر عام 1969 بانقلاب أبيض على الملك محمد ادريس السنوسي وألغى الملكية والدستور وأعلن الجمهورية وحكم البلاد مجلس قيادة الثورة بعد أن حل المجالس الاقليمية.
السودان .. وانقلابات عسكرية مضادة
وفي السودان وبعد أن حصل على استقلاله عام 1956 تحت نظام حكم مدني برئاسة اسماعيل الأزهري وعبد الله خليل رئيساً للوزراء أطاح انقلاب عسكري برئاسة الجنرال ابراهيم عبود وظل الحكم العسكري قائماً حتى أطاحت به سلسلة من الاضرابات والمظاهرات أجبرت عبود على التنازل عن السلطة وتولي الصادق المهدي (حزب الأمة) رئاسة الدولة ومحمد أحمد المحجوب (حزب الاتحاد) وفي 19/5/1969 أطاح انقلاب عسكري بقيادة جعفر نميري بالحكم المدني وأقام حكماً عسكرياً حتى عام 1985 عندما أطاح به عصيان مدني جعل الجيش بقيادة الجنرال عبد الرحمن سوار الذهب يتدخل ويعزل نميري ويقيم حكماً انتقالياً برئاسته لمدة سنة واحدة. وفي عام 1989 أطاح انقلاب عسكري بقيادة عمر البشير بحكومة الصادق المهدي .. وفي 24/9/2004 أعلنت وزارة الداخلية السودانية أنها أحبطت محاولة انقلاب دبرها حسن الترابي ضد الحكومة عقب صلاة الجمعة وذلك بعد اعلانها أيضاً عن احباط انقلاب آخر للترابي وحزبه المؤتمر الشعبي في 29/4/2001 .
انقلاب ضباط عبد الناصر
وفي مصر حدث انقلاب بقيادة جمال عبد الناصر في 23 يوليو (تموز) 1952 ـ سمي ثورة فيما بعد ـ على الحكم الملكي بقيادة الملك فاروق أسفر عن تحويل مصر إلى جمهورية . وفي عام 1954 نحى الجنرال نجيب ليحل محله عبد الناصر رئيساً لمصر و15 مايو (أيار) 1971 قام السادات بانقلاب سلمي ـ سماه حركة تصحيح ـ أطاح فيها بمن سماهم الحرس القديم التابع لجمال عبد الناصر. وفي الجزائر جاء فرحات عباس إلى الحكم عام 1962 عبر انقلاب عسكري ثم جاء أحمد بن بيلا عام 1963 بانقلاب آخر وفي 19 (حزيران) 1965 تزعم قائد جيش التحرير هواري بومدين انقلاباً عسكرياً أطاح بأحمد بن بيلا .
الإنقلابات العسكرية وحكام مصر
بعد أن قضى على المماليك في مذبحة القلعة الشهيرة عام 1811 أرسل جيشه إلى الحجاز فاستولى عليها ثم استولى على النوبة وعلى جزيرة كريت ثم على فلسطين والشام وقد أدت هذه الانتصارات وهذا التفوق العسكري إلى وقوف الدولة العثمانية وبعض الدول الأوروبية ذات المصالح المشتركة ضده ” وفقعوه خابور مسوجر طلع من عينه ” حين اجتمعوا في لندن في يوليو 1840 ووقعوا المعاهدة التي منح بمقتضاها محمد علي رتبة نائب الملك على مصر وأن تكون مصر بحدودها القديمة وراثية في أسرة محمد علي للأكبر سنا من الأولاد والأحفاد الذكور على أن تكون مصر جزءا من الدولة العثمانية وأن تدفع الجزية سنويا للسلطان وألا يزيد جيشها عن ثمانية عشر ألفا وألا تبنى سفنا حربية .
طبعاً مولانا محمد علي باشا اتبسط أنه محط اهتمام العالَم .. لكنهم أوعزوا لنجله الأكبر أنهم جاهزون لتطبيق المعاهدةوالتي تنص على ” التوريث ” فقال لخم هيمة ابن محمد علي :
بس الراجل لسة موجود !!
قالوا له : ولا يهمك .. اعزله واتحفظ عليه وانتعه حَجْر على عقله .. بعد يما ينتعك فرمان نقل السلطة .
وقد كان الفرمان في 1848 الذي صدر بتعيين إبراهيم باشا واليا على مصر وتوفى محمد على عام 1849 بحسرته !!
وبعد تولية إبراهيم باشا وهو لسة مافرحش بالحكم حيث لم يعمر أكثر من سبعة أشهر ونصف بعد ذلك توفى في الحجاز – في ظروف غامضة – وهو لم يتجاوز الستين من عمره في نوفمبر 1848 .
أما جدك عباس حلمي الأول ابن أحمد طوسون باشا ابن محمد علي باشا واليا من نوفمبر 1848 إلى يوليو 1854 والذي ولِدَ سنة 1813 في جَدَة ونشأ في مصر . خلف عمه إبراهيم باشا في تولي مصر 1848 هو حفيد محمد علي وابن أخ إبراهيم باشا في عهده اضمحل الجيش والبحرية في مصر وأغلقت كثير من المدارس والمعاهد عاش عيشة بذخ وانصرف عن التفرغ لشئون الدولة ظل في الحكم قرابة الخمس سنوات واغتيل في قصره في بنها في عام 1854 .. بعد ما اتنتع مؤامرة جابت أجله .. أم تعتقدوا اغتالوه لأنه كان حالق شنبه أو فارق شعره م النُص ؟!
واستكمالاً لسلسلة المؤامرة والخيانة والخُلع السياسي بقوة الآلة العسكرية والقبضة الحديدية تم خلع الخديوي إسماعيل بن إبراهيم باشا ابن محمد علي والي ثم خديو من يناير 1863 إلى يونيو 1879 ولد 1830 حيث تآمرت القوى السياسية الأمريكية والبريطانية والفرنسية والعثمانية ضده فعزلوه في يونيو عام 1879 وتم تنصيب ابنه توفيق باشا خديويا لمصر توفى إسماعيل بالآستانة 1895 ودفن بالقاهرة .
وتم خلع الخديوي عباس حلمي ابن الخديوي توفيق حيث انتهز الإنجليز فرصة بوادر نشوب الحرب العالمية الأولى وكان عباس خارج مصر فطلبوا منه عدم العوده إلى مصر وفرضوا عليها الحماية رسميا وخلع الانجليز الخديو في ديسممبر1914 وقد توفي عباس 1944 .
ثم جاء ضباط جمال عبد الناصر في الثالث والعشرين من يوليو 1952 ليطيح الإنقلاب العسكري الذي اعتبره الضباط ” ثورة ” بعد ذلك ليطيح بالملك فاروق وأجبرته الآلة العسكرية الباطشة على التنازل عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد الثاني وتم توقيع هذه الوثيقة في قصر رأس التين بالأسكندرية في 26 يوليو 1952 وغادر البلاد إلى إيطاليا حيث توفي عام 1965 ودفن في مصر في مسجد الرفاعي .
أما ماذا عن الملك أحمد فؤاد الثاني ؟!
هذا قُدِرَ له أن يولَد مَلِكاً معزولاً سليب المُلك مخلوعاً !!
فقد مَلَكَ من يوليو 1952 – بموجب تنازل أبيه الملك فاروق له – إلى إعلان الجمهورية في 18 يونيو 1953 وطبعاً بسلامته :
مَلِكْ عمره سنة وفكة وموجود وقتها مع أبيه المَلِك فاروق في إيطاليا فكيف يحكم مصر ؟!
حيث جلالته !! ولد في القاهرة عام 1951 وتنازل له والده فاروق عن العرش تحت ضغط الثورة في يوليو 1952 وتشكلت لجنة الوصاية على العرش من الأمير محمد عبد المنعم وبهي الدين باشا بركات والقائمقام رشاد مهنا إلى أن أعلنت الجمهورية في 18 يونيو 1953 .
الرئيس محمد نجيب وحوله أولاده في بيته البسيط بالمرج !
أما فضيحة ” خلع ” محمد نجيب فهي بجلاجل !! هو أول رئيس لجمهورية مصر العربية عند إعلانها في يونيو 1953 وإلى أن تم انقلاب عبد الناصر عليه ونهب السلطة منه بالقوة العسكرية في نوفمبر 1954 وتمالقبض عليه – دون جريرة أو ذنب – غير أنه رئيس محترم ووطني ويحب مصر !! وحددت إقامته بعض الوقت في منزله ” البسيط جداً ” في المرج ثم أعيدت له حريته إلى أن توفي في 1984 بالقاهرة .
أليست ” حادثة المنصة ” يوم السادس من أكتوبر تعتبر مؤامرات عسكرية مصرية ضد الرئيس السادات أم أنها ” وَزة شيطان” ؟!
السادات يحاكم عناصر المؤامرة
وتشهد أحداث ” ثورة التصحيح في 15 مايو 1971 أن الرئيس السادات قام بمحاكمة وسجن رموز المؤامرة ضد النظام من قادة الجيش وكبار رجال الدولة ووضعهم في السجون وعزالهم وعلى رأسهم محمد فوزي وزير الحربية والوزراء سامي شرف وشعراوي جمعة ومحمد فائق وسعد زايد وعلي صبري .. فلا قداسة للمنحرف في أية مؤسسة حتى ولو كانت المؤسسة العسكرية صاحبة العصمة .. فلا عصمة لأحد فوق مصلحة مصر والحق والحقيقة والشرعية.
انقلابات ومجازر العراق
وفي العراق قاد عبد الكريم قاسم عام 1958 انقلاباً عسكرياً عجل بسقوط الملكية بعد أن قتل الملك فيصل الثاني وخاله عبد الاله ورئيس الوزراء نوري السعيد ثم أعلنت الجمهورية لكن حزب البعث في 8 فبراير 1963 قاد انقلاباً على عبد الكريم قاسم وأصبح عبد السلام عارف الذي لم يكن بعثياً رئيساً للعراق وفي 17 يوليو 1968 قاد حزب البعث بالتنسيق مع بعض العناصر غير البعثية انقلاباً ناجحاً بقيادة أحمد حسن البكر الذي أصبح رئيساً جديداً للعراق إلا أنه صدام حسين أجبره عام 1979 على الاستقالة ليعتلي صدام كرسي السلطة في العراق .. ثم تطيح القوات الأمريكية وعملاء المؤامرة في العراق بصدام حسين حين أسقطت نظامه وأسقطت بغداد في 9 إبريل 2003 .
نزيف انقلابات لبنان
وفي لبنان وقعت حالات عديدة للانقلابات والعزل بالقوة أشهرها ضد فؤاد شهاب بقيادة الضابطبن شوقي خير الله وفؤاد عوض وبمساندة الحزب السوري القومي الاجتماعي لكنها باءت بالفشل .
صراع انقلابات جيش اليمن
وفي اليمن عام 1948 قاد عبد الله بن أحمد الوزير وهو من الأشراف الهاشميين ثورة مسلحة على أسرة الأئمة الزيديين وتولى الحكم لكن أسرة الإمام استعادت الحكم بعد فترة لم تتجاوز الأسابيع الثلاثة. وفي عام 1955 استولى على العرش عبد الله بن يحيى شقيق الإمام أحمد ولكنه استعاد العرش بعد خمسة عشر يوماً. وتعرض أحمد لمحاولة اغتيال عام 1961 نجا منها لكنه أصيب اصابات بالغة توفي على إثرها عام 1962 وخلفه ابنه الإمام محمد البدر الذي لم يمكث في السلطة سوى 8 أيام فقد أطاح به انقلاب عسكري بقيادة عبد الله السلال الذي أعلن الجمهورية والذي عزل بالقوة عام 1967 كما عزل خلفه عبد الرحمن الإيرياني عام 1974 .. ثم حدث صراعاً بين علي عبد الله صالح ونائبه حسمه صالح ببراعة .
اللون الأحمر وانقلابات جزر القمر
وفي جزر القمر قاد أحمد عبد الله انقلاباً عسكرياً مدعوماً من فرنسا وجنوب أفريقيا عام 1978 واستولى على الحكم لكنه اغتيل عام 1989 على يد محمد جوهر الذي بقي على رأس السلطة حتى عام 1995 وهو العام الذي حدث فيه انقلاب أطاح به بقيادة المرتزق الفرنسي بوب رينارد ولم ترض الحكومة الفرنسية عن انقلاب رينارد فحركت بعض جنودها في أكتوبر عام 1996 وألقت القبض عليه ونظمت انتخابات استطاع تقي عبد الكريم الفوز بها وانتهى عصر حكم عثمان غزال .
وفي عام 1999 قاد الكولونيل ازالي أسوماني انقلاباً عسكرياً هدف منه إلى اعادة توحيد الجزر الثلاثة
حكاية جيهان وأبو غزالة .. وأمريكا
أنيس الدغيدي في مكتب الرئيس السادات .. مع جيهان
ليس القاسم المشترك الأعظم في حكاية أبو غزالة وجيهان أنهما ” معاً ” من أهم عملاء الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة بدرجة خلابيص طبالة .. لأ هناك أمور أخرى سنفاجئك بها هنا !!
حين نجيبك عن :
ماذا عن أسرار كواليس علاقة جيهان السادات بالوزير الشاب – وقتها – منصور حسن ؟!
لماذا تبيع جيهان زوجها بفتوى مكذوبة وموقوف سندها عندها فقط ؟!
ماذا عن هذا الرجل الذي يقيم في بيت جيهان 24 ساعة منذ حادث المنصة وحتى كتابة هذه السطور وإنشاء الله بعدها ؟!
إذا كانت جيهان تزوجت بعد الرئيس السادات فلماذا تتاجر بإسمه ؟! ماتفارقنا وتريحنا وتستريح !!
فلماذا تحتفظ بالرجل في كرتونة مقتنياتها الخاصة ؟!
ولماذا ذهبت لجيمي كارتر بعد البوسة الشهيرة وغيرت محل إقامتها إلى أمريكا ؟!
وماذا عن أسرار علاقاتها باليهود وأصدقاء أمريكا ؟! ومستور نيويورك ؟!
هو ملف مسكوت عنه .. أحمر ناري .. ومش عيب – شفتشي علشان الهانم !!
تعالى من فضلك ..
…
في أتون ثورة التصحيح في 15 مايو 1971 أزاح السادات محمد فوزي عن وزارة الحربية وأتى بالفريق محمد أحمد صادق ثم سرعان ما عزله السادات في أكتوبر 1972 سبقه قرار عزل البغدادي قائد القوات الجوية وترقية اللواء مبارك قائدا للقوات الجوية في 23 إبريل 1972 – وفي هذا الموضوع يقول الشاذلي ” لقد كان هناك صراع خفي على السلطة بين الرئيس السادات وصادق وكان السادات ينتظر الفرصة للتخلص منه. ولاشك انه اخذ يعد نفسه خلال عام 72 لهذا اليوم وربما كان تعيين حسني مبارك قائدا للقوات الجوية هو إحدى الخطوات على هذا الطريق ” .
ومن الدلائل القوية علي حظوة مبارك عند السادات هو ما أورده الفريق الشاذلي في أحد المواقف التي كانت خاصة بالتعاون مع السعودية : ” يوم 9 من يوليو 73 اتصل بي الدكتور أشرف مروان مدير مكتب السادات وأخذ يكلمني في أمور غريبة بالنسبة لي وليس لدي أي علم بها فلما أخبرته بأنني لا اعلم شيئا عن هذه الموضوعات قال لي: إن حسني مبارك يعلم بذلك ” مع التنوية بأن القائد العسكري العملياتي الفعلي للقوات المسلحة كلها هو رئيس الأركان صعد الدين الشاذلي وان القوات الجوية ليست إلا عاملا مساعدا لتقديم الدعم للقوات البرية – حتي وزير الحربية نفسه وهو القائد العام يعتبر القائد السياسي للقوات المسلحة .
وفي أحداث ثغرة الدفرسوار عام 1973 وقف مبارك بجانب السادات والمشير إسماعيل في رفض طلب الشاذلي بسحب بعض القوات المدرعة من شرق القناة بعد فشل مهمة تطوير الهجوم المصري وبغرض عمل مناورة بالقوات ومواجهة قوات شارون غرب القناة – رغم أن القوات الجوية ليست لها خبرة وعلم ومعاناة القوات البرية التي تعرف إمكانياتها وكيفية حل مشاكلها. ولعل هذا الموقف إضافة لما أشار إليه الشاذلي في موضوع الفريق صادق كانوا من الأسباب الرئيسية لتكريم مبارك كنائب لرئيس الجمهورية .
ومن الأحداث التي نتذكرها هو تنامي نفوذ بعض الوزراء المقربين للسادات في ذلك الوقت مثل منصور حسن علي حساب مكانة السيد نائب رئيس الجمهورية والتي سربت أخبارها صحف المعارضة في ذلك الوقت ولكن الموضوع انتهى بترضية من السادات ثم كانت الخاتمة بحادثة المنصة الشهيرة .
وعن سيناريو دفع منصور حسن إلي قمة الدولة في عهد السادات نعود فنؤكد بقول الدكتور محمود جامع في كتابه ” عرفت السادات ” «إنه بدأ بتعيينه وزير دولة لشؤون رئاسة الجمهورية ليمر بطريقه البريد الذي يأتي للسادات من جميع مصالح الدولة ومنها جهات حساسة بالطبع .
ويستطرد : «كان حسني مبارك بصفته النائب يطالع هذا البريد فلم يكن للسادات جهد في القراءة مثل عبدالناصر وخشيت جيهان أن يأخذ السلطة كلها في يده لأن كل التقارير تصب عنده ففكرت في تعيين منصور حسن وزير دولة لرئاسة الجمهورية وحثت السادات علي إصدار قرار عرف بالقرار ١١٩ بأن تكون صلاحياته الاطلاع علي البريد الذي كان يذهب لنائب الرئيس وبالفعل قام سكرتيره «صلاح» بإبلاغ سكرتير حسني مبارك بذلك .
وفي رواية آخري للقصة.. كان السادات غاضباً بشدة من مبارك بسبب تدخله في شؤون الجيش فقال لفوزي عبدالحافظ: قل لمبارك يقعد في بيته ولما أعوزه هابعت له وذهب حسني مبارك ليقيم في قرية مجاويش لمدة أسبوع حتي تهدأ الأمور وأيامها ردد الكثيرون أن منصور حسن وزير شؤون رئاسة الجمهورية وزير الإعلام .. كان مرشحاً ليكون نائباً للرئيس السادات بدلاً من مبارك ولم يكن هذا صحيحاً فقد كان السادات يري أن منصور حسن لسه عوده طري لكن بعد مرمطته ممكن يكون رئيس وزراء ” ناصح ” .
المهم أن منصور حسن ورغم قربه من الرئيس السادات عارض وبشدة حملة اعتقالات سبتمبر الشهيرة وفقاً لرواية الكاتبين محمد سلماوي ومكرم محمد أحمد مما كان سبباً في توتر العلاقة بينه وبين السادات الأمر الذي أدي إلي تقليص وجوده السياسي آخر أيام السادات ليقتصر علي دوره البرلماني .
ومؤخراً وفي ندوة نظمها حزب الوسط الجديد تحت التأسيس وكان موضوع الندوة عن الحركة الحزبية المصرية علي مدي ٣٠ عاما وأدارها أبوالعلا ماضي وكيل المؤسسين قال منصور حسن : ” مصر تعيش مرحلة «محلك سر» منذ ٢٥ سنة والإصلاح السياسي الحقيقي لن يأتي إلا من داخل النظام نفسه رغم صعوبة ذلك” هكذا يخرج منصور حسن قليلاً عن صمته !!
لما روجت جيهان السادات قُبيل حادث المنصة : أن الرئيس السادات أسرَّ إليه برغبته فى ترك السلطة بعد رجوع أراضينا كاملة .. وأنه ينوي أن يترك السلطة لنائبه حسني مبارك ؟! ولماذا أسرت بهذا الكلام للنائبتين المخضرمتين السيدة نوال عامر والسيدة فايدة كامل .. اللتان ابديا انزعاجهما من هذا الأمر !!
لماذا روجت لهذه الفرية قبيل حادث المنصة ؟!
ولماذا لم تُصر على المطالبة بفتح التحقيقات في مقتل زوجها ؟!
فهل يُعقل أن يخبر السادات زوجته بقرار رغبته في التنحي عن الرئاسة وتعيين مبارك رئيساً خلفاً له .. ولا يخبرها بقرار عزله لمبارك قبيل ساعات من السادات من أكتوبر بعد أن علِم السادات بتدخلات مبارك في المؤسسة العسكرية وتنسيقه مع بعض قادة الجيش في أمورٍ مريبة ؟!
لماذا لم تتحدث جيهان السادات عن هذا القرار ؟!
أم أن الرئيس السادات كان يخبرها بقرارت دون قرارات ؟!
ولماذا هذا الحديث الجيهاني موقوف عليها فقط ؟! ولا يشاركها فيه إلا كمال الشاذلي ” الحاوي بتاع كله ” رجل كل العصور وفاسوخة كل الحكام بعد عصر الثورة ” ماعدا نجيب ” وتميمة تزوير الإنتخابات في تاريخ مصر الحديث .. فهوز كان في الصف العاشر في عصر عبد الناصر .. ثم انتقل للصف التاسع في عصر السادات وأخيراً انتقل للطابور الخامس في عصر مبارك قبل أن ينتقل مؤخراً على الرَّف بدلاً من “البُرش” والذي ردد هذا الحديث المُنكر في علوم أحاديث السياسة حين ذكره في برنامج العاشرة مساءً على قناة دريم 2 بعد خروجه من الوزارة .. وكأنه يطلب مؤازرة مبارك له بألا يقدمه للمحاكمة !!
وتعجب حين يردد رجل يقبع في الطابور التاسع في عصر الرئيس السادات هذه المعلومة الرسمية ليتفرَّد بها وهو ” حِتة ” مرمطون في مرحلة عصر السادات السياسية !!
فأصحاب الصفوف الأولى لم يقولوا لهذا الحديث المُنكر وجاء بسلامته من آخر الصف التاسع ليتخطى عشرات ومئات .. بل آلاف المقربون والمعنيون بصناعة القرار في عصر الرئيس المؤمن .
ويُعد كمال الشاذلي خامس خمسة يطالب الشعب بتقديمهم للمحاكمة بتهم الثراء الغير مشروع والتعدي على القوانين والأشخاص ونهب أراضي الدولة ومقدراتها وهم : يوسف والي وصفوت الشريف ومحمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان ابن النجار البسيط الذي صار مليارديراً من الوزارة والكسب المشبوه والتربح !!
فلماذا لم نسمع هذا الحديث الغريب والُمنكر والمكذوب والضعيف إلا من جيهان السادات وكمال الشاذلي وهما من مناكير رواة الأحاديث السياسية ومن المدلسين في عِلم لعبة المصالح السياسية والتآمر ضد الحقيقة ؟!
إن جيهان السادات وكمال الشاذلي يجب أن يُجلدا ” بحكم الشرع ” ثمانين جلدة بتهمة الكذب في الحديث السياسي .. أو أن نجلد الزميل الصحفي محمد الباز الذي نشر ذلك في جريدة العربي بتاريخ 19 يونيو 2005 ونجلد معه الدكتور محمود جامع الذي ردد هذه الشهادة أيضاً .
وأين شهادة فوزي عبد الحافظ الذي صاغ القرار ؟! وأين شهادة كمال حسن علي نفسه ؟!
إنني كباحث .. وإننا كأمكة تبحث عن الحقيقة نطالب بالشهادة الحقيقية في هذه الكارثة .. فإن صح وجود هذاالقرار الذي وقعه الرئيس السادات يوم 5 أكتوبر 1981 قبيل يوم واجد من اغتياله .. يجب أن تقوم الدنيا لتشير نحو مؤامرة عنيفة ضد الرئيس السادات .
نعم الرئيس السادات طالب بعدم تبليغ حسني مبارك بالقرار إلا بعد حضوره العرض غداً .. لكن في عرف السياسة لا عجب إذا تسرب خبر القرار خلال ثواني لحسني مبارك أو لغيره طالما أن هناك أكثر من شخص اطلعوا على القرار!!
والسؤال الأهم :
ماذا يعني قرار الرئيس السادات ؟!
يعني أن هناك توتراً فاصلاً وخطيراً بين الرئيس ونائبه ؟!
هذا الذي جعل الصحف الأمريكية تواجه الرئيس مبارك فور أن جلس على كرسي السلطةرئيساً :
ماذا عن حجم الخلافات الأخيرة والخطيرة التي كانت بينك وبين الرئيس السادات قبيل حادث المنصة ؟!
وطبيعي أن ينفيها مبارك :
وحياة عيالي لا توجد خلافات أبداً .. ده السادات كان أبويا وحبيبي ومثلي الأعلى وتاج رأسي وكان بيطبطب عليا ثلاث مرات في اليوم قبل الأكل وبعده .. زي الدواء !!
تدفعنا هذه التساؤلات لتساؤلات أكثر خطورة ؟!
لماذا كانت زيارة محمد عبد الحليم أبو غزالة للولايات المتحدة الأمريكية في 3 أكتوبر 1981 قبيل حادث المنصة بـ 3 أيام فقط ؟!
ولماذا استبُعِد محمد عبد الغني الجمسي يوم 5 أكتوبر 1981 من حضور احتفال انتصار أكتوبر في المنصة في اللحظات الأخيرة وهو أمر لم يكن معتاداً قبل ذلك؟!
إذ كيف يتم استبعاد الرجل من حضور يوم عرسه قبل ساعات فقط من الإحتفال ؟
وتحت عنوان ” أسرار الصراع بين مبارك وأبو غزالة ” نشر الزميل الصديق الأستاذ محمد الباز في جريدة ” العربي ” بتاريخ 19 يونيو 2005 ” :
والقصة طويلة وتعود إلى أكتوبر 1981.. لقد كانت العلاقة بين المشير عبدالغنى الجمسى أثناء وجوده في وزارة الدفاع والنائب حسنى مبارك متوترة ومشدودة للغاية .. وكان الرئيس السادات يحاول أن يلطف الجو بينهما فيرضى هذا الطرف مرة. ويرضى الطرف الثانى مرة ثانية .. ثم جاء كمال حسن على وزيرا للدفاع خلفا للجمسى والذى كان صديقا لمبارك ولذلك فلم تحدث بينهما أى توترات في العلاقة بينهما. لكن التوتر عاد مرة ثانية وبصورة أشد عندما تولى أحمد بدوى وزارة الدفاع . ووصل الأمر إلى أن المشير أحمد بدوى ذهب غاضبا للرئيس السادات ليشكو له من تدخل النائب حسنى مبارك في أعمال وزارة الدفاع كان بدوى يتصور أن هذا التدخل بناء على توجيهات من الرئيس السادات .. إلا أنه فوجئ باستنكار السادات لهذا الاسلوب .. بل كان واضحا أن السادات فوجئ تماما وترك بقية الأمور التى جاء بدوى من أجلها وركز حديثه عن مظاهر تدخل النائب في الجيش. طلب السادات من فوزى عبدالحافظ سكرتير الرئيس الخاص أن يطلب كمال حسن على وإحضاره فورا. انتهت مقابلة أحمد بدوى وحضر كمال حسن على وسأله السادات عما قاله بدوى حاول كمال حسن على أن يرد على الرئيس السادات بدبلوماسية شديدة.. إلا أن السادات كان شديد اللهجة ووجه له سؤالا محددا طلب منه الإجابة عنه وهو : هل تدخل حسنى مبارك في شئون بعض الضباط بالقوات المسلحة وحاول كمال حسن على أن يشرح الموقف فكرر السادات سؤاله وقال له : قل لى آه ولا لا مش عاوز إجابة غير كده يا كمال .. آه. ولا لا.. فوجئ كمال حسن على بلهجة السادات فقال له: أيوه يا سيادة الرئيس حصل.
لم يرد السادات على كمال حسن على لكنه قال لفوزى عبدالحافظ : قل لمبارك يقعد في بيته ولما أعوزه هابعت له وذهب حسنى مبارك ليقيم في قرية مجاويش لمدة أسبوع حتى تهدأ الأمور.
وأيامها ردد الكثيرون أن منصور حسن وزير شئون رئاسة الجمهورية ووزير الإعلام كان مرشحا ليكون نائبا للرئيس السادات بدلا من النائب حسنى مبارك ولم يكن هذا صحيحا.. فقد كان السادات يرى أن منصور حسن لسه عوده طرى لكن بعد مرمطته ممكن يكون رئيس وزراء ناصح .. وكان الرئيس السادات يرى أن منصور حسن لم ينجح في وزارة الإعلام وأن الناصريين والشيوعيين حطوه في جيبهم. أما الحادثة التى قضت على منصور حسن فكانت خاصة بنقابة المحامين التى تحولت إلى مركز رئيسى للمعارضة ضد السادات وسياساته.. وتقدم منصور حسن باقتراح إلى الرئيس السادات وقال له إنه يستطيع حل المشكلة مع المحامين وسأله السادات عن طريق من ؟ فرد منصور حسن: عن طريق أحمد الخواجة نقيب المحامين شخصيا.. فرد عليه السادات : أحمد الخواجة مرة واحدة .. ده ياابنى ألعوبان وأنا أعرفه كويس قوى . ده مش هيحل حاجة .. ده هيعقد الأمور أكثر لكن منصور حسن أصر.. فقال له السادات: طيب طالما أنت مصر كده هاته وتعالى.. وتمت المقابلة بين أحمد الخواجة والرئيس السادات ووصل الكلام إلى النتيجة التى توقعها السادات.. لتنتهى بذلك قصة منصور حسن. ما حدث فعلا أن الرئيس السادات عرض منصب نائب رئيس الجمهورية على د. مصطفى خليل مرتين .. لكنه كان يرفض في كل مرة ويوصى الرئيس السادات خيرا بالنائب حسنى مبارك .. كان الرئيس السادات قد قرر تعيين نائبا جديدا وكان أمامه اثنان الأول هو كمال حسن على الذى تولى المخابرات العامة ثم وزارة الدفاع ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية .. لكن التقارير الطبية التى قدمت للرئيس السادات عن صحة الفريق كمال حسن على أكدت إصابته بالسرطان فتم استبعاده ! الثانى كان د. عبدالقادر حاتم والذى كان الرئيس السادات قد كلفه برئاسة الوزراء قبل أن يكلف فؤاد محيى الدين ولكن وبعد أن بدأ د. حاتم في تشكيل الوزارة طلب منه الرئيس السادات ايقاف المشاورات وقال لمن حوله وقتها أنا باجهز حاتم لحاجة أكبر من الوزارة .. وفعلا في 5 أكتوبر كان هناك قراران وقعهما السادات .. الأول تعيين د. عبدالقادر حاتم نائبا لرئيس الجمهورية بدلا من النائب محمد حسنى مبارك والثانى تعيين المهندس حسين عثمان بدرجة نائب رئيس وزراء وعندما طلب معاونو السادات منه إبلاغ القرار الأول للنائب حسنى مبارك .. قال لهم أبلغوه غدا حتى يتمكن من حضور العرض العسكرى .. فقال لهم السادات : بلاش .. خلوا حسنى يحضر بكره وبعدين بلغوه بالقرار وهو ما لم يحدث حيث تمت عملية الاغتيال. بعد اغتيال السادات تزعم د. فؤاد محيى الدين حملة لتنصيب النائب حسنى مبارك في منصب رئيس الجمهورية وكانت وجهة نظر د. صوفى أبوطالب رئيس مجلس الشعب والذى تولى رئاسة الجمهورية مؤقتا وبعض الأطراف الأخرى المؤثرة في السلطة هو المفاضلة بين النائب حسنى مبارك والفريق عبدالحليم أبوغزالة ورأى البعض أن ذلك أمر يخص المؤسسة العسكرية ولذلك يجب أن تجتمع رموزها وتختار من تريد من الاثنين. أدرك فؤاد محيى الدين أن كفة عبدالحليم أبوغزالة من الممكن أن تكون هى الراجحة .. لذلك لجأ إلى حيلة حيث تحدث مع عبدالحليم أبوغزالة أمام الذين يعرف أنهم يميليون إلى ترشيحه وقال له: سيادة الوزير الرأى اجتمع على اختيار النائب حسنى مبارك رئيسا للجمهورية ويسعدنا سماع وجهة نظرك.. فرد عبدالحليم أبوغزالة: ودى فيها وجهة نظر طبعا الأخ حسنى مناسب جدا ليكون رئيسا للجمهورية الآن وبعد ربع قرن من السنوات الصعبة قد يعود الصراع بين الرجلين حسنى مبارك وعبدالحليم أبوغزالة ؟
وحول خطورة الموقف وغموض العلاقة ونارية الأزمة بين الرجل الأول والثاني وتحت عنوان : ” أسرار الصراع بين مبارك وأبو غزالة ” نشر الزميل الصديق محمد الباز في جريدة العربي 19 يونيو 2005 .
