أخطر اعترافات جيهان السادات

قبلة كارتر وصورتي علي غلاف البلاي بوي

السادات مع بيرل بيللي والرئيس فورد مع الحاجة جيهان السادات.. مش عارف أُم بروتوكول إيه وكوووول إيه.. ومسخرة إيه ودياثة إيه؟ رغم إني ساداتي

بدون مقدمات !!!

عام 2000 حين أجريت هذا الحوار النماري مع السيدة جيهان السادات وحين سألتها عن قُبلة الرئيس جيمي كارتر لها أجابت حينها اجابة شبه مقنعة.. لكنني حين بحثت الأمر باستقصاء ودراسة وجدت أن الرئيس كارتر لم يكن الوحيد الذي قام بتقبيل جيهان السادات “غير السيد الرئيس زوجها”.

السادات يرقص مع المغنية الأمريكية بيللي بيرل

أنيس الدغيدي يواجه السيدة جيهان السادات

جيهان السادات تشرب في نخب الرئيس تشاويشسكو

كارتر وجيهان.. والسادات وروزالين .. سكاري يشربون الخمر

جيهان بتتباس في حضور السادات من رئيس وزراء إسرائيل

جيهان السادات ترقص مع الرئيس فورد

أين السادات هذا؟ مات الله يرحمه .. وبقي لنا الرئيس السادات الراقص

والآن.. هيا بنا إلى حواري سنة 2000 مع السيدة جيهان السادات في صحيفة الميدان

تلفت حولي وبادرتها .. استفهامات خارجة .. وغريبة وممكن تكون عيب .. مضطر أعلنها:

قالت : تفضل :

قلت : – يقول الأستاذ كمال خالد في كتابه رجال عبد الناصر والسادات أن الرئيس السادات مثل الذبحة الصدرية في جنازة عبد الناصر حتى يقولون عنه ضعيفاً ويختارونه للسلطة خلفاً لناصر وأكد هيكل هذا المعني بصورة تمثيلية نشرها للسادات فما تفسير ذلك؟

= ربنا يسامحه ولا أقول أكثر من هذا .. الحقيقة أن أنور السادات من التأثر الشديد من أجل عبد الناصر فأغمي عليه أثناء الجنازة ده حقيقي لكن يمثل الذبحة ويتمارض هذا ادعاء باطل وللعلم أي نائب لرئيس الجمهورية في مثل هذه الظروف لا يحب أن يتمارض ولا يضعف بل يظهر بهيئة القوي الأنيق حتي لو هو مريض تراه يسعى لأن يكون في أعين الناس قوياً صحيحاً حتى يختاروه خلفاً للرئيس – أي رئيس – معتقدين أنه سيحكم بقوة وحسم وشخصية .. لكن أنور فعلاً كان مجهد لأنه لم يكن ينام بما يكفي كان يوصل الليل بالنهار مع جمال عبد الناصر في أيامه الأخيرة بسبب المؤتمر العربي الشهير للصلح بين الملك حسين وياسر عرفات بعد مذبحة أيلول الأسود وحدث للسادات هبوط في الجنازة فضلاً عن صدمته في صديقه الذي أحببناه جميعاً الرئيس جمال عبد الناصر .

جيهان السادات في أحضان الرئيس جيرالد فورد .. والرئيس السادات في فاصل من المتعة والدلع مع المغنية الأمريكية بيلي بيرل

– بادرتها : تحت عنوان ” النهب المنظم ” انتقد الأستاذ هيكل بعضاً الشخصيات العامة التي شكك في ثرائها هم عثمان أحمد عثمان ورشاد عثمان وتوفيق عبد الحي وعصمت السادات شقيق الرئيس والدكتور نعيم أبو طالب .. ثم تسائل الأستاذ هيكل وهذا من حقه قائلاً ” وفجأة صدر قرار بحل الرقابة الإدارية بدعوى أنها عقبة بيروقراطية تسبب الكثير من المضايقات .. وصدرت الأوامر بإيقاف تداول تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات ” فلماذ سيدتي أرادها الرئيس سداح مداح دون رقيب أو حسيب ؟

= أجابت سيادتها .. الرئيس السادات أول ما اعتلي السلطة جمع أهله كلهم وحذرهم جميعاً بعدم استغلال السلطة أو نفوذ الرئيس للإثراء أو في أي تعاملات وكان حازماً جداً معنا جميعاً سواء أشقاء أو زوجة وأولاد أو أقارب وأصهار وكان لأنور إجراء شهيراً مع شقيقه طلعت حيث اعتقله للتحقيق لاتهامه في بعض الأمور البسيطة ليعطي بذلك درساً لكل المقربين وغيرهم أنه لا يعرف المحسوبيات والسادات هو الذي أبعد سيد مرعي وهو صهره من رئاسة مجلس الشعب وأتي بصوفي أبو طالب ليؤكد أنه لا محسوبيات في عصر السادات ولا مجاملات وحينما انضم محمود أبو وافية زوج أختي لحزب العمل المعارض وهو عديل أنور السادات لم يغضب منه أنور وقال : كل واحد حر في انتمائه السياسي . وأعلن السادات أ أي شكوي ضد أي أحد من أسرته تأخذ مجراها الطبيعي في التحقيق ولا استثناءات لأحد تحت مظلة القانون وقام بمنع شقيقه من دخول ميناء الأسكندرية . فهل بذلك أنور كان يتستر علي أي انحراف أو يلغي القوانين لمصلحة أي إنسان ؟ ومن يستطيع أن يقول أن المهندس عثمان أحمد عثمان أثري من طريق غير مشروع أو أن المرحوم عصمت السادات شقيق أنور كان منحرفاً .. عيب هذا كلام باطل .

عن دفن الرئيس السادات وأن سيادتك خالفت وصيته تكلم الكثيرون وقالوا أن الرئيس أوصي أن يدفن في ميت أبو الكوم فدفنته السيدة الجبروت عند المنصة .. لماذا ؟

= لو كانت رغبة الرئيس السادات أ يدفن في ميت أبو الكوم ما كنت أملك أن أغيرها أبداً فقد كانت وصيته في الأول فعلاً وكنا نضحك فأقول له : يا أنور ميت أ[و الكوم بعيدة والمشوار طويل ح نزورك إزاي ؟ ثم عاد فقال : ادفنوني في سيناء . فقلت له : لأ ميت أبو الكوم أرحم يا أنور . ثم ترك الأمر مفتوحاً ولم يقرره في النهاية ولو قرر السادات وصية كهذه لم أكن أملك أن أملك سوي تنفيذها دون مناقشة ومثال ذلك كتابه البحث عن الذات وجائزة نوبل أوصي السادات بالتبرع بقيمة أموالهما للجمعية القائمة علي مباني للأهالي في ميت أبو الكوم وبعد وفاته جاءت دار النشر وقالوا لي : أنتم الورثة خذوا أموال الكتاب . قلت لهم : لا .. نحن لا نملك هذا الكتاب اذهبوا بالأموال لجمعية ميت أبو الكوم هذه وصية أنور . فلا أنا ولا أولادي يمكن أن نخالف وصية أنور السادات أبداً وهذا الكلام لا أعرف من أين أتوا به .

إذا أين حدد السادات مكان دفنه في وصيته ؟

= لم يحدد مطلقاً .. أ،ا فكرت في دفنه في منطقة الأهرامات بجوار خوفو ثم استقريت علي هذا المكان بعيداً عن الآثار حتي يمر عليه احتفال اكتوبر كل عام وهو وسط أولاده الشهداء أبطال اكتوبر .

انتقد البعض أن سيادتك قمتي ببيع قصر السادات في ميت أبو الكوم لقطع أية صلة لك بالقرية ولعمرك ذلك المكان أعظم عشق في حياة السادات .. فكيف حدث هذا ؟

= الحقيقة أن منزل ميت أبو الكوم كان يتهالك سنة بعد الأخري وأولادي لا يذهبون إلي هناك كثيراً وأنا مشغولة بالسفر ولو أنا فكرت أبيع البيت والسلام لكان هناك العشرات ممن يرغبون في شراء منزل الرئيس السادات بأغلى الأسعار الخيالية مصريين وأجانب وعرب لكن أنا أعطيت البيت لأنور السادات .. وهو أنور عصمت السادات نجل شقيق الرئيس فهو الآن بيت العائلة كلها كلنا نذهب إليه وقام أنور عصمت السادات بتحويله إلي تحفة فنية نادرة بعد أن قام بعمل متحف يضم كل مقتنيات الرئيس السادات التي جمعها وأعطيتها له من هنا من بيتي واعتني جداً به والمتحف مفتوح لكل الناس بلا مقابل وجاري تكملته والحق يقال أن أنور عصمت السادات قام ببناء مبني آخر تماماً غير الذي كان موجوداً ويهتم بالمتحف والبيت بشكل فوق التصور .

قالوا : أن السادات في أحداث 15 مايو جلس في اجتماع عائلي شديد اللهجة مع السيدة جيهان فقط وأن سيادتك انتقدت صبر الرئيس في مواجهته لخصومه وبع الاجتماع في اليوم التالي مباشرة أقال علي صبري الذي كان نائباً للسادات وبعد ذلك فتحت طاقات جهنم .. أليس هذا دليلاً علي جبروت سيادتك ؟

= هل أنور السادات طفل عنده 12 سنة حتي أعطيه أوامر وقرارات .. السادات قائد له شخصيته وتاريخه ووجهة نظره وتقييمه للأمور فلا يمكن لأي إنسان أن يملي قراراته أو شروطه علي السادات أبداً فهو أعلم مني بتوقيت وظروف وطريقة دخوله ضد خصومه وهو كان لديه الدهاء والعبقرية فتركهم حتي يتم كشفهم أمام المجتمع وكان يقول لي : خليهم يلعبوا يا جيهان وأنا قاعد علي شط البحر ومستني وهمه ح يمروا من قدامي جثة جثة . ان أنور السادات بطل حرب اكتوبر الذي خطط وفكر واتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب للعبور وهو صاحب عنصر المفاجأة والتمويه في الانتصار المدوي الذي غير وجه التاريخ لا يمكن أن يأخذ قراراته من زوجته مطلقاً .. نعم أنا ممكن كزوجة أشعر بالخطر فأثور في بيتي وأفقد أعصابي وأقول : الحقنا يا أنور اتحرك .. ساكت لحد امتي ؟ آنذاك يبتسم أنور في هدوء وسكينة ويهز رأسه فقط لأنه يعلم متي وكيف سيتخذ قراراته فهو داهية .

يقول محمد عبد السلام الزيات : أن حافظ بدوي رئيس محكمة 15 مايو اتصل به وأخبره أنه في حيرة لأن عليه ضغوطاً من الرئيس بإعدام مجموعة 15 مايو فذهب الزيات ليسترحم السادات في ذلك فوجده مصراً علي أحكام الإعدام فقال قولته المشهورة : ” رأيت السادات بوجه غير الذي كنت أعرفه فأدركت أن للسادات وجهاً آخر مخيفاً ” فما صحة ذلك ؟

= أجابت .. ليس عندي علم بهذا .. كل الذي أعلمه أن حسن الزيات يساري وكان عنده مواقف مع اليساريين ضد السادات ويقول أو يكتب ما يشاء هو حر لكن ما يقوله غير صحيح فأنور السادات هو الذي وضع سيادة القانون فكيف يخرقها مصر فيها سلطات قضائية نزيهة وهي صاحبة الكلمة الأولي والأخيرة .. وبعدين هل أعدمهم أنور .. أنور أخرجهم من السجون قبل أن يستكملوا الحكم القضائي برحمته وأخلاقه .