” فقد ساعدت واشنطن على تأكيد وضع أبوغزالة منذ يونيو 1986 .. حيث لم يتم استقباله عند زيارته للولايات المتحدة بواسطة وزير الدفاع كاسبارواينبرجر وحده وإنما أيضا وزير الخارجية ومستشار الأمن القومى وبوش نائب رئيس الجمهورية وعدد من أعضاء مجلس النواب والشيوخ كما أنه لم يبحث تخفيض فوائد الدين العسكرى فحسب وإنما ناقش قضايا اقتصادية عامة.. بينما ترك الأعضاء الوفد المصرى من المدنيين ومن بينهم وزير التخطيط والتعاون الدولى كمال الجنزورى ووزير المالية صلاح حامد ووزير الدولة لشئون مجلس الوزراء عاطف عبيد بحث المسائل الفنية بعد أن توصل أبوغزالة ومجموعة ريجان إلى الاتفاق حول المبادئ العامة. عمل الرئيس مبارك منذ هذه اللحظة على تحجيم دور أبوغزالة.. لكنه لم يستطع أن يفعل شيئا ملموسا في ذلك.. ففى نوفمبر من العام نفسه عاد أبوغزالة إلى واشنطن لاستئناف المباحثات وكانت رحلة مبارك لنفس الغرض قد تم تأجيلها فلم ترغب واشنطن في استقباله قبل الاتفاق على الإصلاحات الاقتصادية. لم يكن أبوغزلة يعمل خلال علاقته الجيدة مع أمريكا لمصلحة الأمريكان .. ولذلك عندما تعارضت هذه المصلحة مع مشروعاته تجاوزها تماما.. حيث قرر الحصول على مادة تطوير الصواريخ العراقية ولأنه كان يعرف أن أمريكا لن توافق على طلبه فقد قرر أن يهرب هذه المادة بعملية خاصة نجحت بنسبة مائة في المائة والمفاجأة أن الرئيس مبارك لم يكن يعرف شيئا عن تفاصيل هذه العملية التى بسببها انقلبت أمريكا على أبوغزالة بشكل كامل. لم تتردد أمريكا في الإطاحة بأبوغزالة .. فعندما كان مبارك يزور أمريكا في عام 1989 أخذه بوش الأب إلى حديقة البيت الأبيض وأخذا يمشيان ثم سأله فجأة أخبار عبدالحليم أبوغزالة إيه ؟ فرد الرئيس مبارك مندهشا.. ما هو ده الراجل بتاعكم .. فرد بوش بحسرة : لا ده مش الراجل بتاعنا ومن الأفضل أن يترك منصبه في أسرع وقت . خطة الإطاحة بأبوغزالة من منصبه لم تكن مقابلة الرئيس مبارك لبوش الأب وطلبه منه أن يعزل أبوغزالة هى دافع مبارك الوحيد ففى الملف كانت هناك أوراق كثيرة .. فبعد أن استسلمت إيران التقى مبارك بصدام حسين الذى شكر الرئيس على جهوده وعلى ما قام به أبوغزالة.. وبدأ صدام حسين في سرد قصة تطوير الصواريخ على مسامع الرئيس مبارك الذى لم يكن يعرف عنها أى شيء. ويبدو أن صدام حسين أدرك أن الرئيس مبارك يسمع الكلام لأول مرة .. فلم يخف اندهاشه وقال لمبارك: سيادة الرئيس اسمح لى أنت رئيس الجمهورية أم عبدالحليم أبوغزالة .. لم يعلق الرئيس مبارك على ما قاله صدام حسين وأخفى الأمر في نفسه . كان الرئيس مبارك قد وصلته كذلك دراسة لكاتب أمريكى هو د. روبرت سبرنجورج نشرها عام 1987 في مجلة ميد ايست ريبورت كان عنوانها الرئيس والمشير .. العلاقات المدنية العسكرية في مصر اليوم .. كانت بالدراسة مقارنة واضحة بين الرئيس مبارك والمشير أبوغزالة ويمكن إجمال هذه المقارنة في الآتى: كان أبوغزالة المرشح النموذجى ليصبح رجل مبارك .. حيث أكد الفارق بينهما في السن عامان فقط والرتبة سلطة مبارك ولم يحدث أن كان أبوغزالة ومبارك متنافسين في القوات المسلحة حيث كان أبوغزالة متخصصا في المدفعية بينما كان مبارك طيارا حربيا وقد تلقى كل منهما تدريبا في الاتحاد السوفيتى ومنذ 1979 بينما كان أبوغزالة ملحقا عسكريا في واشنطن ومبارك نائبا للرئيس .. عمل الاثنان في تطوير المعونة العسكرية مع الولايات المتحدة. رغم أن مبارك وأبوغزالة يمتلكان صفات شخصية متميزة ويشتركان في الخبرات إلا أن الرجلين في الواقع مختلفان اختلافا كبيرا. فأبوغزالة شخصية ذات منطق واضح قوى وطموح كما أن مقابلاته غير المسجلة مع الصحفيين الأمريكيين تعطى المشاهد انطباعا بقدرته على مواجهة المسائل مباشرة وبشكل محدد بعكس مبارك الذى يعطى انطباعا بأنه حمل عناء الرئاسة كرها وقرر بصرف النظر عن الواجب أداء الوظيفة بأفضل ما يمكنه.. ويعطى أبوغزالة انطباعا بأنه يتطلع إلى السلطة ويريد تنفيذ برنامجه. كان أبوغزالة يتمتع بحسن الطالع فهو يتناوب مع الرئيس في حضور مباريات كرة القدم المهمة وقد استمر هذا الارتباط حتى أصبح في عام 1986 نكتة شائعة وفى صيف تلك السنة فاز الفريق المصرى بمعجزة بكأس إفريقيا بينما كان مبارك يشجعه وأطلق على المباراة فورا لقب كأس مبارك. تختلف القناعات السياسية والسلوك السياسى لكل من مبارك وأبوغزالة في الشكل والمضمون .. فمبارك الذى يتمتع بمزاج إدارى سعى لدمج اتجاهات عدة في السياسة المصرية وإعادة بعض التوازن إلى العلاقات المصرية الخارجية بينما أبوغزالة يبدو محافظا صريحا شديد العداء للشيوعية وبالمقابل مواليا لأمريكا وقد أكد على أن أمن مصر لا ينفصل عن أمن الولايات المتحدة وحلف الأطلنطى ونادى بأنه على القوات العربية أن تقوم بالتنسيق مع القيادة المركزية للولايات المتحدة وهو يؤيد بشدة مشاركة الشركات الأمريكية متعددة الجنسيات في الاقتصاد المصرى. وبينما يفضل مبارك وبشكل واضح العلمانية فقد اكتسب أبوغزالة صورة التدين وهو يتمتع بالشعبية داخل العديد من الدوائر الدينية وترتدى زوجته الحجاب الإسلامى في المناسبات. أحس مبارك بالخطر فقرر تنحية أبوغزالة.. وبينما كان المشير خارجا من بيته في أحد أيام ربيع 1989 وكان مرتديا زيه العسكرى متجها إلى وزارة الدفاع طلبه اللواء جمال عبدالعزيز سكرتير الرئيس وقال له: سيادة الرئيس عاوز حضرتك النهارده بس ياريت تكون بالملابس المدنية سأله المشير : تعرف ليه يا جمال فرد عليه قائلاً : خير يا أفندم إن شاء الله.. فرد ضاحكا: لكن لابد من حكاية الملابس المدنية دى .. فقال له جمال عبدالعزيز: الأوامر كده يا أفندم. عاد أبوغزالة إلى بيته وارتدى الزى المدنى واتجه إلى القصر الجمهورى قابلوه هناك وأدخلوه غرفة وأغلقوا عليه الباب وفى الساعة الثانية إلا ربع فتح الباب .. وبعد حوالى عشر دقائق مر الرئيس مبارك وكأنه فوجئ بوجود أبوغزالة في القصر الجمهورى.. فقال له: الله.. أنت هنا يا محمد فرد المشير أيوه يا أفندم حضرتك اللى طلبتنى.. فقال له: آه.. أنا عايزك تحلف اليمين علشان عينتك مساعد لى .. وبعد أن حلف المشير أبوغزالة اليمين أعطاه الرئيس مبارك مظروفا مغلقا وقال له : اعطه للرئيس صدام حسين .. فقد أراد مبارك أن يرد بشكل عملى على سؤال صدام حسين .. عن الرئيس في مصر هل هو مبارك أم عبدالحليم أبوغزالة؟ منافسة مبكرة بين الرئيس والمشير ترشيح عبد الحليم أبوغزالة لنفسه لمنصب الرئيس أو نيته في ذلك لن تكون أول منافسة بين المشير والرئيس على المنصب الكبير .
وهكذا انتهينا من الفصل الأسود في علاقة أبو غزالة بمبارك .. وبقى الفصل الأحمر الشفشتشي في علاقة جيهان السادات بمحور :
” أمريكا – جيهان ” ولعبة اغتيال السادات لأخصها بمؤلف خاص وكتاب مخصوص ومجموعة مقالات مفاجأة .. تستاهل بقها وحجمها ودورها .. بالوثائق .. بالمستندات .. بالصور .. بالفيديو .. صوت وصورة !!
بعد فضيحة لوسي أرتين وقبلة بير السلم :
أبو غزالة و الراقصه الأمريكية
بداية ..
نفسي أفهم حكاية الرقص مع كبار رجال السياسة وقادة الجيش ؟!
كيف يسهر المشير عامر في نادي المدرعات مع صدقي محمود قائد سلاح الطيران المصري ومعهم كوكبة من كبار قادة جيش مصر .. كيف يسهرون حتى صباح يوم 5 يونيو 1967 ليرقصون مع الراقصة سهير زكي ثم يفاجئوا بأن إسرائيل ” رنتهم علقة سودة ” !!! واحتلت سيناء ومرمغت كرامة مصريتنا ” حماها الله ” في الطين ؟!
بالوثائق والمستندات وربنا ع الظالم اللي ييجي ع المؤسسة العسكرية
وقبل ما اتزحزح من هنا يجدر بي أن أوضح أن صدقي محمود هذا سجنه جمال عبد الناصر في قضايا المحاكمات وخيانة الوطن والتقصير بعد هزيمة 1967 وبقى بالسجن حتى جاء الرئيس السادات وتوسط مبارك لدى الرئيس السادات ليخرجه من السجن وبالفعل تم إخراج صدقي محمود بناءً على شفاعة مبارك في قائده المهزوم اللي ضيَّع سيناء وخرب مصر !!
وبذلك ” يعدِّل ” مبارك على الزعيم جمال عبد الناصر !!!
المتهمون في قضية الطيران الذين عاقبهم عبد الناصر بالأشغال الشاقة المؤبدة
ونعود إلى فضائح محور – أبو غزالة وشركاه – والله أعلم بشركاه .. لنتساءل :
كيف ترقص راقصة أمريكية يهودية مومس في مكتب المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة وأكرر ” ترقص لسيادته ” في المكتب الرسمي لوزارة الدفاع تبعنا .. ثم تطلب منه مصيبة ويفعلعا كرامة لجمال المومس اليهودية الأمريكية ؟!
ولا تزال فضيحة أبو غزالة مع لوسي أرتين تهز الدنيا والقُبلى الشهيرة في بير السلم يا باشا؟!
وتاريخ المشير عامر مع الراقصات وزواجه من ممثلة الإغراء وعميلة مخابرات صلاح نصر مشهورة ومعروفة للقاص والدان !!
فما حكاية كبراءنا مع الراقصات ؟!
الأول سمعونا ” عشرة بلدي أو عشرين بسرة ” ثم تعالوا معي :
وول ستريت جورنال تفضح أبو غزالة
” راقصة أقنعت ابو غزالة بتهريب السلاح للمجاهدين الأفغان “
هكذا نشرت وول ستريت جورنال حين فجرت الصحيفة الأمريكية الكبيرة مفاجأة من العيار الثقيل عندما نشرت في تقرير لها ان وزير الدفاع المصري الأسبق المشير محمد عبد الحليم ابو غزالة ـ أحد اهم القادة البارزين في حرب أكتوبر 1973 ـ قد وافق على إمداد المجاهدين الأفغان بالسلاح في سبعينيات القرن الماضي بعد “وصلة” رقص شرقي في مكتبه.
وبدأت القصة حسبما نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عندما نجح عضو الكونجرس الأمريكي تشارلي ويلسون في تجنيد راقصة أمريكية تدعى “كارول شأنون ” تجيد الرقص الشرقي لإقناع أبوغزالة بتزويد المجاهدين الأفغان بالسلاح الروسي من مصر .
وقالت الصحيفة : “إن تشارلي استخدم أساليب الإغراء لحشد التأييد والتسليح للمجاهدين الأفغان لمحاربة الاتحاد السوفيتي وهو ما أدي لانتصار أمريكا في الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي لكنه في ذات الوقت أهدي للعالم الإرهاب الإسلامي ممثلا في تنظيم القاعدة الذي كان المجاهدون الأفغان نواته والذي تحاربه أمريكا الآن ” .
ونقلت جريدة “البديل” المصرية المستقلة عن الصحيفة الأمريكية قولها: “إن تشارلي اصطحب معه صديقته “كارول شأنون” التي تجيد الرقص الشرقي حيث قدمت وصلة رقص واستخدمت “السيف” بشكل مثير تحت حزام المشير أبوغزالة وذكرت الصحيفة أن الأمن السري وافق علي اصطحاب الراقصة بالسيف إلي مقر أبوغزالة وأنها رقصت ووضعت السيف فوق رأس أبوغزالة ثم وضعته أثناء الرقص علي أذنه ثم نزلت إلي صدره ثم بطنه فأسفل الحزام”.
وواصلت الصحيفة مزاعمها قائلة إن الحرس الخاص لأبوغزالة حاول عدة مرات توقيفها وأخذ السيف منها ولكن تشارلي كان يصرخ فيهم : “دعوها.. هذا جزء من العرض” وهو ما وافق عليه أبوغزالة.
وذكرت الصحيفة أن أبوغزالة وافق في اليوم التالي علي مساعدة تشارلي والولايات المتحدة في حربهم السرية ضد الاتحاد السوفيتي وأكد أنه لا توجد قيود علي كمية السلاح الذي يمكن أن ترسله مصر إلي الأفغان وقالت الصحيفة إن الهدف من قيام مصر بإرسال سلاح سوفيتي إلي أفغانستان كان في إطار التمويه علي قيام الغرب بمساعدة المجاهدين الأفغان وادعاء أن هذا السلاح تم الاستيلاء عليه من الجيش السوفيتي.
القصة تناولتها أكثر من صحيفة أمريكية منها صحيفة “لفكين دايلي نيوز” التي نقلت تفاصيل أكثر عن الراقصة التي تعيش في شيكاغو وتبلغ حاليا من العمر 60 عاما وهي أم مطلقة لفتاتين تمارسان الرقص الشرقي أيضا. كما تحولت القصة الى فيلم أمريكي قام ببطولته “توم هانكس” وعرض بقناة “التاريخ” الأمريكية.
العربية وفضائح المشير
وقد تناولت قناة العربية التي تمتلكها أرملةالملك فهد بن عبد العزيز جانباً كبيراً من فضائح أبو غزالة حين عاودت القناة إلقاء الاضواء مجددا على حكاية لوسي ارتين التي دوهمت شقتها بوجود قاضي شرعي معها في الكلسون وهو القاضي الذي كان ينظر في قضية طلاقها وقيل ان القاضي تلقى توجيهات لمساعدة لوسي من المشير أبو غزالة وقال الصحفي الكبير الأستاذ وائل الإبراشي رئيس تحرير صحيفة صوت الأمة المصرية : إن المكالمات الهاتفية التي نشرها في مجلة روز اليوسف الحكومية مطلع تسعينات القرن الماضي حول علاقة أبو غزالة بلوسي ارتين كانت سببا في عزله من منصبه .
ونقلت المحطة عن د.محمود جامع المستشار والطبيب الشخصي للرئيس السادات إن أبو غزالة حاول مساعدة لوسي ارتين كعمل انساني منه بعد أن عرف معاناتها مع زوجها ومشاكلها معه ولم يكن يرتبط بأي علاقة خاصة بها لكنها كانت لها علاقات من هذا النوع مع مسؤولين آخرين في مراكز صنع القرار نافيا بشدة أن يكون له أي دور في تزويد المجاهدين الأفغان بالسلاح والرجال وقال إن قرارا بهذا الحجم خرج من أعلى مراكز القرار بطلب أمريكي في ظل مصالح متبادلة مع مصر تمحورت في ضرورة اسقاط الشيوعية وانهاء الحرب الباردة لتتفرغ الولايات المتحدة بعد ذلك لحل مشكلة الشرق الأوسط وانهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية مشيرا أيضا إلى دور النزعة الدينية للسادات في هذا القرار .
جامع أضاف أن أبو غزالة لعب دورا مهما في مسألة أخرى عندما نصح السادات بامداد نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بالسلاح في حربه ضد ايران رغم دوره – صدام حسين – في عزلة مصر عن العالم العربي بعد ابرامها معاهدة كامب ديفيد وتأسيس ما عرف بجبهة الصمود والتصدي وكان أبو غزالة يرى ذلك من ضرورات الأمن القومي المصري .
وسمعونا أحلى سلام ..
لكن استنوا هنا :
أبو غزالة بينتع قرارات بمزاجه في وزارة الدفاع أم أنه أخذ رأي الرئيس مبارك ؟!
وإذا كان أخذ رأي مبارك .. فلماذا وافق مبارك على مساعدة بن لادن والقاعدة ؟! والآن بيقفشوا في العيال بتهمة اشتباههم في مساعدة تنظيم القاعدة ؟!
طيب إذا كانت الراقصة كارول شأنون رقصت لـ أبو غزالة عشرة بلدي .. فهل يمكننا أن نقول بأنها أعطت الرئيس قفص بسُرة ؟!
ولاَّ حصلت على اللي هي عايزاه بلوشي ؟!
سؤال ولا مؤاخذة من نِفسي :
هل المؤسسة العسكرية مقدسة ؟
المؤسسة العسكرية .. صاحبة القداسة .. بين ناصر والسادات ومبارك
تساؤل أحمر ربما بدا عنيفاً وربما حسبه البعض خارجاً وربما أثار زوبعة وربما إعتُبِرَ تعدياً على حُرمة الدولة !! إن كان يلا يزال لنا حُرمة .. لكنني أعتقد أن الدولة فعلاً ( …. ) رغم أن تساؤلنا بالقطع واليقين ليس تعدياً على حُرمة أحد .
سنعيد التساؤل مرة أخرى :
هل المؤسسة العسكرية ” بعد الشر .. بعد الشر ” مُقدسة ؟
الجواب : نعم المؤسسة العسكرية محترمة ومتربية وبنت ناس حينما تكون قائمة على حدود الوطن وصيانة الكرامة والزود عن العِرض وحماية الأمن القومي .. خصوصاً حين ترفع رؤوسنا في سماء الكرامة والعزة بانتصارها المؤزر في السادس من أكتوبر عام 1973 .. ذلك النصر العظيم الذي غيَّر مقاييس العسكري ورفع الأمة بأسرها من حضيض الهزيمة ووحل العار إلى ذُرى الإنتصار وسماء الفخار .. فتحية من القلب لهؤلاء الرجال الغيارى الذين قهروا العدو ورفعوا هامتنا وغرسوا رايتنا بدمائهم الذكية في صحراء أراضينا المحتلة لتعلو وتشهق خفاقة في سماء العزة والسؤدد .
والسؤال : فإذا ما تعدت المؤسسة العسكرية أو بعضها حدودها وفقدت دورها المنوط لها من حماية الوطن والكرامة والعِرض والأمن القومي ؟! ماذا نقول لها أو نصفها ؟!
الجواب : على الفور ستفقد المؤسسة العسكرية قداستها ” حين تتنازل عن دورها ” وتُجرجر من قفاها لتُقدم إلى المحاكمة وتُعاقب على تقصيرها !!
فما الغريب في ذلك ؟!
فالقداسة محفوظة للأفراد والمؤسسات والنُظم الحاكمة طالما أنها تقوم بعملها ودورها المنوط إليها على الوجه المشروع الأكمل وهو حماية مصالح الدولة العامة وأمنها القومي .. أما إذا فقدت دورها أو تقاعست عنه أو تخاذلت أو “تآمرت ” ضد المصلحة العامة فقد سقطت عنها حُجُب القداسة وهالات الوقار وأستار الإحترام ونكرر : تُقدَم إلى المحاكمة فوراً .
وسؤال اعتراضي :
ما هو موقف ومنظر المؤسسة العسكرية في بلادنا يوم السادس من أكتوبر عام 1981 ؟! تعالى انظر معي سلمك الله إلى المؤسسة العسكرية بجلال قدرها وسمو مكانتها وشاهق موقعها وهي بكل رموز نظامها وقوتها وعتادها واستعراضها لقوتها وسلطانها وسلطاتها وجبروتها وهيلها وهيلمانها ماذا حدث لها في ذلك اليوم ؟! :
- سقوط ” هيبة ” المؤسسة العسكرية تحت مقاعد المنصة منبطحة أرضاً في السادس من أكتوبر عام 1981 !!
- وأين المؤسسة العسكرية في حمايتها لرئيس الدولة ورموز أركان النظام ؟!
- وماذا فعلت المؤسسة العسكرية من أجل حماية نفسها ؟! وهل يمكن لمن فقد قوة حماية نفسه أن يحمي غيره ؟!
يجرنا هذا كله إلى عدة استفهامات خطيرة أعتقد أن من حقنا كباحثين عن الحقيقة طالما أن حرية البحث في بلادنا ليس عليها حجاب ولا خمار ولا جمارك ولا يُعاقَب عليها القانون حتى الآن فلا يُجرِّم ولا يُحرِّم باحثاً :
- ألا يحق لنا أن نسأل المؤسسة العسكرية بكل حب وغزل عفيف لطيف مؤدب : حصل لك كده ليه يا ست ؟! مين مسخرك ومسح بحضرتك الأرض وبلاش بكرامتك وكرامة اللي خلفوكي بل بكرامتنا احنا ؟!
- وألا يحق لما أن نسأل رموز العسكرية المصرية في المنصة والعرض العسكري : ماذا حدث يا سادة ؟! والله العظيم احنا خايفين عليكم ومكسوفين لكم سلف !! ملابسكم اتوسخت وسمعتنا وسمعتكم بقت في التراب !
- ألا يحق لنا أن نسأل المؤسسة العسكرية في بلدنا بعد حادث المنصة : عن موقفهم مما حدث في يوم السادس من أكتوبر 1981 والذي انتهي بمقتل الرئيس وسط حراستهم وسيادته في حضنهم ولحظة استعراضهم لقوتهم وعتادهم الذي هو قوتنا وعتادنا وقوتنا وشرفنا ؟!
- ألا يحق لنا أن نسأل المؤسسة العسكرية في بلدنا عن سير التحقيقات في ملابسات وحيثيات ما حدث في المنصة يوم 6 أكتوبر 1981 حتى نشفي غليلنا ونعيد إلى أنفسنا ثقتنا الجريحة في قواتنا وقدراتنا ومؤسستنا العسكرية التي نجلُها والتي تدافع عن شرفنا وأمننا القومي ؟!
- وحين نصطدم بترقيات كبار قادة المؤسسة العسكرية الذين اشرفوا وقادوا العرض العسكري في المنصة يوم السادس من أكتوبر 1981 ماذا نفعل أو نقول ؟! ألا يحق لنا أن نتساءل : عن هذه الخيبة وماذا تبعها من إجراءات وتحقيقات وترقيات ؟! كأنها حلاوة العملية ؟! فأين التحقيقات والتعذيرات والعقاب طالما أن هناك مبدأ الثواب ؟! فلماذا الميل والجور وسقوط كفة ميزان العدالة العسكرية في جهة واحدة فقط هي جهة الثواب حتى لو وكان بعد خيبة حادث المنصة ؟!
نعود فنكرر ماذا عن قداسة المؤسسة العسكرية وهل حضرتها معصومة من الخطأ أو النسيان أو التآمر ؟! أم هي معها صك نبوة ومُختارة ومُصطفاه من رب العالمين وأن رجالها منزهون عن الخطأ والسهو والنسيان والتآمر فأصبحوا فوق التحريم والتجريم والتجريف والتحريف ؟!
يقول تاريخ الحكم الجمهوري في مصر منذ فجر 23 يوليو 1952 أن المؤسسة العسكرية ليست معصومة ولا مُصطفاه ولا منزهة عن الخطأ والنسيان .. بل وُصفِت في كثيرٍ من الأحيان بالتآمر والإجرام والخروج عن النص !!
ومن حسن الطالع أن هذه الأوصاف ليست من وسم ووصف المعارضة السياسية ولا حتى الشعب المقهور وإنما هي من وصف الرؤساء أنفسهم ” محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات ؟!
فكيف تحولت المؤسسة العسكرية المصرية في عصر حسني مبارك إلى قديسة ما تنطق عن الهوى وإن هي إلا وحي يوحي ؟!
وليسعنا صدر سيادته – أو يضيق هو حُر – ليخبرنا سيادته برضه من ذا الذي أوحي إليه بهذا ؟!
أو من ذا الذي نفث في روحه وشق صدره ليخبره أن المؤسسة العسكرية تم تطهيرها تطهيراً من قِبَل رب العالمين ؟!
فهل يأذن لنا جنابه أن يخبرنا بماذا يسمي ما حدث في حادث المنصة في السادس من أكتوبر عام 1981 ؟! وما دور أصحاب القداسة ومؤسسة القداسة فيما حدث وأين حدث ومَنْ فعله غير أصحاب القداسة ؟!
هل هي مؤامرة أم قضاء وقدر ؟!
يا سيدي صاحب القداسة هل تسمح لنا بسؤال :
أين القداسة بعد فضيحة المنصة ؟!
ودعني يا صاحب القداسة أخبرك – وأحسبك لا تجهل أو تتجاهل – عن تاريخ المؤسسة العسكرية وقداستها منذ أن تشرفنا بكم بعد يوليو 1952 .. وخُد عندك تاريخ القداسة في المؤسسة تبعكم معاك حاجة تاخُد فيها :
ثورة أم انقلاباً عسكرياً ؟
ممكن تجاوبني :
ما حدث في صبيحة 23 يوليو 1952 كان ثورة أم انقلاباً عسكرياً ؟!
أنا أخبرك وأخلَّص ضميري من ربنا وبالدليل :
جريدة الأهرام الرسمية تجيبك .. كان حركة من الضباط .. يعني بالبلدي انقلاباً عسكرياً
وبالقطع لا عنينا هنا أن نؤكد أنها حرة أم انقلاب أم ثورة ؟!
لكن يعنينا أنها من صناعة الجيش ضد النظام الشرعي في البلاد ” على الأقل ” بمفهوم الملك فاروق ووزارته .. أنه كان شرعياً .. إذاً فالجيش فام بحركة انقلابية ضد النظام الشرعي السائد وهو نظام الملك فاروق .. ولكن الذي يعنيني في ” المانشيت الرسمي ” للجريدة الرسمية الأولى في بلادنا أن الضباط قادة الإنقلاب قبضوا على كبير عددٍ من كبار الضباط ” زملائهم الضباط ” أيضاً من أهل المؤسسة المقدسة إياها !!
وهذه جريدة المصري أيضاً .. تؤكد في مانشيتاتها استخدام كلمات مثل : الجيش والـ حركة وليست الثورة ”
الرئيس محمد نجيب وصاحبة القداسة .. العسكرية
نجيب وناصر .. عناق ثم خناق عسكري !
أعلن اللواء محمد نجيب في خطبة له بمؤتمر شعبي عقد في ميدان الجمهورية يوم 15 سبتمبر سنة 1953 قرار مجلس قيادة الثورة تشكيل محكمة الثورة لمحاكمة بعض السياسيين القدماء الذين تبين اتصالهم بدول أجنبية.
وشكلت محكمة الثورة برئاسة قائد الجناح عبد اللطيف البغدادي وعضوية البكباشي أنور السادات وقائد الأسراب حسن إبراهيم وانعقدت في مبنى قيادة الثورة بالجزيرة وبدأت عقد أولى جلساتها يوم السبت 26 سبتمبر سنة 1953. وسنذكر فيما يلي بعض القضايا للسادة أصحاب مؤسسة القداسة التي نظرت أمامها وخلاصة التهم التي أدين فيها المتهمون والأحكام الصادرة ضدهم.
ونذكر فقط بأن المحاكمات بدأت بـ إبراهيم عبد الهادي رئيس وزارة سابق
اتصل في سنة 1953 بجهات أجنبية تهدف إلى الإضرار بالنظام الحاضر وبمصلحة البلاد العليا. وعمل في سنة 1948 على الزج بجيش مصر في معركة فلسطين قبل أن يتخذ الجيش أهبته لخوض غمارها وأشاع حكم الإرهاب أثناء رئاسته للوزارة سنة 1948 – 1949 وهيأ لأعوانه الأسباب التي يسرت لهم قتل الشيخ حسن البنا.. إلخ .
إعدام ( وخفف إلى السجن المؤبد ) ومصادرة كل ما زاد من ممتلكاته وأمواله عما ورثه شرعًا وأفرج عنه صحيًا في فبراير سنة 1954.
إبراهيم فرج وزير سابق ..
التهمة : اتصل سنة 1953 بجهات أجنبية تهدف إلى الإضرار بالنظام الحاضر وبمصلحة البلاد العليا وساهم مساهمة فعالة مع جماعة سرية ذات نظام هدام ترمى إلى مناهضة نظام الحكم الحاضر والإضرار بمصالح البلاد .
الحكم : ( بعد التعديل ) السجن 15 سنة وأفرج عنه صحيًّا .
أميرالاى زكى زهران بالبوليس سابقا ..
التهمة : العمل ضد سلامة الوطن وترويج إشاعات كاذبة .
الحكم : أشغال شاقة 15 سنة.
البكباشي سعد الدين السنباطي ضابط بوليس ..
التهمة : تستر في سنة 1953 على آخرين عمدوا إلى الاتصال بجهات أجنبية تهدف إلى الإضرار بالنظام الحاضر وبمصلحة البلاد العليا .
الحكم : براءة
البكباشي إسماعيل المليجي ضابط بوليس ..
التمهة : تستر في سنة 1953 على آخرين عمدوا إلى الاتصال بجهات أجنبية تهدف إلى الإضرار بالنظام الحاضر وبمصلحة البلاد العليا .
الحكم : براءة
محمود سليمان غنام وزير سابق ..
التهمة : في غضون سنة 1953 اشترك في نشاط جماعة سرية ذات مبادئ هدامة ترمى بوسائلها غير المشروعة إلى مناهضة النظام الحاضر والأسس التي قامت عليها الثورة. وفي سنة 1950 – 1951 أتى أفعالا ساعدت على إفساد الحكم والحياة السياسية واستغل نفوذه استغلالاً لم يرع فيه صالح الوطن أثناء توليه مهام وظيفة عامة في البلاد .
الحكم : السجن 15 سنة مع وقف التنفيذ كافة الإجراءات التي اتبعت في أراضى ناحيتى مريوط وطهواى ومصادرة تلك الأراضى لصالح الشعب .
الأميرالاي محمد حلمي حسين..
والتهمة : استغلال النفوذ ..
والحُكم : تجريده من رتبه العسكرية ونياشينه وإعفاؤه من السجن لمرضه ومصادرة أمواله التي آلت إليه وذويه منذ سنة 1944.
عبد الغفار عثمانقائم مقام بالمعاش .. ” سيادة القائمقام من المؤسسة العسكرية المصونة والمنزهة عن الهوى ” !!
والتهمة : التعاقد على صفقة من صفقات الأسلحة والذخيرة الفاسدة ..
الحكم : السجن 15 سنة وتجريده من رتبه العسكرية والنياشين الميداليات ومصادرة ما زاد من أمواله وأموال زوجتيه على عام 1946.
محمد كامل القاويشمحافظ القاهرة سابقًا ..
التهمة : إفساد أداة الحكم بتدخله بقصد حفظ تحقيقات الأسلحة والذخيرة الفاسدة لتجنيب رجال حاشية فاروق المحاكمة الجنائية .
الحكم : السجن 15 عامًا مع وقف التنفيذ وتجريده من شرف المواطن.
فؤاد سراج الدين وزير سابق ..
التهمة : خيانة أمانة الحكم من يناير سنة 1950 إلى يناير سنة 1952 بتوجيه سياسة الحكومة الوفدية إلى الخضوع والاستسلام لفاروق واستغلاله للنفوذ .
الحكم : السجن 15 سنة ومصادرة كل ما زاد من أموال وممتلكات شقيقه يس سراج الدين من 13 يناير سنة 1950 إلى 27 يناير سنة 1952 لصالح الشعب وإبطال صفقتى استئجار كل من قطعتى أرض بلاتشى والأرض الكائنة على ناصيتى شارع الملكة ومدخل نفق شبرا ( سينما فلوريدا وممتلكاتها ) وأفرج عنه صحياً .
القائم مقام أحمد شوقي ” برضه مؤسسة مقدسة ” !!
التهمة : اتصل في مارس سنة 1954 ببعض ضباط القوات المسلحة لتحريضهم على إحداث فتنة في الجيش معرضا بذلك سلامة الوطن للخطر .
الحكم : السجن عشر سنوات ( وأفرج عنه صحيًّا ) .
أم جلالته ليس عسكرياً ولا صاحب قداسة ؟
مصادرة أموال الملك فاروق
بسقوط الملك فاروق العسكري .. سقطت اسرة محمد علي للأبد
في سبتمبر 1953 قرر مجلس قيادة الثورة مصادرة أموال الملك السابق فاروق وإلغاء الحراسة على أمواله .. وصودر 24 قصراً وتفتيشاً لفاروق و48 ألف فدان واليخت فخر البحار واليخت فيض البحار. وملايين من الجنيهات مودعة في البنوك باسم فاروق .
محاكمات الثورة
جاء قرار تشكيل محكمة الثورة في منتصف سبتمبر 1953 ضمن خطاب ألقاه محمد نجيب في مؤتمر شعبي بميدان الجمهورية. وقد تشكلت المحكمة برئاسة عبد اللطيف البغدادي وعضوية أنور السادات وحسن إبراهيم. كان محمد نجيب في أول الأمر معارضاً لفكرتها ولكنه حسب قوله: “وقفت ضدي أغلبية المجلس حيث أصروا على تشكيلها امتداداً لمحاكماتهم لضباط المدفعية ” .
انعقدت في مبنى مجلس قيادة الثورة بالجزيرة وبدأت عقد أولى جلساتها يوم السبت 26 سبتمبر 1953 .. وقد شكلت المحكمة من دون معرفة لقواعدها استجابة لاقتراح صلاح سالم بعد أن أعلن في خطبة عامة أن هناك وثيقة تدين بعض السياسيين باتصالاتهم بجهات أجنبية.
وصحب إعلان التشكيل حملة اعتقالات شملت إبراهيم عبدالهادي وشقيقه إسماعيل المليجي وإبراهيم فرج ومحمود سليمان غنام والنبيل السابق عباس حليم والدكتور أحمد النقيب وكريم ثابت وكامل القاويش وسعد الدين السنباطي وممدوح رياض .
رواية خالد محيي الدين
“ترددت شائعات أن الملك فاروق سوف يعود قريباً بمساعدة الأمريكيين سوف يعيدونه كما أعادوا الشاه في إيران. وفي هذه الأثناء فكر صلاح سالم في أن يحدث فرقعة تمكن الثورة من أن تضرب خصومها قبل أن يتحركوا أو حتى يفكروا في التحرك وأعلن لنا أنه يمتلك وثيقة مهمة تفيد أن السفارة الأمريكية تتصل بالسياسيين القدامى وتتآمر معهم للإعداد للتحرك ضد الثورة .. ووقع الجميع في الفخ وعُقد اجتماع جماهيري في ميدان عابدين وقف فيه صلاح سالم معلناً أنه يمتلك وثيقة خطيرة وتحدث محمد نجيب وجمال عبدالناصر منددين بالمؤامرة التي تُحاك ضد الثورة وأُعلن عن تشكيل “محكمة الثورة” لمحاكمة المتأمرين”.
“وتشكلت المحكمة من بغدادي وحسن إبراهيم وأنور السادات وقبض على إبراهيم عبدالهادي بتهمة التآمر مع أمريكا وعلى إبراهيم فرج بتهمة مماثلة وكانت هناك محاولة لتقديم النحاس باشا كذلك للمحاكمة إلا أنها لم تنجح. وعندما عقدت المحكمة اكتشفنا حقيقة الفرقعة التي أوقعنا صلاح سالم في مطبها فلم تكن هناك مؤامرة كانت هناك زيارة موظف بالسفارة الأمريكية لإبراهيم عبدالهادي في بيته ولاشيء آخر. وثبت أن الزيارة كانت لغرض لا علاقة له بالسياسة .. وأصدرت المحكمة حكمها على عبدالهادي بالإعدام .. ورفض محمد نجيب التصديق على الحكم ورفضت أنا الحكم. وفي اجتماع مجلس الثورة الذي دعى للتصديق على الأحكام فوجئنا بغياب محمد نجيب وأعلن الراديو أنه سافر إلى الإسكندرية” .
“وكان جمال عبدالناصر قد تحدث معي شاكياً من صلاح سالم وقال : إنه ورطنا في هذا الأمر قائلاً إن هناك وثيقة وبعد ذلك اكتشفنا أنها مجرد كلام عادي وأنها لا تشكل دليلاً ضد أحد وبعد الإعلان عن المؤامرة تورطنا وكان لابد من تقديم أشخاص للمحاكمة. المهم صممت على موقفي وألغي حكم الإعدام” .
المحاكمات الأولى قبل سبتمبر 1953
سبقت محاكمات الثورة التي أعلن عنها رئيس الجمهورية محاكمات من نوع خاص شكلت من دون الإعلان عنها لمحاكمة بعض الضباط .
محاكمة الدمنهوري (18 يناير 1953)
يقول محمد نجيب: أُبلغت أن البكباشي حسني الدمنهوري كان يعد مؤامرة للانقضاض على مجلس القيادة. وإخراج الضباط المعتقلين وأن لجنة قد حققت معه من عبداللطيف البغدادي وعبدالحكيم عامر وزكريا محيي الدين وصلاح سالم. وأبلغني جمال عبدالناصر أن محاكمته سوف تتم أمام مجلس القيادة واعترضت على ذلك حيث لا يعقل قانوناً أن يكون الخصم هو الحكم. ولكن جمال عبدالناصر أخبرني أنهم سوف يجتمعون بعد ساعة واحدة أي في السادسة صباحاً (10 يناير 1953) وانه يستحسن أن تتم المحاكمة بهذه الصورة حتى لا تكون موضوعاً للإثارة في صفوف الجيش في وقت اضطربت فيه الأمور .
ورأس جمال عبدالناصر المحكمة وحضرها كل أعضاء مجلس القيادة عدا يوسف صديق وأنور السادات وخالد محيي الدين وعبدالمنعم أمين وأصدرت حكمها بالإعدام رميا بالرصاص وخفف الحكم إلى السجن المؤبد وعلى الثاني بطرده من الخدمة العسكرية. وتلك كانت المحاكمة الأولى أمام مجلس قيادة الثورة .