سيدتي .. أريد مزيداً من الديمقراطية في محاوراتي مع سيادتك ..

= ( ابتسمت بود ) اتفضل فيه ديمقراطية بعد كده ؟

قلت : نسبوا وفاة عبد الحكيم عامر لعبد الناصر وبصراحة ربنا ينسبون للسادات كل من أحمد بدوي وزير الدفاع وهو أحد أبطال 6 اكتوبر والليثي ناصف كبير الحرس الجمهوري وهو أحد أبطال 15 مايو .. فهل هما حقاً من ضحايا الرئيس السادات ؟

= أجابت : الليثي ناصف الله يرحمه من الرجال المحببين جداً لأنور وله دور غير عادي مع الرئيس في 15 مايو فهو الذي قبض عليهم وقام بدور بالغ الأهمية بتأمين الرئيس مع ممدوح سالم وزير الداخلية بعد شعراوي جمعة .. لكن الليثي ناصف كان عنده مرض نفسي لعله أصيب به بعد فترة فأرسله الرئيس السادات للعلاج في لندن وكانت تأتيه نوبة من الألم حين يتناول العلاج يفقد فيها أعصابه فسقط من الشرفة أثناء نوبته ولم ينتحر أو يلقي به من الشرفة كما زعم البعض فالرجل يرحمه الله مؤمن وموحد بالله ومحترم وله اسم مشرف . أما أحمد بدوي فأنا في حياتي لم أر السادات حزيناً بمثل هذا الحزن الذي رأيته فيه يوم وفاة أحمد بدوي ورفاقه وكان السادات يردد في شبه هيتستيريا : مش ممكن مش معقول .. القادة بتوعي راحوا .. القادة بتوعي راحوا . وأنا ذهبت إلي جميع نساء القادة الذين استشهدوا في الحادثة مع أحمد بدوي لأؤدي واجب العزاء وكنت في منتهى الحزن والألم وأصر أنور أن أذهب لأؤدي واجب العزاء بنفسي لزوجات الشهداء .. ولا تنسى أن أنور السادات هو الذي أعاد أحمد بدوي ورفاقه للخدمة في حرب اكتوبر 1973 بعد أن استبعدهم عبد الناصر بعد هزيمة 1967 لاقتناعه بأحمد بدوي وكفاءته العسكرية وكان حزن السادات عليهم عظيماً جداً.

جيهان السادات وأنيس الدغيدي

– بعيداً عن لعبة السياسة واتهامات القتل .. ماذا عن أطرف المواقف في حياة السيدة جيهان مع الرئيس السادات ؟

= كنا في أمريكا ومن عادتنا أنا وأنور أننا كنا نجتمع بالمصريين هناك في لقاءات مفتوحة لنستمع إليهم .. وفي إحدى اللقاءات كان السادات يجيب علي الأسئلة التي توجه إليه وكنت أجلس بجواره في مواجهة الحضور ووقتها كنت أخطط لقانون الأحوال الشخصية ( ضحكت ) الذي أطلقوا عليه قانون جيهان .. وفكرت في استغلال الموقف فكتبت سؤال وهمست للضابط الذي يقف خلفي – خلسة دون أن يعلم الرئيس – بأن يقوم بتوصيل الورقة لسيدة أعرفها كانت تجلس في مؤخرة الصفوف .. وقرأتها ثم ابتسمت وأشارت لي بالموافقة ورفعت يدها لتطلب السؤال فأذن لها أنور فسألته : أين حقوق المرأة يا فندم .. فهل نطمع في إنصاف حقوقها في مجلس الشعب وكافة التمثيلات الشعبية الأخرى ؟ وضحك أنور قائلاً : والله لولا أن جيهان جالسة بجواري كنت قلت إنها هي التي سألت هذا السؤال .. بس انتظروني شوية لأن أنا عندي مستشفيات ومدارس ومسئوليات أهم وبعدين ح نشوف حقوق المرأة . ولم يعلم أنني أنا التي أرسلت له هذا السؤال .. مرة ثانية أنا كنت مريضة كان عندي ارتفاع في درجة الحرارة وكان عندي دكتور فجأة دخل عندي أنور ومعه بنت عم روزالين كارتر وزوجها وقال أنور : يا جيهان جايين يسلموا عليكي . وتعجبت فأنا لم أكن مستعدة بملابس .. وكنت مريضة ووجهي شاحب من الإرهاق وشعرت بالإحراج وبعد أن خرجوا سألني الدكتور : عندك إيه يا فندم ؟ فضحكت من أعماقي وقلت له : عندي ضغط دم وحرق أعصاب وقلق من ضيوف أنور .. ثم نهضت سليمة وضاع الألم من مواقف أنور الطبيعية فقد كان رحمه الله يتصرف بعفوية حب القرية وروح الود .

ماذا عن أطرف مواقف بيت الزوجية مع السادات والأسرة والأولاد ؟

= ( ضحكت ) السادات كان دائماً يعلم جمال السادات كيف يكون رجلاً وشجاعاً فكان يقول له : يا جمال خللي بالك من اخواتك البنات .. عايزك تبقي رجل تتحمل الشدائد وتتولي مسئولية تربية اخواتك البنات بعد مماتي .. يا جمال يا ابني تحمل الصعاب كن بطلاً . وفي مرة كنا أمام التليفزيون وظهر أسد مرعب ففر جمال إلي والده وارتمي بين أحضانه في رعب صائحاً : بابا . فقال له أنور : مالك يا ابني انت مرعوب ليه ؟ فقال جمال : لأ يا بابا أنا مش مرعوب أنا بارتعش . من يومها أسميناه جمال ” الأسد ” .