رفض محمد نجيب التصديق على حكم الإعدام من حيث المبدأ مهما كانت الظروف. وحاول جمال عبدالناصر إقناعه بضرورة التصديق على حكم الإعدام إلا أنه تمسك برأيه وصرخ فيه قائلاً : “أنني لا أريد أن أمضي في طريق مفروش بدماء الزملاء من الضباط” .
ويقول محمد نجيب : وزدت تشبثاً برأيي عندما بلغني من اليوزباشي محمد أحمد رياض مصادفة أنه شاهد البكباشي حسني الدمنهوري وهو يعذب تعذيباً شديداً أمام لجنة التحقيق لحمله على الاعتراف بأنه كان يدبر مؤامرة ضد مجلس القيادة. كما أبلغني اليوزباشي محمد أحمد رياض أن حسني الدمنهوري قد تحمل هذا التعذيب بشجاعة كبيرة وأنه رفض على الرغم من قسوة التعذيب الاعتراف بأنه كان يتآمر على مجلس القيادة .
ويقول خالد محيي الدين: وحوكم حسني الدمنهوري وحاولوا إصدار حكم بالإعدام ورفضت بشدة وهنا قال لي صلاح سالم: أرجوك وافق على الإعدام لكي نخيف الضباط وأعدك أن نطلب إلى محمد نجيب عدم التصديق على الحكم وقد تم هذا فعلاً.
محاكمة رشاد مهنا وآخرين (19 مارس 1953)
والقضية الثانية التي نظرت أمام مجلس قيادة الثورة هي محاكمة القائمقام محمد رشاد مهنا (الوصي السابق على العرش) الذي اتهم ومعه أحد عشر ضابطاً وثلاثة من المدنيين بتدبير مؤامرة لإحداث فتنة بين أفراد القوات المسلحة والاستيلاء على قيادة الجيش .
وأذاع اللواء محمد نجيب في يناير 1953 بياناً قال فيه: “إنه ثبت لنا أن أشخاصاً لا تهمهم إلا مصلحتهم الشخصية قد اتصلوا بعدد من الطلبة والعمال مستغلين كل وسائل الإغراء من وعد وغش ومال محاولين إحداث فتنة واضطراب يوم 12 يناير 1953 يوم احتفال الجامعة بذكرى شهدائها. ولكن هذا اليوم مر بسلام وأن بعض الضباط حاولوا أن يبثوا في صفوف إخوانهم روح الفتنة وقد كشفت القيادة محاولتهم” .
وعقد مجلس قيادة الثورة هيئة محكمة لمحاكمة كل من يعرض سلامة الوطن للخطر. وكان تأليف هذه المحكمة من أعضاء مجلس قيادة الثورة كذلك راجعاً إلى خطورة التهم الموجهة إلى المتهمين وإلى أن معظمهم زملاء أو متساوون في الرتبة مع أعضاء مجلس قيادة الثورة ونُظرت هذه القضية عدة أيام واصدر المجلس أحكامه فيها في 19 مارس عام 1953 وهي تقضي بالسجن المؤبد على رشاد مهنا وعلى تسعة من الضباط وثلاثة من المدنيين بالسجن مدداً مختلفة. وأُفرج بعد ذلك عن رشاد مهنا صحياً .
ويقول اللواء محمد نجيب: ولم أستطع زحزحة أعضاء مجلس القيادة عن رأيهم في أن يشكلوا من أنفسهم محكمة لمحاكمة رشاد مهنا وضباط المدفعية فقد قالوا لي صراحة إن طرح موضوعات التحقيقُ أمام الضباطُ أمر يمكن أن يؤدي إلى مخاطر كثيرة. وإن عليهم الدفاع عن أنفسهم بمختلف الوسائل. لم اقتنع. ولكني لم أستطع أن أغير من الأمر شيئاً فقد كانوا في موقف الدفاع عن أنفسهم بأي وسيلة وكان هذا رأي الأغلبية .
يقول القائمقام رشاد مهنا: “يوم المحاكمة كان مضحكاً!! الله يرحمك يا نجيب يا ريحاني لا يمكن رغم مقدرته الكوميدية. الفائقة أن يصل إلى ما وصل إليه هؤلاء الجهلاء! إنهم يجهلون حتى أصول المحاكمة. بدأت المحاكمة الساعة الثالثة صباحاً وقالوا لي اتفضل: جلست. كان هناك جهاز تسجيل وبدأ زكريا محيي الدين يوجه إلى التهم. ولم أرد عليه. وأحضروا الشاهد الأول إبراهيم عاطف أعرف أن الشاهد تتم مناقشته ولكن زكريا محيي الدين كان يقرأ من ورقة ويقول له: مش كده برضه القاضي يقرأ والشاهد يستمع وقال لهم إبراهيم عاطف: “لا لم أقل ذلك”. خرج مقبوضاً عليه. ثم جاءوا بمصطفى راغب قال الكلام نفسه. الاثنين أصبحوا محامين ودفاع.. وأنا في صمت ثم جاءوا بعبد العزيز هندي وقال مثل سابقيه. وبعدين قالوا لي اتفضل. أخذني حسن التهامي في حجرة بجوار المحاكمة وكان في يدي ورقة صغيرة. واحد طلع منهم وبيحاكموه كان لابد أن يصعب عليهم. واحد مثل عبدالناصر أو أي واحد من أعضاء مجلس الثورة. كنت واحد من الجماعة وخرجت وبيحاكموه. حين خرجت في فترة الاستراحة كان أعضاء المحاكمة من مجلس الثورة يجلسون يستمعون إلى موسيقى كلاسيك!! وحين استأنف المحاكمة قالوا لي: “عندك كلام تريد أن تقوله”. قلت: “كلام بالنسبة للاتهام لا” لأن الشهود نفوا هذا الاتهام ولكن أن أذكركم بعلاقتي بكم”. وما أن قلت ذلك حتى تصدى جمال سالم قائلاً: “علاقتي بكم”؟! فاكر لما طردتني من العريش. وضحكت فقال لي: “وكمان بتضحك”. كان فاكر جمال سالم أني سوف أخاف منه ورويت لهم قصتي معهم وخرجت وجلست في الحجرة المجاورة ثم دخل علي حسن التهامي وكان لا يزال ملازماً أو يوزباشياً وقال لي: “فين الورقة التي معك” قلت له: مزقتها فحدثني بلهجة لم أتعودها وقال لي: “إيه مزقتها دي”. كان يبدو وقتها ظاهري هادئاً إلا أن نفسي كانت تغلي من الداخل. قلت له بغضب شديد وبصوت عال: “أنت طالع بره ولا لأ ..” فخرج .
ويستطرد القائمقام رشاد مهنا موضحاً الفرق في الأسلوب والمعاملة بين القبض عليه قبل الثورة في القضية المعروفة باسم “المؤامرة الكبرى ضد الملك وأعوانه عام 1947” وبين القبض عليه بعد الثورة في القضية المعروفة باسم “قضية الفتنة والاستيلاء على قيادة الجيش عام 1953” يقول: “أود أن يعلم كل مخلوق.. أنني قبض علي عام 1947 لمدة شهر تقريباً لم أشعر بأني نقصت ولو شعره لا من وظيفتي ولا من قيمتي كضابط ولا من حقوق يعني كان إذا خاطبني الضابط لابد وأن يؤدي التحية العسكرية .. حقوقي بالكامل مصانة طلباتي مصانة ما دامت في حدود القانون. لم أشعر بأي نوع من الإهانة لا مادياً ولا معنوياً وأتى المحقق وحقق كما شاء. وانتهى التحقيق وأفرج عنا وكان الله بالسر عليم. بعد الثورة وأنا وصي على العرش يعني أكبر وظيفة في الدولة. يعني ملك الدولة ماذا فعل جمال عبدالناصر وبطانة السوء. قبض عليّ الساعة الثالثة صباحاً ونزعت نزعاً من أحضان أولادي ثم رمي بي في زنزانة لا يوجد بها أي شيء على الإطلاق !! معاملة لا يمكن أن تتصورها لا قبل ولا بعد القبض” .
حاكمت محكمة الثورة 34 شخصاً بعضهم من السياسيين والبعض من المتهمين بالتجسس والاتصال بجهات أجنبية أو ترديد الشائعات. حوكم ستة من الوفديين هم إبراهيم فرج ومحمود سليمان غنام وفؤاد سراج الدين وزينب الوكيل ومحمود أبو الفتح وحسين أبو الفتح وثلاثة من رجال السراي هم كريم ثابت وأحمد النقيب ومحمد حلمي حسين والنائب العام السابق كامل القاويش وسعدي واحد هو إبراهيم عبدالهادي. ودستوري واحد أحمد عبدالغفار وضابطان هما: قائمقام عبدالغفار عثمان وأميرلاي أحمد شوقي 13 جاسوساً وثلاثة من مروجي الشائعات. واثنان بتهمة التستر على الاتصال بجهات أجنبية .
أصدرت المحكمة ستة أحكام بالإعدام نفذ منها أربعة على الجواسيس وعدل اثنان إلى المؤبد أحدهما على إبراهيم عبدالهادي ومتهم آخر يدعى أحمد محمد عوض موظف بمعسكرات البريطانيين بمنطقة قناة السويس بتقديم تقارير وتبليغات لجهات أجنبية اسمه أحمد على عوض كما صدرت أربعة أحكام بالبراءة فقط .
ومحكمة الثورة كانت موجهة أساساً ضد الوفد وبقايا الأحزاب والتنظيمات السياسية فقد حوكم من الوفد كل الأعضاء الذين لم يبلغوا الخامسة والستين من العمر وكانت محاكمة فؤاد سراج الدين هي أطول محاكمة إذ استمرت 45 جلسة طُرحت فيها مختلف القضايا وجاء قرار المحكمة ما يأتي: “المحكمة تعيب وتأسف على موقف الحكومة الوفدية المرتجل من معركة التحرير بالقناة وعدم الاستعداد لها .
وكانت محكمة الثورة تنعقد خلف باب رفعت عليه هذه الآية (واقتلوهم حيث ثقفتموهم). وتعقد جلسات سرية لا يحضرها إلا أعضاؤها والمتهم وزكريا محيي الدين رئيس مكتب الإدعاء الذي كان مشكلاً من الضباط الحقوقيين محمد التابعي وإبراهيم سامي وسيد جاد ووكلاء النائب العام مصطفى الهلباوي وعبدالرحمن صالح وأحمد موافي وعلي نور الدين .
كان المتهمون يواجهون المحكمة بلا تحقيق ويوجه الإدعاء التهمة إليهم كنوع من المفاجأة وفي الجلسة السرية التي حوكم فيها إبراهيم فرج فوجئ بتهمة الاتصال بجهات أجنبية وأخيراً تبين أن المقصود هو مقابلته مع مصطفى النحاس لنهرو أثناء زيارته لمصر عقب إعلان الجمهورية بخمسة أيام .
وكان نهرو قد أرسل رسالة حملها السفير الهندي يطلب مقابلة مصطفى النحاس ضمن زيارته لمصر ولما حاول النحاس الاعتذار عن عدم المقابلة منعاً للحرج أبلغه السفير بأنه إذا لم تتم الزيارة فإن نهرو لن يحضر إلى مصر .
وكان النحاس قد التقى نهرو قبل ذلك مرات. ولذا كان نهرو حريصاً على أن يظهر في مظهر الوفاء للزعيم الذي احتل مركزه عن طريق الديموقراطية التي يؤمن بها نهرو إيماناً راسخاً والتي كانت موضع حديث دائم بينه وبين أعضاء مجلس قيادة الثورة في كل مناسبة يلتقي بهم.
قال نهرو في هذه المقابلة التي تمت في منزل النحاس إنه لا ينسى علاقته بوالده (موليتال) وإنه يعد الحركة الوطنية في الهند ابنة الحركة الوطنية في مصر التي قادها الوفد. وقال له النحاس إنه سعيد لأنه عاش حتى اليوم الذي أُعلنت فيه الجمهورية بمصر وصارحه بأنه يكره الحكم العسكري ويرى من واجبه مقاومته حتى يعود الدستور والديموقراطية والحرية .
وعندما انتهت جلسات محكمة الثورة التي بدأت في أول أكتوبر 1953 وانتهت في أبريل 1954. كان معظم قيادات الوفد قد أصبحوا خلف قضبان السجون. ويذكر أن أفراداً من أسرة سراج الدين ذهبوا إلى جميع أعضاء مجلس الثورة لإقناعهم ببراءة فؤاد ولم يلقوا إلا كلمات مجاملة أو اعتذار عن عدم المقابلة عدا جمال عبدالناصر الذي صارحهم بأنه لابد من الحكم عليه وأنه لابد من التصديق على الحكم. قائلاً لهم أن فؤاد سراج الدين كرجل سياسي يعرف لماذا حكم عليه. ومتى سيخرج .
وكان هناك سببان: أحدهما خارجي وهو عودة الأحزاب في سورية بعد الإطاحة بحكم العقيد أديب الشيشكلي وسبب داخلي هو استعداد رجال الثورة للقضاء على الإخوان المسلمين كما صارحهم بذلك .
كانت الأحزاب في سورية قد توقف نشاطها أربعة أعوام منذ عام 1949 ولكنها عادت للتشكيل فوراً بعد القضاء على دكتاتورية الشيشكلي. وهو الأمر الذي كان يؤرق رجال الثورة بصفة عامة وجمال عبدالناصر بصفة خاصة لأنهم كانوا يدركون أن مجرد وجودها يشكل خطراً على سلطتهم في لحظة زمنية معينة تحت ضغط ظروف مواتية .
وهكذا بعد أن كانت تجربة سورية تبعث الحذر من تكرار الانقلابات العسكرية أصبحت تبعث الحذر كذلك من عودة الأحزاب السياسية. وعندما انتهت محكمة الثورة من عملها وألقت بعدد من زعماء الوفد والأحزاب السياسية داخل السجون وفتحت أبواب المعتقلات وحظرت أي نوع من النشاط السياسي خارج هيئة التحرير بدا الأمر كما لو أن الصدام مع الأحزاب قد وصل غايته. ولكنه تبين على الرغم من ذلك أن الحياة مازالت تنبض في جسد الأحزاب وأنها استفاقت لتعاود الحياة مرة أخرى في بداية عام 1954 .
الصراع داخل مجلس الثورة
الثورة ومحاكمات الضباط
رجال الإنقلاب .. أو الثورة ماذا فعلوا في شرف المؤسسة العسكرية من محاكمات وخيانة ؟ ولاحظ لا تزال صورة الملك فاروق تزين الحائط ” خلف ” نجيب وناصر زعامر وكال الدين حسين وزكريا محي الدين ويوسف صديق وجمال سالم
كان 15 يناير 1953 نقطة تحول في تاريخ وتقاليد الجيش المصري .. حيث كان التخلص من ضباط الرتب الكبيرة لواء وأميرالاي تعبيراً عن صراع الأجيال. كما أن تطهير صفوف الجيش من بعض الضباط ذوي الرتب الأقل كان يتخذ طابعاً أخلاقياً أكثر منه سياسياً فالذين فصلوا من الجيش مع أيام الثورة الأولى من الرتب الصغيرة كانت تلاحقهم أو تلاحق تصرفاتهم وأسرهم شبهات ما. ولم يكن أحد منهم من أبناء الأسر الإقطاعية أو البرجوازية الكبيرة .
تجاوز عدد الذين فصلوا في الشهور الثلاثة الأولى أكثر من خمسمائة ضابط. وكان تحديد أسمائهم يتم عن طريق المداولة بين أعضاء تنظيم (الضباط الأحرار) الذي ظل قائماً ومتماسكاً يعقد الاجتماعات في مختلف الأسلحة والمناطق ولكن بدرجات متفاوتة .
كانت زحمة العمل اليومي وكثرة المسؤوليات الملقاة على عاتق أعضاء مجلس القيادة وتكليف بعض أعضاء الصف الثاني بواجبات خارج الوحدات أو خارج الجيش عاملاً من عوامل ضعف الحركة التنظيمية بعد 23 يوليه إلى جانب تدافع عدد كبير من خارج تنظيم (الضباط الأحرار) للعمل والمشاركة والحرص على القول بأن الحركة للجميع .
نشأت التناقضات في صفوف الضباط وفي اجتماعات أعضاء مجلس القيادة كنتيجة لإجراءات المجلس ورد فعل لقراراته واتجاهاته .
تعيين الضباط في الوظائف المدنية
كان أول خروج للضباط من صفوف الجيش هو تعيين رشاد مهنا وزيراً للمواصلات ثم عضواً في مجلس الوصاية واختيار 18 ضابطاً من حملة رتبة اللواء والأميرالاي لتعينهم في مناصب مدنية. وكان منهم سفيران هما علي نجيب الذي عين في لبنان ومحمد سيف الدين الذي عين في الأردن .
وكان اللواء محمد نجيب أول المعترضين على تعيين الضباط في الوظائف المدنية. وكانت البداية عندما رُشح القائمقام رشاد مهنا لمنصب الوصي على العرش من قبل مجلس القيادة رفض محمد نجيب واعترض على أساس عدم الزج بالجيش فيما لم يُخلق له .
ويقول محمد نجيب: “ولكن زملائي في المجلس ألحوا علي في القبول فقبلت حتى لا يبدو موقفي نشازاً .
وتولد عندي شعور بأننا قد فتحنا باباً سوف يفتح شهية الضباط لمزيد من الإقبال على المناصب المدنية ذات الدخل الكبير. وتولد عندي الحرص كذلك على ضرورة سرعة الانتقال إلى الحياة الديموقراطية الطبيعية التي تحفظ للجيش كيانه وتبعد به عن الارتباط بالحياة المدنية.
“اعترضت اعتراضاً شديداً على تعيين شقيقي سفيراً ولكنني مرة أخرى وجدت نفسي أعارض وحيداً بعد أن قالوا لي إن الشيشكلي يريد تحسين علاقته مع مصر. ويطلب عليّاً بالذات وقد أصررت أن يذهب بمرتبه من دون أي إضافات أي ما يعادل درجة وزير مفوض” .
كان تعيين محمد نجيب رئيساً للوزارة بداية لتوزيع أعضاء مجلس الثورة أنفسهم ليكونوا مشرفين على الوزارات أي يشكلون ما يمكن التعبير عنه باسم “وزارة الظل”. وعندما استغرقتهم مهمات أخرى أوكلوا أعمالهم الإشرافية إلى ضباط من معارفهم الذين يثقون فيهم الأمر الذي أحاط كل ضابط من ضباط القيادة بثلة خاصة من الضباط تتحرك في مجال معين وتتصرف تبعاً لسلوك أعضائها الخاص من دون توافر رقابة دقيقة .
أخذ تسرب رجال الجيش إلى مجالات العمل التنفيذي يتسع ويأخذ أشكالاً مختلفة. قطارات الرحمة التي تتحرك تحت إشراف الضباط مع الفنانين والفنانات لجمع التبرعات. وما أحاط بذلك من أقاويل. إشراف بعض الضباط كذلك على جمع معونة الشتاء وما صاحبها من انحرافات .
ويقول محمد نجيب: “وأصدرت قرارات مشددة بمنع الضباط من الاشتراك في الأعمال المدنية. وزدت من زياراتي لوحدات الجيش حتى بلغت 869 زيارة خلال العام الأول من الحركة. ولكن التسرب لم يتوقف إذ كان الضباط يعتمدون على صلاتهم بأعضاء المجلس. وكل واحد منهم كان يؤدي دور المسؤول في قطاعه. “كان ازدواج المسؤولية من أكبر الأخطاء التي وقعنا فيها والتي سحبت الجيش إلى ما لم يخصص له. كما أن السماح للضباط بالاتصالاًت المدنية أوقعنا في محاذير شديدة بدأت هينة ثم استفحلت إلى الدرجة التي تعذر بعدها الإصلاح .
“وتكونت عدة مجموعات يحيط كل منها بضابط من ضباط القيادة. وهو في ارتباطه بهم يتغاضى عن أخطائهم ويبرر لهم تصرفاتهم لأنه يود أن يكون محبوباً ويكسب شعبية من القوى التي تسانده في موقفه. “وزادت هذه الظاهرة بعد تشكيل هيئة التحرير التي تولى إدارتها الصاغ إبراهيم الطحاوي واليوزباشي أحمد طعيمة والتي كانت أول تجربة تنظيمية للحركة في صفوف الجماهير مما جعلها تستعين بصلات الضباط في مختلف المدن والمديريات من الإسكندرية إلى أسوان .
“وكان خروج الضباط في هذه المهمات الخاصة سلاحاً خطيراً إذ يصعب إرضاء الجميع بنسبة واحدة الأمر الذي دفع بعض الضباط الأحرار في سلاح المدفعية إلى التفكير في اعتقال أعضاء مجلس القيادة وتشكيلهم تنظيماً لتنفيذ ذلك” .
ولما كان ارتباط الضباط الفكري ببعضهم البعض لم يكن يتجاوز حدود ما ورد في منشورات الضباط الأحرار. والأهداف الستة التي تمثل آمالاً طموحاً من دون طرح السبيل للوصول إلى تحقيقها فإن الآراء بدأت تتنافر وخاصة عقب كل قرار يصدر من مجلس القيادة.
اعترض رشاد مهنا مثلاً على قانون الإصلاح الزراعي .. ولم يوافق عليه إلا خضوعاً لرأي أغلبية المؤتمر المحدود الذي دعا إليه علي ماهر. ولكنه في اتصالاًته وآرائه كان يمثل جانباً خاصاً منفرداً غير مرتبط بمجلس القيادة. كما سبق بيانه .
الخلافات بين جانب من الضباط الأحرار ومجلس قيادة الثورة
كان الشعور العام بين الضباط الأحرار بعد نجاح الثورة أنهم هم صانعو الثورة وأن الثورة قامت على أكتافهم ومن ثم كانوا يرون أن لهم الحق في معرفة ما يدور داخل القيادة من أمور والأسباب الخلفية لكل القرارات الثورية المتلاحقة. وكان جمال عبدالناصر يراعي مشاعرهم على الأقل لاستقطابهم لشخصه فسمح بعمل “مؤتمر أسبوعي” بين ممثلي الأسلحة من الضباط الأحرار وكان يناقشهم في هذه المؤتمرات عن السياسة العامة للثورة والمشكلات التي تواجهها. وقد استمرت هذه المؤتمرات مدة طويلة ثم أخذت تتباعد بحكم مسؤوليات جمال عبدالناصر المتصاعدة إلى أن ألغيت كلية .. كانت هذه المؤتمرات ومناقشاتها المفتوحة تمتص جانباً من الجوانب الاجتماعية والنقدية من الضباط الأحرار على تصرفات مجلس القيادة بعد أن بدأت المشكلات الناتجة عن تسيير الأمور محل نقاش بينهم داخل التشكيلات المختلفة وذلك بحكم شعورهم بما لهم من حقوق على مجلس القيادة .
وأخذ هذا الوضع غير المألوف في الحياة العسكرية يتطور إلى شكل ظاهرة تنذر بالخطر على الأقل بالنسبة لأوضاع أعضاء مجلس القيادة أنفسهم وبخاصة عندما تطورت المناقشات داخل تكوينات الضباط الأحرار في الوحدات والتشكيلات العسكرية تتناول قرارات وتصرفات مجلس القيادة ككل وتصرفات أفراده مما ولد جانباً لا يستهان به من الاستياء وبخاصة عندما توقف اجتماع المؤتمر الأسبوعي .
وقدمت مجموعة منهم مطالب إلى مجلس القيادة تتلخص في المطالبة بتنظيم الجيش بوحداته وأسلحته في صورة سياسية وتشكيل جمعية عمومية للضباط الأحرار تُعرض عليها القرارات المهمة وتمثل أسلحة الجيش. كما طالبوا أن يكون تشكيل مجلس القيادة نفسه عن طريق الانتخابات من بين الضباط الأحرار حتى لا ينفرد عشرة أو أكثر من الصف الأول بإصدار القرارات. وظهر تياران من هؤلاء الضباط ينادون بضرورة إجراء انتخابات لمجلس قيادة الثورة على أن يشمل أعضاء دائمين وآخرين منتخبين. وطالب بعضهم أن يكون مجلس إدارة نادي الضباط هو الممثل المنتخب لحركة ضباط الجيش .
كان من شأن هذه المطالب أن يتحول الجيش المحارب إلى مؤسسة حكم سياسية. كما أن أسلوب الانتخابات أسلوب خطير في النظام العسكري لأنه مبني على طاعة الرئيس لا تسيير الرئيس بواسطة الرتب الأصغر .
أثارت هذه المطالب زوبعة داخل المجلس وأحسوا بخطورة ذلك على كيانهم بدرجة لا يمكن تجاهلها وبخطورة على مراكزهم أنفسهم. وبخاصة أن بعض مقدمي المطالب كانوا يتمتعون بشخصية قوية ولهم شعبية كبيرة بين الضباط الصغار في أسلحتهم. وعقد مجلس الثورة اجتماعاً عاجلاً لبحث هذا الأمر. وتراءى لهم أن ثمة انقلاباً على وشك أن يحركه رشاد مهنا لأن الأخبار وصلتهم أن الكلام على رشاد مهنا يتداوله جموع الضباط في المدفعية وبين بعض ضباط المشاة. ولم يجد مجلس القيادة بداً من القضاء على هذه الحركة في مهدها وبخاصة أن المهيمنين عليها من الضباط الأحرار .
الرئيس محمد نجيب يصدر أمراً بالاعتقال
نجيب ” ح ينتع خطاب ” وحوله وناصر وسالم
يقول محمد نجيب: “وأصدرت أمري باعتقال عدد من ضباط المدفعية ولم يكن اعتقال هؤلاء الضباط أمراً سهلاً بالنسبة لي كما أن التحفظ عليهم في سجن الأجانب كان أمراً أشد قسوة على نفسي. بعضهم خرج ليلة 23 يوليه معرضاً حياته للخطر من أجل انتصار الحركة وتغيير الأوضاع الفاسدة التي كانت سائدة .
“ولكن ماذا يمكن أن أفعل ؟ المعلومات التي وُضِعت أمامي كانت تؤكد أن هناك عملية مدبرة لاغتيال أعضاء مجلس القيادة. وحرصي على تنفيذ القانون بعدم وضع الضباط في السجون قوبل بمعارضة شديدة بحجة أنهم لو تجمعوا في ميس إحدى الوحدات أو في ثكنة من الثكنات فإنه سوف يكون صعباً وعسيراً ألا يؤثر ذلك في زملائهم مما يدفع الأمور إلى مزيد من الانفجار. وأصدرت أمري بإخلاء سجن الأجانب من نزلائه ليكون معتقلاً خاصاً لهؤلاء الضباط فقط .
“أصبحنا كما يقول المثل البلدي “مثل السمك نأكل بعضنا”. ومع ذلك لم يقف الأمر عند حد رشاد مهنا وضباط المدفعية ولكنه وصل كذلك إلى أعضاء مجلس القيادة إلى القائمقام يوسف صديق” .
كان يوسف صديق شديد الوضوح في معارضته لقانون تنظيم الأحزاب لضرب الوفد على غير أساس ديموقراطي. وكان يدعو إلى التمسك بالدستور ودعوة البرلمان المنحل للانعقاد لتعيين مجلس الوصاية. كما أنه كان شديد الثورة والرفض لاعتقال الزعماء السياسيين من دون اتهام. وطالب كثيراً بإلغاء الرقابة على الصحف وتكوين اتحاد عام للعمال” .
رأي خالد محيي الدين في تحرك المدفعية
يقول خالد محيي الدين: “وبدأت حركة في سلاح المدفعية تنتقد “مجلس الثورة” وتسأل من اختار ضباطه. وكانوا يعربون عن رفضهم أن يمثلهم في مجلس الثورة عبدالمنعم أمين وكمال الدين حسين. وأعربوا عن انتقادات شديدة ضد الاثنين. وطالبوا بأن ينتخب ضباط كل سلاح ممثليهم في مجلس الثورة. وكان صلاح سالم يتصل بهؤلاء الضباط ويناقشهم وأفهمنا أنه يحاول تهدئتهم والغريب أن أحداً من زملائنا في “القيادة” لم يستشعر حساسية من اتصال صلاح سالم بالمدفعية كتلك التي استشعرها إزاء علاقتي بالفرسان .
“وبدأ ضباط المدفعية في التحرك واتصلوا برشاد مهنا الذي كان ثائراً ضدنا بطبيعة الحال وكان من بين ضباط المدفعية: سامي شرف وأحمد شهيب ومحسن عبدالخالق فتح الله رفعت ومصطفى راغب. وعندما بدأ زكريا محيي الدين في التحقيق مع سامي شرف اكتشف أن بإمكانه أن يتحول إلى “شاهد ملك” فأدلى باعترافات عديدة وبعد ذلك عُين في مكتب زكريا ثم نُقل بعدها إلى مكتب عبدالناصر .
“والحقيقة أن سامي شرف لم يكن لديه معلومات كثيرة عن تحركات المدفعية لكن أقواله ضد زملائه اتخذت كدليل على وجود “شيء ما”.. ووجود “شيء ما” كان كافياً لدى بعض الزملاء في “القيادة” لتوجيه ضربة قاصمة لأصحاب هذا “الشيء ما”. وأبلغونا في المجلس أن هناك محاولة في المدفعية لعمل انقلاب وأن ثمة ضباطاً من المدفعية يرتبون لاقتحام قصر النيل خلال اجتماعنا فيه ويقبضون علينا”. انبرى جمال سالم لتفجير الموقف وتصعيده واقترح أن نقبض عليهم وأن نقدمهم لمحاكمة صورية ثم نعدمهم. وقال: “هم إذا كانوا قبضوا علينا كانوا سيقتلوننا فنحن نقتلهم جميعاً ونشكل محكمة منا لإصدار أحكام الإعدام حتى يخاف الجميع” .
“والحقيقة أن كلمات جمال سالم المندفعة والتي أيدها بحماس أنور السادات وعبداللطيف بغدادي وعبدالحكيم عامر وعدد آخر من الزملاء قد أثارتني ثورة عارمة ولأول مرة تحدثت بعنف شديد وصوت مرتفع في المجلس وأبديت اعتراضاً شديداً على الإعدام. وكان جمال عبدالناصر صامتاً. أما محمد نجيب فقد أفلت بجلده من المسألة فقال: إذا كنتم أنتم ستحاكمونهم محاكمة عسكرية فلابد أن أكون أنا الضابط المصدق على الحكم ولهذا لا يجوز أن أشارك في المحكمة .
“استمر الحوار طويلاً ومحتدماً واستمر النقاش حتى الساعة الثالثة فجراً وتعبنا من دون أن نصل إلى قرار وقررنا مواصلة النقاش في الصباح. ونمنا جميعاً في مكتب رئاسة الجيش بكوبري القبة ونام جمال عبدالناصر إلى جواري وهمس قائلاً: “أنا موافق على رأيك خليك متمسك به وأنا سأؤيدك”. وقلت له: “يا جمال أنا ضميري لن يسمح لي بالتوقيع على حكم الإعدام ضد أحد الضباط خاصة وأن الحكم معد مسبقاً حتى قبل القبض عليه أو سؤاله”. فقال: وأنا معك كذلك أنت قاوم بشدة وأنا سأساندك” .
“وبدأت جلسة الصباح وتكلم عبدالحكيم ثائراً متحمساً لأحكام الإعدام وهددنا بأن الثورة ستضيع وأننا سنندم وأننا نتحمل مسؤولية فشل الثورة. “كانت الأغلبية الكبيرة مع أحكام الإعدام لكنهم كانوا يخشون أن أخرج من المجلس وأعلن أنني كنت ضد حكم الإعدام فأثير ضباط الجيش ضدهم. ولهذا أكد عبدالحكيم عامر: لن نسمح لأحد أن يخرج من هنا ليعلن أنه ضد الإعدام وسنبقي هنا نتناقش حتى يقتنع “الجميع” بضرورة الإعدام .
“وإذ قالها عبدالحكيم تمسكت أنا بها أي أن نقرر أنه لا يجوز إصدار أحكام بالإعدام إلا بالإجماع. ووافق الجميع. وبعد أن وافقنا قررت أن أتمسك بموقفي ضد الإعدام حتى النهاية واتفقنا كذلك على أنه في حالة صدور حكم بالسجن يحدد كل منا عقوبة ويؤخذ بالعقوبة الأقل .
“وبدأوا في تقديم أسماء الذين سيقبض عليهم. وفوجئت باسم أحمد حمروش من بينها والحقيقة أنهم جمعوا أسماء كل الضباط الذين أعربوا عن معارضتهم أو انتقاداتهم ولو بأقل قدر وبقي حمروش في سجن الأجانب ستة أيام ثم أفرج عنه لكن بعض المقبوض عليهم ضرب ضرباً مبرحاً. وكانت هذه بداية سيئة للغاية. وعندما قبض على هذه المجموعة من الضباط قرر حسني الدمنهوري أحد ضباط سلاح الفرسان أن يتحرك. واتصل بأخيه وطلب منه أن يفاتح توفيق عبده إسماعيل في الفرسان وخلال هذه الاتصالات أبلغ عنهما ضابط اسمه صفي الدين حسين. وحوكم حسني الدمنهوري وحاولوا إصدار حكم بالإعدام ورفضت بشدة. وهنا قال لي صلاح سالم: أرجوك وافق على الإعدام لكي نخيف الضباط وأعدك أن نطلب إلى نجيب عدم التصديق على الحكم. وقد تم هذا فعلاً .
“وبعد أن انتهينا من محاكمة حسني الدمنهوري في رئاسة الجيش يوم 10 يناير 1953 وانتقلنا إلى قشلاق قصر النيل لمحاكمة بقية الضابط تم استبعاد عبدالمنعم أمين وأنور السادات ويوسف صديق ومحمد نجيب نجيب لأنه سيكون الضباط المصدق والآخرون لأن أسماءهم وردت في التحقيقات .
“وترأس جمال عبدالناصر جلسة المحاكمة. والحقيقة أنه لم يكن هناك أي دليل جدي على القيام بحركة كان هناك مجرد كلام وانتقادات. ولهذا صممت على عدم صدور أي حكم بإعدام فقد تشاوروا معاً واتفقوا على عمل انقلاب لكن لم يقوموا بأي عمل تنفيذي وعندما رفضت حكم الإعدام ثار جمال سالم وقال: من لا يوافق على الإعدام عليه أن يوقع وثيقة إعدام الثورة ذاتها. وثرت ثورة عارمة وتمسكت بموقفي. واستمر النقاش حوالي 48 ساعة من دون أن نصل إلى حل. أخيراً تدخل جمال عبدالناصر وقال: أنا أؤيد خالد وأنا ضد الإعدام .
“وهنا ثار بغدادي وقال: إذا لم توافق على الإعدام فأنا سأضع حكماً قليلاً لأحرجكم وأثبت ضعفكم أمام الضباط وأمام الناس وطلب الحكم بعشر سنوات سجن وكنا ملزمين بالأخذ بأقل الأحكام وفق اتفاقنا السابق. وهنا أثار عبدالناصر موضوع الضرورة صرف معاشات هؤلاء الضباط. واعترض البعض على ذلك وعدوه تدليلاً للضباط المدانين وذكَّرهم عبدالناصر أننا كنا قبل الثورة نجمع تبرعات للضباط المعتقلين فهل سنترك الباب مفتوحاً لجمع تبرعات كهذه بمال يعد تأييداً للضباط ومساندة لهم .
وسأل عبدالناصر: ما ذنب أسرهم ؟ وفي النهاية تقرر صرف معاشات للضباط المحكوم عليهم وظل هذا المبدأ سارياً” .
الضُباط يعتقلوا سيادته عقبالنا يا رب !!
محاكمة محمد نجيب وتحديد إقامته
قبضوا على محمد نجيب رئيس مصر وقائد المؤسسة العسكرية
كان محمد نجيب مازال حتى يوم حادث المنشية رئيساً للجمهورية بلا سلطات عملية تقريباً ينوب عنه في الغالب ويحضر مقابلاته حسن إبراهيم وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية. وعندما وجد محمد نجيب في اتفاقية الجلاء بعض ما يستحق النقد كتب مذكرة إلى مجلس قيادة الثورة. ثم فوجئ بها مطبوعة يوزعها الإخوان المسلمون.
وعقب حادث المنشية أرسل إلى جمال عبدالناصر برقية ومندوباً للاستفسار عن صحته ولكن الصحف والإذاعة لم تشر إلى ذلك فذهب محمد نجيب إلى عبدالناصر في منزله مستفسراً عن سبب عدم الإشارة إلى ذلك في الصحف مستنكراً أن يكون وراء ذلك محاولة إفهام الناس برضائه عن هذا الحادث. ولم يسمع محمد نجيب جواباً مرضياً
إعفاء محمد نجيب من رئاسة الجمهورية وتحديد إقامته
في يوم 14 نوفمبر توجه محمد نجيب إلى مكتبه فوجد عدداً من ضباط البوليس الحربي أمام قصر عابدين. ولما اتصل بجمال عبدالناصر مستفسراً عما وراء ذلك. حضر إليه بعد فترة قصيرة عبدالحكيم عامر وحسن إبراهيم ليبلغاه أن مجلس قيادة الثورة قرر إعفاءه من منصبه.
وذهب الاثنان معه إلى حيث حُددت إقامته في فيلا صغيرة كانت تملكها السيدة زينب الوكيل بضاحية المرج شمال القاهرة. وصدر في اليوم نفسه قرار بإعفائه من جميع المناصب التي كان يشغلها كما تقرر أن يبقى منصب رئاسة الجمهورية شاغراً. وأن يستمر مجلس قيادة الثورة في تولي كافة سلطاته بقيادة جمال عبد الناصر هكذا وصل الصدام الأخير مع مجلس قيادة الثورة إلى نهايته وأسفر عن:
- عزل محمد نجيب من رئاسة الجمهورية.
- حل الأحزاب السياسية ووضع قادتها في السجون.
- إغلاق صحيفة المصري التي لعبت دوراً كبيراً في أزمة مارس.
- حل جماعة الإخوان المسلمين وإعدام قادتها ووضع الألوف من أعضائها في المعتقلات والسجون.
- فشل محاولات الانقلاب العسكري وانتهاء التنظيمات العسكرية المستقلة أو التابعة للقوى السياسية الخارجية داخل الجيش.
- حل نقابات الصحفيين والمحامين وتعيين لجان مؤقتة لها موالية لمجلس قيادة الثورة.
انتصار مجلس قيادة الثورة
كان واضحاً أن الانتصار كان لصالح أعضاء المجلس للأسباب الآتية:
- لم تتوافر لمحمد نجيب شخصية الزعيم الذي يقدر على المناورة واقتصرت جاذبيته على سماحته وبساطته وهي أمور لا تكفي وحدها لتوجيه الحركة السياسية .
- لم يلجأ محمد نجيب إلى تكوين تنظيم موال له في بالجيش كما فعل جمال عبدالناصر وزملاؤه. كما أن صلته بالقوى السياسية المختلفة كانت معدومة على عكس جمال عبدالناصر الذي تعددت صلاته وتلاقت أهدافها وتنافرت مع هذه القوى تبعاً للظروف القائمة.
- ضعف الوفد والأحزاب السياسية الأخرى وعدم قدرتها على تحريك الجماهير تبعاً لتوجيهاتها لغياب عنصر التنظيم الحزبي الملتزم واعتمادها على التنظيمات القديمة المؤثرة في الجماهير بطريقة شخصية فقط.
- عدم وصول القوى الشيوعية واليسارية إلى الدرجة المطلوبة من النضج والانتشار الكفيل بحشد الجماهير حولها علاوة على معاناتها من الانقسامات والاعتقالات.
- العجز عن تكوين الجبهة الوطنية الديموقراطية نتيجة لتردد الوفد ورفض الإخوان المسلمين وعدم وضوح الخط السياسي لمحمد نجيب.
- ترجيح كثير من الفئات للخط الوطني الذي تبنته الحركة في بدايتها على خطواتها المعادية للديموقراطية والتي لم تصل إلى الجماهير البسيطة في حياتها اليومية.
- انتهاز وقوع الإخوان المسلمين في شرك مساندة “مجلس قيادة الثورة” في أحرج وقت تصادمت فيه القوتان.
- عدم تعاطف الشعب مع الإخوان في محنتهم لما ألصق بهم من اتهامات ومعاداتهم المستمرة للأحزاب السياسية.
- عدم توافر الظروف المواتية لتجميع العناصر الوطنية الديموقراطية داخل الجيش وتأييد بعضهم لمجلس القيادة حيث لم يجد منبراً آخر أكثر جاذبية له.
- غيبة الحركة الجماهيرية المؤثرة التي كان يمكن أن تشكل قوة ضاغطة على أعضاء المجلس فلم يكن هناك اتحاد لنقابات العمال ولم تكن هناك تنظيمات فلاحية كما أنه لم يكن هناك تنسيق بين النقابات المهنية.
كل هذه الأسباب وغيرها جعلت انتصار “مجلس قيادة الثورة” باعتباره المعبر عن حركة الجيش أكثر رجحاناً. وخاصة بعد أن انفردت الحركة بالقوى المختلفة تطيح بها واحدة بعد الأخرى من دون إدراك بأن هذه المطرقة الهاوية لن تتوقف إلا إذا تحولت كل التنظيمات الحية إلى جثث هامدة أو مغشي عليها. ومنذ عزل محمد نجيب واختفاء التنظيمات السياسية وملء السجون والمعتقلات السياسية من مختلف الاتجاهات. أصبحت حركة الجيش هي المسيطرة. وانتصر الجانب المسلح من الطبقة المتوسطة بعد أن وجه ضربة قاضية للإقطاع وضربات شديدة لأبناء طبقته من المدنيين. وانتهت سنوات التصادم بانتصار كامل للعسكريين. وبدأت مواجهتهم لمشاكل المجتمع تحدد خط سيرهم في المستقبل القريب والبعيد .
وثائق إبعاد الرئيس محمد نجيب ومحاكمته
اللواء محمد نجيب رئيس الجمهورية .. ماذا فعلت به المؤسسة العسكرية ؟
هي وثائق يقول عنها رجال الثورة : سرية للغاية .
ويقول عنها محمد نجيب في مذكراته الخاصة والسرية ” مصير مصر ” : أجبرتُ على ترك منصبي وكتابة جميع الوثائق التي كتبتها .. جميعها بأمر جمال عبد الناصر” مكرهاً ” !! حتى خطابي للشعب بأنني تركتُ موقعي برغبتي طواعية لم يكن سوى تحت التهديد !!
وأقول عنها : فضيحة بجلاجل للمؤسسة العسكرية إياها .
فماذا يقول عنها الرئيس مبارك ومؤسسته المنزهه عن الهوى ؟!
وما هي هذه التفاصيل السوداء والسرية ؟
…
من هنا نبدأ الرحلة مع أوراق سجلات ثورة 23 يوليو 1952 وكيف تمت محاكمة الرئيس محمد نجيب ” بعد الشر عليك يا حسني يا مبارك طبعاً ” وكيف تمت محاكمة رجال الثورة من الضباط ؟! تصور ؟!! الضباط يحاكمون بعضهم البعض ولا قداسة للمؤسسة العسكرية وهم سدنتها ورموزها وسادتها وقادتها ؟!
وترددون لنا أن : المؤسسة العسكرية مُقدسة ومُنزهة عن الهوى ولا تنطق إلا وحياً ولا تصمُت إلا عبرة !!
خصوصاً بعد حادث المنصة إياه يا راجل !!
قد تتعجب وتقل : الواد أنيس الدغيدي واجع قلبه ليه في الموضوع ده ؟!
فأجيبك : بعد الشر بعد الشر عليك يا ريس لو ربنا أراد وأخذ سيادتك في منصة أو حتى في ميدان عام ” أقول بعد الشر ” سأتولى وحدي أيضاً الدفاع عن روحك وأطالب الخونة ولاد اللذينة بفتح ملف تحقيقاتك لو ” غطرشت ” أي مؤسسة في البلد وهضمت حقك .. هذا ولا تؤاخذني : إذا أنا بليت فول ووزعته أيضاً لزوم الظروف والأحداث .. هذا إذا حدث لسيادتك لا قدر الله .
تعالى نستكمل معاً وثائق وأسرار قادسة المؤسسة تبعك إياها من يوليو 1952 وحتى اليوم :
بسم الله الرحمن الرحيم
الوقائع المصرية
جريدة رسمية للحكومة المصرية -عدد غير اعتيادي
(العدد 16 مكرر”ب” ) الصادر في يوم السبت 23 جمادى الثانية سنة 1373 (27 فبراير سنة 1953) (السنة 125)
مرسوم
بتعيين حاكم عسكرى عام
باسم الأمة
رئيس الجمهورية
بعد الاطلاع على القانون رقم 15 لسنة 1923 الخاص بنظام الأحكام العرفية والقوانين المعدلة له وعلى المرسوم الصادر في 26 من يناير سنة 1952 بإعلان الأحكام العرفية
وعلى المرسوم الصادر في 25 من مارس سنة 1952 باستمرار الأحكام العرفية وعلى المرسوم الصادر في 9 من سبتمبر سنة 1952 بتعيين اللواء أركان حرب محمد نجيب حاكما عسكريا عاما وبناء على ما عرضه رئيس مجلس الوزراء وموافقة رأى ذلك المجلس
رسم بالآتى :
مادة 1 – يخول السيد البكباشى أركان حرب جمال عبد الناصر حسين السلطة في اتخاذ التدابير المنصوص عليها في المادة 3 من القانون المشار اليه بدلا من السيد اللواء أركان حرب محمد نجيب .
ويرخص له علاوة على ذلك باتخاذ أى إجراء آخر لازم للمحافظة على النظام والأمن العام في جميع نواحى جمهورية مصر أو في جهات معينة فيها .
مادة 2 – على الوزراء كل فيما يخصه تنفيذ هذا المرسوم صدر بقصر الجمهورية في 23 جمادى الثانية سنة 1373 ( 27 فبراير سنة 1954 )
محمد نجيب لواء ( أ.ح )
رئيس مجلس الوزراء
جمال عبد الناصر حسين بكباشى ( أ.ح )
نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير المواصلات
( قائد جناح ) جمال سالم
نائب رئيس مجلس الوزراء للشئون الاقتصادية
عبد الجليل ابراهيم العمرى
وزير العدل وشئون رياسة الجمهورية
أحمد حسنى
وزير الدولة
فتحى رضوان
وزير الدولة للشئون العامة
حلمى بهجت بدوى
وزير الصحة العمومية
نور الدين طراف
وزير الأوقاف
أحمد حسن الباقورى
وزير الخارجية
محمود فوزى
وزير الزراعة
عبد الرازق صدقى
وزير المعارف العمومية
عباس مصطفى عمار
وزيرالشئون البلدية والقروية
وليم سليم حنا
وزير الحربية
(قائد جناح) عبد اللطيف محمود البغدادى
وزير الإرشاد القومى ووزير الدولة لشئون السودان
صلاح الدين مصطفى سالم صاغ (أ. ح)
وزير الداخلية
زكريا محي الدين بكباشى(أ.ح)
وزير التجارة والصناعة
حسن أحمد بغدادى
وزير المالية والاقتصاد
على الجريتلى
وزير الأشغال العمومية
أحمد عبده الشرباصى
وزير الشئون الاجتماعية
كمال الدين حسين صاغ(أ.ح)
وزير التموين
حسن أحمد بغدادى
الوقائع المصري
جريدة رسمية للحكومة المصرية – عدد غير اعتيادي
( العدد 16 مكرر ) الصادر في يوم الخميس 21 جمادى الثانية سنة 1373- 25 فبراير سنة 1954 ( السنة 125 )
أمر
بقبول استقالة السيد الرئيس اللواء أركان حرب
محمد نجيب وتعيين السيد البكباشي أركان حرب جمال عبد الناصر حسين
مجلس قيادة الثورة
بعد الاطلاع على الإعلان الدستوري الصادر في 10 من فبراير سنة 1953
وعلى الإعلان الدستوري الصادر في 18 يونيه سنة 1953
أمر بالآتي :
مادة 1 – قبلت الاستقالة المقدمة من السيد اللواء أركان حرب محمد نجيب من جميع الوظائف التي يشغلها .
مادة 2 – يستمر مجلس قيادة الثورة بقيادة السيد البكباشي أركان حرب جمال عبد الناصر حسين في تولي كافة سلطاته الحالية إلى أن تحقق الثورة أهم أهدافها وهي إجلاء المستعمر عن أرض الوطن .
مادة 3 – يعين السيد البكباشي أركان حرب جمال عبد الناصر حسين رئيسا لمجلس الوزراء .
صدر في 21 جمادى الثانية سنة 1373 (25 فبراير سنة 1954)
رئيس مجلس قيادة الثورة
جمال عبد الناصر حسين بكباشي (أ. ح)
قائد جناح جمال سالم
بكباشي ( أ. ح ) زكريا محي الدين
بكباشي ( أ .ح ) حسين الشافعي
قائد جناح عبد اللطيف محمود البغدادي
بكباشي أنور السادات
لواء ( أ. ح ) عبد الحكيم عامر
صاغ ( أ. ح ) صلاح الدين مصطفي سالم
صاغ ( أ. ح ) كمال الدين حسين
قائد أسراب حسن إبراهيم
صاغ خالد محي الدين
جمال عبد الناصر ومحاكمة كبار قادة الجيش
لا أعتقد ولا حسني مبارك نفسه ولا حتى زُمرة النفخ فيه من حوارييه وأتباعه يمكن أن يصدقوا أن تاريخ حسني مبارك سيكون سطراً واحداً في التاريخ بجوار تاريخ وعظمة الزعيم جمال عبد الناصر .
وإن كان حسني مبارك مش مصدقني فليعُد لمشاهدة أفلام وصور جنازة الزعيم جمال عبد الناصر حبيب الملايين ويتخيل جنازة نفسه ويقل لي الفارق الشاسع بين الجنازتين !! جنازته “بعد الشر ” وجنازة عبد الناصر !!
ومع ذلك فجمال عبد الناصر قام مراراً وتكراراً بمحاكمة كبار قادة العسكرية المصرية إيماناً منه أن لا عصمة لأحد أمام مصلحة مصر والأمن القومي !!
فهل الرئيس مبارك يتعامل كذلك ؟ أم أن سيادته يرى أنه المؤسسة العسكرية تنزلت من السماء ؟! وإن كانت تنزلت من السماء ومنزهه – حاشا – عن السهو والخطأ والتآمر .. فكيف يُقتل الرئيس السادات وهو جالس في حضنها وعلى أرضها ؟! أين كان مدد السماء وقتها يا ريس ؟!
ما علينا .. وشوف سيادتك معي :
المكان : القاهرة
الزمان : فبراير 1968
المتهم : شمس بدران وزير الحربية القضاة : حسين الشافعي .
المحامي عن المتهم : محمد علي رشدي .
ولا قداسة للمؤسسة العسكرية إلا في عصر انبطاحها على أرض المنصة واغتيال الرئيس !
أنها سيول محاكمات جمال عبد الناصر لرموز المؤسسة العسكرية من كبار قادتها ومنها :
محاكمة اللواء عثمان نصار ومحاكمة عباس رضوان ومحاكمة العقيد حلمي عبد الخالق .
وإليكم أسماء ومهام القيادة العسكرية المصرية خلال نكسة حرب 1967 … حرب الأيام الستة :
الاسم والمنصب الذي كان يشغله القادة العسكريون أثناء فضيحة عام 1967
1 – المشير عبدالحكيم عامر نائب القائد الأعلى – القائد العام للقوات المسلحة
2 – شمس بدران وزير الحربية
3 – الفريق أ ح محمد فوزي رئيس الأركان
4 – الفريق أ ح عبدالمحسن كامل المرتجى قائد القوات البرية (قائد الجبهة)
5 – الفريق أ ح محمد صدقي محمود قائد القوات الجوية
6 – الفريق أ ح سليمان عزت قائد القوات البحرية
7 – الفريق أ ح صلاح محسن قائد القيادة الشرقية (قائد الجيش الميداني)
8 – الفريق أ ح محمد أنور القاضي رئيس هيئة العمليات
9 – اللواء أ ح أحمد إسماعيل رئيس أركان القيادة الشرقية
10 – اللواء أ ح سعدي محمد نجيب قائد الفرقة الثانية
11 – اللواء أ ح عثمان نصار قائد الفرقة الثالثة وقائد احتياطي الجبهة
12 – اللواء أ ح رؤوف محفوظ قائد الفرقة السادسة
13 – اللواء أ ح عبدالعزيز سليمان قائد الفرقة السابعة مشاة
14 – اللواء أ ح محمد عبدالمنعم حسن حسني قائد الفرقة 20 الفلسطينية والحاكم العام لقطاع غزة
15 – اللواء أ ح محمد صدقي الغول قائد الفرقة الرابعة مدرعة
16 – اللواء أ ح سعد الدين الشاذلي قائد قوة المدرعات الخاصة
17 – العميد أ ح عبدالمنعم خليل قائد قطاع شرم الشيخ
18 – اللواء أ ح أحمد توفيق عبد النبي قائد الستارة المضادة للدبابات
19 – الفريق عبد الحميد الدغيدي قائد جيش سيناء
ومع ذلك ذلك لم يمنع عبد الناصر نفسه من محاكمة المُقصرين منهم وسجنهم بل وبلغت أحكام عسكرية على كبار رجال العسكرية المصرية إلى حَدْ الإعدام .
قانون عبد الناصر في محاكمة كبار رجال المؤسسة العسكرية
هكذا صاغ جمال عبد الناصر قانون محاكمة رئيس الجمهورية والوزراء والكبار
وإليكم قانون الرئيس جمال عبد الناصر لإنشاء محكمة الثورة رقم 48 لسنة 1968 والخاص بمحاكمة كبار رجال المؤسسة العسكرية :
باسم الأمة
رئيس الجمهورية
بعد الإطلاع على الدستور
وعلى القانون رقم 15 لسنة1967 بتفويض رئيس الجمهورية فى إصدار قرارات لها قوة القانون
وعلى قانون العقوبات
وعلى قانون الإجراءات الجنائية
وعلى القانون رقم 42 لسنة 1965فى شأن السلطة القضائية
وعلى قانون الأحكام العسكرية الصادر بالقانون رقم 25لسنة1966
قرر القانون الآتى:
مادة1:
تشكل محكمة خاصة تسمى محكمة الثورة وتختص هذه المحكمة بالفصل فيما يحوله إليها رئيس الجمهورية من الدعاوى المتعلقة بإرتكاب الجرائم المنصوص عليها فى الكتاب الثانى من قانون العقوبات أو فى قانون الأحكام العسكرية أو أية جريمة تمس سلامة الدولة داخليا أو خارجيا أيا كان القانون الذى ينص عليها وكذلك الأفعال التى تعتبر ضد المبادىء التى قامت عليها الثورة.
مادة 2 :
تشكل محكمة الثورة بقرار من رئيس الجمهورية .
ويكون تشكيلها من عضوين ويجوز تعيين أعضاء إحتياطيين .
وتشكل المحكمة من دائرة أو أكثر .
مادة 3 :
لا تقيد المحكمة فيها مباشرة من إجراءات التحقيق والمحاكمة إلا بما يرد فى قرار تشكيلها ويكون لها كافة الإختصاصات المخولة لمحاكم الجنايات والمحاكم العسكرية العليا .
مادة 4 :
يمثل سلطة التحقيق و الإدعاء بالنسبة للدعاوى التى تنظرها محكمة الثورة الجهة أو الشخص الذى يحدده قرار التشكيل .
ويكون لسلطة التحقيق والإدعاء كافة الإختصاصات المقررة فى النيابة العامة والنيابة العسكرية وما يتقرر لها من إختصاصات فى أمر تشكيل المحكمة .
مادة 6 :
تعقد المحكمة جلساتها فى المكان الذى يحدده رئيسها .
وتكون جلساتها علنية إلإاذا رأت جعلها سرية لأسباب تراها .
مادة 7 :
أحكام محكمة الثورة نهائية ولا يجوز الطعن فيها بأى وجه من الوجوه وتعرض الأحكام على رئيس الجمهورية للتصديق عليها وله أن يخفف العقوبات المحكوم بها أو أن يلغى الحكم أو أن يحيلها إلى المحاكمة من جديد .
مادة 8 :
ينشر هذا القانون فى الجريدة الرسمية ويعمل به من تاريخ نشره .
امضاء
( جمال عبدالناصر)
قرار رئيس الجمهورية رقم 2209لسنة 1967
بتشكيل محكمة الثورة
ومكتب التحقيق والإدعاء
مادة 1 :
تشكل محكمة الثورة على الوجه الآتى :
السيد حسين محمود الشافعى رئيسا .
الفريق عبدالمنعم محمد رياض عبدالله .
اللواء سليمان مظهر .
مادة 2:
يشكل مكتب التحقيق والإدعاء المنصوص عليه فى المادة الرابعة من القانون المشار إليه برياسة السيد على نورالدين مدير النيابة الإدارية ويلحق به أعضاء النيابة العسكرية والنيابة العامة المبين أسماؤهم فيما يلى :
1-لواء محمد عوض الاحول –
مدير إدارة القضاء العسكرى .
2-السيد عبدالغفار محمد احمد
–رئيس النيابة
3-السيد عبدالسلام حامد
– رئيس النيابة .
4-عقيد أمين محمد أمين الجندى
من ادارة القضاء العسكرى .
5-السيد إسماعيل زعزوع
وكيل النياية بمكتب النائب العام .
6-السيد سمير ناجى
وكيل النيابة بمكتب النائب العام .
7-رائد محمد سمير المحمدى محمد عثمان
من إدارة القضاء العسكرى .
8-رائد مختار محمد حسين شعبان
– من إدارة القضاء العسكرى .
مادة 3 :
يخطر المتهم بالتهمة وبيوم الجلسة بمعرفة ممثل الإدعاء وقبل الجلسة بثمان وأربعين ساعة على الأقل .
امضاء
( جمـال عبد النـاصر)
قرار رئيس الجمهورية
بتعديل تشكيل محكمة الثورة
أصدر الرئيس جمال عبدالناصر قرارا جمهوريا بتعديل تشكيل محكمة الثورة بإستبدال الفريق عبدالمنعم رياض بالفريق محمد على عبدالكريم وأصبح تشكيل المحكمة من السيد حسين الشافعى رئيسا والفريق محمد على عبدالكريم واللواء سليمان مظهر أعضاء .
رابعا :
قرار الإتهام فى المؤامرة
حدد مكتب التحقيق الإدعاء قرار الإتهام وقد وجه الإتهام إلى 55 متهما وأسقط عن واحد منهم بعد إعلانه بالقرار هو العميد طيار محمد أيوب لوفاته .
رئيس مكتب التحقيق والإدعاء بمحكمة الثورة .
بعد الإطلاع على القانون رقم 48 لسنة 1967 بإنشاء محكمة الثورة .
وعلى قرار رئيس الجمهورية العربية المتحدة رقم 2209 لسنة 1967 بتشكيل المحكمة .
وبعد الإطلاع على أمر رئيس الجمهورية بأن تحال الوقائع الخاصة بقضية ” محاولة قلب نظام الحكم بالإستيلاء على قيادة القوات المسلحة ” إلى محكمة الثورة .
وعلى التحقيقات التى تمت فى القضية .
يتهم مكتب التحقيق كلا من :
1- شمس الدين على بدران وزير الحربية سابقا .
2-عباس عبدالوهاب رضوان أمين مساعد بالإتحاد الإشتراكى .
3-صلاح محمد نصر رئيس المخابرات العامة سابقا .
4- مقدم متقاعد جلال محمود هريدى ضابط سابق بقوات الصاعقة .
5- لواء متقاعد عثمان محمود نصار ضابط سابق بالقوات المسلحة .
6- مقدم أحمد عبدالله على إسماعيل ضابط بقوات الصاعقة .
7- مقدم طيار محمد تحسين عبدالحليم زكى قائد قاعدة جوية .
8- رائد متقاعد حسين عبدالله مختار ضابط سابق بقوات الصاعقة .
9- عقيد محمد حلمى عبدالخالق ضابط بالقوات المسلحة .
10- رائدطيار محمد منيب عبدالعزيز الحسامى ضابط بالقوات الجوية .
11- رائد محلى سعيد عثمان مصطفى ضابط بقوات الصاعقة .
12- نقيب محمود مدحت فتحى الريس ضابط بقوات الصاعقة .
13- لواء متقاعد أحمد فؤاد عبداللطيف علوى ضابط سابق بالقوات المسلحة .
14- عميد طيار متقاعد محمد أمين السيد أيوب ضابط سابق بالقوات الجوية
15- عقيد متقاعد أمين عبدالعال يوسف ضابط سابق بالقوات المسلحة .
16- عقيد متقاعد جمال الدين محمود حسنى قاووق ضابط سابق بالقوات المسلحة .
17- لواء سعد محمد عثمان ضابط سابق بالقوات المسلحة .
18- مقدم أحمد حلمى إبراهيم ضابط سابق بالقوات المسلحة .
19- مقدم مسعد محمد جاب الله الجنيدى ضابط سابق بالقوات المسلحة .
20- مقدم كمال الدين محمد حجاب جعفر ضابط سابق بالقوات المسلحة .
21- نقيب إسماعيل محمود حمدى ضابط سابق بالقوات لمسلحة
22- عقيد طيار علوى عبدالعظيم الغمرى ضابط بالقوات الجوية .
23- رائد طيار عبدالكافى صبحى أحمد حسن ضابط بالقوات الجوية .
24- رائد طيار حشمت محمد فريد صدقى ضابط بالقوات الجوية .
25- رائد طيار أحمد عبدالرحمن نصر ضابط بالقوات الجوية .
26- رائد عبدالسلام فهمى محمود ضابط بالقوات المسلحة وملحق بمكتب المشير .
27- نقيب فاروق إبراهيم يحى ضابط بالقوات المسلحة وملحق بمكتب المشير .
28- رائد أحمد محمد أبونار ضابط بالقوات المسلحة وملحق بمكتب المشير .
29- رائد أحمد محمد جاب الله الجنيدى ضابط بالقوات المسلحة وملحق بمكتب المشير .
30- نقيب محمد فتح الله سيد أحمد ضابط بالقوات المسلحة وملحق بمكتب المشير .
31- نقيب مختار حسين أحمد الفار ضابط بقوات الصاعقة .
32- رائد محمد عباللطيف البسيونى ضابط بقوات الصاعقة .
33- رائد سمير حسين على يوسف ضابط بقوات الصاعقة .
34- نقيب ” محلى ” إسماعيل حسين مبارز ضابط بقوات الصاعقة .
35- رائد فاروق شكرى عبدالسلام ضابط بقوات الصاعقة .
36- رائد محمد سمير محمود فهمى ضابط بقوات الصاعقة .
37- نقيب على عثمان على سليمان ضابط بقوات الصاعقة .
38- ملازم أول”شرف”إمام حسين محمد حسين ضابط بقوات الصاعقة .
39- نقيب عبدالله محمد شرقاوى ضابط بقوات الصاعقة .
40- نقيب على محمد شوقى على محمد شحاتة ضابط بقوات الصاعقة .
41- نقيب فاروق محمد عبدالحميد على ضابط بالقوات المسلحة .
42- ملازم السيد محمود بدر محمد عباس ضابط بالقوات المسلحة .
43- عقيد محمود أحمد طنطاوى ضابط بالقوات المسلحة وملحق بمكتب المشير .
44- عمر حلمى على ضابط بالقوات الجوية .
45- رائد طيار نبيل فريد شكرى ضابط بالقوات الجوية .
46- نقيب مصطفى إبراهيم شحاتة ضابط بالقوات الجوية .
47- رائد محمد محمدشحاتة غراب ضابط بقوات الصاعقة .
48- نقيب حسن محمد عزت السرجانى ضابط بالقوات المسلحة .
49- رائد “شرف” حسن إبراهيم محفوظ ضابط بالقوات المسلحة وملحق بمكتب المشير .
50- مساعد سيد مطاوع احمد من افراد القوات المسلحة .
51- عميد متقاعد يحيى محمد زكى صالح ضابط سابق بالقوات المسلحة .
52- نقيب محمود إبراهيم على النشوقاتى ضابط بالقوات المسلحة .
53- ملازم أول محمود محمد الإسكندرانى ضابط بالقوات المسلحة .
54- رائد محمود حسنى ربيع ضابط بالقوات المسلحة .
55- رقيب أول حسن يوسف حسن من افراد القوات المسلحة .
لأنهم فى المدة من 11 يونيو سنة 1967 إلى 28 أغسطس سنة 1967 بالجمهورية العربية المتحدة :
أولا:- المتهمون من الأول إلى الثانى عشر:
حاولوا تغيير نظام الحكم القائم فى الدولة مستخدمين القوة العسكرية بواسطة جماعات عسكرية مسلحة وذلك بأن شكلوا تنظيما عسكريا ضموا إليه بعض ضباط القوات المسلحة العاملين والمتقاعدين بهدف الإستيلاء على السلطة وتغيير نظام الحكم القائم بالقوة ووضعوا لذلك خطة عسكرية متكاملة للإستيلاء على قيادة القوات المسلحة وإعلان تنصيب المرحوم المشير عبدالحكيم عامر قائدا عاما للقوات المسلحة وتحريك وحدات من القوات البحرية إلى مدينة القاهرة فى حماية وحدات من القوات الجوية والسيطرة على أجهزة الأمن بالعاصمة بعد إعتقال كبار المسئولين فيها وفرض تغيير النظام القائم بالقوة .
وقد بدأ المتهمون هذه المحاولة بتحديد الواجبات والمهام المكلف بها كل متهم على النحو الموضح بالتحقيقات وحددوا لتنفيذ الخطة مساء يوم27/7/1967 م . . .
وكان المتهمون السبعة الأول هم المتولين زعامة هذا التنظيم العسكرى .
ثانيا: – المتهمون من الثالث عشر إلى الثانى والأربعين :
إشتركوا بطريق الإتفاق مع المتهمين الإثنى عشر الأول فى إرتكاب جناية محاولة قلب نظام الحكم بالقوة بواسطة جماعات عسكرية مسلحة المنصوص عليها فى المادة 87 من قانون العقوبات وذلك بأن دخلوا معهم فى إتفاق بغرض إرتكاب هذه الجناية فوقعت الجريمة نتيجة لهذا الإتفاق .
ثالثا:- المتهمون من الأول إلى الثانى والأربعين :
إشتركوا فى إتفاق جنائى الغرض منه إرتكاب جناية محاولة قلب نظام الحكم القائم بالقوة بواسطة جماعات عسكرية مسلحة المعاقبة عليها بالمادة 87 من قانون العقوبات وذلك بأن إتفقوا فيما بينهم على تشكيل تنظيم عسكرى يهدف إلى الإستيلاء على السلطة بالقوة وتغيير نظام الحكم القائم وإنضموا إلى هذا التنظيم مع علمهم بذلك وكان المتهمون الإثنا عشر الأول من المحرضين على هذا الإتفاق ولهم شأن فى حركته .
رابعا :- المتهمان السادس والسابع والمتهمون من التاسع الى الثانى عشر ومن السابع عشر إلى الثانى والأربعين :
بصفتهم من ضباط القوات المسلحة الخاضعين لقانون الأحكام العسكرية تآمروا على إحداث فتنة بين أفراد القوات المسلحة بأن إتحدت إرادتهم على مقاومة السلطات العسكرية بصورة جماعية وذلك بأن ألفوا فيما بينهم وآخرين تنظيما عسكريا للإستيلاء على القيادة العامة للقوات المسلحة بغرض قلب نظام الحكم القائم بالقوة وذلك تنفيذا لخطة موضوعة تستخدم فيها القوات العسكرية المسلحة لتنفيذ هذه المؤامرة .
خامسا:- المتهمون من الثالث والأربعين إلى الخمسين :
بصفتهم ضباط وأفراد القوات المسلحة الخاضعين لقانون الأحكام العسكرية علموا بوجود تصميم على إحداث فتنة بالقوات المسلحة بهدف الإستيلاء على القيادة العامة للقوات المسلحة ومقاومة السلطات العسكرية بصورة جماعية بغرض قلب نظام الحكم القائم بالقوة ولم يبلغوا السلطات المختصة بذلك .
سادسا :- المتهمون التاسع عشر والحادى والعشرين والأربعون والحادى والخمسون :
بصفتهم من ضباط القوات المسلحة أفشوا أسرارا خاصة بالدفاع عن البلاد وذلك بأن أفشى كل منهم معلومات حربية متعلقة بالقوات المسلحة لا يعلمها إلا الأشخاص الذين لهم صفة فى ذلك ولم يكن صدر إذن كتابى من القيادة العامة للقوات المسلحة بنشرها اوإذاعتها وقد تم إفشاء هذه الأسرار لبعض المتهمين فى المؤامرة على الوجه الموضح بالتحقيقات .
سابعا :- المتهمون من السادس والعشرين الى الثلاثين والمتهمون التاسع والأربعون ومن الثانى والخمسين إلى الخامس والخمسين :
بصفتهم من ضباط وأفراد القوات المسلحة أحدثوا فتنة بين أفراد القوات المسلحة بأن ساهموا فى مظاهرة عسكرية مسلحة توجهت بسيارات مدرعة إلى مقر القيادة العامة وهم مسلحون بأسلحتهم إحتجاجا على تغيير القيادة العسكرية
يكون المتهمون من الأول إلى السابع قد إرتكبوا الجناية المعاقب عليها بالمادة 87 فقرة 1 و22 من قانون العقوبات .
والجناية المنصوص عليها فى المادتين 95 و 96 فقرة (1) من قانون العقوبات .
ويكون المتهمون من الثامن إلى الثانى عشر قد ارتكبوا الجناية المعاقب عليها بالمادة 87 فقرة(1) من قانون العقوبات . والجناية المعاقب عليها بالمادتين 95 و96 فقرة (1) من قانون العقوبات .
ويكون المتهمون من الثالث عشر إلى الثانى والأربعين قد إرتكبوا الجناية المعاقب عليها بالمواد 40 فقرة (2) و41 و87فقرة (1)من قانون العقوبات – والجناية المعاقب عليها بالمواد 95 و 96 فقرة (1) من قانون العقوبات .
ويكون المتهمون السادس والسابع والمتهمون من التاسع الى الثانى عشر ومن التاسع عشر إلى الثانى والاربعين قد إرتكبوا ايضا الجناية المعاقب عليها بالمادة 138 فقرة (1) من قانون الأحكام العسكرية الصادر بالقانون رقم 25 لسنة 1966
ويكون المتهمون من الثالث والأربعين إلى الخمسين قد إرتكبوا الجناية المعاقب عليها بالمادة 138 فقرة (5) من قانون الأحكام العسكرية الصادر بالقانون رقم 25 لسنة 1966 .
ويكون المتهمون التاسع عشر والعشرين والحادى والعشرين والاربعين والحادى والخمسون قد ارتكبوا الجناية المعاقب عليها بالمادتين 80 فقرة ( ب) و85 من قانون العقوبات .
ويكون المتهمون من السادس والعشرين الى الثلاثين والمتهمون التاسع والاربعون ومن الثانى والخمسون إلى الخامس والخمسين قد إرتكبوا الجناية المعاقب عليها بالمادة 138 فقرة (1) من قانون الاحكام العسكرية الصادر بالقانون رقم 25 لسنة 1966 .
لذلك :
يحال المتهمون إلى محكمة الثورة وتعرض الأوراق على السيد رئيس المحكمة لتحديد جلسة لنظر الدعوى .
13 ينايرسنة 1968
رئيس مكتب التحقيق والإدعاء
( على نور الدين )
(تأشيرة ) :
تحدد يوم الاثنين 22يناير سنة68 للبدء فى نظر القضية ويعلن المتهمون بقرار الإتهام .
رئيس المحكمة توقيع ( حسين الشافعى) .
وأخيراً ..
الأحــــكام :
وكانت المحكمة علنية ونشرت وسائل الإعلام المقروء والمرئى والمسموع تفاصيل الجلسات كما تم تسجيلها بالصوت والصورة علاوة على محاضر الجلسات الرسمية الموجودة بسجلات محفوظات النيابة العامة وأرشيف سكرتارية الرئيس للمعلومات بمنشية البكرى والمخابرات الحربية .