ماذا تقولين في هذه العبارة “رغم أنني جيهان السادات وأنتم تعرفون من تكون جيهان إلا أنني ندمت علي هذه المواقف ” ؟

= قد تتعجب لو قلت لك أنني لم أندم في حياتي مطلقاً لأنه لا يوجد شيئاً فعلته قط إلا وأنا مقتنعة به تماماً ومؤمنة به لدرجة غير عادية .

بصراحة كده .. قالوا أن الرئيس السادات عاش مسرفاً كالرشيد ومختالاً كشهريار فكان يتنقل بين القصور والاستراحات وكان أيضاً من أشيك عشرة رجال في العالم .. أليس كذلك؟

= في فرح ابنتنا جيهان الصغري وكان فندق شيراتون هو الذي يشرف علي الحفل طلب السادات عدم وجود بوفيه مفتوح وقرر أن الشاي والساندويتش فقط هما وجبة العرس للضيوف وحينما زاد عدد المدعوين قال نقلل كمية الساندويتش ولا نزيد حجم العزومة نحن بلاد فقيرة يجب ألا نسرف ببذخ وأنا يجب أن أكون قدوة .. علماً أن عثمان أحمد عثمان والد العريس هو المسئول عن ذلك .. وماذا يعني أن يكون الرئيس أنيقاً في مظهره وملبسه .. السادات منذ أيام السجن وكان لا يوجد عنده في الزنزلنة سوي قميص وبنطلون واحد .. كان يكويهم تحت المرتبة ويظهر أنيقاً نظيفاً .. أليست النظافة من الإيمان ؟ لكن إسراف لأ .

” هنا فقط أدركت أن السادات سيقتل ” متي قالت السيدة جبهان السادات هذه العبارة ؟

= أيام محكمة الثورة وكان السادات عضواً فيها سنة 1954 وكانت تأتيني مكالمات تهديد أنهم سيقتلون السادات فكنت أبكي ومرة سمعت طلقة فانهرت وبكيت وجاء السادات ليعطيني دراساً في الإيمان قائلاً بالحرف الواحد ولن أنسي هذه الكلمات ما حييت : يا جيهان .. الله واحد والعمر واحد .. والله يقول أينما تكونو يدركم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة .. فلا يوجد مخلوق في الدنيا يغير قرار الله في ساعة ومكان ولحظة موت أي إنسان فحينما تأتي ساعتي لن يقدمها أو يؤخرها مخلوق سواء نبي مرسل أو ملاك مقرب فكوني مؤمنة بقدر الله . أما المرة الثانية التي تيقنت فيها أن السادات سيقتل فعلاً فهي لحظة أن أخبرني أنه سيزور القدس وسيسافر إلي إسرائيل .

قاطعتها : بمناسبة القدس .. كيف سمعت السيدة جيهان نبأ زيارة السادات للقدس وهل كانت مفاجأة بالنسبة لسيادتك مثلنا وكيف واجهك السادات بذلك القرار وماذا قلت له ؟

= أنور أعلن في مجلس الشعب انه مستعد يزور إسرائيل أو أ ي مكان في العالم من أجل السلام وكان ياسر عرفات ضمن الحضور في المجلس ولكنهم تصوروا أنها مجرد دعاية أو مناورة أو ذلة لسان من السادات وحينما جاء إلي البيت قابلته فأنا زوجته وأعلم السادات كيف يفكر وكيف يتخذ القرارات الخطيرة فسألته : هل ستزور إسرائيل فعلاً يا أنور ؟

فأجاب : طبعاً ح أروح يا جيهان .

فقلت له : يا أنور أتدري حجم العقبات التي ستواجهها لو عملت صلحاً مع إسرائيل ؟ ابتسم بثقة ثم أجاب : أيوة عارف يا جيهان .. أنا قضيتي السلام لمصر والعالم العربي حتي لو كلفني عمري وما عنديش خيار تاني ومش عايز اسمع تعليق .. ده قراري .. انتهي يا جيهان . فشعرت بحزن وأطرقت إلي الأرض في ألم وتفكر

فقال : أنا من فترة طويلة أفكر وأخطط في قطع الشك باليقين وسأزور إسرائيل من أجل السلام الشامل والعادل .

فقلت له : وهل العرب سيقبلون هذا ؟

فقال : بالتأكيد الأمر في البداية سيكون صعباً عليهم لكنهم سيستوعبون الفكرة لأن الصدمة ستكون مفاجأة والعرب مصيبتهم أنهم لا يستوعبون المفاجآت بسرعة .

فقلت له : يا أنور هل الشعب المصري سيرضي هذا ؟ أجاب : الحمد لله أنا أشعر بنبض الشارع وأنا أريد أن أضع حداً ووضوح رؤية في مصر والمنطقة .

قلت له : هل تعلم أنك ممكن تدفع حياتك ثمناً لهذه الخطوة الجريئة ؟

قال لي : طبعاً مقدر تماماً يا جيهان وأعلم وأعي أن خطورة هذه الرحلة تساوي حياتي ولكن حياتي تهون أمام وقف نزيف الحروب في المنطقة .