وأصدرت محكمة الثورة والتى رأسها حسين الشافعى أحكامها فى هذه القضية فى السادس والعشرين من أغسطس 1968 وكانت الأحكام كما يلى :
1- شمس الدين على بدران – الأشغال الشاقة المؤبدة .
2- عباس عبدالوهاب رضوان – الأشغال الشاقة المؤبدة وإلزامه مع المتهم صلاح نصر متضامنين برد مبلغ عشرة آلاف واربعمائة جنيه إلى خزانة الدولة .
3- صلاح محمد نصر – الأشغال الشاقة المؤبدة وإلزامه برد مبلغ عشرة آلاف واربعمائة جنيه للخزانة والاشغال الشاقة 15 سنة فى التهمة الثانية وتغريمه 2500 جنيه .
4- مقدم متقاعد جلال محمود هريدى – الأشغال الشاقة المؤبدة .
5- لواء متقاعد عثمان محمود نصار – الأشغال الشاقة المؤبدة. .
6-مقدم أحمد عبدالله على إسماعيل – الأشغال الشاقة 15 سنة .
7- عقيد طيار محمد تحسين عبدالعليم زكى – الأشغال الشاقة 15سنة .
8-رائد متقاعد حسين عبدالله مختار- الأشغال الشاقة 10 سنوات .
9-عقيد محمد حلمى عبدالخالق – الأشغال الشاقة 10 سنوات .
10- رائد طيار محمد منيب الحسامى – الأشغال الشاقة 7 سنوات .
11-رائد محلى سعيد عثمان مصطفى – الأشغال الشاقة 10 سنوات .
12- نقيب محمود مدحت فتحى الريس – الأشغال الشاقة 5 سنوات .
13- لواء متقاعد أحمد فؤاد عبداللطيف علوى – الأشغال الشاقة 5 سنوات .
14- عميد طيار متقاعد محمد أيوب – إنقضاء الدعوى لوفاته .
15- عقيد متقاعد أمين عبدالعال يوسف – الأشغال الشاقة 5 سنوات .
16- عقيد متقاعد جمال الدين قاووق – الأشغال الشاقة 5 سنوات .
17- لواء سعد محمد عثمان – الأشغال الشاقة 10 سنوات .
18- مقدم أحمد حلمى ابراهيم – السجن 3 سنوات .
19- مقدم مسعد محمد جاب الله الجنيدى – الأشغال الشاقة 5 سنوات .
20- مقدم كمال الدين محمد جعفر – براءة .
21- نقيب إسماعيل محمود حمدى – السجن 3 سنوات .
22- عقيد طيار علوى عبدالعظيم الغمرى – الأشغال الشاقة 7 سنوات .
23- رائد طيار عبدالكافى صبحى أحمد حسن – السجن 3 سنوات .
24- رائد طيار حشمت فريد صدقى – براءة .
25- رائد طيار أحمد عبدالرحمن نصر – الحبس مع الشغل سنة واحدة .
26- رائد عبدالسلام فهمى محمود – الأشغال الشاقة 10 سنوات .
27- نقيب فاروق إبراهيم يحيى – الأشغال الشاقة 5 سنوات .
28- رائد أحمد محمد أبونار – الأشغال الشاقة 10 سنوات .
29- رائد أحمد محمد جاب الله الجنيدى – السجن 3 سنوات .
30- نقيب محمد فتح الله سيد أحمد – الأشغال الشاقة 5 سنوات .
31- نقيب مختار حسين أحمد الفار– الأشغال الشاقة 7 سنوات .
32- رائد محمد عبداللطيف البسيونى – السجن 3 سنوات .
33- رائد سمير حسين على يوسف – براءة .
34- نقيب محلى إسماعيل حسين مبارز – براءة غيابيا لعدم حضوره لمرضه .
35- رائد فاروق شكرى عبدالسلام – السجن 3 سنوات .
36- رائد محمد سمير محمود فهمى – السجن 3 سنوات .
37- نقيب على عثمان سليمان – براءة .
38- ملازم أول” شرف” إمام حسين – السجن 3 سنوات .
39- نقيب عبدالله محمد الشرقاوى – براءة .
40- نقيب على محمد شوقى على شحاتة – السجن 3 سنوات .
41- نقيب فاروق محمد عبدالحميد على – الأشغال الشاقة 5 سنوات .
42- ملازم السيد محمود بدر محمد عباس – الحبس مع الشغل سنة واحدة .
43- عقيد محمود أحمد طنطاوى – براءة .
44- رائد طيار عمر حلمى على – براءة .
45- رائد طيار نبيل فريد شكرى – براءة .
46- نقيب مصطفى إبراهيم شحاتة – الحبس مع الشغل سنة واحدة
47- رائد محمد محمد شحاتة غراب – براءة .
48- نقيب حسن محمد عزت السرجانى – براءة .
49- رائد “شرف” حسن إبراهيم محفوظ – براءة .
50- مساعد سيد مطاوع أحمد – الحبس مع الشغل سنة واحدة .
51- عميد متقاعد يحيى محمد زكى صالح – براءة .
52- نقيب محمود إبراهيم النشوقاتى – الطرد من الخدمة فى القوات المسلحة .
53- ملازم أول محمود محمد الإسكندرانى – الطرد من الخدمة فى القوات المسلحة .
54- رائد محمود حسن ربيع – الطرد من الخدمة فى القوات المسلحة .
55- رقيب أول حسن يوسف حسن – براءة .
وتم تصديق الرئيس جمال عبدالناصر على الأحكام فى 22/8/1968
حيثيات الحُكم في القضية
هكذا خرجت صحيفة الأهرام تعلن عن المؤامرة
وكانت حيثيات الحكم فى هذه القضية والتى تلاها السيد حسين الشافعى رئيس المحكمة قبل إعلان الأحكام بمقر المحكمة بقاعة مجلس الثورة بالجزيرة كما يلى :
” باسم الحق تبارك وتعالى .
وباسم الشعب وحقه على ثورته التى إجتازت ستة عشر عاما من الكفاح والنضال ضد أعداء الوطن من الخارج أو من الداخل وستظل هذه الثورة فى سيرها الصامد بعون الله وفضله لا تقعدها نكسة ولا يلهيها نصر عن أداء واجبها المقدس قاعدة للحرية وقلعة للنضال من أجل الرسالة التى إنطلقت فأضاءت على مدى التاريخ وتجددت ليلة 23 يوليو الخالدة لترسم خطا واضحا وعميقا وتضع لبنة قوية متينة وتثبت قدما على طريق النصر بما فيه من بذل وفداء ومشقة وتضحية – هذا الطريق الذى لا يقوى عليه إلا أولوا العزم والإيمان الذين تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .
وإننا اليوم من هذه القاعة التى شهدت جلسات محكمة الثورة نعلن الأحكام إنتصارا للحق وإنتصارا على النفس كأكبر الجهاد .
وقد جهدت المحكمة فى إستظهار الحقيقة الكاملة التى لن تقبل بعد اليوم أنصاف الحلول وليكون ما فى هذا القصاص منطلق لحياة حرة عزيزة وكريمة ” ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب” .
وقد تم تصديق السيد رئيس الجمهورية على الأحكام الصادرة فى القضايا رقم 1و2و3 لسنة1967 وبإعلانها ينتهى فصل أليم من تاريخ الثورة ولكنه ملىء بالعبر والدروس التى لا يمكن أن نمر بها إلا لنتخذ منها ذخيرة ونزود بها لمستقبل ملىء بإشراقات الأمل .
إن المحكمة بإعلان هذه الأحكام تطوى صفحة من تاريخنا تنتهى بها من بقايا السلبيات التى عوقت مسيرتنا لننطلق فى صفحة جديدة لا نلتفت إلى وراء . يملؤنا العزم والثقة بالنفس وبوعد الله الذى لا يخلف وعده بنصر المؤمنين ” وكان حقا علينا نصر المؤمنين ” .
وقد نظرت القضية الأولى فى الجلسات التى عقدتها المحكمة ابتداء من جلسة 22يناير سنة 1968 إلى جلسة 15أبريل1968 والقضية الثانية ابتداء من جلسة 11مايو سنة 1968 إلى جلسة 5/6/1968 والقضية الثالثة إبتداء من جلسة 10/6/1968 إلى جلسة 13/6/1968 .
ولو أن كل قضية من هذه القضايا لها ظروفها وملابساتها وأبعادها إلا أنها فى مجموعها تتكامل وتترابط وخاصة القضية الأولى والثانية . وهذا دعا المحكمة أن تربط الإدعاءات المقامة على المتهم صلاح نصر أثناء نظر كلتا القضيتين .
بالنسبة لقضية المؤامرة على قلب نظام الحكم فقد تبين للمحكمة أن وقائع هذه المؤامرة قد دبرت فى فترة حاسمة من تاريخ الوطن وكان من شأنها لو قدر لها الخروج إلى حيز التنفيذ كما أراد مدبروها أن تحدث إنقساما خطيرا فىصفوف القوات المسلحة وفى صفوف الشعب فى وقت كانت البلاد ما زالت ممزقة من أثر النكسة العسكرية0 وبينما الشعب بجميع طبقاته وهيئاته قد أعلن بإصرار رائع رفضه الإستسلام وإيمانه بمبادىء الثورة وتمسكه ببقاء الرئيس جمال عبدالناصر فى موضع القيادة .
وتبين للمحكمة أن مراحل تنفيذ المؤامرة بدأت وأخذت صورا متعددة ولولا المواجهة التى حصلت يوم 25 أغسطس لاندفعت عجلة التنفيذ لتسير فى أبعادها الكاملة يومى 26 و 27 أغسطس ولَوَاجه الوطن محنة أخرى لا تقل عن محنة الهزيمة العسكرية .
وقد ثبت للمحكمة أن المشتركين فى هذه المشير أو الذين ثبت قيامهم بأعمال تنفيذية وكان وضع المشير يؤدى بهم إلى المشاركة فى تنفيذها سواء بالنسبة لوضعهم فى العمل المباشر معه أو ممن لجأوا إليه أو ممن إتصل بهم المتآمرون . وقد راعت المحكمة أيضا موقف كل واحد من المتهمين من واقع ماضيه ومسلكه ممن سعوا إلى مركز المؤامرة وممن سعى المتآمرون إلى استدراجهم أو توريطهم فى مخطط التآمر .
ثم نطق رئيس المحكمة بالأحكام فى هذه القضية المأسوية وأسدل الستار على مأساة الرجل الثانى وعلى مشروع دولة داخل الدولة . . .
وقد ثبت للمحكمة أن المشتركين فى هذه المؤامرة قد تستروا وراء المشير وإستغلوه ولكن لولا إستجابتة والسير بمخطط المؤامرة إلى أبعادها التى تبينت من نظر القضية لما كانت إمكانيات العمل والتنفيذ بقادرة على الحركة .
وقد راعت المحكمة تقدير العقوبات التى حكمت بها على كل من ثبت إشتراكه فى هذه المؤامرة أو علمه بها أن الرأس المدبر للمؤامرة والذى إحتمى فيه المتهمون وتستروا وراء إسمه وعلاقته ووضعه العام هو المسئول الأول فجاءت الأحكام آخذة فى الإعتبار هذا الوضع سواء بالنسبة للمتهمين الذين ثبت إشتراكهم فى التدبير على مستوى المشير أو الذين ثبت قيامهم بأعمال تنفيذية وكان وضع المشير يؤدى بهم إلى المشاركة فى تنفيذها سواء بالنسبة لوضعهم فى العمل المباشر معه أو ممن لجأوا إليه أو ممن اتصل بهم المتآمرون وقد راعت المحكمة أيضا موقف كل واحد من المتهمين من واقع ماضيه ومسلكه ممن سعوا إلى مراكز المؤامرة وممن سعى المتآمرون إلى استدراجهم أو توريطهم فى مخطط التآمر .
ثم نطق رئيس المحكمة بالأحكام فى هذه القضية المأسوية وأسدل الستار على مأساة الرجل الثانى وعلى مشروع دولة داخل الدولة .
تعقيب من جنابي للرئيس مبارك :
أعتقد لا كلام بعد ذلك بأنه ليس قداسة لأحد فوق سيادة القانون والمصلحة العامة للوطن والأمن القومي المصري والعربي .
عبد الناصر حاكمهم دون أن يغتالوا ” رئيس الدولة !!
وسيادتك قمت بترقيتهم بعد أن اغتالوا رئيس الدولة أمام عينيك – بأمارة سيادة ما انبطحت أرضاً أنت وكبار دولتنا يا ريس !! فاكر أم نسيت ؟! .. بعد اغتيال رئيسك وزعيمك ومثلك الأعلى الملهم أنور السادات !!
سلام يا ريس حتى أتوقف معك ومع قرائي الآن مع أحد أهم رجالك واختيارك مع الجنرال صفوت الشريف وزير إعلامك لأكثر من 20 سنة ورئيس مجلس الشورى تبعك حالياً وقد تمت محاكمته أيضاً وهو أحد أهم رجال العسكرية المصرية .
أسرار أخطر وزير إعلام ” عسكري ” في مصر
الملف الأحمر السري للجنرال صفوت الشريف
صفوت الشريف .. وملف سري أحمر
صفوت الشريف .. ربما هو أخطر وزير إعلام في تاريخ مصر !!
فمن أين تأتي خطورته ؟!
لا ريب أن خطورته تأتي من تاريخه الناري ومحطاته الإستثنائية .
هو من مواليد 19/ 12/1933 في زفتي محافظة الغربية حصل علي بكالوريوس العلوم العسكرية كما تلقى دراسات ودورات متخصصة في مجال الإعلام والاتصال والرأي العام والأمن القومي في كل من إنجلترا وألمانيا الاتحادية .
ثم عضواً مؤسساً بالحزب الوطني وأمينا عاما مساعدا للحزب ( أمانة الإعلام ) والمسئول السيـاسي عن صحف الحزب ( مايو – اللواء الإسلامي- شباب بلادي) .. ثم عضوا مؤسسا بمجلس الشورى منذ 1980 وعضوا بالمجلس الأعلى لرعاية الطفولة وعضو المجلس القومي للسكان ورئيس اللجنة العليا للإعلام عن تنظيم الأسرة والسكان بالإضافة إلي عضوية مجلس إدارة الهلال الأحمر المصري ورئاسة الجمعية المصرية للإعلام في خدمة التنمية .. ثم عين مديرا عاما للإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات عام 1975 وتدرج في مناصبه حتى عين رئيسا للهيئة من 1978 – 1980 ثم عين رئيسا لمجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون عام 1980 ثم وزيرا للإعلام في 3/1 / 1982 .. إلى أن تم نزعه بالعافية من المنصب بعد 21 سنة وفكة !!
وأخيراً عقبال أملتك أصبح رئيساً لمجلس الشورى !! وقد حصل صفوت الشريف علي عدد من الأوسمة والأنواط والنياشين المصرية والأجنبية منها وسام الجمهورية من الطبقة الأولي وأنواط التحرير والشجاعة .
وشوف حكمة ربنا يا مؤمن : له العديد من الدراسات والبحوث المطبوعة في موضوعات من بينها : إستراتيجية الإعلام المصري .. السياسات الإعلامية في مصر – إعداد الدولة للحرب – الإعلام المعاصر – دوره في التوعية بالأمن القومي – الإعلام الداخلي والخارجي حتى عام2000 -النظام الإعلامي الأفريقي الجديد – النظام الإعلامي الإسلامي الجديد .
فماذا عن التاريخ السري لسيادته ؟!
وهو أحد أنجب أبناء المؤسسة العسكرية ” المقدسة ” !!
محكمة الثورة
مكتب التحقيق والإدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
تقرير
عن موقف المتهمين في قضية إنحرافات جهاز المخابرات العامة .
أولاً تم إعلان المتهم صلاح محمد نصر بقرار الإتهام في قضية انحراف جهاز المخابرات العامة بتاريخ 19 / 3 / 1968 .
وقد تناول التحقيق تحديد موقف أفراد المخابرات العامة اذلين ساهموا مع صلاح نصر في ارتكاب الجرائم الخلقية التي انحرف إليها مستغلاً جهاز المخابرات .
وهؤلاء الأفراد الذين عرض سلوكهم للبحث هم :
- حسن زكي عليش رئيس هيئة الأمن القومي سابقاً .
- أحمد يسري الجزار نائب رئيس هيئة الأمن القومي سابقاً .
- محمد جمال الدين عباس رئيس إدارة العمليات بهيئة الأمن القومي سابقاً .
- محمد صفوت الشريف رئيس منطقة عمليات بهيئة الأمن القومي سابقاً .
- محمود كامل عبد العزيز ضابط النشاط العام بقسم المندوبين سابقاً .
- حمدي عبد المنعم الشامي مدير العلاقات العامة بمكتب رئيس المخابرات العامة سابقاً.
- علي أحمد علي سكرتير خاص رئيس المخابرات العامة سابقاً .
- ممدوح كامل عباس كامل مترجم منتدب من هيئة الإستعلامات .
- كمال عبد العزيز عيد مترجم منتدب من وزارة الحربية .
وفيما يلى أعرض ” للسيد الرئيس مبارك ومؤسسته التي لا تنطق عن الهوى ” نسخة من التحقيقات مع صفوت الشريف فى قضية انحرافات المخابرات :
محكمة الثورة
مكتب التحقيق والادعاء
محضـر تحقيـق
فتح المحضر يوم الخميس الموافق 29/2/1968 الساعة 11 صباحاً بمبنى مجلس قيادة الثورة بالجزيرة.
نحن/ عبد السلام حامد أحمد
رئيس النيابة وعضو مكتب التحقيق والادعاء
ومحمود عباس
أمين سر مكتب التحقيق والادعاء
حيث عهد إلينا السيد رئيس مكتب التحقيق والادعاء بمحكمة الثورة بسؤال المعتقل محمد صفوت الشريف واسمه الحركي “موافي” في القضية الخاصة بانحراف جهاز المخابرات العامة ــ وقد تسلمنا من السيد رئيس المكتب صورة تقرير مقدم من المذكور وهي صورة محررة على الآلة الكاتبة وتقع في اثنين وعشرين ورقة ــ وباطلاعنا عليها وجدنا أنه يتحدث فيها عن عمليات السيطرة “الكنترول” التي قام بها قسم المندوبين بالمجموعة 98 منذ عام 1963 عن طريق تجنيد عناصر من السيدات لاستغلالهن في هذه العمليات وأوضح كيف نشأت هذه الفكرة وأسماء سائر ضباط المخابرات الذين أسهموا في تنفيذها والدور الذي تولاه في هذا الشأن وأسماء السيدات اللاتي وقع عليهن الاختيار والأماكن التي تم فيها تنفيذ العمليات بعد تجهيزها فنياً ــ كما شرح العمليات التي تمت تفصيلاً والأشخاص الذين كانوا هدفاً لهذه العمليات لإمكان السيطرة عليهم واستغلالهم في عمليات المخابرات ــ وأنهى التقرير بتعليق ذكر فيه أن عملية استخدام وسائل السيطرة واستخدام العنصر النسائي تعتبر إحدى وسائل علم المخابرات وأنه تم التفكير فيها كنوع من التطوير والتجديد لقسم المندوبين ولجهاز المخابرات إلا أنه لم تستغل نتائج المجهود المبذول في هذه العمليات وحفظت جميعها في الأرشيف.
وأن هذه العمليات سارت بنجاح لفترة ثم فقدت قيمتها ونجاحها حين خرجت عن الخط المرسوم لها واستبدلت بعمليات غير واضحة أو محددة الغرض من إجرائها على مستوى القائمين بالتنفيذ رغم ما تكلفته من مبالغ ــ كما أورد في التعليق بعض أوجه النقد في تنفيذ العمليات سالفة الذكر ومنها أن وسيلة السيطرة يكفي أن تكون صورة واحدة للشخص المطلوب السيطرة عليه في وضع شاذ لا أن تكون قصة طويلة تليفزيونية وسينمائية ــ كما ذكر أنه كانت هناك شائعات بأن رئيس هيئة الأمن القومي على علاقة بنجاة الصغيرة وأن مدير المخابرات على علاقة بسعاد حسني التي سبق أن أجريت لها عملية “كنترول” ــ كما أوضح في التعليق أن العمليات سالفة الذكر كانت واقعة تحت سيطرة رئيس هيئة الأمن القومي ورئيس المخابرات ولا تتم أي خطوة إلا بتوجيه وأمر صريح وأن مصروفات العمليات من مكافآت للمندوبين وإيجارات للمنازل التي تتم فيها وسائر المصروفات كانت تتم المحاسبة عليها بموجب إيصالات وفواتير مع يسري الجزار مساعد رئيس هيئة الأمن القومي.
وقد أشرنا على صورة التقرير بالنظر والإرفاق .
وقد وجدنا مرفقاً بها صورة بالآلة الكاتبة من تقرير آخر مقدم من محمد صفوت الشريف يقع في ثلاث ورقات ويتحدث فيها عن المشروعات التجارية التابعة لإدارة المخابرات .
وقد أشرنا عليها أيضاً بالنظر والإرفاق .
كما وجدنا مرفقاً أيضاً صورة أخرى من تقرير يتكون من ورقتين محررة بالآلة الكاتبة عن عمليات تسجيل تمت في عيادة الدكتور/ عبد الحميد الطويل زوج مريم فخر الدين وفي منازل كل من فريد الأطرش ونادية لطفي ومديحة يسري وينتهي هذا التقرير بتعليق جاء به أنه كان هناك اهتمام بالحصول على وسائل سيطرة على بعض المندوبات رغم أنهن لم يشتركن في عمليات هامة كما أنه كانت تصرف مكافآت عقب عمليات غير هامة ولا تستحق المكافأة على عكس ما كان يجري بالنسبة لعمليات أخرى على مستوى عال بالنسبة لعمل المخابرات. كما أنه كان يجري استخدام المترجمين في إتمام عمليات الكنترول الخاصة بالوسط الفني .
وقد أشرنا على هذه الصورة أيضاً بالنظر والإرفاق .
وحيث كنا قد نبّهنا بحضور محمد صفوت الشريف .
وحيث حضر فقد دعوناه وسألناه بالآتي قال :
اسمي: محمد صفوت محمد الشريف واسمي الحركي “موافي” سن 35 ــ رئيس منطقة عمليات
بإدارة المخابرات العامة سابقاً وبالمعاش حالياً ــ ومقيم / 347 شارع رمسيس.
س: ما العمل الذي كنت تقوم به في إدارة المخابرات العامة ؟
جـ: أنا التحقت بإدارة المخابرات العامة منذ سنة 1957 وكنت قبل ذلك أعمل ضابطاً بالجيش وبعد انضمامي للمخابرات تدربت في الفرقة ثم عملت كضابط وحدة ميدان في التحريات والمراقبات لمدة حوالي سنة وبعد ذلك تفرغت لعملية خاصة وهي عملية الجاسوس فؤاد محرم ثم عملت في تدريب بعض العاملين بالإدارة حتى سنة 1962 حيث عملت في قسم المندوبين بالمجموعة 98 وكنت رئيس مكتب فرعي هو مكتب الهيئات الدبلوماسية وكان يرأس قسم المندوبين في ذلك الوقت جمال عباس واسمه الحركي “محرم” ثم عينت في أوائل سنة 1963 رئيساً لقسم المندوبين حتى ديسمبر سنة 1964 وتخلل هذا انشغالي في فرقة تدريب ضباط من نوفمبر سنة 1963 حتى إبريل سنة 1964. وتفرغت بعد ذلك أي بعد ديسمبر سنة 1964 لتدريب فرقة ضباط أخرى حتى يوليو سنة 1965 وفي الوقت ده شكلت هيئة الأمن القومي وضمت المجموعة 98 والمجموعة 52 الخاصة بالنشاط والأمن الداخلي بما في ذلك قسم المندوبين الذي كان تابعاً أصلاً للمجموعة 98 وعينت رئيساً لمنطقة العمليات (410) لتي كانت تضم وحدات المراقبات والتحريات وقسم المندوبين وكان يرأس هيئة الأمن القومي حسن عليش الذي كان من قبل رئيساً للمجموعة 98 وكانت المنطقة التي أرأسها تابعة لإدارة العمليات التي يرأسها جمال عباس والتي تتبع بدورها هيئة الأمن القومي واستمريت في هذا العمل حتى 26/8/1967 وهو تاريخ التحفظ عليّ وأخطرت بإحالتي للمعاش في 26/9/1967.
س: هل هذه التقارير مقدمة منك؟ “عرضنا عليه صور التقارير السابق إثباتها”.
جـ: أيوه هذه صور لتقارير كتبتها بعد التحفظ عليّ وأذكر أني سلمتها لأحمد الطاهر محمد رئيس الإدارة الفنية بهيئة الأمن القومي وقد شرحت فيها عمليات الكنترول أو السيطرة التي كانت تتم عن طريق قسم المندوبين منذ أن نشأت الفكرة فيها عام 1963 وحتى سبتمبر سنة 1966 الذي انتقلت فيه هذه العمليات الخاصة من قسم المندوبين إلى رئاسة هيئة الأمن القومي على أثر نقل ضابط النشاط العام الذي كان مختصاً بهذه العمليات من قسم المندوبين إلى إدارة العمليات برئاسة هيئة الأمن القومي مما ترتب عليه انفصال هذه العمليات عن قسم المندوبين وبالتالي عن المنطقة التي كنت أرأسها وأصبحت تتبع رئاسة الهيئة مباشرة وضابط النشاط العام الذي أقصده هو محمود كامل شوقي واسمه الحركي “شريف”.
س: وما المقصود بعمليات الكنترول ؟
جـ: عمليات الكنترول والتي كان يطلق عليها أيضاً العمليات الخاصة أو بعبارة أدق التي كانت جزءاً من العمليات الخاصة يقصد بها الحصول على صور أو أفلام تثبت وجود علاقة جنسية مشينة للشخص المطلوب السيطرة عليه حتى يمكن استغلال هذا الأمر في أعمال المخابرات في الضغط على هذا الشخص علشان أشغله معايا أو تجنيده للعمل لحساب المخابرات وقد تستخدم هذه العمليات على مستوى سياسي كسلاح في يد الدولة بالنسبة للشخصيات الكبيرة في البلاد الأخرى وأحياناً أعمل الكنترول على شخص مجند فعلاً لضمان ولائه لجهاز المخابرات وإيجاد وسيلة استخدمها في الوقت المناسب للضغط عليه إذا ما حاول أن يقوم بعمل مضاد لي أي لجهاز المخابرات.
وقد لا يكون الكنترول على علاقات نسائية حيث أجريت عمليات عن نواحي شذوذ جنسي بالنسبة لبعض الأجانب وكان عندنا مندوبات في القسم لاستغلالهم في تنفيذ العمليات مقابل مكافآت كانت تصرف لهن وكانت تتم عمليات تجنيد المندوبات بعد ترشيحات وتجرى تحريات كاملة عنهن ويتم الكشف عنهن في الآداب والمباحث العامة ويمروا بجميع مراحل التجنيد المختلفة حسب النظام المتبع في قسم المندوبين وبعد التجنيد الذي لا يتم إلا بعد تصديق السيد/ حسن عليش شخصياً يتم وضع خطة تشغيل وتحديد قيمة المكافأة الشهرية والتي يصدق عليها السيد/ حسن عليش أيضاً إذ كانت جميع المكافآت التي تصرف للمندوبين عموماً بتصديق منه.
س: وكيف نشأت الفكرة في إجراء هذه العمليات وكيف سارت وما الذي انتهت إليه ؟
جـ: بدأت الفكرة في إجراء عمليات الكنترول في نهاية سنة 1962 أو بداية سنة 1963 وكان ذلك على أثر مؤتمر عقده حسن عليش لضباط قسم المندوبين الذي كان يرأسه في ذلك الوقت جمال عباس واقترح حسن عليش في هذا المؤتمر عدة اقتراحات لتطوير العمل في قسم المندوبين وكان من ضمن هذه الاقتراحات استخدام العنصر النسائي في الحصول على وسائل سيطرة تستخدم في تجنيد الأجانب والدبلوماسيين للحصول على معلومات تفيد في أعمال المخابرات وكمرحلة من مراحل تجنيدهم بمعنى أن السيدات ينشئوا علاقات مع هذه الأهداف ويتم تصويرهم في أوضاع مشينة لاستغلالها في الغرض سالف الذكر .
وأشار حسن عليش في المؤتمر إلى أن هذه الوسيلة تستخدم في أعمال المخابرات في الدول الأجنبية واحنا فعلاً كنا من قبل كده بندرس المسألة دي ضمن الفرق التي كنا نتدرب فيها على أعمال المخابرات إنما كانت مجرد مبادئ على الورق فأراد حسن عليش بالمؤتمر الذي عقده أن يخرجها إلى حيّز التنفيذ وعقب هذا المؤتمر قام جمال عباس باعتباره رئيس قسم المندوبين بعقد مؤتمر آخر كلف فيه الضباط كل في نطاق عمله بإجراء الدراسات اللازمة لتطوير العمل في قسم المندوبين بما في ذلك تنفيذ عمليات استخدام العنصر النسائي على النحو السابق إيضاحه .
ومن مجموعة الدراسات وضع جمال عباس خطة عامة للتطوير وعرضها على حسن عليش فصدق عليها وكان من ضمنها استخدام العنصر النسائي في عمليات الكنترول وعقب ذلك نقل جمال عباس من قسم المندوبين وأنا حلّيت محله في رئاسة هذا القسم وبدأنا في تنفيذ تلك الخطة وعقد حسن عليش اجتماعاً آخر معي ومع أحمد الطاهر باعتباري رئيس القسم المختص وباعتبار أحمد الطاهر هو رئيس الإدارة الفنية التي نحتاج إلى إمكانياتها في التنفيذ .
وقال لنا حسن عليش أننا نبدأ في البحث عن المكان المناسب وتجهيزه لتنفيذ عمليات الكنترول فيه وعلي أن أتولى ترشيح المندوبات اللي يصلحوا لهذا العمل وأن أبدأ باستلام إحدى المندوبات القدامى من الزميل سمير غانم وكانت هذه المندوبة تدعى ليلى فخر الدين وقد تسلمتها بالفعل من سمير غانم وبحثت أنا وأحمد الطاهر عن شقة لإعدادها لهذا الغرض ووقع اختيارنا على شقة في منزل لا أذكر رقمه بشارع السيد المرغني بمصر الجديدة وأجرناها في أوائل سنة 1963 ولا أذكر التاريخ على وجه التحديد وكان الإيجار 23 جنيه على ما أذكر خفضت بعد ذلك بمعرفة لجنة الإيجارات إلى 12 جنيه وضمّينا لها شقة أخرى مقابلة في نفس البيت بعد حوالي أربعة شهور بإيجار مماثل وكان ذلك من وجهة نظر الأمن لأن البيت مكون من الشقتين دول فقط علشان محدش تاني يسكن معانا.
وتم تجهيز الشقة الأولى فنياً بإخفاء آلات التصوير فيها وأجهزة التسجيل وذلك بمعرفة أحمد الطاهر وهو اللي تولى استئجار الشقة تحت اسم كودي وتحت ساتر أنه يعمل بوزارة الخارجية ــ والشقة الثانية أجرتها أنا باسم كودي أيضاً وكانت مفاتيح الشقتين عهدة أحمد الطاهر وكنت آخذ منه المفاتيح لما يكون فيه عملية وأرجعها لـه تاني .
كما كان هو المسئول عن الشئون الإدارية الخاصة بالعملية والنواحي المالية من دفع إيجار أو تسديد نور – وكان أي مكان تستخدمه المخابرات يطلق عليه “منزل أمين” – وجميع عمليات الكنترول التي ذكرتها في تقريري والتي تمت في القاهرة كانت في الشقة سالفة الذكر.
وأجرنا في صيف سنة 1964 فيلا مفروشة بالإسكندرية في ميامي لا أذكر عنوانها على وجه التحديد لإجراء عمليات الكنترول الخاصة بتغطية مؤتمر القمة وأجريت فيها حوالي ثلاثين عملية على وفود العرب .
وبانتهاء العملية تركنا الفيلا – وفي أوائل سنة 1966 أجرنا فيلا أخرى في الهرم وراء الأوبرج للقيام فيها بعمليات الكنترول مع شقة مصر الجديدة وتم تجهيزها فنياً بمعرفة أحمد الطاهر ولكنها سلمت عقب تجهيزها لحضور كامل شوقي الذي أصبح كما سبق أن ذكرت تابعاً مباشرة لرئاسة هيئة الأمن القومي وانفصل عن قسم المندوبين وتولى هو استلام الفيلا فلا أعرف ماذا تم فيها وكان إيجارها حوالي مائة وعشرين جنيه في الشهر .
وأما الفيلا بتاعت اسكندرية فكان إيجارها حوالي سبعين جنيه شهرياً والذي تولى تأجيرها هو محمود كامل شوقي وكان الإيجار لمدة سنة دفعت كاملة على دفعتين.
وهذه هي الأماكن التي تم استئجارها لتنفيذ عمليات الكنترول فيها وقد أشرت في تقرير إلى أماكن أخرى ولكنها لا تتصل بهذه العملية وإنما كان استئجارها لأغراض أخرى خاصة بجهاز المخابرات – وأما بخصوص عمليات الكنترول التي تمت في شقة مصر الجديدة والتي أوضحتها في تقريري فكانت أول عملية منها خاصة بسيدة روسية الجنسية تدعى جينا ريتا كغيازينا وكانت تعمل مدرسة بمدرسة الألسن وتعمل علاوة على ذلك في السفارة الروسية وكانت على علاقة بمترجم اللغة الروسية في قسم المندوبين كمال عيد الذي قدم تقريراً لي عن هذه العلاقة فنشأت عندي فكرة البدء باستخدام هذه السيدة في إجراء عملية الكنترول تمهيداً لتجنيدها للعمل لصالح جهاز المخابرات داخل السفارة الروسية وعرضت خطة الموضوع على حسن عليش وصدق على تنفيذ العملية وتمت بنجاح وأخذنا للسيدة المذكورة فيلماً 35 مم أثناء عملية جنسية بينها وبين كمال عيد والذي أشرف على هذه العملية أحمد الطاهر وأنا وحمدي الشيخ واسمه الحركي “حماد” وكنا نتواجد في حجرة العمليات بالشقة وهي منفصلة عن الحجرة التي تجرى فيها العملية الجنسية وعن باقي الشقة ولها مدخل خاص خلفي من باب المطبخ وكان أحمد الطاهر يتولى عملية التصوير وأنا كنت أساعده فيها وكذلك عملية التسجيل الصوتي وحضر حمدي الشيخ بصفته ضابط عمليات المجموعة 98 ولم نستغل هذه العملية نظراً لأن السيدة الروسية المذكورة غادرت البلاد بعدها بحوالي شهر مغادرة نهائية لم يكن هناك متسع من الوقت للاتصال بها واستغلال عملية الكنترول في تجنيدها .
وكان نظام العمل اللي مشينا عليه بناء على تعليمات حسن عليش هو أن أحمد الطاهر بمجرد انتهاء العملية يأخذ الأفلام والتسجيل الصوتي ويتولى بمعرفة إدارته الفنية تحميضه وطبع الأفلام وتسليمها بعد ذلك لحسن عليش شخصياً الذي يقوم بحفظها في الأرشيف السري الموجود داخل مكتبه وأنا عملت سجل أطلقت عليه “سجل العمليات الخاصة” وكنت أثبت فيه كل عمليات الكنترول التي تجرى وكان يحتوي على اسم الهدف أي الشخصية المعمول عليها الكنترول وعمله واسم المندوبة أو المندوب بتاعنا في العملية وكذا أسماء الضباط المشتركين في تنفيذ العملية وتاريخ تنفيذها وكنت أنا احتفظ بهذا السجل كما كان أحمد الطاهر يحتفظ بسجل مماثل كما كان يوجد نسخة ثالثة منه داخل أرشيف حسن عليش وكان أحمد الطاهر هو الذي يتولى التسجيل في تلك النسخة أيضاً وبعد كده سلمت النسخة اللي عندي لحسن عليش بعد نقل العمليات الخاصة من قسم المندوبين إلى رئاسة هيئة الأمن القومي في سبتمبر سنة 1966 .
(إمضاء)
ملحوظة:
اكتفينا بهذا القدر من استجواب المذكور على أن نواصل استجوابه في المساء ووقع في نهاية أقوالـه.
تمت الملحوظة رئيس النيابة
(إمضاء)
وأقفل المحضر على ذلك عقب إثبات ما تقدم حيث كانت الساعة 3,60 مساء
رئيس النيابة
(إمضاء)
أعيد فتح المحضر في تاريخه الساعة 7,35 م بمبنى مجلس قيادة الثورة بالجزيرة
بالهيئة السابقة.
حيث حضر محمد صفوت الشريف واستدعيناه وواصلنا استجوابه بالآتي قال:
اسمي: محمد صفوت محمد الشريف (سابق سؤاله)
س: ما هي سائر عمليات الكنترول التي تم إجراءها ؟
جـ: أريد أولاً أن أوضح صورة لما كان يجري في غرفة العمليات بالشقة فقد كانت الغرفة مجهزة فنياً بثلاث وسائل للتصوير الأولى هي التصوير بالفيديو أي التصوير التليفزيوني وبيكون صورة وصوت وتظهر الصور على شاشة تليفزيونية مركبة أيضاً في الحجرة ومنها يتم التصوير بالسينما وبكاميرا 35 مم وهما الوسيلتين الأخرتين للتصوير ولذلك كان الأمر يقتضي وجود ثلاثة أشخاص لتشغيل هذه الأجهزة أثناء العملية بالإضافة إلى أجهزة تسجيل للصوت.
والنواحي الفنية في الموضوع كانت من اختصاص رئيس القسم الفني وهو أحمد الطاهر وهو الذي كان يتلقى العمليات اللازمة في هذا الشأن من حسن عليش وبالتالي فقد كان هو المسئول عن طبع الأفلام وتبويبها وحفظها في أرشيف حسن عليش وكان هو المسموح لـه بالتردد على مبنى إدارة المخابرات وأما أنا فكانت طبيعة عملي في الميدان لا تسمح لي بالتردد على مبنى الإدارة وكان عملي خلال العشر سنوات التي عملتها في إدارة المخابرات في خارج الإدارة بالمنازل الآمنة.
وأما بخصوص العمليات التي بعد عملية السيدة الروسية السالف ذكرها فقد كانت العملية الثانية هدفها مستشار السفارة اليوغسلافية في ذلك الوقت أي سنة 1963 ولا أذكر اسمه وقد نجحت المندوبة ليلى فخر الدين في التعرف عليه وأبلغتني بذلك في استخدامها في عمل كنترول عليه باعتبار أن الغرض الأساسي من عمليات الكنترول هو الاستفادة منها في أعمال المخابرات وتمت العملية ولكنها لم تستغل وحفظت في الأرشيف .
وتمت بعد ذلك عمليات أخرى على عدد من الأجانب وجميعها مسجلة في سجل العمليات المحفوظ بأرشيف العمليات الخاصة واقتضى الأمر توسيع قاعدة المندوبات من النساء وصدرت تعليمات بذلك من حسن عليش وأنا جندت حوالي أربعة أو خمسة من السيدات دول خلال عامي 1963 1964 ومن حوالي مارس سنة 1963 صدرت تعليمات من حسن عليش بأن يكون هناك ضابط مسئول عن العمليات الخاصة هو محمود كامل شوقي وكان في ذلك الوقت رئيساً لمكتب النشاط العام وبدأ يقوم بمهمته كمسئول عن العمليات الخاصة تحت إشرافي لأنه كان يتبع قسم المندوبين الذي أرأسه.
وكان حسن عليش يتابع بنفسه سير العمل بالنسبة للعمليات الخاصة ويصدر التعليمات اللازمة بشأنها كما أنها كانت لا تتم إلا بتصديق منه وكانت هناك خطة عامة أساساً بالنسبة لعمل الكنترولات وهي أن تتم بالنسبة للأجانب وأعضاء الوفود الذين يمكن الاستفادة منهم في أعمال المخابرات ولكن إلى جانب هذه الخطة العامة فقد كان حسن عليش يعطينا أوامر باحتياجات محددة أي بعمل كنترولات عن أشخاص يحددهم هو بنفسه وكان يتابع بنفسه خطة وتنفيذ هذه الاحتياجات واحنا كنا بننفذ الأوامر التي يصدرها .
ومن ذلك عملية خاصة بالممثلة سعاد حسني تمت في حوالي أكتوبر أو نوفمبر سنة 1963 حيث اتصل بي حسن عليش وطلب مني إجراء عملية كنترول عليها كما أصدر نفس الأمر لمحمود كامل شوقي وكان الأخير قد اقترح من حوالي شهرين سابقين على حسن عليش أن يتم تجنيد بعض السيدات من الوسط الفني للعمل معنا ضمن خطة لتوسيع قاعدة المندوبات وكانت سعاد حسني من ضمن الأسماء المقترحة ولكن حسن عليش وقتها لم يوافق على التجنيد من الوسط الفني وقال دول ناس كلامهم كتير ومافيش داعي دلوقتي . ولما كلمني بعد كده بشهرين قال لي أنه عاوز ينفذ الموضوع الخاص بسعاد حسني فوراً ويتعمل عليها كنترول وقال لي اتصل بمحمود كامل شوقي علشان تتفاهم معاه وتعطيه التعليمات اللازمة وأنا حا أكلمه وفعلاً اتصل به وأعطاه نفس التعليمات حسبما سبق أن ذكرت.
وبناء على ذلك اتصل محمود كامل شوقي بإحدى مندوباته وتدعى “ريري” وفهم منها أن الممثلة ليلى حمدي هي اللي تقدر تجيب سعاد حسني مقابل مبلغ 300 جنيه على ما أذكر وأن سعاد ما تحبش تتصل بمصريين وإنما اتصالاتها بتكون بأجانب أو عرب .
وعرضنا هذا الكلام على حسن عليش فأعطى تعليمات باستخدام ممدوح كامل مترجم اللغة الفرنسية في قسم المندوبين ليتظاهر بأنه فرنسي وعلى هذا الأساس يتصل بسعاد حسني .
وكان ممدوح في الوقت ده يعيش فعلاً تحت ستار أنه فرنسي في عملية أخرى خاصة الإدارة وعلى ذلك قمت باستدعائه وعرضت عليه الموضوع فأبدى استعداده وسلمته لمحمد كامل شوقي ليستخدمه وحصل تعارف بين ممدوح وسعاد حسني عن طريق ليلى حمدي المشهورة برفيعة هانم وأعطاها 300 جنيه كنت قد سلمتها لـه من نقود قسم المندوبين واصطحبها إلى شقة مصر لجديدة وأجريت عملية الكنترول عليهما أثناء ممارسة العملية الجنسية معها .
وقد قمت أنا وأحمد الطاهر وصلاح شعبان بتنفيذ العملية من ناحية التصوير الذي تم بطريقتين الطريقة الأولى هي التصوير بكاميرا 35 مم والطريقة الثانية هي التصوير السينمائي 8 مم وكانت هذه أول مرة تستخدم فيها هذه الطريقة الأخيرة في عمليات الكنترول .
وكان أحمد الطاهر تولى التوجيهات في هذا الشأن بناء على التعليمات الصادرة لـه من حسن عليش وقد فوجئت في ذلك اليوم بحضور صلاح نصر رئيس المخابرات إلى غرفة العمليات بصحبة حسن عليش وأشرفا على تنفيذ العملية وأنا استغربت من حضور صلاح نصر وكان حضوره مفاجأة لي لأن دي كانت أول مرة يحضر فيها بنفسه تنفيذ عملية كنترول ومحدش قال لي أنه جاي وكان يعطينا تعليمات بإتقان التصوير .
وقبل وصول صلاح نصر وحسن عليش حضر لنا محمود كامل شوقي كما أن يسري الجزار حضر العملية أيضاً وكان جاي معايا ولاحظت أثناء تنفيذ العملية أن صلاح نصر أصدر أمراً ليسري الجزار ومحمود كامل شوقي باقتحام غرفة النوم وضبط سعاد حسني متلبسة وقد تم ذلك فعلاً .
وعقب ذلك تم اصطحابهما بمعرفتهما وبناء على أوامر من صلاح نصر أيضاً إلى مبنى الاستجواب بإدارة المخابرات وإيهامهما بأن الشخص الذي كان معها وهو ممدوح كامل هو جاسوس فرنسي وعرض عليها يسري الجزار في مبنى الاستجواب أن تعمل مع المخابرات مقابل ستر فضيحتها وقد وافقت على ذلك وحررت بناء على طلب يسري تقريراً بواقعة وظروف تعرفها بممدوح كامل حتى القبض عليها ونموذج شخصي مطبوع يحرره المندوبون ويحتوي على بيانات شخصية عن المندوب وهو نموذج أشبه بالكراسة ويعرف عندنا باسم P.R.Q. ونموذج آخر مطبوع عبارة عن إقرار بالموافقة على العمل مع المخابرات يحرره المندوبون أيضاً .
وأعطاها يسري الجزار تعليمات بأن يكون اتصالها في العمل بمحمود كامل شوقي وهو اللي يعطيها التوجيهات اللازمة بخصوص العمل وقد تولى محمود كامل شوقي وصلاح شعبان بعد ذلك توصيلها لمنزلها وجابوا منها الفلوس اللي كانت أخدتها من ممدوح كامل وهي 300 جنيه كما سبق أن ذكرت وسلموني المبلغ ورجعته للخزينة تاني .
وفي نفس اليوم بعد انصراف سعاد حسني تقابل حسن عليش مع ممدوح كامل وشكره على المجهود اللي عمله وقال لي أن المدير صلاح نصر أمر لـه بمكافأة قدرها مائتي جنيه وكانت الفلوس مع حسن عليش وسلمها في وقتها لممدوح .
وأنا تقديري الشخصي لهذه العملية الخاصة بسعاد حسني أنه لم يكن ثمة ما يدعو لاقتحام الغرفة عليها أثناء وجودها مع ممدوح والاكتفاء بمواجهتها بالصور التي حصلنا عليها من عملية الكنترول خاصة وأن الاقتحام تم أثناء ممارسة أوضاع جنسية وكانت سعاد عريانه وأذكر أنه في مرحلة من مراحل العملية كانت سعاد وممدوح متغطيين بملاية وكان ذلك من ضمن الأسباب التي دفعت إلى التفكير في الاقتحام إنما هذا لا يمنع من أننا التقطنا لهم صور قبل ما يتغطوا بالملاية وقد كانت هذه العملية الخاصة بسعاد حسني هي أول عملية نلجأ فيها إلى هذا الأسلوب في التجنيد وهو ضبطها متلبسة .
والحكاية دي بما لها من انعكاس على نفسيتها جعلتنا أنا ومحمود كامل شوقي نفكر في أننا نصلح نفسيتها في الأول قبل ما نشغلها حتى يكون عملها بدافع وإيمان وليس فقط تحت تأثير الخوف وعرضنا هذا الأمر على حسن عليش فوافق عليه ولذلك رحت أنا وهو ومحمود كامل شوقي عندها في البيت بعد كده وقدم لها حسن عليش بعض هدايا عبارة عن ساعة يد وراديو ترانزستور .
وكان المفروض كما سبق أن ذكرت أن يكون اتصالها في العمل بمحمود كامل شوقي وفعلاً كان يتصل بها تليفونياً وتمت مقابلات بينهما حسب علمي منه واستمر الحال على هذا النحو حوالي شهرين أو ثلاثة وبعد ذلك سافر في مأمورية بالخارج فأعطاها قبل سفره تعليمات بأن يكون اتصالها بي وكلمتها في التليفون مرة أو اثنين وقابلتها مرة واحدة في الشارع وكانت هي في عربيتها وأنا في عربيتي كما تتم عادة المقابلات السرية للمندوبين واتكلمت معاها حولي ربع ساعة وأعطيتها تلقين بأنها تعيد اتصالاتها بالأجانب والشخصيات اللي كانت متصلة بها قبل كده لأننا لاحظنا أنها بعد العملية التي أجريناها معها بدأت تحد من خروجها واتصالاتها .
وبعد كده كنت باتصل بها أنا ومحمود كامل شوقي بعد عودته من الخارج وماكناش بنلاقيها لأنها كانت مشغولة في بعض الأفلام واحنا كمان انشغلنا وسافرنا إسكندرية للاستعداد لمؤتمر القمة وكان معانا حسن عليش في إسكندرية وسألنا عن اتصالنا بسعاد فأوضحت لـه الصورة واننا مش عارفين نتصل بيها فقال لي هي موجودة هنا والا في مصر فقلت لـه ما اعرفش فقال لي أنا اعرف انها نازلة في المعمورة ورحنا سوا على هناك وسألنا عنها وتبين أنها موجودة هناك فعلاً وقابلناها وأعطاها حسن عليش توجيهات بخصوص انها تعمل معنا أثناء مؤتمر القمة الذي عقد في الإسكندرية في صيف 1964 فقالت انها مشغولة وحاتحاول واللي حصل انها لم تتصل رغم ان محمود كامل شوقي اتصل بها أيضاً بعد ذلك في القاهرة لتأكيد الأمر ووجوب مساهمتها معنا في تغطية مؤتمر القمة وقالت لـه اننا قابلناها في اسكندرية وكلمناها في نفس الموضوع .
وبعد حوالي شهر في أواخر صيف سنة 1964 اتصل بي يسري الجزار وقال لي هي سعاد حسني اسمها إيه بالكامل فقلت لـه ما اعرفش ولم يفصح لي عن الغرض من هذا السؤال ولكن أعقب ذلك أن اتصل بي حسن عليش وأعطاني تعليمات بوقف الاتصال بها نظراً لكونها تردد انها على اتصال بالمخابرات مما يخل بأمن الجهاز وأنا بدوري نقلت هذه التعليمات لمحمود كامل شوقي كما أن حسن عليش اتصل به بعد ذلك وأكد لـه هذا الكلام وفعلاً قطعت أنا ومحمود اتصالنا بها نهائياً ومن وقتها ما اعرفش عنها حاجة ولم تقم بأي مجهود للمخابرات خلال فترة اتصالها بنا وبالتالي لمم تتقاض أي مكافآت .
وأعقب عملية سعاد حسني عملية أخرى خاصة بشريفة ماهر في أواخر سنة 1963 بعد كنترول سعاد حسني بحوالي 15 يوم وقد صدرت الأوامر بخصوص هذه العملية من حسن عليش حيث اتصل بي وكلفني بعمل كنترول على شريفة ماهر بالاشتراك مع محمود كامل شوقي وقال لي أنه اتصل بالأخير أيضاً وأعطاه التعليمات اللازمة .
لم يوضح لنا حسن عليش الغرض من هذه العملية واحنا أيضاً لم نسألـه على أساس ان ده أمر صادر منه يتعين تنفيذه حسب مبادئ المخابرات التي تقتضي أن تكون المعرفة على قدر الحاجة ولم تكن شريفة ماهر من ضمن المرشحات من قبل للتجنيد ولذلك لم يكن الغرض من هذه العملية واضحاً لي .
وبناء على هذه التعليمات الصادرة من حسن عليش اتصل محمود كامل شوقي بالمندوبة ريري التي كانت على معرفة بشريفة ماهر فاتصلت بها واتفقت معها على موعد لتقديمها لأحد الليبيين لأنها برضه مكانتش بتحب تطلع مع مصريين ووقع اختيارنا بعد عرض الأمر على حسن عليش على كمال عيد المترجم بالإدارة ليمثل دور الليبي لأن شكله يساعد على ذلك ولـه أقارب ليبيين ويعرف لهجتهم وكان الاتفاق على أن تتقاضى شريفة ماهر مبلغ مائة جنيه وقد تم صرف هذا المبلغ من نقود المندوبين وسلمه محمود شوقي لريري بإيصال لتسليمه لشريفة ماهر .
وفي الموعد المحدد حضر كمال عيد مع المذكورة إلى شقة العمليات بمصر الجديدة وكنت أنا وأحمد الطاهر في غرفة العمليات ولحق بنا محمود كامل شوقي ثم فوجئنا بحضور صلاح نصر مع حسن عليش ولم أكن أعلم بأن صلاح نصر سوف يحضر ولا حسن عليش ولذا استغربت وافتكر أن حسن عليش قال يومها تبريراً لحضور صلاح نصر انه عاوز يشوف بنفسه العمليات ماشية ازاي .
ولم تتم عملية كنترول كاملة على شريفة ماهر في ذلك اليوم نظراً لكونها قالت لكمال عيد ان عندها الحيض والظاهر انها كانت عاوزة تضحك عليه وأخذنا لها بعض صور وهي معاه في الأوده لكن محصلش عملية جنسية وكانت واخده الفلوس مقدماً كما سبق أن ذكرت واستولت عليهم وقد أصدر صلاح نصر شخصياً تعليمات لنا في ذلك اليوم بضرورة أن تتم عملية كنترول كاملة لشريفة ماهر وأنها لازم تيجي تاني لإجراء هذه العملية عليها .
وبناء على ذلك أعاد محمود كامل شوقي الاتصال بريري لتتصل بالمذكورة ولكنها أي شريفة ماهر اشترطت أن تحصل على نقود أخرى وهي مبلغ مائة جنيه أيضاً على ما أذكر وتم صرف هذا المبلغ من نقود قسم المندوبين لريري بإيصال بعد التصديق على ذلك من حسن عليش وقامت ريري بتسليم المبلغ لشريفة ماهر وكان ذلك بعد أيام من العملية الأولى .
وحضرت شريفة مع كمال عيد إلى الشقة وتمت عملية كنترول كاملة لها أثناء عملية جنسية بينها وبين كمال عيد وقد توليت أنا وأحمد الطاهر وصلاح شعبان تنفيذ العملية ولم يحضر صلاح نصر أو حسن عليش في ذلك اليوم وتسلم أحمد الطاهر الأفلام وكانت 35 مم سينما .
وبعد فترة وقبل انعقاد مؤتمر القمة قلت أنا ومحمود كامل شوقي لحسن عليش أنه مادام عندنا كنترول لشريفة ماهر فنحاول نجندها علشان نستفيد منها ولكن حسن عليش رفض الفكرة وقال: “مش كل العمليات اللي تقوموا بيها تستفيدوا انتم منها” وان العمليات لخدمة الجهاز كله ولم يفصح أيضاً عن الغرض الذي من أجله أجريت عملية الكنترول للمذكورة .
وفي يناير سنة 1964 اتصل بي حسن عليش وكلفني بعمل كنترول على برلنتي عبد الحميد ولم يفصح أيضاً عن الغرض من هذه العملية وان كان طلب قبل كده بحوالي شهرين إننا نعمل عملية تسجيل في شقتها إذ ان هناك ناس بيترددوا عليها لم يفصح عنهم واجتماعات مريبة تجرى في شقتها وأجرنا فعلاً شقة أسفل شقتها لإجراء التسجيل ولكن لم نتمكن لعقبات فنية ولما طلب حسن عليش بعد كده عمل كنترول عليها اتصلت بمحمد كامل شوقي وأبلغته بهذا الأمر ووقع اختيارنا على المترجم ممدوح كامل نظراً لأنها أيضاً تفضل الخروج مع الأجانب الغربيين وعلى أساس انه يظهر أمامها بانه فرنسي .
وحصل اتصال المندوبة ريري وبين ليلى حمدي على أساس أن الأخيرة على اتصال ببرلنتي وقد علمت ريري من خلال هذا الاتصال ان برلنتي مابتاخدش فلوس وانما تفضل الهدايا وعرضت الموضوع على حسن عليش ووافق على اننا نشتري لها هدايا في حدود مائتي جنيه وقام محمود كامل شوقي بصرف هذا المبلغ من فلوس المندوبين للمندوبة ريري التي قامت بشراء أسورة ذهب ومصحف وخاتم دهب وحصلت مقابلة بين ممدوح كامل وبرلنتي عن طريق ليلى حمدي في عربية ممدوح وعرض على برلنتي الهدايا ولكنها رفضت تاخدهم وأعادهم لي ممدوح بعد ذلك فاحتفظت بهم وبعدين سلمتهم لحسن عليش .
ولما برلنتي رفضت تاخد الهدايا قالت لممدوح انها مش عاوزة منه حاجة وتبقى فيه علاقة صداقة بينهم وفعلاً اتصل بها أكثر من مرة وسهروا في أماكن عامة وكان يظهر لها انه غني ثم أخبرني بعد ذلك بأنها عاوزة تتجوزه ــ وانا أعطيته تعليمات بأنه يستمر على اتصال بها ويستدرجها لشقة العمليات تمهيداً لعمل الكنترول عليها وكان ذلك بناء على تعليمات صادرة لي من حسن عليش وفعلاً تمكن ممدوح من إحضارها للشقة ولكنها جابت معاها اختها وكان المفروض انه ياخد معاه فلوس كثيرة في هذا اليوم لتعزز ما يتظاهر به من ثراء ولكني لم اعطيه الفلوس وقلت لـه اني حا احطهم لـه في الشقة في مكان معين تحت مفرش أودة السفرة ـ وأنا فضلت ذلك لأني خفت من ان الفلوس تقع منه على ما اذكر .
وفعلاً حطيت لـه أنا وأحمد الطاهر مبلغ خمسمائة جنيه تقريباً من فلوس قسم المندوبين تحت المفرش وحضرت برلنتي معه للشقة ومعاها اختها كما سبق أن ذكرت ودخلت معاه أودة النوم وهزر معاها شوية وفتح لها سوستة الفستان اثناء وجود اختها خارج الحجرة وكنت انا وأحمد الطاهر بنصور وأخدنا لها صورتين فقط 35 مم إحداها أثناء فتح سوستة الفستان والأخرى وهو بيشدها عليه ولم تحصل عملية جنسية وممدوح وراها الفلوس اللي كنت حاطتها لـه وبعد انصرافهم من الشقة دخلت أنا وأحمد الطاهر علشان أخد الفلوس تاني فوجدت ان المبلغ ناقص 360 جنيه وافتكرت في الأول ان ممدوح اخدهم في جيبه ولكنه لما رجع لنا قال لي انه ما اخدش حاجة فشكينا في ان تكون شقيقة برلنتي هي التي استولت على ذلك المبلغ أثناء انشغال ممدوح مع اختها واقترحت على ممدوح انه يتصل تليفونياً ببرلنتي ويهددها لتعيد لـه المبلغ وقام أحمد الطاهر بتسجيل المكالمة .
ولكن برلنتي أنكرت وبلغنا حسن عليش فزعل من اللي عملناه وأخذ يلوم أحمد الطاهر ويقول لـه ازاي تعمل تسجيل بدون إذني وقال لنا إيه يعني 360 جنيه دي عملية مهمة وواحدة زي برلنتي لما نجندها نستفيد منها بأضعاف هذا المبلغ وأعطى تعليمات لممدوح كامل بأنه يستمر على علاقته بها لغاية ما نعمل كنترول ولكن أنا كنت متغاظ من ضياع المبلغ فكلفت ممدوح بأن يتصل بها مرة أخرى ويهددها بإبلاغ السفارة بتاعته باعتبار انه تظاهر أمامها بأنه فرنسي فطلبت منه أن يقابلها والظاهر انها خافت فأعطته المبلغ في المقابلة وقد تمت في البيت عندها وكان هو نفس المبلغ الفاقد لأنها كانت فلوس جديدة وأرقامها مسلسلة وقد تسلمتها من ممدوح بعد ذلك وأعدتها للخزينة وبلغت حسن عليش فقال لي يبقى مش حانقدر نتصل بيها تاني وانتهى الموضوع على كده .
محمد صفوت الشريف (إمضاء)
ملحوظة:
اكتفينا بهذا القدر من استجواب المذكور ووقع في نهاية أقوالـه على أن نواصل استجوابه مساء الجمعة 1/3/1968.
تمت الملحوظة رئيس النيابة
(إمضاء)
وأقفل المحضر على ذلك عقب إثبات ما تقدم حيث كانت الساعة 2,10 من صباح يوم الجمعة الموافق 1/3/1968.
رئيس النيابة
( امضاء )
تعليق قصير ومتواضع من حضرتي على خيبة المؤسسة المنزهه إياها وعلى فضيحة سيادة رئيس مجلس الشورى :
وفقاً لاعترافات السيد ( المحترم ) صفوت الشريف الرجل العسكري المهم جداً والوزير بعد ذلك .. ثم رئيس مجلس الشورى الآن نحن أمام عدة وقائع هامة :
- اعتراف بعمليات زنا كاملة .
- ممارسة وتصوير وفضح ودفع أجور الزنا من المؤسسة الرسمية في البلد والتي يقودها السادة العسكريون ” الشرفاء ” !!
- قطيع فنانات ” من نجمات الفن ” تمارسن الدعارة بأجر وخصوصاً مع الأجانب والعرب أفضل !!
- أجور عمليات الزنا والدعارة للمومسات تقوم الدولة بدفعها من ميزانية الحكومة يعني عرق الداعرات والعوالِم من عرق الشعب العامل !!
- المشير عبد الحكيم عامر القائد العام للقوات المسلحة يتزوج امرأة ” ولا مؤاخذة ” أقل ما يمكن أن يُقال عنها لها أفلام ” كسر عين ” ورجل غريب يفك لها سوستة الفستان في غرفة النوم وفي أحضان هذا الرجل الغريب .. ثم يتزوجها المشير وينجب منها ابناً !! وسمعني أحلى سلام للمؤسسة إياها !!
- طبيعي أن يحضرك سؤال : هل لمقتل سعاد حسني علاقة خطيرة ومباشرة بالسيد صفوت الشريف وزير الإعلام وقتها بعد أن صرحت سعاد حسني أنها ستروي مذكراتها الحقيقية بحلوها ومرها وكل مناطقها الحمراء وستفضح كبار المسئولين ؟! وخصت منهم وزيراً لمحت إلى أنه وزير الإعلام إياه !! فتم رميها من شرفة شقتها في لندن لتلقى حتفها في جريمة ظاهرها غامضة !!
تُرى بماذا كانت ستعترف سعاد حسني وماذا كانت ستقول عن حكاية ” كونترول صفوت الشريف ” الذي كان يصور النسوان في حالة الزنا ؟!
ويا ترى كم وزير وكم كبير كانت ستفضح سعاد حسني حيث أن الموضة الآن في هذا العصر الأسود تقتضي أن يستوزر ” ولا مؤاخذة ” بتوع كونترول النسوان !!
وترى أيضاً هل يمكننا أن نسأل أي ممثلة أو نجمة من نجماتنا :
كونترول ولاَّ بِكْرْ ؟!
صباحكوا جااااااااااااااز
ولا اعتبارات للمؤسسة العسكرية أمام الخيانة
السادات ومحاكمات العسكر
السادات ومبارك وكبار رجال المؤسسة العسكرية
ما هو موقف الرئيس السادات من المؤسسة العسكرية عبر تاريخه ؟!
لا ريب أنه رجل عسكري يعشق الميري ويتمرغ في ترابه ويؤمن بشرف البذة العسكرية ويقدس المؤسسة العسكرية المصرية .. بل ودفع حياته فداءا لها .
فكيف تعامل مع هذه المؤسسة العسكرية في الأوقات ” الإستثنائية ” ؟!
أي في أوقات المِحن والأزمات التي تحذر ببعض رجال تلك المؤسسة إلى مستنقع الخيانة ومهاوي الرذيلة وخيانة سُلطة الدولة والخروج على شرعية النظام الحاكم بالتآمر أو التخاذل ؟!
ماذا فعل الرئيس السادات مع هذه المنؤسسة سالفة الذكر ؟!
…
سجل الرئيس السادات حافل بالمواقف المشرفة في الدفاع عن مقدسات مصر ومعاقبة المارقين والخارجين على ” الشرعية ” حتى وإن انتسبوا لأي من المؤسسات السيادية العليا وكان أولها ما حدث في ثورة التصحيح حيث خرج بعض كبار رجال الدولة على شرعية النظام وكان أول الخيط هو الفريق أول محمد أحمد صادق وزير الحربية فأقاله السادات .. كنذير لأحداث 15 مايو 1971 ثم توالت حبات سلسلة معاقبة المارقين ومنهم :
محمد فوزي وزير الحربية وعلي صبري وسامي شرف وشعراي جمعة وسعد زايد وزير الإسكان ومحمد فائق وزير الإعلام والإرشاد وغيرهم .. ثم في 1973 وصل العقاب للفريق سعد الدين الشاذلي .
فمن هو الفريق محمد فوزي أحد أهم الذين حاكمهم الرئيس السادات من المؤسسة العسكرية الشريفة ؟!
الفريق أول محمد فوزي وزير الحربية دخل السجن
الفريق أول محمد فوزي (1905م ـ 2000 مقائد عسكري وسياسي ولد 5 مارس 1905 في محافظة المنوفية (إحدى محافظات مصر) تخرج في الكلية الحربية وشارك في حرب فلسطين قائداً للمدفعية المضادة للطائرات وأُصيب في غزة عام 1949.
انضم على الكلية الحربية برتبة (بكباشي) مقدم أركان حرب في 15 يناير 1949 ثم شغل منصب كبير المعلمين بالكلية في 31 يوليو 1952 وعُين مديراً للكلية الحربية
في 15 سبتمبر 1957 وكان برتبة (الأميرألاي) ثم رقي إلى رتبة اللواء ثم لرتبة الفريق .. وعمل علي تطويرها خلال فترة توليه إدارتها وتخرج على يديه أجيال كثيرة من ضباط القوات المسلحة من الكلية الحربية في فترة قيادته لها حتى أصبح علماً من أعلام الكلية الحربية.
عُين رئيساً لهيئة أركان حرب القوات المسلحة في 24 مارس 1964 ثم أميناً عاماً عسكرياً للجامعة العربية عام 1964.
في 19 يونيه 1967 عُين قائداً عاماً في القوات المسلحة فأعاد بنائها بعد هزيمة 1967. وفي 24 فبراير 1968 عُين وزيراً للحربية في عهد الرئيس جمال عبدالناصر. قدم استقالته من جميع مناصبه في 14 مايو 1971 .. تضامناً مع بعض الوزراء احتجاجاً علي سياسة السادات وحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة لاتهامه بالعمل علي قلب نظام الحكم في أحداث 14 مايو 1971 . وصدر قرار بالعفو عنه في عام 1974 .
وهو عضو مؤسس في الحزب العربي الديموقراطي الناصري
وتوفي الفريق أول محمد فوزي في القاهرة في شهر فبراير 2000م .
انظر يا عمنا القارئ .. اشغال شاقة مؤبدة لوزير الحربية في عصر السادات لأنه شارك في محاولة قلب نظام الحكم ضد الرئيس !!
أشغال شاقة مؤبدة .. ولا عصمة لأية مؤسسة .. ولا قداسة وقت الخيانة
تقدر جنابك تتخيل معايا حجم وشكل العقوبة التي كان يوقعها السادات على ” كبار رجال الجيش والدولة ” لو أنه نجا من حجادث المنصة ؟!
أم ترى كان سيرقي أبو غزالة إلى رتبة مشير ؟!
لن أضيف واحسبها وقلبها إنت في دماغك عزيزي القارئ وادعيلي
أبلغ رَدْ على المؤسسة الشريف :
أعنف خطاب للسادات في 15 مايو 1971
السادات يهد السجون لكنه فتح المعتقلات لوزير الحربية وكبار رجال الدولة
هذا هو النص الكامل لخطاب الرئيس محمد أنور السادات إلى الشعب القاهرة 14 مايو 1971 حين وضع رجال المؤسسة العسكرية وعلى رأسها وزير الحربية نفسه في السجن من أجل كرامة السلطة وبنيان الدولة .. فماذا قال في خطابه التاريخي ؟
…
بسم الله
الحقيقة في المرة دى وأنا أتحدث إليكم ما أعدد تش خطاب مكتوب ولا جهزت ورق وإنما في أيدي فقط النوتة اللي بأسجل فيها جميع الاجتماعات اللي بتحصل سواء كانت على مستوي سياسي أو على مستوي السلطة التنفيذية يعني مجلس الوزراء أو حتى جلسات المباحثات إذا كانت هناك وفود عندنا.أنا بأفضل في هذه المرة أني أتحدث إليكم حديث القلب المفتوح لأنه لابد أن يعلم الشعب كل شئ وكل حقيقة بشكل مفتوح وبشكل عادي وبشكل طبيعي ومن غير أي إعداد.
في الـ 24 ساعة الأخيرة كلكم بالتأكيد حسيتم أن فيه حاجة .. لكن أنا عايز أبدأ القصة من أولها علشان أوصل الـ 24 ساعة الأخيرة. المسألة بدأت بعدما عدت أنا من بني غازي على طول في بني غازي كنا اتفقنا- الرئيس معمر القذافي والرئيس حافظ الأسد وأنا على قيام دولة اتحاد الجمهوريات العربية المتحدة. كان معايا في الوفد المصري أثنين السيد حسين الشافعي والسيد علي صبري. وكان الوفد الليبي يتكون من الرئيس معمر القذافي وأعضاء مجلس قيادة الثورة معاه. وكان الوفد السوري يتكون من الرئيس حافظ الأسد وثلاثة من زملائه في القيادة القطرية.
اجتمعنا هناك وكأي اجتماعات بتحصل حصلت خلافات وحصلت مناقشات بيننا وأخذ ورد وانتهينا إلى إقرار الاتفاق اللي إحنا أعلناه. وجيت أنا أعلنته من هذا المكان لكم. هذا الاتفاق اللي هو الخاص بدولة الاتحاد الثلاثي أساسه ايه؟.. أساسه كان كلنا لو نذكر الله يرحمه الرئيس جمال لما عاد من مؤتمر القمة العربي سنة 1969 اللي أنعقد في الرباط في المغرب وفشل المؤتمر وانتهي إلى ما انتهى إليه كنا عارفين رجع إلى طرابلس واجتمع هو والرئيس معمر القذافي والرئيس نميري وقبل كده لما بنتكلم عن الوحدة العربية وبعد تجربتنا مع الوحدة السورية كنا دايماً متفقين على أساس انه أي وحدة تقوم تاني لازم نراعي فيها الدروس اللي إحنا استنفدناها من وحدة سوريا وعلى ذلك شكل اتحاد الجمهوريات العربية المتحدة دا الشكل اللي إحنا بنقول له مناسب واتفاقنا في حياة الرئيس جمال إلى أنه تكون الصيغة أو الشكل المناسب لأي وحدة نبدأ بيه وبعد ذلك إن أمكن يتطور يتطور لأحسن. الشكل ده معناه أن كل دولة بتكون كاملة بمقوماتها برئيسها بحكومتها ببرلمانها بجيشها كل أجهزتها وبنكون وحدة قوية وبعدين. فوق يتكون من رؤساء الدول مجلس رئاسة وينتخبوا من بينهم رئيساً للدولة الجديدة دى اللي بتتكون من مجموعه دول ويبقي لها برضه هذه الدولة مجلس تشريعي يعني مجلس أمة ويبقي لها أيضاً محكمة دستورية.
وبيكون أساس اختصاص مجلس الرياسة اللي هو مكون من الرؤساء برئاسة أحدهم ينتخبوه بيكون اختصاصه عمليات السياسة الخارجية عمليات الاقتصاد عمليات السلم والحرب والأمن.
لما رجع الرئيس من الرباط على طرابلس كان معاه صيغة هذا الاتفاق اللي هو اتفاق الجمهوريات العربية المتحدة.
في ذلك الوقت اتناقش الرؤساء الثلاثة وصديقنا وأخونا الرئيس نميري قال أن الوقت غير مناسب بالنسبة للسودان الآن لمثل هذا المشروع لأنه لسه بسبيل أقامه التنظيمات السياسية بتاعته وبسبيل إعادة بناء الدولة لأنه استلم دولة زي ما إحنا عارفين كلنا.. الرئيس نميري استلم دولة حطام من الأحزاب السابقة واقتصاد محطم وممزقة سياسياً والناس في الداخل في الواقع كانوا في حالة من التشتت السياسي فالرئيس نميري كان عايز يأخذ فرصته إلى أن يستطيع أنه يعدل كل هذه الأوضاع. عندئذ أتفق على ميثاق طرابلس اللي وقعوه الرؤساء الثلاثة كخطوة أولي نحو الاتحاد أو نحو الجمهوريات العربية المتحدة.