فوجدت أن أنور وضع دراسة واعية لموقفه وهذا هو أنور الذي يخطط ويدرس لكل كبيرة وصغيرة وقتذاك ووجدتني أسرع في طبع قبلاتي الملهوفة لأنور في حب وسعادة بقائد عظيم سيضع حداً للحروب التي شاهدتها بنفسي في 1956 و1967 وغيرها فمن السهل أن تتكلم عن الحروب لكن رؤية الجرحى ومشوهي الحروب أصعب وأكثر مرارة حين تنظر إلي الأسر التي تفقد ذويها وعائليها في الحروب شيء صعب جداً ومرير .. فحينما يضع السادات قرار السلام بكرامة وثقة بعد وضعه لقرار النصر العظيم في اكتوبر 1973 وتوقيع النصر في سجلات التاريخ آنذاك يجب أن أكون مع السادات دون مناقشة وأمنحه قبلاتي وحبي فهو القائد الفذ والمنتصر المظفر ..

والسادات قال لي : أنا لايمكن أبداً أن أخوض مفاوضات سلام مع اسرائيل دون أن أخوض جولة حرب أنتصر فيها حتي إذا ما جلسنا نتفاوض أكون أنا أعلي منهم ونجلس جلسة الند للند أما أن أخوض سلام بعد 1967 فهذا مرفوض ولذلك حاربتهم في اكتوبر وهزمتهم يا جيهان . لكن صدقني هذا هو اليوم الحقيقي في حياتي الذي تأكدت فيه أن السادات سيقتل وسيدفع حياته ثمناً لهذا السلام وقد كان بالضبط كما توقعت .

– ماذا عن ذكريات الوداع الخاص بين جيهان والسادات قبل أن يغادر الرئيس إلي القدس؟

= سافرت أودعه في الاسماعيلية قبل اقلاع طائرته إلي القدس وكنت أنظر إليه ونحن نودعه وأنا عندي اعتقاد أن هذا سيكون الوداع الأخير لأنور وكان يفهم نظراتي فيبتسم لي كمن يطمأنني وهو يبتسم بخفة ظل أفهمها فيه وهذا يعني أنه قمة الثقة والتفاؤل وكنت أتعمد أن أظهر معه في كل الصور التي التقطت له في الاسماعيلية قبل وداعه وأنا أقول : ستكون هذه هي آخر صورة فوتوغرافية تضمني مع أنور .. والحمد لله نجح في مهمته وجنب مصر ويلات الحروب وجنبها الدخول في مفاوضات مع قادة إسرائيل الغير مؤمنين بالسلام وجنب مصر ميزانيات كبيرة واختار الخط القصير الواضح الواثق للوصول إلي السلام الشامل والعادل ووضع النقاط فوق الحروف لأن السلام يصحبه انتعاش اقتصادي لتتحوزل الميزانيات العسكرية إلي بناء للوطن ورفع مستوي الشعب بعد أن خسرنا أموالنا في حروب خاسرة قبل ذلك لا طائل منها .

– سألتها .. ماذا يمكن أن تقول السيدة جيهان السادات عن مباحثات ومفاوضات كامب ديفيد والتي احترقت فيها أعصاب الرئيس لا شك خصوصاً أنه يفاوض الداهية الإسرائيلي مناحم بيجين وماذا عن الخط الساخن بسن السادات وجيهان أثناء المباحثات وأسرار لم تنشر أسر بها الرئيس إلي سيادتك ؟

= بالنسبة للمفاوضات ليس لي دخل فيها لأنها كانت بين الوفد المصري والوفد الاسرائيلي بوساطة الرئيس كارتر.

ولكن عن حالة السادات كزوجي الإنسان وقتها أستطيع أن أقول لك أنه كان يعاني صراع المباحثات مع بيجين وكثيراً ما كان يصطدم مع الوفد الإسرائيلي خصوصاً مرة اصطدم مع موشي ديان جداً ودخل ديان عندهم في جناح الوفد المصري وتدخل الرئيس كارتر ومنع موشي ديان من دخول جناح الوفد المصري .. لكن في مرة اتصل بي السادات قائلاً : يا جيهان أنا باجهز الشنط بتوعنا وراجع .. خلاص أنا زهقت من مباحثات بيجين الوفد الاسرائيلي معقد وغير متفهم .. أنا وصلت معهم لطريق مسدود .. مختلفين معايا في المستوطنات الاسرائيلية أنا راجع لمصر . وجلست أرجوه : يا أنور أنت صبور تحمل .. تريث .. اصبر قليلاً .

وتدخل الرئيس كارتر وتولي السفر إلي الكنيست الإسرائيلي للإجتماع به وأقنعهم لوجهة نظر أنور وتمت الموافقة علي رغبة أنور السادات وانتصر السادات واستمرت المباحثات التي احترقت فيها فعلاً أعصاب السادات وكان يقول لي : يا جيهان ان الجندي المصري الذي صنع إرادة النصر في حرب اكتوبر 1973 هو الذي صنع بداخلي إرادة السلام .

بادرتها .. أكرر ماذا عن أسرار مباحثات السلام .. فهل تبخلين بها علينا ؟

= أثناء المباحثات كامب ديفيد كانت هناك انتخابات قريبة في الكنيسيت الاسرائيلي فقلت للسادات في إحدي مكالماتنا التليفونية : أتمني أن يسقط مناحم بيجين في الانتخابات القادمة لأنه شخصية صعبة وعنيدة ويضايقك في المباحثات .فقال السادات ضاحكاً بثقة : يا جيهان أنا أتمني أن ينجح بيجين لأنه شخصية سياسية كبيرة وعنيدة ولبها ثقل سياسي كبير وصاحب وجهة نظر ولو فشل سيكون موقعه في الحزب المعارض وسيقوم بدور كبير جداً في المعارضة الاسرائيلية ضدنا بغرض إفشال السلام لينتصر علي خصومه السياسيين هناك وأنا أفضل أن ينجح بيجين حتي يبقي أمامي في مباحثات السلام فأنا أفضل أن يكون خصمي قوياً وسياسياً كبيراً حتي تكون مباراة السلام متكافئة بين قوتين يملكان تنفيذ السلام وبنوده أما خصوم بيجين فضعفاء وأنا لا أحب أن أتعامل مع صغار السياسيين .

وعن حرب اكتوبر 1973 ماذا تذكر السيدة جيهان من أسرار الحرب وأزمة السادات مع الفريق سعد الدين الشاذلي ؟

= أخطر مفاجآت اكتوبر 1973 هو دخول أمريكا الحرب ضد مصر بالأسلحة وطاقم الدبابات والطيارين والطائرات والمعدات .. والقمر الصناعي الأمريكي هو الذي رصد خط الجبهة فأعطت أمريكا لإسرائيل تعليمات لقادة إسرائيل لدخول الثغرة ثم قالت أمريكا : لأ هنا يتوقف المصريون . ودخلت الحرب ضدنا وحدثت الثغرة فقال السادات لهنري كيسنجر : أنا ح أنسفهم في الثغرة .. ح أنسف إسرائيل . وقال كيسنجر : لن نوافق أن تهزموا السلاح الأمريكي في الحرب أبداً يا سيادة الرئيس .. لن تهزموا السلاح الأمريكي سواء بسواعدكم أو بسلاح روسيا . فوقف السادات في خطبته الشهيرة وقال : أنا لن أحارب أمريكا . لأن السادات لا يعيش الأوهام أو الخيالات .. ومن هنا تدخل كيسنجر لبدأ رحلاته المكوكية بين القيادة المصرية والقيادة الأمريكية لحسم الموقف وحقن الدماء مع التهديد بتصعيد الحرب لتصبح أمريكية – مصرية خالصة .. وتم إنسحاب إسرائيل .

ماذا عن الثغرة سيدتي والخلاف بين الرئيس والفريق سعد الدين الشاذلي ؟

= لما حدثت الثغرة وأبلغ المشير أحمد إسماعيل علي الرئيس السادات بذلك .. فكر بهدوء وثقة وقال أنا ح أنسف إسرائيل في الثغرة . لكن سعد الدين الشاذلي شعر بالهلع والانهيار والخوف فطلب أحمد اسماعيل من الرئيس أن يستبعد سعد الشاذلي لأنه ليس علي قدر المسئولية ووافق السادات علي القرار وخرج الشاذلي يحكي القصة وفقاً لخياله وحده .

يقول الأستاذ هيكل : ” أن نصر اكتوبر كان نصراً استراتيجياً فقط “ما معني هذا ؟

= والله اسأله .. أنا نفسي لا أفهم ماذا يقصد هيكل .. هو يريد أن ينسف انتصار اكتوبر لكنني أود أن أفهم هيكل يريد أن ينسب نصر أكتوبر لمن ؟ وما معني عبارته ؟

– يقول الأستاذ هيكل أيضاً عن حرب أكتوبر : ” ولقد كان أهم دعاوى الرئيس السادات للفخر علي مسرح المنطقة كلها أنه الرجل الذي خطط ونفذ هجوم مصر الناجح عبر قناة السويس .. ثم أنه خطط ودبر للسلام الناجح في المنطقة وكانت تلك دعوي تحمل الكثير من أسباب المبالغة .. فمن ناحية كانت خطة العبور قد وضعت من قبله ولقد كان له فضل القرار بدون شك ” .. فما حقيقة هذا القول ؟

= ( اقتضب وجهها ثم أجابت ) : شيء عجيب حقاً .. السادات لم يضع خطة لحرب أكتوبر 1973 ؟!! في شهادة محمد فوزي وزير الحربية في عصر عبد الناصر قال عن حرب 1967 : لم تكن هناك خطة استراتيجية سياسية ولم تكن هناك خطة استراتيجية عسكرية الأمر الذي أدي الي إعطاء القوات أمر حشد في سيناء بدون إعطاء مهام قتالية وواجبات لها طبقاً للمفهوم والمعروف ولهذا توجهت القوات إلي مواقعها في سيناء بلا تخطيط مسبق ” هذا كلام الوزير فوزي وهو من خصوم السادات ومن مجموعة 15 مايو ورغم ذلك شهد بالحقيقة للتاريخ .. فإذا كانوا نادوا بالحرب في 67 ودخلوها وليس عندهم تخطيطاً مسبقاً فهل وضعوا التخطيط اللاحق لحرب و انتصار 1973 ؟!! عيب هذا كلام ينافي الحقيقة نهائياً حسبي الله ونعم الوكيل .

سألتها .. قال الأستاذ هيكل أيضاً عن كامب ديفيد : ” فمنذ البداية كان واضحاً بكل جلاء أن مناحم بيجين يعرف ما تعنيه هذه الاتفاقات بالنسبة له : لا دولة فلسطينية ولا انسحاب من الضفة الغربية وغزة ولا تعامل مع منظمة التحرير الفلسطينية ” .. فهل حقاً ليس في بنود معاهدة السلام نصوصاً تخص فلسطين أو الضفة والقطاع ؟