أرجع لكلامي لما عدت من بني غازي.. وأنا في بني غازي أولا السيد علي صبري عارض في قيام هذا الاتحاد وفي الاتفاق .. وقال لي هذا قلت له ده رأيك ولكن أنا بانطلق في كل تحرك أو في كل عمل بأعمله من منطلق واحد اللي هي المعركة ما تحتمه على المعركة أنا بأعمله وما باتردد فيه أبداً إطلاقاً. ده مجرد تفاهم بين دولتين عربيتين بيزعج إسرائيل.. مجرد التفاهم فما بال إذا كانت وحدة أو اتحاد.
والساحة السورية بالنسبة لنا حقيقة وبالنسبة للمعركة والشعب السوري كله حاشد نفسه وخصوصاً بعد الرئيس حافظ الأسد ما قام بحركة التصحيح الرائعة اللي قام بها وجمع الشعب السوري كله رجل واحد وإرادة واحدة من أجل المعركة.
قلت له تعارض تعارض مفيش حاجة يعني إحنا حا نروح والتصديق في اللجنة العليا للاتحاد الاشتراكي ثم في اللجنة المركزية زي ما كنا كاتبين في الاتفاق والمناقشة مفتوحة وكلنا بنناقش وكل منا له رأيه وسبق قبل كده اتعرضت أمور وكان فيه آراء معارضة وآراء موافقة وبنصل في الأخر في النهاية إلى النتيجة يعني.
وصلنا القاهرة وطلبت عقد اللجنة التنفيذية العليا لبدء التصديق على ميثاق أو على اتفاق قيام دولة الاتحاد الثلاثي.
فوجئت حقيقة لأول مرة في اجتماع كلجنة عليا سواء كان في وقت المرحوم جمال- الله يرحمه- أو بعد ما تركنا جمال فوجئت بشيء جديد.
أنا زي ما قلت إحنا بنختلف ويمكن الاثنين أخوات في البيت الواحد بيختلفوا كل واحد بيكون له رأي لوحده الاختلاف مش عيب والاختلاف من أجل المصلحة العامة مطلوب.
إنما لأول مرة لقيت صراع غريب.. السيد على صبري خذ الكلمة في الأول وأتكلم ساب مواد الاتفاق وقال إن الأسلوب اللي تم به الاتفاق له عليه ملاحظات وعلى المواد له ملاحظات.
لكن اللي أنا فوجئت به أن المسألة مكنتش مناقشة للخلاف على الرأي أو مناقشة أيهما أصلح أو مناقشة موضوعية في الموضوع اللي إحنا فيه لا.. عملية غريبة أوي.. عملية واضح فيها الصراع الصراع انه بكل الطرق وبكل الأساليب وعن طريق التجريح حتى مش بس في أنا.. بل التجريح في الوفود الأخرى اللي كانت معانا..وبأسلوب لا يمكن أن يقبله أحد وده مسجل لأن الميكروفونات كانت فوق الترابيزة مش تحت الترابيزة ومتسجلة الجلسة ذهلت حقيقة لأن لأول مرة بأشوف عمليات صراع.. وأنا اصلي حضرت زمان قبل الثورة طريقة المناورات السياسية بتاعة الأحزاب وكنت عايش أنا الفترة دى وعمليات أساليب ازاي لما عايزين يسقطوا اتفاق أو عايزين واحد يناور واحد أو يجرح واحد إزاي يلجأ للمناورة وللف ولاستخدام أساليب أقل ما يقال فيها أنها غير شريفة.
أنا حقيقة فوجئت مشيت الكلمة بعد ذلك وبعدين أنا قلت والله إحنا في موقف نجد فيه الرأي لأن أنا بأعتبر هذا الاتفاق اتفاق من أجل المعركة وأنا مؤمن أن كل شئ يخدم المعركة بدون أدني تردد لازم أبذل دمي حتى فيه لأن ولادنا جاهزين حايبذلوا دمهم في المعركة فأنا بافتكر أن دي لحظة لازم نحدد مواقفنا فيها. وخصوصاً لأني لقيت العملية فيها صراع
بصيت لقيت الآتي:
في التصويت السيد علي صبري بيعارض السيد عبدالمحسن أبو النور بيعارض السيد ضياء الدين داود. بعد ما قال كلمته وخطبته وبناها كلها على طريقة وأسلوب السيد علي صبري بيعارض أيضاً السيد شعراوي جمعة بيعارض السيد لبيب شقير بيعارض وإحنا كنا ثمانية.. اللي وافق على الاتفاق الدكتور فوزي والسيد حسين الشافعي وأنا.
قلت لهم طيب إحنا ما دمنا حددنا الأمر بهذا الشكل بنستمر في أسلوبنا الديومقراطي إحنا اختلفنا الخطوة التالية إلى اللجنة المركزية وهناك في اللجنة المركزية بنعرض هذه الاتفاقية .
قالوا مفيش داعي نروح اللجنة المركزية بهذا الخلاف لازم نعمل اجتماع للجنة نناقش فيه الأمر تاني .. قلت لهم إحنا ناقشنا كفاية ولكن أسلوب المناقشة ذاته يؤسفني أن مستواه غير مستوى المسئولية.. الكراسي اللي إحنا قاعدين عليها.. إحنا نروح اللجنة المركزية أحسن ونمشي في أساليبنا الديمقراطية.
ورحنا اللجنة المركزية مفروض أن السادة أعضاء اللجنة المركزية كلهم يناقشوا.. وأنا حتى في أول الجلسة قلت ندي الفرصة لأعضاء اللجنة المركزية يقولوا لنا آراءهم في الاتفاقية وأنا شرحت الاتفاقية وقلت أنا بأعتقد أن ده جزء لا يتجزأ من المعركة بل جزء لا يتجزأ من كياننا ومصيرنا إحنا ومصير أجيالنا عبر التاريخ.
المنطقة بتاعتنا دى اللي إحنا عايشين فيها تعرضت لغزوات عبر التاريخ على مدى الزمن باخد مثلين اثنين قريبين ومثل ثالث اللي إحنا عايشين فيه.. المثلين البعاد التتار ثم الصليبين.. تعرضت منطقتنا دى للتتار.. هجوم ساحق قوافل التتار وجحافلهم وسط آسيا وجم وغرقوا بغداد وحرقوها ووصلوا لغاية سوريا ما أمكنش تخليص المنطقة من الغزوة دى إلا باتحاد مصر وسوريا سوا.
الغزوة الثانية اللي تعرضت لها المنطقة وهي الغزو الصليبي استمر 80 سنة الغزوة دى في بلادنا هنا وفي منطقتنا وكانت واخده اسم الصليب بس حجة إنما هي كانت غزوة استعمارية لاحتلال المنطقة نفس الشيء حصل وكتب التاريخ لغاية النهارده تقول انه لولا اتحاد سوريا ومصر تحت رياسة صلاح الدين مكنش أمكن تخليص المنطقة من الغزوة الصليبية اللي تعرضت لها المنطقة.
قلت لهم إحنا في الغزوة الثالثة وهي الغزوة الصهيونيه حتقعد أد إيه.. الله وحده هو اللي يعلم لكن واجبنا إحنا أن نعد نفسنا مش بش إحنا نفسنا لا .. نعد للأجيال اللي جيه من بعدنا.. نحط الأساس السليم وناخد ده في حسابنا وأنا بأعتبر إن المعركة اللي إحنا عايشينها النهارده بتحتم علينا انه لابد من عمل شكل من الأشكال مع سوريا أولاً بالذات ليه؟ .. لآن ده عبر التاريخ الدرس اللي أتعلمناه ولآن سوريا ومصر زي بن جوريون ما قال زمان الفكين بتوع الكماشة على إسرائيل بتبقي إسرائيل في وسطهم زي البندقة بين فكين الكماشة قلت للجنة المركزية الاتفاق وروحه إيه.. إن كل دولة قائمة بذاتها تماماً علشان نمنع الحساسيات ونطلع بدروس من اللي جرى لكن فوق في السلم وفي الحرب واقفين مع بعض. وسياستنا ننسقها مع بعض مواردنا بنستخدمها مع بعض العمق الموجود في بلادنا بنستخدمه من أجل صالح المعركة ومتفقين إحنا في هذا تمام الاتفاق البلاد الثلاثة ومتفقين حقيقة بمنتهى الحماس والإخلاص سواء كان من ناحية ليبيا أو من ناحية سوريا أو من ناحيتنا إحنا شخصياً.
وقلت السادة أعضاء اللجنة المركزية ياخدوا الكلمة ويقولوا لنا رأيهم.. بصيت لقيت هيصة تحت في اللجنة المركزية. محدش عارف الحقيقة.. السيد علي صبري قال لا.. أنا عايز أتكلم.. قلت طيب إحنا ممكن نخلي أعضاء اللجنة المركزية يتكلموا ويبقي شوية من المركزية وشوية من اللجنة العليا وهكذا ممكن المناقشة تمشي لأن إحنا اتناقشنا في اللجنة العليا سبع ساعات.
وقبل ما أفتح الموضوع أمام اللجنة المركزية ذكرت صراحة أننا اختلفنا في اللجنة العليا يا حضرات أعضاء اللجنة المركزية.. وعشان كده إحنا جايبين الموضوع هنا عشان نفتح فيه المناقشة .. أصر السيد علي صبري انه لازم يأخذ الكلمة.. قلت له أتفضل .. ابتدأ نفس الابتداء اللي ابتداه في اللجنة العليا والكلام فيه إذاعة أسرار عن كلام دار بينه وبين رؤساء دول أو بينه وبين أعضاء مجلس قيادة ثورة وبعدين ياريته بيقول الكلام الصحيح.. إنما بيستغله نحو هدف معين.. حاولت أوقفه وأقول له لا خلينا في صلب الاتفاقية ذاتها أو صلب الاتفاق والكلام زي ما أنا شرحت خلونا في الاتفاقية مش في أي كلام آخر.. هيصة تحت في اللجنة المركزية هيه هيه هيه .. هيصة تحت في اللجنة المركزية هيه هيه هيه .. بطريقة فيها نوع من التهريج يتكلم يتكلم ضد رأي اللجنة المركزية.. فقالوا خليه يتكلم طيب ماشى كمل وسبته يكمل كلامه. السيد ضياء الدين داود أيضاً أتكلم وبعدين كان فات أربع ساعات في الاجتماع.. بعد الكلمتين دول قلت قبل ما نعمل استراحة ما تسمع حد من اللجنة المركزية بقي ونعمل الاستراحة ونكمل بالليل ونكمل الجلسة وبعد الاستراحة أدينا الكلمة للدكتور مصطفي أبو زيد عضو اللجنة المركزية وأستاذ القانون الدولي.
فجه الدكتور مصطفي أبو زيد أمام اللجنة المركزية كلها وهو أستاذ قانون دولي وقال يؤسفني أن الأربع ساعات اللي ضاعوا دول كلهم ضاعوا هباء على اللجنة. لو إديتونا الكلمة إحنا كنا وضحنا المسألة من الأول. السيد على صبري بيتكلم في ناحية وبيهاجم وبيشرح في ناحية والمشروع اللي أمامنا واللي شرحه الرئيس في هذا الموضوع دا موضوع مختلف تمام الاختلاف- تعالوا نناقش مواده دا شئ تاني- دا اتفاق بنسميه تعاهدي.. دول قائمة بذاتها ولكن بنأخذ صيغة معينة بتلتقي فوق بصيغة معينة وبتقبل على نفسها أو بتتعاقد فيما بينها على تعاقدات معينة تؤديها في معركة في السلم في الاقتصاد في أي شئ وده أمر موجود في القانون السيد علي صبري كان بتكلم عن الهجوم المريع والهجوم زي ما بقول اللي وصل إلى التجريح واستعمال أسلوب غير شريف. قال دا بيتكلم على فيدرالي دا الأسلوب ده فيدرالي. ومافيش في هذا الاتفاق أبداً حاجة فيدرالي. فيدرالي ده تبقي دولة واحدة زي الولايات المتحدة أو زي الاتحاد السوفيتي. جمهورياته بتبقي مع بعضها كلها وجيش واحد وكذا وكذا.. أما الكلام دا أبداً . ده شئ تاني خالص. فأنا قلت للجنة المركزية لو أدينا الكلمة للجنة المركزية مش كنا ارتحنا من الأربع ساعات دول. والتجريح اللي إحنا سمعناه والتجريح اللي إحنا ابتدينا نخش فيه. عملية المناورات السياسية. ونسيب بقي مصير البلد كله. وننسي مسئوليتنا وإحنا على كراسينا ونخش في عمليات الصراع.
رفعت الجلسة.. وقلت حانعود بعد رفع الجلسة لكي نكمل المناقشة. فوق اجتمعت اللجنة التنفيذية العليا كلها في مكتب السيد عبد المحسن أبو النور وكان موجود معانا السيد محمود رياض وزير الخارجية . وكان موجود أيضاً الأستاذ هيكل وكان موجود السيد سامي شرف إلى جانب جميع أعضاء اللجنة التنفيذية العليا وإحنا قاعدين في الاستراحة.. وقالوا لي بلاش نكمل المناقشة يعني الليلة ونؤجل ونقترح لجنة تشوف الصياغة لأنه واضح دلوقت بعد كلام الدكتور مصطفي أبو زيد أنه ما فيش خلاف إطلاقاً على جوهر الموضوع إنما نشكل لجنة تعمل صياغة.. قلت لهم أنا شوفوا جوهر الموضوع والاتفاق في ذاته أنا مؤمن بيه وأنا عايز أسمع آراء اللجنة المركزية الأول ولازم أسمعه. إحنا ماسمعناش غير واحد بس. استماتوا في أنه مفيش داعي نكمل الجلسة الليلة دى والأعصاب وكذا.. وخصوصاً وأنه كان واضح عمليات تهريج في قاعة اللجنة المركزية
أنا الحقيقة كنت عايز ليلتها أكمل المناقشة ونحدد المواقف زي ما حددت المواقف في اللجنة العليا. ليه.. لأنه بعد ذلك حا أنزل للشعب وده أسلوبي حايكون دائماً أنه في أي شئ ليكن الشعب هو الحكم الأول والأخير.
أحسوا بهذا قالوا ماعلهش وا وا وا طيب. قلت زي بعضه.. وبعد يومين تيجى اللجنة المركزية وتجتمع تاني واتشكلت اللجنة من أعضاء من اللجنة المركزية. وإحنا قاعدين فوق بقي زي ما قلت لكم واللجنة العليا كلها موجودة بالإضافة إليها السيد محمود رياض وزير الخارجية والأستاذ هيكل والسيد سامي شرف- وبعدين السيد شعراوي جمعة بيقوللي أرجو أنك تعتبر الكلام اللي قاله السيد علي صبري كأنه لم يكن. قلت له أنا شوف إذا كانت هناك حاجة توجه لشخصي أنا مستعد أتسامح في حق نفسي شخصياً والسيد علي صبري كان قاعد جنبي – قلت له إحنا بنلجأ لشيء جديد خالص في السياسة. إحنا قضينا عليه من يوم 23 يوليه. أسلوب علي صبري كان أسلوب هدم يا شعراوي وأنا لا أستطيع أن أكون رجل منافق أمامكم أنتم جميعاً أعضاء اللجنة العليا والحاضرين. أنا بقول إذا كان هذا هو حايكون أسلوب الهدم واستخدام هذا الأسلوب في المناورة السياسية- والله أهدمها على دماغ الجميع علشان خاطر أحافظ على الأمانة للشعب إنما غير مستعد أفرط في الأمانة أبداً- بحضور الكل صراحة.
شكلنا اللجنة وانتهينا وجينا تاني اجتماع شئ مضحك- كان.. اللجنة لم تتعرض للمشروع إلا في كلمات فنية قالتها في تقريرها- صياغة فنية- أما جوهر المشروع فلم يمس؟ وبعد مناقشة قصيرة طلب بعض الأعضاء من اللجنة أننا نأخذ الأصوات. وأفاجأ لما طلبت الأصوات أن أعضاء اللجنة المركزية بيرفعوا أيديهم- الله طب المشروع جوهره هو هو- الكلام اللي أتغير فيه كلام قانوني قاله فني مش في جوهر الموضوع- الله- طب كان أيه حكاية اللي جري في الجلسة اللي فاتت وأية اللي جري في الجلسة دى- بالإجماع شئ غريب كان أمر مؤسف حقيقة. لأنه يبدي. صورة مش كريمة.
قبل هذا بيوم. قبل هذه الجلسة أتصل بي السيد شعراوي جمعة وقال لي أن السيد علي صبري مستعد ييجى لك في البيت ويعتذر. ثم ييجى في اللجنة المركزية أمام أعضاء اللجنة المركزية ويعلن سحب كلامه كله وشطبه من الجدول. قلت له لا أنا رايح اللجنة المركزية- وما اعرفش أنها كانت مترتبة على الإجماع زي ما كانت مترتبة قبل كده- قلت له إحنا رايحين اللجنة المركزية وأحب أسمع رأي كل واحد- ونترك الموضوع بقي إلى ما بعد الاتفاق نتكلم. ونشوف أيه اللي جري لأن الأسلوب أنا قلت لكم ده أسلوب هدم أمامكم جميعاً كأعضاء للجنة التنفيذية العليا بحضور وزير الخارجية وبحضور الأستاذ هيكل وبحضور سامي سرف أنا قلت لكم دا أسلوب هدم وأنا لا أقبله إطلاقاً كأسلوب سياسي نعمل بيه- قلت له تروح وتاخد الأصوات على المشروع وبعد اللجنة ما تناقش.
زي ما حكيت لكم ما اتناقشناش كثير واقتراح تقدم- وأيوه الأصوات- والأصوات بالإجماع. شئ غريب.. خرجنا..
دى المرحلة الأولي من كلامي – مرحلة دولة الاتحاد الثلاثي.. والطريقة اللي تمت بيها.
المرحلة الثانية جت بعد كده. أنا فكرت الحقيقة بهذا الأسلوب لا أستطيع أبداً أني أكون أمين قدامكم كشعب.. وأنا بأعتبر نفسي مسئولاً أولاً وأخيراً. أمام الله سبحانه وتعالي وأمام الشعب- مش أمام حد تاني أبداً.. أمام الله أولاً ثم أمام الشعب .. بهذا الأسلوب أنا لقيت أسلوب لا يمكن يستمر. وأن سياسة البلد خصوصاً وإحنا في المعركة اللي إحنا فيها وفي معركة بناء الدولة الجديدة أيضاً. وفي معركة بناء مستقبل سياسي وتقاليد سياسية. أن إحنا نبتدى نلجأ للمناورات السياسية والصراع والهدم واستخدام الأساليب غير الشريفة قلت لا ده كلام لازم زي ما سبق قلت لكم أدَخَّل الشعب حَكَم فيه- طيب أزاي؟ اللي حصل ما كنتش ناوي أحكيه للشعب أنا بأحكيه لكم دلوقت علشان اللي حصل في الأربعة وعشرين ساعة اللي فاتوا. إنما أنا ما كنتش ناوى أحكيه لكم . إنما قلت إزاي الشعب أدخله حكم
قلت الآتي: الاتحاد الاشتراكي هو الصيغة اللي يجب أن نتمسك بيها جميعاً لتحالف قوى الشعب. ولكي نمارس الديمقراطية السياسية بتاعتنا. لا الأحزاب تصلح لنا ولا طريقة الحزب الواحد تصلح لنا.. إنما من خلال تجربتنا اللي فاتت طلعنا بنتيجة أن تحالف قوى الشعب العاملة داخل الاتحاد الاشتراكي هو ده أحسن إطار سياسي نشتغل من داخله ونمارس الديمقراطية في بلدنا. ولازم نحافظ عليه. لكن.. لازم كمان نضع له التقاليد السليمة علشان ما يرجعش يتحول في الآخر إلى الأسلوب الحزبي اللي حكيت لكم عنه واستخدام الأساليب غير الشريفة. ويبقي مقياس النجاح فيه هو عملية الانتهازية أو عمليات المناورات أو عملية ناس يجتمعوا ويعملوا (كورنر) ويجهزوا تجهيزة معينة علشان يوصلوا لناحية معينة. فلازم نقضي عليه وتبقي المسألة مسألة مناقشة الرأي بالرأي.
الخلاف بنختلف لكن في النهاية لازم نصل لأنه إذا كان خلافنا قائم على أساس المصلحة وعلى أساس الموضوع اللي إحنا بنتكلم فيه ومصلحة بلدنا لكن في النهاية سنصل إلى أحسن الحلول والخلاف زي ما قلت لكم أمر مشروع ما دمنا نتناقش مناقشة حرة.
قلت أن الطريق الوحيد أني أصحح هذا بواسطة الشعب . هو أني لابد من إعادة انتخاب الاتحاد الاشتراكي من الوحدات الأساسية من أول القرية من تحت لغاية اللجنة التنفيذية فوق.. لابد من إعادة الانتخاب وبصراحة مش بالأسلوب اللي تم الدور اللي فات.. لا وأنتوا فاهمين لا.. انتخاب حر. أنا عايز جماهير 9 و10 يونيه اللي طلعت وماحدش طلعها.. هي اللي طلعت ورفضت الهزيمة.. وهي اللي وصلتنا للموقف اللي إحنا فيه النهاردة. من صمود ومن قوة عسكرية ومن تغير كامل من هزيمة مؤلمة مريرة يوم 9 و 10 إلى موقف النهاردة بنقول فيه العمق بالعمق والنابالم بالنابالم وقلت سأكون بنفسي الرقيب علي هذه الانتخابات ولن أرحم حد يحاول يزور فيها أبداً. بس الانتخابات تكون من القاعدة إلى القمة علشان تطلع بتنظيم سليم وبعدين اللجنة المركزية الجديدة تحط لنا قانون الاتحاد الاشتراكي الجديد اللي يحط الضوابط بحيث إنه مايحصلش المناورات السياسية بالأسلوب السياسي اللي أنا حكيت لكم عنه المؤسف اللي جرى ده ولا تصل بلدنا في يوم إلى هذا سواء كانت في معركة مصيرية زي اللي إحنا فيها أو حتى في أوقات السلم العادية.
وكان تفكيري أنه أَصَلَّحْ اللي جرى بواسطة الشعب ودا حايكون أسلوبي دايماً حاصلح كل شئ يجرى بواسطة الشعب ومش بواسطة الإجراءات ولو أني أضطريت في الـ24 ساعة الأخيرة إني آخذ إجراءات وحاأقول لكم الأسباب إيه- وضد مين.
لما وصلت إلى هذا ندهت للسيد شعراوى جمعة مع علمي بأنه مسئول عما تم داخل اللجنة المركزية ولكن قلت أنه يعني في أسلوبي ماباستطعش آخد كلام حد على حد. وأرفض أن يكون الأسلوب أن أي حد بيجى يكلمني على أي حد فأكون فكرة وآخد قرار. لا.. البلد كلها حاسة وأتكلموا وأتكلمت في هذا الموضوع بالذات وأتكلمت بالذات في شأن شعراوي جمعة باعتباره ممثل التنظيم وماسك ما يسمي بالتنظيم الخاص داخل الاتحاد الاشتراكي ووزير الداخلية اتكلمت البلد كثير وتكلم الاتحاد الاشتراكي كله خصوصاً بعد اللجنة المركزية ما اكتشفت إن المهزلة اللي تمت في أول جلسة كانت مهزلة في تاريخ اللجنة المركزية وفي تاريخ عملنا السياسي شئ مؤسف جداً أنا ما أخدتش كلامه أبداً. ونَدَهْتْ لشعرواي وكلمته واقتنعت بتفسيراته .. أكثر من هذا بقي أديته خطته قلت له إحنا عاوزين نصلح وعليه فإن خطتي هي الآتي:
لما نيجى نصلح نصلح بالشعب أنا عاوز نجهز نفسنا لانتخابات حرة 100في المائة وأنا حا أكون بنفسي مشرف على هذه الانتخابات من القاعدة إلى القمة .. لكن الوحدات الأساسية اللي عندنا في في الاتحاد الاشتراكي خلصت من سنتين. أجلنا إحنا إعادة الانتخابات فيها بالنسبة لظروف المعركة. لكن اللجنة المركزية فاضل عليها من الأربع سنين بتوعها ثلاث سنوات واللجنة العليا المدة بتاعتها 6 سنين. طب علشان أعمل هذا قلت برضه مافيش حل إلا إني أرجع للشعب لأنه مفيش داعي أقول أنه فيه انتخابات من القاعدة إلى القمة فييجي لي واحد يقول أنت راجل تتصرف تصرف غير شرعي لأن مدة اللجنة المركزية 4 سنوات ومدة اللجنة العليا 6 سنوات قلت نجهز نفسنا لاستفتاء نتقدم بيه للشعب من غير ما نحكي حاجة. إحنا داخلين على دولة جديدة وداخلين أيضاً على المعركة والمعركة اللي إحنا داخلين عليها مش حاتحاربها قواتها المسلحة وحدها. إحنا كلنا كشعب . وزي ما سبق قلت كده. في كل قرية في كل بلد في كل مدرسة في كل مكان على ظهر بلدنا دى المعركة حاتكون زي ماهي على الجبهة تمام على القناة حاتكون جوه عمق البلد لأن إحنا عارفين عدونا وعارفين طريقته ولازم نجهز نفسنا.
طيب مادام الشعب كله داخل المعركة إذن فلنعد إلى الشعب ونستفتيه ..يا شعبنا بحكم النص اللي في الدستور هل توافق – الدستور بيدي رئيس الجمهورية الحق في الرجوع للشعب في المسائل الهامة اللي بتمس مصالح الشعب أنه يتقدم للشعب بالاستفتاء- فبمقتضى هذه المادة كنت حا أقول ياشعب إحنا داخلين في دولة جديدة وداخلين على معركة بيشترك فيها كل الشعب أنا بأطلب منكم الرد على السؤال الآتي:
هل نجري انتخابات من القاعدة إلى القمة للاتحاد الاشتراكي واللا لا .. علشان نوحد التفاعل الكامل بين الاتحاد الاشتراكي وبين الشعب ونجهز نفسنا كشعب للمعركة اللي جاية اللي إحنا كلنا حانشترك فيها . فإذا أجاب الشعب بنعم بنشكل لجنة للانتخابات ونبتدى – وكنت حا أقول في البيان اللي حا أعلنه علماً بأن مدة الوحدات الأساسية قد أنتهت فاتت بقي لها سنة وباقي على اللجنة المركزية كذا وباقي على اللجنة العليا كذا. فإذا أجبت يا شعب بنعم فإني حا أشكل لجنة علشان الأشراف على الانتخابات وشعب 9 و 10 يونيه لازم هو اللي يطلع في هذه الانتخابات وينتخب من يشاء لأن كل من يقدمه الشعب أنا راضي بيه واشتغل بيه ونخش المعركة كلنا وحدة واحدة.
النقطة الثانية إذا كان الشعب حايقول نعم في الاستفتاء مجهز كنت حا أشكل لجنة للبدء في عمل الدستور الدائم للجمهورية العربية المتحدة . لنا لمصر ليه لأنه بعد ما دخلنا اتحاد الجمهوريات عايزين نعود إلى اسمنا مصر. جمهورية مصر العربية .الحاجة الثالثة أنه في أثناء هذه الانتخابات ودا كله حايكون مترتب على كلمة نعم القرار اللي جهزته وقلت علية لشعراوي جمعة أنه في نفس الوقت بنجري انتخابات للتنظيم الشبابي وللتنظيم النسائي وبذلك في وقت واحد حانكون بنجرى انتخابات من القاعدة إلى القمة للاتحاد الاشتراكي لتنظيم شبابي- لتنظيم المرأة – تنظيم نسائي لأول مرة في تاريخنا.
شعبنا كله داخل المعركة مفيش فرق بين رجل وامرأ. وطفل وكبير كلنا داخلين .. قلت لشعراوي جمعة جهز نفسك على هذا كله وشوف إيه المواعيد علشان نعمل انتخابات ونصحح أوضاعنا ونصحح قانون الاتحاد الاشتراكي. ولا نلجأ للأساليب ولا المناورات اللي جرت دى ونقضي نهائياً على كل ما هو انتهازي. وكل ما هو وصولي. وكل ما هو أسلوب غير شريف في العمل السياسي.. قال حاضر . أديته خطتي كلها بالكامل.
طلعت زرت قواتكم المسلحة في يومي الثلاثاء والأربعاء اللي فاتوا. وشئ يشرف حقيقة.. الأسئلة . كان نفسي أعلن محاضرها على الشعب. محاضر الجلستين دول لأن قسمنا القوات المسلحة قسمين: اجتمعت على مدي يومين بالقوات المقاتلة على الجبهة وجميع فروع القوات المسلحة كلها على الجبهة وخلف الجبهة كان نفسي أعلنه. وحييجى اليوم اللي أنشر فيه هذه المحاضر وتشوفوا إلى أي مستوي أولادنا وضباطكم على مستوي الفهم والمسئولية بيناقشوا في أيه.. وبيتكلموا في أية. شئ يخلي كل مصري رأسه ترتفع عشر قامات .. إحساس مسئولية فداء.. تضحية.. وهي لكل الظروف المحيطة بالمعركة من سياسية واقتصادية وكل شئ.. أسئلة على مستوي المسئولية حقيقة؟
وسامعنى دلوقتى.. سامعنى الفريق فوزي اللي أنا محدد إقامته في الأربعة والعشرين ساعة الأخيرة وأنا حزين.. حزين حقيقة.. سامعنى لأنه كان معي يوم الأربعاء اللي فات في أنشاص .. وسامعني لما قلت للضباط أني لن أسمح بقيام مركز قوة في هذا البلد. بل سأقضي عليه وكونوا مطمئنين يا أولادي. بصوا أدامكم لليهود ومتبصوش وراكم أبداً للجبهة الداخلية. لأنه إذا اقتضى الأمر عشان أحفظ سلامتها والله سأكون في منتهي القسوة للي يحاول أنه يشق جبهتكم الداخلية من وراكم.. فلا تفكروا فيها سيبوها.. سيبوا جبهتكم الداخلية كونوا واثقين أن الـ 34 مليون بقلبهم وبإحساسهم وكل ما يملكو وراكم في معركتكم عشان تكسبوها وشرفكم حطيته في أيديكم.. سامعني الفريق فوزي دلوقتى وسمع أد أية الضباط صفقت لما كان أيديها حاينزل منها الدم عشان القضاء على مراكز القوة اياً كانت أو القضاء على أي حد يفكر أنة يشق جبهتها الداخلية وإحنا في المعركة النهاردة وكل معركة أمريكا النهاردة كده وإسرائيل أعدائنا. كل معركتهم أنهم يكسبوا المعركة من الداخل مش على القناة.. يكسبوها من الداخل بفرقعة تحصل في الداخل وتنهار الجبهة الداخلية جوه..
القوات المسلحة اللي وقفت على القناة أولاد الشعب اللي جوه. حيسيبوا القناة وييجو لأهاليهم للفرقعة اللى حتحصل في وسطهم ومش حايقدروا يحاربوا.. سامعني فوزي دلوقتى .. وأنا حزين وآسف وموجودين الضباط كلهم والفريق أول صادق وزير الحربية الآن سامعني أيضاً وكان ويانا.. وهو الآن وزير الحربية وفي مكتبة. ويسمعني . أولادي على الجبهة اللي كنت قاعد معاهم في أنشاص من الجيش الثاني ومن جميع فروع القوات المسلحة. وسامعين كلامي اللي باقوله ده وعدت مساء يوم الأربعاء .
مساء الأربعاء الساعة واحدة بالليل أفاجأ بأن واحد طالب مقابلتي. شاب صغير وبيقول أنا لازم أقابل الرئيس دلوقتى فوراً وأنا في بيتي هناك بيجوا الناس كلهم بيطلبوا مقابلتي وبيكون عندي وقت.. مفيش زيارات رسمية ولا حاجة باشوفهم. باشوف اللي بيجي بيخش إنما الساعة واحدة بالليل ده مش معقول يعني.. فقالوا له مش ممكن قال طيب بس أسألوا صاحى وإلا لا قالوا له صاحى بس مش ممكن الساعة واحدة بالليل.. قال طيب بلغوه قولوا له أن الأمر في غاية الخطورة.. بلغوني قالوا واحد بيقول أمر في غاية الخطورة.. قلت إيه يعني اللي حيكون في غاية الخطورة يا جماعة يعني .. قلت لهم اسألوه قولوا له حول أية لأن الإنسان برضة اهو بيحافظ عشان ما يجرحوش .. كان ممكن أقول خليك يا بني للصبح. الخطورة مش حا يجرى حاجة من الساعة واحدة بالليل لغاية الصبح . لكن الخطورة برضه الإنسان بيحسب يمكن فيه شئ بيمس الوضع بتاعنا وإحنا في المعركة. قالوا له إيه يعني الرئيس بيسألك إيه يعني الموضوع اللي أنت عايز تعرضه وإيه وجه الخطورة فيه.. قام قال طيب خدوا الشريطين دول اديهم للريس يسمعهم على ريكورد عنده وبعدها يقرر أن كان الأمر يساوى أنه يشوفني وإلا لا .
جابوا لي الشريطين وقالوا أنة بيقول خد الشريطين دول اديهم للرئيس يسمعهم ويشوف أن كان الأمر يساوي إنه يشوفني وإلا لا .
كنت راجع من الجبهة في منتهي السعادة يومها. بأقول لكم لما باشوف أولادنا في الجبهة وبأسمع مناقشتهم وفهمهم ووعيهم والفداء والرجولة وإحساسهم بمسئولياتهم الإنسان بينفعل.. أنا كنت سعيد ومنفعل جداً قاعد سهران برغم أني كنت تعبان وأنا راجع يومها إلا أني دورت الشريط لقيت أول شريط بيحكي قصة اجتماع اللجنة المركزية الأول.. غريبة..
ده الكلام اللي أنا بأسمعه ده بالحرف .. واحد بيحكيه لواحد تاني في التليفون والشريط ده مسجل بواسطة الرقابة اللي على التليفونات اللي في الداخلية .. فيه جهاز رقابة في الداخلية أتاريه ماشى من زمان من أيام أحد رؤساء الوزارات بتوع زمان.. من زمان قوي .. يعني أحد رؤساء الوزارات القريبين .. أتاريه كان شاريه وكان معاه في رياسة مجلس الوزراء وبعدين ودَّاه الداخلية يراقب التليفونات.
الشيء الغريب أن تفاصيل اللي جرى في اللجنة المركزية بالنص واحد بيحكيه لواحد تاني.. بس استلفت نظري شئ غريب تفاصيل كاملة لكن فيه نقطتين في غاية الخطورة.
النقطة الأولى: أنه بعد ما اجتمعنا في اللجنة العليا زي ما قلت لكم اِختلفنا وأخذنا الأصوات واطلعنا خمسة ضد ثلاثة. اتارى الخمسة منهم ناس مباشرة بعد الاجتماع لما عرفوا أن إحنا رايحين اللجنة المركزية مباشرة بعد انتهاء الاجتماع- المفروض أن اجتماعات اللجنة العليا اللي هي أعلي مستوي سياسي في البلد واللي مفروض ناخد فيها قرار الحرب مثلاً أو نقرر مصير البلد. أول ما وصلوا لمكاتبهم بعد الاجتماع راحوا موزعين اتباعهم ونزلوهم على أنحاء البلد كلها يروحوا لأعضاء اللجنة المركزية في اسكندرية والبحيرة وفي المنصورة في كل حته لأنة كان فاضل ثلاثة أيام على اجتماع اللجنة المركزية يفهموهم أية اللي جرى في اللجنة العليا وأنة لازم الأعضاء تيجى جاهزة وترفض .. مع أن إحنا في اللجنة العليا لم نناقش الموضوع زي ما قلت لكم.. كان فيه أشياء غير شريفة.. حصلت أساليب غير شريفة يعني.