= ضحكت ثم قالت : لحظة واحدة ( وأطلعتني علي نسخة مطبوعة من نص معاهدة السلام ) وفي الديباجة قرأت : ” معاهدة السلام بين جمهورية مصر العربية ودولة إسرائيل واشنطن 26 / 3 / 1979 .. ان حكومة جمهورية مصر العربية وحكومة دولة اسرائيل اقتناعاً منهما بالضرورة الماسة لإقامة سلام عادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط وفقاً لقراري مجلس الأمن 242 و 338 إذ تؤكدان من جديد التزامهما بإطار السلام في الشرق الأوسط المتفق عليه في كامب ديفيد المؤرخ في 17 سبتمبر 1978 وإذ تلاحظ أن الاطار المشار اليه إنما قصد به أن يكون أساساً للسلام ليس بين مصر وإسرائيل فحسب بل أيضاً بين إسرائيل وأي من جيرانها العرب كل فيما يخصه ممن يكون علي استعداد للتفاوض من أجل السلام معها علي هذا الأساس واقتناعاً منهما بأن عقد معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل يعتبر خطوة هامة في طريق السلام الشامل في المنطقة والتوصل إلي تسوية للنزاع العربي الإسرائيلي بكافة نواحيه … ” ثم قالت السيدة جيهان : أردت فقط أن أطلعك علي أن السلام الساداتي كما قالوا لم يكن سوي سلام عربي شامل وعادل يهدف لمصلحة كل المنطقة لكنهم رفضوه واليوم يلهثون وراءه دون جدوى !! ( ثم أطلعتني سيادتها ) قائلة : إقرأ نص المادة الثانية من المعاهدة : ” ان الحدود الدائمة بين مصر واسرائيل هي الحدود الدولية المعترف بها بين مصر وفلسطين تحت الانتداب كما هو واضح بالخريطة في الملحق الثاني وذلك دون المساس بما يتعلق بوضع قطاع غزة ويقر الطرفان بأن هذه الحدود المصرية مصونة لا تمس .. ” ثم قالت : أليست هذه سيادة مصر علي أراضيها التي ضيعتها الحروب التي سبقت نصر اكتوبر 1973 ثم أطلعتني علي بروتوكول وقع عليه السادات وبيجين للرئيس كارتر متمم لكامب ديفيد يدعو ممثلين عن الأردن وفلسطين من أجل مناقشة وضع الضفة والقطاع وأن إسرائيل تتعهد أن تترك للفلسطينيين سلطة الحكم الذاتي الكامل في الضفة والقطاع .. إلا أن العرب وقتها لم يعجبهم الأمر فتركوا السادات وحده .. ثم تقول السيدة جيهان : مواد وبنود كامب ديفيد موجودة في وزارة الخارجية المصرية وأنور السادات كان يقول أن قضية فلسطين هي القضية الأساسية للسلام ولما حدث أول اجتماع دعي الفلسطينيين والأردنيين فلم يحضروا وكانت أعلامهم مرفوعة لكن مقاعدهم بقيت خالية واليوم بعد سنين طويلة جلسوا عليها ولكن بدون السادات فكانت النتيجة الذل والهوان والهزيمة والفتات الذي لا يستطيعون حتي أن يأخذوه .

قلت : قال الأستاذ هيكل أيضاً : “ولقد أدي خروج مصر من العالم العربي إلي آثار واسعة علي المنطقة العربية كلها تمتد إلي أبعد من حدود الصراع العربي الاسرائيلي .. ” وخلص إلي القول بأن خروج مصر أضعف العرب فاضطروا اليوم لعقد سلام منفرد بعد تحييد قوة مصر .. فما صحة ذلك ؟

= ( بحرارة وقوة قالت ) أنا لا أريد أن أسأل متي كان هناك تجمع عربي في تاريخ العرب ؟ التجمع العربي حدث مرة واحدة فقط في التاريخ الحديث وكان في حرب اكتوبر 1973 بعد قرار الملك فيصل الله يرحمه في منع البترول عن أمريكا والغرب واستخدامه سلاحاً في المعركة .. هذه هي المرة الوحيد التي اجتمع فيها العرب … الآن هل يستطيعوا أن يأخذوا كلمة وقرار موحد في موضوع ” والت ديزني ” ؟ الواجب أن يأـخذوا قراراً موحداً علي الأقل أن يقاطعوا زيارة والت ديزني وأن يقاطعوا المنتجات .. نحن للأسف مفككين فكيف يقال أن مصر تركتهم فتفككوا ؟. لا .. مصر لم تتركهم .. هم الذين تركوا مصر .. مصر تريد أن تفعل شيئاً واقعياً لتتحد به العرب وتعيد أراضيها بسلام وتتفرغ لسعادة أوطانها وبناء مجتمعاتها وتنمية شعوبها .

-سألتها .. سيدتي تعودت من سيادتك علي الديمقراطية .. عندي سؤال يحتاج لمزيد من الديمقراطية فأنا أعتذر عنه مقدماً .

= ( قاطعتني مبتسمة في ود رائع وقلب مفتوح قائلة ) : إسأل يا أنيس أنا عارفة إن أسئلتك نار دي مش ديمقراطية دى عايزة حاكم ديكتاتوري يحاسبك عليها .. اتفضل .

قلت : رأينا علي الملأ قبلة من الرئيس الأمريكي جيمي كارتر إلي السيدة جيهان السادات ونحن ناس شرقيون سيدتي نقيس رغباتنا بالسنتي متر ونلوك الاتهامات لخلق الله بالزحافة .. فماذا عن حقائق تلك القبلة الإنفجار ؟

= ( ابتسمت ثم قالت بشجاعة ) : هذا حدث فعلاً .. أولاً نحن نرسل البروتوكول في مصر إلي أي دولة نزورها فنقول نحن مسلمون شرقيون ليس لدينا قبلات أو رقص أو شرب .. لكن الأمريكان من زومان وحتي الآن إذا الرجل صافح إمرأة يقبلها .. وإذا صافح الرجل رجلاً لا يقبله .. والقبلة لديهم علامة التقدير والود والاحترام وأنا أتسائل .. إذا قبلني الرئيس كارتر أمام زوجي هل معني هذا أن كارتر ينظر إليَّ نظرة سيئة ؟ طبعاً لا .. وأذكر مرة من المرات بعد أن قبلني الرئيس كارتر قال : أنا آسف ( ثم ضحكت قائلة ) ولكن بعد إيه القبلة أخذت خلاص .. فماذا أفعل .. هل أمنعه وأدفعه بعيداً أم أنهره وأنا حرم رئيس الجمهورية وأين ؟ أمام عدسات التليفزيون من كل الدنيا .. أعتقد أنه صعب .. أنا أعتبرها نوع من التفتح وأنا كارتر رجل يبدي تقديره .