أنا معنديش فكرة عن الموضوع ده كله..أنا فاهم أن العملية تلقائية أن إحنا كنا في اللجنة العليا ونزلنا اللجنة المركزية .. الكلام بتاع السيد علي صبري والأسلوب اللي لجأ إليه واللي حب يسحبه بعد كده وأنا رفضت لأنه ده لازم بيتسجل وهو مسجل على أشرطة عندنا النهاردة للتاريخ عشان محدش يعود إليه ابدأ تاني.
أنا متصور أنة يمكن طريقة الكلام ده هي اللي خلت أعضاء اللجنة كانوا متلخبطين وعملوا الهيصة اللي حصلت .. لا.. الشريط بيحكي بقي بالتفصيل ازاي أعضاء اللجنة العليا ينزلوا ويبعتوا ناسهم ويحكوا كل ما جري في اللجنة العليا وبتحريف.. بتحريف الهدف منه لابد من إسقاط اتفاق الاتحاد استمراراً لعملية الصراع.. وأنا قاعد عادي خالص. اجتماع اللجنة العليا كان الأحد السبت فَات على شعراوي جمعة بأقول له الاجتماع بكره قال لي آه قلت له طيب أنا عايز الناس تقول رأيهم في اللجنة المركزية.. وعايز كل واحد ياخد فرصته .. ليه .. لأن أنا بأعتبر ده أمر حيوي جداً وإحنا لجأنا لأسلوب كان أنا لا أقبله .. أسلوب الصراع ده فأنا عايز نحسم المسائل دى كلها ونكون واضحين واللجنة المركزية تشترك معانا فيها. فقال لي اللجنة المركزية جاهزة تماماً.. وكل شئ تمام. الشريط الأول زي ما قلت لكم بيحكى قصة الاجتماع الأول ويقرر نقطيتين خطيرتين.
النقطة الثانية: عضو اللجنة المركزية اللي بيحكي في التليفون لزميله لصاحبة مهواش عضو لجنة.. إنما اللي بيحكى عضو لجنة مركزية لأنة قاعد جوه وحكى والشريط واضح فيه بالكامل قام الثاني بيقول له أية قال له والله والرئيس دخل يعني وأتكلم كلمة شدت اللجنة كلها لكن إحنا كنا مجهزين وخرجنا ورا بعض قلنا لا.. لا.. لا.. إحنا لازم عايزين نسمع السيد على صبري هيه هيه هيه .. وموضبين كل ده.. باين في الشريط الكلام ده حصل كله والله.
الأخطر إنه قال له طيب وإيه كان موقف الرئيس قال له الرئيس إن أنا مش مستعد أقبل وصاية على من أحد وأنا بحط قدامكم الموضوع للمناقشة الموضوعية.
واللي بيجرى دلوقتى صراع وليس مناقشة وأنا لا أقبل الصراع وأنا مستمر في هذه الجلسة لغاية ما كل عضو يقول رأيه ويحدد موقفه بصراحة . قال له يعني مش حيتراجع.. لا مش حيتراجع.. قام الثاني بيسأل عضو اللجنة المركزية بقي بيقول له أوعوا تكونوا معملتوش حساب الإذاعة قام قال له لا .. معمول حسابها إذاعة إذاعة إيه استلفت نظري أنا لأن نزول اللجنة العليا واستخدام عربيات الاتحاد الاشتراكي وموارد الاتحاد الاشتراكي عشان تضلل أعضاء اللجنة المركزية واستخدام الأساليب والمناورات السياسية وكشف كل مناقشات اللجنة العليا وبطريقة ملتوية.. ياريت اللي جرى كان بهدف إسقاط الاتفاق كله عشان إحراج الرئيس والصراع اللي مع الرئيس دي استلفت نظري لكن الإذاعة مكنتوش عاملين حساب الإذاعة .. قال له لا كنا عاملين حساب الإذاعة .. واقف قدامي وأنا باسمع الشريط السكرتير بتاعي اللي جايب لي الأشرطة من تحت من الراجل اللي جه قام لقاني عند حكاية الإذاعة التفت يعني شئ مذهل .. أية ده قال لي أنا متأسف يا فندم مقلتش لك من سبع تيام جاني هنا فلان الفلانى وأبلغني أن يوم اجتماع اللجنة المركزية الأول. الإذاعة كانت محاصرة بطريقه مش بناس لابسين رسمي ولا حاجة لا.. إنما بشكل ناس مخبرين عاديين.. ولكن محاصرة.. واللي جه بلغني واسمه فلان قال أنة عرف هذا من المكتب الفلاني في الاتحاد الاشتراكي وأنهم مجهزين عشان إذا الرئيس نزل من اللجنة المركزية وراح على الإذاعة يخاطب الشعب يمنعه المخبرين اللي محاصرين الإذاعة ويمنع من أنه يخاطب الشعب .. قلت له طيب ما قلتش ليه أيامها قال لي والله أنا لقيت بعدها بيومين جلسة اللجنة المركزية الثانية انعقدت والاجتماع حصل .. اتفاق بالإجماع فاعتبرت الموضوع منتهى اعتبرته تبليغ عادي. أنا هنا توقفت بقي..
إفشاء أسرار اللجنة العليا وبطريقة ملتوية واستخدام أساليب حزبية زي اللي حكيت لكم عنها دى كلها ودول اللي في أيدهم مصير مصر يقرروه ومصير البلد ومصير المعركة ومصير ولادى اللي قاعدين على القناة والإذاعة محاصرة طيب ده انقلاب أنا تصورتها كده لما ييجى رئيس الجمهورية داخل الإذاعة ويقولوا له لا منتش داخل متقدرش تخش إذا كان عايز يكلم الشعب في أي موضوع وأنا زي ما قلت لكم كلامي لشعراوي جمعة. وللكل أن أنا كل مشاكلي عايز أحلها بالشعب مش بالإجراءات الاستثنائية كل حاجة نختلف فيها تعالوا نحطها أدام الشعب ونقول أحكم يا شعب نعود شعبنا بقي أنه ياخد دوره الكامل والسيطرة على مصيره وقلت الكلام ده في أول مايو جم عملوا حسابهم وحاصروها طيب اللي حاصرها ده جهاز الأمن بتاعي أنا ولا أنا دريان ما كنتش قلت طيب هات الشريط الثاني.
الشريط الثاني نفس عضو اللجنة المركزية اللي في الشريط الأول بيحكى عن قصة اجتماع الهيئة البرلمانية وبيشتكى أنه مقدرش ينفذ الخطة اللي كان متفق عليها وبيقول أية بالذات مكناش نقدر نهبش الريس لآن لو هبشناه بطريقة الكلام اللي كان بيتكلمه كان المجلس قام علينا وموتونا كلنا فكان قاعد ورايا فلان الفلاني عضو من المنضمين لهم عضو من أعضاء مجلس الأمة ومن المجموعة الجديدة اللي عملوا الحلقة دى شور لي وقال لي. لا.. متتكلمش خلاص لأنه واضح أن كلام الرئيس مفيش حد يقدر يرد عليه وإذا حد رد حيبقى وضعهم سئ جداً لدرجة لأن يمكن اللي في المجلس يقوموا يقضوا عليهم. فعضو اللجنة المركزية عنفه وشتمه وبهدله وبيشتكي عضو مجلس الأمة هذا في المكالمة التليفونية دي إنه اتهزأ وانه عيب كده التهزئ وانه ده مكنش في ايده إنه يعمل حاجة الله بالأصوات الكلام ده كله بالأصوات وأصوات معروفة ومسجلة أسرار اللجنة العليا اللي في ايدها مقدرات مصر بتلتوي ومناقشتها بتنقلب إلى صراع للسلطة وتستغل تنزل وتطلع بره تذاع للناس تستغل للصراع. اللجنة المركزية منظرها وتهييج وعمل كتلة جوه وبتاع على طريقة أحط المجتمعات يعني في أسلوب العمل تهييج وصريخ وزعيق ودبدبة في الأرض وبتاع. اللجنة المركزية اللي هي آل إيه تبقى أعلي مستوى موجود أنا في هذا مش عايز أظلم اللجنة المركزية كلها. أنا في هذا بأقول إن اللي عمل هذا كلهم النهاردة في السجن وهم أفراد يعدوا على الأصابع مهماش اللجنة المركزية كلها إنما ادوا هذا اللون وهذا الشكل للجنة المركزية تخبيط بالرجلين على الأرض وزعيق وتهريج زي سيما أوانطة والكلام ده وده أكبر مستوى في الاتحاد الاشتراكي وفي قانون الاتحاد الاشتراكي مفروض نقرر إستراتيجية الدولة.
الإذاعة محاصرة وأنا مش داري وأجهزة الأمن بتاعتي طيب متقليش وهي أتاريها اللي محاصرة الإذاعة لمنع الرئيس إذا حاول إنه يروح يكلم الشعب لما سمعت الشريطين بره زي ما عودتكم وحاعودكم دايماً لازم أستوثق لما أخذ الكلام.
السكرتير بتاعي سألته مين اللي جه بلغك التبليغ بتاع محاصرة الإذاعة قال فلان الفلاني بعت جبته تعالى انت جيت بلغت كذا كذا تاني يوم في الصبح قال لي أيوه سمتعه؟ قال لا شفته بنفسي.
واللي سمعه سمعه من داخل “الأوضة” الفلانية في أمانة الاتحاد الاشتراكي اللي على النيل لكن بنفسي لما قال لي هذا رحت ونزلت فوجدت الوضع الإذاعة محاصرة. أنا في تقديري بعد ما استوثقت بقى كلنا وصلنا للخميس امبارح قلت لا ده انقلاب يعني لو إن اللي محاصرين الإذاعة دول لهم عند الشعب حاجة أو يطلعوا.
واحد من الشعب يتكلم أي كلام ويقول إحنا مسكنا الحكم أو يخطب أو يعمل. طيب ما خلاص ده انقلاب. وأنا سبق وقلت وحاقولها تاني لن أفرط أبداً لا في الأمانة ولا في المسئولية اللي انتخبتوني من أجلها. إن الشعب انتخبني لها وسأحملها إلى آخر لحظة في حياتي وسأدافع حتى الموت عن هذه الأمانة وعن هذه المسئولية. ندهت سامي شرف تعالى يا سامي الصورة كيت كيت كيت كيت كيت يؤسفني إن ده حصل. أنا معودكم وقايل لكم وقايل للناس كلها إن ما لم أستوثق مش حأتخذ قرار اليوم. أنا واثق وعندي الأدلة كافية. تروح تبلغ شعراوي إن أنا قبلت استقالته فلا يذهب إلى وزارة الداخلية وعينت وزير داخلية جديد وجه معه الدكتور فوزي وحلف اليمين زي الأصول الدستورية تماماً وراح على الوزارة حوالي الساعة ستة مساء امبارح. وقلت له أودة التسجيلات اللي في الوزارة حط ايدك عليها فوراً لأني كلمت وزير العدل يرسل اثنين من وكلاء النيابة يروحوا يستلموا من وزير الداخلية هذه الغرفة تكون تحت تصرف النيابة وهاتوا الأشخاص اللي أصواتهم موجودة وحققوا في الموضوع ليه؟ لهدفين. وقلت الفرصة جت علشان أكشف بقى للشعب وللجنة المركزية اللي اتظلمت واللي شوية أولاد طلعوها لجنة خبط وترقيع وضيعوا شكل وقيمة تنظيمنا السياسي وداروا بخلاف هذا يقولوا إننا حالفين. فقلت دي فرصة نحطها علشان نطلع منها بالدرس المستفاد النيابة تجيب لنا تقريرها.
بيان 30 مارس اللي أنا ملتزم به أمام الشعب فيه بند بيقول إنه لجنة تعين من اللجنة المركزية اسمها لجنة الأمن الوطني تراجع الإجراءات الاستثنائية شكلت هذه اللجنة وأخطرت وزير الداخلية وقلت له بعد وكلاء النيابة ما يحققوا أنا عايز لجنة الأمن الوطني تيجي تستلم من وكلاء النيابة تقريرهم عن الموضوع لأني عايز هذه اللجنة اللي من اللجنة المركزية تيجي تعرض على اللجنة المركزية إيه اللي جرى وكيف تم وما هي اللجنة العليا والمركزية وكيف تمت الإجراءات فيما بينهم وإزاي التصرفات ماشية والشعب يخش طرف ثم أمشي في خطتي وأكملها انتخابات من القاعدة إلى القمة.
برغم اللي جرى كله ده لا يعني إن ألغي الاتحاد الاشتراكي إطلاقاً لأني أنا قلت إن الصيغة الوحيدة لعملنا السياسي واللي يجب أن نتمسك بها هي الاتحاد الاشتراكي. بس نصلح عيوبنا بقى وما دام جالنا الدليل في ايدينا أهو نحطه أدامنا كلنا ونطلع منه بالدرس والعبر.
فعلاً وزير العدل بعت الاثنين وكلاء النيابة من امبارح استلموا الغرفة والتحقيقات ماشية والشرايط موجودة تحت أمرهم وصدر أمر من المسئولين عن غرفة التسجيلات بمسح الشرايط. قبل ما يروحوا يمسحوها كان الحرس الجمهوري قد سبقهم ووصل وكلاء النيابة واستلموها من الحرس الجمهوري وما اتمسحتش الشرايط. أما الاثنين اللي أصدروا هذا الأمر أنا أصدرت أمر بحطهم في السجن هما ضباط بوليس كبار للتحقيق معاهم والتحقيق ماشي الآن.
الكلام ده كله امبارح سامي شرف خرج من عندي راح للسيد شعراوي جمعة وأخطره وراح ضرب لي تليفون وقال لي إن السيد شعراوي بيقول أنا تحت أمرك وأنا سألزم بيتي مفيش حاجة أبداً وسامي نفسه قال أما عني أنا فأنا أعصابي تعبانة خالص وبكى في التليفون قلت له أنا عارف أعصابك تعبانة لأن القرار صعب لكن لما بأفقد الثقة ما أقدرش أراوغ وما أقدرش أعمل كمين وأربط لا . أنا قلت لكم بأشتغل دوغري وفي النور أنا فقدت الثقة يبقى ما نتعاونش مع شعراوي. لكن معاك انت خليك وخليك في مكانك. قال لي أنا تعبان وأنا قلت له ارتاح خد زي ما انت عايز راحة. قال أنا تحت أمرك وراح قافل السماعة.
وقعدت الساعة سبعة الكلام ده. ثمانية فاتت تسعة فاتت عشرة فاتت حداشر إلا دقيقتين جالي جواب برسول شايل استقالات سامي شرف ومحمد فوزي ووزير الكهرباء حلمي السعيد وسعد زايد وزير الإسكان ومحمد فايق وزير الإعلام وإن لسه استقالات جاية في الطريق وانه الكلام ده سيذاع الساعة حداشر والكلام ده الساعة حداشر إلا دقيقتين وإن الكلام ده سيذاع الساعة حداشر. محمّد فايق اللي مستقيلين معاهم وواحد منهم وزير الإعلام اللي قاعد في الإذاعة. قمت بصيت في ساعتي لقيتها حداشر إلا دقيقتين. ما أنا حقبل استقالتهم مش حاتردد أبداً بس نفس الإجراء انهم يملكوا انهم يذيعوا أي شئ ووزير الإعلام يذيع.
وفعلاً أذاع الخبر مباشرة في نشرة حداشر وراح واخد بعضه ونازل مروح بيته لما اطمأن اطمئن إلى أن الخبر أذيع وفاهمين إن ده حايحدث انهيار لأن فيه يعني خمس استقالات تضامناً مع شعراوي.
الله طيب يا سامي انت كلمتني وسامعني يا سامي دلوقت انت كلمتني وقلت لي إنه تحت أمرك وانت قلت لي انك تحت أمري ومفيش حاجة. إذا كنتم عايزين تستقيلوا طيب ما تبعثوا من بدري وتقولوا لي وأنا كنت حاأصرح فعلاً باذاعتها لأن أنا مش ممتنع عن إني أقبل استقالة أي واحد مش عايز يتعاون معاياً أبداً. اللي مش عاوز يتعاون هو حر دي مسألة ما أجبرش أي واحد إنه يتعاون إنما بالأسلوب وبالطريقة دي أريد إنه يبان شكل انهيار مصر ماتنهارش عمرها أبداً أبداً مصر فيها من الكفاءات والكفايات واليوم شكلنا الحكومة الجديدة من شبان أكفاء وكفايات وأساتذة من الجامعات ومن كل اتجاه. مصر مليانة كفاءات ومليانة رجال والعملاق الكبير عبدالناصر اللي كلنا كنا لا نتصور إن إحنا نفقده أبداً فقدناه واستطاع الشعب بعدها أن يقف ويكمل ويمشي مصر إلى الأبد حاتبقى والشعب إلى الأبد متجدد فيه الكفاءات وفيه كل شئ. إنما ليه الأسلوب ده كمان ليه بقى أسلوب الشرايط اللي هي طريقة الشرايط.
أسوأ من هذا بقى ويؤلمني أن أقوله في العشرة أيام اللي فاتت كان عندي ناس كثير بيفوتوا ويكلموني خصوصاً بعد عملية اللجنة المركزية. ومنهم وزراء وقالوا لي بيتك فيه تسجيل عليك. بيت رئيس الجمهورية الخاص. كنت أقول لهم بلاش كلام فارغ. وزي ما عودتكم وزي ما قلت لكم وزي ما أنا طول عمري أنا لازم أستوثق قبل ما أحكم. لا.. ولا يجرؤ أحد إنه يعمل حاجة زي دي مين حايعملها علي. سامي- شعراوي الله طب ما سامي وشعراوي كل شغلي وكل خطتي. آخر خطة ليه ما فيش أربع خمس أيام لسه قايلها له بالتفصيل. إيه اللي أنا عايز أعمله والانتخابات والخطوات حاتكون إيه. وأنا ثقتي كاملة لكن لما بأسحبها بأسحبها أيضاً كاملة لكن ما بعرفش أجي وسط أو أجي أعمل كمين في السكة وبتاع. أنا مش طريقتي كده. فكان اللي بيكلمني قلت له أنا ثقتي كاملة في سامي وشعراوي. حايحتاجوا ليه يسجلوا لي يعني. وأضحك. يؤسفني أقرر إنه اتضح إن أودة مكتبي في بيتي في بيت رئيس الجمهورية وجدنا فيها جهاز امبارح بالليل لأنه بعد ده كله بقى وبعد اللي جرى ده كله بعت جبت الجهاز الإلكتروني اللي بيبحث ووجدت في غرفة مكتبي أنا شخصياً فتصورات إذا كان ده وعشرات الآلاف من الأشرطة بتاعة الرقابة اللي في التليفونات وأتاري فيه مش بس في الداخلية جهاز رقابة. لا فيه عند سامي شرف أيضاً جهاز رقابة تليفونات.
الله- امبارح قبل سامي ما يمشي أنا قلت له يا سامي الجهاز اللي عندك- أنا دريت إن عندك جهاز رقابة وعايزه يقف فوراً من النهاردة. جهاز الداخلية الوزير الجديد أنا اديته تعليماتي عليه ولن يراقب أحد إلا بأمر من القاضي أو النشاط الأجنبي المضر بالبلد. أما في الداخل فلابد أمر من القاضي وسأشرف بنفسي شخصياً عليه. الأشرطة القديمة بنفسي سأشرف على إعدامها رسمياً ولازم الكلام ده كله يقف ولازم الناس تطمئن. قاللي حاضر. وبعدين حصل اللي حصل. العملية اللي قلت لكم عليها والاستقالات والشكل اللي بإن كأنه انقلاب. أنا مش حزين في كل هذا. اللي حتى ادى شكل خلى الأخ جعفر نميري رئيس السودان وهو معانا الآن في قصر القبة طلبته الساعة اثنين ومن اثنين قام ركب الطيارة ولما رحت أستقبله في المطار كان نايم في الطيارة واستنيت على ما صحوه ما نمش طول الليل انزعج. في نفس االوقت اتصل بي الرئيس حافظ الأسد من سوريا. في نفس الوقت اتصل بي الرئيس معمر القذافي من ليبيا وكلهم بيقولوا شعب مصر عاوز إيه تقدموا له علشان وحدته الوطنية وقوات مصر المسلحة اللي هي عمادنا كلنا كعرب. إيه اللي نستطيع نقدمه لها في الظرف ده علشان تفضل قواتنا لمعركتنا. فطمنتهم وقلت لهم أبداً دي زوبعة في فنجان- كلام فارغ مفيش حاجة إطلاقاً.
لم يكتفوا. الرئيس حافظ بعت نائب رئيس الجمهورية بتاعه ونائب رئيس الوزراء اليوم الصبح والرئيس معمر القذافي بعت اثنين من نواب رئيس الوزراء ووزير الإرشاد النهاردة الصبح. الرئيس جعفر نميري جه هو واللواء خالد عباس القائد العام للقوات المسلحة وهم موجودين ومشرفين معانا هنا دلوقت حاليا. الناس كلها جاية عاوزة تقول لمصر هي قلعة العروبة. هي الحصن اللي الكل بيبص له كأمل خصوصاً في مثل هذا الوقت من المعركة.
دي الحكاية ببساطة أنا مش عاوز أعلق عليها أنا حا أسيبها لكم كشعب بتفاصيلها كاملة وبأسيب لكم كشعب تستنتجوا منها ما تستنتجوه. ولكن حا أقرر قدامكم إحقاقاً للحق ولمسئوليتي التاريخية جملة أمور :
لن أفرط في المسئولية إطلاقاً .
لن أسمح بقيام أي مركز من مراكز القوى مهما كان مكانه ومهما كانت قوته أبداً. والكلام ده بأعيده تاني أهو بأقول أنا قلته في أنشاص أمام رجال القوات المسلحة المصرية والتهبت أيديهم بالتصفيق بأعيده علناً .
وهم سامعيني ولادي اللي على القنال وسامعني الشعب كله وسامعيني اللي أنا محدد اقامتهم اللي تصوروا انهم يقدروا يعملوا انهيار للجبهة الداخلية ويحققوا أهداف أعدائنا النهاردة ويضربوا ظهر قواتهم. لا ما ضربوش وشعبنا الحمد لله أهو. لن أفرط في الأمانة لن أسمح بقيام مراكز قوى أبداً على الإطلاق. سأتقدم للشعب لإجراء انتخابات حرة من القاعدة إلى القمة للاتحاد الاشتراكي وسأشرف بنفسي ولجنة قضائية في مكتبي ومستشارين من وزارة العدل للإشراف على كل صغيرة وكبيرة. من أول توزيع التذاكر من الوحدة الأساسية إلى قمة الاتحاد لكي نأتي باتحاد هو الذي يمثل شعب 9 و10 يونيه اللي صنع التاريخ اللي إحنا بنعيشه.
كلمتين أخيرتين عاوز أقولهم لشعبنا اطمئنوا كونوا مطمئنين. زوبعة في فنجان وانتهت. وبعد ما أسيبكم دلوقت رايح علشان الوزارة الجديدة تحلف اليمين. قواتكم المسلحة على أروع روح وعلى أروع فهم. زي ما قلت لكم قبل كده في أول مايو الأمل مشرق. المستقبل مشرق مع ضراوة المعركة ومع شراسة المعركة اللي جاية. لكن أنا بأقول لكم الأمل مشرق والنصر بعون الله بتاعنا إنشاء الله. بأبذل كل جهدي علشان إن كان هناك أمل في حل سلمي. ولكن أمل ضئيل جداً. لكن بنجهز نفسنا في نفس الوقت للمعركة وأنا قلت لأولادي على الجبهة الكلام ده واضح وقلت لهم بالتفصيل كل ما دار من محادثات بيني وبين روجرز وسيسكو وعودة سيسكو أيضاً من إسرائيل. كل هذه التفاصيل حطيتها قدام ولادي من القوات المسلحة وأمام الهيئة البرلمانية أيضاً.
لن أفرط في الأمانة ولن أتسامح وأنا اضطريت في الأربعة وعشرين ساعة الأخيرة إن أخذ إجراءات استثنائية سواء بالنسبة للي أرادوا يهدوها دول أو بالنسبة لبعض النواب وأرسلت لمجلس النواب علشان أطلب رفع الحصانة عنهم. إنما ما كانش ممكن أسيبهم على ما يأخذ المجلس قراره يخربوا في البلد.
ولن أسمح لأحد إنه يخرب جبهتنا الداخلية أبداً مهما كلفني الأمر. وأنا قلت لأولادي في أنشاص قبل ما أسمع الشرايط قلت لهم يا أولادي ثقوا إن الذي سيحاول يعمل شئ في الجبهة وراكم “حا أفرمه” وأنا بأقولها ثاني اللي حايحاول يعمل شئ في الجبهة الداخلية ووحدتنا الوطنية اللي صنعها شعب 9 و10 يونيه واللي صنعها شعبنا مش حا أفرط فيها وحا “أفرم” كل إنسان إذا اقتضى الأمر يتعرض لها.
الحمد لله شعبنا سليم والمخربين من الطبقة اللي كانوا حكام للأسف وطمعوا. والشعب لن يمس أبداً لكن الذيول مش حاتتعب والقضاء حايقول كلمته فيها وكل التفاصيل سأضعها أمامكم بعد ما يخلص القضاء ولجنة الأمن الوطني حاتجيب لكم الحقيقة كاملة سواء للاتحاد الاشتراكي ومستوياته كلها أو للشعب.
كلمة أخيرة من كل قلبي بأتوجه بالشكر للرئيس معمر القذافي للرئيس حافظ الأسد لمشاعرهم نحو شعبنا هنا وقواتنا المسلحة ومعركتنا. ومش قادر أعبر عن العرفان ولا أجد الكلمات اللي أصف بها ما يجب أن نؤديه نحو أخونا الرئيس جعفر نميري اللي معانا الآن في هذا القصر اللي أصر- مع إني ألحيت عليه إنه ما يجيش- قلت له كل شئ عال وسليم وما تخافش يا جعفر وما فيش شئ أبداً- ألح إنه لابد ييجي وهو معانا الآن وجه علشان يرجع في نفس اليوم وراجع الليلة. مش حأقدر ألاقي كلمات العرفان له ولشعب السودان الحبيب الشقيق.
تحية للرئيس حافظ الأسد ولشعب سوريا الشقيق الحبيب وقواته المسلحة. تحية للرئيس معمر القذافي ولشعب ليبيا الشقيق الحبيب وقواته المسلحة.
وتحية لأخونا وحبيبنا وضيفنا اللي قاعد معانا دلوقتي واللي أصر إنه لازم ييجي ويشارك الرئيس جعفر نميري هو وشعب السودان الشقيق اللي تربطنا بيه صلات الدم وكل الصلات ولقواته المسلحة.
تحية لكم لأن الزوبعة انتهت ولن تكون هناك أبداً زوابع تقف في طريق المسيرة. ستبقى مصر بإرادة الله سبحانه وتعالى القلعة الثابتة الحصينة اللي لن ينال منها أحد أبداً لا من الداخل ولا من الخارج إرادة هذا الشعب.
وفقكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله
المؤلف في سطور
أنيس الدغيدي
- ولد في أول مايو 1960 بمحافظة المنوفية .
- يؤسس حزب الحرية الساداتي الديمقراطي بصفته وكيلاً للمؤسسين .
- حائز على تقدير أفضل كاتب عربي عام 2004 بالمركز الأول كأعلى كتاب توزيع ضمن قائمة الكتب العشرة الأولى في العالم العربي عن كتابه : الحياة السرية لصدام حسين ” والصادر عن دار الكتاب العربي ( القاهرة- بيروت – دمشق ) والحائز على نفس الجائزة بالمركز الأول عام 2005 عن كتابه : ” بن لادن والذين معه ” الناشر دار مكتبة الإيمان بالقاهرة .. كما فاز لعام 2006 عن كتابه ” السي آي إيه وملفات الحكام العرب الصادر عن دار الكتاب العربي .
- وفي عام 2007 فاز بتقدير أفضل كاتب وأفضل كتاب عن كتابه ” صدام لم يعدم ” وذلك في معرض القاهرة الدولي للكتاب التاسع والثلاثون كأعلى وأفضل كتاب توزيع ضمن 20 مليون كتاب وكاتب على مستوى العالم .. ليكون الكاتب والكتاب الأول .
- تلقى مؤلفاته إهتمام سياسي أمريكي وأوروبي خاص حيث تناقش مؤلفاته وتتابعها بشكلٍ غير تقليدي وكالة المخابرات الأمريكية السي آي إيه والقيادة السياسية الأمريكية وخصوصاً مؤلفاته : تاريخ بوش السري الأسود ” و” السي آي إيه وملفات الحكام العرب .. سري للغاية ” .
- ثم عاش طفولته وصباه في قرية ” الزعفران ” التابعة لمركز الحامول محافظة كفر الشيخ .
- أبدى اهتماماً مبكراً بالقراءة والكتابة الأدبية والشعرية فكانت أولى تجاربه الشعرية حين كتب شعراً في انتصار حرب السادس من أكتوبر عام 1973 حيث شهد له أساتذته بالنبوغ والتفوق في حرفة الكتابة وشجعوه على الدرب لاستكمال المسيرة ومنهم الأستاذ أحمد عبد الحميد خليفة مدرس اللغة العربية بالمرحلة الإعدادية والأستاذ الشيخ علي فهيم مأذون القرية .
- درس الإخراج السينمائي بالمعهد العالي للسينما بأكاديمية الفنون بالهرم .
- قبل احترافه كتب في العديد من الصحف في سنٍ مبكرة كـ ” أخبار اليوم” و”الجمهورية ” والمجلات : ” السينما والناس ” وغيرها .. ثم تفرغ للكتابة احترافاً منذ عام 1985 وعمل في العديد من الصحف المستقلة : ” الميدان ” و ” الخميس ” و”اللواء العربي ” و الأنباء ” و ” الغد ” .
- ومن أشهر محاوراته الصحفية لقاءاته مع : السيدة جيهان السادات ” .. والدكتور مصطفى خليل رئيس وزراء مصر الأسبق ومهندس عملية السلام المصرية الإسرائيلية ” و محاوراته الصحفية مع الصاغ فوزي عبد الحافظ مدير مكتب الرئيس السادات .. ومع الوزير طلعت حمَّأد وزير شئوون مجلس الوزراء والمتابعة .. ومحاوراته مع الرئيس الأمريكي جيمي كارتر .. ومقابلته الصحفية مع أسامة بن لادن في عام 1992 .. ومع الرئيس العراقي صدام حسين ونجله الراحل عدي صدام حسين وذلك في منتصف عام 1988.. .. إلا أنه يعتبر أن أهم محاوراته الصحفية في حياته لقاءاته مع الزعيم الكبير ” نلسون مانديلا ” .. والتي ستنشر قريباً .
- كتب القصة والسيناريو والحوار للعديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية .. منها : السهرة التليفزيونية : ” المقعد الخلفي ” إخراج علاء كريم وبطولة طارق لطفي و وفاء فاضل وأسامة عباس وإبراهيم خان ودينا .. ومسلسل ” غرام الكبار في صالون مي زيادة ” ومسلسل : سارة عن رائعة الأديب الكبير عباس محمود العقاد لقطاع الإنتاج بالتليفزيون المصري .. ومسلسل المارد والقمقم لشركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات .. وكتب سيناريو الأفلام السينمائية : : كليوباترا ” و ” مانديلا ” و ” كلاي” و ” السادات .. والمنصة ” وكتب كذلك مسلسل ” السادات ” وكطانتعاقد معه النجم الكبير الراحل أحمد زكي والمنتج حسين القلا على فيلم ” مبارك .. الضربة الجوية ” ومسلسل ” السادات ” .
- والمؤلف متزوج ولديه من الأبناء : عبد الله وعائشة وهانم وسارة ومريم ومحمد .
كتب صدرت للمؤلف
- ” صرخة المجهول ” ديوان شعر,
- غريبان عندما نلتقي مجموعة قصصية
- ناصر 56 والسادات 73
- بلاغ لسيادة الرئيس
- فضائح الزعيم .. عن زعماء السياسة .
- انحرافات الفن والسياسة .. أجرأ حوار مع إعتماد خورشيد – .
- الإعترافات الجنسية لنجمة سينمائية ” رواية ” .
- الحياة السرية لصدام حسين .. حقيقة هروبه واعتقاله .
- تاريخ بوش السري الأسود .
- أسرار الأميرات “تمت مصادرته ” .
- إعترافات جيهان السادات .
- هدى عبد الناصر .. شاهدة على عصر جمال عبد الناصر .
- القصائد الممنوعة لنزار قباني .. في الحب والسياسة .
- إنحراف المشاهير.
- الشيخ زايد .. فارس العرب وعاشق الوحدة العربية .
- أنجال الزعماء .
- نساء الزعماء .
- بن لادن والذين معه .. حكاية أخطر رجل في العالم .
- دماء الكبار .. على كرسي السلطة .
- اعترافات الجواسيس .
- أسرار المحاكمات السياسية .
- الحكام العرب .. كيف وصلوا للسلطة .
- أحمد زكي .. أسرار رحلة حياته .
- أباطرة الثروة .
- السي آي إيه وملفات الحكام العرب ” جزئين ” .
- محمد حسنين هيكل .. الوهم والحقيقة والأسطورة وأخطر تناقضاته .
- لص واشنطن ولص بغداد
- زعماء وخونة
- الزواج الأسطوري
- حرب الجنرالات
- أخطر خطب السادات
- أخطر خطب عبد الناصر
- بن لادن .. وعرش آل سعود .
- هل أسلم البابا شنودة ؟
- شيوخ الفتن .. ولعبة الدم والدين .
- لذة الخيانة .
- نهب النفط
- أسرارالقصور الملكية
- الأميرات .. أسرار وخفايا .
- الملف النووي .
- صدام لم يٌُعدَم .
- صدام لم يعدم ” الجزء ثاني “
- هل أسلم شنودة ؟
- الشيطان عمرو خالد
- هؤلاء قتلوا السادات
محتويات الكتاب
الموضوع رقم الصفحة
إهداء خاص لسيادته
إهداء ولوحة شرف
المقدمة
مبارك .. ماذا قال في السادات ؟
الملف المحظور لاغتيال السادات
أسرار التقرير الطبي الشرعي لحادث المنصة
بيان حسني مبارك بعد رحيل السادات
الإسلامبولي لم يقتل السادات
مهزلة الخطة الأمنية لحادث المنصة
تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا
النيابة كيف وصفت حادث المنصة
ماذا حدث يوم السادس من أكتوبر 1981
السيناريو السري لمحاكمة الإسلامبولي
وزارة الدفاع تكرم عبود الزمر وتعيده للخدمة !
مفاجأة : مبارك ماذا قال عن حادث المنصة ؟
السادات .. واغتيال ناصر وعامر .. بالسُم
السادات والمنصة .. بالصور .. لحظة بلحظة
شهادة جيهان السادات عن المنصة
محاكمة قتلة السادات
نص قرار الاتهام في اغتيال السادات
الحكم في قضية اغتيال الرئيس محمد أنور السّادات
تساؤلات سوداء في حادث المنصة
صراع الرجل الأول والثاني
حكاية جيهان وأبو غزالة .. وأمريكا
أبو غزالة والراقصة اليهودية
هل المؤسسة العسكرية مقدسة ؟
ثورة أم انقلاباً عسكرياً
الموضوع رقم الصفحة
الرئيس محمد نجيب وصاحبة القداسة .. العسكرية
مصادرة أموال الملك فاروق
الثورة ومحاكمات الضباط
الرئيس محمد نجيب يصدر أمراً بالإعتقال
محاكمة محمد نجيب وتحديد اقامته !!
وثائق إبعاد الرئيس محمد نجيب ومحاكمته
جمال عبد الناصر ومحاكمة كبار قادة الجيش
قانون عبد الناصر في محاكمة كبار قادة المؤسسة العسكرية
حيثيات الحكم في القضية
الملف الأحمر السري للجنرال صفوت الشريف
السادات ومحاكمات العسكر
المؤلف في سطور
كتب صدرت للمؤلف
محتويات