سؤال آخر يحتاج لمزيد من الديمقراطية أيضاً .. في يوم من الأيام كنت خارج مصر وفوجئت بصورة السيدة جيهان السادات علي غلاف مجلة الـ ” بلاي بوي ” الجنسية وبالداخل حديثاً صحفياً لسيادتك .. وأذكر أن الدنيا قامت خارج مصر واستغلها الكثيرون ضد السادات وجيهان .. فكيف حدث ذلك ؟

= ( ضحكت من الأعماق وقالت ) أسئلتك خارجة عن النص .. شوف يا سيدي .. الحكاية أن صحفية أمريكية زارتني عن طريق محمد حقي الملحق الصحفي في سفارتنا في أمريكا وأجرت معي حديثاً وكذلك مع أمينة السعيد والملك حسين ونشت معنا الحديث في عدد واحد من المجلة فطلبنا السفير أشرف غربال وأنا غضبت جداً وثرت عليهم ويومها اتهمتني ليبيا بأشياء سيئة .

بادرتها : وما موقف الرئيس السادات في ذلك وقتها بشأن تلك القبلة المصيبة ؟

= السادات كان سيفصل محمد حقي من عمله فتوسطت له عند أنور بعد أن اعتذر وقال أن الصحفية كانت غير سيئة لكن بعد تسجيلها معي عرضت عليها مجلة البلاي بوي مبلغاً كبيراً من المال في مقابل نشر المقابلة الصحفية عندهم ووافقت الصحفية لأن الأمريكان يعشقوا الدولار .. المهم أنور قبل اعتذار محمد حقي لكنه كان موقف صعب جداً .

ماذا عن شجاعة الرئيس السادات في مقابلة المواقف والأزمات داخل وخارج البيت ؟

= أنا أحببت في السادات شجاعته .. تخطيطه للحرب شجاعة .. وقرار الحرب شجاعة والنصر شجاعة ورحلته من أجل السلام قمة الشجاعة وحينما عدد الأحزاب وأسس الديمقراطية بعد أن عشنا صم بكم لا نجرؤ علي الكلام كان شجاعة .. وأنور في البيت لو ” زرار ” قميص ناقص أجري بسرعة تحت رجليه والبيت كله يهرول كل واحد في مكان من الرعب وهذه هي شخصية أنور التي لم تتغير أبداً شخصية شجاعة صاحبة رأي وقرار حاسم

# بمناسبة الشجاعة قال فؤاد سراج الدين في خطابه الشهير للرئيس السادات وهو ينتقد الرئيس بمنتهى القوة ” أنه ليس من الشجاعة أن يسب السادات زعماء الوفد وأن يذكر فؤاد سراج الدين بوصف ” الذباب ” عند السفير البريطاني فكان عقاب السادات لسراج الدين اعتقاله في سبتمبر 1981 .. فهل ما فعله الرئيس السادات كان من الشجاعة سيدتي ؟

= ليس مقصود بأحداث سبتمبر سراج الدين ولكن هذا كان قراراً سياسياً لإمتصاص الغضب وحتي لا يجد اليهود ذريعة لعدم تنفيذ اتفاق تسليم سيناء وكان ذلك القرار تحفظاً وقتياً وأنا أود أن أسأل هل رئيس الجمهورية لبذي يتحفظ علي الناس أم وزير الداخلية ؟

أجبتها بسرعة : وزير الداخلية يتحفظ علي الناس بقرار من رئيس الجمهورية .

= فقالت سيادتها : نعم لكن وزير الداخلية يقدم تقارير للرئيس عن الذين يسببون بلبلة أو شغب في الدولة أو يعملون ضد مصلحة الدولة وهذا ما حدث بالنسة للمتحفظ عليهم في قرارات سبتمبر .

هل أقول إذاً إن إعتقالات سبتمبر كانت قرارات وزير الداخلية وليست قرارات الرئيس السادات ؟

= ( بادرتني بسرعة ) لآ .. أنا لا أنصل السادات من قرارات سبتمبر ولكنها كانت بناء علي تقارير أمنية من نبوي إسماعيل وزير الداخلية من أجل مصلحة البلد والوضع السياسي لدفع عملية السلام .

ماذا تقول السيدة الجميلة جيهان السادات عن الحب والزواج .. وكيف تحافظين علي جمالك؟

= كلما كانت المرأة بسيطة واستمتعت بحياتها الزوجية بعيداً عن العصبية وكلما كانت المرأة بسيطة وتلقائية وصريحة ومحبة لزوجها حباً خالصاً ومخلصة له ولمن حولها كل ذلك ينعكس علي جمالها ونضارة وجهها وبشرتها وتصرفاتها بخلاف من تحقد وتحمل ضغائن للناس فأنا لا أكره أحداً حتى من خصومي أنا أعتبرهم إما عندهم معلومات خاطئة أو أخطئوا في تقديرهم أو مغرضين لكنني لا أكره أحداً رغم ذلك .. فكل هذا يصنع جمال المرأة .. فأنا كتاب مفتوح .

Share.

Leave A Reply